اقتباس:كتب خالد:
نطالبك يا أبانوب أن تأتي بحل لكل المشاكل التي يعاني بها البشر، لأنك تزعم الكمال فيما لديك، وتزعم أنه منقذ للبشر، فإن كان الحال هكذا فعليك أن تجد حلا لمشكلة موجودة في المجتمع لا أن تهرب منها ونتصنع كأننا لا نرى المشكلة ونعتكف في برج عاجي عل المشكلة أن تنصرف وحدها دون تدخل منا.
نحن لا نتحدث عن خطأ الزوجة في هروبها من زوجها وتغييرها إسمها، بل عن واقعة زواج الأخ الشقيق من الأخت الشقيقة، وكيفية حلها عندكم.
ما نناقشه هو "الرضاعة" وهل ينشأ عنها بنوة أو أخوة ؟
لا نتحدث هنا عن شواذ الأمور .. ولكن ما نناقشه هو الرضاعة وما أنشأته فى المجتمع من مآسى جعلت الزوج يزوج زوجته لرجل آخر ويعطى أطفاله لرجل آخر ليربيهم .
فلا تحاول أن تراوغ وتتلاعب للهروب من لب الموضوع يا سيد خالد .
اقتباس:ومنذ ذلك العهد أيضا لم يكن أحد يسجل المواليد والزواج والطلاق في العديد من القرى والبوادي، إلا أن عدم تسجيلها لا يعني انتفاء حصولها، وكما أن الرسول قد أمرنا بالتدوين في المهمات على الندب أو الوجوب، فنحن ينبغي علينا أن نسجل أسماء أمهات الرضاعة ومن كان صاحب اللبن من زوج للحوق الحرمة به كأب بالرضاعة.
إذا كنتم تؤمنون بأخوة الرضاعة ولم تدونوها فقد وقعتم فى مشكلة زواج المحارم .. أى أن المجتمع ملئ بالأزواج الأخوة .
هذا إذا إفترضنا جدلاً أن للرضاعة أخوة كالنسب يحرم بها الزواج .
المشكلة أن العلم الحديث لا يقر إخوة الرضاعة وبنوة الرضاعة .. فمن خلال التحليل الجينى يمكن تحديد الأب والأم بكل سهولة ولكن الأم بالرضاعة لا يمكن تحديدها بالتحليل الجينى نظراً للإختلاف البين بين النسب والرضاعة وهو الأمر الذى فشل محمد فى إدراكه وإستيعابه نظراً لعدم إتصاله بالوحى الإلهى العلام بالغيوب .
اقتباس:من قال أننا نحرمه؟ التنظيم لا يعني أبدا الحرمان، ويستطيع الطفل أن يرضع من امرأة معروفة غزيرة الحليب، خير من أن يرضع ممن هبت ودبت. كما أنه خير للمرأة أن تضع مني زوجها لتنجب لا أن تلجأ لبنوك المني. القضية تنظيم وليست منع.
التنظيم يقول بأنه من الأفضل عمل بنوك للحليب الطبيعى يكون متاحاً فى أى وقت للأطفال الخدج .. وهو ما يعنى عملياً إستحالة معرفة من أرضع من .
وقد عُرضت تلك المشكلة على القرضاوى الذى قال:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا ريب أن الهدف الذي من أجله أنشئت "بنوك الحليب" كما عرضها السؤال هدف خير نبيل يؤيده الإسلام. الذي يدعو إلى العناية بكل ضعيف أيًا كان سبب ضعفه وخصوصًا إذا كان طفلاً خديجًا لا حول له ولا قوة.
ولا ريب أن أية امرأة مرضع تسهم بالتبرع ببعض لبنها لتغذية هذا الصنف من الأطفال، مأجورة عند الله، ومحمودة عند الناس، بل يجوز أن يشترى ذلك منها إذا لم تطب نفسها بالتبرع، كما جاز استئجارها للرضاع كما نص عليه القرآن، وعمل به المسلمون.
