اقتباس:  Waleed   كتب/كتبت  

- كون التدخل الأجنبي هو أولا و أخبرا قوات غازية سوف يزيد من حالة التقوقع و الكمون داخل الشرنقة النصية - تلك الحالة التي توجد فعلا و بدون غزو - ناهيك عما سيمارس من سفالات و انتهاكات طبيعية في وجود أي جيش دخيل - مما سيزيد مقدار الرفض و الكره لكل ما يمكن أن يقدمه الغرب في هذه الحالة. بل و أزد على ذلك أن المتوقع هو الردة للخلف و ليس التقدم و الحداثة نظرا للخلط المتوقع و العمدي بين المقاومة للإحتلال المفترض و بين مقاومة الحداثة و الفكر الليبرالي - بل و أزعم بأن هذا الوضع المعقد شديد الإرتباك سيكون أكبر فرصة لقوى السلفية و الجناح الأشد ظلاما منها "مثل الزرقاوي في الوضع العراقي الحالي" - و هذا لتمارس دمويتها و تصفياتها الجسدية و فرض أسلوبها العنيف - بدون مقاومة فكرية و مع تأييد متزايد من المشاعر المتضررة من الغزو لجميع طبقات المجتمع.-  

بعد إنتشار النت والفضائيات أستبشرت خيرا علي أساس قدرتهم علي إحداث تغيير تدريجي تراكمي بالعالم العربي ولكن بعد أحداث سبتمبر وغزو العراق بدلا من رؤية وجوه كفؤاد زكريا وزكي نجيب محمود طالعتنا وجوه أسامة بن لادن والظواهري ومقتدي الصدر وأبو إسلام وزكريا بطرس وأصبح المناخ العام عربيا ودوليا مسموم ولايشجع علي أي حوار

اقتباس:  neutral   كتب/كتبت  
بعد إنتشار النت والفضائيات أستبشرت خيرا علي أساس قدرتهم علي إحداث تغيير  تدريجي تراكمي بالعالم العربي ولكن بعد أحداث سبتمبر وغزو العراق   بدلا من رؤية  وجوه كفؤاد زكريا وزكي نجيب محمود طالعتنا وجوه أسامة بن لادن والظواهري    ومقتدي الصدر وأبو إسلام وزكريا بطرس وأصبح المناخ العام عربيا ودوليا مسموم ولايشجع علي أي حوار

الزميل العزيز neutral
و أعتقد أنها مجرد بداية لمزيد من التداعيات المتوقعة و القريبة.
"بالمناسبة لا تنسى أن تضم الدكتور زغلول النجار الذي يطالعنا بكل وسائل الإعلام للقائمة السالفة الذكر و هذا لتكتمل كافة البنود (العنف - السلفية - التعصب - و محاولات التلفيق مع واقع لا نعيشه"

تحياتي

اقتباس:  Waleed   كتب/كتبت  
إنطلاقا من الفروض المتفق عليها سابقا بهذا الشريط يوجد طريقان للمستقبل الذي بات قريبا - و لا ثالث لهما:
1- طريق التحديث و إعتماد مجتمع ليبرالي.
2- الإنقراض.

اللهم نجنا
إما ليبرالية أو انقراض ؟
لم نسمع أحدا من أهل الإيمان الديني يقول مثلا "إما الإسلام أو الانقراض" ، غالبا يقولون "إما الإسلام أو نار جهنم أعدت للكافرين" ، لكن يبدو أن إله الليبرالية من النوع الذي لا يمهل ولا يهمل ، وعوضا عن تأجيل العذاب ليوم الحساب ، يعاجل به الكافرين في الحياة الدنيا .

ثم إن هذا الخيار المر بين الليبرالية والانقراض مطروح على 80% على الأقل من البشر ممن لم يهتدوا بعد إلى الدين الحق الذى هو الـ.........ليبرالية .

أما الانقراض الحقيقي ـ في رأيي ـ فسيحدث حين تُصادر ثقافات وتجارب وخبرات وفضاءات حضارية ممتدة لصالح تصور ما واحد وحيد عن الحياة والاجتماع كائنا ما كان .

وأما تحويل الليبرالية إلى دين وعقيدة للخلاص فسيعود بعقولنا ومعرفتنا ووعينا إلى المربع صفر .

اقتباس:  neutral   كتب/كتبت  

-  
بعد إنتشار النت والفضائيات أستبشرت خيرا علي أساس قدرتهم علي إحداث تغيير  تدريجي تراكمي بالعالم العربي ولكن بعد أحداث سبتمبر وغزو العراق   بدلا من رؤية  وجوه كفؤاد زكريا وزكي نجيب محمود طالعتنا وجوه أسامة بن لادن والظواهري    ومقتدي الصدر وأبو إسلام وزكريا بطرس وأصبح المناخ العام عربيا ودوليا مسموم ولايشجع علي أي حوار

المصيبة يا زميل تكمن في ان الارهابيين استخدموا هذه التكنولوجيا في زيادة اعداد اتباعهم والتغلغل الي بيوت البسطاء ورافق هذا صعود شخصيات فريدة من نوعها مثل بن لادن وبسطويسى الظواهري وشلة الانس في فينا الامر الذي ساعد علي تدمير اي فكر حر في المنطقة في المدى القريب. اضف الي هذا رعونة جورج بوش ومجموعة اليمين التي دحكت عليه من اول بيرل لولفوتز هؤلاء ساهموا في نشر هذه الدعوات وتقاربها من الشارع العربي وزيادة التعاطف معها لا وكمان تجنيد البهائم المفخخة الانتحارية.

