اقتباس:  نبيل حاجي نائف   كتب/كتبت  
 
مرحباٌ  بأخي وليد   وكل المشاركين

إنك تفتح موسوعة  بحث

وهي تحتاج لكتابات كثيرة وأنا مستعد لذلك .  
ولكن سوف يكون رأي غير نمطي لأنني أنظر إلى الأمور بطريقة غالباٌ سوف تكون مختلفة عن ما هو مألوف .

مع تحياتي لكل المشاركين

الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف

تحياتي و إحترامي ,,

مرحبا برأيك دائما - و في كل الأحوال.

في إنتظار مداخلاتك.

اقتباس:إن الصدام قد إنتقل من الخارج ليصبح داخل أنفسنا - ووصل التناقض لدينا أقصاه.

أليس من المناسب الآن أن نحاول تحديد شكل المجتمع من منظور معرفي - لنحاول أن نعرف أين نصطدم بالضبط بفكر هذا الآخر؟

يتبع ,

وليد نحن امام اشكالية جد معقدة هنا ..الحضارة او ازمة الحضارة .كما قال فرويد مرة ان الحضارة قلق يصيب الانسان ..نعم هم متحضرون متمدنون (الاخر) اقصد..يكتسحنا ويأسر البابنا برفاهيتة وحراكتية وحريتة التي ليس لها حدود .

ونحن مكبلون باقتصادات ضعيفة ..ثقافة محاصرة ..الكاتب يفكر الف مرة قبل ان يكتب جملة واحدة ..مهمشون ويوجد تحت اسم اممنا الف خط وخط .

التحضر والانفتاح الذي فية الاخر لو دخل الى ديارنا ..طبعا ومن دون مجاملة سوف تسمح هوتينا الفكرية القومية سمها ما شات الحضارة لها هوية خاصة بها ..معالم تكاد تتشابة بين الامم التي تنفتح على الغرب, وهو مصدر كل فكر في العصر الحالي ..نكاد نفقد صوت الفلسفي والفكر في الشرق اقصد هنا اسيا ..وحتى افريقا لا نجد مثل هذة الفنتازيا الفكرية المتنوعة عندهم .

ابسط مثال هو انفتاح اليابان على الغرب ..هل هي نفس اليابان القدمية تحت حكم الامبراطور ابن الشمس الذي كان يعبد ..نجد المدن اليابانية تكاد تشبة ا ي مدينة غربية ..السيطرة الذكورية الواضحة في تلك البلاد تكاد تنمحي ..نجد في تقرير عن اليابان كثرت ظاهرة النساء العازبات ..صاحبات الدخل العالي ..يفضلن العيش بمفردهن على ان تكون تحت وصاية رجل ..تحطم شي رهيب في هوية تلك الحضارة الذكورية المشهورة بظل الاب الذي يعتبر اله في تلك البلاد.

مثال بسيط ولكن مع هذا المد الحضاري الجارف هل سوف نكون مثل اليابان الذي يبقى من الهوية هو لابس التقليدي الذي يلبس بعد العمل ..مع وجبات اليابانية التقلدية ..وعند دخولك الى مقر عملك فانت غربي الى نخاع. بزة العمل التقليدية, نفس الصرامة في العمل .

الحضارة الحالية هي ذات زي موحد لو دخلت بلد تجبر البلد الذي تدخل فية ان يغير شكلة الى لون الحضارة السائدة في العالم.

محارب النور

[CENTER][B]البنية التحتية للمجتمع من منظور معرفي
خلف كل منظومات مجتمع ما - تقف الخلفية المعرفية لهذا المجتمع. و هي المنظومة العقلية التي تحدد معارف هذا المجتمع - و هي مسئولة بالأساس عن تحديد من أين و كيف يستقي أفراد هذا المجتمع يقينهم.

و الخلفية المعرفية لمجتمع ما - وسط معرفي مشترك بين أفراد هذا المجتمع - قابل للنقل و التوريث بين أفراد ذلك المجتمع سواء عن طريق شفهي (في المجتمعات البدائية) أو كتابي - و تعددت وسائل نقل هذا الوسط المعرفي من أسلوب الحكي المباشر و التربية إلى التعليم بشكله الحالي و الميديا .. إلخ. و تلك القابلية للنقل التبادلي و التوريث هي شرط تكوين خلفية معرفية.

و لم يلزم لبدء تكوين خلفية معرفية للإنسان سوى إكتشاف و تطور اللغة - أي لغة - كوسط لنقل المعلومات و تبادلها. و حينئذ كفت معارف الأفراد عن أن تكون مجرد خبرات شخصية تموت بموتهم.
و نشوء خلفية معرفية للمجتمع الإنساني كان أول الطريق لإنفصال المجتمعات الإنسانية عن مثيلاتها الحيوانية.

يقف فوق هذه المنظومة أو الخلفية المعرفية كأساس - باقي المنظومات الإجتماعية مثل المنظومة الأخلاقية و الإجتماعية و الإقتصادية.
و بالرغم من وجود ما يمكن أن يطلق عليه منظومة إجتماعية سابقة حتى على إكتشاف اللغة و في المجتمعات الحيوانية - إلا أنه بدخول الخلفية المعرفية لمجتمع ما - فإنها تحتل مكانتها كأساس لباقي المنظومات.

و تغيير الخلفية المعرفية للمجتمع شرط أساسي لتغيير أي منظومة إجتماعية أخرى - وهذا لطبيعتها كوسط حامل للمعرفة و منها قوانين و أسس باقي المنظومات.
و بالطبع من الممكن أن يعترض البعض بأن التغيير الملموس في المنظومة الإقتصادية مثلا - سوف يستوجب تغييرا مصاحبا بكلا المنظومتين الأخلاقية و الإجتماعية - و الإجابة نعم و بالتأكيد و لكن بعد المرور على الخلفية المعرفية بالتغيير أولا. و هذا ما يمكن ملاحظته على كافة التغييرات الكبرى في التاريخ.

أي أن الخلفية المعرفية للمجتمعات الإنسانية كيان ديناميكي يتأثر بواقع الإنسان الخارجي من ناحية - و بتطوره الذاتي من ناحية أخرى. بل و بتطور و تغير باقي المنظومات التي تعتمد عليها (تأثيرات متبادلة).
و الصفة الديناميكية للخلفية المعرفية للمجتمعات الإنسانية ليست فقط خاصية بل ضرورة من ضرورات كلا التكيف و التقدم.

و من الممكن أن نعدد الآلاف من الخلفيات المعرفية للمجتمعات عبر تاريخ التقدم الإنساني - بل و في الوقت الحالي - لكن يمكن جمع و تصنيف هذه الخلفيات تحت أطر محددة و معدودة.
و بما أننا بصدد تصنيف و تأطير الخلفيات المعرفية - فلعله من المناسب أن نلقي الضوء على الطرق التي يستقي منها الإنسان يقينه و معرفته - مع سياق تاريخي مختصر.

اقتباس:و تغيير الخلفية المعرفية للمجتمع شرط أساسي لتغيير أي منظومة إجتماعية أخرى - وهذا لطبيعتها كوسط حامل للمعرفة و منها قوانين و أسس باقي المنظومات.
و بالطبع من الممكن أن يعترض البعض بأن التغيير الملموس في المنظومة الإقتصادية مثلا - سوف يستوجب تغييرا مصاحبا بكلا المنظومتين الأخلاقية و الإجتماعية - و الإجابة نعم و بالتأكيد و لكن بعد المرور على الخلفية المعرفية بالتغيير أولا. و هذا ما يمكن ملاحظته على كافة التغييرات الكبرى في التاريخ

وليد تحية طيبة وبعد ..

