تحياتي عزيزي اسماعيل ..
بداية هون عليك وهي وردة شمها وروق(f) ..
حديثك عن ( السباعي سابق عصره !! ) مفهوم .. فالجماعة اساسا تعيش على تقديس الرجال وعدم الاستعداد حتى لمناقشة مواقفهم أو تخطئتهم، وتعبير (البيعة الأبدية) لم اخترعه من عندي يا عزيزي، بل نقلته بالحرف من كلام كاتب سيرة السباعي باعتباره واقع عاشته الجماعة مع قائدها، وتعرف حضرتك بلا أدنى شك أن عقلية البيعة الأبدية مترسخة في فكر الاخوان، وسقت لك تاريخ مرشدي الجماعة الأم الذين كانت بيعتهم أبدية منذ تأسيس الجماعة وحتى اليوم بما ينفي ما تزعمه من ارتباط فكرة البيعة الابدية ببدايات الحركة الاخوانية وعقلية الجماعة الاسلامية الناشئة .. فلا ادري أين خلط الاوارق الذي تتحدث عنه ؟؟ ..
النقطة المحورية هي : هل يختلف النظام العربي ( أي نظام ) عن معارضته في عقلية البيعة الأبدية تلك ؟؟ .. وهل قدم الاخوان خصوصا درسا في هذا المجال ؟؟ أم أن البيانوني اختار أن يعيد ذات السيناريو العربي التقليدي ولكن بصيغة يمنية - مصرية ( الزعيم يزهد الكرسي ولكن الكوادر تبوس الايادي كي يعود !! ) ..
عزيزي ارجو الا تحد عن السؤال وتجيبنا بكل صراحة : نحن أمام واقعتين متشابهتين تماما : البيانوني في مقابل عبد الناصر وعلي عبد الله صالح .. فهل لك أن تشرح لنا الفارق الحقيقي والواقعي بين العقليتين والاسلوبين ؟؟ هل الفارق الوحيد هو ان اختيار البيانوني له ما يبرره ؟! هل المبرر هو الفرق ؟....
اذا كان جبابرة العالم العربي ( عفوا : حافظ وبشار وصحبه كونك تعترض على عدم التسمية وتراه ربما دليلا بيّنا على الزحفطة !!! ) سيرشحون أنفسهم لبيعات متتالية واحدة تلو الاخرى، وزعماء المعارضة سيشاكلونهم بذات الطريقة .. فما الفارق الحقيقي بينهم ؟ ..
أما عن المبررات المطولة التي عرضتها لتفسير البيعة الثالثة للبيانوني فسبق وقلت لك : التبرير لا يشكل فارقا .. فمن يعيش عقلية البيعة الأبدية للزعيم الملهم لن يعدم التبرير، ولن اناقشك في تبريرك الطريف لتجديد البيعة !! تلك ( لا يوجد غير البيانوني من يتمتع بحق اللجوء السياسي !! ) مع التذكير بوجود تفسير اخواني ثان لذات الأمر تجده هنا:
http://www.thisissyria.net/2006/08/26/articles/03.html
وصدقني كما قلت لك : لستَ مضطرا للتبرير يا عزيزي، اذ ليست القضية هي تفسير ما حدث، فمن يريد أن يمارس هذا الاسلوب العربي التليد لن يعدم التبرير .. وما اسهله !! .. واذا كان من السهل على حزب أن يجد التبريرات لمثل هذا المسلك فهل سيصعب على النظام ايجاد مثل هذا المبرر ؟؟؟ ..
القضية الحقيقية هي : هل تختلف قوى المعارضة عن النظام ؟؟ كيف ؟؟ ( شرحت وجهة نظري حول هذه النقطة باستفاضة في تعقيبي على العزيز حسان فراجعها ان شئت ) ..
دعني هنا اتوقف عند عبارة لطيفة منك دفعتني الى الابتسام .. ولكن بمرارة !! :
اقتباس: والله للأسف فأنا لا علم لي بذلك!!
وما تكلمت عن الزحفطة يوما إلا ووضعتك نصب عيني وفي المقدمة!
غير أنك من أصحاب الأساليب الناعمة، بينما غيرك يتزحفط بطريقة غبية
يعني بالآخر هناك زحافطنة من عينة أيمن عبد النور ورياض نعسان آغا ويحيى العريضي وأحمد الحاج علي ومحمد حبش يحاولون أن يلبسوا زحفطتهم بقالب موضوعي
وهناك زحافطنة من عينة عماد فوزي الشعيبي أو فيصل كلثوم أو إلياس مراد أو وئام وهاب أو ميخائيل عوض، يجمعون بين الزحفطة والمجاهرة، فهم ممجوجون يسيؤون للنظام ولا يحسنون، ومن هنا فزحفطة ذوي الأساليب الناعمة أشد بأسا وأخلص (نفاقا!!)
طبعا لا جديد في كلامك هذا .. رغم مداخلات كثيرة ومتكررة من الواضح انها ذهبت ادراج الرياح !!! اذكرك ببضعها فقط :
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...54592#pid354592
وهذه :
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...54603#pid354603
ومن المفارقات الطريفة هنا أن العزيز اسماعيل اراد ان يكحلها فعماها وعورها ولعن ابوها !! .. فهو وفي معرض شرح ما يراه تمايزا جذريا بين خطاب النظام الرافض للآخر وخطاب المعارضة المشبع حتى الثمالة بقبول الآخر !!! أكد بعفوية مطلقة التطابق الكامل بينهما في النظرة الى الآخر المختلف !! :
شهاب ينقد خطاب معارضة الخارج !!؟؟ اذن هو زحفطون .. مخابرات .. قرداحي عفن !! كاتب مأجور للمخابرات والنظام .. منافق !!! من جماعة : بالروح بالدم نفديك يا بشار ..الخ ..
عزيزي .. اليس هذا هو عين خطاب نظام البعث ( بل قل خطاب كل نظام عربي ) في تقييم المخالف لهوى السلطة ؟ : انت تعارضنا !!؟؟ اذن انت عميل خائن مرتزق مأجور ! الخ .. بصدق شديد اجبني : ما الفرق بينكما اذن ؟؟ وهل سنتوقع منكم بديلا أفضل من نظام البعث ؟ ..
الا توافقني يا عزيزي أنك بالفعل قدمت حجة جديدة تدعم كلامي من انعدام الفوارق الحقيقية بين النظام والمعارضة من حيث عقلية رفض الآخر .. بل ارهابه وقمعه معنويا أو ماديا حسب توافر الامكانات !؟ .. وانكم اذا وصلتم الى كرسي الحكم فلن تختلفوا قيد انملة عن النظام الجاثم على صدورنا اليوم ؟؟ ( ذات الخطاب التخويني لمن يختلف معي ، تقديس القائد المهلم السابق لعصره !! .. بيعة أبدية على طريقة : أنا مللت الكرسي ولكن شعبي باس طيـــ .... حتى اعود ! ) ..
وكالعادة .. ذات الاسطوانة المملة : أنتم زحفطونيون منافقون وعملاء مخابراتية تدافعون عن النظام !!! بل وتهتفون بالروح بالدم نفديك يا بشار ونعم الى الأبد !!!!!!!!!! ... ولا جديد ! ..
(وأنتم كلما أعياكم الدفاع عن أنظمتكم التي تطبلون لها، بعد أن أزكمت روائح نتنها الأنوف، تخلطون الأوراق بأنه ما حدا أحسن من حدا، لا فرق بين نظام ومعارضة!!)
عبارة تتكرار عشرات المرات في كل مداخلات العزيز اسماعيل بشكل ممل بالفعل ! ويشهرها بوجه كل من يختلف مع الطرح الاخواني !! والحقيقة لم افهم أين ومتى وكيف وجدت لي كلمة واحدة فقط تدخل في باب التطبيل والتزمير للنظام !! والتهليل له والتبشير به وتدبيج قصائد المديح له على طريقة بالروح بالدم ونعم الى الأبد !؟؟ هل وجدت لي كلاما صريحا بذلك ؟؟ أم ان اتهامك لي مبني على الاستنتاج والحدس والتوسم والاستنباط ولي عنق الكلام وتقويلي ما لم اقله ؟؟ أي بطريقة مخابراتنا العتيدة في تطابق جديد بينكم وبين النظام !! .. واذا جاز ان نحاكم الناس وفق هذه الطريقة المخابراتية في تأويل الكلا م والاستنتاج منه فما ايسر ان نتهمكم ( معارضة الخارج ) بالعمالة لاسرائيل لمجرد أن افكاركم تتقاطع بشكل مذهل مع الخطاب الامريكي الاسرائيلي، بل ان موقع وزارة الخارجية الاسرائيلي نشر منذ مدة مقالا لكاتب اخواني سوري باعتباره يعبر عن خطاب متوافق مع الخطاب الرسمي الاسرائيلي !! ..
صدقني لو كنت افكر بعقليتك التخوينية تلك لجاز لي أن اقول ذلك، وما ايسر اكتشاف ادلة خيانة المعارضة وفق منطقكم الخنفشاري هذا .. ولكني انظر لك على انك سوري مخلص في سوريتك ووطنيتك، وكل ما في الأمر اني اختلف معك، ولكن اختلافي معك لا يجيز لي ممارسة ثقافة الارهاب الايديولوجي الشعبي التي تتقنها بجدارة : أنت خائن .. مخابرات .. مرتزق .. مأجور .. مكولك .. الخ ...
لا اخفي سرا أني لا أثق بمعارضة الخارج، فهذه المعارضة فقدت مصداقيتها عندما اصبحت صورة مستنسخة عن النظام الذي يفترض أنها تعارضه، من الواضح أن معارضتها له لفظية فقط، اما عن المضمون فهو واحد، وصديقنا اسماعيل نموذج صارخ على ما اقول، فهو تعبير عن تلك العقلية الاقصائية القعمية التي ترفض الآخر وتخوّن كل من يختلف معه لمجرد الاختلاف، ومتابعة بسيطة للغة التي يستخدمها كافية لاكتشاف ذلك، فهو مسكون بهاجس الشك المرضي بكل من لم يكن اخوانيا أو حتى مختلفا بالنظرة معه ! وصك البراءة عنده هو : المزايدة بشتم النظام !! أما من يتكلم بلغة مختلفة عن لغة السب والشتم وتوزيع تهم الزحفطة والخيانة للآخرين فهو حتما خائن وعميل ومنافق ومخابرات وبعثي .. الخ .. بهذه العقلية وهذه اللغة يقدم هؤلاء أنفسهم كبديل عن النظام القائم ! .. هل حقا أنتم مختلفون ؟! يا سيدي أنا لا اريد أن اهرب من تحت الدلف لتحت المزراب ..
هؤلاء محكمون بعقلية الخوف المرضي من الآخر المختلف، ولا يعترفون بقيمة الاختلاف وثقافة التعددية الفكرية ! وهي ذات العقلية التي تحكم النظام السوري اليوم ( بل النظام العربي ) فاذا سمعوا من ينتقدهم ويرفضهم سارعوا الى القول بخفة : هؤلاء مخابرات وكتيبة تقارير مفرغون للكتابة والتعليق !! بل والمضحك المبكي أن نجد معارضة الخارج يتراشقون الاتهامات فيما بينهم بالعمالة والخيانة في مشهد سريالي عجيب !! ولعل ما رافق انسحابات بعض الاحزاب من جبهة البيانوني – خدام شاهد حي على ذلك !! فقد اصبح هؤلاء المنسحبون وبلمح البرق : عملاء للنظام !!! .. فهل المطلوب أن يكون الشعب تيار واحد احد فرد صمد يسير في ركاب صناديد المعارضة وراء البحار لا نقد فيه للمعارضة!! وهل المعارضة نفسها مقدسة لا تقبل التشكيك او النقد أو المراجعة !؟ أليس هذا هو منطق النظام الذي يعتبر المعارضة خيانة، والمعارض عميل مدسوس من اعداء الثورة والشعب، والشعب سيل هادر وراء الزعيم محكوم بثقافة القطيع ؟ ..