ولا ريب كذلك أن المؤسسة التي تقوم بتجميع هذه "الألبان" وتعقيمها وحفظها لاستخدامها في تغذية هؤلاء الأطفال في صورة ما سمى "بنك الحليب" مشكورة مأجورة أيضًا.
إذن ما المحذور الذي يخاف من وراء هذا العمل؟
المحذور يتمثل في أن هذا الرضيع سيكبر بإذن الله، ويصبح شابًا في هذا المجتمع، ويريد أن يتزوج إحدى بناته، وهنا يخشى أن تكون هذه الفتاة أخته من الرضاع وهو لا يدرى، لأنه لا يعلم من رضع معه من هذا اللبن المجموع، وأكثر من ذلك أنه لا يعلم مَن مِنْ النساء شاركت بلبنها في ذلك، مما يترتب عليه أن تكون أمه من الرضاع، وتحرم هي عليه ويحرم عليه بناتها من النسب ومن الرضاع، كما يحرم عليه أخواتها لأنهن خالاته، ويحرم عليه بنات زوجها من غيرها على رأى جمهور الفقهاء لأنهن أخواته من جهة الأب إلى غير ذلك من فروع وأحكام الرضاع.
والاتجاه المرجح عندي في أمور الرضاع هو التضييق في التحريم كالتضييق في إيقاع الطلاق، وللتوسيع في كليهما أنصار.
الخلاصة:
أننا لا نجد هنا ما يمنع من إقامة هذا النوع من "بنوك الحليب"، مادام يحقق مصلحة شرعية معتبرة، ويدفع حاجة يجب دفعها. آخذين بقول من ذكرنا من الفقهاء، مؤيدًا بما ذكرنا من أدلة وترجيحات.
وقد يقول بعض الناس: ولماذا لا نأخذ بالأحوط، ونخرج عن الخلاف، والآخذ بالأحوط هو الأورع والأبعد عن الشبهات.
وأقول:
عندما يعمل المرء في خاصة نفسه، فلا بأس أن يأخذ بالأحوط والأورع، بل قد يرتقى فيدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالعموم، وبمصلحة اجتماعية معتبرة، فالأولى بأهل الفتوى أن ييسروا ولا يعسروا، دون تجاوز للنصوص المحكمة، أو القواعد الثابتة.
ولهذا جعل الفقهاء من موجبات التخفيف: عموم البلوى بالشيء مراعاة لحال الناس ورفقًا بهم، هذا بالإضافة إلى أن عصرنا الحاضر خاصة أحوج ما يكون إلى التيسير والرفق بأهله.
وملخص كلام القرضاوى بعد أن إستعرض آراء الفقهاء المختلفة حول مفهوم الرضاعة هو أنه ما دام الأمر غير معروف من الذى رضع وممن فلا جناح على من يتزوج حتى ولو كانوا أخوة فى الرضاعة .
وهو رأى غريب يقول أنه ليس على زواج المحارم (حسب المفهوم الإسلامى العجيب) ما دام الأمر غير معروف .
وهناك فرق شاسع يا سيد خالد بين بنوك المنى وبنوك الحليب .. وإذا سألت طبيباً مبتدئاً سيعرفك ما هى وظيفة المنى وما هو وظيفة الحليب وما تأثيرهما على الأنساب والوراثة .
اقتباس:هذا مسيحكم الذي هو يسوع تقولون أنتم أنه قد حرم ما أحل الله وأحل ما حرمه، أما المسيح عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليهما فلم يقم بهذا أبدا، ببساطة لأنه مصدق لما بين يديه من التوراة، ولإن كانت التوراة التي هي أمر الله قد أباحت الزواج من عدة نساء، وأحلت الطلاق، فلا يليق بمن أتى مصدقا للتوراة وخاضعا لها أن يلغيها، سيما وأن إنجيل عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليهما لم يكن مهيمنا على التوراة.
