- حكاية بيت صديقتي -
شكرا لكل من مر من هنا .... (f)
ميريام (f)
و سنكمل الحكاية ....ملحق 3 ...:)
[CENTER]الفصل الأول .......:P
و بدأتُ الكلام ....
''أعرف سيدة رائعة تخلت عن زواج متجانس بالمعنى المجازي و الدارج بعد ثلاثين سنة و كان ذلك عندما كانت تجري عملية ازالة للثدي. ''
قبل ان استرسل في حديثي قاطعتني صديقتي مستفسرة .. '' من هي و كيف تعرفتي عليها, بعد ثلاثين سنة .. واو ... فعلا واو .. اخبريني ?!!''تغيرت اسارير صديقتي, اصبح جل تركيزها على قصتي, تبدلت اساريرها تدريجيا لتصل الى مرحلة التساؤل, التعجب و الإستغراب. ..
'' رويداً, رويداً. سأقص عليك الحكاية بإيجاز,..يا عزيزتي لقد تعرفت على تلك السيدة التي تكبرني ب عشرون عاماً على اقصى حد في المشفى لمعالجة الأورام السرطانية, كنت اعمل متطوعة للمساعدة, و كانت تلك السيدة تأتي بشكل دائم و دوري من أجل العلاج و تعارفنا و تجاذبنا أطراف الحديث و أخبرتني قصتها و لا زلنا على تواصل بالرسائل البريدية و الانترنيتية '' ..
باستغراب سألتني '' هل تخلت عن الزواج خلال مرحلة العلاج ? ''
قالت لي '' ارجو ان تخبريني المزيد عنها ''.
'' حسناً, حسناً .. ''
على الأقل انتقلت من حالة الوجوم, و بدأت بالاستفسار, مما يعني أن الحالة الذهنية و العقلية لصديقتي لا تزال سليمة.
'' عندما طلبت تلك السيدة الخمسينية الطلاق, ذُهِلَ زوجها و انصعق ابناؤها, حتى الأقارب و الأصدقاء و المقربون ذُعروا ''.
ارتشفت من القهوة, و داخلي نشوة طفيفة, لقدرتي على شد انتباه هذه الصديقة المتألمة المستغربة و المتسائلة.
'' اخبرتني تلك السيدة ان الجميع ظن انها تهذي و انها تعاني من حالة عدم استقرار نفسي و ان كل ذلك يعود للعلاج الكيماوي و الجراحة و غيرها من الأعراض التي ترافق رحلة العلاج من هذا المرض الليئم ''.
توقفت, محاولة ان استرجع ما بذاكرتي من أحاديث جرت بيني و بين تلك السيدة التي لقبتها بالمناضلة, فكانت رحلة كفاحها مع المرض من جهة و نضالها للحصول على حريتها من جهة أخرى.
نقرت على كتفي, لتعلمني بأنها متابعة بل متشوقة لمعرفة المزيد عن تلك المناضلة.
'' تابعي, تابعي.. اريد ان اعرف المزيد...برودك في الكلام يطير الصواب...تلقين كلمة هنا و هناك و علي ان اسحب الكلام منك سحباً .. ''
'' طيب طيب .. سأتابع حديثي, يا عزيزتي توقفت محاولة استرجاع ما اخبرتني به تلك المناضلة عن حياتها في تلك الفترة العصيبة....''
اوف .. مرة اخرى تقاطعني و لا تدع لي مجالاً لإكمال القصة و في كل مرة تطالبني بالمتابعة, يا للألهة..كل من يتزوج سيكون مصيره كصديقتي?!! فعلت حسناً بعدم الارتباط..سخرية و توجس من القدر ...
'' تعرفين رأيي بالنساء .. و انت تعلمين اني ألقب كل إمرأة بلقب المناضلة ... '' '' اعرف رأيك في المرأة العربية, لكن لم يخطر ببالي انك تعتبرين المرأة الغربية ايضا مناضلة ...!!!!?''
'' يا سيدتي, كل النساء .. مناضلات, كلهن لا فرق بين عربية, شرقية , غربية و حتى الألهة مناضلات ..كلهن لهن تلك النكهة الكفاحية ...'' '' دعيني اكمل و ستجدين بالفعل لماذا اطلقت عليها لقب مناضلة و بعدها اسأليني ما شئت...''
'' طيب, حسناً ... ''
'' وجدت تلك السيدة نفسها وحيدة تماماً, لم يساندها أحد في قرارها. تلك المجموعة التي من المفترض ان تساندها في رحلتها القاسية تخلت عنها عند اول مرفأ, فتابعوا في سفينتهم و تركوها. ''[/COLOR]
لمحت تساؤل في عينيها المبللتين بدموع الغدر و الامبالاة و الانانية المفرطة التي دوما تأتي رياحها من كائن يدعى الرجل.
لم تجرؤ على سؤالي, ربما لمحت نظرة تحثها على التريث في عيني .. فتريثت ..
'' الزمن بالنسبة لها لم يعد أزلي, الحياة و استمرارية العيش ليست مضمونة عندها. رفضت ان تصبح شهيدة لمقاييس الناس بسبب طيبة قلبها و جودته. أبت ان تبقى في زواج غير مناسب لها.
بعد اربع سنوات, شفيت , بل هزمت المرض اللعين بإرادة و كفاح مدهشين, تزوجت مرة اخرى على الرغم من ازالة احد أثدائها, لقد وجدت توأم روحها بل الآلهة جمعتها مرة أخرى بجزئها الروحي الآخر, و تعمل حاليا كمنسقة للحدائق في بلدة مجاورة لمدينتنا الصاخبة ...'' كنت اشير بنظري للبنايات العالية و الشاهقة و ناطحات السحاب عندما قلت كلمة صاخبة, مذكرة أياها بجنون مدينتنا و اكتظاظها ..
نظرت لي صديقتي, و قالت لي '' و ماذا أنا فاعلة, كيف سأواجه الحياة, كيف سأستمر ..''
ايقظتني كلماتها من غفوتي الخيالية عن الحياة ومشتقاتها '' لم تجاوبيني بعد, كل ما فعلته سرد قصة, فهمت العبرة منها, لكن ماذا أنا بفاعلة ......''...يبدو ان صديقتي على الرغم فهمها للقصة التي قصصتها عليها لا تزال مصرة على دفعها لأتخاذ قرار هي الأدرى و الأعلم به....
سادت فترة صمت بيننا .... كانت متلهفة لسماع شئ ما, كأن أقول لها '' أتركيه, أبدأي حياتك, من جديد... أو سامحيه, كلنا مخطئون ...أو انتحري فهذا افضل للجميع.. أو انتقمي منه و دعيه يذهب للجحيم...''.
لم يعكر فترة الصمت التي سادت بيننا سوى ضحكة طفلة صغيرة تتنزه مع والديها بالقرب منا, نظرنا كلانا لمعرفة مصدر تلك الضحكة و ابتسمنا ... أشرق وجه صديقتي من جديد ...
نظرت إلي و قالت '' و الآن .... ''
قالت مستغربة '' لا .. لم اجرب .. لماذا ? '' ...
خلعت صديقتي حذائها .. حملته بيدها بعد ان القت قدح القهوة الورقي في سلة المهملات ...
و بدأنا في السير ....
لمعرفة لماذا قلت لصديقتي .. فلنمشي حافيتين .. لاحقونا في الفصل الثاني القادم لاحقاً
يلحق .. :D
|