السيد فايز
سلاماً (f)

[quote] فايز كتب/كتبت ومعنى الموت مفارقة الروح للجسد
ما الذي يحل بالحياة عندئذٍ؟




[quote] فايز كتب/كتبت
"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"
هل تعني عبارة: "قل الروح من أمر ربي" تحريم البحث في موضوع الروح؟ أو هل يعني أن الإنسان سيبقى جاهلاً كنهها للأبد؟ كيف نفسر إذا كل تلك الكتابات عن الروح؟ ومنها الرأيين التاليين الذي كتبتهما أنت:



[quote] فايز كتب/كتبت
أما الروح فإنها مخلوقة لله
عزيزي
هل هو رأيك؟ أم أننا ملزمون بالتصديق؟



[quote] فايز كتب/كتبت ذلك لأن الروح موجود غير مُدْرَك بالحواس
في قولك: [ ومعنى الموت مفارقة الروح للجسد؟

مودّة
(f)

اقتباس:  EBLA   كتب/كتبت  


برأيك، كيف تعطي تعريفاً لكل من: "الحياة" و "الموت"؟
ما هي "الحياة"؟
وما هو: "الموت"؟



(f)

لقد كتبت موضوعا قبل سنوات طويلة حاولت فيه الاجابة عن السؤال بطريقة علمية و تعريف الموت طبيا في ذلك الوقت كان :
* ما هي الحياة؟
الحياة أهم صفات الكائن الحي ، و قد يكون من الصعب تعريف الحياة تعريفا دقيقا ، و لكن من المؤكد إن سرها يكمن في تلك المادة التي يبنى عليها جسم الكائن الحي ، و هي مادة البروتوبلازم و هي مادة معقدة التركيب ، لم يتوصل العلم بعد إلي كشف جميع أسرارها ، و إن كان قد كشف الكثير من صفاتها و خصائصها . تحدث بها جميع التغيرات الفيزيائية و الكيميائية التي تنطوي عليها وظائف الحياة كالحركة و النمو و التنفس و التمثيل و التكاثر
ما هو الموت؟

في القانون الطبي الامريكي عرف الموت بانه التوقف غير الرجعي للوظائف القلب-رئوية (التنفس و نبض القلب).
و لكن التفدم في التقنية الطبية اوجد ملابسات و ظروفا جعلت هذا التعريف قاصرا و غير مناسب. فكثير من المرضى الذين تجرى لهم عمليات القلب المفتوح لا يعتبرون امواتا على الرغم من انهم غير قادرين على التنفس او ضخ الدم في اجسادهم بدون مساعدة اجهزة القلب و الرئة الصناعية.

ولكن من وجهة نظر الفيزيولوجيا يمثل الموت توقف خلايا المخ عن توليد الإشارات الكهربية التي يسجلها رسام المخ .
و للموت ثلاث مراحل :
الأولى : توقف القلب و الرئتين عن العمل .
الثانية : موت خلايا المخ بعد بضع دقائق من توقف القلب و الرئتين عن العمل .
الثالثة : ما يسمى بالموت الخلوي . و هي تعني موت جميع خلايا الجسد . و هي تموت تدريجيا ، إذ أن ذلك يعتمد على مقدرة خلايا كل نسيج من أنسجة الجسم على الحياة بدون جلكوز و أكسجين لفترة قد تطول أو قد تقصر ، و ذلك تبعا لما تملكه تلك الأنسجة و الخلايا المعنية من مخزون غذائي و سرعة استقلابها . فبعض الخلايا تعيش دقائـق و بعضها ساعات و الآخر ربما أياما ( كخلايا العظام مثلا ) .
و لكن فقد خلايا المخ لوظائفها لا يمنع ان تستطيع اجهزة القلب و الرئة الصناعية من ان تقوم بالوظيفة القلبية التنفسية بصورة دائمة.
و لكن تعريف علم الاعصاب لموت يبقى هو الاكثر قبولا:
الموت هو التوقف غير المرجوع لوظائف عموم الدماغ( القشرة المخية و جذع الدماغ).

انت تسال اصحاب الدينات عن الروح
جاوبني انت يا لا ديني يا صاحب العلم كله ما هي الروح ؟(f)

في ضوء التعريف الفيزيولوجي للموت الذي قدمته اعلاه , و هو ان ما يسمى الموت الخلوي يفيد بان موت الخلايا في جسد الكائن الحي ( الانسان) ليس تزامنا و ان كل خلية موت في توقيت مختلف عن الاخريات حسب مخزونها من الواد الضرورية لحياتها., يتضح بان تعريف الاقدمين للروح تعريف بني على ما وصل اليه سقف المعرفة في زمانهم.و لا غضغضة من تجاوزه لان القران الكريم ربط فهم حقيقة الروح بما سيصل اليه الانسان من علم مقارنة بما كان لدى الاقدمين من علم :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (85) سورة الإسراء

طبعا يا ابلا قولكم بأن الحياة هي حركة واعية عليه مآخذ،
من أهمها أن الانسان لا يعي نمو خلايا جسده وأيضها المستمر وتكاثرها، وليس بالضرورة أن يكون الإنسان واعيا دائما.
ذلك أن الانسان البالغ السليم يقضي ثلث عمره غير واع بل نائم وهو حي، أضف إلى ذلك طفولته وخرفه. ناهيك عن المجانين.
عموما فإن الحياة وصفا هي ما قال الصفي، وهي القدرة على النمو والتكاثر والأيض.
والموت وصفا هو فقدان هذه القدرة جميعا.
ولا تعريف واضح ومنضبط عند أي وذلك لكون أن سبب الحياة لا يزال سرا علميا أو دينيا.

والسبب هنا هو ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم.

خروجا من أزمة الحياة والموت، ما دور الروح وعلاقتها بالحياة؟

أخي خالد
يبدو أنك ترجمت "الحركة" إلى قيام وقعود، وترجمت "واعية" إلى فهم عقلي. ولا ألومك لأنه يبدو أنني أنا السبب إذ لم أبين مقصدي واعتقدت أنه واضح.

الحركة لا تتوقف في الكائن الحي، وقولك أن الإنسان ينام فهذا لا يعني أن حركته توقفت تماماً. فقلبه ينبض وهذه حركة، ودماؤه تجري، وسيالاته العصبية لم تتوقف، ورموش عينيه ليست ثابتة، وصدره يعلو ويهبط ورئتاه تتحركان ... الخ.

أما عن كلمة "واعية" فهو لتمييز حركة الكائن الحي عن حركة ذرات المادة الجامدة مثلاً. "واعية" أي موجهة بوعي، فحركة القلب مثلاً تابعة لعصب لا إرادي والذي هو تابع بدوره للدماغ الذي يوجهه وهكذا دواليك.

وهذا ينطبق على الأطفال والمجانين الذين بالرغم من ضعف محاكمتهم العقلية إلا أن أدمغتهم تعي واجباتها بتوجيه الأعضاء التابعة لها. أليس كذلك؟

هذا ما قصدته بقولي: الحياة حركة واعية.

أخونا الصفي اعتبر أن مادة البروتوبلازما هي سر الحياة. وأقول: قد تكون وقد لا تكون. لا نريد التفتيش عن سر الحياة يا صديقي بقدر ما نريد فهم ماهيتها، لذلك قلت لكم أنني أحاول الابتعاد عن العلم في هكذا بحث لأن العلم غالباً ما يبحث عن الأسباب ونحن لا نريد الأسباب. إنما أوافق وبشدة على إضافته [ القدرة على النمو والتكاثر ] كمظهر من مظاهر الحياة يضاف إلى المظهر الآخر الذي هو الحركة الواعية. وأقول مظاهر لأن ماسبق ليس هو الحياة تماماً، فحياة العاقر ليست معدومة بل هو حي بالرغم من انعدام قدرته على التكاثر، يضاف لذلك وجود بشر أحياء مع انعدام القدرة على النمو كلياً أو جزئياً وهذا لم ينف عنهم الحياة.

الحركة الواعية مظهر من مظاهر الحياة.
والنمو والتكاثر هما أيضاً من مظاهرها.
ولي أن أقبل مفهوم الحياة كمرادف لما تبديه من مظاهر، فهل توافقون؟

أما الموت فهو، وبكل بساطة، عكس ما سبق.

وقبل أن نصل لبحث تساؤلك عزيزي خالد: [ ما دور الروح وعلاقتها بالحياة؟ ]. أقول أنه لا يمكنني معرفة دور الأشكلوزات :saint:. عليّ أن أعرف ماهية الروح قبل أن أعرف دورها.

صديقي خالد
بعد ما قلت أنت أن الحياة هي القدرة على النمو والتكاثر موافقاً الأخ الصفي، أسألك: هل لديك تصوراً لمفهوم الروح؟

(f)

وصف الكائن الحي بالقدرة على التنفس و الحركة و النمو و التكاثر هو وصف قديم. و لكن اذا عرفنا الحياة بانها الخلية الحية, فان صفة الحي تشمل وحيدة الخلايا : البكتريأ و متعددة الخلايا ( من البلانتايا و الهيدرا الى الثديات). و لا سبيل الى ابعاد العلوم من فهم معنى الحياة .
بعض الموسوعات تضع تعريفا للحياة مع الاشارة بانه لا يوجد اجماع لتعريف الحياة و لكن المتفق عليه هو مظاهرها. مثل التنظيم , الايض, النمو , الاستثارة , التاقلم و التكاثر.
فالبروتوزوا ( وحيدة الخلية) تقوم بنفس الوظائف التي تجري في انسجة و اعضاء الانسان المعقدة و غيره من الكائنات المتطورة الاخرى.
و التظيم يوجد في وحدة الحياة الاساسية ( الخلية)و بالتالي فان خصائص الحياة كالنمو و التكاثر و التنفس كلها نجدها في الخلية , لذا فوجود أفراد عقيمة لا علاقة له بوظيفة الخلية فالعقيم يوصف بالحياة لان وحدات الحياة الاساسية في جسمه ( الخلايا) حية
البعض يعتبر القول بان الحياة لا يمكن ان تعرف او ان تعريفها غير سهل, يعتبر هذه الاقوال خادعة.فللحياة خصائصها التي تميزها بوضوح , من أي شئ آخر. فاي شئ حي هو خلوي. بمعنى انه يحتوي على خلية او خلايا. و نفس النظام يعمل في اي خلية : حامض د ن أ يصنع حامض ر ن أ و الذي يصنع البروتين.
د.ن.أ هل هو تحت سيطرة الروح؟
ما يحدث في داخل نواة الخلية الحية من تخليق و نسخ لجزئ د ن أ يتم بالصورة التالية :
جزئ د.ن.أ. مبني بطريقة حلزونية لولبية كسلم طويل ذي حواجز من الجانبين . هذان الحاجزان ينفرجان مرة ثم يلتقيان أخرى . هذان الحاجزان مكونان من ذرات متراصة تتجمع مرة لتكوّن سكرا خاصا اسمه ريبوز ، و هذا يرتبط مع جزئ من الفوسفات ويسير الحاجز على الجانبين سكر و فوسفات مكررا ملايين المرات . و يدور الحاجزان حول نفسيهما كذلك ملايين الدورات . و الذّي يربط هذين الحاجزين عتبات أو سلالم كيميائية و هي أدنين و ثيمين و جوانين و سيتوزين . الأولى دائما مرتبطة بالثانية لتصنع سلما و الثالثة دائما مرتبطة بالرابعة لتصنع سلما آخر . و الأمر الذّي لا يوجد له تفسير مادي هو أن جزئ د.ن.أ. عندما يأتيه الأمر يدور حول نفسه عشرة ملايين من الدورات في كل خيط حتى ينتهي به الأمر إلى شئ أشبه بالشريط أو الحبل غير المجدول . و لم يتوصل العلم إلى معرفة القوة أو الطاقة التي تجعله يدور ليفك نفسه من لفاته . و من بعد ذلك ينشق السلم من نصفه شقا طوليا ، فينفصل كل حاجز على حدة و تبقى أنصاف السلالم في كل منها ، و عندئذ يبدأ تخلق الجزئ فتندفع من خلال جدار النواة إلى الداخل جزيئات سكر و فوسفات وأدنين و ثيمين و جوانين و سيتوزين ، فتجري و تدور حول أنصاف السلالم ، و يعرف كل جزئ صغير من هذه الجزيئات مكانه و زواياه . فبعضها يكمل أنصاف السلالم و بعضها يكون الحواجز ( العتبات).
و عندما تكتمل السلالم يكون حاجز جديد لكل نصف مرة سكر و مرة فوسفات ، كالبداية تماما . في دقائق معدودة يظهر سلمان أو جزيئان ضخمان و كلاهما صورة طبق الأصل للسلم أو جزئ د.ن.أ. الذّي بدأ منه . و لكنها الآن شريط غير مجدول فتأتي الجزئ قوة تجعله يدور حول نفسه مرة أخرى عشرة ملايين دورة و بهذا يصبح على شكل سلم حلزوني لولبي كما بدأ و هذا الجزئ الجديد لا ينقسم بع ذلك أبدا إلا إذا دار حول نفسه عشرة ملايين دورة ثم يدور في الإتجاه المعاكس الملايين نفسها من المرات ، و بعدها يستطيع أن ينقسم. أي انه يغزل نفسه كالحبل أولا ثم يعود ليفك نفسه .

طبعا ما شد انتباهي هو الجملة اعلاه :
و لم يتوصل العلم إلى معرفة القوة أو الطاقة
فكلما يجاوب العلم على سؤال يبرز سؤال ادق , فاصبح معنى الحياة يفسر بقوانين الكيمياء و الفيزياء و الى حد هنا وقف التفسير, فهل هذه الطاقة المبهمة و التي ربما تكون قانونا بسيطا لم يكتشف بعد هي طاقة الروح؟

الزملاء الكرام تحية طيبة لكم جميعاً .

اسمح لي أخي خالد بهذه المشاركة المتواضعة جداً والتي أرجو أن تعتبرها خاطرة عابرة تمر والسلام .

باختصار ، أعتقد أننا يجب أن ندرك في البداية أن ( الروح ) المكنونة في الإنسان والحيوان ، هي مادة ( ميتافيزيقية ) خارجة عن حدود الطبيعة مطلقاً ، وهذا يتضح جلياً في حالة إذا ما أجرينا دراسة طبية دقيقة على كل جزء وجزيئة في الإنسان في حالة موته ، الذي هو فقدان الروح ، إذ أن هذا الجسم لا يفتقد مادة معينة بعد الوفاة إطلاقاً ، فأنت ترى أن كل مجموعة الأعضاء التي كانت في الجسم حتى خلاياه وذراته وكل جزء كبير وصغير ما زال موجوداً فيه حتى بعد وفاته ، دون أن يفقد هذا الجسم شيئاً من جزيئاته الصغيرة ، وبالتالي فإن الذي يمكن تحديده هنا قد فارق الجسد هي ( الروح ) التي هي طاقة هذا الجسم ومصدر حركته الدائمة ، لذا فإن ( الروح ) ليست إحدى أجهزة وظائف الإنسان الفسيولوجية يمكن التحكم بها وتوجيهها أو العبث بها وإجراء التجارب حولها .

وهذا يعني بتقديري الخاص أن المادة الوحيدة الميتافيزيقية التي يمكن أن ندرك وجودها بطريقة علمية هي ( الروح ) فقط ، أما بقية الموجودات كالله والملائكة مثلاً وما شابه ، فهو لا يتم إلا عن طريق استنتاجات فلسفية ودراسات نظرية فقط ، ولا يمكن إثباتها بدراسات تطبيقية كما هو حال الإنسان ، فاكتشافنا للروح كان بواسطة ما نشاهده ونلمسه في كافة البشر إذ أن هناك شيئاً ما يذهب بعيداً ويترك جسداً ممدداً كاملاً متكاملاً لا ينقصه شيء سوى مصدر الحركة .

ولكي نتعرف على الروح يجب في البداية أن تحاول عزلها كلياً عن باقي الأعضاء الجسمية والجسدية ، وهذا لا يتم إلا عن طريق واحد يتطلب منك : أن تستعرض شريط حياتك بأكملها ، منذ إدراكك ووعيك لما حولك ، حتى الآن وقراءتك لهذه الكلمات . فإذا تدبرت ملياً وركزت في التفكير جيداً ، فستدرك حينها أن هناك أموراً كثيرة قد تبدلت وتغيرت في حياتك ـ تماماً ـ منذ الصغر إلى الآن ، وأولها ـ طبعا ـ جزيئات الجسم وأعضاؤه التي تشاهد اختلافها واضحاً وجلياً ، فالأعضاء الآن هي غير تلك الأعضاء التي كنت تمتلكها صغيراً ، ليس هذا فحسب ، بل هناك الكثير والمهم ، فالتفكير لديك اختلف عبر مرور الزمن ، ففهمك للأمور وإدراكك للأشياء وتفسيرك لما حولك هو الآن مختلف جداً عما كنت عليه سابقاً ، إذاً الأعضاء الجسدية والإدراك ( وهو العقل ) قد تغير تماماً وتبدل ، كذلك وإن تتبعنا بقية المشاعر والعواطف الإنسانية فالحب والبغض والرحمة والحقد والحزن والفرح ... إلخ ، كلها أشياء لا تبقى مستقرة على مستوى معين عبر مرور السنوات ، بل هي متقلبة ومتغيرة خاضعة لتصاريف كثيرة ومؤثرات خارجية مختلفة يبقى الفكر دائماً هو من يقوم بتوجيهها .

أما حينما تعيد شريط حياتك مرة أخرى بتأمل شديد ، فإنك لا محالة ستدرك وقتها أن هناك شيئاً ما يسير معك دائماً ـ ودعني أسميه ( شيء ) ـ هذا الذي تراه لا ينفك عنك إطلاقاً ولم تره يتبدل أو يتغير أو يصيبه تحول طفيف ، هذا ( الشيء ) الذي يلازمك وتشعر أنه لم يفارقك لحظة ، مازلت تتأمله الآن وقبل سنة وسابقاً هو هو ، في وعيك ولا وعيك ، تشعر أنه معك الآن وتشعر أنه معك في الأمس وغداً ودائماً حتى في منامك ، لا يكاد ينفك عنك ، فهو لن ينفك عنك حتى مستقبلاً ولن يصيبه طفيف تغيير ، سيظل معنا يلازمنا ويرافقنا دون أن يكون له وقع تأثير خارجي أو داخلي .
هذا الشيء الملازم لنا بامتداد حياتنا ، هو ما يمكن أن نسميه بالروح الباقية ، والتي يمكننا أن نستشعرها من خلال التأمل فقط لا غير .

أما الحديث عن ( النفس ) وكيف يحاول البعض تجزئة الإنسان إلى : جسد ونفس وروح ، فهذا بالنسبة لي شيء غريب ، حيث إن فصّلنا الكلام في الجسد ، والروح ، كل على حده ، فلن يبقى شيء يمكننا أن ننسبه للنفس ، فأغلب ما نقرأه من أحاديث عن النفس البشرية ، لا تعدو أن تكون مجرد تسمية لا نعرف ما يقصد المتحدث من وراءها ، إذ أن الكثير يطلقها ويريد بها حقيقة الجسد مثل : احفظ نفسك من الغي . وهنا تكون النفس بمعنى الجسد ، لأن الجسد يشمل الحواس والعقل والإدراك .

وتحياتي للجميع .

الحوار جميل إلى الآن، إلا أنني افتقد فيه أهل الكتاب:
أين أنت يا عبدالمسيح، أين أنت يا ميراج؟ أين أنت يا "God help us"؟ أين أنت يا إبراهيم عرفات؟

ترددت كلمة ( نفس) في بعض المداخلات. البعض اعتبرها شئ خلاف الروح. و الاخر اعتبر انها الجسد . و جدير بالذكر انها اختلف في معناها قديما. فقد اعتبر البعض ان النفس و الروح شئ واحد. و لكن البعض فرق بينهما. و لمن هو راغب في قراءة المزيد, اقدم ملخصا لدراسة للاستخدام القراني لكلمة النفس :
(.. و ما دام القرآن الكريم ، وهو كلام الله سبحانه و تعالى و اصدق الحديث ، هو الفرقان الذّي فرق بين الحق و الباطل ، قد ذكر أمر الروح و النفس ، فلا بد أن نجد فيه ما يبين حقيقة هذا الأمر و يرجح القول الصادق . فالله جل ثناؤه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) .
و أول ما نبدأ به هو تبيان أن النفس ليست هي الروح .
يقول الله سبحانه و تعالى :
( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منــــــه أنعامهم و أنفسهم)
السجدة : 27
فإذا كـان معنى الروح و النفـس واحدا ، لما نفر الحس اللغوي السليم إذا إستبدلنـا كلمـة
( أنفسهم ) الواردة في الآية بكلمة ( أرواحهم ) ، ليصبح النص ( فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم و أرواحهم أفلا يبصرون ) .
كذلك هل يقبل الذوق اللغوي السليم ، أن نستبدل كلمة النفس بكلمة الروح في قوله تعالى :
( تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك )
المائدة : 116
فنقول ( تعلم ما في روحي و لا أعلم ما في روحك )
من الواضح أن ذلك غير ممكن لا في الحالة الأولى و لا في الحالة الثانية ، و أن لكل واحدة من الكلمتين معنى يختلف عن معنى الأخرى. و إذا كان معنى ( النفس ) يختلف عن معنـى ( الروح ) كما يستشف من الآيات السابقة ، فما المقصود بكل منهما ؟ مرة ثانية نطلب الهدى في كتاب الله عز و جل ، و نستعرض بعض النصوص القرآنية ، و لنبدأ بالنفس :
أ- النفس في القرآن الكريم :
1- ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذّي خلقكم من نفس واحدة )
النساء:1
2- ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )
التوبة : 138
3- ( وفي الأرض آيات للموقنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون )
الذاريات : 20-21
و معنى ( النفس ) في الآيات السابقة بيّن إذ أن المقصود به الإنسان . ففي الآية الأول المقصود من النفس هو آدم _ أبا البشر _ و في الآية الثانية المقصود المؤمنين . أما الآية الثالثة فالمقصود منها الناس جميعا، و تدعوهم الآية إلى التأمل في ذواتهم ليروا عظيم قدرته .

المراجعــات في التفسيــر
مفهوم النفس في القران
أين أخطأ المفسرون؟
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...fid=5&tid=18395