تغير المنظومة المعرفية هنا له جذر واحد ..هل تقصد اللغة ..تطوير اللغة ..هل طرحك هنا يشابة طرح الدكتور طه حسين عندما قال بتبني لاتنية بدل اللغة العربية وحسب الكلام المنسوب اليه ..ان هذة الحركة سوف تدفع بالعرب الف سنة الى الامام ...

محارب النور

أبدي ّ

هل توجد أزمة فعلا؟

نعم توجد ازمة
فنحن -مصر- نعانى من عدم وجود تنمية حقيقية أو نمو مضطرد تجاه التقدم والتحضر فى أى ناحية
مثال ذلك خمسة وعشرون عاماً من حكم الرئيس محمد حسنى مبارك ماذا جنى الشعب المصرى من جراء طبيعة هذا النظام الحاكم ؟

سوف أكون موفقاً بعض الشىء لو قلت أن هناك إصلاحات فى البنية التحتية الأساسية فقط "سكن ، كهرباء ، طرق ، مواصلات ، صرف صحى ، غاز طبيعى ....." ولكن لكى أكون منصفاً فهى تحدث فى بعض المناطق ولا تحدث فى مناطق أخرى والملاحظ لتطور البنية التحتية الأساسية لسكنى الجمهورية المصرية يجد أنها تحدث بسرعة سلحفاة مريضة بمرض الكساح
مايحدث على الصعيد المصرى فى كافة الاحداث تؤكد ان العملية اليومية والغدية-إن صلحت اللفظة- لا يمكن التنبؤ بحدوث جزء منها إلا فى الحالات السيئة فنتكهن جميعاً بان السىء لا بد وان يجلب الأسوأ
أما عن نسبة الرضا العام فيكفيك أن عدد الأفراد الذين يكنون الرضا عن الحالة المصرية لا يتعدى عدد عشرة أفراد

سوف أقوم بتفنيد بعض النواحى التى توجد فيها .... "الحالة الطارئة ، عدم الإستقرار ، نسبة الساخطين"

أ-الناحية العلمية
نحن مستلهكو حضارة لا صناعها وليتنا نأتى على العلم المعمول به اليوم فى الدول المتقدمة ولكننا نستعمل علماً خارجياً مستورداً وغير مكافىء للتقويم الحالى ويظهر هذا الشىء فى ... إنخفاض مستوى التعليم الأكاديمى ، دونية مستوى معيشة الفرد ، إنعدام الصناعة والتكنولوجيا المعمول بها ، قلة درجة إجادة قراءة وفهم الأفراد لأبجديات الفكر العلمى ، هجرة المبتكرين والعلماء من الوطن ، شيوع السلوك الإستهلاكى عن السلوك التصنيعى .......

ب- الناحية الأدبية والفنية


جـ- الناحية الأخلاقية


ء- الناحية الإجتماعية
يمكن إضافة "التفكك الأسرى على الرغم من ترابطه الظاهرى -فى التعايش جنباً لجنب فى مكان واحد- ، الجميع لا يطيقوا أنفسهم فى كل مكان ، الغضب ، الصياح ، الإنفعال الغير مبرر ، القذارة سمة الشوارع ، الأنانية وعدم تحمل مسئولية الفعل ،....." إلى ماسبق أن ذكرته فى الناحية الاخلاقية

هـ- الناحية الدينية
الفكر الآخر غير متعارف عليه فى الفكر الدينى فالدينى لا يعترف بوجود الآخر وإنما يقوم بتكفيره وتصبح هذه المشكلة هى الفكرة الأكثر شيوعاً بين الدينيين دون ان يلتفتوا إلى باقى أخلاقيات دينهم

و- الناحية الإقتصادية
لا يخفى على أحد اننا نعيش أسوأ فتراتنا الإقتصادية
سواء من ناحية دخل الفرد او من ناحية ثبات العملية الإقتصادية وتطورها
او من ناحية خضوعها لأحد الانظمة الإقتصادية المعروفة
فنحن ندير إقتصادنا بطريقة هلهلية لا ضابط ولا رابط لها مايحدث يحدث ونواجهه بجهل شديد [/COLOR]

