سؤال يطرح نفسه دوماً ، ولا أجد له جواباً !

رحلة العرب في النهضة والتنوير بدأت في القرن التاسع عشر، واستمرت في القرن العشرين.
منذ أيام محمد علي ومروراً بالكواكبي ومحمد عبده...

ولكن في المقابل كانت الدين والتعصب والتكفير في المرصاد لهذه الحركة.
وأتت تفجيرات أيلول لتبرهن على أن التنوير لم يصل إلى الجميع، بل انحسر في النصف الثاني من القرن الماضي....

أوجه السؤال لمن يجد الإجابة عليه، وأخص ضليعنا بالتنويريين: وضاح رؤى،
هل انتصر الظلاميون في القرن العشرين ؟
وهل هناك مخرج في القرن الحالي ؟

(f)

هل أصحاب المشروع الإسلامي هم الظلاميون؟

عانى اصحاب المشروع الإسلامي من اضطهاد الأنظمة العالمانية منذ سقوط خلافة آل عثمان على يد أتاتورك، ثم اضطهاد الانتدابين ومن ورثهما من دول.

ثم تمت ملاحقة وتصفية العاقلين المفكرين في المشروع الإسلامي، ثم التعذيب الوحشي في الزنازين.

إن لم يولد هذا الفعل رد فعل مادي، فسأستغرب فعلا.

قاتل الله التنوير الذي لا يرى إلا بكتابة آراء الغير على المراحيض.

اقتباس:هل أصحاب المشروع الإسلامي هم الظلاميون؟

عانى اصحاب المشروع الإسلامي من اضطهاد الأنظمة العالمانية منذ سقوط خلافة آل عثمان على يد أتاتورك، ثم اضطهاد الانتدابين ومن ورثهما من دول.

ثم تمت ملاحقة وتصفية العاقلين المفكرين في المشروع الإسلامي، ثم التعذيب الوحشي في الزنازين.

إن لم يولد هذا الفعل رد فعل مادي، فسأستغرب فعلا.

قاتل الله التنوير الذي لا يرى إلا بكتابة آراء الغير على المراحيض.

أذكر لنا مثالاً عن من تتحدث عنهم هؤلاء يا خالد؟ من هم العاقلين المفكرين في المشاريع الإسلامية؟

أكتفي بذكر عبدالعزيز البدري،

فقد جعلوا السيد قطب عرابا للارهاب، رغم أنه لم يكتب ما يريد، ما لحق.

السؤال، هل تمت ملاحقة الإسلاميين في خمسينات وستينات القرن العشرين أم لا؟
هل تم الترفيه عنهم في الزنازين أم تعذيبهم؟

للأسف ذكري لأسماء كثيرة سيجعلني من بعض الشلل، وهو ما لا أريده، وقد ينتقل الحوار إلى شخصي.

يا غورو،

هل تمت متابعة قضايا الإسلاميين السياسيين في تركيا وسوريا ومصر والعراق، بالحسنى في خمسينات وستينات القرن الفائت؟

هل النظم المذكروة كانت عالمانية أم إسلامية؟

أعصابك يا خالد !

يعني ذكر لفظ الجلالة وكلمة المرحاض في جملة واحدة ليس لائقاً به....

أنا ذكرت هنا سياقاً للحوار حول النهضة والتنوير، والشيخ محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي هم شيوخ مسلمون أيضاً.

لا أعتقد أن التنويريين والنهضويين هم من وضعوا الإخوان في السجون، بل إن التنويريين كانوا أول من دخلوا السجن.

ولكنني هنا أتحدث عن ظاهرة أناس عقلانيين كانوا من شيوخ الأزهر أو من خريجي الغرب في بدايات القرن العشرين.
وقد خلت الساحة من أمثالهم في نصف القرن الثاني.

الدين لم يكن حاجزاً في وجه التطور حتى ذلك الوقت، بل كان دافعاً عليه.
ولكن نوعاً جديداً من الدين، يرى الغير كافراً، ويرى الآخر مجرماً، هو الذي في خانة الاتهام.

عزيزي من جلب لفظ الجلالة ووضعه على المرحاض هو من تسمه بالتنويري.

