{myadvertisements[zone_3]}
الاعصار
عضو فعّال
المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
|
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان"
[CENTER]كاشـتا 760- 747 ق.م.[/CENTER]
أصبح كاشـتا ملكاً بعد الارا وكان أخاً له فى الغالب الأعظم. نجح فى مد حدود كوش شمالاً حتى أسوان، الحدود الجنوبية لمصر. عثر الآثاريون على أثر بالقرب من أسوان لازال يحتفظ بصورته. فى هذا الحجر يسمي كاشـتا نفسه "ملك مصر العليا والسفلى"، وهو اللقب الذى استخدمه فراعنة مصر. وبالرغم من أن كاشـتا قد لا يكون محتملاً وصوله الى الأراضي المصرية وفرض سيطرته الفعلية عليها، فإنه والد بيَّا (بعانخي)، الذى سيقدر له غزو مصر والسيطرة عليها بعد انقضاء سنوات قليلة على وفاة والده. كان كاشـتا أيضاً والداً لـ أماني ريديس، وهى الأميرة الكوشية التى أصبحت زوجة للإله آمون فى طيبة وصارت تعرف بلقب "زوجة الإله".
مملكة نبتة:البدايات الأولى للتأسيس:-
لازالت غامضة أصول العملية الفعلية التى شكلت الدولة الكوشية النبتية. يبدو أن تلك العملية كانت محلية من حيث أصولها ومن حيث مجمل مسار تطور الدولة اللاحق. وكان الكتاب الإغريق والرومان الذين كتبوا بعد هيرودوت واضحين للغاية فى تأكيدهم بأن دولة نبتة لم تكن نتاج انتقال ثقافي تأصل فى مصر. والحق أن أعضاء الأسرة النبتية قد بدأوا مشروعهم لتحويل كوش الى دولة مركزية بأزمان سابقة على اتصالهم بمصر. بعد تأسيس الدولة وفرت لهم العلاقة مع مصر أدوات ونماذج بالإضافة الى بعض الموارد التى ساعدت فى عملية بناء الدولة احتمالاً. فكما أشار الباحث المجرى لازلو توروك اختار أولئك لحكام جوانب من الديانة المصرية لاستخدامها أداة لتشكيل المجتمع الكوشي فى دولة مركزية معقدة قائمة الى حد ما على النموذج المصري Török,1994. وكما أشار كاتسنلسون فان عالم التصورات، كما يتبدى فى المعمار الجنائزي بالكرو، الذى عكسته مدافن الملوك الكوشيين يلمح الى ثقافة كوشية فى الأساس متطورة بطريقتها الخاصة لكنها استوعبت تأثيراً مصرياً حيثما كان ذلك مرغوبا للكوشيين Katsznelson,1970. كذلك فان مجمل مسار ارتقاء الدولة المتبع تشكل فى الأساس فى ظروف داخلية، حتى الديانة المصريّة كما مارستها النخبة النبتية فإنها اعتمدت على طقوس ومعتقدات محلية كوشية.
لجأ الحكام الكوشيون، نتيجة تناقض الخيارات التى تتبع وراثة العرش وبفعل تنظيم القطر على أساس نظام قائم على المشيخات أو الإمارات، الى تلك الجوانب من عقيدة الملوكية المصرية التى تؤكد على الاختيار الصحيح للملوك. فى المراحل الأولى للعصر النبتي تعكس أشكال الديانة المصرية فى مدافن الكرو معتقدات كوشية محلية. خلافاً للفراعنة المصريين الذين أعلنوا دوماً أن شرعية حكمهم مستمدة من امون رع، شدد الملوك الكوشيون على تحدرهم من سلفهم العظيم الارا وهو ما يعكس أسطورة للحكم تختلف عن الأسطورة المصرية. هكذا فإن الحكام الكوشيين تبنوا أساساً أسطورياًً محلياً مختلف عن الأساس الأسطوري المصري.
تشير أقدم ثلاث عشرة مدفناً فى جبانة الكرو، والخاصة بأسلاف الملك كاشتا، الى الكثير من الشبه البالغ درجة التطابق مع المدافن المميزة لملوك كرمة شكلاً ومضموناً. إنها عبارة عن تلال مستديرة لم يتم النجاح فى تحديد المدفونين بها ذلك أن تلك المدافن كانت قد تعرضت للنهب فى القدم. تتجه المقابر من الشمال الى الجنوب، الرفات التى تم الكشف عنها فى مقبرة واحدة فقط اؤرخت بحوالى 800–780 ق.م. الميلاد. تمدد الجثمان فى وضع أشبه بالنائم على جانبه الأيمن لا فى تابوت وإنما على عنقريب. كل هذا يتطابق تماماً مع العادات الجنائزية المميزة لكرمة وفى مقابر المجموعة الثالثة مع عدم وجود أية دلائل تشير الى التحنيط. لاحقاً استبدل الكوم الترابي التلي الفوقي بشكل أشبه بالمسطبة مع بقاء المقبرة (حجرة الدفن) على ما كانت عليه دون تغيير أصابها، مع ملاحظة أن تلك المساطب شيدت فى الغالب كتلال فوقية. تأتي بعد المدافن التلية الثلاث عشرة ثلاث مساطب (الكرو7 و8 و20) خاصة بالملك كاشتا واثنتين من زوجاته. المسطبتان 7 و 8 أشبه فى شكلهما وخارطتهما بالمدافن التلية السابقة، لكنهما تختلفان من حيث أن حجرة الدفن اتخذت اتجاها شرق- غرب وليس شمال- جنوب. من ثم يتكرر هذا الاتجاه المميز للمدافن المصرية فى مدافن الملوك الكوشيين. لجأ الملك بيَّا والكثيرون من خلفائه، فى سعيهم تقنين شرعيتهم لوراثة التاج المصري، الى استعادة تقاليد المملكة المصرية السالفة وشيدوا لأنفسهم أهراماً بداية فى الكرو ومن ثم فى نوري وأخيراً فى البجراوية ، لكنه تم الإقلاع عن هذا التقليد الوافد مع مرور الزمن، اذ بمجرد أن انقطعت العلاقات مع مصر قويت النزعة الى العودة مجدداً الى تقاليد الدفن الكوشية المحلية...الردميات التلية الفوقية كشواهد على قبور الملوك والأمراء والزعماء.
رغم أن شكل مقبرة بيَّا قد تغير وكذلك خليفتيه شاباكا و شاباتاكا و زوجاتهم فإنهم دفنوا وفق عادات أسلافهم- على عنقريب لا فى تابوت. للأسف فإننا لا نمتلك معلومات عن كاشتا و تانوت امانى. المرة الأولى التى يظهر فيها تقليد الدفن فى تابوت كانت فى عهد تهارقا لكن ظل الدفن الشائع على عنقريب. تم الإقلاع نهائياً عن تقليد الدفن فى تابوت بمجرد انهيار مملكة مروى، وكانت عادة ما يسمى بمدافن شاتي التى لا بدَّ فيها للعبيد أن يرافقوا سيدهم الى العالم الآخر قد أطلت مجدداً بفترة قصيرة قبيل انهيار مروى.
هكذا سادت فى كوش على مدى الآف السنوات طقوس محلية لدفن الموتى. تبدلت هذه الطقوس فقط فى فترة الحكام الأوائل للأسرة الخامسة والعشرين الذين فرضوا سيادتهم على مصر. إلا أن تأثير العادات المصرية لم يدم طويلاًً حيث تمَّ استبعادها عودة الى التقاليد القديمة. وبالقدر نفسه بقيت التقاليد الخاصة بوراثة العرش دون تعديل اذ استمر التعاقب على العرش من الأخ لأخيه ومن الأخير لابن أخته. كما واستمرت بقايا التنظيم الأمومي وهو ما انعكس فى التأثير الذى تمارسه الملكة الأم الكنداكة.
الارا وخليفته كاشتا هما أول ملكين من ملوك نبتة تمَّ تثبيت اسميهما، لكننا لا نعرف عنهما أكثر من ذلك شيئاً. أما أسلافهما فإننا لا نعرف حتى أسماءهم حيث لم يتم العثور فى المدافن التلية وفى المساطب السابقة للملك بيَّا فى الكرو على أية نصوص أو حتى نقوش قصيرة. يظهر اسم الارا وكذلك اسم زوجته- أخته كاساكا فى مسلة ابنتهما زوجة بيَّا الأميرة تابيرى. لقبَّ الارا فى هذه المسلة بالزعيم "أورو" وهو اللقب نفسه الذى أطلقه عليه تهارقا فى مسلتين عثر عليهما فى كوة، وكان تهارقا ابن أخت الارا المبجل. بعد ذلك يُذكر الارا فى نصوص الملكين إيريكى أمانوتى 431–405 ق.م. و نستاسن 335– 310 ق.م. بوصفه ملكاً. على كل فان اسم الارا أحيط فى تلك النصوص بالخرطوش الملكى. هنا قد يثار سؤال حول الاختلاف فى لقبه خاصة وأنه تم التمييز فى مسلة بيَّا بوضوح بين ألقاب الزعيم، والحاكم، والملك.
بالطبع فان إعطاء إجابة محددة فى الوقت الراهن غير ممكنة، لكن يبدو أنه خلال فترة الارا لم تكن عملية توحيد كوش قد اكتملت أو أنها كانت قد اكتملت للتو، ومن ثم لم يستطع الارا إطلاق لقب ملك على نفسه كما فعل ذلك بكل شرعية كاشتا ومن بعده بيَّا. اكتفى الارا بلقب أسلافه كما كان إبان المملكتين الوسطى والحديثة. لاحقاً ومع تثبيت الأسرة فان أحفاد الارا البعيدين أضفوا عليه شرف الملوكية مؤكدين فى الوقت نفسه إضفاء اللقب على أنفسهم مثبتين له. يصعب تحديد الامتداد الشمالي لمملكة نبته فى عهد الارا، وهناك احتمال بأن يكون جزء من النوبة السفلى، إن لم تكن كلها، تابعة له، أما حدودها الجنوبية فاحتمالاً أن تكون قد امتدت الى مروى (البجراوية) حيث وجدت مدافن تتطابق ومدافن الكرو يرجع تاريخها الى فترة الارا. قطعاً فان البطانة قد تمَّ استيعابها فى مملكة نبتة فى أيام كاشتا وبيََّا وهو ما تؤكد عليه الأسماء المروية، فقد كان اسم قائدين فى جيش بيَّا، ليميرسكنى وإريكتاكانا، كما أن محافظ مدينة طيبة المصريَّة فى فترة حكم بيََّا كان اسمه كلباسكن، وتتردد الأسماء المرَّوية بكثرة فى عهد الملك أسبالتا. وفى نقش عثر عليه فى سمنة ورد اسم ملكة كوشيَّة مبكرة هى كاديمالو (كاريمالا فى قراءة أخرى) مما يشير الى أن البطانة كانت قد أصبحت متحدة مع نبتة عبر التزاوج. وكان الباحث موركوت أشار الى أن نشوء مملكة نبتة كان نتاجاً للحرب الأهلية المندلعة بين المشيخات الكوشية المتصارعة على السلطة، ونتاجاً للتزاوج الأسري بين عدد من زعماء المشيخات المختلفة Morkot,1994 ونعتقد أن المعطيات المتوفرة حالياً تؤكد على احتواء البطانة تحت سلطة مملكة نبتة بفترة سابقة لاستيلاء نبتة على مصر. إنه ولانجاز مثل ذلك الاحتواء كان لا بدَّ من وجود إما تحالف سياسي أو تزاوج أسرى أو نشاط عسكري مكثف. لكن ما هى فوائد التوسع جنوباً؟ هل هى فقط الثروات الزراعية والرعوية الكامنة فى البطانة؟ نعتقد أنه بالإضافة الى كل ذلك فان السلع الترفية من أبنوس وعاج وجلود وما الى ذلك شكلت دوماً أهمية فى عمليات التبادل التجاري مع مصر وبقية العالم الخارجي.
تشير سجلات التوسع الآشوري فى غرب آسيا الى السلع التى قدمتها مدن البحر الساحلية، من بين تلك توجد القرود وغيرها من السلع المجلوبة الغريبة، لكن الأبنوس والعاج وجلود الأفيال كانت الأهم من بينها. شهدت فترة القرن العاشر- الثامن ق.م. ازدهار صناعة العاج فى غرب آسيا فى كل المدن الفينيقية الساحلية ومدن شمال سوريا، ومعروف الآن أن الفيل السوري المحلى كان قد انقرض قبل ذلك التاريخ، ومن ثمَّ علينا أن نسأل عن مصدر ذلك العاج. تشير المادة الى أن العاج الذى صنع هناك هو من نوع الفيل الأفريقي الغابي. التجارة بين مصر ومدينة بيبلوس فى عصر الفرعونين ششنق الأول وأسركون الأول مشهودة، وكذلك فى أزمان لاحقة مع اشدود و سيدون و تير. غض النظر عما اذا كانت جلود الأفيال والعاج تجلب الى غرب آسيا عن طريق النيل الى مصر بداية أم مباشرة عبر طريق البحر الأحمر، فان المصدر كان لا بدَّ أن يكون سافانا السودان الأوسط.
تثير الآثار الأشورية، التى لا تجد اهتماما فى الكتابات المتخصصة التى يسطرها علماء الدراسات المصرية المهتمين بتاريخ كوش، العديد من التساؤلات. تشير العديد من الأدلة الى الإسهام الأجنبي فى سلاح الفرسان والمركبات الحربية فى الجيش الأشورى، من بين تلك الأدلة نصوص تشير الى الجياد الكوشية كور- كو- ساسا المخصصة لجر المركبات الكبيرة، ووصفت النقوش المتأخرة تلك الجياد بأنها كبيرة الحجم. بالإضافة الى الجباد الكوشية أشارت النقوش الى عدة الجياد الكوشية، كما أشارت أيضاً لوجود الكوشيين فى البلاط الآشوري فى وقت مبكر من عهد تجلات بليسار كأخصائيين للخيول Morkot,1994. وباعتقادنا أن ربط الأدلة الكوشية بالأدلة الأشورية، والتى لن نسترسل هنا فيها، تشير الى أن الكوشيين كانوا يربون الجياد ويصدرونها، ويبدو أن إقليم دنقلا كان هو المكان الأمثل لمزاولة مثل هذا النشاط. يجب ألا ننسى أنه فى الأزمان الحديثة المبكرة كانت دنقلا مركزاً لتربية الجياد، وأن مك دنقلا دفع جزية لسلطان الفونج فى سنار جياداً.
الأسرة الكوشية الخامسة والعشرون فى مصر:-
سنحاول الآن مناقشة سيرة أسرة كوشية من الألفية المبكرة السابقة للميلاد. إنجازات واحد أو اثنين من أعضاء تلك الأسرة تمَّ ذكرها عموماً فى الأدب الخاص بالتاريخ القديم، ويمكن للقارئ المهتم بتاريخ وادى النيل أن يجد الأسماء نفسها فى الكتب الخاصة بتاريخ مصر القديم، فأسماء بيَّا، شاباكا، وشباتاكا، وتهارقا، وتانوت أماني تبدو عادية لأنهم حكموا مصر بوصفهم ملوكاً للأسرة الخامسة والعشرين حوالي 747–600 ق.م. أما أسماء أنلامانى، وأسبالتا، وإريكىأمانوتى، وهارسيوتف، ونستا سن وهم من ملوك كوش فيما بعد أزمان الأسرة الخامسة والعشرين فإنها ترتبط لدى علماء الدراسات المصرية بنقوش هيروغليفية ذات أسلوب غير عادى عدوه متوحشاً . إن تفسير ظهور الأسرة الكوشية وإنجازاتها السياسية والثقافية لازال متنوعاً فى الدراسات المتخصصة، فبعد فترة تميزت بالتقدير الحذر لما اعتقد بأنه إبداع كوشي فى الثقافة المصرية فى فترة الأسرة الخامسة والعشرين، فان كتابات حديثة عن المرحلة المتأخرة المصرية تميل الى إعادة تشكيل محددة لذلك التقدير، أو كما يقول أحد أولئك الكتاب "ان إعادة الأحياء الذى عد سابقاً ساييتى ومن ثم كوشي يمكن النظر إليه الآن بأنه بدأ فى مصر المنقسمة فى القرن الثامن قبل الميلاد" Leahy,1992 وفى حين نبدى اتفاقا مع مثل هذه العبارة، إلا أن نفياً كلياً لوجود تقاليد أو مظاهر كوشية فى ثقافة مصر فى عصر الأسرة الخامسة والعشرين يبدو غير مبرر. يظهر أن سوء الفهم الملازم لأبحاث المتخصصين فى الدراسات المصريَّة القديمة فيما يتعلق بالبينة الآثارية والوثائقية لتاريخ كوش إنما يأتى من الإهتمام غير الكافي بما هو غير مصري. فالمؤرخ المصري أكدَّ فى موسوعته لتاريخ مصر القديمة على خطل الرؤيَّة المنغلقة تلك وكتب قائلاً: "الواقع أن ملوك كوش الذين أسسوا لأنفسهم ملكاً عظيماً فى بلادهم قاموا بنهضة قومية شاملة فى مصر وكوش كان لها أثر بعيد فى إحياء وادى النيل ثانية وإعادة مجده القديم، بعد أن ظل خاملاً عدة قرون فى أعقاب سقوط الدولة الحديثة. وقد تناول هذا الإحياء النواحي الدينيَّة والاقتصادية والاجتماعية والفنية جميعاً. والواقع أن ملوك كوش الذين تتألف منهم الأسرة الخامسة والعشرين قاموا جميعاً على رأس تلك النهضة التى تعد بحق آخر محاولة فى الأزمان القديمة لاسترداد عزة مصر وكرامتها". ويستمر سليم حسن قائلاً بأن فن النحت فى عهد الملك الكوشي شاباكا "قد أخذ يزدهر بصورة جلية اذ أخذ الفنانون ينحتون التماثيل للملوك وعظماء القوم بما يحاكى الطبيعة الخالية من كل زخرف، وفى أعمار متفاوتة، فلدينا تماثيل لبعض رجال الدولة تصورهم فى الشباب والكهولة والشيخوخة بما فيهم من معايب ومحاسن سليم حسن 2000 هكذا يربط سليم حسن ظهور المدرسة الواقعية فى الفن المصري بالتأثيرات الكوشية. ونلمح هنا الى أن ظهور الواقعيَّة فى الفن لا بدَّ وأنه ارتبط بوجود قدر من الحريات الفكرية التى تتيح للفنانين التعبير بحرية ودون قيود تفرضها السلطة السياسية.
تعاقب ملوك كوش:-
إن تعاقب الملوك الكوشيين الذين أسسوا الأسرة الخامسة والعشرين فى تاريخ مصر القديمة متفق عليه الآن ولا خلاف فى ذلك، لكن لازال هناك عدم اتفاق بشأن التواريخ، الإشارة الدقيقة الوحيدة واردة فى نص فى سيرابيوم يثبت وفاة تهارقا فى السنة نفسها التى اعتلى فيها بسامتيك الأول العرش، أي سنة 636 ق.م. وبما أن تهارقا حكم على مدى 26 سنة تصبح سنة اعتلائه العرش هى 689 ق.م. حالياً يكاد معظم الباحثين يقرون الجدول التاريخي الآتي لتسلسل حكام هذه الأسرة الكوشية الذين حكموا مصر:
أواخر القرن الثامن ق.م.
كاشتا
751-716
بيَّا
716-701
شاباكا
701-689
شاباتاكا
689-661
تهارقا
663-600
تانوت أمانى
انعكست نشاطات فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين فى سلسلة من المصادر المتنوعة، ونعرف عنهم أكثر مما نعرف عن الملوك اللاحقين لهم، فبمقارنة نصوص شاباكا، وشابتاكا، وتهارقا، وتانوت أماني بحوليات الملوك الآشوريين وبالمقتطفات المتفرقة من الكتاب المقدس، وأيضاً ما يمكن استنباطه من الآثار المعمارية والفنية، يمكننا فى الكثير من الحالات أن نميط اللثام عن الواقع التاريخى. فلقد ظلت لوقت طويل غير واضحة سلسلة النسب لملوك الأسرة الخامسة والعشرين، ولاشك أن مثل هذه السلسلة تشكل أهمية بالنسبة لتحديد التواريخ وتواتر الأحداث وهو ما تم تحديده، ولو بصورة غير نهائية فى بعض الجزئيات.
# المراجع:-
L.Török, The Emergence of the Kingdom of Kush and her Myth of the State in the First Millennium B.C.,-In: F.Geus (assembled): ‘Nubia Thirty Years Later’. Pre-publication of main papers, Society for Nubian Studies eighth Internatinal Conference, Sept,1994. Lille.
И.С.Кацнельсон, Напата и Мероэ древние государства Судана. Москва
R.Morkot, The Foundations of the Kushite State: a response to the paper of Laszló Török. In: F.Geus (assembled): Nubia Thirty Years Later. Society for Nubian Studies Eighth International Conference 11-17 septembre 1994, pre-publication of main papers. Lille.
A.Leahy, Royal Iconography and Dynastic Change, 750-525 BC: The Blue and Cap Crowns.- Journal of Egyptian Archaeology 78.
سليم حسن 2000، موسوعة مصر القديمة، الجزء الحادى عشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
|
|
10-01-2006, 12:25 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}