العاقل عضو رائد المشاركات: 753 الانضمام: Jun 2002

مشاركة: #1 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " [CENTER](1)[/CENTER] لعله لم تكن هناك شخصية تعرضت للتشويه كشخصية محمد من قبل مناظر الإدراك الاوربية ، فمنذ أيام المؤرخ البيزنطي " ثيوفان " ( 751-818) الذي نقل خبر وفاة محمد من قبل عشرة يهود وأنه ارتحل إلى فلسطين ليتحوار مع اليهود والنصارى يقتبس من كتبهم ، أخذ كل من بالراوية أنستاس ، وقسطنطين بورفيروجينيتا وغيرهم ، أخذوا بترويج هذه الصورة المشوهة عن شخصية النبي . ويزداد التشويه على يد الراهب " جيوبرت " ، الذي أضاف أنه عندما مات بطريرك الاسكندرية أراد احد الرهبان أن يخلفه ، ولكنه طرد ... مما جعله يتوهم في نفسه أنه المسيح ، وراح هذا الراهب – الذي كان اسمه " ماثوموس " – إلى أرض العرب ليتزوج من أرملة اسمها " خديجة " وقام بدعوة الناس لدينه . ويتابع عبد الرحمن بدوي في كتابه " دفاع عن محمد " رصد تنامي هذه السيرة الأسطورية للنبي ، فيرصد ما أضافه " جاك دي فيتري " بأن محمدا كان قسيسا اسمه " سوسيو " ، نفي إلى الجزيرة بعد أن أدانه البابا بتهمة الهرطقة ، فانتقم بأن دعى لدينه الجديد المستقى من العهدين وما وسوسه له الشيطان . وتتضاخم هذه الظاهرة ، فتارة يصبح محمدا مجوسيا وتارة يهوديا ، بالإضافة إلى كونه مسيحيا . ويأتي أخيرا كتاب للهولندي " أدريان ريلان " المتوفي عام 1718 ، المعنون بـ" الديانة المحمدية " ، الذي يصوره بدوي على انه أول كتاب يتناول السيرة النبوية بصورة عادلة بعيدا عن الأساطير التي حاكها مؤرخي أوروبا طيلة عشرة قرون . ومن هذا التاريخ بدأت صورة محمد تسلك مسلكا يصبح أكثر وضوحا . هذا في الوقت – وقت الانتصارات العثمانية في أوروبا - الذي انتشرت فيه ترجمة القرآن ، الذي تولى أصحاب النزعة الإنسانية ترجمته منذ 1543 في سويسرا ، ثم ترجمت هذه الترجمة إلى الألمانية عام 1616 م وإلى الهولندية عام 1641 . وفي عام 1641 قام القنصل الفرنسي السابق في مصر " أندري دو ريي " الذي كان قد تعلم العربية ، قام بترجمة القرآن للفرنسية بعنوان " قرآن محمد " ، وتوالت طبعات هذا الكتاب حيث صدرت منها خمس طبعات على الأقل خلال خمس سنين في أمستردام وباريس . ويتابع محمد عابد الجابري ، في مقالته المعنونة بـ " ترجمة القرآن للاتينية ودورها المرجعي للإصلاح في أوروبا " ، يتابع تتبع هذه الترجمات ، ليذكر أن أول ترجمة للقرآن للإنجليزية كانت في عام 1688 . وحسب السياق التاريخي الأوروبي ، تمثل دور المثقف بكونه المناهض للسلطة ، وكان هذا الدور إضافة لكل هذا الموروث الضخم من التشويه التاريخي للإسلام ، مع الخلط الكبير بين الإسلام وممالك الإسلام ... فكلمة " الإسلام " في معظم اللغات الأوروبية ، لا تشير فقط إلى الدين ، بل ينضاف إليها " أرض الإسلام " " المسلمين " . وهكذا ، وانطلاقا من فكرة " روح الشعب " التي أسسها هيجل ، اضافة إلى النرجسية الأوروبية في رفع هويتها وتخليدها بالتأكيد على تخلف الآخر ، الذي هو صورة سرمدية لا يمكن ان تتغير ، وهو المرآة التي من خلالها تجدد أوروبا ثقتها بنفسها كلما نظرت إليها . وبسبب هذا كله ، نجد الحركات الفكرية الإنسانية ، المناهضة للكنيسة تقوم بمدح الإسلام ضدا على الكنيسة ، كما قام بذلك لوكونت دي بولانفيي ، في الوقت الذي تقوم بهجاءه أيضا ، مصورة إياه أنه مركز الاستبداد والطغيان الأبدي .. كما فعل فولتير، في سبيل التغيير السياسي . في ألمانيا ، بدا أول تأثير للإسلام في حركة الإصلاح الديني التي قام بها مارتن لوثر ، فالأساس الأول الذي انطلق منه الإصلاح هو نبذ " احتكار المعرفة " المركب الذي كانت تقوم به كنيسة روما ، بحكر قراءة النص المقدس على فئة معينة ، ولف هذه القراءة بلغة نخبوية ليست مستعملة هي اللغة اللاتينية . كما أن ألمانيا كانت هي الأرض التي أخرجت كبار المستشرقين الذين كتبوا عن الإسلام كشنورر الذي ألف " المكتبة العربية " الذي تناول فيه الكتب العربية ومن بينها القرآن ، وكذلك مترجم القرآن للألمانية " رودي بارت " ، و " برجشتريسر " الذي حقق وألف الكثير من الكتب التي تتناول قراءات القرآن وتاريخه ، وحاول تدشين مشروع كبير لنقد القرآن ، لكنه توفي دون ذلك . وهناك من كبار المستشرقين " بروكلمان " الذي ألف " تاريخ الأدب العربي " ، الكتاب الضخم الذي لا يضاهيه في هذا المجال إلا مؤلفات شوقي ضيف . وفلوجل ، وريسكه ، وآخيرا نختم بأكبر المستشرقين الألمان " تيودور نيلدكه " الذي ألف " تاريخ القرآن " . والآن ، ما هي صورة محمد في الأدب الألماني ؟ اخترت هنا ثلاثة شخصيات من أكبر الشخصيات الأدبية في في ألمانيا : جيته الممثل الأكبر للنزعة الرومنسية ، ورلكه صاحب النزعة الصوفية الرمزية ، ونيتشة العدمي صاحب فلسفة المطرقة .

