السلام للجميع :

ربما قد اتفهم مواقف صحفيين وكتبة أمثال عبد البارى عطوان ومصطفى البكري و كل شلل النادبين وكذابين الزفة المعهودين والذين هزهم زلازل العراق وتوابعه التى انتهت بسقوط مدوي لمنظومات قومية متقادمة كانوا يؤمنون بها اشد الايمان ويعتبرونها قدس الاقداس ..

فهم فى النهاية مجرد بقع زيت قد تلوث المكان لفترة ثم لا تلبث وان تتلاشى بقعهم وارائهم وعنترياتهم ..

انما ما لم افهمه هو مواقف بعض الذين يحسبون على التيار التنويرى والاصلاحى والواقعى ..شلة من المثقفين الليبرالين الذين تميزوا فى فترة من الفترات بالثبات والحجة القوية والاسلوب السلس المقنع ثم ما لبث ان تهاوى هؤلاء الى قيعان التطرف بعد ان ذهبت بهم امالهم مذاهب بعيدة وبعد ان غرهم ندرة الاصوات المعتدلة الحيادية والمنطقية وتكدس الساحة بمختلف اصوات التطرف .
ولعل من ابرز هؤلاء الكاتب شاكر النابلسي والذى انحدر الى حد من التطرف لا يختلف فيه بأى حال عن من ينتقدهم فى صباحه ومسائه . وبرأيى ان اليأس قد يبلغ بالمرء حدا يقوده الى التطرف غير ان التيار التنويري الواقعى قلما يضع اليأس ضمن قائمة اهتماماته فيما يمضى قدما نحو هدفه ...
غير ان النابلسى لم يكن ضمن هؤلاء الذين ربما يراجعون مسيرتهم ولو بشىء من الموضوعية بل تمسك بشلة التطرف و قد اخذتهم العزة بالاثم ومضوا فى سعيهم يحسبون انهم يصلحون وهم ليسوا بكذلك أبدا
وفى كل مرة كنت ٌأقرأ للنابلسي اراه وهو يتراجع وينكفأ وفى معظم كتاباته الحالية كان يؤكد فكرة واحدة وهى تحول الرجل الى بائع سراب تساوى فى ذلك مع شلة النادبين وجوقة حسب الله العطوانية وقد لاحظت هذا التدهور مذ لحظة كتابته مقاله ذاك عن الفاسح وهو يتحدث بشىء من التفاؤل الغبي عن التطور السياسي وعن الانفتاح الليبي بل ومن المفارقات انه هنا يناقض فى مقاله الحالي كل ماكتبه فى مقاله الفاسح اقصد السابق والذى قد تقلد فيه طريقة شيخه العفيف الاخضر والذى تغنى هوايضا وبذات التفاؤل الغبي عن الانفتاح الليبى وعن الامال المعقودة والمرجوة والخير الذى سيعم الليبيين ..
وما كان اسهل ان يرد على الاثنين بل على الثلاثة احسان الطرابلسى والعفيف الاخضر وشاكر النابلسى ولكنى تريثت قليلا لعل الايام تريهم فداحة الاخطاء وتعود بهم قليلا الى جادة الصواب والاعتدال والواقعية ولكن ظني خاب وتلاشى فألى وان ارى احدهم وهو شاكر النابلسى قد انكر التاريخ والجغرافيا واراد وبخبشة قلم ان يلغى كامل الكيان العربى بكل غناه المعرفى والثقافى وبكل تاريخه الكبير من اجل ان يحدث نوعا من الحث والتسارع باتجاه النموذج الغربى الصرف دون ان يضع فى اعتباره اى من الاشياء التى سبق وان ذكرت بل ولا يخجل للاسف من ان يزور التاريخ لا بل وان يبرر للتزوير وللتدليس وللتزييف من اجل وهم ذاك النموذج الغربى كما سيتبين لنا من خلال هذه المقالة التى شق بها بقية الحياء ..

للاسف ما أسهل تدبيج الكلام و صف العبارات فاللغة العربية غنية بمختلف المعاني الجميلة والمترادفات والتى بالامكان ان نلغى بها الحقائق ونضع الاباطيل بل وان نؤصل الزيف والاكاذيب ..