السيد المسيح عاد بالأمور الى أصلها : آدم الواحد له حواء الواحدة .. فهكذا خلقهم الله على الفطرة .. وهكذا أيضاً الطلاق ما جمعه الله لا يفرقه إنسان .. فلماذا كان تعدد الزوجات والتطليق .. الجواب : كانت من أجل قساوة قلوبكم .. ولكن بعد أن جاء السيد المسيح له المجد بشريعة العهد الجديد وجدد الإنسان حسب صورته الأولى عادت الأمور الى فطرتها الأولى السليمة .. ولكن محمد وإسلامه أبى إلا أن يرفض التجديد ويعيش حسب الإنسان العتيق ويغرق أتباعه معه فى غياهب ودياجير الإنسان العتيق الفاسد الهالك الرافض لخلاصه خلال يسوع المسيح ابن الله :
متى 19:
3 وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلّق امرأته لكل سبب.
4 فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى
5 وقال.من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.
6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان.
7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلّق.
8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم ان تطلّقوا نساءكم.ولكن من البدء لم يكن هكذا.
9 واقول لكم ان من طلّق امرأته الا بسبب الزنى وتزوج باخرى يزني.والذي يتزوج بمطلّقة يزني.
اقتباس:ثم إن الرجل وامرأته ليسا ولن يكونا جسدا واحدا، وهذه مغالطة لا أقبلها، فللرجل ذمة مالية وقضائية حقوقية متباينة كل التباين، ومنفصلة كل الانفصال عن ذمة زوجته المالية والحقوقية والقضائية، هما متصاحبان في الحياة، وحين يرغب أحدهما بفك الصحبة فلا يجبر عليها.
الرجل والمرأة يكونا جسداً واحداً من خلال الإتحاد الزيجى .. بل وتتحد الأمشاج الذكرية والأنثوية لكل منهما ليأتى الطفل أو الطفلة حاملاً 50% من جينات كل منهما .. فأى إتحاد أكثر من هذا .. إذا نظرت فى وجه إبنك أيوب سترى كيف يصير الرجل والمرأة جسداً واحداً .
وهذا لا يمنع أن لكل منهما ذاتيته وخاصيته المتفردة عن الآخر .. ولكن الله أراد الله أنه من خلال الإتحاد الحبى الزيجى يأتى الأبناء ويتكاثر البشر .. ليدرك البشر أن الحب والإتحاد ما بينهم هو البركة والحياة .. وكما تتحد المرأة مع زوجها يطالبنا الله بأن تتحد نفوسنا البشرية بالله جل علاه لننتج فضائل ونرث الحياة الأبدية :
أفسس 5:
22 ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب.
23 لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد.
24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء.
25 ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها
26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة
27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب.
28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم.من يحب امرأته يحب نفسه.
29 فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة.
30 لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه.
31 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.
32 هذا السر عظيم ولكنني انا اقول من نحو المسيح والكنيسة.
33 واما انتم الافراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه واما المرأة فلتهب رجلها
اقتباس:وبعد، كيف يكون من يتزوج مطلقة زان؟ هل المطلقة نجسة أم مشغولة الذمة؟ وهل كتب عليها حياة العزوبية مدى الحياة؟ لعمري سجن مؤبد خير من هذا الحكم!
أما علم مشرعكم أن في الإنسان غرائز تتطلب الإشباع، ويعيش الإنسان بقلق وتعاسة إن كبتت الغرائز؟ فكان على المشرع أن ينظم تصريف الغرائز بشكل غير فوضوي، لا أن يكبتها بما يخالف الفطرة السليمة!
وما حكم من تتزوج مطلقا؟ أهي زانية هي الأخرى؟
من يلتصق بزانية فهو زانى .. والمُطلقة لعلة الزنا هى زانية .. أما المُطلقة لزنا زوجها فمسموح لها بالزواج .
