من هم الليبراليون الجدد؟
GMT 7:00:00 2007 الأحد 11 فبراير

بداية لابد من الاعتراف بصعوبة تحديد أنصار التيار الليبرالي العربي الجديد أو من يطلق عليهم الليبراليون العرب الجدد، فهم لا يملكون تجارب سياسية وأيدلوجية متماثلة كما أن منطلقاتهم كانت في الأصل مختلفة فمنهم يساريون وقوميون وإسلاميون سابقون وليبراليون قدامى. يرتبط بذلك أيضا صعوبة الوصول إلى كتاباتهم والتي تنشر أغلبها كمقالات رأي في الجرائد والصحف العربية ومواقع الانترنت والنشرات والإصدارات والكتب نادرة أو قليلة النشر على مجال واسع في العالم العربي.
ويرى أحد الكتاب الأمريكيين "أنه لا ينبغي أن نهجر الكتاب الليبراليين العرب فكثير منهم يتسمون بالشجاعة في الدفاع عن القيم والأفكار الغربية ولكن في ذات الوقت من الأفضل توجيه الجهود إلى الشعوب. حيث أن تحقيق انتصارات جزئية في إطار الرأي العام في الشرق الأوسط أفضل من تحقيق نجاح كامل في إطار نخبة منعزلة ضئيلة التأثير"1

نماذج منهم :
وتركز الدراسة على بعض نماذج من هذا التيار الليبرالي الجديد وهي: جمعية النداء الجديد في مصر وبعض كتابات ما أصبح يعرف بتيار الليبراليين العرب الجدد في السنوات الأخيرة وهم من أصدروا المانيفستو الليبرالي الجديد وعلى رأسهم المفكر الأردني "شاكر النابلسي" والمفكر التونسي "العفيف الأخضر". ولهذا الاختيار مبرراته التي تتلخص في كونهم يمثلون النماذج الأكثر حضورا وشهرة كما أن هؤلاء السابق الإشارة إليها هم أيضا معدو "البيان الأممي ضد مشجعي الإرهاب"2 والذي تم رفعه لمجلس الأمن والأمم المتحدة والداعي إلى إقامة محكمة دولية لمحاكمة فقهاء الإرهاب من الأصوليين الذين يصدرون فتاوى دينية لتشجيع الإرهاب. كما اختير "شاكر النابلسي" رئيسا لمجلس إدارة الرابطة الجامعية الأمريكية للتفاهم والوفاق الثقافي بين الشرق والغرب وتعمل على تقريب وجهتي النظر بين الشرق والغرب وإحلال التفاهم والوفاق الثقافي محل النزاع المسلح3 .

ما هي مبادئهم؟

نجد إذا ما بدأنا بجمعية النداء الجديد وهي جمعية ثقافية وليست حزبا سياسيا فهي لم تنشأ وفقا لقانون الأحزاب وإنما وفقا لقانون الجمعيات المصري في أغسطس 1991، أن مؤسسوها وعلى رأسهم "د. سعيد النجار" الاقتصادي الليبرالي قد عكفوا على تجهيز مقرها وتدبير التمويل اللازم لها وضم المزيد من الأعضاء والشرط الوحيد للعضوية هو الإيمان بمبادئ الجمعية والقدرة على تحقيق أهدافها.
ووفقا للوثيقة الفكرية للجمعية الصادرة لدى تأسيسها في عام 1991 وللكتيب الأول الذي أصدرته الجمعية في يونيو 1992 فإنها جمعية ثقافية أسست من أجل التأثير في الفكر المصري من أجل الوصول إلى تحرير شامل للنظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مصر على نحو يكفل العيش الكريم للشعب الكادح ويحقق العدالة الاجتماعية ويرسي قواعد الديمقراطية السليمة. كما تسعى إلى "بيان بطلان المفاهيم والسياسات الشمولية التي سيطرت على توجهاتنا الاقتصادية والسياسية منذ فترة طويلة." 4

تسعى جمعية النداء الجديد - على حد قول مؤسسها "سعيد النجار"- وهي جمعية ثقافية ليبرالية إلى تنمية اقتصادية ذات وجه إنساني، ومعنى ذلك أن مبدأ الحرية الشخصية والمبادرة الفردية ونظام السوق هي الشرط الضروري للكفاءة في إدارة الموارد الاقتصادية، ولكنها ليست الشرط الكافي لتحقيق تنمية شاملة موصولة أو مطردة. ومن هنا كانت عناية جمعية النداء الجديد بالعدالة الاجتماعية، انطلاقا من إيمانها بأن الإنسان هو الغاية النهائية من التنمية وإن التنمية الحقيقية إنما تكون من البشر بواسطة البشر ومن أجل البشر هذه هي التنمية بوجه إنساني أو ما يسمى اختصارا التنمية البشرية. فالفرد هو مصدر التقدم الحقيقي في المجتمع، وأن الحرية الفردية أساس الإبداع الحضاري ومنبع الفضائل، فالفرد هو الحقيقة الاجتماعية التي تعلو فوق الدولة، والدولة هي وكيلته وهي خادمة للقيام بوظائف معينة ولا يجوز لها أن تتخطاها أو أن تفتأت على حقوقه الأساسية إلا في الحدود وبالشروط التي يضعها القانون 5 .

