{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #11
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
لم تعلم روزا أنني كنت أقوم بدور الوكيلة الرسمية والحصرية لصداقتها.. وإن كان في هذا التعبير الكثير أو القليل من عدم الظرافة خاصة وأن روزا تكره التوكيلات التجارية وعلاقة الإنتاج الاستغلالية، لكنني كنت أشعر فعلاً بذلك الشعور، بشعور الوكيلة!!!
عندما حدثني أحد أصدقاءنا الرائعين جداً عن خبر رحلته للقاهرة، طلب مني التوسط ليقابل روزا، ولأنه محترم وأحبه، ولأني أحبها، فقد قمت بالواجب وساعدت صديقي الرائع على تحقيق رغبته في مقابلة روزا التي دامت سويعات قصيرة كانت كفيلة بتطوير إحساس من الصداقة راقٍ وجميل بينهما أثار الغيرة في قلبي..
كثيرون غيره كانوا يتوافدون على ماسنجري أو رسائلي الخاصة بالسؤال عن روزا لو غابت عن النادي، لو توتر الجو في مصر، لو كتبت شيء يثير الفضول، الفضول الشخصي خاصة.. كنت سعيدة جداً بلعب دور الوكيلة، وكنت في الوقت نفسه أتحاشى فضح حقيقة عدم مقابلتي روزا شخصياً، أو ربما كنت أشعر بعدم أهمية ذلك...

أتى الوقت الذي انتظرته طويلاً، فبعد أيام قلائل سأزور القاهرة مجدداً وأضع على قائمة أولوياتي مقابلة روزا، سأتصل بصديقي الرائع أعلاه، وأخبره أني – أخيراً- سأزور روزا، وبصوته الصادق الرزين المعتاد سيجيب بـ:
(فديت روزا وفديت خالها).. إذاً روزا جميلة وفي مكان ما من وجهها يزدان خال!
لكنني أعرف مسبقاً أنها جميلة، منذ أرسلت لي صورة لها في عرس أحد أقاربها لا تظهر منها إلا لون شعرها الأسود القصير، ولون فستانها التريكواز. ومع ذلك فقد استدليت على ملامحها بحاسة أخرى غير البصر!
في حديث آخر، ماسنجري بالطبع، مع الصديق ماس، النوبي المصري رقيق القلب، الإنسان الروتيني الملتزم والبسيط، الابن الرجل الذي يحب والدته ويرعاها بأم عينيه، الأخ الأكبر الذي لا يعرف غير التضحية كأغلب ولاد البلد، أخبرني بأنه رأى روزا في إحدى الاجتماعات وهي في قمة ثورة غضبها مدافعةً شرسة عن المعتدى عليهن بأيدي رجال الدولة في مظاهرات "كفاية" الأخيرة (قبل الانتخابات). لم أكن مندهشة لغضب روزا وهو يخبرني عنه، بل لم يكن ليقنعني أي تصرف منها غير!
ما أضافه ماس، أن روزا كانت امرأة جميلة، رشيقة الحركة ولها جسم رياضي! امتلأ قلبي بالحبور..

أصل مطار القاهرة القديم في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً، أنجز إجراءاتي سريعاً، وأصل فندقي في الساعة السابعة والنصف، في الساعة الثامنة اتصل بماس وأخبره بضرورة مقابلته على الساعة الرابعة عصراً في وسط البلد أمام مكتبة مدبولي لأن هذا المكان اللي اعرفه من مصر كلها.. يتأخر قليلاُ إلا أننا التقينا.. نذهب إلى مطعم فلفة (برضو لأن هذا المطعم اللي اعرفه في مصر كلها)، آكل ولا يأكل (أصلاً أنا امرأة شرهة وأكولة وهو رجل رشيق أنيق).. دقائق واتصل بروزا، تخبرني بحاجتها لبعض الوقت حتى تنهي عملها وتعلق الستائر في منزلها، أضحك، أضحك كثيراً من قلبي دون أن يدري ماس..

لازال صوت روزا يعجبني.. طريقة حديثها تشبه الخمرة غير البيضاء، معتقة، راكزة، عميقة، هادئة وتحمل الكثير من روح وبصمات شخصيتها.. ولازلت اعتقد بذلك حتى رأيتها تتحدث وتعزف بصوتها كلمات كثيرة أنيقة ولبقة أحسدها عليها.. لدي عم جليل أحبه كثيراً، بحر من المعرفة عميق، وهو يسكن حالياً في مصر ويقضي معظم وقته في القراءة. لقد أخبرني يوماً بأن هيكلاً كاتب لا يبارى ولكنه متحدث غير لبق، وأخبرني بأن "الربادي" أحد القادة السياسيين في اليمن المغدور بهم من ضمن باقة كبيرة أصابتها يد الغدر، كان خطيباً مفوهاً ولكنه حين يكتب لا يقرأ له.. أما روزا فتتحدث مثلما تكتب، بفصاحة!