أما المطلقة الزانية فقد حكمت على نفسها أنها لم تكن أمينة على شرف زوجها فمن يستأمنها على شرفه إن لم يكن هو الآخر بلا شرف .. يكفيها أن تسمح لها الكنيسة بأن تعيش حياة التوبة والإنسحاق بقية حياتها لعل الله يغفر لها ما إقترفته من شر عظيم .
أظن أن هذا أرحم من حكم الإسلام الذى يقيم عليها الحد ويقتلها وينهى حياتها ولا يعطى لها فرصة التوبة والرجوع لله .
القلق والتعاسة تنتج عن إشباع الغرائز عن طريق الخطأ .. والغريزة مقدسة ما دامت تُشبع عن طريق مقدس وهو الزواج المقدس .
لا يوجد كبت فى المسيحية .. من لا يستطيع ظبط نفسه فليتجه للزواج لأن التزوج أصلح من التحرق .. هذا ما يقوله الكتاب المقدس وقد صدق ..
من يستطيع ضبط نفسه ويريد أن يتسامى بغرائزه لتكريس طاقاته كلها بحواسه لعبادة الله والإلتصاق به فليفعل .. لا فرض على أحد للإتجاه هنا أو هناك .. مسألة إختيارية .. ومن يختار سلك الرهبنة أو التكريس فله فترة إختبارية لكى يختبر نفسه وإرادته وتختبر السلطة الدينية صلاحيته لهذا الطريق .. وكم من أناس رجعوا وتزوجوا لأن الدير وجدهم لا يصلحون لهذا الطريق أو أنهم وجدوا أنفسهم لا يصلحوا لهذا الطريق .
أما التزوج المرأة برجل مُطلق زانى فهذا يجعلها زانية أيضاً لأنها إلتصقت بزانى فهى واحد معه .
اقتباس:ليست العشرة ما تؤسس للبنوة، بل هو انتقال الجينات، وزعم البنوة لغير مستحقها هو زعم كاذب، يحرم الطفل من حقوقه الطبيعية في أبيه وأمه الحقيقيين من نسب وولاية وحضانة وميراث وتحريم. وظلم لأنه يجعل طفلا غير مستحقا يشارك في نفقة وحضانة وميراث يخص غيره.
وفساد لأن الرجل بعد ذلك يدخل على غير محارمه، ويحجب عن محارمه، وقد يأتي يوم على هذا الطفل المخطوف من والديه الحقيقين يصير فيه رجلا، وقد يلتقي بأخته الحقيقية التي لا يعرفها بسبب اختلاف الاسم، فيتزوج من محارمه جهلا.
لم أقارن بين النسب والتبنى ولكننى قارنت بين التبنى والرضاعة .. وحسناً قلت أن ما يؤسس للبنوة هو إنتقال الجينات .. إذاً الرضاعة لا تصلح لكى نجعلها تؤسس للبنوة ولا التبنى أيضاً .
ولكننى أظن أن التبنى يؤسس للبنوة أفضل من الرضاعة بكثير .. هذا ما قلته .
فلا أظن أن خمسة رضعات مشبعات تجعل طفلاً إبناً لإمرأة أفضل مما تجعل تربية المرأة لهذا الطفل ومعاناتها معه فى أمراضه ومخلفاته وحياته على مر مراحلها المختلفة .
اقتباس:وهل يتذكر الطفل المخطوف من أمه الحقيقية والمسلم إلى أم مزورة تدعي أنها أمه بالتبني أهله الحقيقيين؟
إذن على اعتبارك، فلا بأس أن يتزوج الطفل المتبنى بعد أن يكبر أخته الحقيقية، فهو لم يتعايش معها كالأخوة، وتثور شهوته الجنسية تجاهها كأي أجنبية.
أنت تفترض أنه مخطوف .. فلماذا لا يكون يتيماً وهذا حال أغلبية الأطفال ويكونون معرفين بالنسبة للأب والأم ولهم شهادة ميلاد .
أما ان تسوق لى أمثلة شاذة وتبنى عليها أحكام فهذا لا يصلح لوضع قواعد وأسس إجتماعية .
