لنصفق لمحافظ حمص ونرفع له برقيات التهنئة والمؤازرة فقد وجدها أخيراً ، لقد اوجد حلاً لمشكلة مستعصية منذ مايقارب 35 عاما ، وهي ايجاد عمل لاعضاء مجلس الشعب الذين يعيشون بطالة مقنعة .
ويبدو لي أن السيد محافظ حمص قد درس الاقتصاد بالفطرة إن لم يكن قد درسه في مكان آخر!! ، وهو على ما تناقلت بعض الأخبار (المغرضة طبعا ) من المساهمين الكبار في مجموعة الديري التي تم تدارك انهيارها وحدث لها شيء لا نعلمه ، ولا يعلمه إلا المتبصرين بالامور ، فمن الطبيعي أن يكون السيد المحافظ ملماً بالاقتصاد وكذلك من الطبيعي بحكم موقعه ان يكون ملما بالحسابات الاقتصادية !! ويبدو ايضاً أن السيد المحافظ له رؤية ثاقبة في التحليل السياسي وهو ما يتيحه له موقعه ايضا وربما لهذا السبب تم تختياره محافظاً لحمص تحديداً لان " الحماصنة" لا تنفع معهم إلا تحليات سياسية واقتصادية وحلول لمشكلاتهم كتلك التي اكتشفها السيد المحافظ ... اخيراً اعترف ( مسؤول ) في الدولة أن اعضاء مجلس الشعب عاطلين عن العمل فقد نقل عضو مجلس شعب بعض ماحدث في اجتماع جرى في محافظة حمص وحضره السيد محافظ حمص إذ قال العضو(سيريانيوز 15/5 ) :( فقد تحدث السيد المحافظ مطولاً عن افكار عامة وانجازات وآراء كثيرة ، ومن هذه الاراء انه سيسلم دفتر مخالفات لكل عضو في مجلس الشعب من اجل تنظيم مخالفات سير للسيارات المخالفة في المحافظة) لا يضحك احد منكم على اقتراح السيد المحافظ ويعتبره صادراً في يوم اربعاء مثلاً
بل أننا نرى تعميم هذا الاقتراح على بقية المحافظات ومن الطبيعي أن يطالب بعض اعضاء مجلس الشعب تشكيل لجنة تحقيق مع السيد محافظ حمص لأنه بصراحة (كشفهم ) على حقيقتهم ولا احد يحب أن يواجه بحقيقته هذه الايام وفي كل الايام ، لذلك فانه من الطبيعي أن يغضب اعضاء مجلس الشعب الذين استطابوا طعم النوم على مدى عقود طويلة واستطابوا الكسل واقتصر دورهم على التصفيق في بعض المانسابت التاريخية ، فأن يأتي ( مسؤول ) ويقول لهم أنتم عاطلون عن العمل وسأجد لكم عملاً مناسباً فمن الطبيعي أن يستشيطوا غضباً وتعلوا اصواتهم لأول مرة !! مطالبين بالتحقيق مع السيد المحافظ لأنه تجرأ وقالها لهم هذا ويبدو لي أن بعض الاعضاء الذين لم يؤيدوا زملاءهم قد سرّوا لهذا الاقتراح لما يعنيه وجود دفتر مخالفات في اليد فهو باب رزق و" سبوبة " عيش ستدر دخلاً معتبراً وهو ما سيعارضه اعضاء مجلس الشعب الكسولين مدمني الجلوس دون عمل الذين ادمنوا شرب الشاي والقهوة في مقهى المجلس وكذلك سيعارضه اولئك الاعضاء الذين اصبحت لهم صلات مع الجهات!! العليا ونمت لديهم قدرة كبيرة على تخليص المعاملات " كوساطة " للشعب الذي يمثلونه و" المربح بالنص " مع هذه الجهات
السيد محافظ حمص كشف المستور وندعو ربنا ان يستره " مايطير " لهذا السبب وليس كما سيدعي البعض حينها انه بسبب مجموعة الديري
وندعوا جميع الشرفاء إلى ارسال برقيات تأييد لاقتراح السيد المحافظ هذا إلا أنّا نقترح أن لا يكون لباسهم هو لباس شرطة المرور نفسه ليتم تمييزهم عنهم ، و نقترح أن يكون لهم لباسا موحدا يراعي وضعهم كممثلين للشعب وحصانتهم التي يتمتعون بها والتي لم يقتنع بها السيد المحافظ لأنه بصراحة كمايبدو ينظر الى الامور بواقعية ولسان حاله يتمتم " أي حصانة الله يهديكم بأي لحظة نقدر نطير الحصانة " والسادة الاعضاء لا يريدون أن يصدقوا هذا ولم يعتبروا من الحصانة التي طارت بلحظات عن نائبين من زملائهم لا زالا في السجن
ويمكن أن يكون لباس اعضاء مجلس الشعب الموقرين وهم يحملون دفاتر المخالفات وينظمون السير لباسا مشابهاً للباس سائقي حافلات النقل الداخلي دلالة على التحامهم بالناس الذين (انتخبوهم ) والذين ينامون باسمهم
وقد أكرمهم السيد المحافظ بأن اعطاهم دفتر مخالفات لانهم بدون هذا الدفتر لن يهابهم أي سائق وسيضطرون أن يقولوا لمن سيتطاول عليهم إذا نبهوه إلى وقوف ممنوع أو اتجاه معاكس إعرف مع مين تحكي ... فيرد صاحب السيارة " المفيمة " : مع مين بلا زغرة ؟؟؟ فيرد السيد العضو رافعا رأسه وشاداً اكتافه : عضو مجلس شعب .. عندها سيفتح صاحب السيارة باب سيارته أو يتابع سيره هازاً رأسه متمتماً : مرحبا شعب
أما بوجود دفتر المخالفات الذي تكرم به السيد المحافظ عليهم سيكون واضحاً لمن سيارته غير " مفيمة " أنهم اصحاب سلطة ولن يكون أمامه خيار(أي صاحب السيارة) أما يأكل مخالفة أو يدبر الأمر بمعرفته ومعرفة السيد العضو وطبيعي أن تكون تسعيرة تدبير الأمر أعلى مما هي عند زملائهم شرطة المرور .
فهكذا أخيراً بق السيد محافظ حمص البحصة وقال لأعضاء مجلس الشعب أنتم " عاطلون " وسنتدبر لكم عملاً
.

بينما قال عضو المجلس محي الدين الحبوش إن "الناس ما عادوا يحتملون كذبنا" في إشارة منه إلى عدم الإنجاز، وقف عضو مجلس الشعب السوري زهير طراف ليستنجد بالرئيس السوري ويناديه: "وابشاراه .. وابشاراه" (على غرار وامعتصماه)، وذلك على خلفية نقاشات ساخنة حول تطاول محافظ حمص إياد غزال على أعضاء المجلس في حمص، والبالغ عددهم 23 عضواً، والتهديد بمحاكمة أحدهم بتهمة التحريض على النظام.

النائب المتهم بـ "التحريض على النظام" (من جانب المحافظ) زهير طراف، هو من أطلق عبارات الاستنجاد لإنهاء "الفاسدين والمفسدين والمتسلطين على منافذ القرار"، وذلك في الجلسة الأولى من دورة المجلس الثانية في ولايته السادسة عشرة.

القضية مثار "سخط" نواب حمص، بدأت حين دعا غزال أعضاء مجلس الشعب عن محافظة حمص للحضور لـ "مناقشة الواقع الخدمي" في المحافظة الشهر الماضي. وحسب النائب شحادة ميهوب، فقد طلب المحافظ من نواب حمص بأخذ دفاتر لمخالفات السير لضبط السيارات المخالفة في المحافظة! كما أعلمهم المحافظ بأنه سيرفع الحصانة عن "طراف" الذي لم يكن حاضراً، متهماً إياه بـ "التحريض ضد النظام" ما يعني محاكمته أما محكمة جنائية وأخرى أمن دولة، وذلك بسبب مغادرته (ومعه السكان المشاركون) الاجتماع الذي عقدته بلدية حمص مع سكان المنطقة التي تم إخلاؤها بالتنظيم الجديد لعدم موافقته على عرض البلدية بتعويض أصحاب المنازل المخلاة ببيوت تسدد البلدية منها الدفعة الأولى ومن ثم أصحاب المنازل يدفعون أقساط لمدة عشرين عاماً. كما خاطب المحافظ أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا في مكتبه: "خلي مجلس الشعب يحصل لكم حقوقكم".

أما في مجلس الشعب، فقد قام النائب زهير طراف لينادي: "وابشاراه .. وابشاراه، عيون الشعب كلها أمل وتتطلع إليك من أجل إصلاح إداري وسياسي واقتصادي شامل. وابشاراه .. الشعب يتطلع إليك بعيون ملؤها الأمل لأن تنهي الفاسدين والمفسدين والمتسلطين على منافذ القرار هؤلاء الذين تلاعبوا بقوت الشعب وأمنه وحقوقه".

وقد أبلغ رئيس الوزراء محمد ناجي عطري المجلس بأن سيشكل لجنة تحقيق وزارية، وتفيد المعلومات بأن المحافظ استدعي إلى دمشق مباشرة للتحقيق معه.

من جهة أخرى؛ شكا النائب زهير غنوم من أن أحد الوزراء تركه ينتظر مع زميل آخر لأكثر من ساعة وربع، وفي النهاية تم إبلاغهما بعدم تمكن الوزير من الاجتماع بهما لأنه لديه اجتماع هام، في حين سمُح لاثنين من "المشهورين بالفساد والإفساد" بالدخول إليه فوراً.

وبينما أقسم غنوم أمام مجلس الشعب أن "الشعب كله مع بشار الأسد بشخصه لوحده، ضد هؤلاء المفسدين الفاسدين"، خاطب الرئيس الأسد قائلاً: "سر يا سيادة الرئيس بخطواتك الجريئة والشجاعة والشفافة، الشعب معك الشعب معك الشعب معك" وفق النائب السوري.

من جهته؛ وجه عضو المجلس المستقل محي الدين حبوش "سؤالاً وحيداً أوحد" للحكومة، وهو: "ماذا فعلت حتى الآن"؟ وأضاف: "الناس ما عادوا يحتملون كذبنا، الناس يقرأون ما يكتب في الصحف العربية والأجنبية وباتوا يدخلون على مواقع الإنترنت والفضائيات التي تمتلئ بأخبار وتحاليل كثيرة عنا منها الصحيح ومنها المبالغ فيه".

وقال: "لا مساومة على وطنية أي فرد منا، فالوطنية أيها السادة ليست حكراً على فئة أو حزب أو شريحة أو وظيفة دون غيرها، بل هي سمة شعبنا الأبي بكامله، الوطنية أن نقول بأعلى صوتنا إننا في خطر مرة أخرى، والوطنية تقول أن ننبه أنفسنا لما هو قادم". ورأى أن "ذلك يتطلب بالدرجة الأولى إصلاحاً سياسياً يتيح لكافة المواطنين المشاركة في الحياة العامة، ويعزز التسامح والوحدة الوطنية من خلال قانون متطور للأحزاب، وإلغاء قانون الطوارئ ومحاكم أمن الدولة، وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وإصلاح القضاء وتنظيم العلاقة مع المواطنين دون تدخل الأجهزة الأمنية، واتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لعودة أبناء سورية في الخارج لبلدهم ليساهموا في بنائه، وبناء علاقات دبلوماسية متطورة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة وخصوصا لبنان العزيز. وهنا نسأل الحكومة ماذا فعلت للمسيئين للعلاقات بين البلدين وكيف ستحاسب من استغل ذلك لمصالحه الشخصية وللإثراء غير المشروع ممن تحدثت عنهم الفضائيات، وكيف ضمنت حقوق العمال السوريين الذين تعرضوا للإساءة هناك".

وكان حبوش قد انتقد في بداية حديثه الضحك الذي واجه به بعض أعضاء الحكومة مطالبة أعضاء في مجلس الشعب بإقالة محافظ حمص، مضيفاً: "يمكن أن يأتيهم (أعضاء الحكومة) الدور قريباً ويطالب مجلس الشعب بمحاكمة بعضهم كذلك". وقد أثارت هذه الكلمات بلبلة داخل المجلس، ليرفع رئيسه محمود الأبرش الجلسة لعشر دقائق حتى عاد الهدوء.

دمشق - أخبار الشرق