في البداية .. الديانة التي كانت غالبة على الجزيرة العربية، والتي تمثلت بعبادة الاوثان لم تكن تلغي وجود إله أكبر وأعظم من تلك الاصنام، وما تلك الاصنام بعرف ذلك الدين البدائي الا لتقربهم الى الله زلفى، وان اضفنا الديانات الاخرى التي انتشرت في الجزيرة العربية لخرجنا بمحصلة واضحة ان الاله الابراهيمي كان حاضرا في ذاكرتهم..
وعليه إن أخذنا القول.. مع التركيز على ما سبقه:
اقتباس:فالمجتمع الجاهلى لا يمكن ان يتقبل فكرا جديدا ابدا مخالفا له .
الدين الوثنى لا يقبل الى جانبه دين التوحيد .
هل كان الامر فعلا كذلك؟ الجواب أن الديانة الوثنية التي انتشرت لم تكن بذات شريعة واضحة او ملزمة، بل كانت أقرب إلى الديانة الصورية، تمسكت بها قريش لما تنعكس عليها من فوائد اقتصادية جمة، وما طلبهم من محمد ان يعبد الههم عام، ويعبدون ألهه عام الا شاهد على ذلك.
ثم بالنسبة للولاء القبلي أو العشائري الذي تفضل به الزميل الكريم بالقول:
اقتباس:الولاء القبلى و العشائرى كفيل برفض الدعوة تنافسا بين القبائل و تفويتا لفرصة تشريف الهاشميين .
وهل حمى محمدا شئٌ ابان مكوثه بمكة لفترة 13 سنة غير ذلك النظام القبلي والعشائري؟
اقتباس:النظام الطبقى لا يرضى و لا يسمح برفع طبقات مسحوقة من العبيد و الموالى الى درجة اعلام و ابطال و رموز من رموز الدعوة كبلال و عمار و غيرهم
الشواهد التاريخية كثيرة، والثورات التي قام بها العبيد والموالي على السادة هي من تجليات الاجتماع البشري، هو أمر طبيعي جدا، لا اود التوسع كثيرا سعيا لضبط الموضوع، لكنه ليس بالامر الغريب او الاستثنائي، انظر الى سبارتكوس على سبيل المثال ..
لا أريد الدخول هنا بتفصيل المجتمع العربي آنذاك، وماهية السلطات الموجودة به، ومنجزيتها .. فالامر قد يطول
اقتباس:العامل العسكرى كان ضد الاسلام حتى بعد فتح مكة .
فقبل فتح مكة كانت المواجهة العسكرية اساسا مع قريش و هى ليست اقوى القبائل عسكريا
و كانت القوة العسكرية القرشية بيد المخزوميين .
و لكن الاسلام تغلب عليهم .
بعد فتح مكة صارت المواجهة الاسلامية مع الثقل العسكرى الحقيقى فى جزيرة العرب و هى قبائل هوازن و ثقيف
و تغلب الرسول الاعظم عليهم .
... أخذا بقولك أن الثقل العسكري بعد فتح مكة كان لهوازن وثقيف .. الا يعتبر 12 ألف مقاتل حشدهم محمد في غزوة حنين ثقلا عسكريا؟؟ قد تقول قد هزموا، ونصر محمد رغم ذلك.. أقول هو تفصيل لا يلغي الوفرة بالعدد من جانبه .. وبالتالي الفيصل حينها كان أرض المعركة .. وان أضفنا الى الامر "مؤتة" لوجدنا ان من يرسل جيشا لقتال الروم الاعز والاقوى من هوازن وثقيف حكما لن يألو بالا في قتال عرب.. (هذا ان سلمنا طبعا بالاعتبار ان هوازن وثقيف كانت الاقوى عسكريا)..
اقتباس:العامل الاقتصادى كان فى اقصى درجات التردى اذ تمت محاصرة الهاشميين و تفقيرهم كما حوصر المسلمون و منعوا من اصطحاب ممتلكاتهم و اموالهم و تم الاستيلاء عليها فى مكة .
و فى المدينة يسيطر اليهود على الوضع الاقتصادى بل فى الجزيرة و هم اعداء للرسول الاعظم
و لكنه تغلب على هذا العامل ايضا
.
العامل الاقتصادي في ظل وجود محمد بمكة نعم .. لكن بالله عليك.. أولى معارك المسلمين "بدر" .. الم تكن واحدة من دوافعها حماية قريش لقافلتها؟؟ الم يرسل محمد أصحابه لمهاجمة القوافل وقطع طريق التجارة على مكة؟... العامل الاقتصادي لم يكن ثابتا بمعيار واحد في خلال الدعوة المحمدية.. حوصر محمد وظلم وعانى الاذى والاضطهاد بمكة نعم .. لكن في المدينة قلب الحال ولم ويبق على ما كان..
اقتباس:العامل السياسى ايضا ضد الدعوة المحمدية المباركة
اذ ان حلف قريش كان يشمل معظم القبائل العربية التى تربطها ع قريش اواصر عميقة جدا
و استطاع الرسول الاعظم اختراق الحصار السياسى فارسل من المؤمنين الى الحبشة حيث حققوا اول انتصار سياسى دولى .
ثم بدات حرب التحالفات مع القبائل العربية و انتزاعها من حلف قريش و تحقيق هزائم سياسية متتالية لقريش .
وهل ننسى ما للنجاشي من ثأر على العرب ومكة؟؟ هل نسينا ما جرى على أبرهه؟ ... قد يكون إبرهه قد استقل باليمن بطريقة او بأخرى نعم .. لكن امتداده من من؟؟ .. ثم في ظل الحيرة التي تتبع فارس .. ومملكة الغساسنة التي تتبع الروم.. الا يحق للنجاشي ان يسعى لموطئ قدم في الجزيرة؟؟ واين ؟؟. في مكة..
ثم .. الا ترى ان ديانة التوحيد تتوائم مع ديانة النجاشي المسيحية بمقابل مما ساد في الجزيرة من ديانة وثنية؟ الا يمكن للنجاشي ان يدعم اتباع ذلك الدين الذي هو بحيز التكامل - لم يكتمل الدين بعد حينها - ان يرى بهؤلاء امتدادا لدينه وصدى له ؟
هذا طبعا في ظل الدعوة المكية .. اما بظل الدعوة المدينية فاختلف الامر ولا حاجة بي الى الشواهد
تحياتي
(f)