اقتباس:لأنك لا تريد أن تقر بنزول سورة الأحزاب منجمة، وتزعم بدلائل لا نعرفها.
إلا أن الإسلام قد فسخ في مطلع السورة التبني، قبل أن يخطب رسول الله زينب لزيد:
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا *5*
سقت لك دليلاً من ابن سعد فى طبقاته على أن زيداً كان يُدعى زيد بن محمد أثناء زيارة محمد المشهودة لخيمته وزينب بمفردها فيها وقولته سبحان الله مقلب القلوب .. وقد قلت أنت أن تلك دلائل لا تعرفها .. وها هو دليل آخر من مصدر آخر :
ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ ... 5 (الأحزاب33 : 5)
نزلت في زيد ابن حارثة كان عبدا لرسول الله صلعم فأعتقه وتبناه قبل الوحي فلما تزوج النبي صلعم زينب بنت جحش قالت اليهود والمنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها فأنزل الله هذه الآية.
(*) أسباب النزول للواحدي النيسبوري. البخاري كتاب التفسير بابادعوهم لآبائهم.
اقتباس:ثم إن كنت ترى أن الرضاعة لا تؤسس لحرمة لأنها لا تجعل المشاعر طبيعيا تنصرف للمرضع على أنها أم، فكيف تحرم زواج الحما من كنته، والحماة من صهرها؟ هل تعايشا كالأخوة أو أن ذلك تشريع مجهول السبب؟
لا أفهم ما هو وجه المقارنة ؟
الزوجة والزوجة صارا جسداً واحداً .. فأب الزوج هو أب الزوجة .. وأم الزوجة هى أم الزوج .. ويقولون عنهما فى اللغة الإنجليزية :
father in-law
mother in-law
اقتباس:الزواج طاهر وطيب، والبتولية ليست خيرا منه، ولا يقبل من بتول أن يفتي في شؤون الزواج لأنه يقول فيما لا يعرف.
وتسامي الإنسان عن تشريع الله بالزواج هو تسام على الله وتأل عليه، وهو ما لا يحبه الله ولا يرضاه. الزواج هو الأصل في حياة الإنسان، وقد خلق الله الإنسان زوجا، ولو كانت البتولية خير لخلق الله آدم مفردا.
هو ليس تسامياً عن تشريع الله بقدر ما هو تكريس الإنسان بكل طاقاته لخدمة الله وتسبيحه وهو ليس صالحاً للجميع ولا يقدر عليه الجميع .
وكثير من أنبياء الله القديسي عاشوا بتوليين بدون زواج وبلغوا شأواً عظيماً فى القداسة والمكانة قل من يبلغه من أمثال النبى إيليا والنبى يوحنا المعمدان وغيرهما .. ولا ننسى سيدة البتوليين السيدة العذراء مريم .
فليس الزواج حراماً ولا عيباً .. وليست البتولية كذلك .. كلاهما طريقان والعبرة أن يكون الإنسان قلبه ملتصقاً بالله سواء كان متزوجاً أو بتولاً .
اقتباس:عزيزي، مع احترامي فأنت لا تتحدث عن مجتمعات بشرية، بل تفترض في الناس الملائكية.
نحن نعيش في واقع الأرض، وفيه كل طيب وخبيث، وكل غث وسمين، والقانون حتى يصبح قانونا لا بد من أن يكون عاما في متناول الجميع.
ثم إن الطلاق ليس هو الحل الأول بل أحد الحلول الممكنة.
شريعة المسيح سهلة لمن كان المسيح عائشاً فى قلبه .. وهى صعبة المنال محفوفة بالأشواك بعيدة وراء الجبال لمن لم يعرفوا المسيح كإله فى القلوب وملك فى النفوس .. وإن حرركم الإبن فبالحقيقة تصيرون أحراراً .
اقتباس:أطفال الشوارع قد تكون من الأيتام، ممن فرق الله بين أبويهم بموت أب أو أم أو كليهما، فلم لا تلوم ربك على أخذه أرواح الآباء قبل أن يتم الأبناء سن الرشد؟
ثم هل تظن أن حضانة الأولاد بعد الطلاق متروكة للصدف أو لتنازل مزدوج؟
الحضانة حق للولد على أمه إن لم تتزوج حتى يبلغ الصبي السابعة أو البنت الرابعة عشرة، ثم يصبح الحق للولد في الولاية على الأب، لانتهاء الحضانة.
فإن تزوجت الأم انتقل حق الولد في الحضانة إلى جدته لأمه ثم لأبيه، ثم لخالاته، ثم لعماته، ثم لأخواته الكبيرات، ثم لمحارمه من النساء، ثم لعصباته من النساء الغير محرمات.
وإن مات الأب أو فقد، فإن الولاية تنتقل للجد لأب، ثم للأعمام، ثم للأخوة البالغين، ثم للأقارب الذكور من المحارم من العصبات، ثم للأقارب الذكور من غير المحارم من العصبات.
ليست القضية اعتباطية، وأكاد أجزم أنك تجادل عن أمر لم تقرأ فيه شيئا في تفصيل النظام الإجتماعي في الإسلام.
النسبة العظمى من أطفال الشوارع هم أبناء المطلقات والمطلقين وهذا واقع ملموس .
والواقع أيضاً يقول أنه بإنفضاض العلاقة الزوجية فغالباً يكون مصير الأطفال هو الشارع خاصة بالنسبة للأسر رقيقة الحال .. ومن يهون عليه ضناه فبالتأكيد سيهون على أعمامه أو غيرهم من أقاربه .. فالمعيشة صعبة والظروف الإقتصادية مريرة وكل إنسان يحاول أن يربى أبنائه بأقل القليل .. هذا هو الواقع المعاش .
ما أسهل أن تضع الحلول النظرية والتصورات الخيالية التى لا نراها على أرض الواقع .. ولكن عظمة المسيحية أنها تحل المشاكل من جذورها فتجنب المجتمع مشاكل كثيرة فادحة التأثير ..
الحل الجذرى هو لا طلاق إلا لعلة الزنا .. وعلى الزوجين أن يحلا مشاكلهما غير الطلاق بالتفاهم والمحبة وليس بالطلاق .. لقد أنشأ الإسلام مشكلة إجتماعية خطيرة بتشريعه للطلاق لأى سبب وحسب الهوى .. ونشأ عن الطلاق نسف لجذور المجتمع .. فأى حلول ننتظر ؟
اقتباس:قد يؤدي وقد لا يؤدي، والطلاق خير من الخصام اليومي والنكد المستمر بما ينشء أطفالا معوقين معقدين.
وإن كنتم في مصر تخالفون الشرع فتطلقون للا سبب ودون مقدمات، فليس هذا أمر الإسلام، وبإمكان من يريد أن يرجع إلى سورة الطلاق لمراجعة كيفية الطلاق
فى مصر وسائر البلاد الإسلامية يُعتبر الطلاق مشكلة المشاكل والقنبلة الموقوتة التى تهدد المجتمعات الإسلامية فى مقتل .
وما دام الإسلام قد حلل الطلاق لأى سبب فكيفية وقوع الطلاق لا أهمية له وهى أمور شكلية بروتوكولية .. وهو الواقع المعاش بعيداً عن تجميل الصورة القبيحة للطلاق .
اقتباس:بل قل يعطي الرجل الوافر الطاقة، والذي لا يستطيع أن يحتمل ابتعاده عن الجنس في دورة زوجته ومرضها وولادتها ونفاسها فرصة لإشباع الطاقة دون كبت أو انحراف مع امرأة أخرى هو مسؤول أيضا عن نتيجة علاقته معها.
ويعطي الرجل الفرصة في إنجاب أولاد إن رغب فيهم وكانت زوجته عقيما وهو لا يريد أن يطلقها بما قد يضرها.
ويحل مشكلة العنوسة في المجتمع، ويحل مشكلة العشيقات السريات المتكاثرة، والتي تؤدي إلى نتائج لا يتحمل فيها العشيق المسؤولية.
تعدد الزوجات مرض يُصاب به بعض الرجال من "وافرى الطاقة" كما تصفهم وتبرر تصرفهم وتحبذه .. ولكن ما هو الحل فى النساء "وافرات الطاقة" .. هل الحل هو الزنى ؟ .. ألا تعلم أن تعدد الزوجات يبخس المرأة حقها فى زوجها من الناحية الجنسية على الأقل ؟ فهل تزنى المرأة لتشبع حاجاتها ما دام الرجل قد إتجه هو الآخر لإشباع حاجاته ..
ليشبع الرجل حاجاته ولتشبع المرأة حاجاتها ولتذهب الأسرة للجحيم .
وإن لم يقدر الرجل على ظبط نفسه فى فترات ظروف زوجته فكيف تُطالب المرأة بظبط نفسها فى أثناء سفر زوجها لعدة شهور مثلاً ؟ دائناً تُدان .
أما عن مسألة الإنجاب فكما ترضى المرأة بزوجها العقيم فعلى الرجل أن يرضى بزوجته العقيمة .. ألا تقولون يهب لمن يشاء ذكوراً ويجعل من يشاء عقيماً ؟
ما شعور الرجل إذا طلبت زوجته الطلاق منه نظراً لعقمه وتزوجت بآخر لكى تنجب ؟ إنه قتل معنوى لهذا الرجل فى هذا المجتمع .. وكذا الحال بالنسبة للمرأة .. وليست الحياة الدنيا هى آخر المطاف وسيكافئ الله الصابرين خير الجزاء .
ولكن أن يذبح الزوج زوجته ويتزوج بأخرى لكى ينجب أو تفعل زوجته العكس فهذه هى النذالة بعينها وهذا هو التمرد على قضاء الله .
اقتباس:خلق الله لآدم زوجا واحدة، وخلق أيضا لغيره زوجا واحدة، إلا أننا نرى أن ملكة النحل تتزوج من عشرة ذكور، والحمام ذكر وأنثى في كل مرة، وثعلب الفنك زوجتين اثنتين فقط، والديك عشر دجاجات أو خمس عشرة، والكبش ثلاثين نعجة ونيف، والرجل أربعة نساء، والفهود يتزوج فيها ثلاثة ذكور أنثى واحدة.
إلا أن الله قد ترك الغريزة تنظم أمر الحيوان، وأنزل الشريعة لتنظيم أمر الإنسان.
شريعة الله للإنسان هى شريعة الزوجة الواحدة .. والدليل على ذلك أن الله خلق لآدم حواء واحدة .
والدليل الآخر هو أنه حسب قوانين علم الوراثية فنسبة الذكور للإناث هى 1 : 1 .
أما أن نضع الإنسان فى مجال مقارنة مع الحيوان فى مجال التزاوج والتكاثر فتلك قمة المسخرة .
اقتباس:ثم قد ضل من نسب إلى الله الولد والشريك والصاحبة والأب والأم والبنت والابن وأولياء من الذل
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)
لا ننسب لله ولداً من خلال تزاوج مادى .. ولا ننسب له شريكاً ولا صاحبة .
الله هو مثلث الأقانيم وقد خلق الإنسان على مثاله مثلث الأقانيم .. فالإنسان وجود وعقل متكلم وروح ..
والله كائن (آب) وعقل متكلم (ابن) وحى بروحه (روح قدس) .. وقد تجسد الإبن وتأنس ومات بالجسد على عود الصليب لفدائنا من نتيجة عصياننا لله وهو الموت الأبدى ووهبنا الحياة الأبدية .
قد أحبنا الله الى المنتهى حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به .
ومن أراد الهلاك فهو حر وقد هلك .