حان الوقت لأن نذهب - ماس وأنا- إلى روزا.. كنت متشوقة جداً لرؤية شقتها أيضاً بعد معرفتي بمعاناتها الطويلة كإمرة في إيجاد سكن مستقل.. أخبرتنا أن على باب شقتها سنبلة، وهكذا كان.. نضرب الجرس، تفتح روزا بابتسامة عريضة وعينين واسعتين سوداوين مليئتين بالنجوم فيهما حور سأعرف لاحقا أنهما أقرب إلى البني! كان علي أن أنزل مستوى بصري قليلاً لأرى وجه روزا الصبوح بعد أن اعتدت النظر إلى أعلى لرؤية وجه ماس. أعرف الآن ماذا يعني صبوح، أي أن يكون الوجه قمحاوياً، عليه نضارة، دائري وذقنه يشبه المثلث الصغير يضيف عليه طفولة وبراءة ويقربه ويحببه إلى قلبك، وفي أسفل الذقن جهة اليمين يزدان خال! هذا باختصار معنى صبوحي!
مشهد روزا المرحب الفرح المعبأ بالابتسام، ولتسمحولي أن أقول: بالشهقة.. ظل حياً في وعيي ولا وعيي إلى الآن وسيبقى لأجل لا أعرفه.. وسأفعل مابوسعي لتقليده والاقتداء به وأرجو أن أنجح..
حضنتها وحضنتني.. تبادلنا الترحيب.. وكل ذلك بتلقائية عجيبة وكأنني أزورها للمرة الألف.. لا يمر الكثير من الوقت حتى نسترسل في نقاشات عديدة ويزداد إعجابي بروزا وبحديث روزا وتعبيراتها وأيضاً بطريقة جلوسها على الأرض فوق وسادة مربعة زرقاء اللون فاتحة..
لا أعرف كيف أصف سحر أن أكون وروزا في نقاش يصعد ويهبط.. يحتد ويخفت.. يتماوج ويتراقص.. تكرر هذا المشهد الساحر في كل لقاءاتنا، واحتفظ السحر برونقه رغم تعدد واختلاف أطراف النقاش: ماس، إلهام، سعد، ياسر، منار، جيهان، ونيرمين..

نعم تحدثت مع روزا.. وفي ذلك حديث آخر..



05-20-2006, 01:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
maryam غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,866
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #12
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
يابختك ..
05-20-2006, 01:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
maryam غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,866
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #13
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
مكرر..
05-20-2006, 01:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #14
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
غلطت :D
في حاجات بالنص ناقصة.. وكلمة صبوحي كنت أقصد بها "صبووووح".. بس تستاهل روزا الواحد يغلط عليها :lol2:

صديقتي مريم،
بخت مين مين ياولية .. بختي أو بختها .. بسرك.. فعلا يابختي.. ياريت تتنسنى لكما الفرصة وتزوران بعض.. ولا تنسونا من "الدعوة".. :lol2:
05-20-2006, 02:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #15
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج

رائع ... استمري

(f)(f)(f) لك ولماس ولروزا

واسلمي لي
العلماني
05-21-2006, 01:34 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #16
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
أحلى "بنت بطوطة" بنت عمي هذه. لكم أنا فخورٌ بكِ.
تابعي سفر وميلي عالشمال.
:redrose:
05-21-2006, 01:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Deena غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #17
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
ويابختك على كل هذه الأسفار
ترى هل ستحط محطتك في شمال شرقي ما... يتكلم العربية المكسرة؟

أما الحذف إياه
فعذرا منك........ قد كانت لحظة صراحة وتسرع في الحكم :)
05-21-2006, 06:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #18
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
اقتباس:  Deena   كتب/كتبت  
ترى هل ستحط محطتك في شمال شرقي ما... يتكلم العربية المكسرة؟

شي مش مركب شي مش تمام..

في مرة من المرارير.. أول أيام 2000م.. كانوا يطلقون عليه عقد "المليونيوم".. لا أفهم مامعناه.. استشرت صديق.. فقال لي: هو عقد التقنيات والتكنولوجيا.. وأضاف: أي أنه أبعد العقود عن شنب اليمن بتاعتك دي أم شوارع طينية مليئة بورق القات :23:.. فسألته: طيب من أقرب المدن للمليونيوم دخلك؟ فأضاف: دبي!
ذهبت إلى دبي، واخترت أن احتفل براس السنة المليونيووومممنية بالصحراء وعلى ظهر جمل :lol: (يعني مافيش فايدة)...

عندما قررت الخروج للشوارع.. كنت أقرأ لافتات المحلات مكتوبة بالعربي.. وكنت أقول في نفسي: هذه اللوحات مألوفة بعض الشيء!!! بحر الجنسيات الهائل المحيط بي يتحدث بألوان الكلمات المألوفة وغير المألوفة.. وبص المطار الذي نقلني إلى الفندق كان مشغل أغنية فارسية :music: .. وقفت أمام مطعم صغير، أشرت له على المينو المكتوب بالانجليزية، وقلت: can I get this.. رد علي: تكرم عينك :rolleyes:
صدمت صدمة حضارية.. تقرأ كلمات انجليزية ومرات عربية مرات هندية أو ايرانية، وغيرها... تسمع غير العربية.. تتحدث بغير لغتك الأم دائما.. ويجيبون عليك بما تيسر.. كله في لحظات قصيرة.. ناهيك عن شكل البنايات والشوارع.. قوالب الاسمنت المليونيومية.. شي كله مركب شي مش تمام :23:

أحبائي،
العلماني وتاغيك..
وربي أفتقدكما :kiss2: :kiss2:
05-21-2006, 10:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
روزا لوكسمبرج غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
مشاركة: #19
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
(f)

اقرأ كلماتك فأستمتع بلغتك وجمال كتابتك وأخجل. ياريتني فعلاً بهذا الجمال الذي تتحدثين عنه. يا بختي انا بصديقة جميلة, ذكية, ومقاتلة مثلك.

من يقرأ ملاحظاتك في هذا الشريط, ذكاءها وحساسيتها, يعرف بسهولة من منا المحظوظة بمعرفة الأخرى.



جميلة انت بحق يافيلكسا.. وبجد بجد بجد.. وحشتيني..


(f)
05-21-2006, 10:30 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #20
لا أعرف ماذا أقول (بعد) في أمر الرفيقة روزا لوكسمبورج
الحديث مع روزا يفرض عليك التركيز! ربما لأني كنت مهتمة بتفصيص هذه النقطة، أي ماتنتجه روزا من كلمات. وتفصيص، كلمة يمنية دارجة آتية من أكل اللحمة عندما تحال قطع الشحم واللحم والعظم الكبيرة المتماسكة إلى فصوص متهالكة صغيرة.. لا أقصد أنني سآتي على شخص روزا أو جسدها كما يأتون على قطع اللحم الغنمي أو البقري أو الجملي أو النسائي، ولكني سآتي على كلماتها، وأخضعها لكل أدوات التفكيك والتحليل والترجمة التي أملكها إلى أن تسقط فصوصاً صغيرة من ماس أو ياقوت، أو عقيق أو مرجان، أو من فكر صغيرة متسقة وقوية وذات منبع أصيل وجذور مدببة تشبه كثيراً رشة فصوص النمش البني اللامعة المسترخي على أنفها المنمنم الصغير ووجنتيها الورديتين!

من أين أبدأ؟ عن ماذا تحدثنا؟ فيما اختلفنا وعلى ما اتفقنا؟ وهل يهم أن أذكر كل ذلك؟
على فكرة، في طريقي من صنعاء إلى القاهرة على متن طائرة الخطوط الجوية المصرية الرخيصة الثمن مقارنة بنظيراتها الأمر الذي أثار في شجوناً اقتصادية، ف رخص ثمن التذكرة أوشى لي بأن شركة مصر للطيران هي شركة وطنية مأممة لم تطلها يد الخصخصة بعد، إلا أن الخبر الذي وصلني لاحقاً يقول بأن الشركة نالتها يد القطاع الخاص. لكن لماذا الزهد في السعر؟ هل يجبي القطاع الخاص المصري أيضاً ضرائب متعددة الأنواع من أهل مصر؟! هل يملك مالاً احتياطياً عاماً في البنك المركزي ليغذي الفجوة السعرية الناتجة عن تدني سعر التذكرة؟ ربما، فكل كل شيء يجوز في بلد تحكمه شركة مبارك وأولاده للتجارة العامة!!!
في الطائرة المصرية الرخيصة، شاهدت فيلما عربيا للفنانة المتحجبة حديثا، حنان ترك، لا أتذكر اسم الفيلم، ولكنه يحكي عن قصة فتاة شابة تعيش وحيدة مع زوج والدتها التي توفت في بداية الفيلم بسبب سقوط قاتل وكوميدي من على شجرة! حنان ترك لا تربطها علاقة ود من أي نوع بزوج والدتها، بل هي – بصريح العبارة- تمقته وتتفاداه، وهو بالمقابل يحاول تطبيع العلاقة ولفت انتباهها إلى احتمال خلق علاقة أبوية، فأعتمد إرسال رسائل وإشارات مجهولة المصدر تهنئها يوماً بعيد ميلادها، وتهديها يوماً آخر كاسيت لمحمد منير، وتارة أخرى صورة لها ولزميلاتها القدامى في المدرسة. اضطرت صديقتنا الشابة بعد كل تلك الرسائل والإشارات للبحث عن حياتها القديمة الجميلة التي أهملتها، فوجدت صديقات المدرسة، ومدرسها العاشق، وزارت والدها الأصلي، واتصلت بعالمها القريب كالجار الشاب الوسيم الفنان. تغيرت حياة الشابة من حياة سوووودة كئيبة ككل ملابسها التي أرتدها في طول وعرض الفيلم إلى حياة مفعمة بالمغامرات والمتعة والحركة والبركة.. بس أهم شي لفت انتباهي في الفيلم هو استخدام وتكرار كلمة "لطيف" أو" لطيفة" عند وصف الأعمال التي تحمل أكثر من صفة إيجابية، كفسحة لطيفة، سهرة لطيفة، رحلة لطيفة، برنامج عمل لطيف، الخ...
كلمة "لطيفة" أو "لطيف" ترددت من لسان روزا كثيراً دون أن تدري، منذ أن أخبرتها برحلتي إلى القاهرة، ومنذ أن أصرت على استضافتي بإصرار صعيدي مقفل لا يقبل التحاور ولا النقاش معتمدة في كل تبريراها أن فكرة استضافتها لي في شقتها الصغيرة ستكون لطيفة وأن الوقت الذي سنقضيه معاً سيكون لطيفاً بالنتيجة! تعودت على كلمة "لطيف" أو "لطيفة" من رسائل روزا، ومن الفيلم، ومن لسان روزا بعد مقابلتها ومن كثير من أهل القاهرة بعد ذلك.
الكلمة الأخرى التي لفتت انتباهي، هي كلمة مختلفة جدا عن كلمة "لطيف" ويمكننا استخدامها ككلمة ضد لكلمة "لطيف"، إنها كلمة "قلق".. ترددت كلمة قلق على لسان روزا –أيضاً- كلما همت وشرعت واسترسلت بوصف التوتر الأمني والسياسي ودور المعارضة والمظاهرات في الشارع المصري. كنت أفكر كثيراً في حيثيات استخدام هذه الكلمة أو قرار اختيارها، فلو كان الأمر في اليمن لما خطر ببالنا استخدام هذه الكلمة للتعبير عن فداحة الوضع القمعي السلطوي.. ربما كنا استخدما كلمة "أزمة"، "مواجهة"، "قتال"، "حرب"، الخ... أما قلق، فكلمة يعف اليمني عن استخدامها لما لها من صلة بالخصائص النفسية التي لا يعترف بها، بل يستصغرها في أكثر الأحيان.
ليست روزا وحدها من يستخدم كلمة "قلق" لوصف التوتر والارتباك الأمني أو الكروي! وعندما أقول الكروي فأنا أقصد مباراة كرة القدم التي أقيمت أثناء زيارتي بين الخصمين التاريخيين الزمالك والأهلي ليس إلا! أرجوك ياباشا عفوا، مكانش قصدي.. أعذرني لو أسأت التعبير وقلت (ليس إلا) بعد ذكري لاسم "الأهلي"!.. من المفروض أن أقول (الأهلي صلى الله عليه وسلم، سبحانه وتعالى) يعني حاجة زي كذا.. وإلا انتو رأيكم إيه؟ ودي فيها رأي! اختشي يابت! اختشيت.. وبلعت لساني في جوف فمي، وأسدلت على عيني ستائراً سميكة من الغباء وأنا أسمع صوت راديو التاكسي يصدح بأخبار المتش الوطني المنتظر في تمام الساعة الثامنة مساءاً، وأنا أسمع برنامج تلفزيوني رياضي يحيك القصص والمقابلات كان يبث من شاشة تلفزيون صغير في محل لبيع الأحذية، وأنا استقبل تعليمات السير والحركة من أصدقائي المصريين المستضيفين الذين لا ينصحون بالسياحة في ساعات الزحام التي ستنتج قطعاً قبل بدء المتش أو بعده. بدأ المتش وأنا في خارج منطقته بكيلومترات ليست كثيرة، كان المتش في مدينة نصر، وكنت وبعض الأصدقاء في حديقة الأزهر، ثم في خان الخليل. مررنا في شوارعه وولجنا بعضاً من محلاته ومقاهيه التي كانت منشغلة عنا تماماً بمشاهدة المتش الوطني الفريد.. نسيت أني قد أودعت لساني جوف فمي، وأن عيني أصبحتا سجينتي حريم.. في لحظة ما، وأنا في انبساط نفسي بسبب التنزه والدردشة "اللطيفة" تسلل نظري إلى شاشة تلفزيون صغيرة لإحدى محال الأنتيك كان قبالتها أربعة من الشباب المتسمر.. فك لساني عقدته، وبكل عفوية قال – بعد أن قرأ نظري نتيجة المباراة في أعلى الشاشة- ((يا خسارة، الأهلي 2، والزمالك صفر)).. اثنان من الشباب التفتا نحوي لفة رجل واحد، وكأنه الحشر، تملأ عينيهما الحمرة وربما أنفيهما أيضاً، وبصوت أعلى ما يكون صرخ أحدهما قائلاً: ((أمال أنتي عايزة إيه؟!))، أدركت فعلاً أنه يوم "القلق" المنتظر، وتداركت فوراً وساعدني في ذلك تمرين العينين الغبيتين، وقلت ((أصلاً أنا بشجع الفريق الأبيض!)).. انفرجت أسارير الشباب وخرجت من المحل بسلام!

حديث روزا عن العنف الذي عانوه وهم في مظاهراتهم، عن الأذى الحقيقي الذي تلقفوه، عن الانتهاك الصارخ والمؤلم الذي قاسوه تجسد لي واضحاً في تلك اللحظة من القلق الكروي.. تخيلوا معي، كيف يكون التعبير عن هوىٍ رياضي – صنع خصيصاً للسلام في كل العالم- عنيفاً لهذه الدرجة في مصر، ولا تكون عصي رجال الأمن أصحاب البزات السوداء بأكثر عنفاً؟! ده حتى يبقى عيب!!!

روزا، ماس، إلهام، جيهان، نيرمين، حميد وياسر، وأنا تحدثنا كثيراً عن أمور شتى، عن السلفية، عن النسوية والاشتراكية الثورية، عن التجمل، عن اليمن، عن مصر، عن القلق وعن اللطف، وعنكم.. عن اخناتون، العلماني، نيوترال، طارق، سكيبتك، وبسمة، دينا، تموز، وعن الكثيرين.. ولا أنسى صديقنا مخترع مصطلح "لا مفاخزة" .. وفوق ذاك، وختام رقيق راقي كورق السلفان الذي يلف أحلى الهدايا، لفتني روزا بذوق رفيع من ضروب الفن غير المألوف(*): موسيقاها المنتقاه بنفس تصبغه روحها – فقط- ولوحها المترامية على جدران شقتها الصغيرة وأرضيتها..

إذا أكرمني الوقت، سأعود لكم وأدردش.. عن فصوص روزا الفكرية.. وعن فنها غير المألوف كهي..


)*(قرأت في الأيام السابقة مشاركة لروزا تصف فيها إحدى الأغنيات المنزلة في النادي بـ "غير المألوف".. سرقة معتبرة يعني.. :23:


06-06-2006, 12:57 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  كلمات شامية لا أعرف معناها ..أود المساعدة فارس اللواء 30 5,007 03-29-2012, 10:01 PM
آخر رد: ابن سوريا
  لا أعرف الـسـيد عَـمّـلـسٌ 5 1,543 10-30-2011, 12:37 AM
آخر رد: الـسـيد عَـمّـلـسٌ
  عندما يتحول الجهل لشئ بشع لا أعرف أسمه Free Man 3 2,263 03-05-2011, 03:02 AM
آخر رد: بنى آدم
  تعالوا يا خالد ويا روزا لوكسمبورج و ليلى و يا بشر Guru 11 3,681 02-13-2011, 01:28 PM
آخر رد: -ليلى-
  هل أقول وداعاً ؟ قطقط 71 14,600 06-21-2009, 02:38 PM
آخر رد: إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS