لاحظت أن الشعبية لمن يردد كلام واحد و بصوت واحد يتضامن مع حزب الله و يعلن الموت الزؤام لإسرائيل و العزة لسوريا رائدة الأمة العربية تجاه تحرير العرب و تقبيح الخليجيين باعتبارهم عملاء و كل من كان سلفي يتم وصمه بالطائفية.

هل فعلا يمكن خلق جو صحي للحوار في هذه الظروف؟ لا أعتقد ذلك. و بالتالي صار من المحبط الدخول بأي رأي و لو مخالف قليلاً لأن العزائم محمومة بالغضب العربي المألوف. و عاشت الأمة العربية ويعيش الرئيس السادات و ربنا يطول لنا في عمر الملك فاروق.
و أحب إيران و سوريا و كل من يدعم العمالة لإيران. و ليسقط الشيطان و ليسقط الإنكليز و عاش سعد باشا زغلول.
:D

عزيزي ابراهيم هناك تابوهات عديدة في عقولنا العربية بشكل عام مثلا تقديس قضية اسرائيل او فلسطين

ومنع اي نوع من اختلاف الاراء وفورا يتم وصفك بالصهيونية ان نقدت اسرائيل نقدا صحيحا وقلت مثلا انها متقدمة الاف المرات عنا العرب

لا تنسى ان العقول هنا تحتاج شماعة تعلق اسباب فشلها عليها فان لم تكن اسرائيل سبب فشلهم وتدني مستواهم المعيشي فهي امريكا السبب وان لم تكن امريكا فيقولون الحكام

شخصيا لا اهتم لاي من التابوهات العربية وتم وصفي تقريبا بكل انواع الاوصاف مثل مسيحي, صهيوني , رافضي شيعي , سلفي متعصب , متامرك ,الخ

اعتقد ان هناك تابوهات يجب ان نحطمها لنتقدم

واولها تقديس الشعوب العربية وقضية فلسطين

بالتاكيد هي خط التخلف والشماعة العالمية لمشاكلنا فاذا لم يكن لمحطات الاخبار سوى فلسطين ولبنان وغيرها لكي تردح وتقول يا شعوب العرب ابكوا لنا فما الذي سيحدث ؟؟؟

الذي سيحدث هو ان كل شعب سيلتفت لقضاياه الحقيقية

واذا اصلح كل شعب نفسه كفى ذلك لاصلاح الامة كاملة

شخصيا انتميت للسلفية الحقة يا صديقي ومن واقع تجربة فحين كنت سلفي لم اكن اكره الشيعة فقط بل كنت اعتبر اي شخص نصراني مثلك عبرة عن نجس

شخص لا يتنظف ولا شرف له ولا حياة مشرك ود ان يخرجني عن ديني

وانذاك كرهت الشيعة وكرهت العالم اجمع لان كل ما يدور بخلدي انني محق وهم على خطا

انا مسلم موحد سلفي حنيف وهم كفرة شذوذ عصاة فسقة زناة اغبياء لا موحدين

اما الشيعة فهم النفاق وانتقاد الصحابة

لا استطيع ان اصف لك السلفية سوى انها اسوء معتقد واكثر معتقد متعصب على الاطلاق

ثم يا صديقي لا تنخدع بما تراه في منتدانا فحتى السلفييين هنا على مدى سوءهم اضطروا ان يتعلموا بعض الحضارة ويعلمون اننا ننقدهم اربعة وعشرين ساعة الى درجة انهم يخافون الاتيان بسيرة دينهم او رسولهم

فما تراه هو نسخة مروضة منهم ولكن في الحقيقة هم اسوء من ذلك بكثير

كالعادة في ايام الحرب تتطاير العقلانية في الضباب و يغلب على الدنيا الراديكالية بين مؤيد لاسرائيل (التي لم ترتكب في تاريخها اي خطأ) و بين مؤيد لحزب الله (الذي لم يرتكب شرا في يوم من الايام!)

بس خسارة يا بيروت. تآمر عليكِ المتطرفون من كل جانب و أبوا إلا أن تحترقي احتراقا و أنتِ العاصمة الوحيدة في العالم العربي التي تستحق الخير.

الهوية القومية هي كالهوية الجنسية بالضبط ، نحن نقول عمن يغير جنسه "شاذ" وارتكب فعلاً غريباُ ، وكذلك الهوية القومية ، من يتخلي عنها هو خائن ، فستظل اسرائيل عدوة العرب ويظل العرب يريدون اعادة ضمها للعروبة مهما غطيت هذه الحقيقية بالكثير من الغبار.