كما أدخل خطاب النداء الجديد بعض المفردات والمفاهيم الليبرالية الجديدة لتحل المفاهيم السابقة في مرحلة ما بعد دستور 1923 كالخروج من نظام الحكم الفردي وضرورة وجود ديمقراطية حقيقية وسيادة شعبية ورقابة فعالة من السلطة النيابية التشريعية على السلطة التنفيذية واحترام مبدأ المساءلة السياسية والشفافية وأن يكون رئيس الجمهورية بالانتخاب بين عدد من المتنافسين وإنهاء سيطرة الدولة على الإعلام وحدوث إصلاح دستوري. كما بدأت تسود بعض المفاهيم الخاصة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة بين الأجيال والتنمية البشرية المستدامة 6

مباديء هؤلاء الجدد :
أما بالنسبة لما يعرف بتيار "الليبراليون العرب الجدد" الذي برز في السنوات الأخيرة من نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 على وجه الخصوص الذي يعتبر من وجهة نظر هذا التيار فاصلا تاريخيا عربيا كما هو من الفواصل التاريخية الأمريكية. نادى هؤلاء الليبراليون بعصر تنوير جديد وهو مقدمة لفلسفة المستقبل، وتبنوا أفكار التنويريين الذين جاءوا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والنصف الثاني من القرن العشرين. وأضافوا إليها المبادئ التالية من خلال مواقفهم ومن خلال ما يكتبون، والتي تعتبر مسودة أولى لمانيفستو وهو يتضمن خمسة وعشرين مبدأ 7 :

فمن المبدأ الأول حتى الحادي عشر ومن الخامس عشر حتى التاسع عشر تركزت مبادئ هذا البيان أو هذا الخطاب على المطالبة بالإصلاح التعليمي الديني الظلامي، والدعوة إلى محاربة الإرهاب الديني والقومي والسياسي والدموي، وإخضاع المقدسات والتراث والتشريع والقيم الأخلاقية للنقد العلمي العقلاني بموجب مبدأ الجينالوجيا، وعدم الاستعانة مطلقا بالمواقف الدينية التي جاءت في الكتاب المقدس تجاه الآخرين واعتبار الأحكام الشرعية خاصة بزمانها ومكانها، وإن الفكر الديني والذي جاء به علماء الدين وفقهاؤه وليس الدين الرسولي نفسه يقف حجر عثرة أمام الفكر الحر وتطوره، وإعادة النظر في قيم الماضي وخاصة ماضينا وتراثنا الثقافي الذي ألغى العقل والعلوم والاجتهاد وحرم أشكال الفنون الإنسانية الرفيعة وضرورة خلق المستقبل الذي هو لب الحداثة، وأن الاتجاه إلى الخارج هو أقل الخيارات سوءا أما الاتجاه إلى الماضي هو أسوأ الخيارات، والإقرار بأن التاريخ محكوم بالقوانين وليس بهوى الشعوب ولا بخيالها ولا بتعلقها بماضيها، وتحرير النفس العربية من أوهامها وأساطيرها وماضيها والحكم السلفي، وخلق شخصية عربية جديدة عقلانية واقعية علمية وطنية لا عرقية، وعدم ادعاء المعرفة المطلقة والأحكام النهائية، والعودة إلى الذات ونقدها والوعي بالذات لا كأفراد ولكن كأمة.

كما نصت المبادئ الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر للخطاب على ضرورة سيادة العقل والإيمان بأن اغتراب العقل لا يحقق غير سيادة الهمجية والغوغائية والمجتمع المدني، وطرح أسئلة على كافة المستويات لم يسبق طرحها في الماضي من قبل تنويري القرنين التاسع عشر والعشرين وكسر جوزة المسكوت عنه، وتبني الحداثة العربية تبنيا كاملا باعتبارها هي التي تقود إلى الحرية والتفريق بين الحداثة العربية والحداثة الغربية فلكل أمة حداثتها الخاصة بها.
أما بقية المبادئ الأخرى من العشرين حتى الخامس والعشرين فقد ركزت على قضايا السياسة والمجتمع وذلك من خلال التأكيد على عدم الحرج من الاستعانة بالقوى الخارجية لدحر الديكتاتورية العاتية واستئصال جرثومة الاستبداد وتطبيق الديمقراطية العربية وقد استعانت أوروبا بأمريكا لدحر النازية والفاشية وقامت أمريكا بتحرير أوروبا كما قامت بتحرير الكويت والعراق. كما لا حرج أن يأتي الإصلاح من الخارج ولكن بالطرق الدبلوماسية والمهم أن يأتي سواء أتى على ظهر جمل عربي أو على ظهر دبابة بريطانية أو بارجة أمريكية أو غواصة فرنسية.

والإيمان بأن لا حل للصراع العربي مع الآخرين سواء في فلسطين أو خارجها إلا بالحوار والمفاوضات والحل السلمي في ظل عدم تكافؤ موازين القوى العسكرية والعلمية والاقتصادية والعقلية بين العرب وأعدائهم. والإيمان بالتطبيع السياسي والثقافي مع الأعداء والاعتراف بالواقعية السياسية على أرض الواقع العربي السياسي وعدم دفن الرؤوس في رمال الصحارى العربية المحرقة والمهلكة، وأن التطبيع والتلاقح بين الشعوب والثقافات هو الطريق إلى السلام الدائم في الشرق الأوسط وأن اتفاقيات السلام يجب أن تصبح اتفاقيات شعبية بين الشعوب بدلا من أن تكون اتفاقيات دول فقط، وإن نفور الانتلجنسيا العربية الممزقة والرثة من التطبيع لن يلغي احتمالات السلام الحتمية في المنطقة والذي هو السبيل إلى التغيير الشامل. مع التأكيد على الوقوف إلى جانب العولمة وتأييدها باعتبارها أحد الطرق الموصلة إلى الحداثة العربية التي يمكن أن تقود إلى الحداثة السياسية والثقافية. كما ختم البيان الليبرالي بالمطالبة بمساواة المرأة مع الرجل مساواة تامة في الحقوق والواجبات والعمل والتعليم والإرث والشهادة، وتبني مجلة الأحوال الشخصية التونسية التي صدرت 1957 والتي تعتبر النموذج الأمثل لتحرير المرأة العربية دون الحاجة إلى تبني قيم الغرب في تحرير المرأة ومساواتها بالرجل.

مباديء أخرى :
يضيف البعض منهم أيضا مبادئ أخرى كالمطالبة بإصلاح ديمقراطي حقيقي يقود على نظام سياسي تعددي ويضمن الحريات العامة والخاصة، كما يقدس حقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة واستقلالية القضاء. والترحيب بأي مساعدات خارجية صادقة لصالح مشروع الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. والدفاع عن مبادئ الحرية الاقتصادية وتبني نموذج الاقتصاد الحر المشجع للمبادرات الفردية ومحاربة الفساد وإدماج الاقتصاديات المحلية في المجال الاقتصادي الدولي. التصدي للفكر الإرهابي ومعاداة الأفكار الدوجمائية والدفاع عن مبادئ النسبية والتعددية. والتشجيع على تبني آليات الحوار والتفاهم السلمي في حل نزاعات المنطقة 8 .

علاقتهم بالمحافظين الجدد :
ويؤكد "شاكر النابلسي" على حقيقة أنه لا علاقة سياسية ولا فكرية بين المحافظين الجدد في أمريكا وبين الليبراليين الجدد في العالم العربي فيما عدا نقاط ثلاث فقط يلتقون فيها معا وهي: تحدي أمريكا لنظم الحكم الديكتاتورية، وتعزيز ودعم الإصلاح السياسي وحرية السوق في العالم، وأن قيم الحرية والديمقراطية وحرية السوق ليست حصرا ووقفا على شعب دون الآخر. ويرفض "النابلسي" الربط المزور بينهما وما يطلقه الإعلام العربي على الليبراليين الجدد من ألقاب وصفات دونية 9 .
بل أنه فيما عدا نقاط الاشتراك الثلاث السابقة فإن كلا التيارين مختلفين - على حد قول النابلسي- فالتيار الأول من المحافظين الجدد حكام وصناع قرار أما التيار الثاني من الليبراليين الجدد فهم مجموعة من المثقفين غير المنظمين وغير المنخرطين في أي تنظيم سياسي أو ثقافي ولا يملكون القرار السياسي، إضافة لذلك فإن الليبراليين الجدد يخالفون المحافظين الجدد في الأفكار التالية 10 :

الحداثة هدفهم
يرحب الليبراليون الجدد بالحداثة بينما يرفض الليبراليون الجدد المحافظين الحداثة، ويرفض الليبراليون الجدد دعوة المحافظين الجدد في استخدّام الدين للسيطرة على الجموع، ويرون عكس المحافظين الجدد أن الحرب الدائمة لا تولد الاستقرار وأن الوسائل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية هي أنجح أنجح من القوة العسكرية. ويرون أن السلام هو الحل المنشود بينما يشكك المحافظون الجدد في عملية السلام، كما يؤيدون بناء الدول التي تهدمها الصراعات ويعارض ذلك المحافظون الجدد، بينما يؤمن المحافظون الجدد بالإرادة الأمريكية الخيرة المطلقة يرى الليبراليون الجدد أن الخير يجب أن يقترن بالعدالة في المواقف السياسية والدعم المادي والعلمي المتوازن للأطراف المتصارعة.

تميز الليبراليين الجدد :
ويتفق الكثيرون على أن هذا التيار الليبرالي الجديد يتميز عن الجيل السابق لهم أولا بتركيزهم على مقولة الدولة الوطنية بالأساس مع مراعاة دوائر الانتماء المختلفة كالأفرو آسيوية والرابطة الشرقية والمتوسطية.. ولكن دون دعوة مطلقة للوحدة. ثانيا التأكيد على المبادئ المطلقة كحرية الفكر ومدنية القوانين وحقوق الإنسان.. على عكس المنهج التوفيقي ذي الصبغة الدينية الذي ساد لدى رواد النهضة. ثالثا أهتم الليبراليون الأوائل بالبعد الاجتماعي للإصلاح أما الليبراليون العرب الجدد فمنذ استعادة ظهورهم في التسعينيات فقد ركزوا على نفس المبادئ وإن اختلفوا نوعيا في أمرين:
الأول هو الاهتمام بالشأن السياسي بشكل رئيسي وبخاصة الإصلاح الداخلي والتحول الديمقراطي للدولة القطرية الوطنية بقدر أكبر من الإصلاح الاجتماعي الذي لم يعد يستدعي نفس القدر من الجهد بعد تأسيس الأوائل ورعاية الحكومات الثورية له. والثاني هو الواقعية السياسية فبينما ظلت التيارات الراديكالية مصرة على ثوابتها الأيدلوجية القائمة على أبدية الصراع العربي الإسرائيلي واعتبار الولايات المتحدة شيطانا إمبرياليا تأكد نزوعه الإمبراطوري للهيمنة. إلا أن الليبراليين الجدد حيدوا منطق العواطف لصالح منطق العقل وتأجيل خطاب الثوابت لصالح الخطاب الاستراتيجي 11

اتهامات كثيرة :
ومن هنا وجهت اتهامات عديدة 21 إلى الليبراليين الجدد في العالم العربي باعتبارهم دعاة للانهزام والاستسلام وآذانا للولايات المتحدة وربطهم بالمحافظين الجدد والليبرالية الجديدة التي تمثل المرجعية الفكرية لأيدولوجيا العولمة الاقتصادية. ويتهمون أيضا بأنهم يلعبون أكبر الأدوار في تحريف الأمة عن مسارها وتسهيل اندماجها الفكري في المنظومة الاستعمارية الراهنة. في حين يعدهم البعض (حصان طروادة) لتنفيذ سياسة الشرق الأوسط الكبير الذي روج له وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (كولن باول) والتي طرحها في 12 ديسمبر 2002 بعنوان "مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط: بناء الأمل لسنوات قادمة"، والذي يتقاطع بشكل كبير مع مطالبات ومبادرات الليبراليين الجدد كتشجيع الديمقراطية الغربية وتوسيع الفرص الاقتصادية وإصلاح النظم التعليمية..، مع ترك أهم قضايا المنطقة والمتمثلة في الصراع العربي الإسرائيلي من غير حل.


(للبحث صلة)

هوامش:

1- جون ألترمان، الليبراليون العرب بحاجة إلى رعايا تتسم بالحرص، جريدة الأنباء، 5/8/2002
2- إ حسان الطرابلسي، بيان الليبراليين الجدد وامتحان الصدقية، 27 أكتوبر 2004، موقع إيلاف ، شاكر النابلسي، متابعة بيان الإرهاب مع آنان، 14 إبريل 2005، موقع إيلاف وانظر: الليبراليون العرب يطالبون مجلس الأمن بمحاكمة فقهاء الإرهاب ومنهم القرضاوي، جريدة الأنباء، 6/11/2004. و الليبراليون العرب يوجهون نداء لإنشاء محكمة دولية للإرهاب، جريدة نهضة مصر، 22/12/2004. و الليبراليون العرب يصرون على محاكمة دولية لفقهاء الإرهاب، جريدة السياسية، 12/4/2004. و عبد العزيز محمد الخاطر، بين الاتجهات: هجانة الليبراليون الجدد..، جريدة القبس، 23/12/2004. عبد العزيز محمد الخاطر، تعقيبا على بيان الليبراليين العرب: الأستبداد السبب وليس فقهاء الإرهاب، جريدة الوطن القطرية، 7/11/2004. و عبد العزيز الغامدي، ماذا يريد الليبراليون العرب من علمائنا، جريدة المدينة المنورة، 16/1/2005. العفيف و سلطان حمزى، الليبراليون العرب..، جريدة المدينة المنورة، 26/4/2004. وانظر مقال العفيف الأخضر بشأن فتوى الغنوشي بردته وإصدار فتوى كاذبة بقتله لمهاجمته الإسلام في البيان الدولي ضد الإرهاب في: العفيف الأخضر يوجه من فراش مرضه نداء إلى المثقفين والمجتمع المدني العربي والعالمي لمساعدته على مقاضاة ـ النهضة ـ ورئيسها راشد الغنوشي الذي أصدر فتوى كاذبة بقت، الحوار المتمدن، العدد 1197، 14/5/2005
3- مقرها جامعة كولورادو بدنيفر انظر: رابطة للوفاق بين الشرق والغرب، أخبار الأدب، 22/12/2002.
4- انظر لمزيد من التفاصيل: جمعية النداء الجديد: المبادئ وا لركائز الفكرية، القاهرة، جمعية النداء الجديد، يونيو1992.
5- انظر لمزيد من التفاصيل: سعيد النجار، جمعية النداء الجديد.. لماذا؟، نشرة النداء الجديد، مايو 1994. وأيضا: سعيد النجار، الليبرالية الجديدة ومستقبل التنمية في مصر، رسائل النداء الجديد، عدد 1.
6- سعيد النجار، وماذا عن النمور الأربعة؟، نشرة النداء الجديد، أكتوبر 1994.
7- لمزيد من التفاصيل انظر: شاكر النابلسي، من هم الليبراليون العرب الجدد، وما هو خطابهم؟
8- خالد شوكات، الليبراليون الجدد.. أو الليبرالية كما أفهمها، موقع إيلاف، 22 سبتمبر 2004،
9- من هذه الصفات إنهم من يروجون للهيمنة الأمريكية وإنهم كتاب المارينز والليبراليون التأمركون والمنافقون وكتاب الطابور الخامس... انظر لمزيد من التفاصيل: شاكر النابلسي، من هم الليبراليون العرب الجدد...، مرجع سابق. 10- شاكر النابلسي، من هم الليبراليون العرب الجدد..، مرجع سابق. داود البصري، الليبراليون العرب وغوغائية ثورجية الفضائيات المناضلة، جريدة السياسة، 20/6/2004.
11- هاني نسيرة، الليبراليون الجدد في المنطقة العربية، جريدة الأهرام، 25/12/2004.



كاتبة المقال استاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة/ د أميمة مصطفى عبود
دراسة علمية أكاديمية

