سراويل جينز خاصة للمصلين المسلمين تثير جدلا واسعا في باكستان
أحدثت سراويل جينز صممت خصيصا للمصلين المسلمين لتوفير الراحة لهم أثناء أدائهم الصلاة، ردود فعل مختلفة بين المتشددين في باكستان حيث تنتج هذه السراويل.
وقد صممت شركة إيطالية السراويل التي أطلق عليها اسم "القدس جينز" لتكون واسعة وبخصر عال لتوفر للمصلي حرية الحركة أثناء ركوعه وسجوده. وزود الجينز بجيوب إضافية لوضع النظارات والمسبحة وغيرها كما خيطت حوافه باللون الأخضر.
وقالت سوزانا كافالي المسؤولة عن إنتاج "جينز القدس" إن "الفكرة وراء الجينز ليست سياسية أو ايديولوجية أو دينية، بل أنها تتعلق بالثقافة".
وقالت الشركة الإيطالية المصممة للجينز إنها اختارت مدينة كراتشي جنوب باكستان كموقع لمصنع إنتاج الجينز البالغة كلفة إقامته مليون يورو حتى يشارك المسلمون في عملية إنتاج الجينز الذي سيرتدونه.
وصرحت كافالي خلال زيارتها أخيرا للمصنع "رغبنا في أن يتم إنتاج الجينز بايد إسلامية مع الأخذ في الاعتبار الجوانب التجارية وتلك المتعلقة بالتكلفة".
ولم تطرح السراويل بعد في أسواق باكستان المحافظة. ويبلغ ثمن السروال الواحد 25 يورو أي ما يعادل نصف الراتب الشهري للمواطن الباكستاني.
وقد أثارت تلك السراويل ردود فعل مختلفة. فقد قال مونار حسن الأمين العام لحزب الجماعة الإسلامية أكبر حزب إسلامي في باكستان "إن الشباب المسلم لا يهتمون بالقضايا التافهة مثل الملابس عندما يؤدون الصلاة. هم مترفعون عن أمور كهذه".
وأضاف "أن الشباب المسلم يحب ارتداء الجينز، إلا أن من صمم هذه السراويل الجديدة قام بذلك لأسباب تجارية".
إلا أن منتجي السراويل قالوا إن الفكرة من طرحها ليست فقط محاولة الاستفادة من سوق غير مطروق في عالم يعيش فيه أكثر من مليار مسلم، بل كذلك الايفاء باحد احتياجات السوق مع مراعاة الحساسيات.
وكان جورجيو لوتا الملياردير من شمال شرق إيطاليا وراء فكرة "جينز القدس". وقالت كافالي "عندما شاهد لوتا صورة في مجلة إيطالية لمسلمين يؤدون الصلاة وكانوا جميعا يرتدون الجينز، نقل فكرته إلى صديقه مصمم الازياء لوكا كورادي أحد أبرز الاسماء في صناعة الموضة في إيطاليا".
وأضافت أن 10 آلاف جينز من هذا النوع بيعت في إيطاليا عندما تم طرح مجموعة تجريبية منها في متاجر كارفور الفرنسية".
وقالت كافالي إنها تتوقع أن يكون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أهم الأسواق كما ستستهدف الشركة أسواق آسيا وإفريقيا. وأكدت "لقد تسلمنا طلبا من الولايات المتحدة بمليون بنطلون جينز ونتوقع عددا أكبر من الطلبات من ذلك السوق".
ويتوقع أن ينتج مصنع كراتشي 15 الف بنطلون في الشهر ليعزز قطاع الاقمشة المهم في باكستان ويوظف نحو عشرة آلاف عامل. وقال العامل عبد الرؤوف (28 عاما) "لقد منحنا المصنع شروطا جيدة جدا ورواتب جيدة وغير ذلك من المزايا"، مضيفا أن المصنع يوظف الرجال والنساء.
ولم يسمح مدير المصنع والشريك المحلي فيه زبير جيلاني للمراسلين الصحفيين بدخول المصنع، موضحا أنه لا يرغب في الدعاية للمصنع لأسباب أمنية. وكان حزب الجماعة الإسلامية أعلن في الثمانينات أن الجينز لباس غير مقبول، ولكن في كراتشي التي تعتبر أكثر المدن الباكستانية تنوعا، قال بعض المتدينين إن الطراز الجديد من الجينز ربما يلقى قبولا.
وقال امير وجاهات الناشط السابق في الجناح الطلابي من الحزب "أنا لا ارتدي الجينز تطبيقا لنصيحة الحزب، ولكن يبدو أن الجينز لم يعد مرفوضا كما في السابق، حيث أرى نشطاؤنا يرتدون الجينز ويحبونه".
وأشاد المفتي الأعلى رافي عثماني بفكرة الجينز الجديدة إلا أنه قال إن اسم الجينز "القدس جينز" ليس مناسبا.
وأوضح عثماني الذي يدير واحدة من أكبر المدارس الإسلامية في باكستان "اعتقد أن تسمية الجينز باسم هذا المكان المقدس عمل مسيء، واعتقد أنه اسم غير مناسب".
وقال "إن إنتاج الجينز جهد مشكور، إلا أن هذه السراويل يمكن أن تكون أكثر قبولا لدى المسلمين اذا تم تغيير اسمها مع التركيز على مزاياها".
وأشارت كافالي إلى أن "الاسم اختير كرمز للسلام لأن المدينة مهمة بالنسبة للاديان السماوية الثلاث". وأضافت "أن القدس مدينة مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود وهي أساس لتحالف الأديان والثقافات الثلاث".
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/05/20/23906.htm
هلق كملت البهدلة