بسم الله الرحمن الرحيم
بدوري أشكر أخي وأستاذي الكريم خالد لوضع الجواب في إطاره الشرعي وبيان المصطلحات المستخدمة ومعانيها
وللعزيز ريلاتيف: أفهم من كلامك أن الجواب وصل بخصوص مسألة حد الزنى على وجه الخصوص وأنك تريد تعميماً على استخدام وسائل الاستدلال التقنية في قضايا الأحكام الشرعية
أعود لأقول رأيي مع احترامي وطلبي للتصويب من أخي خالد:
الأحكام الشرعية المرتبطة بحقوق الفرد والمجتمع الاسلامي تتنوع حالاتها ولا يصح على الأغلب استخدام منتجات الوسائل التقنية في تقرير كثير منها وخاصة الحدود - بل يجب الالتزام بالاستدلال البدائي الشرعي والممكن استخدامه في جميع العصور ولجميع الشعوب المتطورة والأمية أيضاً
لا أعلم مدى قرب الخلفية الدينية التي تنطلق منها من دين الاسلام أو أي دين آخر ولكن من المهم بيان الاصطلاحات والقواعد الشرعية والعرف الشرعي لدى الإجابة على تساؤلك فأنت لا تستطيع تنزيل برنامج ما على جهاز الحاسب ما لم يكن لديك نظام التشغيل الأساسي والمتوافق معه "هذا كلام أقوله مع كامل الاحترام والتقدير ولا أقصد به أي تقليل من جانبك فليعلم"
مثال على العرف الشرعي: إدرأوا الحدود بالشبهات
مثال على القاعدة الشرعية في اتهام الرجل زوجته بالزنى: اللعان المؤدي للتفريق بين الزوجين كما هو مذكور في القرآن - ولا يصح استخدام الوسائل التقنية الحديثة كدليل في المحكمة على صدق أو كذب الزوج أو الزوجة ولا في إقامة الحد عليها - ولو كانت نتيجة تحليل ال DNA للمولود موافقة لادعاء الزوج
اقتباس: Relative كتب/كتبت
قرأت ان بعض العلماء المسلمين أفتوا بصحية الرؤية العلمية لهلال شهر رمضان حتى لو لم ثبي الرؤية بالعين.
و لا اخفيك القول اني اميل الى هذا النوع من العلماء ففيه يظهر التطور الموضوعي للدين الاسلامي بما يناسب كل عصر
أختلف معهم في ذلك - كما أن رؤية واستشراف هلال رمضان أمر تعبدي روحي يمتزج فيه خروج عموم الناس إلى الجبال والسهول وتوقع مكان رؤية الهلال وظهوره - بالحدث الفيزيائي وهو حصول ذلك في الحقيقة - ولا يمكننا تكليف مرصد آلي بهذا الحدث وإلا خرجنا من العبادة الروحية إلى التقنية والآلية - وهذا تكلف لم يأمر به المسلمون في حال من الأحوال
اقتباس:قد ذكرت سابقا ان الفكرة ممكن ان تكون عن السرقة او عن جريمة قتل ما اعنيه ان التصوير قد يكون موجودا ككاميرات المراقبة او ما شابه, في هذه الحال هل يعتبر التصوير في حال صحته دليلا كافيا ام يحتاج الى دعم؟؟
إذا كان تصوير جريمة الزنى بكاميرات مراقبة تبين آلية حصول الجرم بدقة فيجب أن تكون هذه الكاميرات على بعد متر أو مترين وليس على ارتفاع عدة أمتار كما هو الحال عادة - وإن أثبتت الكامرات تلاصق الشخثين أو تجردهما فهي لا تثبت الفعل نفسه
أما القتل والسرقة فيختلف الحال ويصبح الأمر متعلقاً بحقوق أفراد وليس بحق الشرع والمجتمع فقط فيجب أخذ هذا الأمر بالاعتبار
وأخيراً - لي رأي قد يختلف معه الكثيرون في منجزات التقنية الحديثة وارتباط استعمالها بالعبادات: هناك حدود ينبغي ألا نتجاوزها عندما نتذكر أن العبادة مطلوبة من البشر وليس من الآلات
من يضع تسجيلاً لعبادة الأذان ويذيعها على مكبرات الصوت نسي أن هذا الفعل تعبدي - لا يصح أن يرفع الأذان برأيي بواسطة مسجل الصوت بل يجب أن يفعله إنسان في كل مرة - ومن يرفع صوت الأذان إلى أعلى درجات الديسيبل نسي أن الله ورسوله لم يأمراه بذلك بل برفع الأذان بصوته البشري الخام وغير المصنع. لا حرج في استخدام مكبرات الصوت بالمعقول وبما لا يؤذي ويقلق راحة الآخرين.
ولو تمادينا في إطلاق قابلية استخدام التقنية لقلنا: لماذا لا يؤم الصلاة مسجل صوتي إذا كانت عذوبة الصوت هي الأهم؟ بل لماذا لا ير سل كل واحد من المصلين روبوت ليصلي بالنيابة عنه ويقول "آمين" إذا كانت الحركات الآليه هي المهمة؟ المتعلقات الشرعية روحية بمعظمها وليست آلية - هذا ما خطر لي الآن والله أعلم بالصواب.