{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #11
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
الزميل العزيز قنبر:

لست عارفاً بالمجتمع السعودي، و أتمنى على غربي و أدعوه للتعليق على مداخلتك.
و لكن أسمح لنفسي أن أقول بحكم معرفتي ببعض الشيعة في السعودية أن وجهة نظر العزيز بَسكال متفائلة جداً و لكن أعتقد أن لوجهة نظره حيثيات موضوعية، كمراقب خارجي.. سأضيف هذا للأسئلة التي سأطرحها عليه.

خالص احترامي.

العزيز آمون:
شكراً لمرورك، نعم لقد وجدت هذا الإنقسام أو الشرح و الذي يأتي بعده حول الشريحة غير الملموسة أو بالأحرى ال impalpable أراها الأهم هنا و التي تعبر عن حيوية و دينامية التطور الاجتماعي السعودي.

شكراً لكما (f)
10-24-2004, 11:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
RED FALCON غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 132
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #12
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
أصدقائي

بس حبيت اوضح مسألة مهمة ، وهي ضرورة عدم الخلط بين حركة الأخوان المسلمين المصرية ، وحركة الأخوان السعودية ، فالاختلاف كبير بينهم ، وسأقدم هنا نبذة عن حركة الأخوان السعودية لتوضيح ماهيتها ونشأتها والقضاء عليها.

فقد عرِفت شبه الجزيرة العربية، على مدى عقدين من الزمان، حركة الإخوان، ظاهرة دينية وقوة سياسية عسكرية، كان لها دلالتها وخطرها. وقد وصفها الملك عبدالعزيز، بقوله: "إن حركة الإخوان، هي أنقى حركة دينية معاصرة". ولا شك أن الملك عبدالعزيز، استعان بهذه القوة الدينية العسكرية في حروبه لتوطيد حكمه، وتوحيد قبائل شبه الجزيرة، وبسط الأمن على أرجائها. فأدت الحركة دورها بكفاءة وصدق وإخلاص. ولكن، عندما عجزت حركة الإخوان عن استيعاب متغيرات العصر، ومتطلبات المرحلة الجديدة، التي من أهمها استعانة الملك عبدالعزيز بوسائل الحضارة الحديثة، والاستفادة من تقنيتها، حدث الصِّدام بين الحركة والملك عبدالعزيز، مما أدى إلى المواجهة الحربية، وإلى هزيمة الإخوان، والقضاء على حركتهم، في معركة السّبَلَة، في 30 مارس 1929م.
ويُعد أمين الريحاني من أوائل الكتاب وأشهرهم، الذين كتبوا عن الملك عبدالعزيز وعن حركة الأخوان ، ويقول الريحاني في هذه الحركة :

الإخوان هم الفئة المحاربة، الفئة المتعصبة، الفئة المدّينه جديداً في الوهابية. الإخوان هم جنود عبدالعزيز بن سعود، الذين كانوا بالأمس من العرب الرحل، من البدو الجاهلين، فديّنوا أي دانوا بدين التوحيد، فصاروا مسلمين. وهم في غلوهم، يعتقدون أن من كان خارجاً عن مذهبهم ليس بمسلم، فيشيرون إلى ذلك في سلامهم بعضهم على بعض. السلام عليكم يا لاخوان حيا الله المسلمين. وإذا سلم عليهم سني أو شيعي، فلا يردون السلام".

"وها أن الإخوان في هذا الزمان يحملون البنادق والبيارق باسم الله، فيحملون أو كانوا يحملون على كل من لا يُدّين من العرب، وكأنيّ بهم لا يرون خيراً في حياة لا إكراه فيها على التوحيد، فينادي الأخ منهم ممتشقاً حسامه أو رافعاً بندقيته: أنا خيّال التوحيد، أخو من طاع الله، بيّن رأسك يا عدو الله! إنهم، من هذا القبيل، مثل رجال البروتستانت الأولين، الذين حاربوا "شارلس"، ملك الإنجليز. والسلطان عبدالعزيز أشبه برجل تلك الثورة الكبير، كرمويل.
أما جون فيلبي فيورد في أحد تقاريره، عام 1918، عن حركة الإخوان، ما يأتي: "عندما شرع عبدالعزيز في مهمة التوحيد، التي واجهته، لا بد أنه تأثر بالنموذجين، اللذين سادا في وسط جزيرة العرب. فقد كانت قوة محمد بن رشيد تعزى إلى تلك الخصائص الغريبة التي أوصلت الشمْر (قبيلة شمْر) إلى ما هم عليه ـ قبيلة بدوية في مدينة بدوية ـ في حين وصل سلفه الأكبر سعود بن سعود (يقصد الملك عبدالعزيز بن سعود) بجيوشه الغازية إلى أقصى بقاع جزيرة العرب، بفضل مزجه الحكيم بين الدين والسياسة، وهو الأمر الذي حفظ عليه سلطته.
ويخلص فيلبي إلى أن هدف الملك عبدالعزيز "من إنشاء حركة الإخوان وتقويتها، هو زيادة قوته العسكرية، باستخدام عدد أكبر من رعاياه، حتى يمكن له تعويض الضعف الذي يَكْمُن في الدولة البدوية، وفي الجيش البدوي، والاقتصار في موارده، عن طريق إحلال الأمل في ثواب الآخرة، محل الاعتبارات الارتزاقية".

هذا فقط للتوضيح أن حركة الأخوان السعودية ما لها بعلاقة بحركة الأخوان المسلمين المصرية التي أسسها حسن البنا .

ودمتم :wr:
10-24-2004, 11:56 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #13
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
العزيز ريد

لا أريد التشكيك بالمعلومات التي وضعتها عن الأخوان المسلمين بالسعودية، و لكن هو سؤال أليس هناك تيار حديث آخر للأخوان المسلمين السعوديين نجم عن هجرة عدد مهم من الأخوان المسلمين المصريين خصوصاً و الأخوان المسلمين السوريين بعد قمع سلطات عبد الناصر ثم الأسد لها؟
و هذه الحركة كان لها دور كبير اعتباراً من سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي في هذا البلد، مع القبول بأنها تحولت و تغيرت باحتكاكها بالوهابية الطيعة عموماً بيد السلطة..

تحياتي الخالصة.
(f)
10-26-2004, 01:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
RED FALCON غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 132
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #14
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
أخي العزيز طارق ليس عندي معلومات مؤكدة حول حراك سياسي معين لحركة الأخوان المسلمين المصرية والسورية في السعودية ، ولكن ما أستطيع أن أؤكده أن السلفية الوهابية تعارض تماماً مبادئ الأخوان المسلمين وتصل إلى حد اتهامهم بالصوفية والتخلف وتشبيههم بالشيعة ، وهذا على حد علمي البسيط ، وهناك العديد من الفتاوى السعودية وأشهرها فتوى ابن باز تحذر من الاخوان المسلمين وتحارب مبادئهم . أما إذا كان هناك تأثر فاعتقد أن يكون بأفكار حزب التحرير الإسلامي وأفكار الألباني وهذا حسب مراقبتي للاتجاهات الإسلامية وتأثيرها السياسي في البلاد العربية .
وسأورد هنا مقالة لكاتب سعودي اسمه (منصور النقيدان) تلقي الضوء نوعاً ما على الحرك السياسي الإسلامي في السعودية في العقود الأخيرة ، وأرجو أن تفيدنا بتوضيح الصورة نوعا ما .

