ما الخطأ في الكاريكاتيرات؟
شخصيا لا أعتقد أن هناك فيها أي خطأ بشكل مباشر..
هي ليست جيدة جدا، وكان من الممكن تجاهلها بسهولة.
ولكنها وقعت على أرض خصبة، أي أنها جاءت في الظروف الخطأ والوقت الخطأ..
ردة الفعل في الشارع الإسلامي كانت هائلة، ولم ينتبه الأوروبيون إلى التصاعد إلا متأخرين.
فركزوا على قضية حرية التعبير، وتأخروا في الاعتذار عن جرح المشاعر، ولم يعد بإمكانهم احتواء الأزمة بسهولة.
اقتباس:استخدام شخص محمد في الرسومات يحمل طابع "تعميمي" و هو ما أصاب مقتل حرية الرأي,يمكن ببساطة أن نعبر بالكاريكاتير عن عقلية "الجهادي" بدون حشر محمد و يمكن أن نوضح فكرة الحور العين بدون أن يكون محمد هو من يوزعها
طبعا التعميم خاطئ في محاججة عقلانية، ولكنه أحد الوسائل المعتادة في الكاريكاتير.
وكان بالطبع بإمكان الرسامين أن لا يستخدموا شخص محمد، وهو غير مهم في معظم الكاريكاتيرات أساسا، ولولا أن السياق يقول أنه محمد لكان من الممكن اعتبار الشخص الملتحي أي مسلم إرهابي (باستثناء قصة الجنة والحور العين بصفته المسئول عن الوعد الإلهي).
اقتباس:و لا أرى أن في الأمر عنصرية لأني كما قلت لا يوجد رابط عرقي او قومي بين المسلمين بالضرورة.
هذا التعريف للعنصرية يبدو مقتصرا على السياق الأمريكي (racism)، حيث لون الجلد أو الأصل "الاثني" هي العامل الأساسي للتفرقة.
ولكن العنصرية لا تقتصر بالضرورة على ذلك، وإنما يمكن أن تعني أي احتقار أو تحريض على العداوة ضد أي مجموعة أو "عنصر" معين.
برأيي أنه لا يمكن تعريف العنصرية بشكل مستقل عن السياق.
بذلك يجب أن نعرف السياق الذي طرحت فيه الجريدة عددها، والنوايا وراء رسم الصور المختلفة.
والأهم من ذلك طبعا هو كيف تم استخدام هذه الصور بعد أن طرحت حتى وإن كانت النوايا محايدة وغير عنصرية.
في الدنمارك هناك تيار يميني متطرف مشارك في الحكومة الحالية، معادي للمهاجرين، يقول مثلا أن المسلمين هم "سرطان يجب استئصاله".
طبعا معظم المسلمين الذين يحرقون السفارات لا تهمهم ظروف المسلمين الكنديين. وإنما يعبرون عن الإهانة التي يوجهها الغرب لهم كدول.
أي أن القصة هي حرب إعلامية، أو هكذا يفهمها المسلمون حاليا.
بينما لا أعتقد أن أحدا من الأوروبيين فكر بهذا البعد الدولي بداية.
مع أطيب التحيات