اقتباس: أبو عاصم كتب/كتبت
قد قمت يا زميل باللت حقا ولكنك ما أحسنت العجن أبدا، وذلك أني ما أعرضت عن الفيتنام والعراق مع كثرة ما وقع فيهما للأسف من تحرش واغتصاب إلا لعلمي بقرائح المرضى هنا والتي كانت ولا زالت تجود علينا بادعاء الكبت على أولئك الجند والحرمان والذي سببه الحرب والاشتباك، ولأجل هذا بالتحديد يممت وجهي تلقاء اليابان وما تكلمت إلا عن أحداث وقعت بعد استقرار الأمور بينها وبين من كانت محتلة لها هناك، وأوضحت للسادة القراء أن الاستقرار والانفلات لا يمنع وقوع الاغتصاب بحال من الأحوال، بل التفلت والانحلال هو ما يدعو المرء لهذه التصرفات، ولو التزمت المرأة الحشمة والاحتشام وما توارت عن الأنظار إلا بصحبة رجل قوي البنان لما تجرأ دنيء على فعل أثيم خبيث.
أبا عاصم،
من واقع خبرتي و حياتي في اليابان، فإن نظرة الياباني العادي للقوات الأمِريكية المتمركزة في البلد شديدة السلبية و مفعمة بالكراهية. الشيء الوحيد الذي يبقى أصوات المطالبين بخروج القوات، أو على الأقل إعادة انتشارها، خافتة هو التهديد النووي الكوري الشمالي لا أكثر.
أوكيناوا بالذات لها وضع خاص جداً؛ الجزيرة كانت بالأساس بلداً آخر منفصل عن اليابان بحكامه و لغته قبل أن ينضم في فترة متأخرة نسبياً إلى الإمبراطورية. ميزة أوكيناوا هي أنها تقع في المنتصف بين اليابان و الصين و شبه الجزيرة الكورية، و لهذا التفت إليها ماكآرثر في 1947 و بدأ بإرسال مجموعات للتمركز هناك، و انتهى الأمر باحتلال حقيقي: 25% من مساحة الجزيرة هي أرض أمِريكية قانوناً، و تقوم الحكومة اليابانية بتوفير كل تكاليف التشغيل الخاصة بالقواعد العسكرية في كادينا و باتلر و زاما و أتسوغي إلخ.
مهمة القوات الأمِريكية في اليابان هي الحفاظ على الحدود البحرية اليابانية التي تبعد أكثر من 12 ميلاً بحرياً، تاركة ما دون ذلك ليكون مهمة قوات الدفاع الذاتي اليابانية التي لا يمكنها التسلّح بمعدات عسكرية فعالة أو بعيدة المدى بسبب الفقرة 9 الشهيرة من الدستور الياباني.
كفانا من التاريخ. ما أريد إيضاحه لك أن لديك نقاط بعينها هي جلّ ما آخذه على طرحك:
1. أنك تعتقد أن الجيش الأمِريكي في اليابان يُعامل و كأنه من أهل البلد، و هذا اعتقاد خاطئ و معاكس كليّة للواقع.
2. أنك تطرح قضيتين متناقضتين، حين تقول أن الجيش الأمرِيكي في اليابان مصاب بالانفلات الأخلاقي و الجنسي، بينما تقول في مشاركتك التي ذكرت اليابان لأول مرة:
اقتباس:وسترى بأم عينك الكبت الذي يعانيه من حرمة العادة السرية والزنا وقلة العاهرات اليابانيات والذي أدى بدوره إلى انفجار بركان سانت هيلين على فتيات اليابان!!
ربما كان طرحك حينها لدرء الكبت عن الإسلام و قصره على الأمِريكان، لكن يظل قياسك غير سليم لأنك تقيس على جيش محتل، يعني أفراد يعانون الكبت بشهادة الجميع.
3. أنك تقدم misinformation على أنها مسلّمات، و هذا يعود بشكل أساسي إلى قصور في المعلومات التي تنقلها المواقع على الويب و وسائل الإعلام من وكالات الأنباء الثلاث الكبرى، و حقيقة أن أحداً لا يكترث بتصاريح السلطات الرسمية لأنها باليابانية. هكذا تنتقل الأخبار مشوهة كما حدث في حالتنا هذه مثلاً، فنجد أن 3 حالات تمكنّا من توثيقها سوية أصبحت 5 من دون تقديم أي معلومات تدعم أن هناك 5 حالات بالفعل.
دعنا نقل أن هناك 5 حالات وقعت بالفعل على مدى 10 سنوات، ألا يظل ذلك معدل جدير بالجنة؟ هكذا ترى أن دخولي على الخط جاء للبحث عن المعلومات الحقيقية و تقديمها لا أكثر، و ليس لإثبات أن براءة طرف ما إلخ.
أنا لا أطيق الـmisinformation، و لعلّ موقعي الخاص بمحاضرة البابا يشهد بذلك.
4. و هي نقطة شديدة الأهمية، و داخلة في صلب الموضوع هذه المرة. أنت لديك اعتقاد بأن أي أنثى ليست مسلمة هي عاهرة by default، و أن أي مكان فيه اختلاط بين من هم ليسوا بمسلمين سيكون حفلة عربدة و orgy.
تفضل اقتباسات من عندك:
اقتباس:أي كبت هذا والمجندات يملأن المهاجع والغرف؟!! وأي كبت هذا الذي يسببه كره إنسان لك؟!!
اقتباس: (...)راح يغتصب النساء المسالمات في اليابان!!
(...)سترى بأم عينك الكبت الذي يعانيه من حرمة العادة السرية والزنا وقلة العاهرات اليابانيات
على فرض أن الاقتباس الأخير يسخر من الحرية الفردية في اليابان.
نأخذ هذه مع النقطة التالية لأوضح ما أريد منها.
5. أنك تقوم بشلح shunning أي شخص مسلم تسبب في جريمة من أي نوع، و تدعوه بغير المسلم أو ضعيف الإيمان مباشرة.
النقطة الخامسة نسميها في التحليل النفسي classic denial، و هي حالة نموذجية من الإنكار يلجأ إليها الفرد عندما يواجه أزمة هائلة، كأن يفقد عمله مثلاً فيظل يردد: ياه! أخيراً سأتسوق و أسافر و أستمتع، بينما حياته في كارثة عملياً. الإنكار denial هو محاولة لفرض حقيقة زائفة مفادها أنك أفضل و أنك بخير عن طريق إنكار أثر الكارثة أو إنكار وقوعها من الأساس.
النقطة الرابعة هي امتداد لحالة الإنكار الناتجة عن النقطة الخامسة، بحيث يتم تحول الهجوم باستخدام ما نسميه في علم الأرغيومينتيشن بهجوم رجل القش، حيث تقوم بصنع نموذج يستند إلى حقائق جزئية تقوم بمبالغتها لحد التسخيف. في حالتنا هذه تقوم باستغلال حقيقة الحرية الجنسية في ثقافات معينة غير إسلامية لتبني فكرة أن الغرب عبارة عن بيت دعارة ضخم، و أن أي أنثى من تلك الثقافة عاهرة إلى أن يثبت العكس، و على أساس هذا الهجوم تقوم بتسويق فكرة أن ثقافتك ـ الإسلام ـ لا يحوي أي شيء من هذا لمجرد أنك تهاجم الانحلال الأخلاقي من وضع دفاع عن الإسلام، من دون أي حاجة لتقديم أي دعائم.
و قس على ذلك.
برأيي، هذه هي مشكلة الخطاب الإسلامي اليميني دوماً؛ مصاب بمرض نفسي مزمن يجعله رافضاً للحوار مع أي آخر.
---
هامش:
بخصوص هذه الفقرة
اقتباس: (...)راح يغتصب النساء المسالمات في اليابان!!
(...)سترى بأم عينك الكبت الذي يعانيه من حرمة العادة السرية والزنا وقلة العاهرات اليابانيات
و بفرض أنك جاد و تعني ما تقول بدون سخرية، فدعني احدثك قليلاً عن وضع الحرية في اليابان.
تتمتع اليابان بحرية فردية أوسع بكثير من أمِريكا، و ربما تفوق أوروبا أحياناً، و إليك نماذج:
- ممارسة الجنس بمقابل مادي مقننة بشكل غير مباشر في اليابان عن طريق الـescort service providers.
- الأفلام الإباحية في اليابان تُباع في أي متجر فيديو أو دي في دي بدون أي قيود؛ كل ما عليك هو البحث عن لافتة مكتوب عليها AV.
- المجلات و المطبوعات الإباحية متاحة في المكتبات و متاجر الـconvenience store، و يمكنك مطالعتها و تصفحها مجاناً شريطة أن تبقى داخل المتجر/المكتبة.
- لا توجد أي رقابة على المصنفات الفنية باستثناء قانون ينص على تغطية الـpenis tip و الـclitoris، سواء عن طريق شريط أسود، الـblurring، الـpixilation، أو أي وسيلة أخرى.
- لا توجد محاذير على حرية التوجه الجنسي sexual orientation، لكن الحكومة لا تعترف بزواج المثليين حتى الآن.