والسؤال الهام هنا : هل كلامي هذا يعني أني مخابرات وعميل للنظام ادافع عن بشار واهتف له بحرقة : نعم الى الأبد !!!!!!!!!! .. وفق منطق أمثال اسماعيل الذين يجعلون من انفسهم أوصياء على الوطنية وخدام الحقيقة السورية: نعم !!! .. ولكن بما أن لي لسان اتكلم به واعبر من خلاله عن افكاري فاقول : فليذهب بشار وربعه، واسماعيل وصبحه الى الحجيم !! فلا بشار هو الحرية ولا هؤلاء الاشاوس وراء البحار هم الأمل ! .. نحن يا عزيزي اسماعيل – من نعيش على الارض السورية – ضحايا قهرين وقمعين وارهابين : قمع السلطة .. وقمع معارضة الخارج ! .. وبالنسبة لي لا يختلف قمع السلطة المدجج بقوة السلاح عن قمع الغاء الوطنية واعدام الشرف ومسح الاعتبار الشخصي بتهم تلاقى ببساطة وسرعة مذهلة بالارتزاق والنفاق والعمالة للنظام ! ..
اقتباس:المسلك الخنفشاري هو أن تغمض عينيك عمن حرمنا من مواطنيتنا وحقوقنا الأساسية، لينصب من نفسه وصيا على الدولة والمجتمع، ويرث الحكم من بعد أبيه بتصفيق حاد من لدنكم، وإشادات خنفشارية بإنجازاته ووطنيته
هل وجدتني حقا اغمض عيني عمن حرمك من مواطنتك وحقوقك ؟؟ .. أين ذلك ؟؟؟ .. هلاّ ذكرت لي مثالا واحدا لكلام لي فيه مباركة لاقصائكم وحرمانكم من حقوقكم ؟؟ أم ترى أن القضية قول أي كلام والسلام !؟..
لطالما كتبت في هذا المنتدى وغيره معبرا عن رفضي المطلق والكامل لاقصاء كل من يختلف مع نظام البعث ( اسلاميا كان ام علماني، اخواني كان ام غير اخواني ) ولطالما أكدت ان الديمقراطية العلمانية كما اؤمن بها لا تتحق الا باستجماع شتى الوان الطيف السياسي وعلى رأسها الطيف الاسلامي، ، ولطالما دافعت عن حق الاسلاميين بالوجود والعمل السياسي في اكثر من مشاركة، بل ازيدك في الشعر بيتا : شاركت في حملة التوقيع على الغاء القانون 49 في موقع الاخوان باسمي الحقيقي لا اسمي المستعار، ومن قلب دمشق لا من خارجها كمن يستأسد علينا من الخارج !!.. فعن أي دفاع عن النظام تتحدث ؟؟ ..
يا سيدي اذا كنت تتباكى على الموضوعية وتتهمني بخلط الاوراق فهل لك أن تبين لي اين وجدتني اهتف لبشار واصفق له تصفيقا حادا على حد تعبيرك مباركا بيعته الوراثية !؟ هل حقا وجدتني اقوم بذلك ؟؟؟؟؟؟؟.. أم تراها ذات الاسطوانة الازلية عند معارضة الخارج : انت تختلف معنا وتنقدنا ! اذن انت دون ادنى شك تدافع عن بشار وتهتف له ! ..
لست مضطرا للحديث عن نفسي، ولكني يا سيدي الفاضل احب ان افشي لك بمعلومة قد لا تهمك ولا تهم القارىء، اجبرت على ذكرها لمن ينصب من نفسه قيما على وطنية الآخرين وحكما على سوريتهم !!! : مرت عليّ دورتان انتخابيتان مما يسمى بانتخاب تجديد البيعة الرئاسية لحافظ الاسد !! ، وكنت دائما اشارك بشكل سلبي : بمعنى أني كنت اكتب في ورقة الاقتراع : لا ... وفي انتخاب بشار شاركت بذات الكلمة ايضا .. ودفعت الثمن .. وقبلت بذلك ! ( وأنا بالمناسبة ممنوع من تولي أية وظيفة حكومية لأني محروم من الموافقة الأمنية ! شرط التوظيف الاساسي).. لا اقول هذا الكلام تبرئة لنفسي من تهمة ( الزحفطة والقردحة والمخابراتية والنفاق ! ) فصدقني أنا لا آبه لكل هذا الكلام، ولا اقيم وزنا لهذه التهم السخيفة والتي لا تثير عندي الا السخرية المرة !!!!! ولا يهمني اصلا ان صدقت كلامي أم لا، فقد وجدتك أكثر من مرة تقرر أني كاذب في كل ما اقوله عن نفسي !! ، ولكن أقول هذا الكلام فقط لاظهر للقارئ نموذجا حيا على العقل السياسي العربي الذي يفكر بمنطق بوش : من لم يكن معي فهو حتما عدوي ! ..
ان نظام الاسد الأب والابن نظام فاسد.. قهري .. استبدادي، ولكن هذا لا يمنعني من تلمس ايجابيات في الواقع السوري اليومي المعاش، ولن يفسد نقاء البياض ان يظهر على خلفية سوداء .. وهذا أمر طبيعي، لأن السياسة لا تبنى على لونين فقط، فعالم السياسة مزيج من تدرجات الابيض والاسود .. وطريقتي هي استثمار الايجابيات والمحافظة عليها، بل والدفاع عنها، والعمل على تغيير السلبيات، واجراء موازنات مستمرة ويومية بين أهون الشرين وأخف الضررين، وتحديد الاولويات .. وفق السبل المتاحة أمامي .. ادرك يقينا أن العمل بطيء جدا، ولكني على الأقل أعمل وفق طاقتي ولا اكتفي باصدار البيانات والفاكسات والمشاريع الورقية، أو لعن الواقع من وراء الانترنت ! أو ترقب التغيير القادم على ظهر الدبابة الامريكية !!...
