محمد فوراتي
قاصرات تورطن في فضائح جنس جماعي وتصوير أفلام إباحية
تونس: مصالح الأمن تفكك شبكة دعارة وترويج أشرطة إباحية جنوب البلاد
تونس - خدمة قدس برس (محمد فوراتي)
أوقفت مصالح الأمن التونسية، الأسبوع الماضي، 12 متهما ومتهمة من بينهم تلاميذ وتلميذات صغار السن، لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، ينتمون إلى شبكة للدعارة. وكشفت المعلومات الأولية أن قوات الأمن تفطنت إلى نشاط مريب لعدد من الكهول والشبان والفتيات، وبعض الأجانب في منطقة مارث (460 كلم جنوب العاصمة تونس)، فألقت القبض عليهم، بعد مداهمة وكر مُعَد للغرض.
والفضيحة التي هزت الرأي العام في الجنوب التونسي، المعروف بتقاليده المحافظة، أبطالها وبطلاتها تلاميذ وتلميذات بالمعاهد الثانوية، امتهنوا تصوير واستنساخ أشرطة إباحية، تحت تأثير مواد مسكرة، وممارسة الجنس بشكل جماعي.
ويعود أصل الواقعة إلى اشتباه أعوان الأمن في تصرفات فتاة قاصر لم يتجاوز عمرها 13 عاما، كانت تنوي بيع قلادة ذهبية. وبسؤالها عن مصدر القلادة اضطربت، ثم اعترفت بكلّ براءة بمصدرها، وكشفت علاقتها مع بقية أفراد الشبكة، مشيرة إلى أنها كانت تنوي التوجه إلى جزيرة جربة، وهي منطقة سياحية جنوب البلاد، للإقامة مع صديق لها، بحسب اتفاق مسبق جرى بينهما.
وعقب اعترافات تلك الفتاة القاصر، وكشفها لبعض عناصر الشبكة، تتالت الاعترافات بعد ذلك لتكشف عن أحداث ووقائع فاجأت أعوان الأمن. فقد اعترفت الفتاة الأولى بالمشاركة في "وليمة جنسية جماعية" على إيقاع أنغام شريط إباحي، وتحت تأثير "اللاقمي"، وهو شراب يستخلص عادة من جذوع النخيل، ويكون مسكرا إذا مرت عليه أيام بعد استخلاصه. واعترفت الفتاة المذكورة بأن صديقاتها اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 17 عاما شاركنها في ممارسة الجنس الجماعي.
هذا وأوقفت مصالح الأمن بقية الأفراد المتورطين في هذه الشبكة، بمن فيهم صاحب المنزل، الذي اعترف بأنه يحصل على الأفلام الإباحية، ويشاهدها رفقة التلاميذ والتلميذات، من محل مختصّ في تأجير أفلام الفيديو والأقراص المضغوطة المعروفة بـ"الدي في دي". وبمداهمة المحلّ المذكور عثر أعوان الأمن على حوالي 20 فيلما إباحيا، بعضها مخزن في الأقراص الصلبة للحواسيب، بطريقة مشفر ة، لا يمكن التفطّن إليها، إلا من ذوي الدراية والخبرة بعالم الكمبيوتر.
وكان عنصر المفاجأة الأكبر للشرطة التونسية أن "نجوم" و"نجمات" أفلام الجنس المذكورة، والذين يظهرون في الأفلام يتكلمون بلهجة محليّة تونسية، إضافة إلى بعض اللهجات العربية الأخرى. وهو ما يشير إلى أن "أبطال" هذه الأفلام يعيشون في تونس، وأن عملية التصوير والتركيب تتم في مكان ما بالجهة، أو الجهات القريبة منها.
وقالت مصادر أمنية إن الأبحاث في هذه القضية مازالت متواصلة، وتحمل أسرارا أخرى ستكشفها التحريات. ويعيش أولياء التلاميذ والتلميذات المتورطين في هذه الفضيحة حالة من الصدمة، وعدم التصديق، لما كشفته التحريات. وعبر هؤلاء الأولياء عن فاجعتهم، وكيف لم يكونوا يعلمون بتحركات أبنائهم المشبوهة، مطالبين بإنزال أقسى العقوبات على من تسبب في انحراف بناتهم وأبنائهم.