الفـــــــــاتحة علي ضريح الليبرالية العربية.

اقتباس:لا سبيل لفصل علمنة المجتمع عن عولمته " نيكلاس لومان . عالم ألماني

أرحب بكل الزملاء الجدد على الشريط .. راحيل .. آمون .. نيوترال .. انجلدست .
في مناقشتنا لفرص الليبرالية في مصر (و جزء كبير من المشرق العربي) ، أود أن أعيد تأكيد مجموعة من الأفكار .
1. استخدام مصطلح الليبرالية بمدلوله الثقافي أساسا و كمرادف للجوانب الروحية و القيمية لعملية الحداثة ، إننا لا يجب أن نغفل أيضا البعد السياسي لليبرالية و لكن على أن نراه مرحلة تالية لا يمكن الشروع فيها جديا دون توفير حدا أدنى من الحداثة و الليبرالية الثقافية .
2. لا أوافق على خصوصية حاجبة للتأثير العالمي ،و لكني أرى أن هناك خصوصيات ثقافية يجري خلالها ترجمة الحداثة إلى عملية تحديث محلية أو إقليمية .وهذا ما سأستعرضه بشكل آخر في المداخلة التالية .
3. إن جميع عمليات التغيير السياسية و الثقافية الكبرى التي شهدها المجتمع المصري منذ سقوط الدولة المصرية القديمة عام 525 ق م تمت بواسطة عوامل و قوى خارجية ، بدءا من الغزو الفارسي و ليس انتهاء بالردة السلفية الوهابية . هذه الحقيقة لا يجب أن تغيب عن بالنا و نحن نناقش مستقبل الليبرالية خاصة من جانبها الثقافي . إن مصر كما أراها لم تعد لاعبا ثقافيا منذ فشل ثورة أخناتون ، و لكنها تحولت إلى ساحة ثقافية يلعب فيها الجميع .
سوف أخصص هذه المداخلة لعرض ما أعتقد أنه سيكون تأثير العولمة الثقافية على فرص الحداثة و الليبرالية الثقافية في مصر و العالم العربي .
تشهد البشرية الآن و أكثر من أي حقبة سابقة في تاريخها نشاطا هائلا للعمليات الثقافية العابرة للمجتمعات trans-sociatal ، هذا النشاط لا يمكن مقارنته سوى بالأعاصير الثقافية الكبرى التي أدت إلى فرض المسيحية ثم الإسلام على المجتمعات القديمة . نعم يمكننا رصد هذا الفوران الاستثنائي و أنه سيؤدي كما هو منتظر من مثل تلك التسونامي التاريخية العظمى إلى عمليات دمج و تفكك ثقافية واسعة تعيد تشكيل الجغرافيا الفكرية للعالم ، ولا أعتقد أن مصر و العالم العربي سيكون استثناء لفترة طويلة ..
إن السمة المميزة للعولمة هي هذا التواصل العالمي الذي يربط أطراف الأرض ، خلال هذا التواصل لا يتم تبادل السلع و الخدمات و البضائع و البشر فقط ، و لكن بالأخص يتم تبادل المعلومات و المعارف و الصور و كافة المنتجات الثقافية . هذا التواصل ليس مجرد تفاعل طوعي بين الأمم ،ولكنه يمتلك قوة دافعة ذاتية ويتميز بقدر كبير من الاستقلالية ، بل يمكن القول أن هذه العولمة هي أسبق تاريخيا من تشكيل الدولة القومية الحديثة ، و أن انتشار نموذج الدولة القومية كان أحد منتجات العولمة في فترة تاريخية سابقة .
على المستوى الثقافي يمكن القول أن أهم ما يميز عصرنا الحالي هو ترسيخ صورة للعالم باعتباره إطارا ثقافيا واحدا ، لهذا كان التطور الطبيعي للثقافة أن تفلت من إطار الدولة القومية المحدود لتصبح عابرة للقوميات trans-national هذه الظاهرة يمكننا أن نطلق عليها عولمة الثقافة ،إن ذلك لن يعني ظهور ثقافة عالمية واحدة بنفس النسق الذي تفرزه الدولة القومية من حيث التجانس و الاندماج ، ولكنه يعني تكوين إطار ثقافي واسع مع احتفاظه بقدر واضح من التنوع داخله . إن تلك التدفقات الثقافية cultural flows المتباينة و المتصارعة التي تفيض حول العالم على مدار الساعة لن تؤدي إلى تغريب العالم westernization كما يتخوف أو يأمل الكثيرون ، و لكنها على النقيض تقود إلى تكوين ثقافات جديدة ثالثة ، هذه الثقافات الثالثة تنشأ لها صور و ثوابت قيمية يتم إسقاطها على العالم ، في مرحلة تالية سيتم فرض تلك الصور خلال آليات الثواب و العقاب التي تعمل بالقصور الذاتي ، هذا يعني أنه لن يقول أحد عليك أن تفعل هذا وذاك ،و لكن ستصبح القيم الجديدة هي أساس التشريع و الشرعية الدولية ،و بالتالي سيكون تجاوزها نوع من المروق الدولي .
يمكننا القول أيضا أن الثقافة العالمية لن يمكنها تجاهل المواريث الثقافية و الحضارية الإقليمية ، و لكنها فقط تشكل الإطار الذي تتفاعل فيه أو حتى تتصادم تلك المواريث الثقافية .إن العولمة الثقافية في أوضح و أدق صورها هي تداخل ثقافي كوني واسع ، يؤدي إلى نشأة كيان عالمي عبارة عن إطار من التبادل و التفاعل الثقافي .إنها عملية تقوم فيها سلسلة من التدفقات الثقافية بإفراز تجانس ثقافي و فوضى ثقافية في نفس الوقت .إن هذا التداخل يؤدي في المرحلة الأولى إلى ربط الجيوب الثقافية المنعزلة و المتشابهة في كيان ثقافي واحد ، بينما يتم في مرحلة لاحقة التحول إلى إفراز ثقافات عابرة للقوميات . رغم هذا لا يجب أن يساورنا شك أن الثقافات الثالثة تلك لن تكون مجرد وسط حسابي للثقافات المحلية ،و لكنها ستكون إلى حد كبير نتاج لتفاعل الثقافات الأقوى . إن العولمة تعني سقوط الحواجز بين المجتمعات و تراخي السياسات الحمائية للضعيف ،وهذا سيعمل أساسا لصالح الأقوى . وهناك بالفعل حشد متنوع من العلوم الاجتماعية و التاريخية و السياسية و الاقتصادية التي تسعى إلى عولمة الأنماط الغربية للتحديث و القائمة على العقلنة و المواطنة و حقوق الإنسان و التصنيع و الثورة . هناك فجر جديد يشرق على العالم و هناك تفكير في تاريخ عالمي واحد ، تاريخ شامل ليس فقط للبشر بل أيضا للمادة و الزمن و الأفكار.

يمكننا تمييز خمس مسارات تندفع خلالها التدفقات ذات الطبيعة الثقافية .
1- التدفقات العرقية ، من هجرة و سياحة .
2- التدفقات التكنولوجيا من معدات و منتجات .
3- التدفقات النقدية من رأسمال و أرباح .إن عولمة رأس المال تؤدي تلقائيا إلى عولمة السوق .
4- التدفقات الإعلامية .
5- التدفقات الأيديولوجية من صور و قيم ، مثل الحرية و حقوق الإنسان و الرخاء و المواطنة .. الخ .
. من الصعب أن نتصور ثقافة مشتركة لعالم متمدد دون أن تعتمد على فكرة ( الشخص الإنساني ) التي تنشأ عن الأخلاقيات الفردية ، هذه الفكرة الإنسانية هي ذروة إبداعات العقل البشري ، بل و يمكن اعتباراها الوارث الطبيعي للأديان القديمة .
من جانب آخر قد تؤدي عولمة الثقافة إلى ردود فعل عكسية ، وظهور حركات مضادة كالأصولية الإسلامية أو مثيلاتها في الغرب التي تسعى إلى إعادة بناء العالم المسيحي الغربي خلال برنامج محافظ جديد . هكذا لم يكن مستغربا أن يرى البعض ممن أحبطهم فشل المجتمعات العربية في الإمساك بفرصة الحداثة ، أن احتمال نشأة ثقافة عالمية موحدة تعتبر ضعيفة ،و أن كل ما لدينا هي مجموعة من ثقافات عالمية متعددة و متصادمة ، إنهم يقرون أن لدينا بالفعل إمكانيات هائلة للاتصال و لكنهم يلاحظون أن برامج التليفزيون التي تعبر حول العالم في نفس اللحظة تلاقي ردود أفعال متباينة في أماكن التقاطها طبقا للسياقات الثقافية السائدة .
في المقابل علينا أن نتذكر أيضا أننا مازلنا في المرحلة الافتتاحية لحقبة تاريخية جديدة ، مرحلة هي بطبيعتها ضبابية تنتمي إلى الماضي بأكثر من استشرافها للمستقبل ، فترة تحتل فيها القومية و الدين و الكراهية العرقية مكانة تعلو قيم العلمانية و المواطنة العالمية cosmopolitanism حيث من المفترض أن يتخذ الإنسان موقفا جماليا مرنا من التجارب الثقافية المختلفة.
دور الدين في ثقافة العولمة .
إن السمة الرئيسية للمجتمع الحديث كما يراها كثير من المفكرين هي : التمايز المؤسسي و الهويات الفردية المتعددة . إن تمايز المؤسسات ينتج ما يمكن أن يطلق عليه الأنساق الفرعية المجتمعية ، هذه الأنساق متمايزة وظيفيا و مستقلة و لكنها تعمل في نفس المجتمع ، و تشمل هذه الأنساق أنشطة مثل إدارة شئون الدولة و الاقتصاد و العلم و الدين و الأسرة و القانون و التعليم و الفن و الصحة و غيرها ، كما يمارس الإنسان أدوارا متعددة بتعدد تلك الأنساق و لكنها متكاملة ، فهو طالب و مريض و مهندس و منتظم في دين ما و عضو في حزب سياسي و مشجع لنادي رياضي و هكذا . إن عولمة المجتمع كما نرى تؤدي آليا إلى علمنته خلال فكرة وجود نسق ديني متمايز وظيفيا . هكذا تصبح العلمنة هي نتيجة الاستقلال النسبي للأنساق الفرعية بعيدا عن المعايير الدينية و القيم و المسوغات و غيرها من الثوابت . إن عولمة المجتمع تميل إلى الخصخصة في الدين وهذا ما حدث في جميع المجتمعات التي مرت بعملية الحداثة حيث أصبح القرار الديني فرديا مثل غيره من القرارات في الهويات الأخرى للإنسان ( مهنية – سياسية – صحية ... الخ ) ، وهكذا نجد أن الدين بصورته التقليدية أصبح مسألة شخصية وبالتالي فقد كثيرا من وضعه العام .

[quote] بهجت كتب/كتبت
تشهد البشرية الآن و أكثر من أي حقبة سابقة في تاريخها نشاطا هائلا للعمليات الثقافية العابرة للمجتمعات trans-sociatal ، هذا النشاط لا يمكن مقارنته سوى بالأعاصير الثقافية الكبرى التي أدت إلى فرض المسيحية ثم الإسلام على المجتمعات القديمة . نعم يمكننا رصد هذا الفوران الاستثنائي و أنه سيؤدي كما هو منتظر من مثل تلك التسونامي التاريخية العظمى إلى عمليات دمج و تفكك ثقافية واسعة
السيد الأستاذ / بهجت
تحياتي القلبية ,,,
سباقا و عميقا كالعادة (f)

ما يسعدني و يشرفني بالوقت ذاته - هو تلاقي وجهات النظر بالرغم من إختلاف مناهج المباحث و الزوايا التي يطلق منها الضوء لكشف موضوع البحث.
ما حددته أنا باللون الأحمر بمداخلة سيادتكم السابقة - هو قلب المداخلة التالية لي.

الإطار الرابع: الإستقرار عند التوجه الحداثي بعد مرحلة الإنهيار التام للأوضاع الحالية (فيما سماه الغرب بالفوضى الخلاقة). و بوضع حساسيتنا من هذا الطرح جانبا - بسبب شخصيات متبني هذا الطرح - فيمكن تلخيصه في حالة ما بعد الطوفان - حيث الفشل و الإنهيار التام لجميع الأيديولوجيات الحالية (قومية/دينية/قبلية...إلخ) و باتت الأمور أكثر وضوحا بعد إنقشاع السحب و الغيوم الفكرية التي سببت الإنهيار.

ما يقصد بالإنهيار هنا - هو إنهيار منظومة المرجعية المعرفية للمجتمع - و شيوع الفوضى الثقافية.
و المرجعية المعرفية لمجتمع ما هي الأساس الذي يستمد منه هذا المجتمع يقينه على كافة المستويات. و هي تمثل البنية التحتية لهذا المجتمع و التي تتأسس فوقها باقي المنظومات التي تشكل هوية هذا المجتمع: مثل المنظومة الأخلاقية و التي تحدد بدورها القوانين والدساتير التي تحكم المجتمع و منظومة الحكم و المنظومة الإجتماعية و الطبقية و كذلك المنظومة الإقصادية للمجتمع و وسائل و طرق و حجم الإنتاج و التوزيع ... و ليس إنتهاءا بالعلاقات التي تحكم هذا المجتمع بالعالم من حوله.

و تبعا لطبيعة هذه المرجعية المعرفية و مرونتها أي مقاومتها من عدمه للتغيير و التجديد - قد يأتي إنهيارها أولا و قبل باقي المنظومات أو قد تتزامن إنهيارات كافة المنظومات - أو قد يحدث أن تنهار كافة المنظومات الأخرى من حولها تاركة إياها لتواجه وحيدة ضرورة التغيير في مشاهد عبثية.

عوامل الإنهيار:
إنهيار المرجعية المعرفية الضعيفة تحت وطأة منظومات أشد قوة هو إنهيار حتمي و لكن تبقى الكثير من العوامل المؤثرة و المساعدة بسرعة و كيفية و كذلك نتيجة هذا الإنهيار:
- العامل الإعلامي:
و تمت تغطية تأثير و نواتج هذا العامل بمداخلة السيد بهجت:
أنقر هنا
- العامل الإقتصادي:
قد يبدوا للعيان أن الوفرة الإقتصادية لمجتمع ما تشكل جدار يحميه من إنهيار منظومته المعرفية و باقي المنظومات تباعا - إلا أن واقع الأمر مختلف.
صحيح أن الإنهيار الإقتصادي يعتبر عامل محفز لسلسلة الإنهيارات تباعا لكن وفرة الإقتصاد لن تمنع أبدا الإنهيار في وجود هذا الإنفتاح الإعلامي - بل ستعمل على تأخير مظاهره إلى حين بينما تنخر باقي العوامل بأساس الخلفية المعرفية لهذا المجتمع. فما يبدوكأنه وضع إستقرار لا يعدو أن يكون ثبات مؤقت غير مستقر - ينتظر الهزة الإقتصادية مثلا لكي يبدأ سلسلة إنهياراته.
كما يجب أن نعلم أن جميع العوامل هي مؤثرة و متأثرة - و الإقتصاد إن لم يكن موجه و منظم و مدروس علميا أي إقتصاد منتج و ليس عشوائي إستهلاكي - فالإنهيار مصيره عاجلا كان أم آجلا.
- عوامل أخرى عديدة لا مجال لحصرها: مثل التركيبة الطبقية و الطائفية لهذا المجتمع و مدى إستقرارها و مدى الإنفتاح السابق لهذا المجتمع على غيره و مساحة سطح إحتكاكه مع مجتمعات أخرى و شكل المنظومة التعليمية به ...إلخ.

أشكال الإنهيار:
في مجتمعاتنا العربية - مجال دراستنا الحالية - نتمتع بخلفية معرفية مغلقة غير مرنة و ليست ذات قابلية للتجديد و التغيير و المراجعة - و لذا فهي آخر ما سينهار من منظومات هذه المجتمعات.
لكن تتغير أشكال الإنهيار الحادث بالفعل تبعا للعوامل المختلفة التي تؤثر بكل منطقة على حدة:
- ففي مصر و الشام و المغرب العربي حيث حدث إنفتاح قسري على العالم الخارجي لحين (بسبب الإحتلال الأجنبي) سبب و حتى بعد زواله إنفتاحا نسبيا للمجتمع و محاولات تحديث تبنت أطر قومية إنتهت للفشل - تجد الإنهيار الحاد بجميع منظومات المجتمع:
إقتصاديا:
و بالرغم من المقومات الصلبة و القوية لإقامة إقتصاد قوي يعتمد عليه - و خذ مصر كمثال بنهرها الجاري و مساحاتها الزراعية الهائلة ناهيك عن المقومات الإقتصادية الأخرى مثل السياحة ...إلخ كل هذا مع وجود عامل القوى البشرية الضخم - بالرغم من كل هذا إلا أن جميع تلك الدول وصلت لمراحل الإنهيار الإقتصادي و الأدهى من ذلك عدم وجود أي أمل شعبي في إصلاحه - أليس في هذا ما يدعو للدهشة و التساؤل؟؟
أخلاقيا:
و هنا نأتي لأشد المشاهد هزلية و غرابة - حيث أنه وضع تاريخي غير مسبوق - و الموضوع ليس ببساطة الإنهيار الأخلاقي على المستوى الفردي و المعاملات اليومية كما يبدو - فمنظومة القوانين المستوردة التي تحكم و تشرع للمجتمع - هي غير شرعية في وجهة نظر نفس المجتمع !! هكذا و ببساطة.
فالمرجعية الأخلاقية التي إعتمدناها في قوانيننا المدنية هي ناتج مرجعية معرفية لا نعتمدها بل و لا نعرفها و تناقض في أغلبها مرجعيتنا الأخلاقية الحقيقية.
فنظرة لمنظومة القوانين المصرية - ستصطدم بغابة متناقضة في بعضها من القوانين التي لا تشكل في مجملها إتجاه ثقافي أو إقتصادي أو معرفي واضح - و تشكل في مجملها إصطداما مع المرجعية الأخلاقية الناتجة عن ثقافتنا النصية - و الأمثلة عديدة بل و كوميدية في محاكمات ذات أهمية على المستوى الإعلامي كقضية إغتيال فرج فودة مثلا حين تم استدعاء مشايخ الدين لكي يفتوا أن قتله هو مجرد مخالفة إفتئات على الحاكم و ليس جريمة مما يستوجب عقاب القتل! و مثال قضايا التفريق مثل قضية نصر حامد أبو زيد - و ليس إنتهاءا بالمناشدات العدة التي وجهها القضاة أنفسهم للمشرع بتغيير القوانين لتتوافق مع الشريعة.
و على مستوى الأفراد تبقى الأسئلة الحائرة عن حرمانية التهريب مثلا أو أموال البنوك و تبقى التساؤلات شرعية إقتصاد السياحة (المباركة من القانون و الحكومة - و الإنتاج الإعلامي ...إلخ).
هذا التناقض الحاد بين قوانين مجتمع و قيمه هو كارثة بكافة المقاييس و هو إنهيار شديد بمنظومة أخلاق المجتمع - إنتهى عند إنهيار الأخلاق على المستوى الفردي. و محاولة العودة الشعبية للمنظومة الأخلاقية النصية الدينية لتضمن له التوازن النفسي و الإجتماعي. و كحصن أخير لمنع الإنهيار التام.
و على مستوى المنظومة الطبقية و العلاقات الإجتماعية:
نظرا للإنهيار الحادث في منظومة القوانين و الشرعية و حتى الأخلاق الفردية - فما يحكم هذه المجتمعات واقعيا هو قانون الغاب بمعناه الإجتماعي و الإقتصادي - مما نتج عنه إنهيار واضح في طبقاته المتوسطة و إنكماش حاد لصالح الطبقة الفقيرة عدديا و لصالح الطبقة العليا ذات السلطة و المال إقتصاديا.

