مقال من جريدة الشروق صدر مؤخرا بمناسبة عيد الجلاء رقم 43..

«الشروق» تكشف خفايا معركة بنزرت: الجيش الفرنسي استعمل القنابل المحرقة والحواجز عجزت عن صد المتظاهرين



عندما احتلت فرنسا تونس دخلتها عن طريق البحر فنزلت طلائع قواتها بميناء بنزرت، وعندما آن للمستعمر أن يرحل كانت بنزرت آخر شبر من التراب التونسي يغادره، وكان ذلك تحديدا يوم 15 أكتوبر من سنة 1963.

وهكذا خرجت فرنسا من حيث دخلت بعدما أناخت بكلاكلها على البلاد واستثمرت خيراتها وجهود أبنائها.

ولكن، بصرف النظر عن وقائع سنوات الجمر وما شهدته البلاد ابان فترة الاستعمار، قد يتساءل المرء الآن، وبعد مرور 43 عاما على إجلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي، عن دواعي المعركة الأخيرة، وهي معركة بنزرت، وعن الملابسات التي حفت بها وكذا أبعادها الاقليمية والدولية. ولعل السؤال الأهم الذي قد يتبادر إلى الأذهان هو القائل : هل كانت معركة بنزرت ضرورية، أسئلة قد تفضي إلى أسئلة أخرى حاولنا أن نجيب عنها في هذه المناسبة التي تحتفل فيها البلاد بذكرى الجلاء.

* شرط فتعنّت
إذا نظرنا إلى هذه المعركة من الناحية السياسية أدركنا أن جلاء الجيوش الفرنسية عن أرض الوطن هو مطلب وطني وقضية أساسية لا يمكن بأي حال من الأحوال فصلها عن القضايا الأخرى التي لها مساس تام باستقلال البلاد وسيادتها، إذ لا يمكن أن يكون هناك استقلال تام وسيادة على كامل البلاد ما دامت هناك جيوش أجنبية تهيمن على بعض أجزاء البلاد. وفي هذا السياق أعلن رئيس الجمهورية التونسية آنذاك الزعيم الحبيب بورقيبة يوم 18 جوان 1958 «أن الاستقلال يحمل في طياته جلاء الجيوش الأجنبيّة نهائيا عن أرض الوطن مثلما كان يحمل الإستقلال الذاتي في طياته الاستقلال الكامل».
وتونس لم تسكت طويلا عن المطالبة بالجلاء عن بنزرت فطالبت فرنسا بالشروع في التفاوض في شأن بنزرت. وبذلك وضعت هذه القضية من جديد ضمن أولويات الحكومة التونسية وبعد مدة من المحاولات التفاوضية المتعثرة فاجأ الزعيم بورقيبة فرنسا باقتراح قال فيه «إن تونس تقبل بفضّ مشكل بنزرت على أساس منح فرنسا حقّ البقاء في هذه القاعدة لمدة معينة بشرط أن توقف الحرب في الجزائر وتقبل مبدأ منح الاستقلال لهذا البلد الشقيق. لكن فرنسا رفضت هذه الدعوة وواصلت تعنتها وإصرارها على الاحتفاظ بالقاعدة العسكرية في بنزرت بينما واصلت تونس مساعيها بدون هوادة لإجلاء الجيش الفرنسي عن بنزرت، وانطلقت الاستعدادات حثيثة لخوض هذه المعركة وأخذ الحزب الحرّ الدستوري التونسي ومن حوله المنظمات الوطنية في التعبئة الشعبية.