مشاعرنا تظل مع لبنان وحزب الله ضد اسرائيل والشواذ :emb:

هؤلا يتكلمون والكلام لايكلفهم شيء وبالتالي فكله طق حنك ومشاركات تعضيدية على طريقة سعيد صالح: مارشات عسكرية وقرآن. صار النادي بهذا الشكل صعب وصدمت في كثير من الناس الذي كنت أظنهم أنصار للإنسانية وإذ بي أجد الوحش القابع فيهم يخرج وبشكل مرعب. ضاعت لبنان. نريد أن نرى المعركة على أرض إيران أو سوريا مثلا فنرى البطولة (على حقها) لكن لا. اختاروا لبنان لتتحول لساحة تصفية حسابات ما بين إيران وإسرائيل. ثم يتعجبون عن سر نظرة العالم الغريبة لشيء من بقايا الوجود اسمه .. عرب. كيف نلوم الناس وهناك من يخطف دون أي رادع ولمجد الله الأعظم؟ أنا مش عارف الناس دي بتفكر إزاي! لكن العقل العربي خارق للعادة. بالمناسبة العرب لا يعرفون شيء بالمرة عن العلوم بمفهومها الحديث و كانوا قديما يتحدثون عن علم الرمل geomancy و طلع مجرد art أي أحد حيّل السحر والكهانة التي تحدث عنها الكندي فيلسوف العرب .. و مش science بالمرة. للعلوم أهلها.

هذا اسمه مزايدة علي انسانية العرب و انتمائهم البشري ، وكأن الانسانية هي فقط تلك الواردة من الخارج ومن الغرب تحديداً.

زمن المعارك القومية استمر في اوروبا لفترة اربعة قرون ولم يستتب الامر الا في النصف الثاني للقرن العشرين ، وليس بسبب ان ربعنا الاوربيين فهمو انهم بشر ، ولكن لان المصالح و الموارد استقرت بوضع متوازن كفل الحياة الرغدة للجميع.

بالنسبة لنا (نحن القومية العربية) مازال الامر لم يستتب بسبب طمع البعض في منطقتنا ومواردها و الموضوع ومافيه صراع علي موارد المنطقة لا لا اكثر ولا اقل ، وهذا لا يعني ان ندفن قومينا بحجة الانسانية ، كل انسان له قومية ينافح عنها حتي الفرنسيين النضاف اللي طلعوا مفهوم الانسانية وحقوقها نفسهم ينشرو الفرانكفونية في العالم اجمع.

"تهويشنا" بالانسانية هو كتهويش الاصوليين الاسلاميين لنا بالاسلام ، مثاليات فارغة اختزلت من معانيها ولم تعد تعني شئ علي ارض الواقع. ولكننا لن نبالي وسنواصل الايمان بقوميتنا ومصالحنا العليا فوق كل شئ.

تحية

عزيزي محمد:

كلامك عن القومية يذكرني بأغنية محطة صوت العرب: أمجاد يا عرب أمجاد.

من جهة الإنسانية فهي ليست بحاجة إلى دعوة للتبشير بها أو الحث عليها فإما أن الإنسان فعلا يمتلك الأخلاق الإنسانية أو لا يمتلكها ويضع نفسه عندها عالمياً في وضع لا يُحسد عليه.

اقتباس:وكأن الانسانية هي فقط تلك الواردة من الخارج ومن الغرب تحديداً.

لولا سيدنا فولتير و مولاي جان جاك روسو و هذه الصفوة لما عرفنا شيء اسمه تفكير إنساني. هذه مصطلحات و مناهج غريبة جدا على العرب. الاعتراف بالحق فضيلة. حرية إخاء مساواة هي أفكار من صميم أحشاء فولتير وليست عظات إمريء القيس النسكية.

من حقك أن تدافع عن كيانك كمصري أولاً. نحن مصريون أولا و أخيرا. ومن حقك أن تدافع عن المظلوم أياً كان. ومن حقك أن تشعر عن المتألمين. أما الدفاع عن أسلوب السلب والنهب و الخطف الذي يميز حزب الله فيضعك عندئذ في نفس الزواية معهم في المنظور الدولي. في الولايات المتحدة يسألني الناس: هل الشيعة هم الجانب الدموي في الإسلام؟ والحقيقة أني عرفت من الشيعة من هم في جمال رحمة العاملي خلقاً و خصالاً. يصعب أن أتحدث عن الشيعة وأنا تعاملت مع ناس على أخلاق عالية منهم. ولكن رجل الشارع الأميركي ينظر لحزب الله و سلوكه الهمجي فيظن أن الشيعة هم هكذا. صارت كلمة شيعي مرادف لـ دموي لأن حزب الله صار هو الواجهة الرسمية لهذه الجماعة. طبعا أقول لمن يسألني عن الشيعة إني عرفت في الشيعة رقي فكري وأنهم يتبنون اتجاهات فلسفية وعلوم بحثية تقدمية و هناك الكثير من الإيجابي الذي يمكن أن يقال. الناس يا عزيزي تحكم بما تراه. إنْ كنت تريد لأبناء الشرق أن يظهروا و كأنهم نشأوا في الأدغال بإسم القومية وفلسطين و كل هذه الشعارات التي رضعناها مع لبن الحليب نستلة الصناعي فهذا أمر يصعب تقبله عندي.

لم يجب أن نعبأ كثيرا يا إبراهيم بما يظنه رجل الشارع الغربي؟

ألا يمكنه أن لا يحشر أنفه في أمورنا الخاصة كما لا نحشر أنوفنا في قضية إعادة تكساس ونيومكسيكو وأريزونا للمكسيك؟

ألا يمكن للغرب أن يحلوا عنا، يفارقونا بريحة طيبة؟

نحن لسنا النموذج المثالي يا إبراهيم، لكننا خير لهم منهم لأنفسهم، فحروبنا وإن كالت لا تشتمل على ما اشتملت عليه حروبهم وتشتمل.

بالأمس القريب أشعل الغرب حربين عالميتين ضروستين، استعمل فيها الغرب ضد الغرب أسلحة يعتبرها الغرب محرمة.


رجاء يا إبراهيم، نحن لسنا طلابا عند الغرب، وليس رجل الشارع الغربي بأستاذ ينتظر منا تقديم حسن سلوك، نحن نمارس ما نقتنع بصوابه كما أن الغرب يمارس ما يقتنع هو بصوابه.

أما الحرب، فهي الكريهة كما سميناها قبل أن يكرهها أحد، وهي على الكراهة لا يمكن الحياة دونها من استقراء الواقع الانساني على مدى العصور المتعاقبة حتى يومنا هذا.

إن أردت أن نوقف الحرب، فأعطنا بديلا يعيد شذاذ آفاق بولونيا وبطيخيا وأوكرانيا والمانيا إلى بلادهم، ويحرر الأسرى. غير ذلك يكون الحديث نافلة سهلة لا تسمن ولا تغني من جوع.

ولا خير في أمر إذا لم يكن لـه ــــــ حكيمٌ إذا ما أوردَ الأمرَ أصدرا
ولا خير في حِلم إذا لم يكن لـه ــــــ بوادر تحمي صفوه أن يتكدرا

ثم لو شئت لأبنت لك فضل العرب على الغرب، وفضلهم على الناس، ولو شئت أيضا لأبنت لك سوء الغرب على الناس أجمعين، ولو أردت لبسطت لك من سيئات من تسكن بين ظهرانيهم ما يجعلك تخشى على نفسك الهلاك وتقي نفسك منهم الشرور.

ولولا أننا لا نورد الأمور ورودك، ولا نصدر عنها كما تصدر يا إبراهيم، فلسنا إلا قوم كرام اعتدي علينا وأجلب القوم المتحضرون علينا مرارا وتكرارا، ثم نبت من جلدتنا نابتة يكرهون أن نميط الأذى عن أنفسنا بله عن غيرنا.

عزيزي خالد:

المسألة ليست طلاب العرب وأساتذة الغرب. كلا. لكل هويته وطبيعته ولكن العالم الآن ببساطة أصبح قرية صغيرة. أجلس متأملا ما قدمه الغرب للإنسانية فنجد الكمبيوتر والتلفون المحمول وتقنيات أشكال وألوان. لو سألت روحي سؤال استنكاري عما قدمه العرب خلال القرنين الماضيين فلا أجد سوى التفجير والعمليات الانتحارية والغرب لا يرى سوى هذا. أنا وأنت في واجهة العالم وهذا الأسئلة تنطرح علينا وعندئذ ينتابنا شعور قاتم. أغلب من يقوموا بعمليات التفجير الانتحارية هم العرب. هذه هي مساهمتهم في القرن الواحد والعشرين للميراث الإنساني إزاء أرض تتحلل وفي طريقها إلى الزوال * إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قريبا جدا.




* أحداث التسونامي الأخيرة و كثرة الزلازل ومستقبل الأرض الذي ينبؤ بخطر كارث في كل مكان تشهد على ذلك كمثال.(f)

http://sciencebulletins.amnh.org/earth/f/t...essays/70_1.php

و هذا أيضا عن مستقبل كوكبنا الكئيب:

http://www.barry.warmkessel.com/barry/Syno...opsisComet.html