لدي كومة تعقيبات.
خالد،
اقتباس:ثم راسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الروم والفرس والقبط ورؤساء العرب والحبشة، فرد بعض رؤساء العرب بالإسلام، ورد النجاشي ردا حسنا، ولم يجهر بإسلامه وإن أسره، ولم يمانع في انتشار الدعوة سلما في بلاده. إلا أننا نجد أن كسرى قد مزق الرسالة وأهان السفير، ثم أرسل من يغتال رسول الله، وفي ذلك إعلان حرب لا يخفى، ولن يكون المسلمين كالسمكة العاجزة في كليلة ودمنة.
ونجد أن قيصر قد راوغ ابتداء، ثم أرسل إلى عبد من عبيده العرب من بني غسان يأمره بقتل السفير الثاني، ثم بدأ بتأليب المتنبئين الكذابين كما كشف ذلك طلحة بن خويلد الأسدي بعد توبته، وجعل لنفسه مركزا متقدما في العاصمة سمي في القرآن بمسجد الضرار، وجعل لنفسه طابورا خامسا بين المسلمين في استغلال المنافقين.
(...)
ولأن الدولة واحدة ولو تغير قادتها، ولأن الفرس والروم قد أعلنوا الحرب، فكان لا بد من القتال ومطاردة القوم حتى يكفوا، وقد ظن عمر أنهم قد كفوا إلا أن كلا الدولتين قد عادتا للكيد ضد دولة المسلمين، كسرى يكيد من فارس في العراق، وقيصر يكيد من مصر في الشام مستغلا طاعون عمواس، فانساح عمر خلف الدولتين في كلا المصرين.
بالأول أحتاج منك توثيقاً للفقرات التي ميّزتها في الاقتباس.
فيما يلي أستخدم نص رسائل الرسول إلى ملك الروم كنموذج. المصادر: [
1][
2][
3]
اقتباس:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى .
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ
[quote]وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً آخر إلى هرقل ليدعوه إلى الإسلام جاء فيه:
”بسم الله الرحمن الرحيم،
من محمد رسول الله إلى صاحب الروم.
إني أدعوك إلى الإسلام، فإن أسلمت
وإلا فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام أن يدخلوا منه، أو يعطوا الجزية
أستخدم أيضاً هذا الاقتباس:[/color]
[quote]ضرب المسلمون حصارًا قويًا على الحصن المنيع، غير عابئين بمجانيق الروم، تدفعهم حماستهم وحب الجهد ونيل الشهادة في مهاجمة الحصن، والقيام بسلسلة من المناوشات التي كانت نتائجها تضعف معنويات المحاصرين، ولم يكد يمضي على الحصار شهر حتى دب اليأس في نفس "المقوقس" حاكم مصر، فأرسل في طلب المفاوضة والصلح، فبعث عمرو بن العاص وفدًا من المفاوضين على رأسه عبادة بن الصامت الذي كلف بألا يتجاوز في مفاوضته أمورًا ثلاثة يختار الروم واحدة منها، وهي: الدخول في الإسلام، أو قبول دفع الجزية للمسلمين، أو الاحتكام إلى القتال
المقاطع الحمراء تظهر بشكل لا يقبل الجدل مجموعة من الحقائق:
1. بلغة السياسة، هذه الرسائل عبارة عن ultimatum: تهديد بإعلان الحرب، أو اتخاذ خطوات عسكرية، أو فرض عقوبات اقتصادية ما لم يتم تنفيذ ’شرط‘ ما. هذا بالضبط ما تقوله الرسالة: إما الإسلام، أو الجزية، أو الحرب، أو ـ كي نكون معاصرين في الطرح ـ إما أن يتنحى صدام عن الحكم، و إلا فهي العقوبات، و لاحقاً الحرب.
2. طلب التخلية بين المواطنين ـ الفلاحين ـ و المسلمين كي يدخلوهم في الإسلام أو يدفعوا الجزية، هو تجاوز صارخ على سيادة الدولة البيزنطية--من في الكون يطلب من حاكم دولة أن يخلّي بين ’غرباء‘ aliens و بين شعبه كي يفرضوا عليهم الجزية!؟
هناك أولتيماتوم، و هناك تجاوز على سيادة الدولة--ما الذي نطلبه أكثر كي نرى أن هذه الرسائل إعلان حرب، أو على الأقل تهديد بها ما لم يتم تنفيذ كذا و كذا؟
[quote]حروب أبي بكر كانت بشكل أساس لتفتيت الطابور الرومي في قلب الجزيرة، وقد ثبت أن أول معاركه على النواضح والتي اشترك فيها بنفسه كانت على عسكر قد خيموا قريبا من المدينة انتظارا للمدد ولأخذ البلد على حين غرة، ففيم انتظار قوم مردوا على النفاق حتى يبيتونا وهم لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة؟
مرة أخرى أحتاج منك توثيقاً.
أما حروب أبي بكر على المرتدين، فكما ترى في
مقولته الشهيرة:
اقتباس:أول ما عمل أن سير جيش أسامة الذي ندبه النبي فأرهب به الروم والعرب، ثم قام بحرب المرتدين، وما تهاون معهم بل قال: (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ؟ والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه للنبي لقاتلتهم عليه)
أخرجه البخاري (1400) ومسلم (20)
فإن السبب الرئيسي لها ليس ’إعادة المرتدين إلى حظيرة الإسلام‘، بل هي حروب ضد من منعوا الزكاة.
اقتباس:إخراج غير المسلمين من جزيرة العرب صحيح، إلا أننا لم نرو أبدا أن إخراجهم كان بالقوة، ولم يكن إخراجهم بعسير على رسول الله ولا على أبي بكر، وقد أخرج رسول الله بعض يهود من الجزيرة فليس عسيرا عليه إخراج الباقين.
نصارى نجران أخرجوا وفق اتفاق بالرضا، هم رغبوا في التحول إلى الشام، ففيها بقاعهم المقدسة من مهد وناصرة وجلجثة ومعمودية، وهو مبادلة أراض بأخر. أما يهود خيبر فقد نقضوا عهدهم وآذوا بعض من نزل بهم من المسلمين.
تتحدث عن ’تهجير‘ المواطنين من مساكنهم و كأنه تم شحنهم في سيارة نصف نقل و رميهم عند الحدود! أفق، خالد! نحن نتحدث عن تهجير هنا. بالضبط كما فعلت إسرائيل يالفلسطينيين.
اقتباس:يعني لو قررت دولة ما أن تخرق ميثاق الأمم المتحدة وتلغيه، هل تتزلف لها الدول وترجوها أن تعود؟ أم أنهم يجردون علها الجيوش واحدا تلو الآخر؟
طبقاً للمجتمع الدولي و قوانينه، فإن من يخرق ميثاق الأمم المتحدة و يعلن إلغاءه فسيتم اعتباره مارقاً على الشريعة الدولية، و بالتالي خارج على المجتمع الدولي. هذا يعني أن هذه الدولة لن ينطبق عليها أي نص دولي، و بالتالي لا تملك أي إجماع أو ترسيخ دولي لحدودها أو حقوقها. باختصار: انتحار سياسي. يعني بالعربي، الدولة تعلن الحرب على الكرة الأرضية! لهذا السبب لا تقدم كوبا أو فنزويلا أو حتى عراق صدام حسين على هكذا خطوة.
و متابعة في الحديث عن تبريرك للعنف، فما قولك في الحروب و ’الفتوحات‘ المغولية على يد النبي جينكيزخان و حفيده الخليفة هولاكو؟ ما قولك في إبادة بغداد و فارس و أهرام الجماجم؟ بمنطقك هذا يجب أن نبررها و ألا نجد فيها أي شيء ’غير طبيعي‘ أو حتى يحتمل الاستكار و الإدانة!
---
الحكيم الرائي،
اقتباس: يمكن الرد على هذا التساؤل بتساؤل مضاد
هل يوجد دين لم ينتشر بالعنف من اليهودية الى السيخية وحتى البابية؟
ثانيا هل توطدت اى ايدلوجية اى كانت بدون عنف؟
بل هل توطدت عقيدة الثالوث المقدس لولا سيف قسطنطين وقرارات نيقية باعدام كل من يحتفظ بنسخة من كتابات اريوس؟..
ارجع لكلام الزميل مسلم
الدولة الاسلامية توسعت بالسف مثل كل دولة
لكن الاسلام لم يتوسع بالسيف فقط
و كذلك توسعت المسيحية و اليهودية و الشيوعية و حتى النازية بالسيف، لكن ليس بالسيف فقط.
لماذا تمنح الإسلام حصانة و مبرراً للعنف؟
تقنية الجدال هذه نعرفها في علم الجدال argumentaion باسم tu quoque، و تعني باختصار: أنت أيضاً، أو "من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة"، لكن ـ كما قال العلماني ـ هي لا تنفي أي شيء؛ هي بالضبط تطبيق لمقولة "علي و على أعدائي": الإسلام و المسيحية و اليهودية و الشيوعية و النازية و الفاشية و القومية اليابانية و النيوليبرالية الأمريكية و الفرانكوفونية و الإمبريالية البريطانية و كل منظومة عقائدية نخبوية متعالية تقدم مبررات للعنف تتشارك ذات النقاط السوداء في تاريخها.
تعال، و تعال يا
مسلم ننظر إلى نموذج النازية اليمينية المتطرفة زيغريد هونكيه الحقير الذي يستخدم ـ فيما يستخدم ـ الإسلام من أجل أجل ضرب الحضارة الغربية و التأسيس لديانة ’نوردية‘، و بعد الحرب أصبحت ’ديانة أوروبية‘ paganistـية، و ذلك في إطار الدراسات العرقية إبان الحقبة النازية.
اقرأوا بأنفسكم:
http://homepages.uni-tuebingen.de/gerd.simon/hunke.htm
تاريخ عنصري عرقي حقير يستحق البصق عليه! و تأتون الآن لتقتبسوا منها و تمنحونها عضوية شرفية في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر!
بئس الشرف و بئس المجلس!
---
نسمة عطرة،
اقتباس:وكيف ينتشر الآن في بلاد ومناطق تكن له الكره والاحتقار ؟؟؟
لأنه في عصر الإعلام و السماوات المفتوحة أصبح من الصعب جداً القيام بعمليات و حملات تطهير عرقي أو غزو أو إجبار دولة أو مواطني دولة على فعل شيء.
هناك طبعاً من يحاولون ذلك، مثل تنظيم القاعدة، أو الحكومة السودانية في دارفور، أو التاميل في سيريلانكا، و النتيجة أنها كيانات إرهابية في نظر العالم أجمع. أي محاولات تقوم بها دولة معاصرة في هذا المجال تعتمد بشكل أساسي على العناصر الاستخباراتية، لا ’الغزو‘ و ’الفتح‘ و ’الجبر‘.
---
هناك سؤال يلح علي كثيراً: هل العالم الإسلامي بحاجة إلى الاعتذار عن الغزو و العنف؟
برأيي، أظن العالم الإسلام في حاجة ماسة إلى التبرّؤ من النقاط السوداء في تاريخه لأنها تشكل إرثاً تاريخياً و حضارياً ثقيلاً جداً يمنعه من الحركة. مع ذلك فمن البديهي أن هكذا خطوة ستشكل فصلاً بين الماضي و الحاضر، بالتالي ضربة قاصمة للأصولية و الوهابية، لكن في نفس الوقت ستعني التبرّؤ من أعمال أتباع الرسول بدءاً من الخلفاء الراشدين، و فوق هذا سيشمل الأمر أيضاً بعض أفعال الرسول شخصياً.