نحن – من نعيش المعاناة على التراب السوري - نحاول التغيير بكل وسيلة متاحة مهما كانت بسيطة : بالموقف .. بالمقال .. بالندوات.. بتبادل الافكار وصقل التجارب وانضاج الرؤية من خلال الحوار .. بالتعود الفكري والانساني على قبول الآخر واحترامه والايمان بحقه بالوجود والكلام ... بالارتقاء بلغة مخاطبة الآخر وتعلم نبذ ثقافة التخوين ! .. باستثمار الآليات القانونية الشكلية المتاحة ! ضد اغتصاب الحقوق ( شخصيا رفعت دعاوى، ورفع بعض زملائي المحامين دعاوى ستتفاجأ تماما من موضوعها واطرافها !) .. بكلمة لا وأنا مرفوع الرأس عندما تُطلب مني كلمة نعم مطئطئا !.... برفض الفساد ورفض ان أكون جزءا من دوامة الفساد اليومي ... برفض السلبية المتجذرة بالعقل العربي وفق مقولة ( ما دخلني .. فخار يكسر بعضو !! ) .. برفض شعار : ماشي الحيط الحيط وبقول يا رب السترة ! .. بالعمل الفكري والتثقيفي والممارساتي على تحصين الشعب من ثقافة الاستبداد .. بأن نتعلم كيف نحول الديمقراطية وقبول الآخر الى ممارسة شخصية في البيت والعمل والشركة قبل الدولة .. بل بنكتة سياسية القيها على صاحبي في السرفيس العام متحديا رجل الأمن الجالس بقربي دون خوف .. بمسلسلات السخرية السياسية التي تستخف بها ولا تقيم لها وزنا ! .. بأي وسيلة اراها ممكنة ولو كانت حقيرة بنظرك ( ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى اخاك بوجه طلق .. أليس هذا منطق محمد الاصلاحي ؟ ) ... وعندما تسنح الظروف والتقي مع اشخاص آخرين احتج .. اتظاهر .. اعتصم .. واعلم اني قد اتعرض للتحقيق .. للسجن .. وأقبل بخيار مانديلا لا خيار خدام ! .. خيار غاندي لا خيار سعيد حوى! .. لأني اؤمن بأن تغيير سورية يأتي من داخل سورية لا من خارجها ! .. ولو قُدر لك ان تقترب من نبض الشارع السوري اليوم وتسمع حديث الناس اليومي .. لو قُدر لك أن تقرأ تعليقات السوريين على الخبر اليومي في المواقع السورية المنشورة من داخل سورية .. لو قدر لك أن تقرأ ما ينشر على الصحافة السورية لادركت الفارق الحقيقي بين سورية الثمانينات التي تجمد عندها، وسورية 2006 .. والتغيير بالتأكيد لم يأت نتيجة انفتاح الحاكم أو صلاح حاله .. قطعا لا .. ولكنه اتى من صيرورة التغيير، وتنامي وعي المواطن ونضجه، وتحول الحرية والديمقراطية الى مطلب شعبي يصعب التخلي عنه بعد أن كانت ترفا غائبا وسط سلبية المواطن ..
هذا ما اطيقه .. وهذا ما اقوم به .. وهذا هو اجتهادي الشخصي في التغيير .. فاذا كان هذا كله سيجعل مني زحفطون ومنافق ومن ازلام السلطة وجلاوزتها بنظرك فلا املك سوى أن اقول : اشكرك على احترامك لي ! .. ولكن يا سيدي أنا على الأقل اعمل ما بطاقتي واجد ثمرة عملي البسيط وان كانت الثمرة بسيطة ومجزاة .. فقل لي ماذا تفعلون انتم وراء الحدود ؟ وماذا تقدمون غير البيانات والفاكسات والتصريحات الصحفية ومشاريع الورق ؟ والشتائم والسباب ؟ وتوزيع تهم الخيانة والعمالة والارتزاق لهذا وذاك ؟ .. كيف ستأتون بالتغيير الوطني المشرف غير الزحفطوني ؟؟ ..
هل طريقكم ثورة ؟ انقلاب ؟ انتفاضة مسلحة ؟ تدخل امريكي ؟ .. أم تراه المزيد من الفاكسات والبيانات والتصريحات واتهام هذا بالنفاق وذاك بالمخابراتية ؟ ..
من حق العزيز اسماعيل، بل من واجبه، أن يكتب عن همه من قهر النظام ( وهو همنا قبل ان يكون همه، نحن من نعيش على التراب السوري و نعيش المعاناة اليومية لا هو .. مع احترامي له) واضم صوتي الى صوته في رفض لغة التخوين والعمالة التي يستخدمها النظام بحق مخالفيه، وادافع عن حق اسماعيل وغيره في الوجود والعمل السياسي، ولكن ما لم افهمه هو أن يصر هؤلاء الذين امد يدي لهم على تخويني واعدامي معنويا بتهم العمالة للنظام وبأني من زبانية النظام وادواته ومنافقيه .. الخ لمجرد أني امارس حقي الفكري والانساني في نقدهم !! .. أمد يدي لهم ولكنهم يردون بتخويني !! وهذا ما يجعلني اسأل : ترى ماذا سيكون مصيري لو قدر لهؤلاء أن يصلوا الى كرسي الحكم ؟ .. وهل سنتوقع منهم بديلا أفضل من النظام الجاثم على صدورنا ؟؟ اذا كان ما نحاربه في النظام هو عقلية التخوين والاقصاء للآخر فبماذا يختلف هؤلاء عنه ؟؟ ..
ما لم افهمه هو ان يصر هؤلاء على أن ينصبوا من أنفسهم أوصياء على الوطنية ومعيارا للشرف والاخلاص ليوزعوا تهم العمالة والارتزاق والنفاق لمن يختلف معهم، وينعموا بلقب المواطن الشريف على من صفق لهم ! : فمن وافقهم فهو السوري الشريف النظيف، ومن خالفهم فهو الخائن المرتزق المخابراتي المنافق القرداحي !! ..
يا سيدي .. عندما تجيز لنفسك أن تتهم الآخرين بالنفاق لمجرد انهم يختلفون معك في الاجتهاد فأنت بنفس الوقت تبيح لهذا الآخر أن يتهمك بذات التهمة .. فهل هذا هو بديلكم عن الواقع السياسي الحالي ؟ ..
اقتباس:هل لك من كلمة واحدة باسم بشار لا بعموم يذكرني بمثل أسلوب ياسر العظمة في نقده العمومي الذي يعرضه التلفزيون السوري نفسه!
ويسألونك عن الزحفطة
حبذا لو تراجع هذا المقال :
http://www.shahabd.com/?p=52
وللعلم .. فقد نشرت هذا المقال على موقعي، وفي منتدى اللادينيين العرب وانا في منزلي في دمشق ! ... لا من المهاجر متمتعا بحق اللجوء السياسي أو الجنسية الغربية ! ..
أما عن مسلسل مرايا وبقعة ضوء وغيره فهو على الاقل خطوة نقدية جريئة .. فعل في زمن الصمت .. فقل لي : ماذا فعلت انتم ؟؟ أم ترى ان شجاعتكم لا تظهر الا من المهجر ومن وراء شاشات الحاسب وأنتم آمنين مطمئنين ؟ ... يا سيدي هل تراك تنام وانت تتوقع ان يتم اعتقالك غدا بعد تعليق تنشره في الانترنت أو كلمة تبوح بها في الشارع ؟ أم تراك تبوح بما يجيش في صدرك بشجاعة مفرطة !!! لمجرد أنك بعيد آلاف الكليو مترات عن سورية، ثم تذهب لتنام قرير العين ؟ .. ان شخصا تحدى الظلم وقضى نصف حياته في السجن مثل مانديلا هو الذي اهدى الحرية الى بلده في نهاية المطاف .. اما شخص هيأت له الظروف لجوء سياسي أو ملاذ آمن وراء الحود، و يستجرعطف العالم بمظلومية القانون رقم 49 وهو يستظل بظل الغرب أو الشرق فلن يقدم شيئا لبلده سوى الكلام ! ..
اقتباس:حري أن تتوجه بلائمتك على النظام الذي قصارى نقدك له أن تجمعه إلى غيره من الجبابرة دون أن تسميه
فعلا ... أنا اجمع حافظ وبشار مع غيره من جبابرة العالم العربي لسبب بسيط ( غير الزحفطة طبعا ) وهو أن كل جبابرة العالم العربي – من وجهة نظري - صور مستنسخة عن بعضهم ولا اجد كبير فرق بينهم الا في العمر والاسم واللهجة !! واذا كانت هناك فروق فهي كفروق المراية المحدبة تارة والمقعرة تارة أخرى التي تعكس ذات المضمون بشكل جديد .. واذا كان تعبير جبابرة العالم العربي يوحي لك بالزحفطة !! فساعدل التعبير الى ( حافظ وبشار ومبارك وصالح وصدام والقذافي وعبد الله وفهد وحسين وزين العابدين .. ووووووو ) اذ يبدو ان هذا هو منطق صديقنا اسماعيل !؟ .. ولعل المطلوب مني هو ان امارس شتما وسبا ولعنا صباح مساء حتى احظى بشرف المواطن السوري الحر وادرأ عن نفسي مسبة الزحفطة !! ..
أما عن نقد النظام فقد قلت أكثر من مرة : نعم نظامنا قهري مستبد ونقده مطلب ضروري لكشف الانتهاكات، ولكن هل الوطنية وفق منطق هؤلاء تكون بكم النقد الذي امارسه حتى احظى بصك براءة من تهمة الزحفطة ؟ .. قبل الدوران في حلقة نقد النظام علينا أن نسأل انفسنا : لماذا ظهر هذا النظام اصلا ؟ هل هو نبت شيطاني عجيب ! أم نتاج سياق تاريخي وثقافي وفكري عربي يتطلب منا اولا تحديد الداء ؟ .. هل حصنا انفسنا من الاستبداد وثقافته أم أن كل واحد منا هو مشروع مستبد ؟؟ ( مجددا شرحت هذه الفكرة في تعليقي على العزيز حسان وفي اكثر من موضع في النادي ) ..
باختصار شديد : احترم سوريتك ولا اشك لحظة في وطنيتك، واقاتل في سبيل حريتك وحقك بالكلام .. ولكن يا سيدي الفاضل لا يحق لشخص مثلك ربما تاهت عن ذاكرته اسماء شوراع سورية و جغرافية احيائها، وتكشف كتاباته عن هشاشة واضحة وجهل مريع بتفاصيل المشهد السوري اليومي ! أن ينصب من نفسه حكما على اخلاص هذا وخيانة ذاك !؟ أو يزايد علينا بالوطنية ..
اقتباس:يكفي أنك عجزت عن إثبات وجود تقليد قديم بالوراثة والأبدية
عزيزي .. بعيدا عن لغة العجز والتخاذل وخلط الاوارق .. الخ .. دعنا نناقش الحقائق لا الاوهام :
خذ هذا اولا :
اقتباس:للتوضيح يا عزيزي اسماعيل - بما اننا في معرض عرض حقائق – فان جماعة الاخوان المسلمين وكأي حزب عربي آخر كان أسير عقلية القائد الملهم الحكيم الذي لا تشوب قراراته شائبة الخطأ، والذي يبايَع بيعة أبدية لا تنتهي الا بالموت !!! على طريقة حكامنا العرب .. وتاريخ الاخوان المسلمين شاهد حي على ذلك :
- حسن البنا : (1928 – 1948 ) أي بيعة أبدية لم تنتهي الا باغتياله ! .
حسن الهضيبي : ( 1951 – 1973) مجددا بيعة أبدية لم تنتهي الا بوفاته !
- عمر التلمساني (1974- 1986) مجددا : بيعة أبدية لم تنتهي الا بالوفاة !! .
- محمد حامد ابو النصر : (1986 – 1996) ومجددا ومجددا : بيعة أبدية لم تنتهي الا بالوفاة !! .
- مصطفى مشهور : (1996- 2002) ومجددا : بيعة أبدية لم تنتهي الا بالوفاة !! .
- مأمون الهضيبي : (2002- 2004) وايضا : بيعة أبدية لم تنتهي الا بالوفاة !! .
- وأخيرا : محمد مهدي عاكف.. صاحب طز في مصر !!! ( 2004 - ؟ ) ولا ندري متى تنتهي ولايته !!! ..
