هذا هو الجندي الأمريكي الحقير (21 عام) الذي تتم محاكمته في هذه الأيام بعد أن تمّ الكشف عن تورطه هو وثلاثة من رفاقه بحادثة إغتصاب الفتاة عبير (15 عام) وقتلها مع عائلتها وحرقهم لإخفاء معالم الجريمة. القصة كاملة كما رواها أحد جيران عبير في العراق. قصة تقشعّر لها الأبدان
“قلبها كان يشعر أنهم سوف يلاحقونها.. ويفعلون شيئا لها.. طلبت منا أن نأخذ عبير لتبيت عندنا، وفعلا تم ذلك، ولكن الأوغاد فعلوا فعلتهم في وضح النهار”. هكذا تحدث أحد جيران عبير قاسم حمزة، الفتاة العراقية التي اغتصبها جنود أمريكيون، ثم قاموا بحرقها لدفن آثار فعلتهم، وقتل والدها ووالدتها وإحدى شقيقاتها، ثم قالوا إن مسلحين من القاعدة قاموا بمهاجمة منزل لعائلة شيعية في المحمودية، وأحرقوا العائلة، وكان الواقع يقول خلاف ذلك.
شهود عيان، من الذين آثروا الصمت طيلة تلك الفترة، كشفوا حقيقة ما جرى لعبير قاسم حمزة، الفتاة ذات الستة عشر ربيعا، وعائلتها، عائلة قاسم حمزة الجنابي (السنة)، والتي دفعت ثمن “أخطاء” الجنود الأمريكيين، مما اضطر تلك القوات إلى فتح تحقيق في الموضوع، بعد مضي عدة أشهر عليها.
يقول أحد جيران منزل عبير، إنه في العاشر من شهر آذار (مارس) الماضي، “داهمت قوة أمريكية مؤلفة من خمسة عشر إلى عشرين عنصرا، منزل السيد قاسم حمزة الجنابي في المحمودية، وهو قريب إلى دارنا”، ويضيف “كانوا قد جاءوا من أجل عبير، فلم يكن هناك من شيء قد حصل في المنطقة من أجل تلك المداهمة، كانت أمها تخشى عليها من هؤلاء الجنود، سيطرتهم كانت تبعد نحو 15 مترا من منزل عبير، عيونهم كانت تراقبها كلما دخلت أو خرجت من منزلها، كانت الفتاة رحمها الله جميلة، وعائلتها عائلة كريمة، ومثل هذه الأشياء كانت أكثر ما يخيفها”.
عبير، وبحسب روايات جيرانها في المحمودية كانت جميلة، وعيون الجنود الأمريكان الشرهة كانت تتابعها، كلما دخلت أو خرجت، وكانت تشكو لأمها تلك المضايقات، وشعرت الأم بالخطر على ابنتها، فطلبت من أحد الجيران، أن يبيتها عندهم كل يوم، من أجل تجنب أي مداهمة ليلية قد تقوم بها تلك القوات.
ويؤكد الجيران، أن الطفلة بدأت تنام بصحبة بنات أحد الجيران، ولكنه وبعد ليلة واحدة، قضتها خارج منزلها فقط، لم يمهلها الجنود الأمريكان أكثر من ذلك، وبدلا من أن يداهموا المنزل ليلا، داهموه في وضح النهار، واقترفوا جريمتهم.
يقول أحد الجيران، إن الجنود الأمريكان داهموا منزل قاسم الجنابي، وهو يعمل حارسا في مخازن البطاطا الحكومية في المحمودية، وله أربعة أبناء، عبير من مواليد 1991، وأحمد من مواليد 1996، ومحمد من مواليد 1998، وهديل من مواليد 1999.
ويضيف الجار الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، خشية ملاحقة الأمريكيين له: “في الساعة الثانية من بعد ظهر ذلك اليوم، داهمت تلك القوات منزل الشهيد قاسم، حيث قاموا باحتجازه وزوجته وابنتهم هديل، في أحد غرف المنزل، وأطلقوا أربع رصاصات عليهم، مما أدى إلى وفاتهم على الفور، بعد ذلك قاموا بسحب عبير إلى غرفة مجاورة، وقاموا بنزع ثيابها بالقوة، بعد أن ضربوها على رأسها، ثم تناوب أربعة منهم على اغتصابها، مما أدى إلى إصابتها بحالة إغماء شديد ونزيف، وهو ما أثبته الطب الشرعي أثناء تشريح الجثة، وليقوم بعدها الجنود بحرق الجثة، من أجل إخفاء آثار الجريمة”.
الجيران الذين هرعوا إلى منزل قاسم المجاور، فوجئوا بالقوات الأمريكية وهي تقص روايتها المختلقة، بأن مجاميع مسلحة من القاعدة، قامت بحرق عائلة شيعية، مع علم الجميع أن العائلة سنية معروفة لأهل المنطقة. وجاءت قوات من الحرس الوطني العراقي إلى الموقع، واستمعوا لشرح من القوات الأمريكية حول وجود عناصر من القاعدة قامت بحرق عائلة شيعية.
وفي المساء قامت تلك القوات، بنقل الجثث الأربعة إلى إحدى القواعد القريبة، قبل أن يتم تسليم الجثث إلى مستشفى المحمودية في اليوم الثاني، ومن ثم إلى أقارب الضحايا، ليدفنوا في إحدى المقابر القريبة من المحمودية، وكادت أن تدفن معهم واحدة من أشد قصص الإجرام التي ارتكبتها القوات الأمريكية.
وعلى الرغم من تحذيرات الجنود الأمريكيين، جيران الضحايا من التحدث عما حصل أو ما جرى، فقد حاول عدد منهم الاتصال بوسائل الإعلام المحلية والدولية من أجل كشف تفاصيل الجريمة، لكن أحدا لم يبال كما يؤكد
منقول