[QUOTE]خارطة الإسلاميين في السعودية وقصة (التكفير)

منتصف التسعينات قامت الحكومة السعودية بإيقاف مجموعة من الإسلاميين المعارضين الذي أثاروا شغباً في بريدة، واقتحموا مبنى إمارة المنطقة، واعتصموا بالجوامع. وأثناء إيقافهم في سجن الحاير الشهير، حدث انقسام وانشقاق بين الصف الأول والثاني من الموقوفين الذين جمعهم المعتقل بين جنباته. نشأ الخلاف بسبب الموقف الشرعي الواجب اتخاذه تجاه الحكومة، والعاملين في جهاز المباحث من أعلى الرتب العسكرية إلى أقلهم رتبة.

سجن الحاير كان يحوي لونين من الإسلاميين: الصحويين الحركيين ، والسلفيين الجدد ، والذين كان يتزعمهم الشيخ محمد الفراج ومجموعته حيث كانوا يقضون أحكاماً بالسجن لسنوات عديدة في قضية أخرى سابقة لأحداث بريدة، وكان ضمن هذه المجموعة الشيخ ناصر بن حمد الفهد، وعبدالعزيز الجربوع، وقد كانا يمثلان الجناح المتشدد داخل هذه المجموعة، وهما اليوم يعتبران من رموز السلفية الجهادية في السعودية.

بالتقاء الشيخ علي بن خضير الخضير- الذي كان من الموقوفين بعد أحداث بريدة- بالأخيرين، نشأ تحالف جديد أحدث انقساماً داخل سجن الحاير.

