هذا الشريط ليس للتعبير عن رأي في موضوع ما بل هو للنقاش للوصول إلى نتيجة معقولة حول تلك التحالفات الغريبة و المتناقضة جداً.

1- التحالف الإيراني و الذي قد تكون تسميته الصحيحة " صهيو -شيعي" في أوائل الثمانينات عندما تعاقدت إيران و إسرائيل على صفقة أسلحة كبيرة، و الذي عرف فيما بعد بفضيحة "إيران-كونترا" الغريب هنا أن الثورة الإسلامية الإيرانية قد قامت بسبب أن إيران حليف إستراتيجي لأمريكا و هذا ما رفضه الشعب الإيراني، فكيف بعد أن تقوم ثورة من أجل تلك المبادئ أن تتناقض مع نفسها و تتسلّح من إسرائيل حتى تصبح نداً للعراق فيما بعد؟ ما هذا التناقض السخيف؟


2- التحالف السوري الأمريكي، و الذي يظهر كل يوم أكثر و أكثر، بداية من فضائح إرسال أمريكا لبعض من تضعهم في قائمة الإرهابيين إلى سوريا ليتم تعذيبهم هناك و من ثم إعادتهم لأمريكا، و مروراً باللقائات السورية الإسرائيلية سرّاً و التي فضحها الإعلام أيضاً.

3- التحالف الإيراني مع حزب الله و الذي ليس غريباً و لكن الغريب هو أن يتحدث حزب الله بعد هذا التحالف بإسم العروبة و الأخوة العرب رغم أن كل هم إيران هو تدمير ما يدعى بالعروبة لتكوين إمبراطورية فارسية، و قد يكون هذا الكلام غير مقنع لدى البعض و لكن هذا ما يحدث حالياً، فبماذا نفسر عدم عودة الجزر الإماراتية حتى الأن؟ و بماذا نفسر إستغلال إيران لحماس و لحزب الله لتأجيج الصراعات في لبنان و فلسطين، حماس مدعومة إيرانياً و فتح مدعومة إسرائيلياً و أمريكياً، حزب الله مدعوم إيرانياً و السنيورة مدعوم إسرائيلياً و أمريكياً، أليس هذا يوحي بأنها مثلها مثل إسرائيل و أمريكا تحاول جاهدة لخلق صراعات بين الطوائف العربية؟.

هذا بخصوص التحالفات، الأن تظل نقطة واحدة أريد توضيحها.

تتحدث الآن إيران بصيغة الإسلام و بأنها تريد أن ينتشر الإسلام و يصبح العالم العربي كله إسلامي فهل تطمع إيران في أن تكون تركيا رقم 2 و حاكمة بإسم الله؟

سيتبع لاحقاً..

النقطتين الأولى والثانية هي أمور عفا عنها الزمن. أمريكا زودت كل من ايران والعراق بالاسلحة خلال الحرب مباشرة أو غير مباشرة. إسرائيل لم تكن أكثر من بروكسي.

أما بالنسبة للتحالف السوري-الأمريكي أو بالأحرى التعاون في مجال "محاربة الإرهاب" فهذا امر أصبح defunct وقد عفا عنه الزمن.

أما النقطة الثالثة فهو ليس تحالف قائم بإسم العروبة بأية حال إذ لا إيران ولا حزب الله اللبناني يتحدث من منطلق القومي بل من منطلق إسلامي والعدو الأكبر.

تأييد إيران لحماس متناسق داخليا مع الأطروحة الثورية الإسلامية وكذلك تأييد حزب الله. ما لا يتوافق تماما مع هذه الأطروحة هو وضع العراق. هو يتماشى مع سياق الأطروحة الثورية الإسلامية التي تطرحها إيران. المشكلة أن هذه الأطروحة بحد ذاتها لا يمكن سوى أن تكون طائفية الى حد ما .. والدليل هو التصادم الديني-الديني في العراق..

هذه هي مشكة الإحزاب الدينية كلها.