كنت مشغولاً...

كنت ألاحق الفتيات هنا وهناك.
كنت أشرب الشاي والقهوة مع أصدقائي متفرغاً للغو واللهو.
كنت أشاهد محطات التلفزيون، برامج مملة، ودعايات مملة أكثر، ومع ذلك كنت أضيع ساعات عليها.
كنت أقرأ أسخف نكات الإنترنت، وأقضي وقتي بالدردشة على المنتديات والمسنجرات.
كنت هنا وهناك أضيع وقتي وعمري.

مرت الطائرات، وأحسست بعجزي.
وقفت وجلست عساني أحس بتحسن، لم يحصل.
تمددت على سريري، قرأت في كتابي المفضل، أحسسته أسخف من أن أنظر إليه.
نظرت من النافذة، لا أثر لحرب حيث أقيم هنا، ولكن الطائرات هناك بالتأكيد...
كم هي مملة حياتي، وكم أنا مثير للاشمئزاز.

مقصر أنا بحق أهلي ووطني، ومقصر أنا في كل شيئ.
أضعت وقتي حتى مرت الطائرات، وعندها لم ينفعني ندمي.

كل ما أملك من هنا، اعتذار للبنان وأهلها، ولغزة وأهلها.
مع اعتراف بالتقصير.

(f)

(f) لجميع المقاومين في لبنان وفلسطين

أبو ابراهيم مجرد تفكيرك بهم وبمحنتهم يعتبر مشاركة منك ومن كل من لا يستطيع فعل شيئ
بدل الاعتذار يمكنك الدعاء لهم

نعتذر ليس فقط للبنان أبو إبراهيم و لكن من قبلها لفلسطين و العراق و افغانستان و السودان والصومال و و و

و لأنفسنا قبل الكل نعتذر
فنحن لا نقوى حتى على تحسين أوضاعنا الداخلية:no:

الله يلعن العجز و السلبية

بشر و حياتك عندي .. نفس الشعور..
غصة و حرقة و احساس بالقهر و العجز و تساؤل ماذا افعل هنا? و مكبلة و محبطة
اكثر ما يقهرني هو موت الاطفال معناه موت المستقبل

(f)

حتى ايميل اصبح ملتزم :)
اعزائي, اشارككم افكاركم و شعوركم.
فعلا استنتجت للحظة معينة سخافة حياتي بين التعرصة ( عدم المؤاخذة) و المراهنات والمنفخة ب.....واهلنا في الوطن يقتلوا ويشردوا.
انا تعيس, تعيسسسسسسسسسسسسسسسس

عارفين كنت نازل الصباح رايح الشغل , كالعادة ....وبدأت أفكر بالقهر , وبدول ظالمة تتداعى انها مظلومة . وبمظلوم يقال عنه انه أرهابى , و و و .

لكن سألت نفسى سؤال : ايه اللى قادر اعمله ؟
وجوابت : أكيد , ولا حاجة .


لكن لما رجعت نفسى , لقيت انا فى أيدى حاجات :

1_ انى اضع هذه الأحاسيس والمشاعر فى فرن الطاقة , وأحولها من مجردات أحباطات ومشاعر قهر وذل , الى وقود تتدفعنى الى الأمام .

وحقيقى , عندى كتاب بقوم بتحويله حاليى الى نص ألكترونى , كل ما أعوذأشتغل فيه واشد من حيلى , أتذكر ان لا تحرير الا بالعمل ...لهذا أعمل !

ألمي و حنقي و وجعي و غضبي .. أعجز عن التعبير عنه بالكلمات
متألم الى حد الضمور
و غاضب الى حد الانفجار


(f) للجميع

كل ما كان يشغل تفكيري خلال الفترة الماضية هو كيف يمكنني أن أرسل أكبر قدر من المال شهريا لأبي حتى يكمل بناء منزلنا الجديد!!!! الآن مجرد التفكير في الأمر يجعلني أستحقر نفسي وأستحقر أبي وأستحقر كل من يملك نقودا في هذا العالم!!! لبنان يخضع لتدمير منهجي على يد إسرائيل وحكوماتنا للأسف شجبت واستنكرت حتى أوجعت رؤوسنا :no:

آسف يا لبنان ... لكن قبل ذلك آسف يا فلسطين ... كتبتُ عنكِ وعن شوقي لترابك الذي لم أشتم عبقهُ يوما، لكنني اكتشفتُ كم كُنتُ كاذبا، لأنني الآن لا أجرؤ أن أقول كلمة واحدة في حقّك في العلن لأنني خائفٌ من الحبس، لكنني نسيتُ أن بيوتكم يا أهل فلسطين باتت المعتقلات :cry:

فلتحيا المقاومة ولنسقُط نحن جميعا :rose:

عصا هرمز التي كانت تحول المعادن الخسيسة الى ذهب ..او حجر الفلاسفة التي يحول الرصاص الى ذهب ..او جراندكاثليكون حجر يشفي من كل الامراض ..هذة الاشياء وردت في الكيماء القديمة ..مهمتها تحويل الشي من دون قمية الى شي ذو قيمة ..اؤمن انها مجاز بحت ..الذي يحصل الان في هذا الشرق المأزوم ..كله خير وكله بركة ..اؤمن بهذا ..تحركت القلوب المتحجرة العديمة الفائدة وصارت تهتف ..نريد الخلاص نريد ان نحل هذة الاوضاع ..قتل الكثير ..نعم ..ولكن التاريخ يعلمنا ان طريقة ليس مفروشاٌ بالورد .بالعكس مفروش بالاشواك التي سوف تقودك يومن ما الى طريق الورد.

اقدر حزن شباب ولكني سعيد بشكل لا يصدق ..لا يوجد شي اسمة شر كامل بالعكس من يستثمر هذة الاوقات من اجل شحن عقلة وجسدة ووجدانة بالاشياء العالية والقيم السامية .

كم كنا نائمين ..كنا اموات نتحرك تحت فضاء الميديا الشبقي الذي بيع الاوهام لنا ..نصرخ في كأس العالم وهي حرب لا ناقة لنا فيها ولا بعير ..نصوت عن طريق SMS لمتباري او متبارية .راس مالهم شكل جميل وعقل خفيف بوزن الريشة .

لست مع حسن نصر الله ولا مع ايران انا مع لبنان ..ذاك البلد الجميل الذي يحترق ..ويحرق هذا الطلاء المزيف حول اذهاننا وعقولنا ..طلاء الكسل والنوم واللذة .

نار تحترق وتكشف الذهب الصافي من تحتها يسيل ..نهر ذهبي .

لا شر ولكن كله خير ..

محارب النور

أبديّ

عام 98 دعانا صديق انا و مجموعة من الأصدقاء لقضاء نهاية الأسبوع في قريته الجنوبية المتاخمة للشريط الحدودي آنذاك, قرية صغيرة تقع تحت موقع للاحتلال اسمها برعشيت.

ليل برعشيت فيه كل جمال الجنوب السكون, النجوم القريبة و الليل المنعش مع لسعة البرد التي تكورك حول نفسك, و البيوت الصغيرة الذي لا يخلو بيت من حديقة صغيرة تزرع في الأغلب بعض انواع الخضار مع شجيرات الفواكه و لا ننسى العريشة ( شجرة الكرمة) تغطي المسطبة حيث يمضي العامليون السهرات< على ضوء القنديل او القمر, صورة حالمة كقصص القراءة العربية لا يمكن ان تصدق انها ما زالت موجودة الا في مخيلة الشعراء و الكتاب.
وكان الموقع الآسرائيلي جاثما على صدر برعشيت خانقا جمالها وقبح صوت مولدات الكهرباء فيه او تنقل دبابة الميركافا يخرق جمال السكون.

امتدت سهرتنا لما بعد الواحدة و ضحكتنا علها وصلت لحراس الموقع,
و كنسيم الجنوب شقت خيالات اربعة او خمسة اشخاص عتمة الليل يعبرون كعمالقة مع ما يلبسونه من معدات و قاذفات, لتخرج اصواتهم هامسة واحد تلو الأخر " السلام عليكم " و رغم المسافة الأمنية بينهم فقد مر اخرهم و سلم و نحن في حالة ذهول لم نفق منه الا على صوت نسائي من منزل مجاور يرتفع قائلا " الله بؤبكن و الله يحميكم ". لم اعد اسمع صوت المولدات او الدبابة وقف الكون كله لمرورهم, لم نكمل السهرة بل لم نعد نتكلم تسللنا الى مضاجعنا دون صوت دون همس,
لقد مر الرجال فلتصمت الدنيا

لهؤلاء اولا اعتذر :redrose: