{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الجحيم
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #1
الجحيم
الإهداء:

أردت أن أنسحب بالأمس وأكف قلمي عن الكتابة.
ولكنّي لم أستطع.
إلى سيزيف.
وإلى كل الملعونين مثلي بصليب الكلمات.
إلى كل من حكم عليه أبداً بدحرجة عباراته إلى أعالي الصفحات، لتعود وتنزلق عند قيعان الهوامش.
أهدي هذه القصة.
ستأتيكم تباعاً.

Albert Camus
10-07-2006, 02:27 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #2
الجحيم
مات صابر

كانت وفاته سهلة وسلسة للغاية. وفاة تقليدية لا جديد فيها. كما يتوفى كل إنسان.
كانت سهلة له ولأهله وأقربائه كذلك. أصيب بمرض عادي مميت مثلما يصاب البشر عادة قبل موتهم. وقد كان أيضاً مؤمناً كبقية البشر العاديين.
عندما كان ممدداً على فراشه، والذي تحول الآن من فراش راحة ودعة وحياة ولذة إلى فراش مرض وألم وموت، كان أهله وأقرباؤه ملتفين حوله كعادة أي شخص يموت وله أقرباء وأهل.
لم يمض وقت طويل حتى فوجيء بمخلوقات عجيبة الشكل تنزل عليه من سقف الغرفة الذي كان مبحلقاً فيه بعينيه المتعبتين وابتسامته اللامبالية. كانت تلك المخلوقات بأجنحة، ولم تلبث أن أخذت مكانها على فراشه الضيق بطريقة لا يمكن تفسيرها بقوانين هذا العالم، كانت تلك المخلوقات بيضاء حسنة المنظر وتحمل معها أقمشة لامعة من الكتّان الذي لم ير صابر مثله من قبل في وسائل الإعلام ولا عند الباعة أثناء سني حياته السبعين على الأرض. تلك الأرض التي تجول فيها طويلاً خلال حياته القصيرة.
كان صابر يعلم جيداً من خلال قراءاته ومطالعاته العديدة أنّ تلك المخلوقات هي الملائكة التي تأتي لتأخذ روح الميت. ولهذا فرح واستبشر خيراً أن كانت أشكالها حسنة وألوانها بيضاء ورائحتها زكية كالمسك.

المسك؟

لم يكن صابر يحب المسك حقيقة. كان يختنق من رائحته، وعندما كان يدخل المسجد ليصلي، ويتصادف أن يكون عاثر الحظ بحيث يكون رفيقه على السجادة رجلاً يضع المسك، كان يعمد فوراً إلى التهرب إلى الصف الأمامي إذا وجد فيه فراغاً. وإذا كانت رائحة المسك فجة إلى حد الموت ولم تسعفه الظروف بمكان في صف أمامي، فقد كان يهرب إلى الصفوف الخلفية، ولا ينسى قبل أن يفعل ذلك أن يطرق جبهته بإحدى يديه ويغلق عينيه ليتعمد الظهور أمام الناس الملاصقين له وأمام رفاقه على السجادة وكأنّه قد نسي شيئاً هاماً في السيارة التي عقلها فوق الأسفلت خارج باب المسجد، ثم يتراجع وكأنّه خارج من المسجد، وما إن يصل إلى حدود يغيب فيها عن أعين رفاق السجادة الأمامية التي تراقبه بدهشة، حتى يعمد إلى الوقوف في مكان فارغ خلف الصفوف ويحمد الله على أن أعتقه من رائحة الموت المسكيّة تلك.
صحيح أنّه كان يتذمر بعد الصلاة ويشعر بغضب على نفسه وعلى النّاس لأنّهم وبكل قلة ذوق تسببوا في حرمانه من نوال أجر وثواب الصلاة في الصفوف الأولى، وهو الذي كان يعد لحجز مكانه في تلك الصفوف منذ ما قبل الصلاة بساعتين على الأقل، ومروراُ بإجراءات في غاية التعقيد ، تبدأ بإسباغ الوضوء ثم ارتداء الثوب النظيف ثم استعمال السواك ، ثم النزول من بيته ليتمشى على مهل في الشارع ليصل إلى المسجد ويحجز مكانه قبل نصف ساعة على الأقل من موعد الأذان !.
صحيح أنه كان حين كان يراجع جهده الذي أراقه وأضاعه ذلك القليل الذوق الذي كان يضع المسك كان يشعر برغبة قوية في تناول حذائه من خارج المسجد ليسحق به رأس الثعبان الذي وضع المسك بطريقة فجّة ويخبره كم أنّه شخص قذر وقليل الذوق لكي يعتدي على أنوف المصلين ويزكمها بهذه الرائحة الخانقة وبتلك الطريقة الوقحة.

وعندما كانت تواتيه تلك الأفكار كان يفزع من نفسه ويذهل من أمرها له بالسوء، ثم يلجأ إلى التسبيح من فوره، ويمسك بتلابيب الاستغفار وبخناق آية الكرسي حتى يغفر الله له وحتى يشكره على أنّه حفظه من تنفيذ مخططه الدنيء بضرب مؤمن على رأسه بالحذاء.

ولكنّه ما كان يلبث كثيراً حتى يفزع مرة أخرى حينما يتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع المسك حتى إذا كان قادماً من أول الطريق فإن الواقف آخره يشمه ويعرف أن رسول الله قد جاء ، وحتى أنّه كان إذا ما سلم على أحد بقي عبق المسك الخانق في يد المسلّم عليه أياماً لا يزول من أثر سلامه على النبي. صلى الله عليه وسلم!!

كان صابر إذا وصل به الفكر إلى هذا الحد يفزع ويشعر أنّه قد خرج من الملة وكفر بالله ورسوله، وعندها كان يبكي وينتحب غير آبه لوجود جمع كبير من النّاس في المسجد، والذين كانوا يغرقونه بنظرات تتفاوت بين الشفقة والخبث والغضب من إزعاجه والإعجاب بتقواه.
كان ينظر إلى تلك العيون أحياناً من خلال دموعه فيراهم كعفاريت متراقصة بيضاء تقول له بنظراتها المجنونة في آن واحد: يا لك من رجل تقي معذب مؤمن خبيث مزعج منكر الصوت كالحمير!.

ولكنّه لم يكن يأبه لذلك كله، وكان يستمر في بكائه بين يدي الله تعالى ويسأله سبحانه المغفرة والعفو عن فسقه وشركه الخفي الذي دب في قلبه كدبيب نملة سوداء على بساط أسود في ليلة متهببة !.

كان صابر يفضل عطر السي كي CK ، ويحب في ذلك العطر روحه الخفيفة ولطفه على الأنوف، والمشاعر الوردية التي يضفيها ذلك العطر في نفس الإنسان.

أما المسك فكان يذكره بالثيران والدخان يفور من أنوفها ويذكره بالغزلان النافرة في لهيب الصحاري، كان يذكره برجل بدوي يعدو خلف ثور أو غزال تارةً، ويعدو خلفه الثور والغزال تارةً ، في مشهد كارتوني سخيف، ومطاردة صحراوية كريهة تثير النقع وتملأ الحنجرة والخياشيم بالأتربة الخانقة ، ثم تنتهي تلك العبثية أخيراً بالثور أو الغزال ميتاً على الأرض، وبالرجل البدوي الملثم يفتح بطنه ويفشخ رجليه بسكين حاد لكي يستخرج منه الطيب.

الموت. هذا ما كان يعنيه المسك لصابر.

والآن تأكد له ذلك المعنى عندما رأى الملائكة الحسان الوجوه وهم يجلسون على فراشه الشبيه بعلبة الكبريت ويتكدسون فوقه كأعواد الثقاب بوجوههم النضرة، ذكره ذلك بمغامراته الكثيرة في الأوتوبيسات المزدحمة ، وبدا له من سخرية القدر أن تنتهي حياته بأن يتحول سريره إلى أوتوبيس ملائكي يكاد يضيق بإنسانيته كما ضاقت بها من قبل مواصلات الدولة الشيطانية.

نظر صابر مرة أخرى إلى الملائكة الذين كانوا يمسكون الأكفان الباهرة البيضاء في أيديهم، و يبتسمون له بجمال لا يضاهى.
وتخرج منهم رائحة المسك...
10-07-2006, 09:08 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #3
الجحيم
للأسف .. هذه المرّة الأولى التي أقرأ لك شيئاً أدبياً .. وفعلاً أثرت إعجابي بلغتك المحكمة .. وأفكارك المبتكرة ..

جميل جداً .. :redrose: .. سأتصيّد كتاباتك الأدبيّة دوماً بعد اليوم .. كما أتصيّدك في قسم الفكر الحر ..




تحيّة برائحة المسك :D

خوليو
10-07-2006, 03:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #4
الجحيم
مساء الفل

زميلي العزيز خوليو (f)
هذه رسالة لطيفة للغاية أشكرك عليها جزيلاً

يعني هو مش نص أدبي بالضبط..
فلو جئت تفحصه لوجدت فيه أخطاء نحوية وبلاغية كثيرة.
ولهذا لم أطرحه في ساحة " لغة وأدب"
ولهذا أيضاً لم أطرح أياً من مواضيعي منذ دخلت النادي في ساحة لغة وأدب..وكنت أقتصر منذ زمن على الإجتماعية، فلم أر نفسي يوماً أهلاً لدخول ساحة لغة وأدب ، وكذلك لم أر نفسي أهلاً لدخول ساحة فكر حر، ولذلك تجنبت كليهما، ولم يشدني منذ أعوام سوى موضوع العلماني الذي كان لي شرف التقائك فيه (f)

لقد تشجعت على الكتابة بسبب الأديب الكبير "يوسف السباعي"
فقد قرأت له في مقدمة إحدى قصصه الرائعة ، ( أظن ولست متأكداً أنها كانت قصة أرض النفاق) ، أنّه تعرض لهجوم لاذع من النقاد بسبب أخطائه النحوية والبلاغية وركاكة الأسلوب ، ورد على ذلك بأنّه لا يكترث لتلك الأخطاء..وأنّه يكتفي بأفكاره فقط، ويترك أمر اللغة إلى المراجعين اللغويين، وكانت مقدمته طويلة في هذا الشأن. أعجبني كثيراً رده وتأثرت به للغاية ، ولهذا تجرأت على الكتابة في يوم من الأيام..

المهم أرجو أن تكون الفكرة التي أود تقديمها تحتوي على تعويض مناسب ومرضٍ لمن يتضايقون من تلك الأخطاء..

سعيد بزيارتك ومرورك في هذا الموضوع كثيراً يا زميل
(f)

أراكم بعد حين
10-07-2006, 09:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #5
الجحيم
أراد صابر أن يهرب من الرائحة المسكيّة كما كان دأبه في المساجد من قبل، ولكن المرض والضعف حالا بينه وبين ذلك ومعهما الرائحة.
وخفف عنه تلك المعاناة ما رآه في الملائكة من حسن وجمال، ولم يلبث كثيراً حتى سمع أحدهم يحدثه، وقد كان ملك الموت بنفسه، عرف صابر ذلك بسبب ضخامة حجمه وتعدد أجنحته على خلاف رفاقه الصغار من حملة الأكفان.
ابتسم الملك بنعومة وقال بصوت رخيم لم يسمع صابر أجمل منه :
- السلام عليك يا صابر ورحمة الله وبركاته.
ارتعشت شفتا صابر ولم يستطع النطق من شدة الوهن والمرض والاختناق. إلا أن الملك اكتفى بابتسامته الشاحبة ولم ينتظر رداً، لأنّه عرف من خبرته الطويلة مع قبض أرواح البشر ، أنّهم لا يستطيعون عادة الرد في تلك الحالات، إذا استثنينا النبي موسى عليه السلام والذي فقأ عينه ، قال ملك الموت لصابر:

- لقد كنت عبداً صالحا في الدينا ، صابراً عند البلاء، ملتزماً بالصلاة والصيام والزكاة والحج، قانعاً بدين الله الحق، مرتدياً زي السنة، مربياً لحيتك، كانت لك هفوات نعم، كانت لك ذنوب وقذارات وحماقات نعم، ولكن لا تغتم لذلك يا أخي في الله، كل هذا سنصفيه سوياً مع صاحبينا المكرمين منكر ونكير في قبرك بإذن الله تعالى، أمّا الآن فقد جئت أبشرك بأنّ الله سبحانه وتعالى قد شاء أن يختم لك بخاتمة حسنة وأن يرحمك ويدخلك الجنة مع عباده الصالحين الأتقياء، فهنيئاً لك.

مرت لحظة صمت نظر فيها صابر إلى الملك نظرة لا مبالية، لأنّه كان يعرف كل ذلك الكلام الذي قاله ويعلم ما فعله طوال حياته، وعلى الرغم من نظرته اللامبالية ، إلا أن قلبه رقص فرحاً لأنّه نجا من النّار وسلم من عذاب الله. وأخيراً انتهى عمره الذي استمر سبعين عاماً بنجاح ورضي الله وملائكته عنه.

عاد وجه الملك يتلألأ بابتسامة عذبة ندية وهو يقول بصوته العذب :

- والذي نفسي بيده يا صابر...إنّ الله ليعلم كم يشقى علي وكم أتعذب إذا ما مددت يدي لأقبض بها روح مؤمن، وقد سألت الله تعالى أن يعفيني من قبض أرواح المؤمنين إلاّ أنّه سبحانه وتعالى أبى علي ذلك، وأبى إلاّ أن يتم مشيئته سبحانه. ولذا يا صابر أنا مضطر إلى قبض روحك فسامحني يا عبد الله واذكرني عند ربك بالخير إذا ما صرت إليه.

اتسعت عينا صابر بفزع ودهشة وسط صرخات أهله وأقاربه من حوله ، تلك الصرخات التي لم يسمعها هو، وأراد أن يصرخ في الملك : ( ماذا تفعل يا مجنون؟ أتقتلني وتدعي أنّ الله أمرك بذلك؟). ولكنّه لم يستطع أن يبوح بحرف أو ينبس ببنت شفة.

في الوقت عينه تحرك ثلاثة من الملائكة الجالسين عن يمينه وثلاثة آخرون عن يساره، ليمسكوا بذراعيه ، تحركوا بشكل روتيني عقيم وكآلات روبوت اعتادت أن تقوم بتلك المهمة آلاف المرات كل يوم منذ آلاف السنين ولم يصبها عطب أو يحل بها خلل، إلاّ أن الإثارة التي ربّما شعروا بها في بداية تسلمهم وظائفهم تلك قد أخذت تضمحل حتى انتهت وحل مكانها الملل.

أمسكوه كما تمسك الممرضة طفلاً يكاد الطبيب يخيط له جرحاً او يخلع له ضرساً، ويخشى من تفلته.

شبّك ملك الموت يديه وطرقع أصابعه في حركة روتينيّة ومد يديه باحتراف خبير إلى أصبعي قدمي صابر ، وتمدد معه شيء شفاف ولين كزلال البيض. خرج ذاك الشيء الشفاف اللزج من أصبعي صابر أمام عينيه المندهشتين ، عرف صابر أنّها الروح التي قرأ عنها كثيراً ، وتجادل حولها مع الكفار والملحدين أكثر، لكن دهشته لرؤيتها تخرج من جسده الآن، وتلك النظرة في عينيه، نظرة عدم التصديق ، أثبتت له في لحظاته الأخيرة تلك أنّه لم يكن طيلة حياته بأقل كفراً وإنكاراً من الملحدين والكفار الذين أتعب نفسه وأنهكها في نقاشهم. لم يكن صابر يعلم أنّ الروح موجودة حقاً فيه بهذه الطريقة التي تخرج بها من جسده الآن.

أخذ ملك الموت يسحب المادة الشفافة اللزجة من أصابع قدميه، ثم من قدميه ثم كاحليه ثم ساقيه، واستمر يصعد نحو نصفه الأسفل، وكان صابر يشعر بدغدغة مضحكة ومزعجة بآن. ذكره ذلك الشعور بتلك الأوقات التي كانت زوجته "جحود" توقظه فيها كل صباح باكر بدغدغة بطن قدميه بأظافرها الطويلة حتى يستيقظ. يتذكر ذلك الشعور بالخربشة جيداً، ويتذكر أن جسده كان يقشعر ليستيقظ فزعاً...متألماً من تجريح أظافرها الطويلة..ضاحكاً في نفس الوقت من دغدغتها لباطن قدميه.

تمنى في كثير من الأوقات لو أنّه سبها ولعنها لتلك الفعلة، مثلما يشعر الآن نحو ملك الموت، ولكنّه كما عجز عن ذلك من قبل مع زوجته "جحود"..عجز الآن أيضاً مع ملك الموت. كان يخشى مسبة "جحود" ، لأنّه يعلم جيداً بأن لسانها أطول من شعرها. وهو الآن عاجز مع ملك الموت لأنّ يديه أقوى من أجنحته العديدة، بينا صابر لم يعد سوى إنسان ميت مثلما كان دائماً من قبل مع زوجته.

أخذت يدا ملك الموت تمتدان نحو بطن صابر، والتقت عيناهما عندما وصلت عملية انتزاع الروح إلى فرج صابر، حتى شعر بما يشبه النشوة الجنسية تماماً عندما انزاحت المادة اللزجة خارجة من خصيتيه وذكره ونظر بكراهية وتقزز إلى المخلوق المجنّح الذي يجلس أمامه، ود حينها لو أنّه بصق في وجهه، لو أنّه أخبره كم هو شاذ وكريه وفاسق.

وعندها ضحك ملك الموت بلزوجة شبيهة بروح صابر، وقال له:
- والله غصب عني يا صابر.

خبيث ذلك الكلب المجنّح. إنّه يلتذ بأجساد عباد الله ويتمتع بفروجهم. يتخذ من وظيفته حجة للتحرش بالجسد أمام الله، لعينٌ يلتذ بالعورة، أدرك صابر في تلك اللحظة السبب الذي دفع بموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم إلى فقء عين ذلك الخبيث.

تكشفت أسنان ملك الموت الملائكية الوقحة عن بسمة أشد لزوجة من سابقتها.
شعر صابر حينها بل تمنّى لو أنّه استطاع الحركة ليتناول حذاءه ويوسع الملك الفاسق ضرباً على رأسه. نفس الشعور الذي تمنّاه من قبل نحو رفاق السجادة الذين ازكموه برائحة المسك في المسجد.

مسك؟

بدأت رائحته الكريهة اللاذعة تصل إلى أنف وخياشيم صابر مرة أخرى مع اقتراب روحه اللزجة من نصفه الأعلى، تلك الروح التي تمسك بها يدا الملك اللتان تطفح منهما رائحة المسك ، والتحرش...

ثيران ، غزلان نافرة ، بدو ، صحراء ، موت ، تحرش جنسي ، ومسك..

بدأت يدا الملك تتجهان إلى القلب ثم أعلى الصدر ثم النحر، وغرغر صابر.
لم يعرف حقاً سبب غرغرته تلك، أهو وصول الروح إلى عنقه ، أم تقززه ورغبته الشديدة في التقيء بسبب رائحة المسك التي تغلغلت فيه بحدة.

لو سألنا صابر في تلك اللحظة الأخيرة من حياته عمّا كان يتمنّاه قبل رحيله من الدنيا، لأخبرنا أنّه يود لو بدأ الملك بأخذ روحه من أنفه أولاً كيلا يضطر إلى تقيئها في كل لحظة تمر عليه وهو يشم رائحة يد الملك المقززة بالمسك.

لم تواتنا الفرصة على أية حال لسؤال صابر عن أمانيه وقد بات الوقت متأخراً الآن.

مات صابر أخيراً.

تتابعت في الغرفة صرخات كزخات المطر. لم يسمعها صابر، وكان محظوظاً في ذلك، لو سمعها لتساءل علام يصرخ أهله، لماذا تولول زوجته "جحود" ؟ ألأنّه مات أم لأنّ جند الله انتهكوا شرف زوجها واستباحوا عفته باسم الله المميت ؟

عبأت رائحة المسك الغرفة الكئيبة. ولم تعرف "جحود" ولا أهل صابر ما يعنيه ذلك، ولا من أين اتت رائحة المسك.

ولذا فسروا تلك الظاهرة العجيبة بأنّ الله رضي عن صابر وختم له بخاتمة الخير..

خاتمة من مسك..
10-08-2006, 12:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Guru غير متصل
شوفيني متعجرف شرير
*****

المشاركات: 1,601
الانضمام: Jan 2006
مشاركة: #6
الجحيم
آآآآه يا ألبير، نصوصك دائماً ما تجعلني في حالة غريبة جداً، النص كالمغناطيس يشدك إلى زوايا لا يمكن توقعها، و تنتظر النهاية بفارغ الصبر،على الرغم من كونك لا تريد أن ترى "." التي تكون دائماً في نهاية النصوص و التي لا تعرف لها سبب و تصيبك "بالعكننة" لأن القصة أنتهت و لم يعد هناك المزيد عن "صابر" نقطة

هذا "الجحيم" الأن في المفضلة الشخصية لي بجوار "الأم"

فظيع يا ألبير كما أنت دائماً و وجودك هنا يجعلني سعيد جداً فلا تغيب كثيراً

محبتي و مودتي (f)
10-08-2006, 05:02 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #7
الجحيم
مساء الورد يا جورو (f)

لسه لسه يا جورو لم يحن بعد موعد الـ "." التي تمقتها أنت والتي تريحني أنا :).

لا زال هناك صابر ولا زال أمامه رحلة طويلة ، ولكنّه يطلب منّا المزيد من الصبر.

أنا كمان سعيد جداً جداً بوجودك وبمشاركتك هذه.

رفعت معنوياتي يا شيخ روح إلهتي أفروديت تسعدك وتجبر بخاطرك (f)

أراكم بعد حين
10-08-2006, 10:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
salim غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 262
الانضمام: Aug 2002
مشاركة: #8
الجحيم
تسجيل متابعة ...

بانتظار الآتي .. (f)
10-09-2006, 02:57 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #9
الجحيم
سالم باشا (f)
مرحبا بك
10-09-2006, 04:12 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #10
الجحيم
مر كل شيء بعدها طبيعياً للغاية، سواء فوق الأرض أم تحتها، داخل الكفن أم خارجه، مرت الأحداث بشكل روتيني.

كل شيء تم كما توقعه صابر، وكما قرأ عنه في الكتب وسمع عنه في الخطب والدروس طيلة السبعين سنة التي اختطفها من سويعات الأرض.

بعد حادثة الفسوق مع ملك الموت، فتحت أمامه دوامة رهيبة مثل إعصار التورنيدو ، وكانت ملونة بغبار ساطع يحمل كل أطياف قوس قزح، امتدت تلك الدوامة من صحن سريره الذي توفي عليه، وبدت وكأنّها تنتهي في أقصى السماء. بدت وكأنّ سدادة ما نزعت لتفتح بلاعة كبيرة بين الأرض والسماء. وكان على هذه البلاعة أن تشفطه داخلها بصحبة الملائكة المكرمين.

اصطحبه الملائكة تاركين جسده ليصبح مشروع جيفة آخر على سطح الأرض. ودخلوا به الدوامة، وفي غمار هذا الموقف أخذوا كلهم يدورون بسرعة رهيبة داخل الدوامة، كأنّهم مجموعة صراصير وليدة وقعت بالصدفة في كأس كبير للآيس كريم الملون المخفوق، والذي تقلبه ملعقة كبيرة يمسك بها طفل مهووس بحمى التقليب. كان الجو أيضاً بارداً مثلما هو في كأس الآيس كريم.

صعدوا إلى مكان يبدو فارغاً من كل شيء ومملاً للغاية، لم يكن به شيء إطلاقاً، سوى باب ذهبي كبير ملقى بلا معنى في صحراء فضائية، علقت عليه لوحة فضية مكفهرة كتب عليها : "1" .

طرق أحد الملائكة الباب بغباء وكأنّه لا يستطيع ببساطة أن يلف من حول الباب ليكمل طريقه عبر الفراغ.

انتظروا جميعاً حتى أجاب صوت رخيم وجميل :
- من الطارق؟
فأجابه الملك المرافق لصابر:
- هذا أنا رسول الله من الملائكة ومعي العبد الصالح صابر.

وهكذا دار الحديث الملائكي مرة أخرى كما توقعه صابر تماماً. كانت مشكلته في الدنيا هي أنّه التهم الكثير من كتب البعث والحساب حتى عندما حان وقت معايشة أحداثها بنفسه، لم يعد يجد أي لذة وتشويق فيها. بل جرى كل شيء كما تم التخطيط له سلفاً في كتب الأرصفة والمكتبات الدينية.

بالطبع، فقد أجاب الملك الذي وراء الباب العبثي الملقى في الفراغ:
- نعمّا العبد الصالح، والله ما كنّا نسمع عنه إلاّ خيراً ، روح طيبة من أرض طيبة ...الخ

تثائب صابر وتململ في وقفته أمام الباب ريثما ينتهي ذاك الحديث.
"يا إالهي الرحيم، سيكون علي أن أكرر هذا الموقف ست مرات أخرى" حدث صابر نفسه.

وهكذا تم. فتح الباب وأصدر صريراً مزعجاً أوحى لصابر بمدى قدم الباب وتهالكه وحاجة مفصلاته إلى بعض نقاط الزيت ليكف عن صراخه المعدني القميء.

ظهر من خلف الباب شخص أصلع ذو نظرة بلهاء وثوب أبيض لامع وتثاءب بملل من قام مضطراً من نومه ليجيب الداعي، داعي الباب أو داعي الطبيعة، ونظر إليهم ببلاهة من استيقظ لتوه ولا زال فاشلاً في استيعاب ما يدور حوله.

ولولا أنّهم كانوا في الفراغ الفضائي ، لشك صابر أنّ ذلك الشخص ليس إلاّ أحد مؤذني المساجد الكثيرة التي كان يطرق أبوابها قبل موعد الأذان بوقت طويل ، ليوقظهم من سباتهم.

شك صابر لحظة أنّه يحلم، غير أنّ نظرة واحدة على جناحي الأصلع الكسول الذابلين أكدت له أنّه حقاً ملك في السماء الأولى.

سلموا عليه ودخلوا وأكملوا الصعود في الفراغ حتى وصلوا إلى باب ذهبي شبيه بالأول إلاّ أنّه كان أكبر حجماً ، وكتب على لوحته "2".

تكرر نفس الموقف الذي حصل في الباب "1" ودار نفس الحديث.
غير أنّ الملك هذه المرة كان يرتدي ثوباً أكثر أناقة ولمعاناً من ذلك الشحاذ الذي وقف على الباب "1".

بدأ صابر يحك رأسه بعصبية وهو يستمع إلى نفس الحديث يتكرر مرة أخرى، وبدأ يعبث في وجهه من الملل والفراغ والمسك.

المسك؟

لاحظ صابر أنّ رائحته زادت في الباب الثاني عنها في الباب الأول.
فتح الباب الثاني وصعدوا في الفراغ نحو الباب "3" والذي هو بدوره أكبر من الباب "2"، ويبدو أنّ زخارفه الإسلامية أكثر من الباب "2".

فتح الباب الثالث ودار نفس الحديث الذي دار في الباب "1" والباب "2".واستمع صابر مرغماً.

أخذت رائحة المسك تتزايد.

بدأ يفرقع أصابعه الروحية ويخدش وجهه بتوتر على نغمات الحديث الملائكي المكرر ورائحة المسك المتصاعدة، كانت الرائحة تحرق أنفه وخياشيمه وتخنقه كحشرة سقطت في الفراغ. شعر أيضاً أنّه ربما يكون فريسة لمؤامرة ما تحاك حوله وتستهدفه.

سلموا على الملك الذي كان أكثر وسامة هذه المرة من سابقيه واتجهوا نحو الباب "4".

لم يطق صابر رائحة المسك الشاذة فسعل وشعر بتوتر شديد يحوم حول روحه اللزجة ويخترقها كسكين تحاول بفشل أن تقطع إسفنجة مبللة. طفق يلعن في سره ذلك الروتين الذي يصر الملائكة على أدائه بالحرف الواحد وكما هو مسطور في كاتالوج اللوح المحفوظ.

زفر صابر وابتسم له الملك المرافق بنعومة ليهديء من روعه. لاح لصابر لحظة أنّ الملك نفسه بدا متوتراً أثناء رحلتهما الفارغة في الفضاء، لكنّه لم يستطع التأكد من ذلك لأنّ الملك أشاح بوجهه ربما لكيلا يكتشف صابر أنّ صاحبه مل وظيفته وحياته مثل صابر تماماً عندما كان يعيش في الأرض، ومثله وهو يرافقه الآن.

استمرا بدون تبادل أي حديث يرتحلان في الفراغ، تزايدت رائحة المسك وظن صابر أنّها بلغت ذروتها غير أنّ ظنه أخذ يخيب كلما تصاعد في الفراغ وتصاعدت ذروة المسك اللعين.

أخيراً وصلا عند باب ذهبي مزخرف برشاقة تدل على إبداع وعبقرية من صنعه، وكتب عليه "5" كما توقع صابر.

اختنق صابر من المسك، لم يكن يعلم أنّ الروح اللزجة التي أصبحت كل ما يملكه الآن هي أيضاً تختنق وتفرقع أصابعها وتشعر بانهيار عصبي ، توقع أن يتجرد من المشاعر الإنسانية بتخلصه من جسده، وحسب أنّه سيتخلص من الشقاء بتخلصه من الحياة الأرضية.

إلاّ أنّ توقعاته خابت هذه المرة، لم تخبره الكتب التي اشتراها من الأرصفة أمام المساجد ومن المكتبات الدينية العتيقة أنّه سيبقى ضجراً ، أنّه سيبقى إنساناً ، خانته تلك الكتب ومررت عليه خديعتها الكبرى، هذه الخديعة التي يكتشفها الآن، هذه الخديعة القذرة المعبأة بنفاذ المسك الفج.

لم يعد يطيق سماع حديث الملكين، يريد أن ينتهي كل هذا القرف، كل هذا الجحيم، إنّه يعلم أنّه كان عبداً صالحاً وليس بحاجة إلى سماع هذه الكلمة عند باب كل سماء ممزوجة بعرق المسك وملقاة في فراغ فضائي تكلله أبواب ذهبية ملقاة بعبث وفوقها أرقام.

- سحقاً سحقاً
قال صابر.

قطع الملكان حديثهما ونظرا إليه باستهجان وجزع وكأنّه كسر أحد أطباق ملوك إنجلترا في حفلة عامة. تنبه صابر إلى نزقه وارتبك بشدة وأتبع من فوره قائلاً:
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ارتاحت تعابير الملكين فوراً بعد سماع تلك التسبيحة ، وانفرجت أساريرهما وتوجه إليه مرافقه ووضع يده على كتفه بأرستقراطية وقال:
- ماذا بك أيتها الروح المطمئنة؟

قال صابر :
- اشتقت والله يا أخي إلى رؤية وجه ربي عز وجل.

ابتسم الملك وقال بحكمة النادل الذي يعدل المنشفة الأنيقة فوق ساعده :
- صبراً يا صابر، فإن وعد الله حق، وإنّني والله لأحبك في الله سبحانه وتعالى يا أخي صابر.

- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم . ( عقّب الملك الوسيم الذي يحرس الباب "5" ).

ابتسم صابر بتوتر وأكملا طريقهما في الفراغ نحو الباب "6" والذي كان ذهبياً كبيراً أكبر من كل الأبواب السابقة، وعليه زخارف من زمرد وياقوت ولؤلؤ.

شعر صابر بالسقم الشديد وبتلبك معوي من رائحة المسك القذرة، طرق رفيقه الباب واستمع صابر إلى الحوار المكرر ونظر إلى المشهد المستنسخ بعيني من أصيب بالهذيان.

عندما وصلا إلى الباب "7" ، بدأ صابر يدق بقدميه في الفراغ فلا تحدث قرعاً ، صرخ ولكنّه لم يسمع صوتاً، نظر ولم ير شيئاً، لم يكن هنالك سوى الفراغ والباب رقم "7" ومرافقيه ، والمسك.

مد صابر يديه وغرس مخالبه في بطنه وأخذ يشدها بقوة إلى الخارج، خرجت بطنه مع شد يديه كالمطاط اللين، بدت وكأنّها تتمزق وكادت أمعاؤه الروحية تندلق.

سارع الملك المرافق له يشد يديه برعب ، وأمسك بيديه قبل أن يمزق روحه ويتناثر في الفراغ كقطع صغيرة من الجيلي المبعثر.

أخيراً وفي الباب "7" سمع نفس الحديث ولكنّه لم يعد يفسر سوى بضع حروف تخترق رائحة المسك لتصل إلى أذنيه بلا معنى.

فراغ ، ثيران، غزلان ، بدو ، صحراء ... ومسك. هذا كل ما كان يسمعه.

الكثير من النقع والأتربة المثارة تدخل ذراتها في عينيه وأنفه وحلقه، رأى سكاكين تبقر بطون الغزلان ، وبعض البشر الملثمين.
فراغ وصحراء ومسك.

في النهاية شعر بغثيان شديد، أحاط به الفراغ والظلام من كل ناحية أمام عتبة الباب "7"، بدأ يفقد وعيه تحت تأثير المسك، وسقط أخيراً وانهار وفقد وعيه بكل ما حوله.

إلاّ أنّه استطاع أن يسمع الله يتكلم بعبارات وصلت إلى أذنه متقطعة وفارغة كالمكان الذي يقف فيه، لم يستطع أن يفسر منها شيئاً سوى جملة واحدة سمعها قبل أن يهوي مغشياً عليه بين يدي مرافقه الملك

"انطلقوا به إلى آخر الأجل".

يبدو أنّ ذلك كله يعني أنّ صابر عليه أن يعود أدراجه مرة أخرى، مروراً بكل الأبواب والأرقام السابقة مرة أخرى. ومروراً بكل ما فيها من مسك وثيران وبدو وملائكة..حتى يبلغ في النهاية موطنه القديم على الأرض.

إذن فقد كانت كل هذه الرحلة من أجل سماع هذه الجملة فقط من فم الله، ولا غاية أو هدف لها.

" مرحباًُ بك ، أنت عبد صالح ، عد أدراجك ثانية وتدحرج نحو أسفل القاع إلى جسدك " .

هذا ما عناه القرار، يبدو أن ذلك العبث لم يعن سوى أن الله قد رضي عن صابر وأحبه..

لكن صابر قرر حينها أن لا يمر بكل ذلك وهو واعٍ، وترك الظلمات تلفه والمسك يتخلله، انهار تاركاً مهمة دحرجته إلى الأرض مرة أخرى عبر الأبواب والفراغ ودوامة العروج على الملك المرافق.

أطلق الملك زفرة حادة ، وبدأ في دحرجة صابر.
عودة إلى الأرض من خلال الفراغ والمسك.
10-09-2006, 04:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سيجارتى الحبيبة .. اذهبى إلى الجحيم adoring_him 17 2,832 01-27-2005, 06:51 AM
آخر رد: المراقب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS