لكل أمة ظرفاؤها , وظرفاء العرب كثيرون , ونوادرهم أكثر من أن تحصى , وقد أفردها بعض الباحثين بالدراسة , كما جاءت مبثوثة هنا وهناك في كتب الأدب المختلفة .

وفي الطرائف والنوادر ترفيه من كد العمل , وثقافة ممتعة , وحكمة مبثوثة , وأدب ضاحك , وقصص مفيدة .

والحقيقة أن لدي مجموعة مؤلفة من ثلاث كتب بعنوان ( ظرفاء العرب ) , وفي هذا الموضوع سأحاول أن أنقل لكم بعض من هذه الطرائف والنوادر لهؤلاء الظرفاء مع تعريف مختصر لكل شخصية منهم .

نبدأ مع :

جحا

جحا الكوفي الفرازي ( 130 ه - 747 م ) . صاحب الطرائف والنوادر . يضرب به المثل في الحمق والغفلة . كانت أمه خادمة لأم ( أنس بن ملك ) ويقال كان بالكوفة أيام ثورة أبي مسلم الخراسني , سماه الجوهري في الصحاح ( جحا ) فتعقبه صاحب القاموس بأن جحا ولقبه ( دجين بن ثابت ) وأورد أبن جحر في لسان الميزان ترجمة لمحدث من أهل البصرة أسمه ( دجين بن ثابت اليربوعي ) وكنيته أبو الغصن , وقال شارل بلا : إن الجاحظ كان أول مؤلف عربي ذكر جحا في مؤلفاته , كان جحا صاحب مداعبة ومزاح ونوادر ... توفي في خلافة المهدي العباسي .

نوادره :

صعد جحا يوما ً إلى المنبر وقال :

- أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم ؟

- فقالوا :

- لا

- قال :

- حيث أنكم لا تعلمون ما أقول لكم فلا فائدة للوعظ في الجهال :lol:

ونزل من فوق المنبر ثم صعد في يوم أخر وقال :

- أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم ؟

- قالوا :

- نعم :lol:

- فقال

- حيث أنكم تعلمون فلا فائدة من إعادته ثانيا ً :lol:

ونزل من فوق المنبر . فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم : نعم , وجماعة لا .

ثم صعد جحا في يوم أخر وقال :

- أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم ؟

- فقال بعضهم :

- نعم

وقال بعضهم الأخر

- لا

- فقال لهم :

- على الذين يعلمون أن يعلموا الذين لا يعلمون . ونزل :lol:

*****

- قالت لجحا زوجته :

- إن طفلنا لا يكف عن البكاء فاعمل له حجابا ً كي يستطيع أن ينام !!

- فقال لها :

- هاتي هذا الكتاب وضعيه أمامه وقلبي أوراقه , فغضبت وقالت :

- أتريد أن تمزح ؟ ما هذا الكتاب ؟ وماذا فيه ؟

- فأجابها جحا :

- خفضي صوتك يا امرأة فهذا كتاب الفقه الذي أقرأه في المسجد على الناس فيستولي عليهم النعاس عند قرأته وبعض يعلو شخيره :lol: فإذا كان الكبار ذوو اللحى ينامون من تأثيره , فكيف لا يؤثر في هذا الطفل الصغير :lol:

*****

خرج جحا ليشتغل إماما ً وواعظا ً في أحد القرى في شهر رمضان , فكان كل ما جاء إلى قرية أعتذر أهلها قائلين إن عندنا إماما ً وواعظا ً .

وأخيرا ً وصل إلى قرية قد تسلط عليها ثعلب يفترس دجاجها وطيورها فنصبوا له فخا ً وقبضوا عليه حيا ً وجلسوا يتدبرون في طريقة قتل الثعلب وإنتقامهم منه . وفي تلك اللحظة أقبل عليهم جحا بجبته وحزامه وقفطانه , فسألهم عن جلية الأمر فأخبروه ...

- فقال لهم :

- تنحوا أنتم واتركوا لي المسألة !!

- فقال الفلاحون فيما بينهم :

- هذا الرجل عليه جبة وقفطان ولا بد أن يكون أعلم منا , فتنحوا ووجهوا أنظاركم إليه .

وأسرع جحا فخلع جبته وحزامه وألبس الثعلب الجبة وربطها بالحزام في وسطه محكما ً وأطلقه !!

- فصاح الفلاحون :

- ماذا صنعت أيها الشيخ ؟

وقاموا يريدون القبض على الثعلب فاعترضهم جحا قائلا ً :

- إني فعلت معه فعلت لا تخطر على بال أحد فهذه الملابس ستكون سببا ً في قطع أرزاقه :lol: فلا يؤويه ولا يطعمه ولا يشفق عليه إنسان :lol:

*****

مع أطيب التحيات ... ونقول سيتبع

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	ظرفاء الفيس بوك	بسام الخوري	0	926	10-08-2010, 01:38 PM آخر رد: بسام الخوري