18/9/1985 تاريخ النظام في وأد الكلمة الحرة

موقع الجماعة www.jimsyr.com 19/9/2005 - فيصل الشيخ محمد :

في مثل هذا اليوم من عام 1985 اغتيل في أثينا العاصمة اليونانية الصحفي الأردني ميشيل النمري الذي كان يحمل جواز سفر سوريّ ، والذي كان يرأس تحرير مجلة ( النشرة ) التي كانت صوت المعارضة العربية بغض النظر عن اتجاهاتها السياسية . وكانت ( النشرة ) – كما أراد لها ميشيل النمري – متخصصة بنشر وثائق وحركات المعارضة في العالم العربي . فقد نشرت في آب – قبل اغتيال ميشيل بشهر واحد – تقريراً عن محاولة انقلابية قالت إنها جرت في سورية في تموز 1985 ، وأعدم على إثرها ( 21 ) ضابطاً طيّاراً سورياً برتبة ملازم . كما تزامن حادث الاغتيال مع زيارة كان يقوم بها وزير الدفاع السوري آنذاك العماد مصطفى طلاس لأثينا . ويقال أن منفذ العملية كان أحد مرافقي العماد طلاس ، وقد عاد معه إلى سورية على نفس طائرته.

إن هذا الحادث الأليم وفي ذكراه العشرين – ليؤكد للعالم الحقيقة الدموية والإرهاب المنظم الذي دأب النظام السوري على إتّباعه منذ أن تسلّق جدران الحكم في دمشق في الثامن من آذار 1963 ، وهو ما زال لا يرعوي عن القتل المستمر ، فاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، واغتيال الصحفي اللبناني سمير قصير ، واغتيال رئيس الحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ، وقبل ذلك محاولة اغتيال النائب اللبناني ( وليد حمادة ) ، والتي تشير كثير من الدلائل إلى تورط النظام السوري بوقوفه خلف كل هذه الاغتيالات ، بهدف كمّ الأفواه ، وإزاحة كل من يقول لا للنظام السوري دون تفريق بين مواطن سوري أو لبناني أو عربي ومن قبل ذلك اغتيال النظام صلاح البيطار في فرنسا وبنان الطنطاوي في ألمانيا ونزار الصباغ في إسبانيا والصحافي سليم اللوزي وكمال جنبلاط في لبنان ، وقائمة الاغتيالات السورية أكثر من أن تحصى بهذه العجالة.

إنّ كل هذه الاغتيالات مؤشرات إلى أنه آن الأوان ليلفظ المجتمع العربي والدولي مثل هذه الأنظمة الدموية والدكتاتورية التي عاثت فساداً في دولها وحوّلت المحيط الإقليمي والعالم إلى ساحات للتصفيات السياسية وملاحقة كل مواطن حرّ نزيه غيور على بلاه وأمته دون رادعٍ من أخلاق أو ضمير .
===============
النظام السوري البائد بإذن الله له تاريخ حافل جداً بالإغتيالات السياسية لمعارضيه ومخالفيه وإذا أردنا أن نفتح ملف كل إغتيال فسنجد أموراً كثيرة كانت حتى وقت قريب لا يُعلم عنها أي شيء..

لازلت إلى وقت قريب أنفي صلة النظام السوري بمقتل الحريري لإنه إن فعلها يكون حينها أغبى نظام على وجه البسيطة.. لكن يبدو أنه أوقع نفسه هذه المرة بالغباء بنفسه وحفر قبره بيده واستعجل نهايته بعد أن استبطأها الآخرون..
وسننتظر نتائج لجنة التحقيق لعلها تكشف المستور..

ولنا لقاء،،