لاستخبارات حققت نجاحات بالكشف عن نصف ترسانة حزب الله وتدميرها
2006/07/25
اخفقت في اغتيال نصر الله.. ومنع تدمير البارجة الحربية

الانفعال الذي أصاب رئيس أمان ( شعبة الاستخبارات العسكرية )، الجنرال عاموس يادلين، في يوم الاربعاء الماضي مساء، كان له سبب شخصي ايضا. يادلين كان يشارك في مناسبة عائلية، إلا أن سلاح الجو الاسرائيلي في تلك الاثناء كان يلقي قنابل تزن 23 طنا علي المخبأ الاحتياطي لحزب الله. المخبأ أُقيم تحت مسجد عادي وقد شُيد علي أيدي مهندسين ايرانيين متخصصين في التحصينات الارضية المحصنة من اجل حماية مشروعهم النووي. خمسة ايام مرت منذ الهجوم والنتائج ليست معروفة بعد. حزب الله لا ينشر عدد خسائره في اطار الحرب النفسية التي يخوضها ضد اسرائيل.
أفراد وحدة الميدان في حزب الله يحافظون علي محيط المخبأ الذي تم قصفه بصورة مشددة، وكذلك علي مواقع مركزية اخري للتنظيم، ويمنعون الاجانب من الاقتراب منها. اسرائيل التي قررت الرد علي الحرب النفسية بصورة متأخرة تُحجم هي ايضا عن اعطاء معلومات، رغم أن رئيس هيئة الاركان قد ألمح في مؤتمره الصحافي عشية يوم السبت أن اسرائيل تعرف هوية بعض من قُتلوا في ذلك القصف، إلا أنها تفضل قيام حزب الله بنشر أسمائهم بنفسه. بهذه الطريقة تضع اسرائيل حزب الله في الظلام ولا تساعده في معرفة المعلومات الموجودة لديها وما هي قدراتها الاستخبارية.
رئيس الحكومة ووزير الدفاع صادقا علي قصف المسجد بناء علي معلومات استخبارية بوجود قيادة حزب الله في الموقع، بمن فيهم حسن نصر الله ونائبه عماد مغنية، الارهابي المطلوب من قبل الموساد والـ سي.آي.ايه وكل جهاز استخبارات غربي، وهو يعتبر رئيسا لهيئة اركان حزب الله. هدف الهجمة كان ايضا اصابة مساعد عماد مغنية ونائبه طلال حمية وغيرهم من القادة الآخرين. نصر الله لم يتضرر لأنه لم يكن في ذلك الموقع في حينه، ولكن من الممكن أن يكون جزءا من قيادة الحزب قد أُصيب. ذلك القصف والتعتيم حول نتائجه يفتح نافذة ضيقة حول الجانب الخفي من الحرب: دور الاستخبارات الاسرائيلية فيه. وهو دور لا بأس به لانه يتيح الربط بين الطائرة المهاجمة والهدف.
ما هي انجازات الاستخبارات؟ رئيس هيئة الاركان السابق موشيه يعلون ألمح الي ذلك في نهاية الاسبوع إذ قال في محاضرة ألقاها في الولايات المتحدة بأن حزب الله قد شيد غرفا خاصة داخل مبانٍ سكنية لاطلاق الصواريخ، إلا أنه لم يعرف أن اسرائيل تعلم بأمرها، وبذلك كانت المفاجأة. حزب الله أقام في جنوب لبنان خلال سنوات، وبصورة سرية جدا، منظومة من المنازل الخفية التي توجد فيها غرف خاصة لاطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. حسن نصر الله قال بتبجح قبل سنة بأنه سيُشعل شمال اسرائيل، ولكن صواريخه التي أطلقها حتي الآن لم تُصب أهدافها، باستثناء 5 في المئة منها، والأضرار الناجمة عنها كانت قليلة نسبيا.
الصواريخ المخبأة، وخصوصا صواريخ زلزال بعيدة المدي، هي سلاح استراتيجي، وقد تم توجيه ضربة قاسية لها. المعلومات الاستخبارية لدي اسرائيل مكنتها من توجيه ضربات دقيقة لهذه المنظومة، الأمر الذي أدي الي اصابة 40 في المائة منها. ومع ذلك، لا يتوجب الاستخفاف بقدرة الحزب علي اطلاق الصواريخ وبكميات كبيرة، ولا شك أن نصر الله سيسعي الي إبقاء جزء من ترسانته لضربة النهاية، ولكن إسهام الاستخبارات في ملاحقة وكشف منظومته الصاروخية جدير بالتقدير.
هذا كان دور الـ يومِنت ، وهي الاستخبارات البشرية القائمة علي تجنيد العملاء وتفعيلهم، وكذلك الوحدة 504 خاصة عند الحدود، والوحدة 8200 التي وفرت صورة استخبارية عن حزب الله. أفراد حزب الله تجنبوا في العادة التحدث عبر الهواتف ومرروا رسائلهم من خلال رُسل وأجروا لقاءاتهم في غرف محصنة ضد التصنت في الضاحية الجنوبية. تدمير المربع الأمني هناك شوش العملية القيادية لدي الحزب، إلا أنهم كانوا علي استعداد لذلك. القادة الميدانيون حصلوا علي التعليمات بالتصرف وفقا لتقديراتهم للموقف.
حزب الله يملك منظومة خلايا نائمة بأوامر من الاستخبارات الايرانية، وهي بانتظار يوم الأوامر، وعليه يتوجب الاستعداد لامكانية قيام حزب الله بالانتقام من خلال هذه الخلايا، ولكن القرار ليس موجودا بيد حسن نصر الله، وانما بيد أسياده الايرانيين. الي جانب النجاحات الاستخبارية، هناك اخفاقات غير قليلة. حسب التقارير تم الكشف عن شبكات تابعة للموساد، ومن بينهم أحمد خالق الذي شارك في اغتيال فؤاد مغنية، شقيق عماد، وقد تم إعدام عدد منهم. وقبل عدة اشهر ضُبطت شبكة كانت مشاركة في اغتيال غالب عوالي الفلسطيني الناشط في صفوف حزب الله. كما أن بقاء نصر الله وعماد مغنية أحياء يشير الي وجود فشل استخباري في هذا المضمار.
الفشل الاستخباري المدوي كان ضرب حزب الله للسفينة المقاتلة في عرض البحر قبالة بيروت.

يوسي ملمان
مراسل الشؤون العسكرية
(هآرتس) ـ 24/7/200