الأحمر يهدر فرص الفوز ويكتفي بنقطة التأهل ويفجر الفرحة في السهرة الرمضانية
وصلنا الملحق الأخير... واقتربنا من "الحلم الكبير"
الرفاع - عبد الرسول حسين ،كاظم عبدالله
اجتازت البحرين محطة جديدة في طريقها إلى تحقيق حلمها بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، وذلك في النسخة المقبلة في ألمانيا العام ،2006 فتخطت عقبة أوزبكستان بعد تعادلها معها صفر/ صفر في إياب الملحق الآسيوي أمس الأربعاء أمام نحو 30 ألف متفرج احتشدوا على مدرجات استاد البحرين الوطني على رغم معدل الرطوبة المرتفع.
وكانت البحرين انتزعت التعادل من أوزبكستان في طشقند 1/1 الأسبوع الماضي.
وتأهلت البحرين بالتالي لمقابلة رابع تصفيات الكونكاكاف "ترينيداد وتوباغو أو غواتيمالا" في الملحق الأخير لتحديد المتأهل إلى المونديال.
وإذا قدر لمنتخبنا الوطني متابعة طريقه بنجاح، فإنه سيكون المنتخب العربي الثالث في المونديال بعد السعودية وتونس ممثلة عرب إفريقيا الوحيدة.
اعتمد مدرب البحرين البلجيكي لوكا بيروزوفيتش على التشكيلة ذاتها تقريبا التي خاضت مباراة الذهاب، بينما غاب عن منتخب أوزبكستان مهاجم دينامو كييف الأوكراني المخضرم ماكسيم شاتسكيخ بسبب مرض الانفلوانزا الذي ألم به قبل أيام.
أحكم منتخبنا الوطني قبضته على الشوط الأول فكانت بدايته ضاغطة ترجمها بسيطرة ميدانية على المجريات منذ الدقائق الأولى، وأضاع مهاجموه الكثير من الفرص السهلة، وخصوصا عن طريق المهاجم حسين علي "بيليه" الذي أضاع 3 أهداف محققة في الشوط الأول.
وتركزت الهجمات في البداية من الجهة اليمنى عبر حسين علي ومحمد سالمين وعبدالله المرزوقي وطلال يوسف، والتي شكلت إزعاجا كبيرا للدفاع الأوزبكي، قبل أن تنتقل الخطورة إلى الجهة المقابلة، لكن من دون أن ينجح أصحاب الأرض في ترجمة ولو فرصة واحدة من الفرص الكثيرة التي سنحت لهم في الشوط الأول.
وتأثر المنتخب الأوزبكي بالضغط البحريني فلم يخرج من منطقته إلا نادرا وتحديدا في الدقائق الأخيرة، وكان واضحا أن مدربه الإنجليزي بوب هاوتون يريد الاعتماد على الهجمات المرتدة.
التهديد البحريني لمرمى أوزبكستان كان مبكرا في الدقيقة الثانية تحديدا اثر كرة خلف المدافعين إلى حسين علي الذي كسر مصيدة التسلل واخترق المنطقة، لكنه سددها باتجاه قدمي الحارس يفغيني سافونوف، ثم سدد علي نفسه كرة بعد أقل من دقيقة بين يدي الحارس.
وقام حسين علي الذي يلقبه البحرينيون "بيليه" بمجهود فردي رائع من الجهة اليمنى، إذ تخطى 3 مدافعين ثم سدد الكرة بيسراه على يسار المرمى مباشرة "7"، قطع بعدها محمد سالمين أكثر من نصف الملعب قبل أن يسدد كرة من الجهة اليمنى جاءت في متناول الحارس "8".
وكانت أول محاولة أوزبكية جدية من ركلة حرة في الدقيقة 17 على بعد نحو 20 مترا انبرى لها ألكسندر غينريخ وسددها بإتقان لكن الحارس علي حسن أبعد كرته ببراعة إلى ركنية من الجهة اليسرى أحدثت دربكة أمام المرمى قبل أن يشتتها الدفاع، لكن الخطر لم يتوقف إذ تهيأت الكرة أمام سولييف خارج المنطقة فأعادها بيسراه ارتطمت بالقائم الأيسر "18".
ورد المنتخب البحريني بسرعة عبر اختراق لطلال يوسف من الجهة اليمنى الذي مرر كرة على طبق من فضة إلى حسين علي عند حدود نقطة الجزاء فسددها باتجاه المرمى لكن الحارس أبعدها بقدمه في الوقت المناسب "21".
وانطلق أصحاب الأرض بهجمة منسقة تنقلت على إثرها الكرة بين أكثر من لاعب إلى أن مررها محمد سالمين إلى طلال يوسف على مشارف المنطقة فسددها باتجاه المرمى لكن أحد المدافعين تدخل وحولها إلى ركنية "29". وهدأ إيقاع المنتخبين قليلا ليعود الخطر البحريني بكرة من محمد سالمين على يسار المرمى "38"، ثم كانت محاولة لغينريخ من خارج المنطقة سيطر عليها علي حسن "41"، وتهيأت كرة أمام طلال يوسف في الجهة اليمنى الذي تخطى مدافعا وسدد الكرة في الشباك الجانبية من الجهة اليسرى "42".
ظهر التعب على لاعبي منتخب البحرين في الشوط الثاني فكانت تحركاتهم بطيئة وكراتهم مقطوعة في وسط الملعب في معظمها مقابل تحسن الأداء الهجومي للأوزبكيين الذين سعوا إلى مباغتة مرمى علي حسن بهدف السبق.
كانت المحاولة البحرينية الأولى في الشوط الثاني عبر طلال يوسف الذي سار بالكرة من الجهة اليسرى وتخطى مدافعا قبل أن يسدد كرة قريبة من القائم الأيمن "51".
وسنحت فرصة لطلال يوسف بعد خمس دقائق عندما تلقى كرة داخل المنطقة لكنه تباطأ في تسديدها فأبعدها المدافع اليكسي نيكولاييف، رد عليه حسين علي بكرة رأسية وصلته من سلمان عيسى على يسار المرمى "56".
وأرسل المخضرم قاسيموف كرة قوية من 30 مترا على يسار المرمى "59"، ثم نفذ ركلة حرة موجها كرته نحو الزاوية اليسرى لكن الحارس نجح في التصدي لها "62".
وأخرج لوكا صانع الألعاب محمد سالمين المرهق تماما وأشرك صالح فرحان بدلا منه، بعد أن كان استبدل محمود جلال براشد الدوسري أيضا لتنشيط أداء لاعبيه.
وأنقذ قاسيموف مرمى منتخب بلاده من هدف محقق في الدقيقة 71 عندما أبعد كرة من رأس محمد السيدعدنان اثر ركلة ركنية من الجهة اليمنى، ثم سدد طلال يوسف كرة من داخل المنطقة اثر هجمة منظمة أبعدها الحارس إلى ركنية من الجهة اليسرى "74". وأفلت مرمى البحرين بدوره من هدف عندما تابع قاسيموف نفسه كرة من الجهة اليسرى بلمسة واحدة قريبة جدا من القائم الأيمن "79"، تلقى بعدها طلال يوسف كرة في الجهة اليسرى للمنطقة من سلمان عيسى فسددها قوية على يمين المرمى "81".
وزج لوكا بالمهاجم علاء حبيل في الدقائق الأخيرة مكان طلال يوسف الذي بذل مجهودا طيبا وذلك لإرباك دفاع الخصم وخطف هدف قاتل، وكان علاء شارك في التوقيت ذاته تقريبا في مباراة الذهاب بعد غياب نحو 7 أشهر عن الملاعب بسبب إصابة في ركبته.
لقطات من المباراة
دخل لاعبو منتخبنا الوطني والمنتخب الأوزبكي إلى أرض الملعب في 00:9 مساء وذلك للإحماء والتأقلم على أجواء المباراة والجمهور، إذ ظل المنتخبان يجريان تدريبات الإحماء لمدة نصف ساعة.
حضور إعلامي مكثف
شهدت المباراة حضورا إعلاميا مكثفا من وسائل الإعلام المختلفة "إذاعة وتلفزيون وصحافة" سواء المحلية أو الخارجية، وانتشر المصورون داخل أرجاء الملعب فيما حضرت قناتي "دبي الرياضية" و"الجزيرة الرياضية" لإجراء المقابلات السريعة مع مسئولي ولاعبي منتخبنا الوطني خلال فترة الإحماء.
كما حرص عدد من الصحافيين من خارج البحرين على الحضور لتغطية المباراة المهمة.
"بيليه" كاد يشعل المباراة
كاد مهاجم منتخبنا الوطني حسين علي "بيليه" أن يهز الشباك مرتين في الدقائق الخمس الأولى من المباراة عبر فرصتين ثمينتين سدد الأولى في قدم الحارس الأوزبكي والثانية سددها بجوار القائم على رغم المجهود الفردي الرائع الذي قام به، وتفاعلت الجماهير الكبيرة مع الفرصتين الثمينتين.
حضور جماهيري مبكر
حرصت أعداد كبيرة من الجماهير البحرينية على الحضور في الاستاد الوطني قبل ساعتين من موعد انطلاق المباراة وبدأت في التشجيع منذ وصولها مدرجات الملعب. لكن الحضور الجماهيري لم يرتق إلى الحضور في مباراة منتخبنا مع اليابان يوم الثالث من يونيو/ حزيران الماضي عندما امتلأت المدرجات قبل ساعة من موعد المباراة، فيما لم تمتلئ مدرجات الاستاد كاملة أمس، إذ ظلت بعض أطراف مدرج يمين المنصة خالية لكن يقدر للجمهور الكبير حضوره وتشجيعه.
دقائق خطر
احتبست أنفاس الجماهير البحرينية وطبق الصمت على الملعب في الدقيقتين 16 و17 من الشوط الأول اللتين شهدتا لقطات أوزبكية خطيرة، إذ تصدى الحارس علي حسن لركلة حرة مباشرة كانت قريبة من المرمى ثم تصدى القائم البحريني إلى تسديدة أرضية.
حسين علي: أضعنا الفرص والحمدلله على التأهل
قال نجم منتخبنا الوطني حسين علي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة إنه لم يكن موفقا في تسجيل الفرص التي سنحت له على رغم المستوى الطيب الذي قدمه في المباراة، وقال: "كان يجب علينا تقديم كل ما لدينا في هذه المباراة من أجل البقاء على أمل التأهل للنهائيات، وجميع اللاعبين ظهروا بمستوى جيد وتمكنا من المحافظة على التعادل بعد أن اضعنا عددا من الفرص، ولكننا نحمد الله في ختام هذه المرحلة والتأهل الى الملحق النهائي". وقدم حسين علي شكره للجمهور الكبير الذي ساند الفريق بكل قوة وكان سببا في تأهل الفريق للمرحلة النهائية من التصفيات.طلال: الملحق الثاني ستكون له ظروفه
طلال: الملحق الثاني ستكون له ظروفه
أعرب مهاجم منتخبنا طلال يوسف عن سعادته بالتأهل إلى الملحق الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم والذي سيجمعه مع رابع تصفيات الكونكاكاف.
وقدم طلال يوسف شكره إلى الجماهير التي ساندت المنتخب حتى اللحظات الأخيرة من التصفيات وتمنى أن يقدم المنتخب مستوى أفضل في الملحق المقبل والتأهل للنهائيات بإذن الله.
وقال طلال يوسف: إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى اعداد خاص، والمباراتان المقبلتان مع رابع الكونكاكاف ستكون لها ظروفها الخاصة وسنهيئ انفسنا لتلك المباراة من الآن.
ليلة فرح حتى الفجر... والأضواء النارية تضيء الملعب
اندلعت الأفراح الكبيرة في الاستاد الوطني فور صفارة نهاية مباراة منتخبنا وأوزبكستان، إذ أطلقت الألعاب النارية المعدة مسبقا لتضيء سماء الملعب وسط تفاعل جماهيري كبير، فيما امتزج الحابل بالنابل داخل أرض الملعب باحتفال المسئولين والجماهير مع لاعبي الأحمر.
وحرص نجل ولي العهد سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة على النزول إلى أرض الملعب لتقديم التهاني للاعبي المنتخب الوطني والإشادة بأدائهم وروحهم العالية، كما قاما بالسلام على طاقم التحكيم الإنجليزي. وبعد المباراة خرجت الجماهير البحرينية الكبيرة في مسيرات فرح بالسيارات والأعلام وجابت شوارع البحرين حتى ساعات الفجر في ليلة رمضانية رائعة.
http://www.alwasatnews.com/topic.asp?tID=6...date=10-13-2005