اقتباس: ahmed_salem كتب/كتبت
مسألة النظام الكوني الدقيق:
إذا سألتك عن الزلازل والبراكين وبقية الكوارث الطبيعية التي تقتل آلاف البشر : هل تعتبر خللاً في النظام الكوني؟
ستجيب: طبعاً لا ، لأن الله لم يوجدها عبثاً ، فهي لا شك تؤدي دوراً ما في نظام الطبيعة (عَـلِـمَـهُ من عَـلِـمَـهُ وجَهِلَهُ من جَهِلَه)
إذا سألتك عن الأطفال المشوهين وعن تحطم المجرات وغيرها من الأمور التي تبدو للبشر وكأنها خلل في النظام ، ستجيبني بنفس الإجابة السابقة
السؤال المطروح في هذه الحالة هو:
كيف تستطيع أن تميز بين النظام والفوضى إذا كان كل ما حولك نظاماً؟
نحن لم نشاهد أي فوضى كونية في حياتنا ، وكل ما نعتقد أنه فوضى هو جزء من النظام الكوني الشديد الدقة ، فكيف نستطيع تمييز الفوضى من النظام؟؟
كيف حكمنا على الكون بأنه (منظم)؟؟
نقطة أخرى متعلقة بالنظام الكوني الدقيق:
مرة حاورت أحد الإخوة في موقع من المواقع الإسلامية ، وكان يحاول أن يثبت لي أن الله موجود وأنه واحد واستدل بأن النظام الفيزيائي للكون هو نظام واحد ، وأنه لو وجدت آلهة متعددة لوجدت أنظمة متعددة في الكون ، وبالتالي يفسد النظام الكوني تماماً (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
فقلت له: إنني كنت أظن أن "تعدد الآلهة" أكثر منطقية من توحيدها ، لأن توحيدها يعني جمع المتناقضات معاً (الخير والشر - العدل والظلم - السالب والموجب) ، ولكنه غير فكرتي تماماً بحديثه عن استحالة "تعدد الأنظمة الكونية" ، فصرت في حيرة من أمري:
-إذا قلت إن الإله واحد: سأضطر إلى جمع المتناقضات ، لأن هذا الواحد سيكون بالضرورة هو مصدر جميع المتناقضات
-إذا قلت بأنه توجد آلهة متعددة: ستظهر لي مشكلة تعدد الأنظمة الكونية مما يؤدي إلى فساد الكون
فما هو الحل في رأيك؟
على هامش الموضوع
عزيزي احمد
وقبل ان نتابع واعتذر سلفا عن التأخر في الاجابة لان عملي يستهلك اغلب وقتي
لكن المهم
هناك نقطة جوهرية احب دائما ان اذكر بها محاوري وهي اني لا احب ان الزم اي شخص الا بموازينه هو ولا أحبذ اللجوء الى اليات نقد خاصة بي او بالفكر الذي اؤمن به لانها ببساطة اليات غير ملزمة للآخر المحاور
بمعنى آخر يجب ان نتسالم على قواعد نسلم بها كمتحاوريين حتي يستقيم النقاش ويثمر الحوار وااذكرك بأني لا احاور احدا بقصد الافحام
او الخصومة ولابأس بالاستفزاز العقلي والمعرفي لهذا اتبعت الاسلوب الاستقرائي كون المنطق الوضعي الذي تؤمن به لا يفيد علما يقينيا الا في ظل مجموعة قوانين وقواعد عقلية ترتبط بمعطيات الحس تنطلق منها الحواس لتؤلف مقدمات لمعرفة استقرائية او تجريبية
بالنسبة لتعقيبك اعلاه اقتباسا بالشبهة التي تريد ان تقولها لي
وملخصها المنطقي مبني على شرطية تالية تنتج نقيض الشرطية الاولى المقدمة
لو ان الله موجودا لخلا العالم من الشرور
العالم ليس خال من الشرور
النتيجة الله ليس موجودا
يعني افضل حل عندك هو ان تنفي وجود الله سبحانه وتعالى لان العالم لا يمتاز بالكمال الذي تتصوره او يتصوره عقلك الذي لا يتصور الا كل شي ضمن حيز زماني ومكاني
عجيب !!!
مع ان هذه المسألة قد اجاب عنها الفكر المعتزلي لانه فصل بين الخير والشر والنافع والضار واعتبر الشر امر عدمي لا وجود له واعتبر ان ليس كل نافع خير ولا كل ضار شر
نحن نجيب بنفس الجواب مع فارق واحد فقط هو ان الشر في مفهوم الانسان نسبي وليس شر محض حقيقي لانه بالنسبة لغير المتضرر قد يكون خير وقد لا يعني له شيئا
وعلى قولة استاذ لنا كان يقول هذا اشكال قياس ولادي وساذج
اذا اردت ان تشكل
انا اعلمك كيف تشكل بشكل جدي على كل من يؤمن بإله
إذ يمكنك ان تشكل باصعب مما اتيت به على كل من يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويمكنك ان تفتح موضوعا جديدا وتسأل كل المؤمنين سؤال واحد يهدم عقيدة بعضهم ويعقم عقيدة آخرين
والسؤال وهو :
لماذا خلق الله الكافر وهو عالم بكفره وخلوده في الجحيم؟
هذا الاشكال اشد صعوبة من اشكالاتك كلها انت والزميل لوجيكال
انا لا امزح حتى ولو كنت موحدا وادعي الايمان
ضع هذا السؤال في موضوع جديد وسترى كيف يتهافت كلام المؤمنين مسلمين ومسيحيين واعدك بان اكون آخر المعقبين
بالنسبة لوحدة النظام
انا شخصيا لا اقول بوحدة النظام الكوني بمعنى ان كل المجرات والعوالم لها نفس النظام
انا اقول بوجود النظام الكوني
والاختلاف في الانظمة التكوينية اساسا نلمسه في حياتنا اليومية
لذا اقتضى التنويه وانتفت الشبهة