وهل لنا غير النابلسى اسوة ومثال

فمن فاسحه الى احلاله الى منطقه الغريب الذى يتناول به اليات الاصلاح فى المنطقة العربية الى تبريره الكذب مقدما المصلحة والغاية عن الاسلوب والطريقة متخذا ذات الطريق التى اتخدها قبله طوائف التطرف الدينىى من اسلامى ومسيحى ويهودى وكذلك طوائف التطرف السياسى من يمين ويسار .
وشكل حالة حادة من البراغماتية

وقد تسلح باللغة وحدها فلا حجة ولا استدلال تاريخى ولا بقية من فهم جيوسياسى او إحاطة بكيمياء العقل العربي والشخصية العربية ..

فالاداة اللغة والحل هو العنف .

فكيف تختلف عن الاخرين يا شاكر النابلسى وبما تتمايز عنهم يا ترى ؟

أبالوقاحة الزائدة عن حدها مثلا ؟

على اى حال انقل لكم هذا المقال الذى خلط فيه العسل والسم وتنقل بين معانى اللغة فلامس السقف قليلا ثم تمرغ فى القاع وسراعا خرج لنابنتيجة يائسة مفادها العنف هو الحل والاصلاح لن يأتي الا على دبابة امريكية وعبر النموذج العراقى والذى يعتبره النموذج المثالى والواجب تطبيقه على كل الدول العربية المارقة فى رأيه ..

انقل لكم هذا المقال ولنا عودة للتحدث عن هذا المقال بشىء من التفصيل وعن هذا النابلسى ..


تحياتى


والى لقاء قريب....

شعار طنان رنان

منذ حملة قوات التحالف على العراق في مارس 2003 ارتفع شعار طنان رنان في العالم العربي يقول "نعم للاصلاح من الداخل، ولا للاصلاح من الخارج" وهذا الشعار كان بعبارة أخرى رفضاً واضحاً وصريحاً لاستعمال القوة العسكرية في تغيير النظم السياسية العربية التي تأبى التغيير من الداخل. بل إن التغيير من الداخل هو من المعجزات السياسية التي تحتمل النجاح وتحتمل الفشل في الوقت ذاته فيما لو علمنا بأن معظم التغييرات السياسية التي حدثت في العالم العربي منذ الاستقلال في الخمسينييات وحتى الآن كانت من السيء إلى الأكثر سوءاً وليست إلى الأحسن. ولعل نظرة سريعة إلى ما كان عليه الحال العربي عموماُ واجمالاً قبل 1950 وبعد 1950 لدليل قاطع بأن ما تم في معظم أنحاء العالم العربي من تغييرات سياسية كان إلى مزيد من الاستبداد، وإلى مزيد من الطغيان، وإلى مزيد من التمسك بالسلطة عبر انتخابات مزورة ووجوه سياسية متكررة ورفض قاطع لمبدأ تداول السلطة، وقمع للمعارضة ونفي للرأي الآخر.. الخ.


الْجَمَل النفّاث

دعوة الإصلاح من الداخل، هي دعوة أم حنونة لأطفالها الذين يخشون الخروج من ظلام الماضي إلى نور المستقبل . وهي كالدعوة التي تنادي بتركيب جناحين ومحركين نفاثين للجَمَل العربي لكي يطير بهما بدلاً من أن يسابق الريح بخفّيه لكي يكون التغيير من الداخل لا من الخارج. في حين أننا على مرِّ التاريخ التاريخ الإسلامي كنا نستعين في حياتنا بالخارج، حيث لا حياة للداخل إلا بالاستعانة في الخارج وهذا ليس قصوراً ذاتياً بقدر ما هو نية صادقة للتغيير الصالح والحقيقي. والخوف من الخارج هو خوف الضعف لا خوف القوة، وهو خوف فقدان الثقة بالنفس لا الاعتزاز بها، وهو خوف من يخشى الآخر لا من يملك شحاعة الأخذ منه. فليس المهم الأيدي التي تقوم بعملية الإصلاح ولا الوسيلة المستعملة، ولكنه الفكر الذي يقوم بها. وفكر الإصلاح هو فكر المفكرين السياسيين الذين هم في معظمهم من درس في الغرب، وتثقّف في الغرب، وتلقى الثقافة الغربية.

لماذا كل هذا الغموض في معنى الإصلاح؟

هل يعي السياسيون والمفكرون والمثقفون عامة ما يقولونه باطلاق شعار: "نعم، للإصلاح من الداخل"، و "لا، للإصلاح من الخارج". وكيف يأتي الإصلاح من الداخل، وفاقد الشيء لا يعطيه؟ كيف لي أن أبني بيتاً بنفسي، وأنا لا أملك من علم الهندسة وفن البناء وأدواته ومواده الأولية شيئاً؟ وإذا كنت أملك فعلاً مقومات البناء هذه، فلماذا مضى نصف قرن من الزمان وأكثر، منذ الخمسينيات حتى الآن ولم أبنِ ما تطالب به الآن "النخب المثقفة" من بناء ديمقراطي سليم في كل مناحي الحياة العربية؟ فهل كان الصراع العربي الإسرائيلي (قميص عثمان) هو السبب؟ولكن لماذا استطاعت اسرائيل (دولة الظلم والعدوان) أن تقيم ديمقراطية وتسبق بها شعوب (العدل والإحسان) رغم أنها كانت مشغولة بصراعنا أكثر مما كنا مشغولين بصراعها. وهذا الشغل الشاغل بصراعنا جعلها تتفوق علينا ليس عسكرياً فقط، ولكن علمياً (هناك عشر جامعات في اسرائيل من بين أفضل 500 جامعة في العالم، ولا جامعة عربية واحدة) واقتصادياً ( الدخل القومي السنوي الاسرائيلي يساوي دخل مصر وسوريا ولبنان والأردن مجتمعين. ودخل الفرد الإسرئيلي السنوي 17 ألف دولار، وهو الأعلى في الشرق الأوسط) وسياسياً ( الديمقراطية الإسرائيلية هي الشفافة الوحيدة رغم كل عيوبها في الشرق الأوسط) واجتماعياً (مؤسسات المجتمع المدني والحريات العامة وحقوق المرأة هي الأكثر تقدماً في منطقة الشرق الأوسط)، بحيث أنها سببت لدينا عقدة مستعصية وهي "العقدة الصهيونية" التي حالت دون تماهينا وتقليدنا وأخدنا لجوانب صالحة لنا من تجربة اسرائيل في اقامة الدولة وعلى رأس هذه التجارب النهوض العلمي والنهوض السياسي؟ لماذا لا نكون واقعيين وموضوعيين، ونقول للناس صراحة: أننا ضد التدخل العسكري المسلح لتغيير النظم السياسية، ونرفض اعادة ما جرى للعراق، علماً بأن ما جرى كان بدعوة والحاح شديد ورجاء واستغاثة إلى حد تزوير الحقائق من قبل كافة أطياف المعارضة العراقية في الداخل والخارج ومن أجل أن يتم التدخل من الخارج بالقوة العسكرية كما جرى في الحالة العراقية. لماذا كل هذا الغموض في معنى الإصلاح؟ لماذا لا نقول للغرب أهلاً بك في برامجك التعليمية، ودعونا نأخذ منها ما يفيد وما نقدر على تطبيقه، فليس المهم بالبرامج، ولكن المهم فيمن يستطيع تطبيقها؟ لماذا لا نقول للغرب أهلاً بك في نظامك المؤسساتي الدستوري، ونريد منكم خبراء في كيفية تطبيق الاستحقاق الديمقراطي، لأن لا دستور بدون قناعة بآلية التطبيق. فدساتيرنا العربية هي مقتطفات واسعة المساحة من الدساتير الغربية، وهي من صنع الاستعمار ومن فضائلة الكثيرة علينا، ولكنا لم نحترمها ولم نطبقها وعثنا فيها فساداً، فأصبحت بساطير في أرجل العسكر، بدلاً من أن تكون كتباً مقدسة في رؤوس السياسيين؟


كيف لكسيح أن يصعد جبلاً أو يرتقي منارة؟

"لا، للإصلاح من الخارج". إنها دعوة طفولية ساذجة لتطييب الخواطر وتقليل المخاطر. فهل في التاريخ العربي منذ 1400 سنة اصلاح ذاتي جاء من داخل المجتمع العربي؟ الإسلام الذي يعتبر أكبر حركة تاريخية اصلاحية وتغييرية في تاريخ الأمة العربية لم يأت من داخل المجتمع العربي وانما جاء من بعيد، ومن خارج الأرض، من السماء السابعة؟ والاسلام الذي يعتبر محرك التغيير الثقافي الأكبر في تاريخ الأمة العربية كان حزمة من الشرائع المأخوذة عن شرائع الشعوب الأخرى السماوية والأرضية; ونحن العرب كنا أول أمة في التاريخ تفرض التغيير على الشعوب الأخرى من الخارج وبالقوة .ألم نفرض في فجر الإسلام على الشعوب البيزنطية والفارسية والهندوسية وغيرها التغيير الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي بالفتوحات والغزوات، أي بالقوة العسكرية، وليس بالدُعاة والهُداة فقط؟ ألم نكن أمة غازية قامت بغزو الآخرين لأسباب مختلفة وعلى رأسها نشر العقيدة الجديدة؟ كيف تم تكوين الامبراطورية الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي واخضاعها للسياسة الإسلامية وللسيطرة القومية العربية؟ والآن دار التاريخ دورته، وأصبح مشعل الإصلاح في أيدي غيرنا، فلماذا لا نتمثل حال الامبراطورية البيزنطية أو الفارسية في فجر الإسلام ونعترف بالحقيقة، وهي أن فينا ورم فساد وفوضى ولا بد من فتح هذا الورم المتقيح وإزالته حتى لا يقضي على الجسد كله. وأن ذلك لن يتم إلا بأيدي أطباء مهرة وعلم طبي حديث؟
إن من يقول لنا : "نعم، للاصلاح من الداخل" هو كمن يطلب من الكسيح صعود الجبل، أو تسلق درج المنارة! لقد فتش الخليفة عمر بن الخطاب عن مصلحين في الإدارة وشوؤون المال فلم يجد بين العرب أحداً فدعا البيزنطيين المسيحيين لتنظيم الإدارة وبيت المال (وزارة المالية) ولقد فتش الأمويون والعباسيون عن منظرين للسياسة والرياسة بين العرب فلم يجدوا، فدعو الفرس والبيزنطيين والهنود إلى ذلك. "وظل النظام الإداري للحكومة الإسلامية في الجملة على ما كان عليه في بلاد الفرس والروم. فقد وجد العرب أن هذه الأمم ذات تاريخ مجيد عريق في الحضارة المدنية والنظم السياسية. فلم يكن بُدٌ من قبوله وابقائه على ما كان عليه من قبل".
(حسن ابراهيم، تاريخ الإسلام السياسي، ج1، ص454

ماذا نملك الآن غير بعض القيم الأخلاقية؟

يقول العرب الآن : "لا، للاصلاح من الخارج". وهم يعنون : "لا، للتدخل العسكري من الخارج" وهم على حق فيما يعنون ولكنهم ليسوا على حق فيما يقولون. فكل اصلاح تمَّ في العالم العربي خلال القرن العشرين، وبعد خلاص العرب من الاستعمار العثماني 1918 كان اصلاحاً خارجياً وليس داخلياً شكلاً ومضموناً. وهذا ليس عيباً. فاليابان والمانيا وكوريا بعد الحرب العالمية الثانية أصلحت من نفسها بواسطة الخارج وبالقوة العسكرية الهائلة، وضربت سلاماً مُربعاً للإصلاح الخارجي دون خشية أو خوف أو تردد وهي تعلم علم اليقين بأن هذا الإصلاح هو لمصلحة الطرفين : الطرف الْمُصلِح والطرف الْمُصلَح. ولو نظرنا إلى حال العرب الآن وما تم فيهم من اصلاح منذ الحملة الفرنسية على مصر 1798 وما تركته من آثار، وما تبع ذلك من اصلاحات في الشأن العربي عامة سواء كان بفعل الاستعمار المباشر أو بفعل البعثات التعليمية المرسلة الينا من الخارج أو المرسلة منا إلى الخارج لأدركنا أن ما اصابنا من اصلاح كان من الخارج ولم يكن من الداخل. فالنظام الإداري والأمني والمالي والتعليمي والصحي والاتصالي والإعلامي والعسكري والسياسي المتبع في معظم الدول العربية هو نظام خارجي جاء به الاستعمار البريطاني والفرنسي. والعالم العربي في معظمه الآن تُسيّره أنظمة غربية وأدوات غربية ومنتجات غربية وعلوم غربية، لا أثر للعرب وحضارتهم فيها. ونحن نأكل طعاماً غربياً في معظمه ونلبس لباساً غربياً ونستعمل في حياتنا منتجات غربية. ولا نملك من العرب والإسلام غير بعض القيم الأخلاقية فقط، وما دون ذلك فهو غربي. ولا فرق بين حياتنا وحياة الغربيين غير ما نتحلى به من قيم أخلاقية معينة يشاركنا الغرب في معظمها كالصدق في المعاملة وحب العمل واحترامه والحرص على المال والكرم والدفاع عن الضعيف ومساعدة المعوزين.. الخ. فالإصلاح الخارجي هو في نسيج الأمة العربية، وهو في نسغ هذه الأمة، ولكننا لا نعترف به ولم نعترف به في الماضي لعصبية فينا، ومكابرة في تربيتنا، وتعالٍ في طبيعتنا. فلنا الصدر دائماً دون العالمين أو القبر، كما قال شاعرنا.
شاكر النابلسي
انتهي المقال ..


والى لقاء قريب....

فليسقط صدام ونظامه البائد اللعين

قرانا اعلاه موضوعا مدبجا ، يطعن بكاتب ليبرالي معروف هو النابلسي . قم قرانا موضوعا تاليا يطرح موضوعا للنابلسي ، لكن دون تعليق . ترى ، اما كان اجدى لو طرحنا موضوع النابلسي ثم ناقشناه ، لنصل بعدها الى الحكم عليه !

ترى هل استطاع احدنا ان يربط عبارة واحدة من عبارات الطعن التي وردت في الموضوع الأساسي بعبارة واحدة من عبارات موضوع النابلسي المذكور بعده ؟

هذا مثال على ما تذخر به ثقافتنا الردحية ضد كل ما هو جديد ، من طروحات فكرية ، بدلا من مناقشتها واحدة بواحدة كما يفعل الفلاسفة او كما تقتضي الموضوعية . اذ من السهل ان يقول فلان عن غيره : فلان لئيم ، سمج ، بخيل ، لا خير فيه ... الخ ثم يدير ظهره ماضيا في حال سبيله !

هل لو قال لنا : فلان ، كما ترون يقول كذا حول الموقف الفلاني ، و يفعل كذا بشان الموقف الفلاني ....الخ اما كان حديثه ليكون اكثر اقناعاة و ابعد عن الشك بانه كان يتكلم طعنا لغاية في نفس موتور !

اتهام الآخر سهل ، لكن تثبيت التهمة صعب .

مع اطيب تحية للكاتب .

:Asmurf:

>>>>>>>>>>>>>>>>

مثل ما يقال :أنّ طريق الجحيم مفروش بالنويا الحسنة. انا ارى الموضوع بجهة مغايرة تماماُ لاى اقصد غزو العراق والاصلاح وبقية المواضيع ( هل هو من الداخل أم من الخارج) أركز على متبني الفكرة مثل السيد النابلسي والعفيف الاخضر وبقية التنويرين العرب .

رأي يتركز على قضية الدافع العاطفي النفسي لهولاء الاشخاص ,لا اقول انهم خونة قبضوا اموال من الامريكان وغيرهم من اجل ترويج الفكر الغربي وسطنا, جوابي سوف يكون :لا. هولاء دفعتهم الحماسة وسوء الوضع في العالم العربي الى تبني هكذا خطاب يدعوا ألى التغير المنطقة بأي شي لان الامور وصلت الى مرحلة لا عودة , كل المقيايس والاحصاءات تقول ان الوطن العربي ببساطة :يُحضر يموت يتفكك .

ممكن غيرتهم ..حماسهم دفعهم الى تبني مثل هذأ الاتجاة الفكري , وكما قيل قديماُ : حمل اخاك على سبعين محمل .

محارب النور
:redrose:

مع إنّي أرى أنّ التيّار النيوليبرالي الذي يتبنّاه النابلسي وأصحابة هو تيّار يغرق في الأحلام والأوهام .. ويمثّل شكلاً متطرّفاً أحسبه في كثير من الأحيان واجهة إعلاميّة أمريكيّة لا أكثر .. ويتحدّث بتجريد قاتل .. سيودي بنا إلى الهاوية من الناحية الاقتصاديّة والسياسيّة إن أخذناه على محمل الجد .. فيتحدّث عن السوق النيوليبراليّة بكل ثقة دون أن يعذّب نفسه بتناول الإمكانات الماديّة على الأرض .. ويتناسى المآسي التي جلبتها هذه السوق إلى أفريقيا .. فلا يذكّرني إلا بالنظام الاقتصادي الإسلامي الطوباوي .. الذي يتحدّث عنه منظّروه أنّه قضى على النظريّة الماديّة التاريخيّة الماركسيّة .. بنهضته التي قامت من عدم في الأندلس :Asmurf:

أضف إلى ذلك .. شاكر النابلسي مثله كمثل "المحافظين الجدد" الذين ينتقدهم دائماً .. أراه كثيراً يتحدّث منطلقاً من قاعدة دينيّة ساذجة .. أستهجنها أنا الملحد .. فما أدراك بالمسلم .. !!
يستخدم الدين بشكل ما لتجييش الشعوب .. وهو لا يراعي الاختلاف الكبير بين الدين المسيحي الذي يستخدمه المحافظون لنشر أفكارهم .. وبين الدين الإسلامي الأصولي .. مما سيجعل تنظيراته عن الأصل العلماني في الإسلام .. وعن تأويلاته المضحكة لبعض الآيات موضع سخرية لا أكثر .. وكم هي بوسيلة غبيّة في محاورة الآخر .. أن تستخدم أسلحته في محاربته .. فتمسك سيفه من حدّه وتطعنه بمقبضه ..


أقول .. برغم سذاجه هذا التيّار .. إلا إنّي أعجبت بالمقالة أعلاه :D .. وأرى أنّ جادمون حين جاء ليبرهن لنا عن تفاهة هذا الشخص .. اختار أجمل مقالاته وأكثرها اعتدالاً .. :)

تحيّتي للجميع ..

خوليو

الأخ جادمون (f)
الزملاء الأعزاء .(f)
أرحب بعودة العزيز جادمون للحوار في ساحة الفكر الحر بتألقه المعتاد .:applaudit:
من الصدف الغريبة أن هذا الشريط جاء بعد أيام معدودة من شريط آخر طرحه الأخ العزيز عوارفي عن ظاهرة الليبراليين الجدد بعنوان (نعم ، انا منهم و معهم و يشرفني ذلك !) عرض فيه دراسة قدمتها د أميمة مصطفى عبود استاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، و كان لي حظ المشاركة في ذلك الشريط أيضا ، و عرضت فيه موقفي من الظاهرة و من شاكر النابلسي ، وربما كانت بعض الفقرات من هذه المداخلة تكرارا لمداخلتي السابقة في الشريط المشار إليه .
1- مبدئيا أريد أن أعبر عن قناعتي و كثيرين غيري من الليبراليين في مصر بأن أمريكا بداية لا ترى مصلحتها في دعم الليبراليين العرب لأنها تراهم مجرد قوة هيكلية و ظاهرة صوتية بلا وجود حقيقي ، و كل هدفها هو الحوار مع ما تعتقد أنه إتجاه إسلامي معتدل و الوصل معه إلى تفاهمات استراتيجية تحقق بها مصالحها كما يحدث في العراق الآن و مع السعودية سابقا ، ثم تعمل أمريكا بعد ترسيخ تلك التفاهمات إلى تمكين تلك الإتجاهات الإسلامية ( المعتدلة ) من الوصول إلى الحكم ، و ترى أمريكا أنها بتلك المساومة التاريخية ستحقق الإستقرار للمنطقة مع الحفاظ على المصالح الحيوية للغرب و أمريكا تحديدا تماما كما يفعل النظام السعودي ( إستقرار + تعاون كامل ) ، مثل هذا الفكر ليس جديدا ولن يدهشنا لو تذكرنا مطالبة بريطانيا الملك فاروق عام 1942 بتكليف غريمها النحاس باشا بتشكيل الوزارة أثناء الحرب العالمية الثانية لأنها تريد حاكما قويا يتحالف معها في الحرب القادمة على أبواب مصر و ليس تابعا ضعيفا يكون عالة عليها ، هكذا يفكرون في الغرب وهم يسقطون الليبرالية العربية كلية من حسابتهم حتى وهم يدفعون في اتجاه الديمقراطية التي ستاتي في يقينهم بالإسلاميين ( المعتدلين ) الذين سيكونون تحت نفوذ السعودية بشكل ما ، أي ببساطة التدخلات الأمريكية الموعودة هي ضد الليبرالية و التنوير و الحداثة و ليست في صالحها ، فأمريكا قوة كونية ذات مصالح حيوية في المنطقة و ليست دار إحسان لرعاية الليبرالية العربية التي لم تتعلم السير أبدا منذ 50 سنة !.
2- لست ممن يفضلون استخدام تعبير الليبراليين الجدد ، ربما كانت الليبرالية جديدة في بعض الشعوب العربية و لكنها قديمة في شعوب عربية أخرى ، فالليبرالية على سبيل المثال كانت أسبق الإتجاهات السياسية ظهورا في مصر التي شهدت اتجاها ليبراليا قويا امتد منذ بداية القرن الماضي حتى منتصف الأربعينيات تقريبا فيما يمكن أن نطلق عليه الربيع الليبرالي ، بينما لم تعرف مصر الإتجاهات القومية إلا في منتصف الخمسينيات و الإتجاهات الإسلامية القوية إلا في السبعينات ، لهذا فالليبرالية ليست جديدة كما نرى ، و محاولة وصف الليبرالية بالجدة هو إقلال من شأن المثقفين العرب و تراثهم الفكري الإنساني ،ولا يجب أن نترك أنفسنا نسقط في التشاؤم الذي يفرضه الواقع المتردي الراهن نتيجة الإنفجار السرطاني للأصولية الوهابية و الخومينية .
3- لا تعرف المجتمعات العربية نفس الطيف السياسي الفكري و السياسي الأوروبي ، لهذا يمكن تمييز إتجاهين فقط من الطيف الغربي هما الأصولية و الحداثة ( الليبرالية ) ، لهذا أرى استخدام مصطلح الليبرالية بمدلوله الثقافي أساسا و كمرادف للجوانب الروحية و القيمية لعملية الحداثة ، إننا لا يجب أن نغفل أيضا البعد السياسي لليبرالية و لكن على أن نراه مرحلة تالية لا يمكن الشروع فيها جديا دون توفير حدا أدنى من الحداثة و الليبرالية الثقافية . لهذا أيضا لا أوافق على خصوصية حاجبة للتأثير العالمي ،و لكني أرى أن هناك خصوصيات ثقافية يجري خلالها ترجمة الحداثة إلى عملية تحديث محلية أو إقليمية .
4- لست متحمسا لفرض شاكر النابلسي رمزا لليبرالية سواء لتلك المسماة الجديدة او غيرها فبعيدا عن أحكام التكفير و التخوين -التي أرفضها كلية كمرض ثقافي عربي - أرى النابلسي كاتبا دون المتوسط و مفكرا متواضعا ، إنني لا أقارنه مثلآ بحازم صاغية أو سيار الجميل و صلاح عيسى أو غيرهم من المفكرين الليبراليين ، هذا لا يعني إقصاءا مطلقا للنابلسي و زملائه من نفس التيار الليبرالي الجديد بل فقط تحجيما لهذا التيار كرافد ثانوي محدود للفكر الليبرالي و التنويري .
5- أريد أن أشير إلى وجود معارضة كبيرة بين المثقفين الليبراليين أنفسهم ضد التوجهات الفكرية و المواقف السياسية لليبراليين الجدد كما أطلقوا على أنفسهم ، وهنا أشير إلى بيان (ليبراليون عرب: صرخة ضد التبسيط) الذي أصدره 59 من المثقفين الليبراليين العرب ينتمون إلى 11 دولة عربية عقب غزو العراق ، في هذا البيان يرفض المثقفون الليبراليون ربط الليبرالية بالسياسات الأمريكية اليمينية و المعادية في جوهرها للأمال العربية المشروعة في التحرر ، وجاء في البيان ( نذهب إلى أن الليبرالية التي نقول بها، ولاءٌ لقيم تحديثية وتنويرية أولاً وأساساً، وليست أبداً ولاءً للولايات المتحدة كائناً من كان المقيم في بيتها الأبيض. صحيح أن الوعي الليبرالي لا بد وأن يعثر على مرجعيته الفكرية ونموذجه في التجارب "الغربية"، فيطمح إلى مزاوجتها مع الإسهام القليل الذي أداه مفكرون عرب، كالشيخ محمد عبده وتلامذته. ولكن الصحيح أيضاً أن هذه الحكومة "الغربية" أو تلك مرشحة، بموجب حركة مصالحها وأمزجتها العارضة وتحولات مجتمعها، إلى التنكّر لتلك الليبرالية نفسها) . هذا البيان يعبر بعمق و نزاهة عن موقف كثير بل الأغلبية الساحقة من المثقفين الليبراليين العرب ، نذكر أيضا أن هناك أسماء لامعة وقعت هذا البيان منها إبراهيم الحيدري و سيار الجميل و (العراق)، و محمود أباظة و أسامة الغزالي حرب و السيد يسين و صلاح عيسى و نصر حامد أبو زيد و وحيد عبد المجيد ( مصر ) و حازم الأمين و حازم صاغية ( لبنان ) و غيرهم كثيرون .
6- إن وجود إختلافات أساسية داخل التيار الليبرالي هو ظاهرة طبيعية مرتبطة بالجوهر التحرري للفكر الليبرالي ذاته ، فهناك ليبراليون عارضوا التدخلات الأمريكية و هناك من أيدها ، و لكنهم في الحالتين انطلقوا من مرجعية الإنسان ومركزية مصالحة الفردية ، هذه الإختلافات هي سر خصوبة و تفوق المعايير الليبرالية في العالم كله ، فقط أود على تأكيد أن أغلب الليبراليين الذين رفضوا موقف الليبرالية الجديدة حيال التدخلات العسكرية الأمريكية انطلقوا في موقفهم من حسابات براجماتية عملية ثبت بالفعل صحتها ، و ليس من قاعدة دوجمائية أو الخوف ،و أنهم رغم هذا الموقف الذي ربما يبدوا شعبويا فإنهم يترفعون عن تملق الجماهير و ترديد الشعارات الحماسية ، لأنهم يرون ذلك كله ممارسات معادية للحرية بل مدمرة لها.
7- أتوقف عند المقال الذي نقله الأخ جادمون عن النابلسي و أرى أنه أتي بنتيجة عكسية مناقضة لجدلية المداخلة الإفتتاحية ، فهو بالفعل من أفضل ما كتب النابلسي وإن عابه كالعادة عدم إلمام النابلسي الدقيق بتاريخ المنطقة الحضاري ، ورغم هذا فلدي أيضا ملاحظات حول وجود خلل منطقي واضخ لأنه يفترض أن من ينادي بقصر الإإصلاح على الداخل يرفض عدم إستلهام التجربة الحضارية الغربية ، نعم هناك البعض من الأصوليين يرفض الحشارة الغربية تماما ،و لكن كل التنويرين و الحداثيين يرون العكس تماما و ضرورة الإنفتاح الكامل على الحضارة الغربية دون أن يعني ذلك النسخ الحرفي لتلك التجربة أو دفع المنطقة إلى الفوضى التي ظهر انها لم تكن أبدا بناءة بل مدمرة .
للجميع كل تقدير .

إلى الآن لا أرى أي فرق بينك يا جادمون وبين شاكر النابلسي وسائر كتاب المارينز من الذين يحتفون باحتلال أوطاننا ويصورون لنا ما جرى في العراق على أنه تحرير ويحامون عن شرعية عملائه.

يا ترى ما هذا الخلاف الذي دب بينكم هو أحد تداعيات الفشل الأمريكي في العراق ومآل السوء الذي انتهى إليه هذا المشروع والقائمين عليه من عرب الجنسية حيث هم يغرقون في بحر الدم العراقي الذي صنعوه كل يوم وحيث العجز التام عن بناء دولة على تشتهي أنفسكم وحيث البعث والمقاومة يرتقون أعلى سلم المجد في المقاومة الأسطورية التي صنعوها و وقت سدا أمام أطماه المحافظين الجدد وضربت الكبرياء والعنجهية الأمريكية في مقتل.

إلى كل الذين يصنفون أنفسهم على تيار الليبيراليين الجدد

لقد أسأتم إلى أنفسكم أيما إساءة وأنتم تتصورون أنكم تسيؤن إلى أعدائكم عندما وقفتم تدافعون عن المشروع الأمريكي في العراق وتزيفون الحقيقة وتعتبرونه تحريرا و سقطتم في أول اختبار للوطنية عندما جعلتم قضية العراق هي قضية إنجاح العملية السياسية كأحد إفرازات الاحتلال وامتداداته لا قضية المقاومة والتحرير وهزيمة الاحتلال ورد الاعتبار لكرامة الأمة المفقودة التي استبيحت على يد حكام الولايات المتحدة.

يقينا فإنكم لن تتحولوا في أي يوم من الأيام إلى حالة شعبية مثل التيار الإسلامي والقومي واليساري وستبقون في أبراجكم العاجية منبوذين من قبل رجل الشارع العربي مهما على صوتكم في المنابر الإعلامية بل ولعل إدراككم لهذا الحقيقة التي هي أمر كم كأس العلقم هو الذي دفعكم إلى انتظار الخلاص من قوى الاستعمار الخارجية وأنظمة الحكم العربية التي يدور حكامها في الفلك الأمريكي كما يفعل الليبيرالييون السعوديون والأردنيون وغيرهم.

أتعرفون ما هي المأساة التي صنعتموها من حيث لا تعون حقا المأساة هي أنكم شوهتم المفهوم الفكري لـ ِ الليبرالية على أسوأ ما يكون وأفرغتم هذا المفهوم من كل مضامينه الإيجابية تماما كما شوه أناس قبلكم مفهوم الثورة وجعلوه يفقد قيمته ، وبذلك قدتم خدمة جليلة للنوع الآخر من التطرف فهذه الكلمة ((الليبرالية )) التي فقدت كل مصداقيتها اليوم وتحتاج إلى إعادة الاعتبار لقيمتها الحقيقية يبدأ من تخليصها من التشويه الذي ألحقتموها به حين ربطتموها بموقفكم اللا مشرف والمخزي في القضية العراقية