ز- الناحية السياسية


و ما هي مظاهرها-مظاهر الأزمة-؟

كل النواحى التى سبق وأشرت إليها فى النقطة السابقة أما عن نتائج تعايشنا فى ظل وجود الأزمة فهذا سوف نذكره فى محفل آخر

ولماذا نحس بها؟

نشعر بالأزمة عند ....
*** مقارنتنا لدرجة معيشتنا وحياتنا بدرجة معيشة وحياة المجتمعات الاخرى المتقدمة علمياً وإجتماعياً وثقافياً
*** عدم وجود نسبة إحتمال لمستقبل جيد بناء على معطيات جادة وواقع رشيد
*** كم من المشاكل التى تعترض طريق إستقرار الحياة -الغير مقبولة أساساً- الثابتة على شىء من الدونية حتى
*** الشكوى التى تعم جميع أفراد هذا الشعب بإختلاف طبقاتهم وأيدولوجياتهم الفكرية
*** ذيوع كل هذا الكم من اليأس فى تصرفات معظم أفراد الشعب
*** الإتجاه نحو التيارات الغير مادية والأشياء المعنوية بنسبة كبيرة جداً

ملاحظة سريعة

إن ما قلته يا وليد عن البنية التحتية للمجتمع من منظور معرفي , كنت سوف أقول ما يشابه له بشكل كبير .
فأنا معك مئة بالمئة في أن هذا هو الأساس الذي يجب أن ننطلق منه في أي دراسة للتصرفات البشرية .
المهم البنيات الفكرية التي تشكلت لدي الفرد , وأصبحت المتحكم الأكبر في توجيه تصرفاته وأفعاله .
وهذه الأفكار كما نعرف صنع غالبيتها المجتمع الموجود فيه الأنسان .
وبعد ذلك , ندرس البنيات والمؤسسات الاجتماعية والتأثيرات الموجود ضمنها هذا الإنسان .
عندها نستطيع التعرف على الأوضاع والأمور بشكل جيد , وتمكننا من التحكم بها لنسير إلى غايتنا .


مع تحياتي

اقتباس:  محارب النور   كتب/كتبت  
تغير المنظومة المعرفية هنا له جذر واحد ..هل تقصد اللغة ..تطوير اللغة ..هل طرحك هنا يشابة طرح الدكتور طه حسين عندما قال بتبني لاتنية بدل اللغة العربية وحسب الكلام المنسوب اليه ..ان هذة الحركة سوف تدفع بالعرب الف سنة الى الامام ...

الزميل العزيز / محارب النور
تحياتي ,,

آسف لو كان في خطابي السابق شيئا من الإبهام - لكني أنوي تخصيص المداخلة القادمة لتفصيل المعنى و التطور التاريخي للخلفيات المعرفية.

لم أقصد اللغة حين ذكرت الخلفية المعرفية - فاللغة هي وعاء حامل للمعرفة أو وسيلة نقلها و تسجيلها - و ليست هي المعرفة بحد ذاتها.
و لعل الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف قد إختصر بمداخلته السابقة شرحا للخلفية المعرفية لمجتمع ما:

اقتباس:المهم البنيات الفكرية التي تشكلت لدي الفرد , وأصبحت المتحكم الأكبر في توجيه تصرفاته وأفعاله .  
وهذه الأفكار كما نعرف صنع غالبيتها المجتمع الموجود فيه الأنسان .

يمكنك أن تعتبر الخلفية المعرفية كمرجع للمعرفة و الأفكار و اليقين الفردي و الجماعي لمجتمع ما.
فحين يشكل الدين الإسلامي هذه البنيات الفكرية أو المرجع الفكري لمجتمع ما - نستطيع أن نقرر بأن الدين الإسلامي يشكل خلفية أو مرجعية فكرية لهذا المجتمع.
قس على ذلك مجتمعات تتخذ الدين المسيحي أو اليهودي .. إلخ
و يمكن جمع كل المجتمعات السابقة في إطار أعم و هو إطار المجتمعات التي تتخذ الأديان كمرجعيات فكرية لها.
و بالمثل يمكن تأطير مجتمعات تتخذ أيديولوجيا ما كمرجعيات (مثل الشيوعية).
و في المقابل المرجعيات العلمية الليبرالية.

شكر خاص لمداخلاتك الجميلة ,,

الزميل العزيز / Raheel

أشكرك على مجهودك و مساهماتك الرائعة و شروحك الراقية.

الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف

يسعدني و يشرفني إتفاقك معي - و يشرفني أكثر إستمرار مداخلاتك العميقة.

[CENTER]ما هو اليقين و كيف يستقي الإنسان يقينه؟
مجرد أن يؤمن الإنسان بصحة فكرة ما أو معلومة ما أو معلومة ما تصبح يقين لهذا الإنسان - يمثل الخلفية التي يبني عليها قرارته و تصرفاته و علاقاته و كل ما يتعلق من بعيد أو قريب بهذا اليقين.
و غني عن الذكر أن اليقين بقضية ما تؤثر تأثيرا متشابكا قد يصعب التكهن بنتائجه على كافة مجالات الحياة.
فلو أيقن إنسان ما بالخطأ أن (الدولار = 2 جنيه مصري) ولو لحين - تخيل كيف سيؤثر ذلك على حياته الإقتصادية - لربما للبقية الباقية من حياته.
و لو أيقن مجتمع ما أن العصافير تقتل الآدميين - لشنوا حملة لإفناء العصافير - و لإنقرضت الأخيرة من الوجود ببيئتهم - و لزادت الديدان المضرة لزراعاتهم لإختفاء أحد أهم أعداءها الطبيعية - و لتأثر إقتصادهم تباعا - و لتأثرت حياتهم الإجتماعية سلبا ... إلخ.

فاليقين يمثل مرجع للعقل و يؤثر على تصرفات الإنسان واعيا أم لا واعيا.

و الثبات ليس شرطا لليقين - فعلى المستوى الفردي يترك الإنسان فكرة أو إعتقادا خاطئا لآخر صحيحا خلال حياته من الطفولة للكبر. و تترك المجتمعات إعتقادات خاطئة كذلك. و هذا هو ما يطلق عليه التقدم. و بالرغم من أن الثبات ليس شرطا لليقين إلا أن الفرد / المجتمع يميل للمحافظة على يقينه بغض النظر عن صحته من عدمه.

و اليقين ذاتي - لكن إنتشاره التبادلي بين الأفراد يتم بنقل و تبادل المعرفة و الأفكار و بهذه الآلية يمكن أن يتكون لدى المجتمعات البشرية مجموعة من الأفكار و المعارف التي تعتبر يقينية لأفراده - مؤثرة على جميع منظومات هذا المجتمع.

كيف يؤمن الإنسان بصحة معلومة ما / قضية ما / فكرة ما ؟ أو بأسلوب آخر ما هي آليات إعتماد الأفكار كيقين؟

بالرغم من التشابك في عملية تمرير و إعتماد الأفكار إلا أنه من الممكن تأطير مصادر اليقين في:

[U]مصدر داخلي لليقين:
و هي آليات و قوانين موجودة ذاتيا بالإنسان (Built In) و هي يقينية بذاتها - أي لا تحتاج أي إثبات خارجي لصحتها - بل على العكس تعتبر قرينة لإثبات صحة غيرها من الأفكار. كما أنها تجريدية - أي يمكن إعتبارها قوالب فارغة من المحتوى.
و هذه المصادر بعد تقنينها هي العلوم الصورية - أي الرياضة و المنطق.
فالقضية (1+1=2) هي يقينية و صحيحة بذاتها لا تحتاج إثبات خارجي - بل على العكس فنحن نحسم صحة عملية بيع مثلا بالرجوع لهذه القضية و أمثالها (التاجر حين يحسب بكم يدين المشتري يمسك ورقة و قلما أو آلة حاسبة و يكتب (كيلو + كيلو = 2 كيلو) مجردا البضاعة من محتواها وصولا للأعداد المجردة.
و لا يجب الخلط هنا بين الأعداد و وحدات القياس - فالأعداد مجردة ووحدات القياس متغيرة - و البدء في تجريد المعدود معناه توحيد القياس.
أي أن نفس القضية (1+1=2) هي قضية مجردة من المحتوى.
و لا يجب فهم كون هذه العلوم موجودة ذاتيا بالإنسان أن أي إنسان يولد و هو إستاذ رياضة أو منطق - فمن الممكن أن يخطئ إنسان بأي من هذه القضايا - لكن بمجرد العلم لن يستطيع إنسان أن يحاجج أن (1+1=3) و إلا خرج من دائرة العقلاء.

[U]مصادر خارجية:
و هي بإختصار تتمثل في مصدر خارجي + الحواس الخمس للإنسان (زد عليها إمتداداتها مثل الميكروسكوب مثلا).
أي هي العالم من حولنا.
و اليقين من مصدر خارجي ليس ذاتيا أي ليس صحيحا بذاته بل صحته مثل مصدره من الخارج - و يخضع للتجربة. و بالرغم من ذلك إلا أنه لا يمنع أن نؤمن بقضية في العالم الخارجي و نتخذها يقينا بالرغم من زيفها.
و كمثال إذا كنت في جالس أنت و صديق بمنزل به غرفة مغلقة - و أفادك (بداخل الغرفة كلب أسود) - مصدر القضية هنا خارجي - منقول / متبادل - و هناك إحتمالات عدة لردة فعلك عليه:
- أن تصدق القضية و توقن بصحتها بمجرد نقلها لك.
- أن تدخل الغرفة و هنا عامل التجريب لكتشف بنفسك إما صحة القضية (بداخل الغرفة كلب أسود) أو بزيفها (لا يوجد كلاب بالغرفة - يوجد كلب غير أسود). و من الممكن حينها أن يأتي صديق ثالث ليجد الكلب الأسود تحت السرير لكي توقنوا جميعا بصحة هذه القضية. أما في حالة وجود الثلاثة بالغرفة مع عدم وجود هذا الكلب الأسود مع التصميم من صاحب الطرح بوجوده - فهذا أيضا يخرجه من دائرة العقلاء - و لن يصبح لزاما علينا أن نصدقه. أي أنه كلما زاد مستوى التجريب زادت مستويات اليقين. و يقف العالم الخارجي حجة على من يدعي قضية ما بالصحة أو بالزيف.

و الخلاصة أن اليقين إحساس ذاتي - ينتقل بين الأفراد بإنتقال الأفكار - صحيحة كانت أم زائفة - لكنه يظل يقينا للفرد.
من الممكن أن يكون للفرد أي يقين ذاتي - و من المتوقع أن يحاول نقله لباقي الذوات بنقل الفكرة التي يعتبرها يقين لهؤلاء الأفراد لتتحول تباعا ليقين لديهم - بمجرد نقل هذه الفكرة خارج الذات المؤمنة بها تصبح موضوعية و ليست ذاتية و بالنسبة للذوات التي تلقت هذه الفكرة الموضوعية:
- إما أن يؤمنوا بها بدون نقاش ولو كانت زائفة.
- أو يعرضوا هذه الفكرة على قوالب التفكير الموجودة ذاتيا بهم - ثم العالم الخارجي ثانيا لكي يكشفوا صحة تلك القضية من عدمها.

إذا كانت هذه الآليات موجودة و لا يمكن لنا أن ننكرها - فلماذا وجد هذا الكم الهائل من الخلفيات المعرفية و الكم الهائل من الأفكار اليقينة المتضادة لدى المجتمعات المختلفة - و كيف تم فض هذا الإشتباك الفكري حينا و الدامي أحيانا ؟؟

يتبع ،،