كان هذا الانقسام هو الشرارة الأولى والنواة لتخلق تيار تكفيري غالٍ، ظهر على السطح لاحقاً ومارس أنشطته علناً ببيانات وفتاوى التكفير التي أصبحنا نسمع عنها بين الفينة والأخرى، برعاية ومباركة من الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، وبعد وفاة العقلاء، تزعم الفهد والخضير هذا التيار.
السلفية الجديدة كانت تقتفي نهج الشيخ ابن باز وعلماء الوهابية، وبعض آراء واجتهادات عالم الحديث الراحل محمد ناصر الدين الألباني في الفقه والحديث. وكان حي السويدي في الرياض هو قاعدة هذا التيار، إلا أن التنقيب في تراث الوهابية وفتاوى علمائها فيما يخص مسائل تكفير المسلم، وشروط تكفير المعين وموانعه،ومسوغات الخروج على الحاكم، أبرز الوجه الآخر واستخرج كنوزاً عانت من تراكم الغبار، وأفكاراً أصابها الضمور، تم توظيفها سلاحاً فتاكاً لتكفير الحكومة.
يعود الفضل في ذلك إلى اثنين :أولهما عصام البرقاوي "أبو محمد المقدسي" الفلسطيني الذي كان يقيم في الكويت، وتم إبعاده إلى الأردن بعد تحرير الكويت. والبرقاوي هو مؤلف الكتاب الشهير"الكواشف الجلية في تكفير الدولة السعودية"، ورسالته "ملة إبراهيم" تعتبر دستور التكفيريين، ويؤكد مطلعون على أنها في الأساس تحشية على رسالة قديمة لجهيمان العتيبي تحمل الاسم نفسه .
زار عصام البرقاوي السعودية عشية حرب الخليج الثانية، وقام بجولة زار فيها مدينة بريدة ومدناً أخرى، ولم يكن حينها يحظى بذلك القبول لافي الكويت ولا في السعودية، فقد كان رأيه بكفر علماء المؤسسة الدينية الرسمية، سبباً في جفول البعض منه، كما أن خلافاً نشأ بينه وبين مريديه لإفتائه سراً بجواز السطو على البنوك ، مما اضطُره لاحقاً إلى التنصل من تلك الفتوى، وأثناء الاحتلال العراقي للكويت فضل البقاء، وكان من يدخلون الكويت أثناء الاحتلال يأتون بأخبار تؤكد صحة ماكان ينفيه عن نفسه.
أما الآخر الذي له فضل لاينكر في نشر مذهب التكفير محلياً، فهو اسم يجهله الغالبية العظمى من الإسلاميين في السعودية. أنا شخصياً أعتبره (عراب) هذا المذهب، وهو أبو سبيع (وليد السناني) ولايزال موقوفاً في سجن الحاير منذ مايقارب الثمان سنوات، وهو شخص فذ يتمتع بصفات نادرة كالشجاعة، وسرعة البديهة، وقوة الاستنباط، والثبات على آرائه، كما أن له حضوراً طاغياً في مجالس المناظرة التي كانت تجري بينه وبين من يخالفونه الرأي من معجبيه، أو من خصومه على حد سواء.
ألف أبو سبيع رسالة موجزة عن حكم ( التحية العسكرية) توصل فيها إلى أن التحية العسكرية كفر وردة عن الإسلام لما فيها من إظهار الخضوع لغير الله، وكان يقوم بنشرها بنفسه.
المتتبع لجذور هذا الفكر لايمكنه أن يتجاهل أيضاً تأثير أهل الحديث /أخوان الحرم (جهيمان العتيبي ومجموعته) بمنشوراتهم وكتيباتهم التي كانت تطبع في الكويت وتهرب إلى السعودية قبل حادثة الحرم، ومنها الرسائل السبع التي أعيد إحياؤها وبعثها أواخر الثمانينات يعني بعد أقل من عشر سنوات من القضاءعليهم، وإن لم تكن رسائلهم من الوضوح والصراحة كما في كتب المقدسي.
السعوديون الذين كانوا يزورون اليمن لطلب العلم على الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، قبل حرب الخليج الثانية وعقيبها بسنتين، كانوا أحد روافد التكفير في السعودية.
قام الوادعي أوائل الثمانينات بتأليف كتاب تناول فيه أطياف الإسلاميين الموجودين في السعودية والخليج، وهو كتاب" المخرج من الفتنة" أبدى فيه تعاطفاً واضحاً مع أهل الحديث ، وأنحى باللائمة فيه على الحكومات العربية والسعودية على وجه الخصوص، وفي كتابه( السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة) هاجم الوادعي السعودية في ثمانية مواضع من الكتاب وشكك في شرعية نظامها. كان للوادعي علاقة وطيدة بأهل الحديث قبل طرده من السعودية عام 1979، لهذا كان موقفه من عدم شرعية النظام في السعودية، يحتل العامل الشخصي فيه نسبة كبيرة.
كان الوادعي يرى عدم شرعية النظام السعودي و يرى أن حكامه مرتكبون لعظائم قد تبلغ بهم حد الخروج من الإسلام، في الوقت الذي كان يمتدح فيه حكومة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح!
وقد كان الوادعي يهاجم السعودية في كتبه ويلمح إلى كفرها في مجالسه، في الوقت الذي كان يتلقى فيه دعماً من السعودية كل شهرين بما قيمته خمسة عشر ألف ريال بواسطة الشيخ عبدالعزيز بن باز، ولم ينقطع ذلك الدعم حتى زار اثنان من طلاب الوادعي ابن باز وأثارا مسألة عدم شرعية الحكم السعودي في مجلس عام، مما اعتبر انعكاساً لأفكار الوادعي.
ولم يفارق مقبل الوادعي الدنيا حتى كانت السعودية قد تكفلت بعلاجه أكثر من مرة.
مناخ الحرية والانفتاح الذي كان بقايا (أهل الحديث) في الكويت يتمتعون به، منحهم جرأة في التعبير عن قناعاتهم والحديث عنها، وكَوْنُ الفترة التي امتدت من أواسط الثمانينات إلى منتصف التسعينات الميلادية هي فترة الانتعاش للصحوة الإسلامية، أعطى بقاياهم في السعودية من أهل البادية والهجر -بسبب الزيارات "الأخوانية" المتبادلة بينهم-شعوراً بالثقة، والقدرة على التحدث في المجالس والمجامع ولو بالتلميح عن قناعاتهم التي كانت ترتكز في الأساس على عدم شرعية الحكم .
في العامين 1989-1990 كانت ذروة انتشار هذا الفكر، لكنه كان حينها مقصوراً على تكفير الحكومة في العموم، مع خلافات تفصيلية فيما دون ذلك كتعيين أشخاص بالحكم عليهم، وحكم وزراء الدولة والعاملين في الجهاز العسكري، باعتبارهم "جنود الطاغوت"، وهل ينطبق فيهم ماذكره القرآن عن فرعون:"إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا ظالمين"؟.
في أواخر عام 1990بدا ملفتاً للأجهزة الأمنية أن الأشخاص الذين تستوقفهم مراكز التفتيش الأمنية، ولايحملون (التابعية) أو البطاقة الشخصية، هم بازدياد. فقدكان البعض يمزق بطاقته ، لأجل الصورة الملصقة التي يعتقد تحريمها، ولأمر ثان وهو الأهم أن كونك تحمل (تابعية) أوهوية سعودية، هو إقرار بالتبَعيةِ لنظام طاغوتي كافر.
لوحظ ازدياد أعداد الذين يعتنقون هذه الأفكار، حيث كانت تناقش قضايا حساسة كتكفير الحكومة وتضليل علماء المؤسسة الدينية في مجالس عامة، يحضرها أحياناً الشيخ المسن والصبي والمراهق، وأنصاف المثقفين وغيرهم، ويستأثر بالحديث فيها شباب لم يبلغوا منتصف العشرينات.
كانت بريدة والمنطقة بعامتها قد عرفت أهل الحديث قبل أحداث الحرم، ولكنها واجهت تمددهم بشراسة، فقد كان نقد أهل الحديث اللاذع لمشايخ وفقهاء الحنابلة، ومتون الفقه كزاد المستقنع وغيره، وتجهيلهم لعلماء الوهابية وسخريتهم بهم سبباً في موجة من العداء الشعبي تجاههم، لهذا حينما انبعثت هذه الموجة بعد سنوات لم تخطئهم العين، فقد كانت شعورهم الطويلة، وثيابهم القصيرة حتى أنصاف الساقين، ولبس بعضهم للخواتم بأيديهم، تذكر بأيامهم الغابرة ومأساة اقتحامهم للمسجد الحرام .
تقاطعُ أفكار أهل الحديث الجدد -الذين كانت تشكل الرياض والمدينة المنورة قاعدتين أساسيتين لهم- بأفكار أخوان بريدة الذين كانوا يهجرون مدارس الحكومة ووظائفها هيأ جواً من التقارب بين الفئتين مع شيء من الريبة والحذر وكثير من عدم الارتياح من قبل أخوان بريدة . فأخوان بريدة كانوا يدينون بالولاء التام للحكومة وولاة أمرها، كما أنهم لايقبلون نقد علمائهم وفقهائهم وكتب الفقه التي تدرس في مساجدهم، خلافاً لأهل الحديث كما سيأتي بيانه، وقتها عزمت مجموعة من وجهاء أخوان بريدة وبعض المشايخ فيها على رفع الأمر إلى السلطات، وتنبيهها إلى أن الأمر أصبح مخيفاً ومستفحلاً، ولا يجوز السكوت عنه؛ لولا وساطة بعضهم بوعود قطعوها أن تُعالج المسألة، بطريقة أكثر حكمة ، بعيداً عن الحكومة وأجهزتها الأمنية.
كانت نشرات أهل الحديث تؤكد على أهمية السنة، والأخذ بها، وتعيب على المذاهب الفقهية تحكيم أقوال الرجال في دين الله، والإشارة إلى بعد الحكومات والمجتمعات عن شرع الله والأخذ بسنة رسول الله، وكان غاية ماتضمنته تلك النشرات الحكم بالضلال والانحراف على الحكام و(ولاة الأمر). وحسب بعض المطلعين أن تكفير الحكومة السعودية كان رأياً لبعض طلبة العلم فيهم، وإن كانت الغالبية على خلاف ذلك.
الغريب أيضاً أن رسائل جهيمان كانت تتناول أحاديث نبوية ممايخص المغيبات والملاحم والفتن التي ستعرض لأمة الإسلام آخر الزمان، والمدهش أن جهيمان الذي كان يؤكد على اتباع السلف وأئمة الحديث، كان له تفسيراته الخاصة التي لم يسبق إليها لعدد من الأحاديث، ومنها أحاديث المهدي، فقد كان هناك توطئة وتمهيد وتبشير لمهديه الذي قتل في الحرم (محمد بن عبدالله القحطاني) وهذا يعود إلى نزعة استقلالية بفهم نصوص الشريعة من مصادرها من غير التقيد بفهوم السلف الأوائل.
أُذكِّر القارئ أنني أتحدث هنا عن ألوان طيف الإسلاميين في السعودية، وهم السلفية الجديدة/ الوهابية الألبانية، وأهل الحديث /جهيمان ، والسلفية الجهادية /الخضير والفهد ، والصحويون(الأخوان المسلمون السعوديون)/العودة والحوالي وهم الذين كانوا يستأثرون بحصة الأسد من الإسلاميين والشارع في السعودية، وسلفية المدينة/الجامية، وأما جماعة التبليغ فنزعتها الديوبندية لاتشفع لها ضمن هذا التصنيف لألوان طيف الإسلام السلفي في السعودية .
من الأمانة الإشارة إلى أن الفكر التكفيري، لم يكن ينظر إلى قيادات الصحوة والمنتمين إليها بعين الرضا، لأسباب كثيرة تتعلق بتفاصيل ليس هذا مجال ذكرها، أهمها أن قيادات الصحوة والمنتمين إليها متغلغلون في وظائف الحكومة، خلاف مايجب عليهم-حسب رؤيةالتكفيرين- من إعلان البراءة والمفاصلة القائمة على اعتزال وظائفها، ومنها حضور طروحات منظري الأخوان المسلمين في الخطاب الصحوي.
شكلت حرب الخليج الثانية منعطفاً هاماً في تطور مراحل هذا الفكر، وإعادة ترتيب تحالفاته، كما أنها أعادت تشكيل الظاهرة الإسلامية في السعودية بعامة، حيث تم تطعيمها بأفكار أكثر جذرية وراديكالية، وحدث ماهو أشبه بتبادل المقاعد بين تلك الألوان، كما أن الملمس اللين لحركيي الصحوة وقياداتها التاريخية، تكشف عن وجه أكثر شراسة حينما أفتوا في محاضراتهم بتكفير اللواتي قمن بمظاهرة قيادة السيارات إبان حرب الخليج الثانية، وبوصفهم لمن أيدوهن أو تعاطفوا معهن بأنهم علمانيون مارقون، إلى موقفهم من مشاغبات غازي القصيبي وتكفيرهم له، كما أن موقفهم الرافض لتواجد القوات الأمريكية، وضع شرعية الحكومة السعودية تحت النقاش، الأمر الذي أكسبهم شعبية مضاعفة، وجماهيرية مكتسحة، ساعدت على إضعاف مصداقية مشايخ المؤسسة الدينية التقليدية(ابن باز وابن عثيمين) لموقفهم المؤيد للحكومة فيما يخص تواجد القوات الأجنبية في الخليج والسعودية لتحرير الكويت.
حرب الخليج الثانية وذيولها وتداعياتها على الظاهرة الإسلامية في السعودية، تمخضت عن ولادة ما عرف حينها بـ(سلفية المدينة) أو"الجامية" نسبة إلى د.محمد أمان الجامي أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهو تيار كانت ولادته استجابة للتحدي الذي فرضته الشعبية المكتسحة للعودة والحوالي. بدأ هذا اللون الجديد بالتشكل قبلها بثلاث سنوات تقريباً، وحظي برعاية أجهزة الأمن الحكومية، ولظروف ولادته ومسوغاتها، كان من المهم حضور فتاوى الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وعلماء المؤسسة الدينية الرسمية في طروحاته.
انطبع هذا التوجه بتقليعات غلاة (الألبانيين) و(الوادعيين) وقد ارتكزت أفكاره على شيئين: الولاء المطلق للحكومة السعودية وولاة أمرها، والثاني: تبديع وتضليل سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهما من قيادات الصحوة، وتكفير سيد قطب الذي يعتبرونه أبو الجماعات التكفيرية، ومؤسس (القطبية) التكفيرية، ويتزعم هذا التيار اليوم د. ربيع بن هادي المدخلي أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.لاحقاً تحول اسم مدرسة (سيدقطب)الابتدائية ببريدة-والتي كانت تسميتها في السبعينات الميلادية سبباً في معارضة بعض المشايخ- إلى (مدرسة سليمان الشلاش) الابتدائية.
الملفت للانتباه أن أكثر الذين اعتنقوا أفكار هذا التوجه هم من الوافدين والمقيمين في السعودية، ومن منطقة جازان، وبعض أطراف المنطقة الشمالية، وكانت قواعده في الكويت والأردن، واليمن.
هذا التوجه خرج من عباءة الألباني، وتغذى من فكره، ولقاءات و حواراته وأشرطة الكاسيت التي سجلت عليها محاضراته، ولكنه كان أكثر مزايدة وتشدداً، لهذا قوبلت تزكية الألباني للحوالي والعودة، وثناؤه عليهما باستياء بالغ، دفع بعضهم إلى الهجوم عليه وتضليله.
سددت (سلفية المدينة) ضربات موجعة لقيادات الصحوة، ولأنها كانت تستخدم سلاح النص، وأقوال السلف العظام، وتلمز خصومها بالتقليل من أهمية التوحيد وسلامة العقيدة، فقد كانت ردة الفعل لدى خصومهم تكثيفاً لدروس العقيدة واهتماماً بالحديث والأثر حفظاً وتدريساً، ولكن افتقاد (سلفية المدينة) للمصداقية، وتقييمها لخصومها عبر مستوى الولاء الذي يدينون به للحكومة والحكام بعامة ؛كان كفيلاًً بالقضاء عليها، فلم ينشب هذا التيار أن انحسر في منتصف التسعينات، ولم يعد له اليوم حضور يذكر.
في زيارتي الأولى إلى حائل عام 1991 كانت أفكار التكفير تعشش في عقول شباب كثر، وقد كانت مدينة حائل لم تزل حديثة عهد بالظاهرة الإسلامية عموماً، ولكن لم يمض أقل من سنتين حتى كان غالبيتهم قد اعتنقوا أفكار (سلفية المدينة).
كما أنه علينا أن نضع في الاعتبار مشاركة آلاف من السعوديين في الجهاد الأفغاني، إبان الاحتلال السوفيتي، حيث مكنهم ذلك من الاختلاط بالجماعات الإسلامية الأخرى التي عرفتها المنطقة العربية، كالجماعة الإسلامية، والجهاد المصريتين، وجماعة التكفير، و(الوقف والتبين) .
وليس سراً أن منشورات هذه الجماعات التي تركز على كفر الحكام والأنظمة العربية، كانت تدخل السعودية ويتم نشرها عبر الأفغان العرب، وقد تمت مصادرة مجموعات كثيرة من هذه المنشورات والكتب من العائدين إلى السعودية في الجمارك والمطارات، وكان كتاب المقدسي(الكواشف الجلية في تكفير الدولة السعودية) واحداً من هذه الكتب.
اهتزاز مصداقية علماء المؤسسة الرسمية بعد حرب الخليج الثانية أثر على أتباعهم وتلاميذهم، فهم وإن كانوا يتمتعون بثقة شعبية عارمة، لدى فئات المجتمع(السني) على اختلاف شرائحهم، إلا أنهم كانوا يوماً بعد يوم يخسرون أنصاراً من الإسلاميين الذين رأوا في القيادات الجديدة بارقة أمل لبعث الأمة إلى سالف مجدها.وتضاعف هذا الانحسار بعد أحداث بريدة التي أعقبها توقيف قيادات الصحوة، حيث قوبل بصمت بعض رموز المؤسسة الدينية، وبخذلان وتوبيخ من آخرين.
الفترة التي كانت تفصل ما بين منتصف التسعينات وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، أحدثت فراغاً هائلاً، ترتب عليه إعادة تشكل خارطة الإسلاميين في السعودية كرة أخرى؛ فسبع سنوات من التغيرات الكبرى العالمية التي ألقت بظلالها على المنطقة، مضافاً إليها التحولات الداخلية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الإنترنت)، أفرزت توجهين اثنين بارزين، أحدهما احتل الصدارة منذ الحادي عشر من سبتمبر-لأسباب يعرفها الجميع- وهو السلفية الجهادية التي انضوى تحت جناحها غالب ألوان الطيف الأخرى وانصهرت في بوتقتها، والثاني بدأ في التخلق -من رحم أكثر التوجهات تطرفاً- منذ منتصف التسعينات، وله الآن حضور يزداد يوماً بعد يوم، وهو مايسمى بالتيار التنويري الإصلاحي، أو من يوصفون محلياً بـ(العقلانيين) الذين يشكلون خطاباً إسلامياً اكثر اعتدالاً وانفتاحاً.
ما أود التأكيد عليه أخيراً أن السلفية الجهادية بحركييها، وكوادرها، والمنظرين لها( الفهد، والخضير) وغيرهما تقوم على فكرة مركزية هي(تكفير الأنظمة والحكام في البلاد الإسلامية) ماعدا حكومة الطالبان، وهذه الفكرة الجوهرية أفصح ابن لادن عنها العام الماضي، وكان أكثر صراحة في ذلك أثناء خطابه الأخير الذي ألقاه في خطبة عيد الأضحى الأخير، وبالتالي فهي لاترى حرمة دماء كل من يمثل هذه الأنظمة، من رؤساء دول، أو وزراء،أو موظفي دولة كبار، أوقيادات عسكرية، أوضباط وأفراد، كما أنها تؤمن أن كل من يواجه إرهابها، أو يقف ضدها أو يعين على ذلك ولو ببلاغ أو تعاطف فهو كافر مرتد عن الإسلام حلال الدم والمال، ولهذا كان الشيخ حمود العقلاء يفتي بمقاومة أجهزة الأمن بالسلاح، وهذه الفتوى اليوم هي المعمول بها، وهذا مايفسر ازدياد حالات إطلاق النار على الأجهزة الأمنية، كما أن لها فهمها الخاص بها تجاه المسلمين الذين يعيشون في أمريكا والدول التي تسير في فلكها، فهم يعتقدون أن كل مسلم مقيم في هذه الدول فهو محارب للإسلام، مادام أنه من دافعي الضرائب.
الغالبية العظمى لاتعرف عن هذا التيار الذي يلقى تعاطفاً واسعاً جداً، إلا شعاره : (إخراج القوات الأمريكية والغربية من المنطقة).هذا هو المعلن، ولكن ماهو أدهى من ذلك أن لهذا التيار الجهادي تفسيره الخاص لنظام الحكم،وله آراء أخرى مخيفة فيما لو تمكن من حكم مجتمع من المجتمعات الإسلامية التي تمنحه التعاطف والتأييد، وتمكن من ترجمة تلك الآراء إلى سياسة مطبقة.حينها سيعلم الجميع أنها أكثر وحشية وظلامية من نظام طالبان الذي كان محتجاً على عدم اعتراف المجتمع الدولي به، وحريصاً على أن يكون عضواً في الأمم المتحدة، في حين أن ابن لادن يرى أن كل ذلك ليس إلا كفراً بواحاً، فهو-حسب رأيه- كان يقيم بين ظهراني حكومة طالبان الكافرة، لأنها كانت تطالب باعتراف المجتمع الدولي بها، ومنحها عضوية الأمم المتحدة!
كنت في مقال سابق نشرته جريدة إيلاف الإليكترونية، قد ذكرت أن لدي قناعة تامة أن الفكر السلفي يحمل في بنيته نزعة تكفيرية، وأنا في استعراضي السابق ركزت على الظاهرة الإسلامية/الإسلاموية في السعودية، وهي على شتى ألوانها ترتكز على قاعدة السلف الصالح، ومرجعية أقوالهم ومواقفهم من الآخر المسلم وغيره، فهذه التشكلات المتطرفة اليوم ليست استثناءً، فقد ولدت كلها من عباءة السلف وقد وقعت أحداث مشابهة لمانراه ونسمعه اليوم من تكفير وإهدار للدم ومطالبة بإقامة حد الرد،على فلان وعلان، من علماء ضد علماء مثلهم لايقلون عنهم تقوى وتديناً وتمسكاً، فكيف بمخالفيهم من أصحاب المذاهب الدينية والطوائف الأخرى. والتاريخ الإسلامي حافل بأمثلة كثيرة جداً.
أنا أشبه علاقة نزعة التكفير ببنية هذ الفكر، بتلك العلاقة التي كانت تربط (سيد الخواتم) بصانعه(ملك الظلام).ألم يقل ذلك الساحر الطيب إن الخاتم يحن إلى صاحبه، ويشتاق إليه، وصاحبه لايقر له قرار حتى يجده؟ كلاهما منجذبان إلى بعضهما.
لهذا كتب أحدهم يوماً :( إن ديناً لا تكفير فيه ليس بدين)!


* إعلان عدم مسؤولية: " صحيح أن الصقر الأحمر مختص بمتابعة الشؤون السياسةالعربية والدولية ، ولكنه يعلن عدم مسؤوليته عن أي أفكار إسلامية بغض النظر عن خلفيتها المذهبية ترد في مداخلاته ، ومثل ما بقولو ((ناقل الكفر ليس بكافر )):9:
10-26-2004, 02:39 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #15
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
مشكلة كاتب المقال ، أنه يرى السعودية بعيون كتابها . الذين بطبيعة الحال يصورونها كما يريدون لما كما هي بالفعل . لأنهم لو فعلوا ، لفقدت الحلول السحرية التي يبشرون بها مبرراتها .
10-28-2004, 08:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اخناتون غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 123
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #16
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
مشكلة باسكال مينوريه، فيما أرى، هي محدودية مصادره، واعتماده الكامل عليها، ‏وثقته المطلقة بها، وأما أنه يجعل ظنه يقيناً ويبني استنتاجاتٍ على هذا اليقين المتوهم؛ فتلك ‏معضلة أخرى عند أخينا مينوريه، تجعلني لا أتعامل مع مقالاته أو كتاباته عن السعودية بجدية.‏
أمرٌ حسنٌ لي أنْ يأتي باحثٌ فرنسي، فيدافع عني وعن بلادي، ويقول للغرب: ليست ‏السعودية هي ما تظنون، وليس السعوديون هم ما تتخيلون، نعم؛ فهناك تمايزات واختلافات ‏بين السعوديين.‏
هذا أمرٌ حسنٌ، لكني لا أرضى أنْ يعطي هذا الباحثُ الغربَ معلوماتٍ غير حقيقية ‏عني.‏
باسكال مينوريه عاش في السعودية فترة من الزمن، فهل فهم السعودية؟ وهل عرف ‏خبايا المجتمع السعودي الفكرية والاجتماعية وقبل ذلك الدينية؟ هل قرأ مصادر الوهابية؟ وهل ‏اطلع على كتب السلفية؟
ليس من حقي أنْ أطالبَ كلَّ باحثٍ يكتبُ بحثاً عن السعودية، أو صحفي يكتبُ ‏مقالة؛ أنْ يطلع على تراث الوهابيين والسلفيين، وما جرى بين الصحويين والحداثيين من ‏معارك وصراعاتٍ، لكني أطالبه، ومن حقي أن أطالبه، أنْ يكون على اطلاع في الموضوع ‏الذي يكتب عنه، ولا يكون كما قيل:‏
[CENTER]فلا تحققْ، ولا تدققْ
وانسُبْ شآماً إلى عراقِ
فأيُّ شيءٍ كأيِّ شيءٍ
بلا اجتماعٍ ولا افتراقِ[/CENTER]

وسأناقش الأستاذ مينوريه في بعض ما جاء في مقالته، وسأبدأ بآخرها:‏
‏1-يذكر مينوريه أن لقب (الوهابية) أطلقَ كإهانة من قبل أخِ المصلح. ويعني بذلك أن لقب ‏‏(الوهابية) أطلقه سليمان بن عبد الوهاب لغرض الإهانة!‏
وهذا الكلام غير صحيح؛ فأولاً: اعتمد مينوريه على كتاب سليمان بن عبد الوهاب المطبوع ‏باسم: "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية": وهذا العنوان ليس من وضع سليمان، ولا ‏يوجد على أي مخطوطة من مخطوطات الكتاب. إذن لا يصح الاستشهاد به، وإنما اشتهر هذا ‏العنوان لأن أول طبعة للكتاب طبعت في الهند سنة 1306هـ كانت تحمل هذا العنوان. ‏والموجود على بعض مخطوطات الكتاب (إلا أنها متأخرة نسبياً، وهو العنوان الذي ذكره ابن ‏حميد صاحب كتاب "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة") هو: "فصل الخطاب في الرد على ‏محمد بن عبد الوهاب". كما أن للكتاب عنواناً آخر وهو: "الرد على من كفر المسلمين ‏بسبب النذر لغير الله". مع أنني أرجح أن سليمانَ لم يسمِّ كتابه، لأنه في الأصل رسالة أرسلها ‏لشخص وليس كتاباً، كما أن أهل نجد في تلك الفترة لم يكونوا يسمون كثيراً من كتبهم.‏
ثانياً: ألَّف سليمان كتابه بين عامي 1165- 1167 هـ، وقد ظهر لقب (الوهابية) قبل ‏ذلك، فقد استعمله الشاعر حميدان الشويعر المتوفى قرابة سنة 1160هـ، حيث يقول:‏
[CENTER]كانك للجنة مشتاقِ
تبغي النعيم بجانبها[/CENTER]
إذا كنت مشتاقاً للجنة، وتريد النعيم بجانبها
[CENTER]اتبعْ ما قال الوهابي
وغيره بالك تقربها[/CENTER]
فاتبع ما يقوله الوهابي، واحذر أن تتبع غيره من المذاهب.‏


ثانياً:لم يكن الوهابيون في ذلك الوقت يعيرون بلقب (الوهابية)، بل كانوا يعيرون بأنهم ‏‏(خوارج)، وهذا ما فعله سليمان بن عبد الوهاب، وهو ما فعله أيضاً الشيخ الوهابي الذي ‏انقلب على وهابيته عثمان بن منصور وألف كتاباً سماه: "تسهيل المعارج إلى معرفة أخبار ‏الخوارج". وقبل ذلك استعمله الشاعر حميدان الشويعر (سابق الذكر) إذ يقول:‏
[CENTER]الدين الدين اللي بيَِن
بين كالشمس القيضية[/CENTER]
الدين بين وواضح كالشمس في وقت الظهيرة.‏
[CENTER]الدين ابعيرٍ خرج اربع
والخامس دين البياضية[/CENTER]
الدين قائم على أربع (يشير إلى المذاهب الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة)، أما ‏المذهب الخامس فهو مذهب الإباضية (=الخوارج)، فهو يتهم الوهابية أنهم خوارج.‏
[CENTER]ماهمن ذيبٍ بالعوج
همي عودٍ في الدرعية‏[/CENTER]
لا أهتم ولا أخشى من ذئب في العوجا (اسم مكان)، بل خوفي من رجلٍ في الدرعية، ويعني ‏محمد بن عبد الوهاب، ويروى عجز البيت: همي ذيبٍ في الدرعية.‏
[CENTER]قوله حق وفعله باطل
وسيوفه كتبٍ مطوية[/CENTER]
البيت واضح.‏
[CENTER]خلى هذا يذبح هذا
وهو نايم في الزولية[/CENTER]
جعل هذا يقتل هذا، وهو آمن في فراشه.‏

كما أود أن أناقش ما كتبه الأستاذ مينوريه عن الشيعة في السعودية، وعن الصوفية، وعن ‏الإصلاحيين. وهي ما سأناقشه برقم (2، 3، 4).‏

ولي عودة.‏

وأشكركم.‏
12-29-2004, 03:26 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اخناتون غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 123
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #17
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
اقتباس: أهم هذه الانقسامات، هي تلك التي تفرق بين السنة والشيعة  الذين يشكلون الغالبية في المنطقة الشرقية البترولية، كما يتواجدون في المنطقة الجنوبية للبلاد.

الشيعة انتقلوا خلال العشرين سنة الأخيرة من معارضة مطلقة للنظام إلى معارضة جدلية تتفاوض مع الدولة.
خلال عشرين سنة، اعترفت الدولة لهذه  الطائفة والتي تشكل  5 إلى 10 بالمائة من مجموع سكان المملكة بحقها في الوجود إن لم يكن حقها بالمساواة، مقابل ولائها التام لــ "الوحدة الوطنية".



عندي بعض الملاحظات على ما ذكره الأستاذ باسكال عن الشيعة في السعودية:

1- كون الشيعة يشكلون الأغلبية من السكان في المنطقة الشرقية؛ هذا الرأي يحتاج إلى بيانات موثقة، وهو ما ليس متوافراً في السعودية؛ فضلاً عن أنْ يتوافر لمينوريه، وهذا الأمر ينطبق على الملاحظة التالية:

2- أن الشيعة يشكلون 5- 10% من سكان السعودية، لا أدري على أي إحصائية اعتمد مينوريه، ونسبة الشيعة في السعودية غير معروفة على وجه الدقة حتى الآن، فالسلفيون يزعمون أن الشيعة نسبتهم 5%، والشيعة يزعمون أن نسبتهم تصل إلى 30%، وليست المسألة بالتمنى، ولكنها خاضعة للإحصاءات، وهو ما ليس متوافراً حتى الآن.