أما بدول الخليج الأشد إنغلاقا من جميع النواحي لكنها ذات إقتصاد وافر:
الدول العربية البترولية أقل حدة في مظاهر الإنهيار اليومي و بالرغم من هذا لم يمنع إقتصاد الوفرة حالة عدم الإستقرار السياسي و الأمني التي تعيشها هذه المجتمعات - بالرغم من الحكم بالحديد و النار - و ظهور الإرهاب يطل برأسه عليها يوميا.
و بالرغم من أن الوفرة الإقتصادية و قلة الإنفتاح على الخارج قد منعت أو قللت من إنهيار باقي عوامل المجتمع - إلا أن وضع تلك الدول يكاد يكون أسوأ من سابقتها:
فإقتصاد تلك الدول يقوم على مادة خام تم إكتشافها بأرضها بواسطة الغير - و هو يستخرج و يصنع و يباع و يدار بواسطة الغير و لهم و لا شئ آخر و فوائض إنتاج هذا النشاط يذهب للغير - و غير ذلك لا يعدو أن يكون إقتصادا إستهلاكيا متطفل.
و طبقا لجميع قوانين الإقتصاد فهو إقتصاد منهار حتما - و بإنهياره ستفقد الحكومات شرعيتها و سيتعرض المجتمع لإنهيار جميع نظمه مرة واحدة - و لن يكون لهذه المجتمعات العودة للعزلة و الصحراء كما كان بالأمس - بل لطبيعة هذه المجتمعات فالإحتمال الأكبر هو الوقوع تحت براثن الحروب القبلية و العرقية.

نتائج الإنهيار:
بالرغم من حتمية إنهيار المرجعية المعرفية غير المرنة تحت وطأة مرجعيات أقوى - إلا أن النتيجة من هنا ليست حتمية - و الإرادة البشرية تمثل عامل فعال في ما يمكن أن يؤول له مصير المجتمعات التي تستند لها.

يتبع ،،

اقتباس:  neutral   كتب/كتبت  
[
بعد إنتشار النت والفضائيات أستبشرت خيرا علي أساس قدرتهم علي إحداث تغيير  تدريجي تراكمي بالعالم العربي ولكن بعد أحداث سبتمبر وغزو العراق   بدلا من رؤية  وجوه كفؤاد زكريا وزكي نجيب محمود طالعتنا وجوه أسامة بن لادن والظواهري    ومقتدي الصدر وأبو إسلام وزكريا بطرس وأصبح المناخ العام عربيا ودوليا مسموم ولايشجع علي أي حوار

صحيح تماما ..
من العبث والفانتازيا الحديث عن طروحات توفيقية في ظل عالم أحادي القطب يتناغم ويقيس ردة أفعاله على ردات أفعال جماعات متخلفة فكرا وأداوتا وبمنطق عصاباتي بحت ..

الليبرالية العربية في هكذا ظرف ليست أكثر من (( عاهرة )) قطاع عام تمنح قبلة لمن يشتهيها .. وهي فقدت مصداقيتها تماما بعد الدرس العراقي ونتائجه التي شارك الإتجاه الليبرالي في (( شرعنتها )) وصناعتها معا ..

اقتباس:" طالما أن حاضرنا العالمي بلا ماضي مشترك ، فإن كل المواريث وكل تواريخ الماضي بلا معنى الآن  " حنا أرندل .

