سلام لرواندا , طائر فينيق إفريقي

مليون إنسان قضوا بالسلاح الأبيض خلال 100 يوم هي من أكثر أيام البشرية المعاصرة ظلاماً

ماذا حدث:رواندا أحد بلدان إفريقيا الصغيرة , يقطنها عدة ملايين يتعيشون من الزراعة البدائية لمحصولي القهوة والشاي بشكل رئيسي.. تقطنها قوميتن عرقيتين هما الهوتو وبشكلون الأغلبية( 90%) والتوتسي.قبيلتان عاشتا بوئام لعدة قرون.. نهاية القرن التساع عشر وبداية القرن العشرين تقوم بلجيكا بالاحتلال المباشر لهذا البلد الخصب الصغير .الاستعمار البلجيكي الذي قد يتخلف عن بقية نظرائه الأوربيين شهرة وامتداداً ولكن ليس سوءاً وقسوة وسياسة فرق تسد المشهورة, يدرج ضمن أولوياته للسيطرة طويلة الأمد تولية أقلية التوتسي كل المناصب التي سيسمح بها ضمن إطار الاحتلال مع مرتباتكبيرة وامتيازات راقت لبعض أبناء هذه الطبقة التي عانت بعض الظلم والفقر بحكم كونها أقلية( مع ذكر أن حركات المقاومة المسلحة والثقافية القليلة التي شهدتها البلاد رفدها أبناء التوتسي بشكل مهم)
مع نهاية حقبة الاستعمار الأوربي الكولونيالي لإفريقيا,يخرج البلجيكيون تاركين البلد تعصف فيه نار التفرقة القبلية والطبقية, وتبدأ عمليات ثأرية عمياء ضد التوتسي يفر بنتيجتها أكثر من مليون من أبنائهم إلى البلدان المجاورة. ينشؤون جبهة تحرر وطني وينظمون جيش شبه نظامي..
عام 1990 يشهد اندلاع حرب أهلية - على نار هادئة نسبياً- إثر اغتيال زعيم بورندوي المجاورة والذي يتنتمي للهوتو.. وتشهد راوندا عمليات قتل وعنف ضد السكان التوتسي , لتبدأ قوات الجبهة الوطنية بالتدفق من الحدود لحماية الأهالي من العمليات التي قيل أن الجيش يتستتر عليها إن لم يكن يدعمه وتفرض تنصيب زعيم معتدل.. المهم, تقررالأمم المتحدة على إثرالاضطرابات أرسال قوة أممية من قبعاتها الزرق لحفظ النظام , قوامها أساساً البلجيكيون- المستعمرون السابقون-
يعود النظام والهدوء -على السطح -للبلد, خاصة مع بروز طبقة معتدلة جديدة من الهوتو وحدت نشاطها مع النشاط السياسي السلمي للجبهة الوطنية والتي يقودها نخبة مثقفة من التوتسي!
في أيار ( مايو)عام 1994 الأسود, ينطلق صاروح ليردي الطائرة الصغيرة التي استقلها رئيسي روندا وبورندي بعد أن توصلا إلى اتفاق شبه نهائي لسلام دائم على أسس توزيع عادل متوازن للسلطة بين القبائل ,قمت صحيفة فرنسية منذ فترة أن متطرفي الطرفين بقيادة أحد جنرالات الجيش دبروه لإجهاض اتفاق اسلام قبل توقيعه النهائي..
وتنفتح أبواب الجحيم والموت المجاني مع تشجيع الجيش قومية الهوتو على تشكيل ميلشييات أهلية تساعده في الهدف شبه المعلن: تصفية البلد تماماً مرة واحدة وإلى الأبد من التوتسي- ومعتدلي الهوتو ممن يرفضون ذلك-..تخيلوا أن يموت 800000-مليون إنسان خلال 100 يوم ,وبالسلاح الأبيض في أغلب الحالات..سواطير.. مناشير.بلطات وفؤوس هي ما استعمله الإنسان لقتل جاره وعائلته بأكملها..

ماذا عن الأمم المتحدة وقواتها الثلاث آللاف؟
أخلت الأمم المتحدة قواتها ,فورأن قتل بعض أفراد وحدة بلجيكية مع أفراد بعض العوائل التي احتمت بمقر وحدتهم بطريقة وحشية.. وسلخت جلودهم وعلقت على باب المقر في إشارة واضحة لم تغفلها -إن لم تكن احتاجتها- عيون من في نيوروك..

المذهل ليس سرعة الاستسلام الأممي والانسحاب بل ذلك الاتفاق الضمني غير الموقع- ربما- بين مسؤولي الأمم المتحدة وزعماء الدول الكبرى قائدة العالم على حظر استخدام تعبير (تطهير عرقي) لوصف ما يحدث! هناك مواد في ميثاق الأمم المتحدة وبعض الدول التي تعرف بالعظمى تحتم التدخل بكل الطرق وفي مقدمتها العسكرية عند وجود ( تطهير عرقي) وإقامة محاكم دولية للمتورطين .. وهذا كان أصلاً شرعية تدخل الناتو في حرب البلقان..
استغرق الأمر شهوراً حتى بدأ وصف التطهير العرقي يتردد في الغرب ..بخجل أولاً.. وبعد أن جفت أنها ر الدماء بدأت الاعتذرات تتوالى من بعض القادة..

خلال هذا الوقت ماذا حدث على الجانب الراوندي؟

انتهت المجزرة مع دخول جيش الجبهة الرواندية الوطنية مدعوماً ببعض القوات الإفريقية إلى العاصمة واستسلام الحكومة دون قتال - إذ كان الجيش الضعيف أساساً قد تبعثر إلى ميلشيات تقوم بالتصفية والنهب في أنحاء البلاد-وفرار الوزراء..

لم تنجرف الجبهة في أعمال انتقامية, وقدمت فوراً ضمانات كانت كافية لوقف الهجرة المضادة من الهوتو وقد خافوا من الثأر..
وضعت الحكومة التوافقية التي عينت- ثم انتخبت- أهدافاًعاجلة تمثلت بإعادة الأمن للبلاد, وأقامت والعالم غارق في جدل سفسطي حول إقامة محاكم حرب لجرائم التطهير العرقي - بعد أن ثبتت الرؤية- نظاماً للمحاكمات والملاحقة اعتبر في الأدبيات القانونية بأنه ناجح وجيد قياساً لقدرات البلد..
المعونات التي أتت البلد بعد أن استخدمت في المرحلة الأولى لإعادة الأمن ووتوطين اللاجئين وتعويض المتضررين, وجهت فيما بعد بشكل علمي لإقامة اقتصاد زراعي أكثر تطوراً والتوجه أكثر للصناعات , إذا أن الفقر وعدم الاستقرار بسبب الاعتماد كلية على الزراعة في قارة يفتك فيها الجفاف والتصحر رويداً رويداً كانا من أهم أسباب سهولة إثارة القلاقل بين الطبقات والقبائل في تنافسها على موارد المياه..
بقضل الإدارة الناجحة الواعية, أفلحت الحكومة في النهوض بالدخل القومي والأقتصاد الوطني..

عام 2006, تم اختيار روندا كأكثر بلدان أفريقيا نمواً وأقلها فساداً..

احد المجازر التي لم تشهد الانسانية مثيل لها

كنت اقرا عنها سابقا واشعر باشمئزاز وتعجب من احداثها واستغرب وكنت اعتقد ان الافريقيين لديهم نزعة قوية للقسوة والوحشية ضد امثالهم

ولكني كنت مخطيء حين رايت العراقيين والعرب بنفس النزعة في بلادي

[B]تابعت ماحدث منذ إطلاق الصاروخ المفتن على الطائرة كنت صغيراً وقتها وتصورت العملية على إنها محاولة لإيقاع البلدين فى حرب ضروس أو إنهاء ووأد حركة تنموية ظهرت فى القارة
وتتبعت بعد ذلك أخبار المجازر التى تحدث
وتسرب إلى المصريين خبر ذات يوم مفاده ان مياه النيل قد تلوثت بالفيروسات القاتلة والميكروبات - كوليرا وملاريا و..... -نظراً لان " رواندا وبورندى " من دول حوض النيل وجثث المجازر تلقى فى روافد النيل وتأتينا المياه ملوثة وهذا استوجب من الحكومة الرشيدة ضرورة تنقية المياه ولانتهاجها أيدلوجية "الرخص والسهولة" فى التعامل مع مواطنيها قررت الحكومة المصرية وضع كميات هائلة من الشبة والكلور لتنقية المياه ونجونا من الإصابة بالكوليرا والملاريا والأمراض الإفريقية المستوطنة وأصيب معظم المصريين بفشل كلوى من جراء شرب مياه النيل المنقاة وهنيئاً لمستشفى الصدر بإمبابة

هذا ما أذكره وقت بداية المجازر والتى إعتدنا بعد ذلك سماع أخبار تآخذ أعداد الضحايا فى الزيادة ولكن أصبنا بالتلبد تجاه هذه النوعية من الأخبار

اليوم بعد هذه المعلومة التى ذكرتها الزميلة skeptic -حول إختيار رواندا كـ " أكثر بلدان أفريقيا نمواً وأقلها فساداً.. "- ألا يحق لى ان اتساءل ماذا ينقص مصر وما الذى تفوقت به رواندا ؟
هل الازمة هى من تحرك الأشخاص وتوحدهم أم ماذا ؟

هل من مجيب ؟

اقتباس:  skeptic   كتب/كتبت  

عام 2006,  تم اختيار روندا كأكثر بلدان أفريقيا نمواً وأقلها فساداً..  

مصدر هذه المعلومة لو سمحتي:)

مساء الفل

اقتباس:  Hajer   كتب/كتبت  

اقتباس:  skeptic   كتب/كتبت  

عام 2006,  تم اختيار روندا كأكثر بلدان أفريقيا نمواً وأقلها فساداً..  

مصدر هذه المعلومة لو سمحتي:)

أهو المصدر :

http://allafrica.com/stories/200609180651.html

وهذا هو الجزء المعتمد عليه من التقرير :


A recent Heritage Foundation 2006 report dubbed Index of Economic Freedom cited Rwanda as achieving the distinction of the largest free market change in the last ten years than any other country on the list. It also highlights that the country registered the largest change of any country in the region in the last four years.


أراكم بعد حين

شكراً ألبير لوضعك رابط اً قد يجيب تساؤل هاجر , ولك راحيل وقد أعطيت لخربشة الذاكرة السوداء حول راوندا نكهة الموضوع والحوار بتساؤلك المشروع

هل يمكن إجراء إصلاحات إدارية واقتصادية بمعزل عن تغييرات سياسية جذرية في عالمنا العربي؟!

(f)