من جهة أخرى شهدت مصحة استشفائية بمدينة صفاقس (270 كم جنوب العاصمة)، فضيحة كبرى اهتزت لها الجهة، بعد أن قدمت فتاة عمرها 26 عاما بلاغا للشرطة ضدّ طبيب جراح معروف، تتهمه بالتحرّش الجنسي، والتهديد بالخطف. وكشفت التحريات في القضية تورط الطبيب في التحرش بالعديد من الفتيات في المصحة، التي يعمل فيها، مستغلا حاجتهن للمال.
وقالت كوثر التي فجّرت القضيّة إن الجراح المذكور استغل حاجتها للعمل ليقوم بالتحرش بها، وممارسة شتى الضغوط عليها، حتى تستجيب لرغباته، مهددا إياها بالطرد. كما قام أخيرا باختطافها وتحويل وجهتها بالقوة إلى مكان مهجور، بالتعاون مع المدير المالي للمصحة، ومسؤولة إدارية، وشخص رابع.
وروت كوثر قصتها التي تكررت مع أخريات لـ "قدس برس"، فقالت "عمري 26 عاما، خريجة جامعية، اختصاص علوم الأرض والحياة، انتدبت للعمل بالمصحة بعقد شغل بتاريخ 1 شباط (فبراير) الماضي كسكرتيرة للطبيب الجراح، ومنذ الأيام الأولى أسمعني الكلام البذيء، واستفزني وأهانني، خاصة بعد أن علم بظروفي وحاجتي للشغل".
وأضافت تقول إنه "قام بتقبيلي من رقبتي في غفلة مني، وحاول ملامستي في أماكن حساسة من جسمي. ولما حاولت صدّه، حاول إغرائي بالمال للاستسلام له، علما أني قمت بتسجيل جميع أقواله في شريط، وهو الآن على ذمة العدالة .. وقد تعرضت للخطف يوم 6 آذار (مارس) من قبل الطبيب ومساعديه. قدمت تقريرا للاتحاد الجهوي للشغل، والسيد والي صفاقس (محافظ المدينة)، يوم (19/03) الجاري. ورغم ذلك فأنا أعيش حالة من الرعب والخوف، كما أتلقى تهديدات متواصلة عبر الهاتف، من أجل التراجع عن رفع القضيّة".
وساندت فوزية (24 عاما) صديقتها كوثر، وشهدت لصالحها في قسم الشرطة، وروت قصتها مع الطبيب الجراح، فقالت "لقد انتدبت للعمل على جهاز الكمبيوتر في المصحة، وأنا من عائلة فقيرة وفي حاجة للمال، وأمرّ بظروف قاسية جدا. وفي أحد الأيام كنت متعبة ومريضة فلاحظ الدكتور ذلك فطلب مني الدخول لغرفة العيادة، وأن استلقي على طاولة الفحص لقيس ضغط الدم ودقات القلب، ثم أغلق الباب بالمفتاح وحاول تقبيلي وإدخال يده إلى المناطق الحساسة، وأغراني بالمال، ثم حاول اغتصابي، فكنت أبكي وأتوسل له لفتح الباب، حتى أصبت بنوبة عصبية، فاتهمني بالجنون والمرض النفسي، وقال لي أنا طبيب وجراح مشهور، ولن يصدّقك أحد إن صرحت بما حدث".
وأكدت فوزية أنها تعرفت، أثناء شغلها في المصحة، على حالة فتاة أخرى تعمل في نفس المكان، وتعيش في نوع من العبودية، وتتعرض للاعتداءات الجنسية المتكررة من الطبيب ومساعديه، وهي في حالة من الرعب اليومي، ولها العديد من الأدلة على ذلك. وذكرت فوزية أنها كتبت تقريرا في ثماني صفحات، سلمته إلى السلطات الأمنية، تروي فيه بجرأة كبيرة، وتفاصيل دقيقة، وروايات فظيعة، اعتداءات الطبيب المذكور عليها.
هذا وتنقل الصحف التونسية يوميا جرائم مشابهة، ضحاياها عادة من النساء. وتتراوح هذه الاعتداءات عادة بين الخطف والاغتصاب، وتحويل الوجهة، وتصل حد القتل. وقد حذّرت العديد من المنظمات المختصة من تزايد مثير للقلق للاعتداءات التي تتعرض لها المرأة العاملة في.
ويذهب بعض الخبراء والمحللين النفسيين والاجتماعيين إلى أن التحولات المتسارعة التي يعرفها المجتمع التونسي،
وتزايد السياحة الجنسية،
http://www.pdpinfo.org/articlear.php3?id_article=332