عامة،

هناك من الإسلاميين من يرى في الإسلام نفسه مشروع نهضة ومشروع سياسي، وليس الأخوان كل من ذكر، هناك من ليس مرتبطا بحركات، وهناك حركات غير أخوانية.

نأتي إلى المهم،

ما هو التنوير؟

اقتباس:  أبو إبراهيم   كتب    
 هل انتصر الظلاميون في القرن العشرين ؟
وهل هناك مخرج في القرن الحالي ؟
(f)

الأخ ابو ابراهيم ،

الفكر الظلامي لم ينتصر في المجتمع العربي في القرن العشرين ، فهو بكل بساطة لم ينهزم اصلا ، ليتغير بعدها ، و من ثم نقول بانه انتصر ،و نؤرخ له ذلك الانتصار !

الفكر الظلامي مهيمن علينا منذ حروب علي و معاوية ، و بداية القمع المنظم ضد الافراد و الجماعات و كل من يتحدث بفكر يختلف عن أي من الفريقين . و استمر عبر حكم السادة و المماليك و الاقطاع و الباشوات ...الخ و حاول الشيخان محمد عبده و جمال الفدين الافغاني نقل الحداثة الى فكر هذه الامة ففشلا . و حاول طه حسين نتقد تراثنا لما فيه من ثغرات و عيوب ، فما افلح اذ تعرض لهجوم مدمر من قبل سادة الظلام في عصره متمثلا بمؤسسة الازهر و المستفيدين من خيراته . و كاد الرجل ان يروح بشربة ماء ، كما يقال ، فتراجع عما اضاع سنين عمره في الثقافة ليصل اليه . وكما يقول الاستاذ هاشم صالح : " ثم كانت الطامة الكبرى في عصرنا الراهن، ظهور حسن البنا وحركة الاخوان المسلمين التي عادت إلى أسلوب التكفير الذي دشنه الأزارقة الخوارج لأول مرة في تاريخ الإسلام بعد التحكيم بين علي ومعاوية . وقد نجح البنا في مصادرة المشروع الإصلاحي العقلاني الوسطي المنفتح للامام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، وقضى عليه في نهاية المطاف. ونحن الآن ندفع ثمن هذه المصادرة أو ذلك الاجهاض لكل هذه الحركة الإصلاحية الواعدة ولكل عصر النهضة أيضاً.
اما عن المخرج ، فهناك افكار كثيرة و طروحات متعددة يختلف فيها الاصلاحيون الاسلاميين عن الليبراليين عن القومييين عن السلفيين ... الخ .

و لنا عودة .

فكر التكفير واستباحة دم المخالف لم يدشنه الأزارقة، سبقهم فيه الحرورية،

وسبقهم فيه قتلة عثمان.

ما هو الفكر الظلامي يا آورفي؟

عزيزي خالد،
أعتقد أنه صار بإمكانك استنتاج ماهية التنوير والتنويريين من مداخلتي السابقتين، كما بإمكانك البحث عن مواضيع وضاح رؤى في هذا الشأن.

ولكنني أود أن أعرف ما الذي تراه من نهضة أو تنوير في المشروع الإسلامي الحالي ؟



العزيز عوارفي،

قد يكون التنويريون فشلوا في انتصار لم يطلبوه أصلاً، إذ أنهم حاولوا فقط إيصال رسالة أصرت قوى كثيرة على طمسها، ولكن ما تميزوا به هو إصرار وعناد لم نعد نجده بعد مضيهم !
أتساءل هنا عن سر اختفاء أناس مثل هؤلاء الذين ذكرت في النصف الثاني من القرن العشرين ؟

عزيزي ابو ابراهيم،

في مداخلتك الأولى جعلت الدين نقيضا للتنوير، فبدا لنا أنك تقصد نزع الدين من حياة الناس اسلوبا للتنوير.

هل التنوير هو نزع الدين فعلا؟

ما مدى مسؤولية الدين عما نعانيه من انحطاط؟

بل أين هو الدين في حياة الناس عشية عام 1948، بل عشية عام 1967، بل نبالغ ونقول عشية دخول الانتداب؟

أين هو الدين في خمسينات وستينات القرن حين تشرعنت في بلادنا العسكرتاريا تحت الراية العالمانية؟

هل العسكرتاريا هي منتوج ديني ام عالماني؟