{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
الاعصار
عضو فعّال
المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
|
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان"
هو الملك الأول المعروف من ملوك مملكة نبتة. بعد سنوات عديدة أعقبت وفاته، تضرع الملوك الى الإله آمون بأن يهبهم عمراً مديداً وحكماً مزدهراً مثل الذى وهبه الى الارا. نعلم من النقوش أنه أصبح ملكاً بعد صراع مرير مع منافسيه، وأنه كرس نفسه لعبادة آمون. يعتقد علماء الآثاريون أن النقشين الذين تم الكشف عنهما فى معبد آمون فى كوة "الواقعة على الضفة الشرقية لمدينة دنقلا العرضي"، ينتميان الى الارا. يشير النقشان الى أنه حكم على الأقل لمدة 23 سنة. ويرى الآثاريون أنه سيطر على كامل النوبة العليا وجعل من مدينة نبتة (جبل البركل) عاصمة دينية لمملكته.
مملكة نبتة:البدايات الأولى للتأسيس:-
لازالت غامضة أصول العملية الفعلية التى شكلت الدولة الكوشية النبتية. يبدو أن تلك العملية كانت محلية من حيث أصولها ومن حيث مجمل مسار تطور الدولة اللاحق. وكان الكتاب الإغريق والرومان الذين كتبوا بعد هيرودوت واضحين للغاية فى تأكيدهم بأن دولة نبتة لم تكن نتاج انتقال ثقافي تأصل فى مصر. والحق أن أعضاء الأسرة النبتية قد بدأوا مشروعهم لتحويل كوش الى دولة مركزية بأزمان سابقة على اتصالهم بمصر. بعد تأسيس الدولة وفرت لهم العلاقة مع مصر أدوات ونماذج بالإضافة الى بعض الموارد التى ساعدت فى عملية بناء الدولة احتمالاً. فكما أشار الباحث المجرى لازلو توروك اختار أولئك لحكام جوانب من الديانة المصرية لاستخدامها أداة لتشكيل المجتمع الكوشي فى دولة مركزية معقدة قائمة الى حد ما على النموذج المصري Török,1994. وكما أشار كاتسنلسون فان عالم التصورات، كما يتبدى فى المعمار الجنائزي بالكرو، الذى عكسته مدافن الملوك الكوشيين يلمح الى ثقافة كوشية فى الأساس متطورة بطريقتها الخاصة لكنها استوعبت تأثيراً مصرياً حيثما كان ذلك مرغوبا للكوشيين Katsznelson,1970. كذلك فان مجمل مسار ارتقاء الدولة المتبع تشكل فى الأساس فى ظروف داخلية، حتى الديانة المصريّة كما مارستها النخبة النبتية فإنها اعتمدت على طقوس ومعتقدات محلية كوشية.
لجأ الحكام الكوشيون، نتيجة تناقض الخيارات التى تتبع وراثة العرش وبفعل تنظيم القطر على أساس نظام قائم على المشيخات أو الإمارات، الى تلك الجوانب من عقيدة الملوكية المصرية التى تؤكد على الاختيار الصحيح للملوك. فى المراحل الأولى للعصر النبتي تعكس أشكال الديانة المصرية فى مدافن الكرو معتقدات كوشية محلية. خلافاً للفراعنة المصريين الذين أعلنوا دوماً أن شرعية حكمهم مستمدة من امون رع، شدد الملوك الكوشيون على تحدرهم من سلفهم العظيم الارا وهو ما يعكس أسطورة للحكم تختلف عن الأسطورة المصرية. هكذا فإن الحكام الكوشيين تبنوا أساساً أسطورياًً محلياً مختلف عن الأساس الأسطوري المصري.
تشير أقدم ثلاث عشرة مدفناً فى جبانة الكرو، والخاصة بأسلاف الملك كاشتا، الى الكثير من الشبه البالغ درجة التطابق مع المدافن المميزة لملوك كرمة شكلاً ومضموناً. إنها عبارة عن تلال مستديرة لم يتم النجاح فى تحديد المدفونين بها ذلك أن تلك المدافن كانت قد تعرضت للنهب فى القدم. تتجه المقابر من الشمال الى الجنوب، الرفات التى تم الكشف عنها فى مقبرة واحدة فقط اؤرخت بحوالى 800–780 ق.م. الميلاد. تمدد الجثمان فى وضع أشبه بالنائم على جانبه الأيمن لا فى تابوت وإنما على عنقريب. كل هذا يتطابق تماماً مع العادات الجنائزية المميزة لكرمة وفى مقابر المجموعة الثالثة مع عدم وجود أية دلائل تشير الى التحنيط. لاحقاً استبدل الكوم الترابي التلي الفوقي بشكل أشبه بالمسطبة مع بقاء المقبرة (حجرة الدفن) على ما كانت عليه دون تغيير أصابها، مع ملاحظة أن تلك المساطب شيدت فى الغالب كتلال فوقية. تأتي بعد المدافن التلية الثلاث عشرة ثلاث مساطب (الكرو7 و8 و20) خاصة بالملك كاشتا واثنتين من زوجاته. المسطبتان 7 و 8 أشبه فى شكلهما وخارطتهما بالمدافن التلية السابقة، لكنهما تختلفان من حيث أن حجرة الدفن اتخذت اتجاها شرق- غرب وليس شمال- جنوب. من ثم يتكرر هذا الاتجاه المميز للمدافن المصرية فى مدافن الملوك الكوشيين. لجأ الملك بيَّا والكثيرون من خلفائه، فى سعيهم تقنين شرعيتهم لوراثة التاج المصري، الى استعادة تقاليد المملكة المصرية السالفة وشيدوا لأنفسهم أهراماً بداية فى الكرو ومن ثم فى نوري وأخيراً فى البجراوية ، لكنه تم الإقلاع عن هذا التقليد الوافد مع مرور الزمن، اذ بمجرد أن انقطعت العلاقات مع مصر قويت النزعة الى العودة مجدداً الى تقاليد الدفن الكوشية المحلية...الردميات التلية الفوقية كشواهد على قبور الملوك والأمراء والزعماء.
