أضحك..على حسني مبارك..!
فجأة ظهر على الشاشة الفضية قدر كاتم له عينان و شفتين غليظتين, قالوا لنا أنه الرئيس المصري حسني مبارك. قالوا أيضا أنه عسكري محارب, وسياسي يحكم جمهورية تسمى مصر العربية..
المفاجأة, أنني لم أكن أعلم أن لمصر رئيس جمهورية. كما أنني لا أعتقد أن مصر دولة, أو عربية بالكهرباء أو عربية يد. كما أنني لا اصدق أن يكون من ضمن ال71 مليون انسان مصري, لم يظهر الا هذا القدر (ألحلة, باللكنة المصرية)..
هذا الرئيس, هو الذي اثرى شركات الدواء التي تصنع و توزع فوار اينو ضد الحموضة. فما أن يراه عاقل, الا وهرع نحو الزجاجة يقلب ما في جوفها في نصف كوب ماء..وهبة بلع..!
حسني مبارك من أهم المحظوظين في الدنيا. فقد ورث شعبا و بلدا ينعم بالخير و السكينة والغباء, بعد رحيل عبد الناصر و اغتيال السادات. فقد بنا مصر الأول, وغيب شعبها الثاني, ليتسلمه حسني بيضة مقشرة سهلة الهضم..
اللقاء التلفزيوني الذي تم مع حسني بالأمس الماضي, والذي أختير موعده بعناية سياسية حيث أنه يتفق اللقاء مع مولد الراحل جمال, غرضه الخبيث هو أن يقدم للأمة العربية نموذجين مختلفين و متضادين لا يلتقيا. فحسني سياسي سطحي للغاية, يسرد الواقع التاريخي على طريقة حكاوي القهاواي, او على طريقة البت حلاوتهم وي بنات خالتها جنب الترعة. بينما الثاني لا يمكن مضاهاته أو مقارنته بأي زعيم عربي. باختصار, الفرق بينهما هو الفرق بين عملتين أحدهما مغطى بالذهب و الأخرى بالتين الشوكي..
الا أنه, قد استوقفتني عدة نقاط طرحها حسني من خلال فمه الغريب (هو بلا عقل) نسبيا لأفواه الأمة, مما يشير بوضوح إلى قدرته على البلع بشكل جريء و مباشر كسمك القرش. الا أن أهم ما استوقفني هو سؤال المذيع ثقيل الدم, حين وجهه الى حسني في مسألة خلافته بابنه تيمنا بباقي الحكام العرب الأفذاذ واذا كانت هناك رغبة خجولة للبقاء في الحكم باقي الفترات القادمة. فقال الحيي : ابني بيساعدني, يعني "قوم يله جيب الأقنة.. لا مش ده يا لوح... قلتلك مفتاح أبو عشرة..ياحماااار. وهلم جر, و كمان عايزني أسيب الحكم ويقوم الشعب يكسر الدنيا, وبعدين نندم"
لا أدري لماذا هفت نفسي الى تناول حبة لمنع الحمل. انتابني شعور غريب بين فخذي و لم أعد أرغب في أن أبقى رجلا و كل ما أسمعه من حكامنا يؤكد لي بانني في مرحلة..الوحم..!!
تحياتي للجميع
حسام راغب..
|