اقتباس: Albert Camus كتب/كتبت
ليه لأ ما أطلعش عيّل وأرجع؟ :lol:
وهذا هو ما سألته لنفسي منذ قليل..
الزميل خوليو (f)
اقتباس: فكلماتك هنا تحوي أخطاءً سايكولوجيّة كبيرة ..
بلاش أنا ، وطبعاً معك حق، فلا أستطيع أن أطلب من أحد أن يعتمد على رؤيتي في شيء، بل إنّني أزعم أنّ مشاركاتي كلها ومواضيعي كلها في النادي منقوصة ويغلفها الكثير من الجهل ويعوزها نظرة أعمق.
لهذا بلاش أنا .. سيبك منّي.
عدوان Aggression
سلوك يتوجه إلى الغير غالباً ويقصد به أن يعانوا منه نفسياً أو مادياً، وقد يتحول به الشخص إلى نفسه فيلحقه منه الضرر وقد يصيبه الدمار. ولأن العدوان ظاهرة عالمية قيل إنّه "غريزي" في الإنسان وفي كل الكائنات الحية، بتأثير ما يسمى "غريزة العدوان" Aggressive Instinct . إلاّ أن وجهة النظر هذه لا تتفق ووجود أفراد وجماعات من الإنسان والحيوان قلما تمارس العدوان. ويضرب المثل عادة بالذئب كحيوان محب لممارسة العدوان من أجل العدوان، إلا أن الذئب لا يأتيه إذا استسلم خصمه من بني جنسه، وهو في الحال يكف عن العدوان عندما يبدي الخضوع، والمعروف عن الحيوان عموماً أن أفراده لا ينزون على بعضهم إلا بسبب التناحر على الإناث أو الطعام، ويجعل ذلك من العدوان سلوكاً مؤقتاً، ثم إنّه ليس له نمط ثابت، ولو كان غريزياً لكانت له أنماط ثابتة كالأنماط التي لكل سلوك غريزي كما في نمط ابتناء الأعشاش عند الطيور.
والمعروف أن الجهاز العصبي المستقل عندما يتواجه الكائن الحي وأحد المواقف المهددة فإنّه يتهيأ بحيث يستطيع أن يدفع عن نفسه، ومع ذلك فقد لا يكون دفاعه عن نفسه بأن يعتدي أو يقابل التهديد بالتهديد، والعدوان بالعدوان، وإنّما قد يوجه طاقته المستحدثة إلى الهرب بدلاً من العراك، أو يصرفها في أنشطة بناءة يتعامل بها مع ظروف الموقف ليتجاوزها وينجو بنفسه أو يحولها لمصلحته، ومن ثم فقد يمكن أن يقال إن كل كائن حي مزود بما يجعله يسلك سلوكاً بناءً أو هداماً، وهو ما ينقض نظرية "غريزية العدوان"، ويقوي وجهة النظر المقابلة التي تجعل للتعليم أثره على الطريقة التي نتعامل بها والمواقف المهددة، ولقد أمكن تعليم الكلاب أن تتآلف مع القطط، وأن تلعب مع الأسود، يمعنى أن الحيوان المعروف عنه الشراسة، والمشهور بعدائه لأنواع أخرى من الحيوان قد يمكن أن يتعلم أن يتعايش مع غيره أو أن يتعارك، ومن الممكن أيضاً أن يشب الأطفال بميول عدوانيّة أو غير عدوانية بحسب التربية ومقتضيات البيئة. وهناك مجتمعات كاملة ما تزال تعيش على التعاون والائتلاف ولا تعرف التنافس والتناحر إلاّ قليلاً.