3- كون الشيعة يوجدون في المنطقة الجنوبية، فهنا ملاحظتان: الأولى منهما: أن الكاتب أهمل مكاناً مهماً لوجود الشيعة ومركزاً من مراكز تجمعهم وهو: المدينة المنورة، والشيعة هناك يعرفون بالنخالوة، نسبة إلى اشتغالهم في النخل. أما الملاحظة الثانية: فقد خلط الكاتب بين فرقتين شيعيتين؛ هما: الإمامية الإثني عشرية، وهي الموجودة في المنطقة الشرقية وفي المدينة، وبين الإسماعيلية وهي الموجودة في المنطقة الجنوبية، وبالتحديد في منطقة نجران.
ولا يمكن اعتبار هاتين الفرقتين فرقة واحدة، لا من الناحية العقدية، ولا من الناحية السياسية حيث أن تعامل الحكومة السعودية مع الإسماعيلية يختلف عن تعاملها مع الإمامية، ويكفي أن نذكر أن الإسماعيلية مسموح لهم بالإنخراط في قوات الجيش والأمن، لا سيما الحرس الوطني، وأن أحد أقرب مستشاري الملك وهو علي بن مسلم هو إسماعيلي المذهب، ولا أيضاً من الناحية الاجتماعية حيث أن الإمامية في المنطقة الشرقية والمدينة هم من الحاضرة سكان المدن، أما الإسماعيلية فهم في الأصل من البادية.

3- بالنسبة لزعم مينوريه بانتقال الشيعة خلال 20 سنة من المعارضة المطلقة للنظام السعودية إلى المعارضة الجدلية التي تعترف بالنظام؛ فهذا الكلام فيه نقص شديد، فمينوريه ينطبق كلامه على شريحة صغيرة من الشيعة وهي التنظيم الذي كان موجوداً تحت اسم: "منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية"، والمنتمون إليها يعرفون باسم: "الشيرازيين"، لأنهم كانوا من مقلدي المرجع الشيعي محمد الشيرازي.
لكن هناك تنظيم: "حزب الله في الحجاز"، وأيضاً تيار "السائرون على نهج الإمام" فهؤلاء لم يتعترفوا بالنظام ولم يلقوا السلاح (المتهم بتفجير الخبر عام 1996م هو حزب الله في الحجاز)، ومواقفهم تابعة لموقف إيران من السعودية وعلاقتها بها.
وهناك أيضاً التقليديون؛ وهؤلاء (في الغالب) لم يكونوا من المعارضين للنظام معارضة مطلقة، نعم كانت لهم مطالبهم لكن في حدود الاعتراف بالنظام.

4- أما اعتراف الحكومة السعودية للشيعة بحقهم في الوجود؛ فهذا أمر أساس، وهناك اتفاقات بين الشيعة والحكومة السعودية، لكن هذا لا ينفي أن الشيعة تعرضوا (ولا يزالون) لاضطهادات وتمييزات، تزيد أحياناً بسبب ضغط المتدينين من الوهابية على الحكومة السعودية. وبلغت أشدها أيام الحرب العراقية- الإيرانية.

5- زعم مينوريه، في لحظة مبالغة بالطبع، أن الحكومة السعودية اعترفت بحق الشيعة في الوجود إن لم يكن حقهم في المساواة مقابل التزامهم بالوحدة الوطنية؛ وهذا غير صحيح أبداً؛ فالشيعة أبعد ما يكونوا عن أن يكونوا في مرتبة يتساوون فيها مع المواطنين الآخرين، فضلاً عن أصحاب الامتيازات، وعن أن ينالوا حقوقهم كاملة. نعم؛ حصل الشيعة على بعض حقوقهم، كما حصل بعض الإنفراج في "المسألة الشيعية"، لكننا لا نزال في أول الطريق.

01-04-2005, 02:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اخناتون غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 123
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #18
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
اقتباس: الانقسام الثاني الهام، هو ذاك الذي يميّز بين السنة أنفسهم ، الوهابيين في نجد عن الشافعيين و المالكيين و الحنفيين في الحجاز – هذا عدا عن المجموعات الصوفية، الموجودة حتى في المنطقة الوسطى (نجد).
ذلك أنه و رغم "الهيمنة" الدينية التي استتبعت الاجتياح المعاصر للسعودية الحالية من قبل جيوش نجد، فإنها لم تلغِ الفروق المحلية من ناحية الاعتقادات .


ملاحظاتي على هذا المقطع أقل من الملاحظات الأخرى، فمثلاً:

1- الوهابية ليست معارضة للمذاهب الققهية (أحناف، ومالكية، وشافعية) كما أنها ليست متماهية مع الحنبلية، فهناك وهابية مالكية وشافعية وحنفية، كما أن هناك حنابلة ليسوا وهابية. لذا فالصحيح أن يوضع: الصوفية، والأشاعرة، والماتوريدية في مقابلة الوهابية.

2- أهمل الكاتب الصوفية والأشاعرة (وهم أيضاً مالكية وشافعية وحنفية) الموجودين في منطقة الأحساء (في المنطقة الشرقية).

3- لا توجد "مجموعات" صوفية في نجد، هناك أفراد صوفيون فقط.
01-04-2005, 02:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #19
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
عزيزي أخناتون (f)

ردود رائعة و"معدلة" كما نقول عنا بالشام.

سأتصل غداً ببسكال ليتابع الموضوع وردودك بالموضوع فهو مشغول جداً هذه الأيام كما فهمت منه. ولكن من المفترض أن يتفرغ قريباً لهذا الشأن العظيم.

محبتي لك (f)
01-04-2005, 06:12 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قنديل غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 7
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #20
شجرة الوهابية و غابة التعددية الدينية / بَسكال مينوريه
أضيف على ماقاله الأخ اخناتون، أن الحجاز لطابعه المدني لم تكن تأخذ فيه التعددية المذهبية الفقهية شكلاً طائفياً البتّة. عدى شكل القضاء والعوائل التي اشتغلت بالعلم والتدريس والامامة بالحرمين، كان أغلب أهالي مدن الحجاز السنجوقي الرئيسية ( مكة وجدة والمدينة ثم الطائف ) ينخرطون في أعمال التجارة والمهن، ما أدى الى أن تأخذ الطوائف شكلاً تجارياً ومهنياً بحتاً ( كطائفة المطوفيين في مكة ، والأدلاء في المدينة ، والزمازمة، والجوهرجية، والصاغة، وطائفة التجار في جدة والتي كان يطلق عليها لفظ "بيوتات"، الخ ..)، حتى أن أغلب الانثروبولوجيين الذين زاروا مكة في الحقبة مابين القرنين التاسع عشر والعشرون كالمستشرق الهولندي سنوك هورخرونية، قد انتهوا الى أن أهل مكة لايغلب عليهم طابع التدين، أو كما دوّن حرفياً الظابط الروسي عبدالعزيز دولتشين في رحلته السريّة الى مكة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. الحجاز الهاشمي كشف عن مظاهر مدنيّة بحتة من برلمان مدني وصحافة -وان كانت غير حرّة- ومجالس بلدية ونقابات لطوائف المهن ( تم تعطيل أغلبها في العهد السعودي). اذ يخطأ كثيراً من يحصر تعددية الحجاز في احتوائها للمذاهب الفقهية الخمسة (الموالك، والشوافع، والأحناف، والحنابلة، ومذهب الامام جعفر الصادق بالمدينة المنورة أو "النخليين" )، أو في مذاهب عقائدية كالصوفية المذهب الأكبر شيوعاً من الناحية العقائدية في الحجاز، أو السلفية والتي مثلها في الحجاز نفر من آل خوقير في مكة، ونفر من آل نصيف أعيان جدة، وغيرهم. فالحجاز احتوى فريقاً مدنياً ليبرالياً، تجده مفقوداً في كتابات المؤرخين والباحثين المعاصرين، أعده أنا شخصياً كتيار الأغلبية في الحجاز، وهي أغلبية لها امتدادها الفكري والثقافي والطبقي. وقد تمثل هذا المنحى المدني، في حزبٍ سياسيٍ هو الوحيد في الحجاز الهاشمي، أو "الحزب الحجازي الليبرالي"، الذي عزل فعليًاً الملك حسين الى قبرص، ودعى الى قيام مؤتمر اسلامي دستوري يحكم الحجاز، وقد مثله في ذلك الوقت ( 24 أكتوبر 1924) عدد من الزعامات الحجازية الحضرية والمدنية مثل الشيخ محمد الطويل الذي عيّن رئيساً للحزب، والسيّد محمد طاهر الدباغ، الشخصية المثقفة والتي عملت فيما بعد في الدولة السعودية كوزير للتعليم، وقد كان سكرتير الحزب، كما حمل في عضويته كل من قاسم زينل خازنا (شقيق مؤسس النهضة العلمية في الحجاز مؤسس مدارس الفلاح النظامية الحاج محمد زينل علي رضا، وهو -أي قاسم- الشخصية الثورية التي أفادت من الهند كثيراً ومثلت المرجع الأساسي لكتاب "خواطر مصرحة" لؤلفه محمد حسن عواد، أولى ارهاصات النهضة الفكرية بالجزيرة العربية ( صدر الكتاب عام 1926 )، وكان هناك عبدالله علي رضا( التاجر الكبير وقائمقام الشريف في جدة)، والسيّد صالح شطا، عبدالرؤوف الصبان، الشريف شرف بن راجح ( وهو أحد زعامات الأشراف البدو)، سليمان قابل ( كبير تجار جدة)، محمد نصيف، محمد صالح نصيف، محمود شلهوب ( وهو موظف عثماني سوري)، والشيخ ماجد كردي. هذا النمط المدني يستمر الى الآن في الحجاز، وفق قاعدة صلبة، ويتمثل تحديداً في العوائل الحضرية في الحجاز، والتي يقارب عدد المنتمين اليها المليونين نسمة، الى أن ماينقصه غياب أي زعامات متفق عليها، وهو أمر ينطوي على كافة الفئات الحضرية في المناطق الأخرى.

أما شكل القضاء في الحجاز والذي كان حضرياً تمثلت فيه جلّ المذاهب، فهو انعكاس بدوره للثراء المذهبي الذي كان يحفل به الحجاز على شكلٍ موازٍ. فالقضاء في مكة كان يقوده عام 1344هـ قاضي مكة السيد محمد أبو حسين "حنفي"، وينوبه قاضي مكة السيد عباس مالكي الحسني "مالكي"، والشيخ أحمد ناضرين "شافعي"، والشيخ حسين عبد الغني "حنبلي" . وحتى بعد أن أمر الملك عبدالعزيز بتوحيد مذهب الدولة -بما فيها الحجاز- على المذهب الحنبلي بعد سنة من ذلك التاريخ، حضر أكثر من قاض حجازي بمذهبية مختلفة في مناصب قضائية، قبل أن يتم القضاء على تلك التعددية رسمياً منذ مايقارب العشرين عاماً (اليوم ومن أصل 16 قاض بمحكمة مكة الكبرى، لايوجد إلا قاضٍ واحد مكّي وهو الشيخ أمين مرداد، وهو على المذهب الحنفي). إلا أن دمج القضاء بذلك الأمر الحكومي لم يعني اختفاء المندمجين، فأفراد وبيوتات كثر في الحجاز لازالت تأخذ على عاتقها تدريس المناهج الفقهية المختلفة، لعل أشهرها درس آل السيّد الراحل محمد علوي مالكي بقيادة ابنه أحمد، ورهط من طلاب ومجايلي أبيه الكبار في مكة لتدريس الفقه المالكي، أيضاً يبرز من هؤلاء الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان، وهو عضو هيئة كبار العلماء والخبير في قضايا الاقتصاد الاسلامي، وأخيه الدكتور عبدالحميد أبوسليمان، أيضاً هناك مجلس الروحة للسادة آل فدعق، لتدريس المذهب الشافعي، وغيرهم.

إلاّ أن مايميز هذه المدارس والمذاهب والمنتمين اليها هو ابتعاد أفرادها عن الاقتصار على المظاهر اللاهوتية، ربما يكون لتهميش الدولة لهم دور في ذلك، إلا أن الأكيد أن تداخل الخلفية المدنية مع الطبيعة الدينية ترجيح لذلك. حتى أعرض تيار ديني أصيل في الحجاز اليوم، هو كما أسلفت التيار الصوفي، تتحقق فيه هذه المعادلة وان بتباين. فالتيار الصوفي والذي يكاد يجمع اليوم أغلب البنية المذهبية الفقهية في الحجاز (آل مالكي، آل فدعق، والمرتبطين بهم)، الى جانب بعض شيوخ الطرق المنتشرة عالمياً( مثل الشيخ أجواد الفاسي عميد الطريقة الفاسية الشاذلية)، يجمع الى جانبهم منتمين بمرجعيات حضرية، علمية أو ليبرالية. لعل أشهرهم معالي الشيخ أحمد زكي يماني، وزير البترول السابق، والشيخ محمد عبده يماني، وزير الاعلام السابق، والدكتور سامي عنقاوي، المعماري المعروف، والتاجر المكّي صالح كامل، وعدد عريض من ذات الشريحة.

ما أود أن أقوله أن التعددية الثرية في الحجاز تنطوي على عنصر مدني أيضاً ، وهذا الأخير يصار الى قمعه، تارةً بشكل مباشر، وتارةً بشكل غير مباشر.

قنديل.
01-04-2005, 07:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question كوارث العرب شجرة اصلها خميني.................؟؟؟!!!!!!!!!!!!! زحل بن شمسين 0 339 09-06-2014, 11:51 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار فارس اللواء 0 572 08-31-2013, 07:31 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الوهابية والشيعة، وأشياء أخرى خالد 6 1,281 02-14-2013, 04:19 PM
آخر رد: Sheshonq
  الوهابية السعودية والإسلام الشامي (1) Rfik_kamel 0 942 01-28-2013, 01:40 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  "الذهنية الدينية" وتقييد الحريات ... العلماني 2 829 06-20-2012, 02:53 PM
آخر رد: العلماني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS