هذه مداخلة أراها جديرة بالقراءة
كاظم حبيب
كم نحن بني البشر قساة لا رحمة في قلوبنا، كم نحن بني البشر لا نعير العواطف الإنسانية وقدرة الإنسان وطاقته على تحمل مشاق طريق التنوير الطويل أي أهمية تذكر، كم نحن لا نعرف غير الجلد في موقع الاحتضان، ومنح الإنسان الذي يعيش محنة مروعة، الدفء الإنساني الضروري بدلاً من توجيه الشتائم والاتهامات غير المعقولة، كم نحن لا نميز بين الضحية والجلاد ونقلب المعايير، فندين الضحية ونسكت عن الجلاد، كم نحن جلادون .. وكم ..وكم؟ من هو الجبان يا سادتي يا كرام، هل هو السيد القمني، أم المجرم الذي هدده بالموت، وهو في قمة إبداعه الفكري الإنساني؟ هل هو السيد القمني، أم المجتمع الذي عجز عن توفير الحماية له؟ هل السيد القمني جبان أم الحكومة التي تحتضن هؤلاء القتلة ولا توفر الحماية للضحية؟ من هو الجبان يا سادتي الأبطال، هو أم نحن الذين لا ندافع عنه بل نوجه له أصابع الاتهام بالجبن وبكل ما هو غير عقلي وغير مقبول؟

دعونا نحتكم إلى عقولنا لا إلى عواطفنا الجياشة أو العفوية غير الواعية...، دعونا لا نفقد توازننا في وقت المحنة في مواجهة مفكر خدم قضية التنوير خدمة كبيرة ورائعة ولسنوات طويلة، وستبقى كتبه مناراً لمن يريد أن يستفيد منها ويتعلم عليها. لا يجوز توجيه السهام لأسد جريح، فهو منا نحن بني البشر، فهو جزء من القافلة التي تسير رغم نباح الكلاب السائبة. علينا أن نحمله على أكتافنا إن تعب من بعد المسافة ومشاق الطريق، أن نحمل عنه المهمة ونواصل الدرب، أن نحميه!
من مر بالمحن السابقة، من عانى من اضطهاد وقتل الإسلاميين السياسيين المتطرفين الإرهابيين، من يعرف وحشيتهم في بقر بطون الحوامل في الجزائر وقتل الأطفال الرضع، من نحر رؤوس الشيوخ والنساء المسنات والشباب المثقف المتنور والديمقراطي والعلماني، عندها يدرك معنى الرجفة الإنسانية في قلب إنسان كبير، يدرك معنى الاحتضان الضروري في وقت المحنة الراهنة من أجل أن نساعد الإنسان الحر على النهوض، لا أن ندفعه إلى الهاوية، فلكل إنسان هفوة ولكل حصان كبوة، يا سادتي الأفاضل؟ هل بهذا الأسلوب نستطيع الدفاع عن الذين يشاركون معنا في عملية التنوير الديني والاجتماعي والسياسي، ثم لا ندرك قدرة هذا الإنسان أو ذاك على تحمل المزيد من الصعاب، ولا ندرك الخطيئة التي ينبغي تحميلها تلك الحكومات التي لا تدافع عن حرية رأي أبناء الوطن وتتركهم عرضة لتهديدات القتلة، أولئك الذين اغتالوا فرج فوده وهجروا قسراً نصر حامد أبو زيد وقتلوا المئات والآلاف من أبناء الجزائر والعراق ولبنان وسوريا و...الخ.
لقد كان القمني وما يزال علماً من أعلام الفكر التنويري، إنساناً شامخاً بفكره وقدراته على خوض الحوار والدفاع عن رؤيته في مواجهة الرأي الآخر. تعلمنا منه وتعلم آخرون وستبقى كتبه تقرأ من آخرين وآخرين بالرغم من سيوف الجلادين المسلولة والمسلطة على رقبته ورقاب الآخرين، بالرغم من البنادق المشرعة إلى صدره وكواتم الصوت الموجهة من خلفه. سيبقى الناس يؤشرون بأصابعهم إلى هذا الكاتب الإنسان الذي فجر في الكثير من الناس الكلمة الصادقة والحجة السليمة والرؤية الواعية والوعي بالواقع وبمشكلات الإسلام والمسلمين الراهنة. هل يحق لنا أن ندين إنساناً بالجبن وقد هدد بالموت وربما هددت زوجته وهدد أطفاله وكل عائلته، في حين لا ندين المجتمع الذي لا يدافع عنه ولا الحكومة المسؤولة عن حمايته؟
كم أتمنى أن يعتذر هؤلاء الذين نالوا من كرامة السيد القمني وهو في محنته الإنسانية الراهنة، وأن يسعوا إلى توفير الحماية له ليمارس الكتابة بالفكر الذي تبناه عن قناعة كاملة ولم يتخل عنه.
لا أرضى بالموقف الذي اتخذه السيد القمني ولا أقره عليه، ولكني لا أشعر بالأسى للسيد القمني، بل أحس بضرورة احتضانه.
في حياتي النضالية التي تجاوزت خمسة عقود ونيف مررت وتعرفت وعايشت مناضلين مروا بظروف نضالية قاهرة لم يتحملوا قهر الجلادين المجرمين، أجبروا في لحظة ضعف إنسانية على تقديم البراءة من الفكر الذي تبنوه والكلمة التي كتبوها والنضال الذي خاضوه، ولكنهم لم يفقدوا إنسانيتهم، ودفء الآخرين هو الذي أعادهم إلى دروب النضال الشاقة والطويلة. لقد أدنا البراءة وأدنا الجلاد أولاً وقبل كل شيء وانتقدنا الضحية ولكن فهمنا ضعف الإنسان وقدرته على التحمل والتباين بين البشر في هذا المجال. لا أتمنى لمن جلد السيد القمني أن يمر بذات التجربة التي يمر بها اليوم السيد القمني، لأني لا أريد له مخاض التجربة القاسية التي يعيشها السيد القمني.
لنعمل معاً، لنتكاتف، لنحمي كتابنا المتنورين والديمقراطيين من المجرمين المهووسين بالقتل ورؤية سيول الدماء وجثث الضحايا المتناثرة. إن هؤلاء الذين يهددون السيد القمني، هم من نفس الهوية، من فكرية وسياسة الذين يفجرون السيارات المفخخة ويفخخون الانتحاريين الجبناء في بغداد ويقتلون مئات الناس كما حصل أخيراً في بغداد والمسيب وغيرهما. لنردد معاً: قول الشاعر السماوي:
وإذا تكاتف الأكف فأي كف يقطعون
وإذا تعانقت الشعوب فأي درب يسلكون!

Arrayبهذا الموضوع وبمجرد نشره أكون قد رفضت التهديد الإرهابى وأكون قد ألقيته فى وجه مرسليه مصحوبا بالاشمئزاز والتقزز بل والقرف، مع التحدى أن يكونوا على قدر ما أســوق بوجـوهـهم من منـطق واضح إن كانـوا أهلا لهذا، وأكون قد شرعت قلمى فى

مواجهة فقهاء الظلام مرة أخرى. وإن كان من الموت بد فإنى أعلق دمى برقبة الحكومة المصرية كلها، وبرقبة وزارة الداخلية خاصة، ثم برقبتك أنت أيها المعشوق الأجمل.... برقبتك يا أجمل الأمكنة بين كل الأمكنة...

يا وطـــــن ....[/quote]

:aplaudit::aplaudit::aplaudit:
بهذه الكلمات عاد سيد القمني
هو يعود رافضا أن يسكت وقد هده المرض
ولن نكون أقل شجاعة
سيكون لي تعليق آخر بلا مناسبة سوى ذلك الحافز المتجدد الذي نحبه في الآخرين و نمارسه أحيانا .
الشجاعة .

لو لم يوجد من يسميهم سيد القمني بفقهاء الظلام لخلقهم ثم أفناهم ثم أعاد خلقهم طوراً آخراً وكتب بحق ذلك الخلق والفناء المزعوم المطوليات المملة لأنه بفضل هؤلاء "فقهاء الظلام" يتم وجوده ككاتب يصرخ صراخ لا حدود له وكأن هو الوحيد الذي يحب الوطن وباقي الناس خسيسون! كل واحد عايز يعمل فيها محمد فريد زمانه! لكن إش جاب لجاب!

"القاهرة
البيت الذي لم ينقسم بيتين
و الغصن الذي لم ينقصف فرعين
و العين التي تنعم في بحبوحة الجفنين
.................
أيتها الجدة
كم أرهقنا العالم !
يأيتها الجدة
ضمينا إلى أحفادك المنتظرين " سعدي يوسف .
............................................................................
"هناك فلاحين لسه بيزرعو الغلة تحت الهلاك " . الأبنودي .

الزملاء الأعزاء .:97:
ربما جئت متأخرا لأعلق على عودة د . سيد القمني ، و لكن عذري أن هذا الحدث لم يستوف حقه ، أخشى أن الكلمات الحقيقية مازالت محبوسة في زحام الطرقات و أبواق السيارات ، وجدت أن هناك ما يجب أن يقال لسببين أولهما خطورة المواجهة مع الأصولية و مشروعها الدموي و ثانيهما أهمية سيد القمني و ملابسات توقفه و عودته .
إن التصدى للإرهاب و التعصب و الأصولية ليس نزهة على ضفاف السين أو لقاء سري مع أرملة طروب ، و لكنه عمل خطير و خطير جدا ،عمل مميت مرعب كالرصاصات التي أردت فرج فوده و السكين المزروع في رقبة نجيب محفوظ و المحاكم التي تدين من يدافع عن النظام و قضايا الحسبة و فتاوى التكفير و أحكام التفريق ، لا يتصور عاقل أن يكون وراء ذلك كله هبرة إنتهازية، فليس سوى الأنبياء و الأبطال يخاطرون بحياتهم من أجل المبادئ العليا للإنسانية و تحركهم الحرية ، لو أراد كاتب مقروء مثل القمني مال الأصوليين الحرام لوجده متاحا و سهلا ، فهم يقبضون على البترول العربي كله و يبعثرونه على المتاجرين بالدين بلا حساب ، الأمر لا يحتاج سوى مجرد حديث صحفي في جريدة يسرد خلاله القمني الرواية الشهيرة المعتادة ،و أنه شاهد النبي في رؤية مباركة و أن النبي طالبه بالدفاع عن الإسلام ، وهات يا مقالات تراثية لا عناء فيها ولا مخاطرة لن تكون عسيرة على مثله ،وقتها سيشيد به الجميع مسلمين و أقباطا أصوليين لا يطيقون رؤية مسلما مستنيرا .

هناك أيضا ما هو مرتبط بشخص سيد القمني ، فسيد القمني هو ربما أحد أهم أربع أو خمس كتاب يمكن أن يطلق عليهم التنويرين الجدد ، وهو الجيل الثاني الذي ظهر بعد جيل الرواد الكبار طه حسين و لطفي السيد وسلامه موسى و .... هذا الجيل الثاني يشمل أسماء بارزة بوزن نوال السعداوي و فرج فوده و محمد سعيد العشماوي و خليل عبد الكريم و سيد القمني و نصر حامد أبو زيد ، هناك من يذكر أسماء أخرى مثل محمد أركون و محمد عابد الجابري و العفيف الأخضر و غيرهم ،و لكن هؤلاء كتاب أكاديميون لا يستطيع الكثيرون فك شفرتهم العلمية ، تلك الرطانة الأكاديمية ربما توفر لهم الحماية و تحجبهم فوق مدارك العامة و نصالهم المشرعة البلهاء ، و لكنها تحد تأثيرهم و تحصره داخل الدوائر الأكاديمية .
أعلم أن سيد القمني مريض و مريض جدا ، ولن ننتظر منه الكثير ،و لكن من المهم جدا أن يظل القمني على جواده حتى اللحظات الأخيرة ، فهو الرمز الباقي بعد أن غيب المرض و الموت و الإغتيال و المطاردة باقي فرسان الحرس القديم ، إني على ثقة أن هناك فرسان آخرون يستعدون للتقدم مستلهمين بسالة فرج فوده و إبداع العشماوي و حماس سيد القمني ، و أريد عندما يصل هؤلاء الفرسان إلى الساحة أن يجدوا سيد القمني هناك و أن يتسلموا منه الراية كتقاليد فرسان الحرية دائما ، أريدهم ان يسمعوا سيد القمني يردد مناجاة نيكولاس كازانتزيكس في مخلصي الرب
" إن صلاتي ليست همهمة المتسول ولا إعتراف حب ،و ليست مساومة تاجر صغير .. أعطني و سأعطيك ، و لكن صلاتي هي تقرير جندي لجنراله الأعلى ، هذا ما فعلته اليوم ،وهكذا قاتلت ببسالة معركتي في القطاع الدفاعي ، هذه هي المصاعب التي واجهتها ،و تلك هي خطتي للقتال غدا " ،
هكذا يجب أن يتعلم فرسان الكلمة كيف يناجون ربهم .
إبراهيم (f)
أرى أن لك موقفا خاصا من سيد القمني و أنه تغير 180 درجة عن أول تعليق لك أتذكره عنه ، و لعل اتصالك به لم يكن موفقا . كما هو واضح من هذا الشريط و غيره أنك ترفض القمني كلية ،وهذا بالطبع حقك و لا أملك سوى احترامه .

الزميل الفاضل بهجت (f)
انت غايب عنا من مدة كده ليه ؟؟؟
كنت أنتظر ردك على موضوعي بخصوص ماذا سيحل بالشرية حينما تتأكد
أن المسيح ليس الا خرافة ؟؟؟؟

أستاذي وأخي الأكبر بهجت:
أشكرك على رحابة صدرك وقبولك لرأيي. من جهة سيد القمني، فلي معرفة بأخباره بشكل غير مباشر الآن وهو بخير وبخير جداً. الحقيقة لا أدري ماذا أقول.. ولكن يا أخ بهجت الرجل لمست فيه مكيافيللية مزعجة وهذا السبب الرئيسي في تحول موقفي. النضال يا أخ بهجت لا يكون بالمقاومة ضد الثوابت التراثية وتحريك فريق ضد فريق آخر ولكن بالأخذ بأيدي الأمة المنكوبة والعمل من داخلها لبناءها. بصراحة لا أملك سوى أن أشعر أنه مثل أحمد فارس الشدياق الأديب العظيم وعندما أنشد قصيدة على وزن "بانت سعاد" وما تبع ذلك من نعيم. عن هذا فقط أتحدث. عموما، كل إنسان حر أن يكون كيفما أراد ولكن هنا الفرق مثلا بين فراس السواح الذي سمعت أنه يعاني مالياً ومع ذلك يكتب دون إرضاء فريق لحساب فريق وغيره. عموماً، آسف على أي رأي مزعج. (f)

انا من النوع الذي يعشقى الموسيقى مثل اي راعِ ٍ عاش بين خرافة .. فهي الله نفسة نفس الايقاع الذي يجري علية الكون كل شي يغني من حولي ..الموسقى هي الايقاع وهي سنة الكون فما بالك من يقول عن هذأ الايقاع انة محرم ؟.

هذة خلاصة فكرتي شباب .. كلما اشعلت غرفتي بالموسقى يطرق بابي أصولي ويقول هذأ حرام وهو يدخن سيكارة مارلبور حمراء او بيضاء .. كلما ذهبت الى سنتر اجدهم يطرقون الرؤوس حرام حرام هذة معازف الشيطان حرام.

كلما دخلت محل سايبر نت :نفس الكلمة لو سمحت اطفى الموسيقى فهي من معازف الشيطان ..

حسب رأي ان الله اخفى عن الحكماء ابسط الاشياء والاشياء بسيطة وتظهر للعيان من يحارب ايقاع الكون فهو الشيطان نفسة والخارج عن الناموس الطبيعي للكون والمنبي على الايقاع والتجدد والتغير .

صباح الياسمين للكل

زيرك

(f)

حسب ما نشرت .... هنا
أنك تعيش في الامارات العربية
هل وصل اليها هذا ............................... المد التكفيري ؟؟؟؟؟


ولن يفل الحديد الا الحديد فهؤلاء يحتاجون الى الاجتثاث
مثل الأعشاب الضارة في حديقة غناء
الأرض هي الحديقة وهذه العينات من المخلوقات هي ألأعشاب الضارة للبشرية

الأخوة الزملاء .
خلال الأيام الماضية تابعت بترقب بل بتوتر أنباء ترشيح سيد القمني لجائزة الدولة التقديرية للعلوم الإجتماعية ، و منذ يومين قرأت خبر حصوله على الجائزة ، و لكني فضلت عدم التعليق حتى أقرأ له مقاله الأسبوعي في جريدة ( القاهرة ) الأسبوعية ، لهذا صدمت أنه لم ينشر شيئا هذا الأسبوع ، في النهاية رأيت ألا انتظر طويلآ ، فقمت بإعادة طرح هذا الشريط الذي كانت استقالة القمني بدايته ،و توبة القمني عن التوبة منتصفه ،و هاأنذا استكمله مهنئا القمني بتقدير الدولة ، سيد القمني الذي احتفي به اليوم ليس الباحث المبدع ولا الكاتب المعروف ،و لكنه بالأساس الليبرالي الشجاع ، و التنويري الذي لم يطفأ له سراج .
لن أطيل طالبا من الزملاء المشاركة في حفل تتويج القمني ، و لكن قبل أن أمضي تاركا لكم الشريط أود أن أضع تعليقا بسيطا .
1- بعيدا عن أي إحساس بالتشفي هو بالقطع غير موجود ، لعل البعض يلاحظ أن نبؤتي للزميل فضل قد تحققت بحذافيرها ،و أنه كان ضحية لحسن الظن بالصل الذي أدرك نعومة ملمسه و لم يدر أن السم في العسل .
2- لعل الذين لا يقرأون في النادي سوى تحيزاتهم و تعميماتهم العمياء ، يقرأون في هذا الشريط القديم كغيره من معظم الأشرطة التي أطرحها الموقف الحاسم الذي يقفه العلمانيون الحقيقيون ضد الإرهاب مهما كان مصدره و هدفه ، و أن موقفنا من القضايا العادلة للشيعة هو نفسه الموقف من القضايا العادلة لغير الشيعة ،و أن التحيز سمة الأصولي لا العلماني الليبرالي ، فشيمتنا العدل .

ألف مبروك للأستاذ سيد القمني.

ليتني أعرف تلحين مناسب لقصيدة "بانت سعاد" وأنشدها له بصوت فايزة أحمد.