موسوعة الطب النفسي-جزء 2- د. عبد المنعم الحفني - مكتبة مدبولي - صفحة 94
هذا فيما يتعلق بغريزة العدوان، أمّا فيما يتعلق بالأنثروبولوجي ، يرى البروفيسور جيمس ديميو أنّ العالم قبل عام 4000 ميلادي وخلال العصور الأموية لم يكن يعرف ماذا يعني "العنف" حتى حصل تحول بعد هذا التاريخ بدأت معه المظاهر الحربية والمعارك في الظهور على المستوى الإجتماعي. ويقدم بحثه في كتاب اسمه
Saharasia: The 4000 BCE Origins of Child Abuse, Sex-Repression, Warfare and Social Violence
وهذه مقالة تقدم لكتابه وتعرض مستخلصاً لما جاء في هذا الكتاب ، وهذا الكتاب هو دراسة متخصصة في "نشأة العنف الإنساني في التاريخ " وهذه المقالة التي تقدم للكتاب هي على موقع متخصص في الدراسات الأموية في العصور القديمة وفي العصر الحديث، ويحتوي هذا الموقع على مجموعة من الدراسات الأكاديمية القيّمة، وأقتبس من مقالة تقديم الكتاب هذه الفقرة :
A new geographical study on the ancient historical origins of human violence and warfare, drawing upon global archaeological and anthropological evidence, has just been published presenting substantial proof that our ancient ancestors were non-violent, and far more social and loving than are most humans today - moreover, the study points to a dramatic climate change in the Old World, the drying up of the vast Sahara and Asian Deserts, with attending famine, starvation and forced migrations which pushed the earliest humans into violent social patterns, a trauma from which we have not yet recovered in over 6000 years.
أرجو أن تكون هذه المعلومات مفيدة للجميع..
أراكم بعد حين (f)
مرحباً عزيزي ألبرت ..
في الحقيقة أنا لم أقرأ الكتاب الذي أرفقته بعد .. سأقرؤه وربّما نتناقش حوله .. لكن .. ربّما أستطيع أن أتنبّأ بما فيه خصوصاً وأني متطّلع على التاريخ الانتربولوجي ..
في الحقيقة .. علينا أن نفرّق بين شيئين أساسيّين هنا .. حتّى لا نخلط الأوراق كثيراً ..
علينا التمييز بين - العنف كظاهرة اجتماعيّة منظّمة ..
. و - العنف كظاهرة سايكولوجيّة ..
بقليل للدراسة لعلوم الأنتروبولوجي .. نجد فعلاً أن "العنف" المنظّم .. الذي تمارسه "جماعة بشريّة" ضد "جماعة بشريّة أخرى" قد نشأ منذ أن عرف الإنسان الزراعة .. فخرج من كهوفه وبنى القرى .. أي حوالي 4000 قبل الميلاد وربّما أقدم من ذلك أيضاً .. ومن ثمّ استمرّ حين بنى الإنسان المدينة-الدولة .. ومن االمعروف أن عصر المدن بدأ منذ عام 3000 قبل الميلاد .. الجماعات البشريّة حينها كانت "تغير" على بعضها البعض .. بهدف السرقة .. والنهب ..
هذا الكلام .. لا ينفي النظرة "السايكولوجيّة" ولا يعالجه .. بل إنّ كلاً من العلمين .. يبحث في مجال مستقل تماماً عن الآخر ..
العنف في السابق -قبل العصر الزراعي- كان يمكن أن يكون بين رجل ورجل .. وبين رجل وامرأة .. وبين جماعة رجال .. وجماعة غزلان على سبيل المثال .. علم الانتربولوجيا لا يلقي اهتماماً لهذا النوع من العنف .. بل هذا المجال هو من اهتمام علوم النفس ..
الإنسان .. كما الحيوان .. يحوي غرائز متوحّشه .. هذا الموضوع ليس محل نقاش سايكولوجي .. كما أعلم على الأقل .. لكن .. طريقة تعبير هذه الغرائز عن نفسها يختلف قوّة .. وشدّة ..
على كلّ .. مفاهيم علم النفس هنا معقّدة بعض الشيء .. يقوم علم النفس بإرجاع كل فعل إنساني إلى مكامنه .. علم النفس يجد أن النظر إلى جسد امرأة وهي تتعرّى .. ما هو إلا معبّر عن مكامن ساديّة بشكل ما .. رغبة في تملّكها .. إلخ .. ويصل من ذلك إلى أنّ هذه المكامن الساديّة يكن أن تتفاقم لتأخذ أشكالاً أخرى ..
لذا .. فغريزة العنف قد تتجلّى بقتل حشرة .. وبدفاع إنسان عن ذاته .. بإصراره على الحياة .. والسبل التي وجدها ليضمن هذا الاستمرار .. برفسة طفل أزعجتَه ..
لذا .. أردت أن أعلّق فقط .. أن كلام الزميل خالد يحمل بعض الصحّة في هذا المجال ..
دعنا نخرج قليلاً عن مجال علم النفس .. ودعنا نضع هذا النقاش جانباً إذ أنّه لا يفيد الموضوع كثيراً .. وأخاف أن يهبّ العلماني علينا غاضباً لأننا أفسدنا شريطه .. وأنا حقيقة أخاف العلماني .. :D
العنف اليوم .. يمثّل وسيلة ردع .. قانونيّة على الأقل .. ارتأت البشريّة بتطوّرها الحضاري أن تسنّ القوانين التي تسمح فيها للدولة بممارسة الردع .. وما في ذاك عيب .. بل هو تطوّر ابتكرته البشريّة ليضمن حقوق الجميع .. ويجعلهم متساوين ..
العنف هنا موجّه لمصلحة الإنسان .. ويقول زميلنا خالد .. أنّه طالما يوجد عنف لمصلحة الإنسان فلا بأس إذا من عنف لمصلحة الإله ..
هذه فلسفة تحوي الكثير من الذكاء .. لكنّها غير مقنعة لإنسان مثلي ومثلك بل نحن نراها تمتلئ بالسفسطة .. هي قضيّة فلسفيّة لا مكان لي ولك بها لأنها تستند على مسلمات يؤمن بها خالد .. ولا نؤمن بها نحن ..
خالد يجدها نقطة تسجل لمصلحة الإله .. منطلقاً من مسلّماته .. وأنا أجدها نقطة ضد الإله .. منطلقاً من مسلّماتي الإنسانيّة .. بل والعلميّة ..
هذا الإله .. سيسمح لنفسه أن يزهق أرواح الأبرياء .. ويقسّم الناس إلى تقسيمات عقائديّة يمنحهم بموجبها حقوقاً وواجبات ..
نحن نرفض ذلك .. ونعتبره إرهاباً بحق البشريّة .. ونقطة تسجّل ضد الدين الإسلامي الذي لو كان دين إله .. لكان أكثر حكمة .. ورحمة .. وتفهّماً ..
هذا الدين يهمل كل علوم الاجتماع والسايكولوجيا .. يهمل تأثّر الإنسان ببيئته وإيمانه بتقاليدها .. هو يعتبره ضالاً إن لم تكن بيئته مسلمة.. وكأنّ الإنسان يختار دينه وبيئته .. كما المسيحي يرى المسلم ضالاً .. فالمسلم أيضاً يرى المسحي ضال .. حتّى لو امتلأت أراضي المسيحيين بالدعاة الإسلاميّين .. وحتّى لو كان العكس يالعكس ..
الإنسان ليس مخيّراً بالمطلق .. بل هو أكثر تسييراً .. والدين يتجاهل هنا أبسط مبادئ علوم النفس .. هدمها كلّها .. وأخذ منها "العنف" ..
العنف غريزة يا خالد .. ربّما إلهك خبير بذلك .. لكنّه كما أرى أخذ من علم بكامله كلمة .. ونسف منه كلّ شيء آخر ..
فهل يحقّ لإلهك أن يوجّه عنفه .. لإنسان يؤمن بمبادئ نشأ عليها .. ويقدّسها .. وبالتالي .. يدافع عنها من غزوكم لها .. !!
العنف البشري .. الذي تراه يتمثّل بدولة .. يهدف إلى معالجة وردع الإنسان الذي يضر بالبشريّة .. يهدف إلى مساواة بشريّة في الحقوق والواجبات .. يهدف لخلق للحفاظ على مصلحة الجميع .. وعنف إلهك .. عنف كيان وشخص .. ضد بشريّة بأكملها .. عدا أتباعه طبعاً ..
خوليو