03-26-2006, 09:04 PM

{myadvertisements[zone_3]}

beammer عضو متقدم المشاركات: 502 الانضمام: Dec 2005	مشاركة: #2 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " موضوع شيق .. تسجيل متابعة ..
03-26-2006, 09:08 PM

{myadvertisements[zone_3]}

SH4EVER بحراني المشاركات: 2,057 الانضمام: Mar 2005	مشاركة: #3 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " موضوع لطيف .... تسجيل متابعة
03-26-2006, 09:32 PM

{myadvertisements[zone_3]}

العلماني خدني على الأرض اللي ربّتني ... المشاركات: 4,079 الانضمام: Nov 2001	مشاركة: #4 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " (f)
03-27-2006, 11:21 AM

{myadvertisements[zone_3]}

العاقل عضو رائد المشاركات: 753 الانضمام: Jun 2002

مشاركة: #5 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " [CENTER](2)[/CENTER] " أنا اليوم حارسة أمام باب الفردوس ولست أدري جيدا ماذا أفعل ، فانت تبدو لي مريبا هل أنت حقا شبيه بالمسلمين الصادقين ؟ هل جهادك وفضائلك هي التي بعثت بك إلى الجنة ؟ إن كنت واحدا من هؤلاء الأبطال فأرني جراحك التي تنبئني عن أفعال مجيدة وحينئذ اسمح لك بالدخول . " ( الديوان الشرقي للمؤلف الغربي ، قصيدة " السماح بالدخول " ، وهذه حورية تخاطب شاعرا اما باب الفردوس ) . " إذا كان الإسلام معناه التسليم لله ، فعلى الإسلام نحيا ونموت جميعا " ، ويوضح جيته هذه الجملة في رسالة إلى المستشار فون ملر : " إن التفويض والتسليم هما القاعدتان الحقيقيتان لكل دين ، وكذا الخضوع لإرادة عليا تسيطر على مجرى الأمور ، لا نستطيع إدراكها ، لهذا السبب نفسه ، وهو انها فوق مدى عقولنا وإدراكاتنا . وفي هذا يتشابه الإسلام مع البروتستنتية أشد التشابه " . يقول جيته عن محمد : " لما كنا في تأملاتنا هذه نبدأ من وجهة النظر الشعرية أو على الأقل نعود إليها ، فإن مما يتفق مع غرضنا أن نبدأ بان نذكر عن هذا الرجل العظيم الخارق للعادة أنه – كما قال هو عن نفسه وأكد بكل قوة – نبي وليس شاعرا ، وتبعا لذلك أن القرآن يجب أن يعد قانونا إلهيا ، لا كتابا إنسانيا كتب من أجل التعليم أو الإمتاع . فإذا سعينا الآن في تحديد الفارق بين الشاعر والنبي ، قلنا إن كليهما يلهمه الله ويرعاه ، ولكن الشاعر يبدد الهبة التي وهبها له في متع ، لإحداث إمتاع ، ولكي يحصل بإنتاجه على المجد ... وعلى العكس النبي لا يستهدف غير غرض محدد ؛ وللوصول إليه يستخدم أبسط الطرق .إنه يريد أن يعلن مذهبا ... وكل مضمون القرآن ، ابتغاء التعبير عن الكثير بكلمات قليلة ، موجود في بداية السورة الثانية ، وهاك نصها : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ، أولئك على هدى من ربهم وألئك هم المفلحون ، إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ، وعلى أبصارهم غشاوة ، ولهم عذاب عظيم " . وهكذا يكرر القرآن هذا المعنى ، سورة بعد سورة ... وتؤلف هذا كله مضمون هذا الكتاب المقدس ، الذي نشعر في كل مرة نتناوله فيها بشعور من النفور في أول الأمر ، ما يلبث أن يتلوه إقبال وانجذاب وإعجاب ، وفي النهاية يفرض علينا توقيره واحترامه . " أخيرا ، يقول جيته : " إذا اغتاظ أحد من ان الله شاء أن يهب محمدا الأمن والسعادة فليربط حبلا متينا باقوى الأعمدة في قاعة بيته وليشنق نفسه به ! فهذا مفيد له: إذ سيشعر حينذاك بان غيظه سيذهب عنه . " أشار تحتها إلى قول الله : " من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع ، فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ " ( الحج : 15 ) . الآن ، من هو جيته ؟

03-27-2006, 12:50 PM

{myadvertisements[zone_3]}

-ليلى- عضو رائد المشاركات: 3,167 الانضمام: Feb 2005	مشاركة: #6 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " العاقل (f)
03-27-2006, 03:24 PM

{myadvertisements[zone_3]}

حسام راغب عضو رائد المشاركات: 943 الانضمام: Jan 2002	مشاركة: #7 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " عزيزي العاقل ساكتفي بالمطالعة وبعض التأمل لأشعارك هذه عن رسول الرحمة (محمد). و حين تنتهي سأبدأ بحوارك عسى أن أهديك الى سواء السبيل.. آل ماثوموس آل.. راغب..
03-27-2006, 03:50 PM

{myadvertisements[zone_3]}

shahrazad عضو رائد المشاركات: 1,613 الانضمام: Jan 2004	مشاركة: #8 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " ولنفترض أن هذا الراهب ادعى أنه المسيح!؟ ألا يكفي أن دعوته نجحت وظل دينه قائما حتى الآن إثباتا على أنه هو فعلا المسيح الذي ادعاه؟ ألا يدعون هم أن المسيح سيعود؟ لماذا إذن لا يكون قد عاد فعلا وهم أنكره؟ ما المشكلة في ذلك؟ ثم إن أي مسلم لم يقل أن محمدا هو المسيح!
03-27-2006, 03:57 PM

{myadvertisements[zone_3]}

shahrazad عضو رائد المشاركات: 1,613 الانضمام: Jan 2004	مشاركة: #9 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " ولنفترض أن هذا الراهب ادعى أنه المسيح!؟ ألا يكفي أن دعوته نجحت وظل دينه قائما حتى الآن إثباتا على أنه هو فعلا المسيح الذي ادعاه؟ ألا يدعون هم أن المسيح سيعود؟ لماذا إذن لا يكون قد عاد فعلا وهم أنكره؟ ما المشكلة في ذلك؟ ثم إن أي مسلم لم يقل أن محمدا هو المسيح!
03-27-2006, 04:04 PM

{myadvertisements[zone_3]}

mind عضو متقدم المشاركات: 488 الانضمام: Dec 2004	مشاركة: #10 مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " تسجيل متابعة لموضوعك الشيق:wr:
03-27-2006, 08:16 PM

{myadvertisements[zone_3]}