فتاة الليمون


(وفي هذا التفاهم يا "ميّ" أغنيةٌ عميقةٌ هادئة نسمعها في سكينة الليل، فتنتقل بنا إلى ما وراء الليل، إلى ما وراء النهار، إلى ما وراء الزمن، إلى ما وراء الأبدية)
جبران خليل جبران


- 1 -

قدْ أتاكِ الليلُ عشقاً
وانحنى
طافتِ الروحُ حناناً
مُصْطَفَى
كلّميني عن أغانيكِ الجميلة
واسأليني
عن حياتي
عن هباتي للسماء
اهذري جِناً
اسمعي لحناً
واعشقيني

حدثيني عن أمانيكِ البهيّة
عن ندىً في هذهِ الشفةِ الشهيةِ
وعن القضية
ينتاب وجهى الآن يا صبية
رقصُ الأصابعِ .. مبسمُكِ فتيّا
تراوديني على روحي .. وروحك ليَّ
ما أن تفيضي فيَّ كخصبٍ عرمرمٍ
في ثورةٍ ماجنةٍ حمراءَ
عبثية ...

تراوحينَ مكاني
وتشعين كلؤلؤٍ من محارِ
تترصعينَ دفئاً حالماً
روضاً رائعاً
تتسللين نهراً دافقاً في بُرهةٍ
وتنتفضين كطفلة
تسكبين الغيومَ ببراعةٍ في عشقنا
كآلهةٍ لا تخشى السكونَ
ولا الدويّا

تتناثر قطراتُ ليمونٍ مصفّى
فوق هذا الفمِ وهذي الشفاه
بلذةٍ متعمدة
شلالاً وإعصاراً عتيّا
فيضحي لساني
محض احتقانِ
لرغبةٍ متوعدة
محضَ افتتانِ
ويصبح كلُّ الجمالِ المجسّدِ فيكِ
بكل الثواني
وكلِّ الأغاني
وكلِّ انسيابِ العشقِ والأفئدة
وكلِّ انهمارِ الشعرِ في ليلنا
بقطرة ...
تسيل على الشفتين
نشيداً لقلبي وروحي وحبّي

يا فتاة الليمونِ تعالي بقربي
فنحنُ خلقنا لنعشقَ هذا الكونَ
سويّا
ومرّي بدربي
لنجعلَ موجَ البحارِ يحلّقُ فينا
ملياً .. مليا

باريس - الاثنين 17-04-2006

يتبع ...

- 2 -

استلقي حبيبةَ قلبي
على صدرِ شاعر
يشذّبُ عبركِ زهرَ الهيام
ويعبرُ فوقَ عبابِ الكلام
ويبني ممالكَ من أرجوان
يزهرجُ في كلِّ ليلٍ
غرامْ
يطرزُ كلَّ شاردةٍ شجيّة
بحسنِ الختام

أضعتُ مواهبَ عمريَ
في مقلتيكِ
وجِئتُ إليكِ بأحلى
من جلساتِ الغرام

أشاعرَ قلتي ....؟
وقلتي أحبُّكَ لفظاً
تغمّسني في العشق
حوريّة
وقلتي: سئمتُ الرجالْ
فهذا يُحدّق في مقلتيَّ
وذاك يراوغ صدري
وآخر يبغي وصالي
ويُخفي المرام

وأنت تعانق كلَّ كياني
بخفةِ ساحر
ونبضِ مشاعر
ونبرة شاعر
وعُلْوِ غمام
أنت تعانق مني الكيانَ
كمن ما رآنيَ
من ألفِ عام

أحتاجُ شاعر ...
لأني بحضنكَ
أضحي النساءَ
كلَّ النساء
لأنك مثلي شهيّا
محيطاً عتيّا
لأن الحرارةَ منك تهيجُ
بلفظٍ وجيز
فتضحي دوايا وأنت البليّة
لأنكَ صوتٌ حنونٌ بهيجُ
وروحٌ أبيّة

لأنك إن لامستني
استويت
وصرتُ احتراقا
لأنك عذبٌ وريحٌ وروحٌ
وحلوٌ مذاقا

وأعرف أنك شاعر
وأعرف أني لديكَ البداية
وكلَّ الحياةِ
وأني النهاية
وأعلم أنك عشت الدهورَ
"تدوّر" عني
وأنك حينَ رأيتَ جفوني
غدوت ارتجافا
وأنك حين تراني
تدوخْ
فتستأجر في ذات حلمكِ
"كوخْ"
فقط كي نقضّي
ثوانٍ .. سويا

وكم تتمنى أن تحتويني
بكلِّ الكلامِ .. الهيامِ
الحقيقة
بكلِّ الأظافر
وكلِّ الجسد
بكلِّ الظفائر
ومجرى المطر
لمحض دقيقة


أحتاجُ شاعر ...
لكيلا أصيرَ غموسَ اللسان
لكي نتوحدَ وحياً لذيذا
لكي نتواعدَ على قشرةِ زهرةٍ
ونلقي القصائد

فنحنُ خلقنا حبيبان روعة
بمحضِ زمانٍ
ومحضِ مكانٍ
وكلُّ منايَ نصيرُ بلحظة لوعة
روائحَ ربٍّ تغطي
الجنانْ

باريس - الثلاثاء 18-04-2006

حاولت اختيار اي جزء واعبر عن اعجابي به ولكني لم استطع فكل الكلمات رائعه :wr:

اقتباس:  بلقيس3   كتب/كتبت  
حاولت اختيار اي جزء واعبر عن اعجابي به ولكني لم استطع فكل الكلمات رائعه :wr:

بل أنت الأروع والأبهى أيا ملكة سبأ العظيمة، وملهمة الملوك الشعراء الأوائل الصناديد. (f)

شاكراً حسن مرورك. :D


(f)

بس أنا لقيت مشطع محترم..;)

اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
تراوحينَ مكاني
وتشعين كلؤلؤٍ من محارِ
تترصعينَ دفئاً حالماً
روضاً رائعاً
تتسللين نهراً دافقاً في بُرهةٍ
وتنتفضين كطفلة
تسكبين الغيومَ ببراعةٍ في عشقنا
كآلهةٍ لا تخشى السكونَ
ولا الدويّا

بصراحة.. القصيدة جميلة.. مهذبة بجد.. الجزء (2) حبيته أكثر لأنو يمكن أكثر سلاسة.. أصلا تعرف كم انا كسولة مابحبش التعب :cool:

بس يا ابن عمي.. أنت ايش قصتك مع الشعر والشعراء والقصائد.. تتذكري روايتك العزيمة باسم "مهري قصيدة" :10:

:kiss2:

جداً ... وفيه شعر كثير كبير .."والحكي جد والله" ...

بدك أنتقدها ، وتتحمل ؟ :) (رح تستفيد ) ..

(f)

واسلم لي
العلماني

بنت عمي (f)
أهلين وسهلين بنور العين. سعيدٌ جداً أنها أعجبتك، وفعلاً أرى أن المقطع الثاني أكثر خفة.

الغلي عميدنا (شيخ الشباب)؛ (f)
بل خذ راحتك، فقط وجودك هنا شرفني وأبهجني وأسعدني. وانقدها على أكثر من راحتك، بل سأكون لك من الشاكرين، فأريد أن أستفيد وأشذب كلماتي.

محبتي الخالصة.:kiss:

طارق القدّاح كتب/كتبت :

أحتاجُ شاعر ...
لكيلا أصيرَ غموسَ اللسان
لكي نتوحدَ وحياً لذيذا
لكي نتواعدَ على قشرةِ زهرةٍ
ونلقي القصائد





بعيداً عن المجاملة يا أبو جوزيف القصيدة جميلة وكده :9:

وأترك النقد لأهل النقد لعميدنا الغالي العلماني (f)

والمقطع الذي اشرت إليه غاية في الروعة (f)


وسلامي وقبلاتي وورودي للجميع


(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)

أبو جبران

شرفٌ - لو تعلمون - عظيم أن تعجبك قصيدتي هذه. ألا ترى أني عدت من سباتي؟
قالت لي صديقة حول هذه القصيدة كلمات أفتخر بها إذ أعلنت:

اقتباس:رائعة، فتاة الليمون.
أظنها أفضل ماكتبت (مِمَ قرأت لك طبعاً آخر سنة).

جميل ومريع بطبعك، وفنانٌ من جديد.
أظنكَ نمت لوقت قصير وها أنت تعود طارق القدّاح الذي يعجب به الجمع

(f)

كلمات راءعة ولكن ليست قصيدة فلا توجد قافية او وزن او نغمة موسيقية بين اسطر هذه الخاطرة