الزملاء المحترمون .
سوف أتوقف قليلا كي أدقق مجموعة من النقاط التي أتمنى أن تكون واضحة للزملاء الأفاضل الذين يتابعون هذا الشريط .
1- هذا الشريط لا يتناول موضوعا سياسيا بمفهوم المقال الصحفي ، و لكنه يتناول موضوعا ثقافيا خلال الحوار ، لهذا فمن المناسب أن ننسى مؤقتا المهاترات بين أطراف الجدل العربي الذي تمتلئ به المنتديات و الصحف بشكل كسيح متثائب يخلو من أي عمق ،ولا ينتمي لأي منهج سوى ما يفرزه العقل الكسول المناكف . إننا لسنا ليبراليون في مواجهة الإسلاميين ،و لكننا جميعا نبحث عن علاج لمرض عضال .
2- نحن لا نهتم هنا أساسا بتضاريس الليبرالية السياسية و لكن بالأسس الثقافية التي لا يمكن أن ننتمي لهذا العصر بدونها . لا يوجد الكثير عن الانتخابات و السياسات الخارجية و العلاقة مع الغرب و الولايات المتحدة ، و لكننا نهتم بما يمكن أن نطلق عليه الليبرالية الفكرية ،وهي تحديدا كل ما هو غير شمولي ، كل ما هو غير ديني أو قومي ، كل ما هو غير دوجمائي . نتحدث عن إطار أو مرجعية معرفية حداثية عقلانية . نتحدث عن آليات و مناهج فكرية و ليس عن منتجات سياسية نهائية . نحن هنا لا نحبذ سياسية ضد أخرى ، فالليبرالية هي منهج و قيم فكرية و لكنها يمكن أن تقود إلى نتائج سياسية مختلفة باختلاف المصالح و الاجتهادات .يمكن أن يكون ليبراليا من يقاتل الولايات المتحدة ،و أيضا من يدعم سياساتها التعرضية في المنطقة العربية ، المهم أن ينطلق في قناعاته السياسية من موقف عقلاني متحرر من المسلمات الشمولية . نحن في هذا الشريط نهتم بقيم مثل العقلنة و الأخلاق الفردية و حقوق الإنسان و الحريات و مرجعية المواطنة و المساواة و التسامح و فصل الدين عن الممارسات السياسية و المرونة و التنوع الثقافي .
3- هذا الشريط منفتح نماما على كل اجتهاد أو حتى منهج يناقش مستقبل القيم الليبرالية ، و هو يقرر خلال استعراض للنظم العالمية أن العولمة تعني العلمانية ،ولا يمكن الخروج عن النظام العالمي دون الخروج من دائرة التاريخ الإنساني إلى هامش محاولة البقاء البيولوجي كأحد الكائنات الحية الثانوية ،لا تختلف عن باقي المملكة الحيوانية سوى أنها أكثر استهلاكا و أقل فائدة ، إن أفضل المتاح للشعوب العربية المتخلفة هو الصعود من المحيط في إتجاه المركز بجهد دؤوب ،وهو ما لا يفعلونه حتى الآن حيث يتجهون دائما نحو الأصقاع المتطرفة الأكثر برودة و انعزالا من المحيط .
4- لا يمكن اعتبار الجهل و الأمية و التعصب و الطائفية وعبادة النصوص التاريخية و تهميش الزمن و إهدار حقوق الإنسان إلى ما دون حقوق الحشرات ضربا من التنوع الثقافي يتم الدفاع عنه كتراث بشري ، هذا لا يدل على انفتاح و تسامح بل هو نوع من الجهل بالواقع و مدى ترديه .إن التسامح لا يعني التسامح مع عدم التسامح !.
5- إن الليبرالية كما هي مطروحة في الشريط تمثل الجانب القيمي و الوجه النظري من الحداثة ، وهي بالتالي ضرورة للبقاء لا أقل ، إن الحداثة لم تعد خيارا للشعوب بل استحقاقا واجب الأداء ، السؤال لم يعد هل ستنجح الليبرالية كخيار للشعوب العربية ،و لكن هل ستنجح الشعوب العربية في اختبار الحداثة أم ستذهب إلى غياهب النسيان كنموذج لخطورة الحماقة ؟.إن الرسوب في الامتحانات دليل على البلادة و ليس فشل الامتحان .
6- هذا الشريط لا يقدم – حتى الآن – إجابات نهائية أو برامج للعمل بل يستعرض احتمالات و بدائل ، فتشخيص المشكلة هو نصف حلها .
7- تم خلال هذا الشريط استعراض احتمالات الليبرالية في مصر و ضمنيا العالم العربي أو على الأقل بعضه . وهناك المزيد الذي يمكن إضافته ، مؤكدا أان هذا الشريط ملك لكل من يساهم فيه .
مع وافر تقديري للجميع .

تابع الإطار الرابع: الإستقرار عند التوجه الحداثي بعد مرحلة الإنهيار التام للأوضاع الحالية (فيما سماه الغرب بالفوضى الخلاقة).

نتائج الإنهيار:
بالرغم من حتمية إنهيار المرجعية المعرفية غير المرنة تحت وطأة مرجعيات أقوى - إلا أن النتيجة من هنا ليست حتمية - و الإرادة البشرية تمثل عامل فعال في ما يمكن أن يؤول له مصير المجتمعات التي تستند لها.

في تلخيص سريع لما سبق عرضه بهذه المداخلة:
- إنهيار المرجعية المعرفية الضعيفة تحت وطأة منظومات أشد قوة هو إنهيار حتمي.
- و تبعا لطبيعة هذه المرجعية المعرفية و مرونتها أي مقاومتها من عدمه للتغيير و التجديد - قد يأتي إنهيارها أولا و قبل باقي المنظومات أو قد تتزامن إنهيارات كافة المنظومات - أو قد يحدث أن تنهار كافة المنظومات الأخرى من حولها تاركة إياها لتواجه وحيدة ضرورة التغيير.
- توجد الكثير من العوامل المؤثرة و المساعدة بسرعة و كيفية و كذلك نتيجة هذا الإنهيار: و منها عامل الإعلام و الإقتصاد و غيرها. و إن كان من الممكن أن تؤخر هذه العوامل الإنهيار النهائي إلا أنها لا تحول أبدا دون إنهيار المرجعية المعرفية للمجتمع حال تعرضها لضربات مرجعيات أقوى - حيث أن هذا الإنهيار تحكمه قوانين العقل و المنطق و ليس قوانين السوق - ناهيك عن أن تلك العوامل المؤخرة لسرعة الإنهيار ( و أكبرها عامل الإقتصاد) - هي في ذات الوقت متأثرة مباشرة و بشدة بالمرجعية المعرفية للمجتمع - فالإقتصاد الذي يتبع فكر و ثقافة متخلفة هو إقتصاد متخلف بالضرورة و مصيره الإنهيار تاركا مجتمعه يواجه ما قدر له.
- في مجتمعاتنا العربية - مجال دراستنا الحالية - نتمتع بخلفية معرفية مغلقة غير مرنة و ليست ذات قابلية للتجديد و التغيير و المراجعة - و لذا فهي آخر ما سينهار من منظومات هذه المجتمعات.
- تتغير أشكال الإنهيار المتوقع من مجتمع لآخر - وهذا بحسب إختلاف ظروف هذه المجتمعات الإقتصادية و الإجتماعية و مدى إنفتاحها .. إلخ.
و في بلداننا العربية - مجال الدراسة - تم تقسيمها لقسمين:
الدول غير البترولية الأكثر إنفتاحا نسبيا - و فيها تم الإنهيار بالفعل على كافة المستويات (إقتصاديا و برغم وفرة مقومات إقتصاد قوي - أخلاقيا و قانونيا و تشريعيا و هذا إبتداءا من شرعية جهاز حكم هذه الدول وصولا لإنهيار حاد بالقيم و الأخلاق الفردية و حالة من الفوضى في المثل و القيم لا سابق لها - و كذلك على المستوى الإجتماعي في إنكماش الطبقة الوسطى و سيادة قانون الغاب الإجتماعي و الإقتصادي)
ثم الدول البترولية ذات مظاهر الوفرة و لكنها ذات إقتصاد إستهلاكي ضعيف واقعيا و مصيره الإنهيار طبقا لقوانين الإقتصاد - و بالرغم من ذلك بدأت بها عوامل التآكل في أجزاء من منظوماتها كشرعية الحكم في بعضها و ضعف المنظومات الأمنية تحت ضربات الإرهاب في بعضها - و بعضا من الصراعات العرقية بدأ يطل برأسه من جديد بعد فترة من الخمول. و بإنهيار إقتصاد تلك الدول تصبح في وضع لا تحسد عليه حيث تتعرى كافة المنظومات الأخرى لتصبح هدف لإنهيار مفاجئ و حاد - و طبقا للتركيبة الإجتماعية القبلية لها فالحروب الأهلية متوقعة.

و نصل الآن لمرحلة الإنهيار النهائي و المتوقع و صولا لمنظومة المرجعية المعرفية للمجتمع - و من هنا لا يوجد حتمية - و لا ما يمكن أن نعتمد عليه ليعيدنا لإطار التاريخ الحالي سوى إرادتنا و فهمنا لموقفنا المتردي و إعترافنا به و قبولنا للتغيير.
و بطبيعة مرجعيتنا المعرفية النصية المتصلبة غير القابلة للتجديد أو التغيير نحو مرجعية عقلانية علمية على الإطلاق أو حتى التوفيق معها (ولا نقصد هنا عمليات التلفيق الفجة الفاشلة من إعجاز علي و إشتراكية الإسلام...إلخ) فسوف يكون إنهيارها شرط لتبني المرجعية العلمية و هنا نأتي للتساؤلات أو السيناريوهات:

- هل ستنهار مرجعيتنا المعرفية بداخل مجتمعاتنا تاركة إياها لتحاول اللحاق بالتاريخ و الحاضر - و هذا بعد فترة من الضياع و الفوضى المتوقعة بمثل هذه الظروف - أم لن تنتهي إلا بإنتهاء وجود مجتمعاتنا المادي ذاته مثل الفيروس العضال الذي لن يموت إلا بموت الجسم المضيف له؟
و في هذا السيناريو ستنحو مجتمعاتنا نحوا إنتحاريا ( يمكننا إشتمام روائحها من الآن في عدة ظواهر عصية على الفهم مثل التفجيرات الإنتحارية و مثل غزوة مانهاتن العجيبة و غيرها من الغزوات على دول تستطيع إنهاء وجودنا المادي بأجزاء من الثانية - و العداء غير المبرر أو المبالغ فيه للغرب و الكثير من الظواهر التي تؤدي نتائجها لحروب لا تبقي على جنسنا و لا تذر) و هو سيناريو غير مستبعد - فيكفيك أن تتخيل وقوع قنبلة ذرية أو بيولوجية في أيدي منظمة مثل القاعدة و تخيل معي تفجيرها بنيويورك أو باريس ثم حاول أن تتخيل النتائج!!
- و إذا قدر لمرجعيتنا العصية هذه أن تموت أو تتغير لتتركنا نحيا - فهل سيتم ذلك بسلام أم عبر بحور من الدماء و بعد حروب و مجاعات و موت و عذاب؟
- و إذا كان لها أن تتغير - فما الذي يمكن لنا أن نفعله لنحاول أن نعبر عنق الزجاجة بسلام أو بأقل خسائر ممكنة و بصيغة أخرى ما هي الخطوات على مستوى الواقع التي يمكن أن نخطوها في هذا الإتجاه ؟؟