رغم أن شكل مقبرة بيَّا قد تغير وكذلك خليفتيه شاباكا و شاباتاكا و زوجاتهم فإنهم دفنوا وفق عادات أسلافهم- على عنقريب لا فى تابوت. للأسف فإننا لا نمتلك معلومات عن كاشتا و تانوت امانى. المرة الأولى التى يظهر فيها تقليد الدفن فى تابوت كانت فى عهد تهارقا لكن ظل الدفن الشائع على عنقريب. تم الإقلاع نهائياً عن تقليد الدفن فى تابوت بمجرد انهيار مملكة مروى، وكانت عادة ما يسمى بمدافن شاتي التى لا بدَّ فيها للعبيد أن يرافقوا سيدهم الى العالم الآخر قد أطلت مجدداً بفترة قصيرة قبيل انهيار مروى.
هكذا سادت فى كوش على مدى الآف السنوات طقوس محلية لدفن الموتى. تبدلت هذه الطقوس فقط فى فترة الحكام الأوائل للأسرة الخامسة والعشرين الذين فرضوا سيادتهم على مصر. إلا أن تأثير العادات المصرية لم يدم طويلاًً حيث تمَّ استبعادها عودة الى التقاليد القديمة. وبالقدر نفسه بقيت التقاليد الخاصة بوراثة العرش دون تعديل اذ استمر التعاقب على العرش من الأخ لأخيه ومن الأخير لابن أخته. كما واستمرت بقايا التنظيم الأمومي وهو ما انعكس فى التأثير الذى تمارسه الملكة الأم الكنداكة.
الارا وخليفته كاشتا هما أول ملكين من ملوك نبتة تمَّ تثبيت اسميهما، لكننا لا نعرف عنهما أكثر من ذلك شيئاً. أما أسلافهما فإننا لا نعرف حتى أسماءهم حيث لم يتم العثور فى المدافن التلية وفى المساطب السابقة للملك بيَّا فى الكرو على أية نصوص أو حتى نقوش قصيرة. يظهر اسم الارا وكذلك اسم زوجته- أخته كاساكا فى مسلة ابنتهما زوجة بيَّا الأميرة تابيرى. لقبَّ الارا فى هذه المسلة بالزعيم "أورو" وهو اللقب نفسه الذى أطلقه عليه تهارقا فى مسلتين عثر عليهما فى كوة، وكان تهارقا ابن أخت الارا المبجل. بعد ذلك يُذكر الارا فى نصوص الملكين إيريكى أمانوتى 431–405 ق.م. و نستاسن 335– 310 ق.م. بوصفه ملكاً. على كل فان اسم الارا أحيط فى تلك النصوص بالخرطوش الملكى. هنا قد يثار سؤال حول الاختلاف فى لقبه خاصة وأنه تم التمييز فى مسلة بيَّا بوضوح بين ألقاب الزعيم، والحاكم، والملك.
بالطبع فان إعطاء إجابة محددة فى الوقت الراهن غير ممكنة، لكن يبدو أنه خلال فترة الارا لم تكن عملية توحيد كوش قد اكتملت أو أنها كانت قد اكتملت للتو، ومن ثم لم يستطع الارا إطلاق لقب ملك على نفسه كما فعل ذلك بكل شرعية كاشتا ومن بعده بيَّا. اكتفى الارا بلقب أسلافه كما كان إبان المملكتين الوسطى والحديثة. لاحقاً ومع تثبيت الأسرة فان أحفاد الارا البعيدين أضفوا عليه شرف الملوكية مؤكدين فى الوقت نفسه إضفاء اللقب على أنفسهم مثبتين له. يصعب تحديد الامتداد الشمالي لمملكة نبته فى عهد الارا، وهناك احتمال بأن يكون جزء من النوبة السفلى، إن لم تكن كلها، تابعة له، أما حدودها الجنوبية فاحتمالاً أن تكون قد امتدت الى مروى (البجراوية) حيث وجدت مدافن تتطابق ومدافن الكرو يرجع تاريخها الى فترة الارا. قطعاً فان البطانة قد تمَّ استيعابها فى مملكة نبتة فى أيام كاشتا وبيََّا وهو ما تؤكد عليه الأسماء المروية، فقد كان اسم قائدين فى جيش بيَّا، ليميرسكنى وإريكتاكانا، كما أن محافظ مدينة طيبة المصريَّة فى فترة حكم بيََّا كان اسمه كلباسكن، وتتردد الأسماء المرَّوية بكثرة فى عهد الملك أسبالتا. وفى نقش عثر عليه فى سمنة ورد اسم ملكة كوشيَّة مبكرة هى كاديمالو (كاريمالا فى قراءة أخرى) مما يشير الى أن البطانة كانت قد أصبحت متحدة مع نبتة عبر التزاوج. وكان الباحث موركوت أشار الى أن نشوء مملكة نبتة كان نتاجاً للحرب الأهلية المندلعة بين المشيخات الكوشية المتصارعة على السلطة، ونتاجاً للتزاوج الأسري بين عدد من زعماء المشيخات المختلفة Morkot,1994 ونعتقد أن المعطيات المتوفرة حالياً تؤكد على احتواء البطانة تحت سلطة مملكة نبتة بفترة سابقة لاستيلاء نبتة على مصر. إنه ولانجاز مثل ذلك الاحتواء كان لا بدَّ من وجود إما تحالف سياسي أو تزاوج أسرى أو نشاط عسكري مكثف. لكن ما هى فوائد التوسع جنوباً؟ هل هى فقط الثروات الزراعية والرعوية الكامنة فى البطانة؟ نعتقد أنه بالإضافة الى كل ذلك فان السلع الترفية من أبنوس وعاج وجلود وما الى ذلك شكلت دوماً أهمية فى عمليات التبادل التجاري مع مصر وبقية العالم الخارجي.
تشير سجلات التوسع الآشوري فى غرب آسيا الى السلع التى قدمتها مدن البحر الساحلية، من بين تلك توجد القرود وغيرها من السلع المجلوبة الغريبة، لكن الأبنوس والعاج وجلود الأفيال كانت الأهم من بينها. شهدت فترة القرن العاشر- الثامن ق.م. ازدهار صناعة العاج فى غرب آسيا فى كل المدن الفينيقية الساحلية ومدن شمال سوريا، ومعروف الآن أن الفيل السوري المحلى كان قد انقرض قبل ذلك التاريخ، ومن ثمَّ علينا أن نسأل عن مصدر ذلك العاج. تشير المادة الى أن العاج الذى صنع هناك هو من نوع الفيل الأفريقي الغابي. التجارة بين مصر ومدينة بيبلوس فى عصر الفرعونين ششنق الأول وأسركون الأول مشهودة، وكذلك فى أزمان لاحقة مع اشدود و سيدون و تير. غض النظر عما اذا كانت جلود الأفيال والعاج تجلب الى غرب آسيا عن طريق النيل الى مصر بداية أم مباشرة عبر طريق البحر الأحمر، فان المصدر كان لا بدَّ أن يكون سافانا السودان الأوسط.
تثير الآثار الأشورية، التى لا تجد اهتماما فى الكتابات المتخصصة التى يسطرها علماء الدراسات المصرية المهتمين بتاريخ كوش، العديد من التساؤلات. تشير العديد من الأدلة الى الإسهام الأجنبي فى سلاح الفرسان والمركبات الحربية فى الجيش الأشورى، من بين تلك الأدلة نصوص تشير الى الجياد الكوشية كور- كو- ساسا المخصصة لجر المركبات الكبيرة، ووصفت النقوش المتأخرة تلك الجياد بأنها كبيرة الحجم. بالإضافة الى الجباد الكوشية أشارت النقوش الى عدة الجياد الكوشية، كما أشارت أيضاً لوجود الكوشيين فى البلاط الآشوري فى وقت مبكر من عهد تجلات بليسار كأخصائيين للخيول Morkot,1994. وباعتقادنا أن ربط الأدلة الكوشية بالأدلة الأشورية، والتى لن نسترسل هنا فيها، تشير الى أن الكوشيين كانوا يربون الجياد ويصدرونها، ويبدو أن إقليم دنقلا كان هو المكان الأمثل لمزاولة مثل هذا النشاط. يجب ألا ننسى أنه فى الأزمان الحديثة المبكرة كانت دنقلا مركزاً لتربية الجياد، وأن مك دنقلا دفع جزية لسلطان الفونج فى سنار جياداً.
الأسرة الكوشية الخامسة والعشرون فى مصر
سنحاول الآن مناقشة سيرة أسرة كوشية من الألفية المبكرة السابقة للميلاد. إنجازات واحد أو اثنين من أعضاء تلك الأسرة تمَّ ذكرها عموماً فى الأدب الخاص بالتاريخ القديم، ويمكن للقارئ المهتم بتاريخ وادى النيل أن يجد الأسماء نفسها فى الكتب الخاصة بتاريخ مصر القديم، فأسماء بيَّا، شاباكا، وشباتاكا، وتهارقا، وتانوت أماني تبدو عادية لأنهم حكموا مصر بوصفهم ملوكاً للأسرة الخامسة والعشرين حوالي 747–600 ق.م. أما أسماء أنلامانى، وأسبالتا، وإريكىأمانوتى، وهارسيوتف، ونستا سن وهم من ملوك كوش فيما بعد أزمان الأسرة الخامسة والعشرين فإنها ترتبط لدى علماء الدراسات المصرية بنقوش هيروغليفية ذات أسلوب غير عادى عدوه متوحشاً . إن تفسير ظهور الأسرة الكوشية وإنجازاتها السياسية والثقافية لازال متنوعاً فى الدراسات المتخصصة، فبعد فترة تميزت بالتقدير الحذر لما اعتقد بأنه إبداع كوشي فى الثقافة المصرية فى فترة الأسرة الخامسة والعشرين، فان كتابات حديثة عن المرحلة المتأخرة المصرية تميل الى إعادة تشكيل محددة لذلك التقدير، أو كما يقول أحد أولئك الكتاب "ان إعادة الأحياء الذى عد سابقاً ساييتى ومن ثم كوشي يمكن النظر إليه الآن بأنه بدأ فى مصر المنقسمة فى القرن الثامن قبل الميلاد" Leahy,1992 وفى حين نبدى اتفاقا مع مثل هذه العبارة، إلا أن نفياً كلياً لوجود تقاليد أو مظاهر كوشية فى ثقافة مصر فى عصر الأسرة الخامسة والعشرين يبدو غير مبرر. يظهر أن سوء الفهم الملازم لأبحاث المتخصصين فى الدراسات المصريَّة القديمة فيما يتعلق بالبينة الآثارية والوثائقية لتاريخ كوش إنما يأتى من الإهتمام غير الكافي بما هو غير مصري. فالمؤرخ المصري أكدَّ فى موسوعته لتاريخ مصر القديمة على خطل الرؤيَّة المنغلقة تلك وكتب قائلاً: "الواقع أن ملوك كوش الذين أسسوا لأنفسهم ملكاً عظيماً فى بلادهم قاموا بنهضة قومية شاملة فى مصر وكوش كان لها أثر بعيد فى إحياء وادى النيل ثانية وإعادة مجده القديم، بعد أن ظل خاملاً عدة قرون فى أعقاب سقوط الدولة الحديثة. وقد تناول هذا الإحياء النواحي الدينيَّة والاقتصادية والاجتماعية والفنية جميعاً. والواقع أن ملوك كوش الذين تتألف منهم الأسرة الخامسة والعشرين قاموا جميعاً على رأس تلك النهضة التى تعد بحق آخر محاولة فى الأزمان القديمة لاسترداد عزة مصر وكرامتها". ويستمر سليم حسن قائلاً بأن فن النحت فى عهد الملك الكوشي شاباكا "قد أخذ يزدهر بصورة جلية اذ أخذ الفنانون ينحتون التماثيل للملوك وعظماء القوم بما يحاكى الطبيعة الخالية من كل زخرف، وفى أعمار متفاوتة، فلدينا تماثيل لبعض رجال الدولة تصورهم فى الشباب والكهولة والشيخوخة بما فيهم من معايب ومحاسن سليم حسن 2000 هكذا يربط سليم حسن ظهور المدرسة الواقعية فى الفن المصري بالتأثيرات الكوشية. ونلمح هنا الى أن ظهور الواقعيَّة فى الفن لا بدَّ وأنه ارتبط بوجود قدر من الحريات الفكرية التى تتيح للفنانين التعبير بحرية ودون قيود تفرضها السلطة السياسية.
تعاقب ملوك كوش
إن تعاقب الملوك الكوشيين الذين أسسوا الأسرة الخامسة والعشرين فى تاريخ مصر القديمة متفق عليه الآن ولا خلاف فى ذلك، لكن لازال هناك عدم اتفاق بشأن التواريخ، الإشارة الدقيقة الوحيدة واردة فى نص فى سيرابيوم يثبت وفاة تهارقا فى السنة نفسها التى اعتلى فيها بسامتيك الأول العرش، أي سنة 636 ق.م. وبما أن تهارقا حكم على مدى 26 سنة تصبح سنة اعتلائه العرش هى 689 ق.م. حالياً يكاد معظم الباحثين يقرون الجدول التاريخي الآتي لتسلسل حكام هذه الأسرة الكوشية الذين حكموا مصر:
أواخر القرن الثامن ق.م.
كاشتا
751-716
بيَّا
716-701
شاباكا
701-689
شاباتاكا
689-661
تهارقا
663-600
تانوت أمانى
انعكست نشاطات فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين فى سلسلة من المصادر المتنوعة، ونعرف عنهم أكثر مما نعرف عن الملوك اللاحقين لهم، فبمقارنة نصوص شاباكا، وشابتاكا، وتهارقا، وتانوت أماني بحوليات الملوك الآشوريين وبالمقتطفات المتفرقة من الكتاب المقدس، وأيضاً ما يمكن استنباطه من الآثار المعمارية والفنية، يمكننا فى الكثير من الحالات أن نميط اللثام عن الواقع التاريخى. فلقد ظلت لوقت طويل غير واضحة سلسلة النسب لملوك الأسرة الخامسة والعشرين، ولاشك أن مثل هذه السلسلة تشكل أهمية بالنسبة لتحديد التواريخ وتواتر الأحداث وهو ما تم تحديده، ولو بصورة غير نهائية فى بعض الجزئيات .
L.Török, The Emergence of the Kingdom of Kush and her Myth of the State in the First Millennium B.C.,-In: F.Geus (assembled): ‘Nubia Thirty Years Later’. Pre-publication of main papers, Society for Nubian Studies eighth Internatinal Conference, Sept,1994. Lille.
И.С.Кацнельсон, Напата и Мероэ древние государства Судана. Москва
R.Morkot, The Foundations of the Kushite State: a response to the paper of Laszló Török. In: F.Geus (assembled): Nubia Thirty Years Later. Society for Nubian Studies Eighth International Conference 11-17 septembre 1994, pre-publication of main papers. Lille.
A.Leahy, Royal Iconography and Dynastic Change, 750-525 BC: The Blue and Cap Crowns.- Journal of Egyptian Archaeology 78.
سليم حسن 2000، موسوعة مصر القديمة، الجزء الحادى عشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة .
|
|
09-30-2006, 04:21 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
الاعصار
عضو فعّال
المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
|
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان"
[SIZE=4]# التاريخ: القرن الثامن قبل الميلاد
# موقع النقش: معبد الإله الكوشى ديدون والفرعون تحتمس الثالث. واجهة المعبد، بالقرب من المدخل فى الغرب.
# ببليوغرافيا: Grapow H., 1940, 76: 24-41 ; Dunham-Janssen, 1960:10
المنظر فى يسار النقش
الى اليمين: الإلهة إيزيس
النص أمام إيزيس ومن فوقها (فى أربعة أعمدة، القراءة من اليسار الى اليمين)؛
(1) (بالتالى) تقول إيزيس، أم الآلهة، عين (2) رع، سيدة كل الآلهة،
" أنا وضعت(3)الراحة فى قلب زوجة الملك وإبنة الملك كا(4) [ديمالو، المبرأة من الإثم]".
فى مواجهة إيزيس: الملكة كاديمالو
النص أمام كاديمالو وفوقها (فى عمودين، القراءة من اليمين الى اليسار):
(1) زوجة الملك العظيم وبنت الملك كادي (2) مالو، المبرأة من الإثم: " صلى، وتقبلى زهرات اللوتس".
النص أمام كاديمالو (عمود واحد، القراءة من اليمين الى اليسار):
زوجة الملك العظيم ملك مصر العليا ومصر السفلى وابنة الملك.
خلف الملك رسم لأنثى (يتجه الى اليمين):
سا ودجت نب عنخ تا
# النص:-
(1) العام الملكى 14، >الشهر< 2 من الشتاء، اليوم 9 من الشهر. قال جلالته لزوجة الملك العظيم (و) إبنة الملك، كتيملو، المبرأة من الإثم، " إننا قد رفعنا الى أعلى، مع أننا لا نعمل ضمن خدم آمون، هناك يوجد (2) عدو، وــ لفعل شئ "طيب" (فى) العام الذى حدث لنا، آمون سببه ليحدث لهم، هناك لا...... يتسبب فى حدوثه لنا، هناك كان زعيم.... إنه..... فى حوزته، آمون يفعل ــ ــ ــ (3) الناس الذين يصطادون الطائر المائى.... انى....أقوم بأداء القداس لآمون، الواحد الذى يفعل، لم أشحذ عقلى لأتذكر الحدث الذى وقع لى فى هذا العام، عندما أومأ آمون برأسه موافقاً (عن طريق الوحى) على إعتلائى (أنا) العرش، استعيد الى الذاكرة (4)..... آبائى (الأوائل) [ــ ــ] نحن يسرعون الىَّ بعد ذلك (مرتين) أفعل ذلك فى جبال الذهب ثم أعرف فى هذا العام، أيا قوة السحر [ــ ــ] عن طريق زوجة عظيمة (5) .... ثلاثون زعيماً [ــ ــ] إنه لشئ سئ للفرعون أن ــ مع سيفه الأحدب إنتبه، فالخوف والتراجع شئ جيد، عد الى الجبهة، كل المتمردين تم دحرهم، أولئك [ــ] الذين (6) استقبلوهم، صنعهم. ثم... هذا العام فيما يخص الحدث الذى وقع لى. أما بالنسبة لآبائهم (الأوائل) الذين كانوا يهابون منا، كل متمرد (محتمل) كان هادئاً ساكناً، إنهم بخير سوياً مع زوجاتهم. (7) إنه لشئ جيد فعل الأذى ــ هو لا يعرفه؛ إنه لشئ سئ فعل الأذى ــ الناس الذين يصطادون الطائر المائى عندما يعرفون أنه سوف ــ هو الذى يعيش. أنظر، نحن ... الشر. (8) وهم لا يزالون أحياء. إنه شئ سئ فعل الخير، الظلم والكذب الإفادة التى قيلت... الحياة/القسم... أنظر، إنه لجيد لآمون... رغم أنه ليس مكانه. أما بالنسبة لمن يفعل ... مكان آخر،... حتى (9) الوقت الحالى. انها تخص الـ ــ منهم/ آبائى، أنظر، ليس جيداً أن تسوق قطيع مواشى آمون يومياً؛ (لكن) جيد أن تذبح "لـ" قطيع آمون [ــ ــ] ماكاراشا (10) كل أهل المدينة يلعنون ماكاراشا يومياً. إنه..... مثل ذلك كلياً.... إذ لم [ــ ــ] هو. الشر (11) يصل الى قلبه بالطريقة التى يصل بها الى الجيش إنه ذلك الذى يفعل الخير لكل الأرض سئ...الذى..(12).... (13)....
# ملاحظة جيمس حول ترجمته للنص الى الإنجليزية James 1993:233:-
الترجمة المقدمة هنا يمكن وصفها على أفضل وجه سلسلة من السرد لكلمات عسيرة مع شرح لها وتخمينات، ذلك أننى فى الحقيقة لا أفهم هذا النص. من الناحية النحوية، حسب ما أستطيع إقناع نفسى أننى نجحت فى التعرف على ترتيب كلمات الجمل، يبدو النص نموذجاً للقسم الثاني من اللغة المصريَّة (المصرية المتأخرة الى القبطية) وفق فيرنوس [انظر Vernus,1979:81-82]. فى هذا الخصوص فإن النص يتوافق مع سلسلة من النقوش النبتية المبكرة التى يصفها بريسى Priese1970:24-25 بأنها كتبت بلغة مصربة متأخرة والتى يرى أن آخرها (أي تلك النقوش) هو نقش النصر الخاص بالملك بيَّا. عندما تنشر الدراسة الإبيجرافية التى أجراها كامينوس لهذا النص فى هذا المجلد الخاص بسمنة، فإننا نتوقع أن نقف على قاعدة أكثر موثوقية يمكن على أساسها تركيب ترجمة.
تعقيب لازلو توروك على النص:-
النص والمنظر المرافق له قد تمَّ تركيبهما فوق منظر أصلى على واجهة المعبد الذى شيده تحتمس الثالث. ومع أن الملكة كاديمالو والملك غير المسمى فى النص لايمكن مطابقتهما بأى شخصية تاريخية مشهودة فى مصادر مستقلة، ويشير الأسلوب وتفاصيل محددة من النص الى تاريخ يرجع للمرحلة الإنتقالية الثالثة؛ ويربط الإسم المروى للملكة كدى-ملو = "السيدة الطيبة" [انظر Macadam in Dunham-Jenssen1960:10] الوثيقة بمنطقة النيل الأوسط . إرجاع تاريخ النقش للمرحلة المتأخرة أو بدقة أكثر الى فترة مابعد المملكة المصريَّة الحديثة وإرتباطه بتاريخ كوش مقبول بصورة عامة؛ لكن، نسبة لإستحالة ترجمة متماسكة، لم يقدم تفسير تاريخى [انظرGrapow1940; Morkot 1991].
يمثل المنظر،Grapow 1940 اللوحتين الثانية والثالثة، الملكة كاديمالو وأميرة أمام إيزيس. تضع الملكة غطاء رأس على هيئة نسر يعلوه قرص شمس مع أشرطة تتدلى على الظهر؛ وتلبس ثوباً مزدوجاً شفافاً بأكم قصيرة، وعقد عريض على الرقبة وأسورة. فى يدها اليمنى تمسك بصولجان [ايمات im't أو ختس hts انظر Troy1986:189ff.] وفى يدها اليسرى مدرس يدوى. مثلها مثل الأميرة من خلفها ، تلبس أيضاً حلق أذن نجمى الشكل من النوع المعروف من تصاوير الملكات الكوشيات للفترة مابعد الأسرة الخامسة والعشرين [انظرTörök 1987:nos 31,59,64f.,87a.89,109]. يحمى جسمها الإله النسر نخبت وعلى رأسه تاج آتف فارداً جناحيه فوق رأس الملكة. بين صورتى الإلهة والملكة رسمت ثلاث مناصب للقرابين وجه منصب منها للملكة وآخر نحو إيزيس (لاحظ إتجاه تدفق السائل المسكوب وكؤوس زهرة اللوتس). بالتالى، فى حين تقدم الملكة اللوتس للإلهة (انظر النص أمام شكل كاديمالو وخلفه)، فإنها أيضاً مستفيدة من القرابين. المؤشر الإيكونوجرافى الدال على كونها كانت قد توفيت فى وقت نحت رسم المنظر يدعمه نعتها بـ "ماعت هرو" أى المبرأة من الإثم.
النص، الذى لازال مستعصياً أمام محاولات ترجمته بصورة متماسكة، يبدأ بتأريخه بالعام الملكى 14، الشهر الثاني للشتاء، اليوم التاسع لملك غير مسمى يشير الى نفسه بجلالته (العمود 1) وفرعون (العمود 5) ويسجل مخاطبته الموجهة الى زوجة الملك العظيم وإبنة الملك، كاديمالو. واصفاً نزاعات ذات طبيعة مبهمة مرتبطة بمتمردين، ومناجم ذهب، وقطعان مواشى آمون، يبدو أن الملك يسعى الى كسب دعم الملكة (المتوفاة)، مشيراً الى سحرها القوى (العمود 4، النهاية). قارب جرابو لغة النقش بلغة برديَّة نسيخون التى تحمل الرقم [PCairo 58032,Cat.Gen.Mus.Caire I,132] والذى نشره جن وهو عبارة عن مرسوم لآمون حاول فيه بينودجم الثاني، زوج نسيخون الذى ظل حياً، ضمان أن لا تقوم زوجته المتوفاة بإيذائه من العالم السفلى [انظر Ĉerny 1962:39,1999]. مع أن الحالتين مختلفتين، إلا أن النصين يستندان الى تفسيرات متشابهة للسحر وتعكسان ذات المفهوم الخاص بقيام المتوفى بدور الوسيط أو القوة الخطيرة فى عالم الأحياء.
ومع أنه منحوت فى واجهة معبد، فإن نوع النص صروحى جزئياً. التاريخ، والأقسام القصصيَّة، والتلميحات التى تلصق الكذب بالعدو (العمود 8)، والعبارات المؤولة أخلاقياً (الأعمدة 5،7،8،9) تعكس معرفة بأنماط النقوش الملكية للمملكة المصرية الحديثة، ومع ذلك فإن تأثير النصوص السحرية جلى وواضح. ومع أن المنظر يصور الملكة كاديمالو محمية بالإلهة النسر لمصر العليا مقتنية الحقوق الملكية التقليدية المميزة لملكات المملكة الحديثة المتأخرة لابسة ثوبها بذات أسلوبهن (مثال تصوير نفرتارى مريت موت، زوجة رمسيس الثاني، فى أبى سميل Desroches-Noblecourt-Kuentz 1968,Pl.33 ؛ وفى المقبرة 66 فى وادى الملكات فى طيبة: Lange-Hirmer 1967 Pl.LVI،) ومع أن وجود الأميرة قد يكون قصد منه التعبير عن مفهوم الثنائية الانثوية [انظر Troy 1986:107ff.] إلا أن اسمها برغم ذلك لم يكتب فى خرطوش ملكى، مع أن ألقابها ملكية. تلك المفارقات تعكس بيئة دالة على أن النوبة السفلى كانت فكرياًً تحت تأثير مصر العليا بخاصة طيبة لكنها فى الوقت نفسه تشير الى العزلة.
البنية التاريخية يمكن تحديدها إفتراضياً فقط. إنَّ ظهور ملك وملكة مستقلين فى النوبة السفلى أمر يمكن تصوره فى الفترة المتأخرة من حكم رمسيس الحادى عشر عندما ثار، فى العام الملكى التاسع عشر، نائب الملك فى كوش بانحسى فى العام السابع عشر ضد ملكه، وأجبر على التراجع الى النوبة السفلى [انظر Jansen-Winkeln 1992] حيث أسس حكمه الخاص. استقلال النوبة السفلى عن طيبة كان، على كل، مؤقتاً فحسب؛ وبعد وفاة بانحسى يبدو أنها أصبحت تحكم مجدداً عن طريق نواب الملك فى كوش الذين يعينهم حكام الأسرة الحادية والعشرين، والثانية والعشرين، والثالثة والعشرين [انظر :Habachi 1979]. آخر نائب للملك فى كوش، باميو، موثق فى حوالى 775-750 ق.م. Aston-Taylor 1990:147f.؛ ويمكن أن يكون منصبه قد زال كنتيجة مباشرة لظهور قوة جديدة فى النوبة . مع حلول عهد كاشتا (حوالى 760-747 ق.م.) أصبحت منطقة نبتة ومروى متحدة فى مملكة واحدة؛ وفى فترة من حكمه، غير مؤرخة تحديداًً للأسف، ظهر كاشتا فىمصر العليا وادعى الملوكية على مصر. الملكة كاديمالو، السيدة المؤصلة حسب إسمها من منطقة المتحدثين باللغة المروية فى الجنوب، يمكن أن ترتبط بالزحف الشمالى للمملكة الكوشية الوليدة التى جهزت الأرضية لظهور كاشتا فى مصر العليا. بالطبع يستحيل التقرير عما إذا كانت كاديمالو إبنة لملك كوشى وزوجة لملك كوشى آخر، وبالتالى يمكن أن تكون منتميَّة الى عائلة أحد الخلفاء المباشرين لكاشتا نفسه، أم أنها تحدرت من أسرة ملكية كوشية لكنها كانت زوجة لملك من ملوك النوبة السفلى. غض النظر عن من كان زوجاً لكاديمالو، فإن الملك غير المسمى فى نقش سمنة يدعى بأنه كان ملكاً شرعياً عن طريق وحى آمون (العمود 3) وفق دوغما الملوكية المصرية التى تم تبنيها أيضاً من قبل الأسرة الكوشية.
# المراجع:-
D.Dunham and J.M.A.Janssen, Second Cataract Forts, vol. 1. Semna-Kumma. Boston.
H.Grapow, Die Inschrift der Königin Katimala am Tempel von Semne,- Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde 76.
T.G.H.James, Obituary of R.A.Caminos.- Journal of Egyptian Archaeology 79.
P.Vernus, Deux particularités de l’Ėgyptien de tradition: NTY IW+ PRESENT 1; WNN.F HR SDM NARRATIF. Colloques internationaux du C.N.R.S. No.595.- L’Ėgyptologie en 1979. Axes prioritaires de rechreches 1.
K.H.Priese, Der Beginn der kuschitischen Herrschaft in Ägypten.- Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde 98.
R.Morkot, The Empty Years of Nubian History. In: P.James et al.:Centuries of Darkness. A Challenge to the Conventional Chronology of Old World Archaeology. London.
L.Troy, Patterns of Queenship in Ancient Egyptian Myth and History. Uppsala.
L.Török, The Royal Crowns of Kush. A Study in Middle Nile Valley Regalia and Iconography in the First Millennia BC and AD. Cambridge Monographs in African Archaeology 18. Oxford.
J.Černy, Egyptian Oracles. In: R.A.Parker ‘A Saite Oracle Papyrus from Thebes in the Brooklyn Museum (Papyrus Brooklyn 47.2810.3). Providence.
Desroches-Kuntz 1968, Le petit temple d’Abou Simbel. Le Caire.
K.Lange and M.Hirmer, Ägypten. München.
K.Jansen-Winkeln,(recently, soon be named).
A.Habachi, Königssohn von Kusch. Lexikon der Ägyptologie III.
D.A.Aston and J.H.Taylor, The Family of Takeloth III and the "Theban" Twenty-third Dynasty, In: A.Leahy (ed.): Libya and Egypt c1300-750 BC. London.
|
|
10-01-2006, 04:58 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
الاعصار
عضو فعّال
المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
|
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان"
[CENTER][SIZE=6]الارا. بينة دالة على حكمه
ALARA: EVIDENCE FOR REIGN
ترجمة د. أسامة عبدالرحمن النور[/CENTER]
كان الارا العضو الأول فى أسرة ملوك كوش الذى احتفظ الزمن لنا بإسمه. ذكر بداية فى نص المسلة الجنائزية للملكة تابيرى، التى كانت إبنة لها أنجبها من كاساكا. وقد زوجها لـ بيَّا. ذكر الارا مرة ثانية بوصفه أخاً لجدة تهارقا وذلك فى نقشى كوة IV السطر 16 ومابعده، وكوة VI السطر 23 ومابعده. كذلك ذكر فى مسلة إيريكى أمانوتى من النصف الثانى للقرن الخامس ق.م.(كوة IX السطر 54). ثم ذكر أخيراً، فى الثلث الأخير للقرن الرابع ق.م.، فى مسلة هورسيوتف.
سلف بيَّا كان أباه كاشتا كما تشير الى ذلك مسلة تبنى نيتوكريس Caminos,1964 وألقاب أخت بيَّا وزوجته بكاستر، وهى إبنة كاشتا، أنظر عضادة الباب التى نشرها شيفر Schafer,1906 وفينيك Wenig,1990 بالتالى يكون الارا فيما هو محتمل سلفاً لكاشتا Dunham-Macadam,1949; Kitchen,1986 لقد افترض دائماً أن التوارث فى أسرة ملوك كوش كان "متلازماً"، أى أن الملك يخلفه على العرش شقيقه الأصغر ومن هذا الأخير ينتقل العرش الى إبن الأخ الأكبر وهكذا Dunham-Macadam,1949; Leclant,1979; Kitchen,1986 وعليه فقد طرحت فرضية أن الارا وكاشتا أخوان Dunham-Macadam,1949; Priese,1974; Wenig,1979 مثل هذه العلاقة ليست مشهودة مباشرة، على كل، لكن يمكن إفتراضها إذا تمكنا من مطابقة جدة تهارقا غير المسماة، أخت الارا مع أخت كاشتا وزوجته (انظر نقش ابيدوس الخاص بها والمحفوظ بمتحف الأشمولين فى أكسفورد تحت الرقم PE3922) على أية حال ماكان التوريث المتلازم هو الأسلوب الأوحد فى الأسرة الكوشية لكنه تبادل مع التوريث الأبوى لتفسيرات البينة انظر Priese,1981 حيث يقوم بإعادة تركيب نموذج من النظام الأمومى يتزوج فيه الملوك إخواتهم ويصبح أبناء الأخوات الورثة الشرعيون للعرش. ويرى موركوت Morkot,1992 أن أنظمة الحكم قائمة على التسلسل الأسرى المتعاقبة "العشيرة الأبوية" والعشيرة الأمومية"؛ فى حين يفترض لازلو توروك أن الوراثة تعاقبت بين نسل فرعين للأسرة نفسها، أى نسل بيَّا وشاباكو، كما وينشئ توروك إعادة تركيب لمفهوم الشرعية عن طريق الخط الأمومى.
فى المسلة الجنائزية لتابيرى والتى نقشت خلال حكم بيَّا، كُتب إسم الارا داخل خرطوش ملكى. فى نقشيّ كوة المذكورين IV-VI ذكر الارا بوصفه "أور"(زعيم)، لكن فى الوقت نفسه كُتب إسمه داخل خرطوش ملكى مسبوقاً بلقب "سا- رع" (إبن الإله رع). تشير تلك النصوص الى طقس تكريس أخته، جدة تهارقا، الى آمون بحيث يضمن الشرعية لنسلها. رغم أنه، كما هو مشهود من إستمراريَّة الجبانة الملكيَّة فى الكرو Dunham,1955 حيث دفن الارا وخلفاؤه، لم يكن الارا الحاكم الأول فى خطه، فإن نقش تهارقا يصوره مؤسساً لأسرة الملوك الكوشيين الذين أصبحوا أيضاً حكاماً على مصر. الطقس الذى ربط به الارا أخته بآمون يشير الى توجه دينى وسياسى فى آن معاً نحو مصر، ويشير الى تأسيس نظام جديد للتوريث. كل تلك التحولات تُعلم نهاية دولة القبيلة وظهور المملكة. يأتى التحول أيضاً تعبيراً عن المنظور المزدوج فى إشارة تهارقا الى الارا فى نصى كوة، فقد نُظر اليه فى النصين من منظور رتبته الفعلية زعيماً لدولة قبيلة وفى الوقت نفسه من منظور حفيده تهارقا الذى يستمد ملوكيته من الارا ومن ثم يمنحها الخرطوش الملكى ولقب سا- رع. ذكرى الارا مؤسساً لأسرة تثار مجدداً فى النقوش الملكيَّة فى القرنين السابقين للميلاد الخامس والرابع.
# المراجع:-
R.A.Caminos, The Nitocris Adoption Stela.- Journal of Egyptian Archaeology 50.
H.Schäfer, Die sogenannte ‘Stèle de l’excommunication’ aus Napata.- Klio 6.
St.Wenig, Pabatma-Pekereslo-Pekartror. Ein Beitrag zur Frühgeschichte der Kuschiten. Meroitica 11.
K.A.Kitchen, The Third Intermediate Period in Egypt (1100-650 BC.) 2nd Edition. Warminister.
D.Dunham and M.F.Laming-Macadam, Names and Relationships of the Royal Family of Napata,-Journal of Egyptian Archaeology 35.
J.Leclant, Kuschitenherrschaft. Lexikon der Ägyptologie III.
St.Wenig1997, Kaschta.- Lexikon der Ägyptologie III.
K.H.Priese, Die Statue des napatanischen Königs Aramatelqo (Amtelqa) Berlin, Ägyptisches Museum Inv.-Nr. 2249. In: Festschrift zum 150 jährigen Bestehen des Berliner Ägyptischen Museums. Berlin.
K.H.Priese1981, Matrilineare Erbfolge im Reich von Napata.- Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde 108.
R.Morkot, Kingship and kinship in the empire of Kush. Preprint of papers of 7th International Conference for Meroitic Studies, Berlin.
D.Dunham, Nuri. Boston
|
|
10-01-2006, 05:01 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|