* الاستفزاز والمواجهة
لكن خلال النصف الأول من سنة 1961 جدّ حادث زاد في إقناع الحكومة التونسية بأن فرنسا متمادية في عنادها وأنها غير مستعدّة لمغادرة قاعدة بنزرت، فالجيش الفرنسي عمد إلى القيام بأشغال لدعم منشآته العسكريّة بالقاعدة الجويّة «بسيدي أحمد»، فكان هذا التصرف الذي برهن بوضوح عن سوء نية فرنسا من العوامل التي حدت بتونس لمجابهة هذا التحدي فانطلقت المظاهرات الشعبية الكبرى في كافة أنحاء البلاد للمطالبة بالجلاء وشرع أبناء بنزرت في حفر الخنادق حول مراكز الجيش الفرنسي واستقبلت المدينة يومي 8 و9 جويلية 1961 الأفواج الأولى من المتطوعين القادمين من كافة جهات البلاد.
ولما رأت الحكومة الفرنسيّة أن تونس جادّة في موقفها عزّزت قواتها المرابطة ببنزرت بـ : 600 جندي مظلي استقدمتهم من قواتها في الجزائر، وفي نفس الوقت كانت مدينة بنزرت تعجّ بآلاف المتطوعين الذين يحدوهم الإيمان والاخلاص والعزم الصادق للجهاد والتضحية من أجل تطهير وطنهم من بقايا الاحتلال.
وما إن وصلت عقارب الساعة إلى الدقيقة 20 بعد السادسة من يوم الأربعاء 19 جويلية 1961 حتى دوت الطلقات النارية الأولى التي أوقدت نار المواجهة المسلحة وتصاعد القتال بين الجانبين وقامت الطائرات الفرنسية بعملية إنزال جوي لجنود المظلات لفك الحصار عن قواعدها، فكان تصدي قوات المقاومة التونسية عنيفا أذهل العدو الذي تكبد خسائر كبيرة في الأرواح مما جعله يقحم عددا من طائرات «ب 26» في المعركة فسقط العديد من الشهداء.
وفي اليوم الثاني (20 جويلية) ومنذ الصباح عمد أهالي بنزرت إلى مساندة قوات المقاومة التونسية، فنظموا مظاهرة شعبية سلميّة ضخْمة انطلقت من المدينة صوب القاعدة البحريّة للجيش الفرنسي بالمصيدة. وهنا أطلق الفرنسيون المدنيون غلاة الاستعمار الذين يسكنون حول هذه القاعدة الرصاص على المتظاهرين العزل، فسقط شهيدان وهما شاب وامرأة شابة أيضا، فزادت هذه العملية الغادرة في حدّة المعركة.
وكان اليوم الثالث أكثر وطأة وأكثر عنفا في القتال إذ أن القوات الفرنسية كثفت عملياتها الهجوميّة لتطويق المدينة من كل الجوانب تمهيدا لاقتحامها لكن المقاومة المدعمة من طرف سكان مدينة بنزرت صمدت ببسالة أمام زحف القوات الفرنسية.

* حرب الشوارع
وفي اليوم الرابع (22 جويلية) تطوّر القتال إلى حرب الشوارع إذ أن الجيش الفرنسي الذي تمركز بآلياته الحربيّة المختلفة حول المدينة كان مصمّما على إقتحام الأحياء العتيقة لاحتلالها بينما كانت المقاومة مصرّة على الصمود ومواصلة القتال مهما كانت التضحيات، فتواصلت المعارك في الشوارع حول الأحياء العتيقة على أشدّها. كما أن القوات الفرنسية أمعنت في استعمال القنابل المحرقة التي كانت ترمي بها الطائرات على أهمّ الأماكن التي يحتمي بها رجال المقاومة الوطنية بما في ذلك المساجد. وكانت النتيجة سقوط المزيد من الشهداء. ويرجّح حسب وثائق تاريخية مدعمة بشهادة الدكتور رشيد التراس رئيس بلدية بنزرت آنذاك أن يكون عدد الشهداء وصل في الأيام الثلاثة الأولى من أيام المعركة إلى 720 شهيدا...
ورغم أن المعركة توقفت فإن الجيش الفرنسي لم يغادر المدينة وأمعن في محاصرتها وطوقها بالأسلاك الشائكة وبقي يتحكّم في نقاط المرور منها وإليها ورغم المساعي الديبلوماسية وقدوم الأمين العام للمنتظم الأممي داق همرشولد إلى تونس وإلى بنزرت تحديدا للاطلاع على الأوضاع، وكذلك قدوم الأمين العام للجامعة العربية عبد الخالق حسونة فإن فرنسا أصرّت على إبقاء قواتها على وضعيتها في بنزرت حتى ان مجلس الأمن فشل في اتّخاذ قرار آخر لإنهاء هذه الحالة الخطيرة في بنزرت.
وحتى لا يبقى الوضع مجمّدا على الساحة الداخلية ويتواصل انتباه الرأي العام العالمي إلى القضية قررت القيادة التونسية أن يكون يوم 18 أوت 1961 يوم تضامن وطني مع بنزرت وتنظيم مظاهرات شعبيّة سلميّة للمطالبة بالجلاء عن بنزرت ورغم الحصار الذي كان يطوق المدينة من كلّ جانب وممارسات الجيش الفرنسي الوحشية، فإن بنزرت كانت في مقدمة المدن التي تظاهرت بقوة وعبثا حاول الجيش الفرنسي التصدّي لهذه المظاهرة الشعبية الضخمة ومنع المتظاهرين من الوصول إلى الولاية لتسليم لائحة إلى الوالي، ومع طلوع الفجر تمكّن عدد من المتظاهرين من اختراق حواجز الأسلاك الشائكة الأولى والثانية إلى الحاجز السادس ووصلوا إلى مقر الولاية وسلموا الوالي اللائحة. وتقدّم المظاهرة رئيس بلدية بنزرت الدكتور رشيد التراس ومندوب الحزب المناضل المرحوم الطيب تقيّة وممثلون عن سلك القضاء.
وفي يوم 27 أوت 1961 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اللائحة الافريقية الآسيويّة التي تطالب بفتح التفاوض بين تونس وفرنسا من أجل تحقيق الجلاء عن بنزرت بالأغلبية المطلقة ودون أن تنحاز أية دولة إلى جانب فرنسا. وفي 20 نوفمبر 1961 تم الاتفاق على استئناف التفاوض بين تونس وفرنسا وتواصلت المفاوضات إلى أن تم الاتفاق على أن يكون موعد الجلاء عن بنزرت يوم 15 أكتوبر 1963، فغادر في الموعد آخر جندي فرنسي التراب التونسي.

اقتباس:لم تكن الامور في المغرب العربي كما تظن او ظننت، بالعكس..ربما انت هولت الامور لتعطي شرعية لجرائم الاستعمار

ما لا تعلمه ان الاوضاع في تونس تدهورت كثيرا بدخول الاستعمار...

http://www.independance.tn/arabic/index.ph...id=13&Itemid=56


فرنسا ارتكبت جرائم فظيعة و لا احد يمكنه انكار هذا بدعوى ان لها افضال علينا...

الافضال مقبولة و مشكورة من فرنسا لولا الجرائم...

يا هاجر، نهارك سعيد ومعطر (f)

إسمحي لي أن أقول شيء بسيط. لنأخذ مصر مسقط رأسي. هل تظني أن هؤلاء المصريين كانوا ليعرفوا شيء اسمه اللغة الهيروغليفية لولا العالم الفرنسي شمبليون؟

يا هاجر، أنت تعرفين أني لي قديما صداقات مع أبناء المغرب العربي وأحبهم وأثناء الثانوية العامة تراسلت مع شاب تونسي من جربة وبهرني أنه يقدر أن يحل معادلة ميكانيكا وتفاضل بالفرنسية! تصوري! شاب من جربة يصل إلى مستوى شاب في بريطانيا لما يطلبوا منه أن يكتب مقاب باللاتينية فيبدع خير إبداع.

نعم الاستعمار له جرائم ولا ننفيها ولكن اللي فات مات. كان لابد للشعب أن يناضل ضد المستعمر ولكنه لم يخرج من هذا صفر اليدين. الأمر يشبه علاقة رومانسية يدخل فيها اثنين وهو يتهمها بأنها أضاعت وقته مع أنه كسب كيت وكيت من العلاقة.

ما يزعجني هو الاستعانة بالمجاهدين يا هاجر، لكي أكون صريح معك. هل تريدي لهؤلاء أن يكونوا واجهة شعبك الجميل في المغرب العربي؟! أربأ بهاجر الجميلة أن تنزلق لهؤلاء الأوباش وتطلب منهم النصرة للمغرب العربي. أنت مسلمة ومهندمة وجميلة وراقية وتمتلكين الترفع عن هذه الوجوه القبيحة التي تشوه معالم كل ما هو إنساني. بقي لي أن أشكرك على ذكرك لرأيك بصدق ودون مواربة أو انفعال وأحسدك على قوتك في هذا الجانب. نهارك سعيد.

(f)

اقتباس:طالبت المنظمة الجزائرية للمجاهدين

:lol: :lol:

دخلت الموضوع فوجدته نكتة

الموضوع ليس نكتة، ولكن علينا أن نفهم أسباب انفجاره الحالي ومنابعه:

أولاً: فإن الاستعمار وإن كان له فوائد جمّة تصب في مصلحة الشعوب والدول المُستعمرة، فهو أمر سيء، إذ تقوم به الدول المُستعمِرة باستغلال شعوب البلاد المستعمرة، فلقد تركت فرنسا الجزائر وبعد 130 سنة من الاحتلال في حالةٍ يُرثى لها، بلداً متخلفاً بغالبيته أمي، ولقد خفت الأمية بفعل الحكم الاشتراكي الذي لم يكن موفقاً بشكل تام، بل أدى بتعميمه للتعليم للخبطة فوضوية. ولكن لماذا لم تعترف فرنسا طوال قرن ونيف بمواطنية الجزائري؟ بينما هي من قام بالثورة الفرنسية بالمد النظري الثوري لحقوق الإنسان؟
إن الدول لا تفكر إلا بمصالحها للأسف وهذا الأمر ارتد عنفاً عليها، فثورة الجزائر كانت ردة فعل عنيفة على فشل الاستعمار الشامل، والذي لا يعرف إلا المصالح الاستعمارية، فرنسا في الجزائر التي ضمتها لها واعتبرتها جزءاً من دولتها لم تكن قبل عام 56 تعترف بمواطنة أهلها الأصليين، فأي وقاحة تلك؟ وأي ثورة فرنسية إنسانية تلك؟

ثانياً: إن الاستعمار الفرنسي أكثر من أي استعمار آخر قام بمجازر وتعذيب وقبائح لا تغتفر، فلا يوجد استعمار جيد، هناك فرق نوعي وأساسي بين فوائد الاستعمار التي تمخضت عنه رغماً عنه، وبين نواياه، الاستعمار الفرنسي في البلاد التي كان فيها خرّب تلك البلاد كإفريقيا السوداء التي تهيم اليوم (بمسيحيها ومسلميها بدولها المسلمة ودولها المسيحية) بعالم متخلف.
عفكرة يا قطقط، هناك كراهية كبيرة لفرنسا من دول مسيحية جداً بإفريقيا قتّلت منذ أشهر قليلة بفرنسيين، راجعها جيداً . كما أن فرنسا بلد ملحد بأغلبيته لا شيء فيه مسيحي اليوم.
فرنسا قامت بمعركة الجزائر مثلاً - هي معركة مجازاً، وهي مجزرة في الحقيقة، وقاموا فيها بالتعذيب بالاغتصاب الممنهج وبالقتل الممنهج وبالتعذيب الممنهج وبل بتصدير الطريقة بكتيبات وإرسال من طبقها لأمريكا اللاتينية لتطبيقها مجدداً بدروس عن معركة الجزائر - ، احتلال الجزائر وحرب الجزائر هي قمة القذارة في تاريخ فرنسا، وعليها يوماً ما (أي فرنسا) أن تتصالح مع تاريخها، قبل أن تلقي باللوم على الآخرين وتنتج قوانيناً حول مجازر الآخرين.

ثالثاً: ما تشهده فرنسا اليوم من إنكار لتاريخها لا سيما في المدارس يعود عليها بخسارة كبيرة في مجتمعها، فلا بد لها من الاعتراف بماضيها لتمضي لمستقبلها، هل تعتقد فرنسا أن المسلم من أصل جزائري في الضواحي الباريسية أعمى، جاء من عدم؟ هو من أصول استعمارية جاءت به فرنسا ذاتها، وإلا فلماذا لا تمتلئ فرنسا بمهاجرين من جنوب أفريقيا أو من الهند؟
على فرنسا أن تتصالح مع نفسها ومع تاريخها وتاريخ من عمرها من المغاربة والأفارقة قبل أن تعطي دروساً للآخرين، وأن تكف عن التعامي والتعالي على الآخرين، فهي بلد في نهاية عهد، ولا أحد يصدقها حين تتحدث عن حقوق الإنسان ومدري شو.

أخيراً: بلى هذا الموضوع مهم، ولقد فُتح بعد فيلم "indogènes" الذي قام بإخراجه مغربي ومثل به مغربي/فرنسي (جمال).
على فرنسا أن تتصالح مع تاريخها قبل أن تدعسها عجلات التاريخ فتصبح خارجه.
(f)

طارق (f)
بل أزيد أن من الأفلام التي شاهدها اليانكي قبل غزوه لأفغانستان
والعراق هذا التاريخ الفرنسي الاسود
فقد قيل أن هناك أفلام عرضت على المستعمر الأمريكي الحديث
عما قام به المستعمر الفرنسي في الجزائر بالذات
لتكون كمثال لهم في التعامل مع هذا الأفغاني والعراقي ,,,

كما أن أول بلد على رأس قائمة تصدير أدوات التعذيب
لدول العالم الشموليه
هي ببالغ الأسف فرنسا ...طبعا ليست كحكومة بل كمصانع خاصة :angry:


يا ابراهيم
ارحمني :emb:
رغم كل شروحاتك عن مكتبتك الزاخرة بأمهات الكتب
وعلاقاتك الانسانية المتشعبة ا
الا أن تعليقاتك
تنسف كل ما تدعيه ...
فارحم عقولنا ... من تخبيصاتك ...

وزمان قيل أن واحد بلدياتي ذهب في رحلة الى انجلترا
رجع الى أهله مبهور من الانجليز
لدرجة أن أطفالهم يتحدثون الانجليزية
و ................
بطلاقة .................. تخيل :lol:

اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
الموضوع ليس نكتة، ولكن علينا أن نفهم أسباب انفجاره الحالي ومنابعه:

أولاً: فإن الاستعمار وإن كان له فوائد جمّة تصب في مصلحة الشعوب والدول المُستعمرة، فهو أمر سيء، إذ تقوم به الدول المُستعمِرة باستغلال شعوب البلاد المستعمرة، فلقد  تركت فرنسا الجزائر وبعد 130 سنة من الاحتلال في حالةٍ يُرثى لها،  بلداً متخلفاً بغالبيته أمي، ولقد خفت الأمية بفعل الحكم الاشتراكي الذي لم يكن موفقاً بشكل تام، بل أدى بتعميمه للتعليم للخبطة فوضوية. ولكن لماذا لم تعترف فرنسا طوال قرن ونيف بمواطنية الجزائري؟ بينما هي من قام بالثورة  الفرنسية بالمد النظري الثوري لحقوق الإنسان؟
إن الدول لا تفكر إلا بمصالحها للأسف وهذا الأمر ارتد عنفاً عليها، فثورة الجزائر كانت ردة فعل عنيفة على فشل الاستعمار الشامل، والذي لا يعرف إلا المصالح الاستعمارية، فرنسا في الجزائر التي ضمتها لها واعتبرتها جزءاً من دولتها لم تكن قبل عام 56 تعترف بمواطنة أهلها الأصليين، فأي وقاحة تلك؟ وأي ثورة فرنسية إنسانية تلك؟

ثانياً: إن الاستعمار الفرنسي أكثر من أي استعمار آخر قام بمجازر وتعذيب وقبائح لا تغتفر، فلا يوجد استعمار جيد، هناك فرق نوعي وأساسي بين فوائد الاستعمار التي تمخضت عنه رغماً عنه، وبين نواياه، الاستعمار الفرنسي في البلاد التي كان فيها خرّب تلك البلاد كإفريقيا السوداء التي تهيم اليوم (بمسيحيها ومسلميها بدولها المسلمة ودولها المسيحية) بعالم متخلف.
عفكرة يا قطقط، هناك كراهية كبيرة لفرنسا من دول مسيحية جداً بإفريقيا قتّلت منذ أشهر قليلة بفرنسيين، راجعها جيداً . كما أن فرنسا بلد ملحد بأغلبيته لا شيء فيه مسيحي اليوم.
فرنسا قامت بمعركة الجزائر مثلاً - هي معركة مجازاً، وهي مجزرة في الحقيقة، وقاموا فيها بالتعذيب بالاغتصاب الممنهج وبالقتل الممنهج وبالتعذيب الممنهج وبل بتصدير الطريقة بكتيبات وإرسال من طبقها لأمريكا اللاتينية لتطبيقها مجدداً بدروس عن معركة الجزائر - ، احتلال الجزائر وحرب الجزائر هي قمة القذارة في تاريخ فرنسا، وعليها يوماً ما (أي فرنسا) أن تتصالح مع تاريخها، قبل أن تلقي باللوم على الآخرين وتنتج قوانيناً حول مجازر الآخرين.

ثالثاً: ما تشهده فرنسا اليوم من إنكار لتاريخها لا سيما في المدارس يعود عليها بخسارة كبيرة في مجتمعها، فلا بد لها من الاعتراف بماضيها لتمضي لمستقبلها، هل تعتقد فرنسا أن المسلم من أصل جزائري في الضواحي الباريسية أعمى، جاء من عدم؟ هو من أصول استعمارية جاءت به فرنسا ذاتها، وإلا فلماذا لا تمتلئ فرنسا بمهاجرين من جنوب أفريقيا أو من الهند؟
على فرنسا أن تتصالح مع نفسها ومع تاريخها وتاريخ من عمرها من المغاربة والأفارقة قبل أن تعطي دروساً للآخرين، وأن تكف عن التعامي والتعالي على الآخرين، فهي بلد في نهاية عهد، ولا أحد يصدقها حين تتحدث عن حقوق الإنسان ومدري شو.

أخيراً: بلى هذا الموضوع مهم، ولقد فُتح بعد فيلم "indogènes" الذي قام بإخراجه مغربي ومثل به مغربي/فرنسي (جمال).
على فرنسا أن تتصالح مع تاريخها قبل أن تدعسها عجلات التاريخ فتصبح خارجه.
(f)

(f)

الظاهر البعض عنده "حساسية" من كلمة مجاهدين..:D
المجاهدين هنا هم الثوار الجزائريون ضد فرنسا..
أيامها لم يكن متداولا الإسم الآخر الذي اطلقه الأمريكان وهو الإرهابيين..كانوا يستعملون اسم المخربين..

الموضوع هنا عن الجرائم الفرنسية في الجزائر..
هل هناك احد عنده اعتراض او انكار لوجود هذه الجرائم..؟
اذا كان الجواب بنعم فهات ما عندك..
اما اذا كان الجواب بلا فورجينا عرض كتافك ولا يوجد داعي لحرف الموضوع..

يا طارق (f)

حتى وإن كان الاستعمار سيء ولا أتمنى الاستمعار لأي بلد من جانب أي بلد آخر ولكن ماذا تقول في الحقيقة القائلة إنه كان إحدى السنن الكونية إلى عهد قريب؟ كان مثله مثل الرقيق وسائر هذه المؤسسات التي دعت الضرورة مؤخرة لانقراضها حفاظاً على هيمنة الشعوب لذاتها. ما أعرفه كمصري هو أنه لولا الاستعمار لما عرفنا نحن كمصريين شيء اسمه خطوط السكة الحديد. حتى القرى في مصر يا طارق عندما تنظر لمحطات السكك الحديدية فيها تجدها منبية على الطراز الإنكليزي الأنيق ولكن ما يبنونه حاليا من محطات سكك حديدية وأي منشآت ففي حالة يرثى لها. ربما لا بأس مع قليل من استعمار فكري بهدف التلقيح والتخصيب وتحسين النوع البشري لعله يرتقي وإلا فهل من ناكر لفضل زيارة رفاعة الطهطاوي لفرنسا مثلا؟ طبعا العقل يقول إننا ضد أن يبتز شعب شعب آخر ولكن في اعتقادي هناك جانب وجوانب مشرقة وإلا لولاها لكنا الآن في مصر لم نعرف أكثر من ركوب الحمير.

المجاهدين لا صوت لهم ولا مطالب وفقط لهم الضرب باسواط من نار على رؤسهم اينما كانوا فمبارك من يخلص العالم من وجودهم

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
شوف يا ماركيز، هناك أمر أنا مقتنع به تمام الاقتناع ولا أخفيه: مادام الإسلام موجود على وجه الكرة الأرضية ويتوغل في بلد ما فلن تعرف هذه البلد من أمر التقدم أو الازدهار التكنولوجي شيء. لست متضرر بشيء لأني لا أعيش في بلد يحكمها الإسلام ولا يهمني الإسلام في كثير أو قليل وهو مجرد ذكرى من ذكريات الطفولة البائسة. لكن لا أتعشم بوجود أي ازدهار مع انتعاش العقلية الإسلامية. أنت مسلم. أنت حر. أنت طالباني وهذا واضح جداً وأنت أيضا حر. لكن مادام الأمر قد جاء للتعبير عن الرأي فهذا رأيي في دينكم ومساهمته للإرث الإنساني ورأيي كذلك في طالبان التي تدافع عنها وعن المجاهدين أصحاب اللحى الكثيفة.

عزيزي ابراهيم
الزملاء الكرام
تحية طيبة وبعد،

إن الدين الإسلامي ليس له علاقة بمن تتحدث عنهم يا إبراهيم... ولو أنك قرأت القرآن بعين فاحصة لوجدت أنه في مقابل 250 آية تشريعية هناك 750 آية تحض الناس على العلم واستخدام العقل والعقلانية...

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (32) الأنعام

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) البقرة

وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس

والكلام يطول يا زميلي عن تقدم الفكر العربي في عصور الظلام الأوروبية... لكنك تنظر من وجهة هذا العصر وتحكم بالتخلف على من سبقوك والذين يلوننا سوف ينظرون لنا على أننا متخلفين... وهي نظرة متخلفة وغير صحيحة أول من نادى بها نيتشه حين تحدث عن الإنسان الخارق أو السوبر مان... وهو مبدأ متخلف كما ترى... فلكل زمان دولة ورجال
سلام