فهل تشم في هذه الحقائق رائحة تداول ؟؟؟؟؟؟ أم بيعة أبدية على طريقة جبابرة العالم العربي ( عفوا .. على طريقة بشار وحافظ ومبارك وصالح وصدام وزين العابدين وعلى صالح ووووووو !! ) لعل هؤلاء لا يمثلون الاخوان المسلمين !! ولا علاقة لهم اصلا بالاخوان المسلمين !! فهم شاذون عن الجماعة !! وواقعهم لا يشكل تقليدا قديما بالابدية من وجهة نظر العزيز اسماعيل !.. لا بأس .. دعنا نبقى مع الاخوان السوريين .. وليذهب الاخوان المصريون الى الجحيم ! فهم اصحاب ثقافة طز كما علمهم مرشدهم الأكبر !!!!!!!!!! وطز فيهم :P..
ماذا عن مصطفى السباعي ؟ القائد المهلم والزعيم المجدد ؟؟ وما هي الحقائق التي خرج بها علينا اسماعيل .. ؟ :
في البداية قال اسماعيل:
(العطار منذ 1954 مراقبا عاما لإخوان سورية، فانظر حجم الخلط في كلامك!! )
فعلا .. انظر الى حجم الخلط في كلامي :D!!!!!!!!! ..
ثم .. بعد قليل نكتشف أن الصحيح من وجهة نظر العزيز اسماعيل هو :
(منذ أواخر 1956 وليس منذ عام 1954 كما توهمت!!)
لاحظ ( اواخر !!!! ) هذه ..
وليسمح لي عزيزي اسماعيل أن افسر للقارئ معنى هذه الـ ( اواخر ! ) التي منعته موضوعيته المزمنة ! من توضيحها بالرقم !!! .. فالصحيح أن العطار تسلم مهام القيادة خلفا للسباعي في عام (1961) (راجع كتاب : التجربة الحزبية في سورية : 1946 – 1958 للدكتور فيصل الاصيل، ص 249، وراجع تقديم حوار العطار مع موقع العربية ) أي ان الموضوعية عند العزيز اسماعيل تجعل من تاريخ (1961) مرادفة لعبارة (أواخر 1956) !! مختصرا خمس سنوات دفعة واحدة !!!! وهذا طبعا ليس خلطا للاوارق !؟ .. اى يحرق اخت هيك موضوعية يا شيخ :D !!!!!!!!!!!!!!!!! ..
نقطة اخرى هامة : يعلم العزيز اسماعيل دون أدنى شك انه في عام 1958 تمت الوحدة مع مصر حيث حُلّت جميع الاحزاب السياسية ( ومن ضمنها الاخوان المسلمون ) وبعد الانفصال في عام 1961 استئنفت الحياة الحزبية في سورية، ويومها كان المرض قد انهك السباعي تماما (حيث هجم عليه المرض هجمة عنيفة فأخذ منه أكثر من نصفه الأيسر، فشل حركته، وآثار فيه الآلام المضنية، فاقعده بعد طول مجالدة ) على حد تعبير عبد العزيز الحاج مصطفى كاتب سيرته ( ر: مصطفى السباعي : 125) وأمام هذا الواقع لم يكن بمقدور السباعي الاستمرار في قيادة الجماعة، فكان لا بد من اختيار بديل عن السباعي .. فكان عصام العطار في عام 1961 ..
وعليه .. لا نملك سوى ان نعجب من كلام العزيز اسماعيل :
(يكفي أنك عجزت عن إثبات وجود تقليد قديم بالوراثة والأبدية،)
هل حقا عجزت ؟؟ ( مع التذكير بأني في كلامي كنت اتحدث عن بيعة أبدية في ثقافة الاخوان لا وراثية !) ..
من الثابت تاريخيا أن جماعة الاخوان المسلمين السوريين بايعت السباعي مرشدا عاما مدى الحياة !! وهذا ليس كذبا مني أو خلطا للاوارق !! بل هذا ما ذكره عبد العزيز الحاج مصطفى كاتب سيرة السباعي بالحرف الواحد عندما قال ( وقد اعلن ( أي السباعي) قيام جماعة الاخوان المسلمين وذلك في عام 1945، وقد انتخبته الهيئة التأسيسية للجماعة فيما بعد مراقبا عاما مدى الحياة، وبايعته الجماعة على ذلك) ( ر: مصطفى السباعي رجل فكر وقائد دعوة، ص 33) . وفي عام 1958 تمت الوحدة مع مصر، وحلت الاحزاب، ثم .. في عام 1961 ( أو اواخر 1956 !! على حد تعبير العزيز اسماعيل !!!! ) تم الانفصال عن مصر، تولى عصام العطار مهام قيادة الجماعة، بسبب تدهور صحة السباعي بشكل مريع، أي ان البيعة الأبدية للسباعي واقع قائم بالفعل، ولكن ما حال دون استمرارها أمر خارج عن ارادة السباعي وجماعته الا وهو المرض الي الم بالسباعي ومنعه من متابعة رعاية شؤون الجماعة، ولولا هذا المرض لبقي السباعي مراقبا مدى الحياة حتى الموت !! تماما كمرشدي الجماعة المصرية ( وهو عندهم تقليد حي حتى اليوم) والمثير في الأمر ان العزيز اسماعيل نفسه يشرح هذا بقول (وبعدها ألم به (السباعي) مرض استدعى إعفاءه من مسؤولياته، ولكن الإخوان أبقوا عليه مراقبا عاما تكريما له، مع إناطتهم كل مسؤولياته القيادية للأستاذ عصام العطار (نائب المراقب العام))
وبعد هذا كله لا نملك سوى أن نعجب من العزيز اسماعيل وهو يقول ببراءة مذهلة :
اقتباس:السباعي رحمه الله ولأنه كان يسبق عصره، لذلك كان عليك أن تذكر بأنه تنحى عن قيادة الجماعة قبل أن يوافيه أجله ببضعة سنوات، وانتخبت الجماعة من بعده رجلا لا يمت له بقرابة عائلية ولا إقليمية لأنه دمشقي بينما كان السباعي رحمه الله حمصيا
كذا !!!!!!!!!!!!!!!!!
تنحى عن قيادة الجماعة !! لأنه سابق عصره !!!!! .. أما لماذا تنحى ؟ وما الظروف التي اجبرته على ذلك ؟ ماذا عن المرض الذي اقعد السباعي ؟ وماذا لو لم تحدث تلك الظروف ؟ .. لا شيء .. وبعد ذلك لا يجد العزيز اسماعيل حرجا في وصمنا بفقدان الموضوعية وخلط الاوراق !! ..
اقتباس:قبل المزاودة علينا أعطنا من حقق ما حققناه ثم افشر علينا بما تشاء
عذار .. ماذا حققتم ؟؟؟؟ ..
اقتباس:الأستاذ عدنان سعد الدين كان مراقبا عاما للجماعة كلها ، وكذا الغضبان وكذا الشيخ أبو غدة، وكذا حسن هويدي وكذا البيانوني ... إن استثنيت أحدا من الأحزاب العربية والإسلامية والعلمانية، فلا مناص من أن نكون أول من يستثنى لأننا الأكثر تداولا وتغيير للقيادات .. يا سيدي خمسة تداولناهم مو ستة ولا تزعل
أما أنه تم تغيير في قيادة الاخوان السوريين فهذا ما لم انكره، ولكنك يا سيدي تجاهلت تماما ظروف هذا التغيير الذي تسميه (التداول !) وهو ما ذكرته سابقا بالقول :
(فأنت تعرف قبل غيرك حجم الانشقاقات والخلافات والازمات والاتهامات المتبادلة التي عصفت بالجماعة السورية، ومن الطبيعي والحال كذلك أن تشهد الجماعة هذا العدد من المراقبين في فترة تعرضت فيها للانقسام والتشرذم والمحن .. أي ان تداولهم على منصب المراقب العام كان ضرورة فرضتها اضطرابات الجماعة وحسابات سياسية استثنائية لا ايمانا حقيقيا بالتداول وضرورة التجديد وبعث دماء جديدة !! ولكن بعد أن استقرت الامور في ( المهجر ! ) عاد التقليد الاخواني المصري الأثير، بل قل التقليد العربي المتوارث : بيعة أبدية حتى الوت)
ولكنك ( ربما بسبب حالة مزمنة من الموضوعية ! ) لم تر في كلامي سوى حديث الانشقاق فقط ! وتجاهلت ما ذكرته مجملا بما يغنيني عن التفصيل وكل ظني أني اخاطب شخصا موضوعيا يعرف ما اقصد ! ..
يا سيدي ان المحن التي مرت بالجماعة منذ أواخر عهد السباعي وحتى أواخر الثمانينات فرضت ذاك التداول لمواجهة حالة المواجهة مع النظام والاحتقان الداخلي والنقد المبط تارة والصريح تارة اخرى للقيادات الاخوانية القائمة، والتي كانت تتحمل برأي قطاعات اخوانية المسؤولية عن التعثر، ولذلك كان تبديل اشخاص القيادات ( الذي سماه العزيز اسماعيل تداول !! ) كان تغييرا تكتيكا تتطلبه مواجهة ظروف مستجدة، وتفرضه حسابات سياسية للتوفيق بين الاطرف المتصارعة في الجماعة، ومن الغريب ان يوصف هذا التغيير بالتداول ! اذ ان تعبير التداول يوحي بالتغيير القيادي الخاضع لقواعد موضوعية من حيث انتهاء الولاية وبدء ولاية جديدة في ظل ظروف طبيعية ، في حين ان التغيير الذي تتحدث عنه بين من تسميهم بالمراقبين الخمسة كان تغييرا تكتيكيا لم ينجم في الغالب عن انتهاء الولاية القانونية للمراقب الحالي، بل كان نتجية حسابات سياسية واستجابة لظروف المواجهة والتكيك السياسي وتحدي الازمة !..
كيف تم هذا ( التداول !؟ ) وهل تم في ظروف طبيعية وهادئة تسمح لنا باعتباره ( تداولا ! ) بما تحمله هذه الكلمة من تعبير عن تغيير ديمقراطي طبيعي يعكس ايمانا بضرورة الاختلاف وتجديد الدماء وتنويع الرؤى ؟ :
بعد وفاة السباعي بدأت الخلافات تدب بين الاخوان، ويومها كان عصام العطر هو المراقب الشرعي للجماعة، ولكن تعمق الخلاف والانشقاق أفرز تيارين متناقضين : تيار دمشق ( العطار ) وتيار حلب – حماة (عبد الفتاح ابو غدة ) وبعد توسط مكتب الارشاد للتنظيم الدولي للتحكيم بين المتخاصمين رجحت كفة تنظيم أبو غدة باعتباره زعيم التنظيم الشرعي، وطبعا رفض العطار هذا الواقع، وبذلك بدأ أول تداول !!!!..
كيف تم ( التداول !! ) الثاني ؟ :
في عام 1975 قرر الشيخ ابو غدة التنازل عن منصبه ، فهو رجل علم وفقه وتربية لا رجل سياسة، ولا خبرة له في ادارة ساحة المواجهة السياسية الخطيرة التي كانت تتصاعد بوتيرة عالية في تلك الفترة، وظروف المرحلة تتطلب رجلا قادرا على ادارة دفة الجماعة سياسيا، فكان لا بد من رجل قوي لتلك المرحلة يحل محل ابو غدة الضعيف، وكان هذا الرجل عدنان سعد الدين، ورحل أبو غدة الى السعودية .. وهكذا تم ( التداول !! ) الثاني ..
كيف تم ( التداول !! ) الثالث ؟ :
في عام 1980 كان يتنافس على دائرة العمل الاسلامي في سورية ثلاثة تيارات : الطليعة المقاتلة ( جماعة عدنان عقلة) والاخوان - التنظيم الدولي ( جماعة سعد الدين ) وتنظيم دمشق في المانيا !! ( جماعة العطار ) وخلال تلك الفترة الصعبة ضغطت القواعد الشعبية على قيادتها لتأسيس تحالف اسلامي موحد يلم شمل تلك الفصائل المتناحرة التي كانت تتبادل تهم العمالة والزحفطة !!!! على طريقة العزيز اسماعيل ( يبدو أنه تقليد اخواني قديم ! ) وكللت تلك المساعي بالوفاق الاسلامي عام 1980 بعد مفاوضات صعبة ومضنية، وكان لتيار الطليعة تحفظات على شخص سعد الدين الرجل الحموي القوي والموصوف بالاستبداد، فكان تغيير المراقب بشخص سعد الدين شرطا اساسيا للوفاق، وتم الاتفاق على تنازل عدنان سعد الدين لصالح حسن هويدي ذي الشخصية الضعيفة والمترددة في سبيل أن يتم الوفاق الاسلامي ( طبعا لم يعمر هذا الوفاق سوى بضعة اشهر ).. وهكذا تمّ ( التداول ! ) الثالث ..
فكيف تم ( التداول !! ) الرابع ؟ :
بعد مأساة حماة المفجعة بدأت الجماعة تشهد حالة من تراشق الاتهامات حول المسؤولية عن تلك الهزيمة المنكرة، سيما وان اذاعة الاخوان التي كانت تُبث من العراق !! كانت تنقل صورة مضخمة لانتصارات المجاهدين
( على طريقة الصحاف في حربه مع العلوج ! ) وبعد سقوط حماة اكتشف الجميع حجم الكذب الذي كانت تمارسه قيادة الاخوان وقتها ، وبدأت الجماعة تعيش حالة من تقاذف الاتهامات حول المسؤولية عن الهزيمة، وتطلبت تلك المرحلة قيادة جديدة قوية قادرة على تلافي اخطاء الماضي، وترضي القاعدة الشعبية في ذات الوقت والتي بدات تتملل وتوجه اصابع الاتهام الى قيادتها، وكان التوجه العام يومها يميل الى تحميل عدنان سعد الدين وانصاره المسؤولية عن الهزيمة (كان سعيد الدين نائب المراقب العام، والرجل القوي في الاخوان والممسك بمقادريها في تلك الفترة ) ، فتقرر حل مجلس الشورى والاستعداد لانتخابات جديدة تسفر عن انتخاب مراقب عام جديد يرضى عنه الجميع، واتفق الجميع على تعيين أديب الجاجة مراقبا عاما مؤقتا، وسرعان ما تم تغييره ( عفوا : تداول !! ) الى منير الغضبان بناء الى توصية من مكتب الارشاد العالمي تفاديا لانشقاق جديد في الجماعة .. وبالطبع فشل الغضبان في مهمته، واستقال من مهامه، وبدات محاولات جديدة لانتخاب مراقب جديد يحظى بمواقفة الجميع، وكانت المنافسة بين عدنان سعد الدين ( الرجل القوي ) وعبد الفتاح ابو غدة الذي غرر به خصوم سعد الدين ظنا منهم أن اسمه العلمي وابويته الروحية قادرة على لم شمل الجميع وكسر شوكة سعد الدين، واسفرت الانتخابات عن فوز ابو غدة بنسبة طفيفة، وبالطبع لم يكن سعد الدين ليقبل بالهزيمة بهذه البساطة، فكان أن حدث انشقاق جديد عام 1986 مسفرا عن تنظيمين مجددا : تنظيم أبو غدة، وتنظيم سعد الدين .. وبذلك تم .. ( التداول !!! ) الرابع ! ..
ثم .. وفي عام 1992 توحد التنظيمان مجددا، وكان ابو غدة قد تنازل عن منصبه لحسن هويدي ( الرجل الضعيف المتردد ) لذات السبب الذي دفعه سابقا للتنازل، فهو رجل علم لا رجل سياسة وقيادة، وقد انتهى الدور المناط به وهو توحيد الجماعة، وأصبح هويدي مراقبا مرحليا كحل وسط يرضي جميع الاطراف المتخاصمة ..
وفي عام 1996 وبانتهاء الدور المناط بهويدي كانت الجماعة بحاجة الى رجل سياسي محنك يعيد للجماعة ظهورها على دائرة الضوء، وكان هذا الشخص هو علي البيانوني صاحب التاريخ الهام في الجماعة، والذي كان في مراحل هامة من تاريخ الجماعة نائب المراقب .. ومازالت قيادته مستمرة .. ولا ندري متى سنتهي ولايته !!!! ..
هذه هي ظروف وملابسات ( تداول ! ) مراقبي الجماعة، باختصار : تغيير أملته ظروف سياسية صعبة نتيجة حسابات سياسية خاصة، فهل هذا هو التداول التي تفاخر به وتعتبره انجازا للجماعة يجيز لها ان تستثني نفسها عن باقي الاحزاب العربية ويجعلها فلتة زمانها !! وأم الديمقراطية العربية !؟ .. بل هل الانشقاقات المستمرة التي طبعت الجماعة منذ الخمسينات والتي هي في نهاية المطاف تعبير عن غياب الديمقراطية والتعددية وقبول الاختلاف، تؤهل جماعة الاخوان المسلمين لتقديم نفسها كخيار ديمقراطي بديل متميز عن باقي الاحزاب السورية التي غرقت بدورها – ومازالت – في دوامة الانشقاقات ؟؟ ..
واخيرا ..
لا انتظر منك أن (تُصرع بالضربة القاضية) على حد تعبيرك !!!! فنحن – كما قال لك العزيز هملكار - لسنا في حلبة مصارعة !! بل ساحة حوار ..
لا انتظر منك اقرارا بالافحام !! فأنا لا افكر بعقلية المناظرة والافحام بل بعقلية الحوار ! ..
لا انتظر منك عاطفة جياشة فانا اخاطب عقلك لا عاطفتك .. ولا اناشدك أن تحبني ، كما لا يسؤوني أن تكرهني ! .. فكل غايتي أن تحترم ووجهة نظري وحقي بالاختلاف معك وتسلم بتعددية الرأي وتتسامى على عقلية التخوين والاتهام بالنفاق والعمالة للنظام ! ..
فهل هذا صعب ؟؟؟ ..
من الواضح ان طلبي مستحيل عند هؤلاء !!..
تحية لك ..
شهاب الدمشقي.