علينا المحاولة حتى في وجه المستحيل و يكفينا في المقابل أننا نحمل نفس المشعل الذي حمله أفضل أبناء البشرية و أناروا لنا العالم .
الأخ الكريم عوارفي .(f)
يسعدني كثيرا عودتك للمشاركة في نادي الفكر بنفس التميز الذي عاهدته منك منذ سنوات ست و إلى اليوم .
سأتوقف عند بعض الملاحظات مذكرا أورافي و الزملاء أنني أفردت أكثر من شريط لتناول قضية الليبرالية منها شريط خاص ب (مستقبل الليبرالية في العالم العربي ) اضغط هنا.
عزيزي .
1- لست ممن يفضلون استخدام تعبير الليبراليين الجدد ، ربما كانت الليبرالية جديدة في بعض الشعوب العربية و لكنها قديمة في شعوب عربية أخرى ، فالليبرالية على سبيل المثال كانت أسبق الإتجاهات السياسية ظهورا في مصر التي شهدت اتجاها ليبراليا قويا امتد منذ بداية القرن الماضي حتى منتصف الأربعينيات تقريبا فيما يمكن أن نطلق عليه الربيع الليبرالي ، بينما لم تعرف مصر الإتجاهات القومية إلا في منتصف الخمسينيات و الإتجاهات الإسلامية القوية إلا في السبعينات ، لهذا فالليبرالية ليست جديدة كما نرى ، و محاولة وصف الليبرالية بالجدة هو إقلال من شأن المثقفين العرب و تراثهم الفكري الإنساني ،ولا يجب أن نترك أنفسنا نسقط في التشاؤم الذي يفرضه الواقع المتردي الراهن نتيجة الإنفجار السرطاني للأصولية الوهابية و الخومينية .
2- لا تعرف المجتمعات العربية نفس الطيف السياسي الفكري و السياسي الأوروبي ، لهذا يمكن تمييز إتجاهين فقط من الطيف الغربي هما الأصولية و الحداثة ( الليبرالية ) ، لهذا أرى استخدام مصطلح الليبرالية بمدلوله الثقافي أساسا و كمرادف للجوانب الروحية و القيمية لعملية الحداثة ، إننا لا يجب أن نغفل أيضا البعد السياسي لليبرالية و لكن على أن نراه مرحلة تالية لا يمكن الشروع فيها جديا دون توفير حدا أدنى من الحداثة و الليبرالية الثقافية . لهذا أيضا لا أوافق على خصوصية حاجبة للتأثير العالمي ،و لكني أرى أن هناك خصوصيات ثقافية يجري خلالها ترجمة الحداثة إلى عملية تحديث محلية أو إقليمية .
3- لست متحمسا كثيرا لفرض شاكر النابلسي كرمز لليبرالية سواء لتلك المسماة الجديدة او غيرها فبعيدا عن الإحكام الأيديولوجية و التكفير و التخوين ، أرى النابلسي كاتبا دون المتوسط و مفكرا متواضعا ، إنني لا أقارنه مثلآ بالعفيف الأخضر أو بغيره من المفكرين الليبراليين المناضلين ، هذا لا يعني إقصاءا مطلقا للنابلسي و زملائه من التيار الليبرالي بل فقط تحجيما لهذا التيار كرافد ثانوي محدود للفكر الليبرالي و التنويري .
4- أريد أن أشير إلى وجود معارضة كبيرة بين المثقفين الليبراليين أنفسهم ضد التوجهات الفكرية و المواقف السياسية لليبراليين الجدد كما أطلقوا على أنفسهم ، وهنا أشير إلى بيان (ليبراليون عرب: صرخة ضد التبسيط) الذي أصدره 59 من المثقفين الليبراليين العرب ينتمون إلى 11 دولة عربية عقب غزو العراق ، في هذا البيان يرفض المثقفون الليبراليون ربط الليبرالية بالسياسات الأمريكية اليمينية و المعادية في جوهرها للأمال العربية المشروعة في التحرر ، وجاء في البيان ( نذهب إلى أن الليبرالية التي نقول بها، ولاءٌ لقيم تحديثية وتنويرية أولاً وأساساً، وليست أبداً ولاءً للولايات المتحدة كائناً من كان المقيم في بيتها الأبيض. صحيح أن الوعي الليبرالي لا بد وأن يعثر على مرجعيته الفكرية ونموذجه في التجارب "الغربية"، فيطمح إلى مزاوجتها مع الإسهام القليل الذي أداه مفكرون عرب، كالشيخ محمد عبده وتلامذته. ولكن الصحيح أيضاً أن هذه الحكومة "الغربية" أو تلك مرشحة، بموجب حركة مصالحها وأمزجتها العارضة وتحولات مجتمعها، إلى التنكّر لتلك الليبرالية نفسها) . هذا البيان يعبر بعمق و نزاهة عن موقف كثير بل الأغلبية الساحقة من المثقفين الليبراليين العرب ، نذكر أيضا أن هناك أسماء لامعة وقعت هذا البيان منها إبراهيم الحيدري و سيار الجميل و (العراق)، و محمود أباظة و أسامة الغزالي حرب و السيد يسين و صلاح عيسى و نصر حامد أبو زيد و وحيد عبد المجيد ( مصر ) و حازم الأمين و حازم صاغية ( لبنان ) و غيرهم كثيرون .
عزيزي لا أتصور أن تنتصر الليبرالية بالضربة القاضية فهكذا تحرز الشموليات انتصارتها التي تكون مؤقتة و تتهاوى بعد ذلك ، الليبرالية كانت دائما فكر حداثي و تنويري تكسب معاركها دائما و لكن بالنقاط ، لا أتصور أن الشعوب في أكثر المجتمعات تقدما و حرية تتشرب الفكر الليبرالي و تمارسه كأفراد و لكنها تؤمن بمنتجاته و تمارسها.. بالحريات الفردية ، بالتسامح الديني ، بمرجعية الإنسان الفرد ، بدولة المؤسسات .... لو طالبنا كل الأفراد باستيعاب الفكر الليبرالي كنا كمن يطالب الناس جميعا أن يكونوا علماء .. هذا مستحيل .. فقط نطالب النخب أن يتبنوا العلم الذي ينتجه العلماء و أن يلزموا به شعوبهم لأن في ذلك مصلحتهم ، نطالبهم و نقنعهم بالأفكار و المبادئ و القيم الليبرالية ,و أن يلزموا بها شعوبهم ، هذا ما حدث في تركيا و اليابان و الهند و ماليزيا و أندونسيا و .... ولا نتوقع أكثر من ذلك ، الليبرالية بطبيعتها نخبوية متسامية لا تلائم سوى بعض العقول بل القليل من العقول ، هي أن تضع الإنسان مباشرة على المقود .. ليبحر بمصيره خلال الكون وحيدا سوى من عقله المبدع ، يا عزيزي .. أن يتحرر الإنسان هو أكثر الأشياء التي يخشاها الناس و يقاومونها ، و لكن لم يعد أمامنا بديل آخر سوى الفناء النووي ، إن حربا نووية تخوضها الألهة الميتافيزيقة ستنهي الحياة في منطقة الشرق الأوسط ، لهذا حان الوقت كي نحيل تلك الآلهة إلى التقاعد و نمارس حياتنا بحرية .علينا المحاولة حتى في وجه المستحيل و يكفينا في المقابل أننا نحمل نفس المشعل الذي حمله أفضل أبناء البشرية و أناروا لنا العالم .
و اسلم لكل خير .

اهلا بالصديق القديم و المتجدد نشاطا و حيوية ، بهجت ،

1- المقال اعلاه لم يتكلم يا صاحبي عن الليبرالية الجديدة بل "الليبراليون العرب الجدد" . و لقد اطلعت على موضوعك حول الليبرالية و لقد اعجبني كثيرا ،ولك الشكر الجزيل لما تجشمت من جهد في تحضيره !
2- الموضوع اعلاه ، كما ارى، لم يقلل من شان الليبرالية او أي ليبرالي عربي ، بل هو يتحدث عن نوع من التصنيف الليبرالي بالحديث عن الليبراليين العرب الجدد ، و لقد ركز على اثنين اعتبرهما الابرز عربيا و ثقافيا من حيث تميزهما بالطرح الليبرالي الشجاع فيب مواقف يخاف بقية الليبراليين العرب من الخوض فيها .
3- ان " وجود معارضة كبيرة بين المثقفين الليبراليين أنفسهم ضد التوجهات الفكرية و المواقف السياسية لليبراليين الجدد " ليس بالمسالة الخفية يا عزيزي اذ ان في كل تيار سياسي هناك آراء مختلفة بين افراده ، فهم ليسوا حزبا بالمعنى المعروف ، بل نوع من التيار او التكتل ، و انصار هذا التيار يختلفون بدرجة او باخرى من حيث مواقف بعضهم تجاه بعض الامر ، مثلا ، ما ينادي به النابلسي من الموافقة على التدخل الامريكي في سياسة بلد ( العراق ) تكلس و تحجر و انصهر افراده في بعد بدائي حضاري لا يتغير و تحول نظامهم الى داعم للظلامية و الموت لجيرانه و رعاياه ...الخ الخ ، هو بمثابة الانزيم الذي يساهم في انجاح عملية تغيير قد تدفع بالبلد الى الديموقراطية ! اذا لا يوافق بعض الليبراليين على فكرة ان الديموقراطية قد تاتي مع حراب ( العدو ) كما يحلو لهم تصنيف من كان صديقا للحاكم لسنين طويلة . و القضية العراقية خير مثال
وموضوعي حول" هل تاتي الحملة الامريكية بالديموقراطية الى العراق ؟" يجسد الفكرة نفسها ،
و تليها المسألة السورية او السودانية ...الخ . اذا مسالة الاستقواء بالخارج من أجل تغيير الوضع الداخلي كان بمثابة الحبل الذي خنق الكثير من الليبراليين الذين تجابنوا عن طرح المسالة بل سكتوا او وقفوا ضد الفكرة بحجة التخوين او خوفا من التخوين ، اضافة الى قضايا اخرى كثيرة طرحها الكاتب .
اذا هناك تباينات بين الليبراليين ، و هي التي تميزهم عن بعض في مواقفهم الشجاعة او المهادنة او المنتكسة تجاه فهم وضع سياسي ما ، ومن ثم اتخاذ الموقف المناسب . ومن وجهة نظري شخصيا ، ارى بان النابلسي كان اشجعهم و اصدقهم و الاكثر صراحة في وضع الاصبع على الجرح .
4- أشكرك لما قدمت من اضافة على الموضوع كنت اود لو ان الكاتب نفسه اعلاه فعلها ، و هي ذكر العديد من الشخصيات الليبرالية العربية النزيهة كما تقول " أسماء لامعة منها إبراهيم الحيدري و سيار الجميل و (العراق)، و محمود أباظة و أسامة الغزالي حرب و السيد يسين و صلاح عيسى و نصر حامد أبو زيد و وحيد عبد المجيد ( مصر ) و حازم الأمين و حازم صاغية ( لبنان ) و غيرهم كثير " .

و أكرر شكري لمداخلتك الثمينة في هذه المساهمة اعلاه .

تحياتي .(f)

ولكن ليست "عموميته" بل بضعة نقاط بعينها تتعبني، وأعلم بأن لي تحفظات كثيرة عليها.

هذه النقاط هي :
1) السوق الحر (المشكلة ليست في "المبدأ") ..

2) العولمة

3) التطبيع

السوق الحر لا يستطيع أن يكون "حراً" تماماً. فقيام السوق على "توازن العرض والطلب" فقط لا يوجد إلا في الكتب الاقتصادية لكبار المتفائلين في العصر الرومانسي.

ليس هناك سوقاً حراً تماماً إذاً، بل ان قيامه هو ضرب من المصائب المتلاحقة لميل "رأس المال" إلى التجمع. فالسوق الحر الكامل والمطلق هو مستودع لتآكل حقوق الطبقات الدنيا من المجتمع، وتكريس لسلطة حفنة من كبار الرأسماليين وقيام دولة استغلال على أكتاف وجلود أغلبية فقيرة (ولن ندخل في هذا الآن).

تحفظاتي على العولمة تأتي أيضاً في هذا المجال الاقتصادي بالذات. ففتح أبواب الدولة للشركات العالمية العملاقة دون تحفظات تذكر يستطيع أن يجر الى التهلكة قطاعات كبيرة من عمالنا وفلاحينا، ويدمّر يوماً بعد يوم صناعاتنا الوطنية والبنى التحتية لاقتصادنا.

بالنسبة للتطبيع، فموقفي يقول بأن تطبيع الدول العربية مع اسرائيل في غياب حل مناسب للقضية الفلسطينية، يقبل به أصحاب الحق المغتصَب هو "خيانة قومية" وطعنة نجلاء في ظهور الفلسطينيين.
الموقف العربي الرافض للتطبيع مهم جداً لعدم ضياع الحقوق الفلسطينية في ظل مجتمع دولي يعترف باسرائيل ويحميها، وسياسة أمريكية لم تعد تداري عورتها وهي تتصرف مع الفلسطيني كأنه "ابن الجارية".
أعتقد بأنه من "النذالة" بمكان أن يتخلى العربي اليوم عن أخيه الفلسطيني العربي ويروح كي يطبع مع الدولة العبرية، ويساعدها على افتراس ما تبقى من حقوق فلسطينية لم يتم التهامها بعد نتيجة لمقاومة اسرائيل ولموقف الشعوب العربية الرافضة للكيان الصهيوني.

هل أكتب من خلال "أعراض نخوة قومية مفاجئة"؟
لا، أبداً ... ولكني لا أعلم لماذا يكون التطبيع على جدول أعمال "الليبراليين" أصلاً. فالليبرالية لا تقتضي بالضرورة أن تناصر المعتدي على أخيك وتفرّط بحقوقه وتساعد الذئب على التهام "يوسف".

هنا، أنا لست ضد التطبيع بشكل مطلق، ولكن اسرائيل هي بحاجة للركض خلف التطبيع وليس العرب (فهي الكيان الغريب الهجين في المنطقة). والعرب يستطيعون انتظار التطبيع بعد أن تقوم دولة فلسطينية ذات سيادة يرضى بها أصحابها أولاً، وإلا فإن ما يقومون به هو معاونة "اليهودي والأمريكي" على "أخيهم"، وفي هذا "خسّة ما بعدها خسّة" و"نذالة ما بعدها نذالة".

أخيراً، على الهامش، أنا لست ليبرالياً ولا أريد أن أكون.

واسلموا لي
العلماني

عاصي ليه حذفت مداخلتك؟؟ قرأتها قبل أن يتوقف النادي عن العمل.. أتمنى أن تعيدها بشكل ما أعم(؟؟) إن لم يكن حذفها لأسباب خاصة أو أمنية أو لئلا تحرف الموضوع

يمكنك مثلآ أن تضع لب ما ذكرته في موضوع عام يبحث السرقات والانتحالات وتضعها كمثال
ولو أنو يعني مش بحاجة الشخص المعني لهيك فضيحة كي يزداد لا اهمية وسقوطآ في نظر العديد

أن وجود إختلافات أساسية داخل التيار الليبرالي هو ظاهرة طبيعية مرتبطة بالجوهر التحرري للفكر الليبرالي ذاته
الأخ العزيز عوارفي .
كل تقدير .(f)
يا عزيزي
كما أنه لا يوجد يمينيون جدد neo-conservatives بدون يمين جديد neo-conservatism ، فلا يوجد ليبراليين جدد بدون ليبرالية جديدة ، وهذه عموما قضية نظرية تعريفية لا تغير كثيرا في حقيقة أنه كانت هناك محاولات لطرح نموذجا من الليبرالية كامتداد للسياسات الأمريكية التي هيمن عليها تحالف اليمين الجديد و اليمين المسيحي بالرغم من التناقض الكامل بين منطلقات هذا التحالف و التقاليد الليبرالية الراسخة في الغرب ، بل أن نجاح هذا التحالف المؤقت في قيادة أمريكا و ممارسة سياسات الغطرسة و الهيمنة على العالم انتهى فعلا بكارثة مدوية كما تنبأ الليبراليون في أمريكا ذاتها.
أتفق معك أن وجود إختلافات أساسية داخل التيار الليبرالي هو ظاهرة طبيعية مرتبطة بالجوهر التحرري للفكر الليبرالي ذاته ، فهناك ليبراليون عارضوا التدخلات الأمريكية و هناك من أيدها ، و لكنهم في الحالتين انطلقوا من مرجعية الإنسان ومركزية مصالحة الفردية ، هذه الإختلافات هي سر خصوبة و تفوق المعايير الليبرالية في العالم كله ، فقط أود على تأكيد أن أغلب الليبراليين الذين رفضوا موقف الليبرالية الجديدة حيال التدخلات العسكرية الأمريكية انطلقوا في موقفهم من حسابات براجماتية عملية ثبت بالفعل صحتها ، و ليس من قاعدة دوجمائية أو الخوف ،و أنهم رغم هذا الموقف الذي ربما يبدوا شعبويا فإنهم يترفعون عن تملق الجماهير و ترديد الشعارات الحماسية ، لأنهم يرون ذلك كله ممارسات معادية للحرية بل مدمرة لها.
أرى أيضا أن تلك الخلافات أصبحت في ذمة التاريخ و جزءا من الماضي ، فالواقع الثقافي و السياسي يتجاوز اليوم التحديات التي أفرزت ظاهرة الليبراليين الجدد ، إن الليبراليين و التنويرين عموما يواجهون نفس التحديات التاريخية المصيرية ، و لذلك هم مدعون اليوم إلى التكاتف من أجل دعم القيم التنويرية و التحديثية بديلآ عن الغرق في الخلافات الثانوية أو تصفية الحسابات القديمة .

ماذا
ليبراليون جدد

لا اعرف لماذا انتبانى احساسا ان الموضوع يتعلق بحالة ظهرت قبل قرون وشبعت انقراضا

رغم اننا عايشنا وتابعنا نشوء هذه المجموعة قبل سنوات قليلة فقط فهى مجموعةعشوائية وظيفية و صغيرة جدا ظهرت قبل غزو العراق للتمهيد الدعائى له معظمهم كانوا كتابا وصحفين كومبارس من الدرجة الالف و كانوا مزيجا عشوائيا فريدا من ناحية انسانية شيوعين سابقين مهزومين لكنهم لا زالوا يفكروا بطريقة الحتميات والقفزات الثورية بطريقة غير ليبرالية بتاتا او افراد من الاقليات وذات التفكير الاقلوى المعروفة بدفاعاتها النفسيةالالتفافية او بعض الطائفين ورافقهم صحفين صغار جدا اعتقدوا ان هذه قد تكون ضربة العمر و لحظة ليتحول كل واحد منهم لصحفى بحجم هيكل او جبران توينى هذا عدا بعض موظفى المراكز البحثية الصهيونية فى اميركا

المهم ان كل شىء انتهى لقد ادوا مهمتهم التى كلفوا بها فى التحضير الدعائى لغزو العراق وانتهت القصة وانتهت معها وظيفتهم بعضهم عاد لبيته وبعضهم عاد لطائفته الدينية وبعضهم يلعب فى مؤخرته الخ الخ الخ
سنعيش وسنرىمستقبلا كثيرا من التقليعات اللحظية التى تستخدم لمرة واحدة

اضافة الى ما قال فضل:97:
تم تجنيد مجموعة من اليوميات المحلية في كل البلدان العربية بعدما توصلت بكاشيهات محترمة و دورات تكوينية زائفة لمجموعة من مسؤوليها من طرف مؤسسات معروف تمويلها من طرف المحافظين الجديد بعدما تلقت اشارة الرضا من السلطات الحاكمة في بلدانها.
المهم في بلدي قادت الجوقة صحيفة الاحداث المغربية التي رفعت منذ ظهورها شعار الحداثة من خلال استحداثها لباب رسمي من صفحتين بعنوان من القلب الى القلب الذي قيل انه متخصص في معالجة المشاكل النفسية للقراء قبل ان يتحول الى سوق بورنوغرافية رخيصة يكتبها صحافيان مرتزقان يتنافسان في اختلاق قصص جنسية من كل ما يخطر على ذماغ اي شاظ مريض من حكايا زوفيليا و جنس جماعي و تبادل زوجات و زنا محارم و نسبها في الاخير الى رسائل القراء مما رفع مبيعاتها الى النجوم و جعلتها صحيفة جنسية محترمة لا يشق لها غبار و ان كان للاسف مسؤوليها و مساهميها اعضاء في حزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم ذو الماضي السياسي التليد و الحاضر المخزي العميل.
انخرطت الاحداث المغربية في العمل القذر و خصصت صفحة تقريبا يومية لمنظري النيوليبيرالية العرب من امثال النابلسي و العفيف الاخضر و خالد شوكات و غيرهم من الداعرين , و الثمن كان كافيا للصحيفة لشراء مطبعة جديدة تضاهي مطابع لوموند الفرنسية كانت شرا ووبالا على الصحيفة التي سقطت مبيعاتها سقوطا مخزيا بسبب فطنة القاريء المغربي للاختراق الامريكي المكشوف الذي اكتمل باطلاق راديو سوا في الاجواء المغربية .
المهم مشروع النيوليبيراليين افلس بعجز الامريكان المخزي في العراق و خدلانهم لكل من راهن عليهم بتطبيعهم مع نظام القذافي و خذلانهم للحالمين بالتغيير في سوريا و مصر و لبنان.
الى النيوليبيراليين حلو عن طيزنا .
ما من مشروع هللتم له الا و نفره الاحرار اتوماتيكيا لانه كفاية دعمكم له حتى تفضحون كل ما جاهد اسيادكم لستره بما يستطيعون.
انتم عالة على الحمير في البيت الابيض الذين اعطوكم اكثر من حجمكم قبل ان تكونوا عالة علينا كشعوب نتوق للحرية التي ننالها بايدينا و لسنا قاصرين لنبدل خصما قزما بغول يلتهم كل من في طريقه.
حلو عن طيزنا الله يلعن ر..... و لا بلاش

اقتباس:  فضل   كتب/كتبت  
ماذا  
ليبراليون جدد

لا اعرف لماذا انتبانى احساسا ان الموضوع يتعلق بحالة  ظهرت قبل قرون وشبعت انقراضا

رغم اننا عايشنا وتابعنا نشوء هذه المجموعة قبل سنوات قليلة فقط   فهى مجموعةعشوائية  وظيفية و صغيرة جدا  ظهرت قبل غزو العراق  للتمهيد الدعائى له معظمهم  كانوا  كتابا  وصحفين كومبارس  من الدرجة الالف  و كانوا مزيجا  عشوائيا فريدا  من ناحية انسانية  شيوعين  سابقين مهزومين لكنهم  لا زالوا يفكروا بطريقة  الحتميات والقفزات الثورية بطريقة  غير ليبرالية بتاتا   او افراد من الاقليات وذات التفكير الاقلوى المعروفة بدفاعاتها النفسيةالالتفافية او بعض الطائفين ورافقهم  صحفين صغار جدا اعتقدوا ان هذه قد تكون ضربة العمر و لحظة ليتحول كل واحد منهم  لصحفى بحجم هيكل او جبران توينى هذا عدا بعض موظفى المراكز البحثية الصهيونية فى اميركا

المهم ان كل شىء انتهى لقد ادوا  مهمتهم التى كلفوا بها  فى التحضير الدعائى  لغزو العراق وانتهت القصة وانتهت معها وظيفتهم بعضهم عاد لبيته وبعضهم عاد لطائفته الدينية   وبعضهم يلعب فى مؤخرته  الخ الخ الخ  
سنعيش وسنرىمستقبلا  كثيرا من التقليعات اللحظية  التى تستخدم  لمرة واحدة

مصيبتنا مع أنفسنا أولا ومع أمريكا ثانيا أنها جربت كل أنواع العشيقات من القوميين إلى الإسلاميين بشقيهم السني والشيعي إلى العسكر إلى ديموقراطيات المحاصصة وليس التكافؤ .. الى آخر العشيقات وآخرهن قاطبة : الليبراليون الجدد ..
الجديد هنا تماما أن كل العشيقات السابقات يعرفن لماذا أوين إلى مخدع العشيق إلا هذا الأخير ..

منديل آخر ستمسح به أمريكا العظيمة آثار الدماء والدفق ثم ترميه إلى سلة المهملات ..