-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
ميلاد لولو
في يوم من أيام الربيع الجميلة تجمعت الملائكة في الحقول بألبستها الزاهية المشكلة من ألوان قوس القزح، ... وقد تعممت هالاتها المليئة بالنور،... وحملت كل منهن بين جناحيها حصتهن من البذور المليئة بالحياة، ... لتنثرهم في أعالي الجبال ... والبراري والوديان ... وفي البحار والسواقي والأنهار ... وفي الغابات وبين الأعشاب وعلى أغصان الأشجار،... وقليل منهم في البيوت المتراشقة في الأمصار
وبينما كانت كل واحدة منهن منهمكة بواجباتها في إرشاد البذور الصغيرة إلى أبويها صاحت الملاك أنس: يا الهي لقد فقدت الأخيرة من بذوري الآدمية، ... لا أعرف إلى أين توجهت
وأبويها ينتظران،... وأمها قد عاودها المخاض وحان ميعاد ميلادها، ؟؟؟ ...
وهي تبحث عنها بقلق رددت: يا ألهي أين ذهبت ...؟
في هذه الأثناء كانت البذرة الصغيرة تتعثر بين الأعشاب لتجد نفسها أمام نملة مسرعة تجمع قوتها فصاحت بها: ماما
نظرت النملة إليها باستغراب وقالت: ولكن أنا لست بأمك وأنت لست من فصيلتنا، ...
ثم حركت قرنيها الرفيعين ورددت: لابد وأنك ابنة تلك الفراشة، ... تعالي لكي أوصلك إليها
صاحت البذرة الصغيرة بالفراشة وقالت: ماما
نظرت الفراشة إليها وهي تحرك جناحيها الملونتين بغرور وقالت: أنا لست بأمك وأنت لست من فصيلتنا لابد وأن تكوني ابنة تلك السلحفاة ... تعالي لكي أأخذك إليها
صاحت البذرة الصغيرة في وجه السلحفاة: ماما
نظرت إليها السلحفاة وهي تغمض وتفتح عينيها بذهول وقالت: أنا لست بأمك... وأنت لست من فصيلتنا ... لابد أن تكوني ابنة لتلك الضفدعة الخضراء ... تعالي لآخذك إليها ...
صاحت البذرة الصغيرة على الضفدعة وقالت: ماما
نظرت الضفدعة إليها وهي تفرغ صدغيها من الهواء وقالت: أنا لست بأمك وأنت لست من فصيلتنا ... لابد وأن
تكوني ابنة تلك السمكة الحمراء تعالي لكي أحملك أليها ...
صاحت البذرة الصغيرة وقد بدا عليها التعب: ماما
تفاجأت السمكة الحمراء منها وقالت وهي تحرك زعانفها وتضرب بهم الماء: أنا لست بأمك وأنت لست من فصيلتنا لابد وأن تكوني ابنة تلك
وقبل أن تنهي السمكة الحمراء كلماتها ... كانت نسمة عابرة بقربها قد حملتها بعيدا... لتحط بها على غصن شجرة بلوط ضخمة ... وما أن استفاقت من وهل تلك المفاجئة القصيرة حتى وجدت نفسها في عش غراب أسود يطعم صغاره
فرحت وقد أحست بالجوع وصاحت: ماما
نظرت أنثى الغراب إليها وقالت أنا لست بأمك وأنت لست من فصيلتنا
... لابد وأن تكوني ابنة ذاك الغزال ... تعالي لكي أأخذك إليه... وما أن حطت أمامه قالت وقد تهدج صوتها: ماما
فتحت أنثى الغزال عينيها الكبيرتين متفاجئة بها وقالت: أنا لست بأمك وأنت لست من فصيلتنا ...لابد أن تكوني من فصيلة الزهور تلك، تعالي لكي أدلك عليها ... وما أن وصلت زهرة القرنفل البيضاء حاولت الصراخ بها ولم تستطع، فقد أعياها التعب، فقالت بصوت خافت يشبه الهمس: ماما
ضحكت القرنفلة البيضاء وقد أخذت بها بين بتلاتها العطرة وهي تهدأ من روعها: لقد وصلت أخيرا أين كنت كل هذه المدة ...؟
فرحت البذرة الصغيرة وقد بدا على وجهها علامات الرضا والسعادة وقالت: أنا كنت هنا بقربك ولم تشاهدينني...؟
ابتسمت القرنفلة البيضاء ثانية وهي تقول: أنا لست بأمك
وأنت لست من فصيلتنا ولكن لا تخافي فأنت من هنا... ابنة
لواحدة من ثمر الملفوف في الحقل المجاور...أذهبي واسألي عنها ... قفزت البذرة الصغيرة فرحة لتحط على إحدى ثمر الملفوف الأخضر وقد شعرت بعروقها الغضة المبللة بالندى وكأنها عروق تلف ذراع مارد ضخم... مما جعلها تصاب بالذهول، وبعض من الفخر والكبرياء فصاحت بأعلى صوتها: ماما
فتحت ثمرة الملفوف إحدى أوراقها وهي فرحة وقالت: ها أنت أخيرا كنت بانتظارك
لم تنتظر البذرة الصغيرة نهاية كلامها وبادرتها معاتبة: أنا هنا منذ الصباح...ثم أردفت بخجل: ها أنا هنا أمامك ماما...
قهقهت ثمرة الملفوف وقالت: ولكن أنا لست أمك ! ولكن كل البذور الآدمية تبدأ حياتها من هنا... ثم أضافت بشيء من الغرور ... هكذا يقولون ... يعثرون عليكم في بطون الملفوف ... ولكن لا تجزعي فالملاك أنس تنتظرك هنا ... وهي تبحث عنك ... هاهي وصلت ...
فرحت الملاك أنس بوجودها فقالت أين كنت يا ألهي لقد قلبت الدنيا عليك ...هيا فوالديك بانتظارك وأمك على وشك أن تضع مولودها وأنت سر الخلق، وسر الحياة، وسر الوجود، لاشيء يحصل بدونك هيا... هيا...
وقبل أن تنتقل برفقتها إلى المكان الموعود التفت الملاك انس إليها وقالت: ولكن وقبل ذلك عليك أن تتذكري الوعد الذي قطعته لي ... الوعد بان تكوني مثال الخلق الكريم،... صادقة وأمينة ومحبة للخير،... وذلك طوال حياتك،... اتفقنا
أجابتها البذرة الصغيرة وهي تومىء برأسها بالإيجاب:
أعدك
تأبطت البذرة الصغيرة جناح ملاكها الحارس لتهبط برفقتها في حضن والدتها الدافىء وقد أخذتها بين ذراعيها بحنان
...من ثم بدأت تشعر بالهواء البارد يدخل -على غير عادته- رئتيها آخذة بذلك أول نفس من أنفاس الحياة وبدأت تصرخ صرخة الفرح الآدمية... وواع ... ووواااع ... ووواااع ....
ثم غفت بعد أن ملئت معدتها الفارغة بأول وجبة حليب ساخن ...؟؟؟ ... ...............
هكذا مثلك تماما يا لولو، هكذا كنت، وهكذا ولدت وهكذا عثرنا عليك.؟ !...
ردد والد لولو عليها وهو يغلق القصة المصورة القصيرة التي أعتاد أن يقرأها لها في كل مساء...
في حين كانت لولو قد استولى عليها النعاس وقد أطبقت جفنيها وهي تمتم همهم
هكذا إذا ...هكذا إذا.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 07:57 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-17-2006, 06:14 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الحيُّ العَجيب
تأليف: محمود شقير
لم يكُن الحيُّ الذي يَسكنُ فيه ماهرٌ حياً عجيباً.
كانَ حياً عادياً لا يتميزُ عن غيره من أحياء المدينة.
غيرَ أنَّ الحيَّ الذي يسكنُ فيه ماهر أصبحَ حياً عجيباً ذاتَ صباح، لأنه أصبحَ يَعجُّ فجأةً بالملوك والملكات.
ماهرٌ دونَ غيره هو المسؤولُ عن تحويل الحيِّ إلى حي عجيب يحتوي على عَدد كبير من الملوك والملكات. حدثَ ذلكَ بعد أنْ رَوَتْ لهُ جَدَّتُهُ حكايةَ الشاطر حسن الذي يستطيعُ تحويلَ الجبال إلى ذَهب بعدَ أن يفتحَ كتابه المدهش، ويقرأ فيه قليلاً ثم يطلبَ منه أن يحوِّلَ الجبالَ إلى ذهب، فتتحولَ الجبالُ إلى ذهب.
تلكَ الليلة، جاء الشاطرُ حسن لزيارة ماهر دونَ أنْ تُلاحظَ الجدةُ ذلك. أم ماهر وأبوه أيضاً لم يُلاحظا أنَّ الشاطر حسن قَدْ جاء لزيارة ابنهما وهو يتأهبُ للنوم.
قالَ ماهر للشاطر حَسَن:
_ هل تُعيرني كتابكَ ليوم واحد؟
ابتسمَ الشاطرُ حسن وقال:
_ أعيركَ الكتابَ بشرطٍ واحدٍ: ألاّ تُسببَ أيَّ أذىً للناس.
قالَ ماهر:
_ لا يمكنُ أنْ أسببَ أذى للناس. أريدُ أنْ أحوِّلَ رجالَ الحي إلى ملوك، وأريدُ أنْ أحولَ نساءَ الحيِّ إلى ملكات.
راقت الفكرةُ للشاطر حسن. أعارَ الكتابَ لماهر. أما ماهر فقد خَطَرتْ له هذه الفكرةُ حينما عرفَ أنَّ الملوكَ لا ينشغلونَ بالأشياء الصغيرة، وكذلك الملكات، لا ينشغلنَ بالأشياء الصغيرة، ولذلك سيضمنُ ماهرٌ وبقيةُ أولاد الحي لأنفسهم يوماً طويلاً من اللعب دونَ أوامرَ أو توجيهات، ودونَ زَجْرٍ أو حَبْسٍ وراءَ أبوابِ البيوت.
فتحَ ماهرٌ الكتابَ وقرأ فيه قليلاً ثم أبدى رَغْبَتَهُ في الحال: تحويلَ رجالِ الحيِّ إلى ملوك، وتحويلَ نساء الحي إلى ملكات.
نامَ ماهرٌ وهو ينتظرُ صَباحاً مليئاً بالمفاجآت.
كانت المفاجآتُ من النوع الذي لم يَتوقَّعْهُ أحدٌ من قبل.
فقدْ نهضَ زبالُ الحيِّ في الصباح الباكر كالمعتاد، وراحَ يتأهَّبُ للذَّهابِ إلى عمله. غَيْرَ أنَّه حينما رأى صُورتَهُ في المرآة، أدركَ أنه لم يعدْ زبالاً، فقد رأى تاجاً ملكياً على رأسه. وحينما استيقظتْ زوجتُه من نومها قالتْ له:
_ صباحُ الخير يا مولايَ الملك.
قالَ لها وهو يرى التاجَ الملكي على رأسها:
_ صباحُ الخير يا مَولاتي الملكة.
وقفَ الملكُ والملكةُ خلفَ نافذة بيتهما وَراحا يتأملانِ الشَّارعَ الذي ظلَّ خالياً من المارة على غَير العادة، ثم انشغلا في الاستعداد لاستقبال الناس الذين سيأتون للسلامِ عليهما بعد قليل.
رنَّ جرسُ الهاتف، تطلعَ الزبالُ السابقُ حَوْلَهُ لعلَّ أحدَ خَدمه يقومُ بالردِّ على الهاتف، فلم يجدْ أحداً، فأبدى تَذَمُّرَهُ، وقالَ لزوجته الملكة:
_ هذا غيرُ معقول، لا بُدَّ مِنْ خَدَمٍٍ في هذا البيت لكي يقوموا على خِدمتنا.
قالت الملكةُ مُؤمِّنةً على كلامه:
_ نِعْمَ الرأيُ رأيكَ يا مولاي، لا بدَّ من خدم للملك، ولا بدَّ من خادماتٍ للملكة.
وأضافت:
_ ولا بُدَّ من انتقالنا إلى قصر يليقُ بملك وملكة.
رَدَّ الزبالُ السابقُ على الهاتف، سمعَ صوتَ رئيسِ مجلسِ الحيِّ وهو يقول:
_ أريدُ أن أتحدثَ مَعَ السيد الزبال.
_ مَن المتكلم؟ رئيسُ مجلس الحي كما أعتقد! أليسَ كذلك؟
_ كنتُ رئيسَ مجلس الحي حتى هذا الصباح، لكنني الآنَ ملكٌ، وزوجتي ملكة، وأنا أستغربُ لماذا لم تذهبْ إلى عملك كما هي عادتُك كُلَّ صَباح.
أطلقَ الزبالُ ضحكةً وقال:
_ أنا لم أعدْ زبالاً. كنتُ زبالاً حتى هذا الصباح، لكنني الآنَ ملكٌ وزوجتي ملكة.
كاد يحدثُ سوء فهمٍ بينَ رئيسِ مجلس الحي السابق والزبالِ السابق، لأنه لا يَصِحُّ أنْ يكونَ في الحي أكثرُ من ملك واحد، ولم يحدثْ في أيِّ بلدٍ في العالم أنْ كانَ هناكَ ملكان في وقت واحد.
لكنَّ رئيسَ مجلس الحي السابق لم يلبثْ أن اكتشفَ وُجودَ ملكٍ ثالثٍ في الحي. فقدْ وردتْ إليه شكوى على الهاتف, تُشيرُ إلى أنَّ الفرّانَ لم يفتحْ بابَ فُرنه هذا الصباح، ولم يبعْ رغيفَ خبز واحد لأحد. اضطرَّ رئيسُ مجلس الحي السابق إلى مهاتفة الفران، وهنا كانت المفاجأة، فقد طلبَ منه الفرانُ أن يتحدثَ معه بأدب واحترام، لأنه أصبحَ ملكاً منذ الصباح، وقالَ إنَّ زوجته كذلك أصبحتْ ملكة.
بعدَ ساعةٍ واحدة، اكتشفَ رئيسُ مجلس الحي السابق، أنَّ في الحي عشرةَ مُلوكٍ وَعشْرَ مَلكات. مديرُ المدرسة لم يذهبْ إلى مدرسته لأنه أصبحَ ملكاً، سائقُ الحافلة لم ينقلْ أيَّ راكبٍ هذا الصباح في حافلته لأنه أصبحَ ملكاً، بائعُ الحليب الذي يحملُ الحليبَ إلى البيوت كلَّ صباح لم يمارسْ عَملَهُ المعتادَ لأنه أصبحَ ملكاً، ساعي البريد لم يُسلِّمْ أيةَ رسالة للناس هذا الصباحَ لأنه أصبحَ ملكاً، وصاحبُ المقهى لم يفتح مقهاه لأنه أصبح ملكاً.
بعد ساعتين اكتشفَ رئيسُ مجلس الحي السابق أنَّ في الحي ثلاثين ملكاً وثلاثين ملكة، فأصابه الذعرُ من هذه الكثرة في عَدَدِ الملوكِ والملكات. ولاحظَ أنَّ الشارعَ يخلو من المارة تماماً، ما عدا الأطفالَ الذين انتشروا في الشارع يلعبون على هواهم دون أن يزجرهم أحد.
استعانَ رئيسُ مجلس الحي السابق بمساعده، هاتفه على الفور فإذا به قدْ أصبحَ ملكاً. أعضاءُ مجلس الحي أصبحوا كلهم ملوكاً. وقد عرفَ رئيسُ مجلس الحي السابق أنَّ الشارعَ يخلو من المارة لسبب واحد: وهو أنَّ كلَّ رجال الحي أصبحوا ملوكاً، وكلَّ نساء الحي أصبحن ملكات. ولذلك، تعطلت حياة الحي، وظلَّ الشارعُ خالياً، لأنَّ الملكَ لا يمكنُ أنْ يمشي في الشارع دُونَ حُرَّاسٍ وَمُرافقين، كما أن الملكةَ لا يُمْكِنُ أن تمشي في الشارع دونَ حُراس ومُرافقين وخادمات.
الملكُ الوحيدُ الذي جازفَ بالنزول إلى الشارع هو بائعُ البوظة. فقدْ أبهجَهُ مَنْظَرُ الأولاد والبنات وهمْ يلعبونَ في الشوارع والساحات، وقدّر أنهم بحاجة إلى البوظة في مثل هذا الطقس الحار. حملَ صُندوقَ البوظة على ظهره، ونزلَ إلى الشارع دونَ حراس أو مرافقين، ولم يُرافقه أحدٌ سوى زوجتِهِ الملكة، التي نزلتْ معه إلى الشارع لكي تُساعدَهُ في بيع البوظة للأولاد. كانَ مشهدُ الملك والملكة وهما يسيران في الشارع، باعثاً على البهجة والسرور.
قبل أنْ ينقضيَ النهارُ، جاءَ الشاطرُ حسن لزيارة الحي.
وجدَ المحلاتِ التجاريةَ مُغلقةً لأنَّ أصحابَها أصبحوا ملوكاً.
وجدَ المدارسَ مغلقةً، لأن المديرينَ والمعلمينَ أصبحوا ملوكاً.
وجدَ مبنى البريد مغلقاً لأنَّ العاملين فيه أصبحوا ملوكاً.
وجدَ المقاهي مُغلقةً لأن أصحابها أصبحوا ملوكاً.
لم يجدِ الشاطرُ حسن في الشوارع سوى ملكِ البوظة وزوجته الملكة، والأطفالِ الذين كانوا يلعبونَ ببهجة واستمتاع. فقد أصبحَ آباؤهم ملوكاً وأمهاتهم ملكات، ولم يتشجعْ أحدٌ منهم أو منهن على النزول إلى الشارع، لأنَّ مِثْلَ هذا الأمرِ لا يليقُ بملك أو ملكة. ولم يتجرأ أحدٌ منهم أو منهن على رَفْعِ صَوته من نافذة المنزل للطَّلبِ من أحد أطفاله بالعودة إلى البيت، لأنَّ مِثْلَ هذا السلوك لا يليقُ بملك أو ملكة.
أدركَ الشاطرُ حسنٌ أنَّ ماهراً لعبَ لُعبةً بارعةً. بحثَ عنه فوجدَهُ يتأرجحُ على الأرجوحة معَ مجموعةٍ من الأولاد والبنات. طلبَ منه أنْ يُعيدَ إليه الكتابَ. قالَ له ماهرٌ إنه سَيُعيدُ الكتابَ إليه عِنْدَ غِيابِ الشَّمس. انتظرَ الشاطرُ حسنٌ حتى غابتِ الشمس.
سَلَّمَهُ ماهرٌ الكتابَ وقال إنَّه لَعِبَ طوالَ هذا اليوم دُونَ أنْ تبحثَ عنه أمُّهُ أو يَبْحَثَ عنه أبوه، وهو يَشْكُرُ للشاطر حسن تعاونَهُ مَعَهُ واستجابَتَهُ له، وأبدى أمَلَهُ في أنْ يَسْتَمِرَّ هذا التعاونُ بينهما كُلَّما دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك.
غادرَ الشاطرُ حسنٌ الحيَّ وَمَعَهُ الكتاب. وعادَ الأطفالُ إلى بيوتهم بعدَ يومٍ طويلٍ من اللعب. كانَ الآباءُ يَشعرونَ بالراحة والطمأنينة لأنهم لم يعودوا ملوكاً، والأمهاتُ كُنَّ يَشْعُرْنَ بالراحة والطمأنينة لأنهنَّ لم يَعُدْنَ ملكات.
قالَ الزبالُ في اليوم التالي وهو يذهبُ إلى عمله كالمعتاد:
_ كم هو صعبٌ على المرء أن يكونَ ملكاً. إن المُلْكَ مسؤوليةٌ كبيرةٌ.
وقالتْ زوجةُ الزبال وهي تتحدثُ عن ذلك اليوم المشهود:
_ لا أحبُّ أنْ أصبحَ ملكة، لا أحبُّ أنْ يتكررَ ذلكَ اليوم.
لم يغضبْ والدُ ماهر من ابنه حينما عرفَ أنه هو السببُ في كلِّ ما جرى للحي، ولم تغضبْ منه أمُّهُ. قالا لبعض أصدقائهما:
_ جربنا مدةَ يومٍ واحد، كيفَ يمكنُ لنا أن نكونَ ملكاً وملكة.
فرحَ ماهرٌ لأنَّ أباه وأمه اتفقا على أن يُخصصا له وقتاً كافياً للعب، كي لا يحوِّل مرةً أخرى رجالَ الحيِّ إلى ملوك، ونساءَ الحي إلى ملكات.
وها هو ذا ماهرٌ يمضي إلى مدرسته ضاحكاً، وَيتمنى أنْ يعودَ الشاطرُ حسنٌ إلى زيارتِهِ مِنْ جَديد.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 08:00 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
12-08-2006, 08:53 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
القلم و الممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة جميل..
قالت الممحاة:
- كيف حالكَ يا صديقي؟
- لستُ صديقكِ!
- لماذا؟
- لأنني أكرهكِ.
- ولمَ تكرهني؟
قال القلم:
- لأنكِ تمحين ما أكتب.
- أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
- وما شأنكِ أنتِ؟!
- أنا ممحاة، وهذا عملي .
- هذا ليس عملاً!
- عملي نافع، مثل عملكَ .
- أنتِ مخطئة ومغرورة .
- لماذا؟
- لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو
قالت الممحاة:
- إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:
- صدقْتِ يا عزيزتي!
- أما زلتَ تكرهني؟
- لن أكره مَنْ يمحو أخطائي
- وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .
قال القلم:
- ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!
- لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .
قال القلم محزوناً:
- وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه:
- لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً:
- ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!
فرحتِ الممحاة، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان
تأليف: عارف الخطيب - قــصص للأطفــال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1999
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 08:01 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
01-15-2007, 06:37 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الذئب و الكلاب
كانتِ الأغنامُ، تسومُ في المرعى، وادعة آمنة،
لا تخاف من الذئاب،
إذْ كان يحرسها، ثلاثةٌ من الكلاب..
وكان الراعي الطيِّب، يجلس في ظلّ ظليل، تحت شجرةٍ وارفة،
يعزف ألحاناً شجيّةً، تهفو لها الأغصان، وتهيمُ بها الأنسام..
وفي هذه الأثناء، كان ذئبٌ مخاتل، يرصدُ الأغنامَ خلسة"،
ويلتفت إلى الكلاب، فلا يجرؤ على الاقتراب..
وفجأة..
أبصرَ الكلابَ تقتتل، وقد انشغل بعضها ببعض..
ضحك الذئبُ مسروراً، وقال في نفسه:
-الآن أمكنَتْني الفرصة!
واقترب الذئبُ من القطيع، فشاهد نعجة قاصية، فوثبَ عليها سريعاً، وأنشبَ أنيابه فيها..
أخذتِ النعجةُ، تثغو وتستغيث..
سمع الكلابُ، الثغاءَ الأليم، فكفّوا عن القتال، وتركوا الخصامَ والخلاف، وانطلقوا جميعاً إلى الذئب، وحينما رآهم مقبلين، طار فؤاده ذعراً، فأفلَتَ النعجة، وانسلَّ هارباً، لا يلوي على شيء..
تأليف: عارف الخطيب
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 08:03 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
02-01-2007, 11:30 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
جبل الدموع
حكاية شعبية يابانية
حكاية: باول دافيد مانديل
ترجمة: أديب كمال الدين
في اليابان العتيقة، ومنذ عهد بعيد جدا، كان هناك جبل يدعى(جبل الدموع)، وفي قمته وادٍ ضيّق يُحْمَلُ إليه الشيوخ والعجائز من القرى المجاورة عندما يبلغون سن الستين، هناك يتمّ التخلي عنهم ويتركون للموت. بالطبع، كانت هذه عادة وحشية جدا وسببت الكثير من الحزن للناس ولكنها كانت قانونا قديما ولا أحد يجسر على خرقه.
في إحدى القرى كان هناك فلاح يُدعى يوشي يعيش مع أمه التي تُدعى فوميكو في كوخ صغير بائس، حيث يكدّ الاثنان كدّا محاولين توفير القوت من قطعة أرضهما الصغيرة، في صباح بارد، عندما كان الاثنان في الخارج يقطعان الخشب للموقد، قالت فوميكو (غدا هو أول أيام الربيع)، فرد يوشي (نعم يا أماه هناك الكثير من العمل لننجزه في الأسابيع المقبلة، ولأننا بقوة وصحة فإننا في هذه السنة مع قليل من الحظ سنحظي بحصاد وفير).
قالت أمه (لا يا يوشي، في أول يوم من أيام الربيع قبل ستين سنة مضت، جاءت بي أمي إلي هذا العالم وغدا كما تقتضي العادة، ينبغي عليك أن تحملني إلي قمة جبل الدموع، وتتركني هناك لأموت).
هنا أثقل قلب يوشي بالهم، فقضى بقية النهار في صمت كئيب محاولا أن يدرك سبب العادات القديمة، في المساء التالي، عندما جلس يوشي وفوميكو لتناول آخر عشاء لهما معا، فإن العجوز لم تأكل، الليلة، يا ولدي، ستأكل نصيبي أيضا، فأنا لن احتاج إلي الطعام طويلا، وينبغي أن يكون لديك المزيد من القوة لتحملني إلي قمة الجبل، هكذا ألحّت على ولدها ليأكل، ولكن كان الطعام مثل التراب في فمه فلم يستطع أن يتناول لقمة أخرى.
عندما أشرقت الشمس استعد الاثنان للقيام برحلتهما، نزعت العجوز شالها وغطت به كتفي ابنها (الليلة، يا ولدي، ستدّثر بشالي، فريح الليل رطبة وباردة، وأنت يجب أن تبقي دافئا خلال رحلة عودتك إلي البيت)، وعند الباب نزعت قبقابها الخشبي ووضعته علي الأرض (الليلة يا ولدي لن أحتاج إلي استخدام القبقاب، فخذه واحفظه إلي اليوم الذي يصبح فيه قبقابك باليا)، هنا بدأ قلب يوشي بالتمزق ألما.
ثم صعدت فوميكو فوق ظهر ابنها، وهكذا بدأت الرحلة الحزينة،حيث على الأقدام تسلقا الممر أعلى فأعلى باتجاه قلب الجبل. بزغ القمر عاليا فوق أشجار الصنوبر، وكان التعيسان يشكلان ظلا كظل حيوان غريب برأسين، في منتصف الطريق الجبلي اختفي الممر، فكان على يوشي أن يجد طريقه الخاص وعندما مشى خلال الأشجار والشجيرات فإن فوميكو كسّرت نهايات الأغصان سأل يوشي (ما الذي تفعلينه يا أماه؟ هل تسمين أثرا كي يمكنك أن تجدي طريقك إلي البيت ثانية؟) أجابت (لا يا يوشي، أنا أسم هذا الأثر من أجلك).
عندما سمع هذه الكلمات،فإن قلب يوشي انشقّ إلى نصفين فقال (أماه، أنا لا أستطيع أن أتركك فوق جبل الدموع، ورغم أن القانون يحرم ذلك فإنني سآخذك إلي البيت، أنتِ عجوز ولكنك قوية وطيبة القلب وحتى لو كنت واهنة ضعيفة فإنني لن أتركك هنا كي تموتي).
وهكذا رجعا معا إلي البيت في تلك الليلة، ولكي يتأكد أن ليس من أحد عرف ما الذي قد فعله فإن يوشي أخفى أمه تحت سقيفة باب كوخهما.
قَدِمَ الربيع فقضى يوشي جميع نهاراته في حقول الأرز مشتغلا بكد ضعف شغله لأنه اشتغل وحده، وفي كل ليلة كان ينسل تحت سقيفة الباب حاملا الطعام والشاي لأمه، هناك في الظلمة يقضيان معا بعض لحظات أثيرة.
وفي أحد الأيام دعا مالك أرض المقاطعة (الديميو) جميع فلاحي القرية إلى قلعته، كان (الديميو) رجلا جبارا يبتهج بعض الأوقات، في أمر فلاحيه بعمل فروض غاية في الصعوبة، في هذا اليوم أخبرهم (يجب أن يجلب كل واحد منكم حبلا مجدولا من الرماد، فإن لم يستطع عمل ذلك فسيغرم بوشلا(ہ) من الرز).
رجع الفلاحون المساكين إلي بيوتهم يمشون ببطء وقد عرفوا أنهم لن يقدروا علي جدل حبل كهذا، وحين دبَّ يوشي تحت سقيفة الباب في تلك الليلة فإنه أخبر أمه بكل ما حدث، رشفت فوميكو شايها، وفكرت لحظة ثم قالت (يمكن عمل ذلك، أولا يجب أن تجدل حبلا من خيط قنبي بكل ما تستطيع من قوة ضعه فوق صخرة ملساء وسخنها بمنتهي العناية إلي أن يتحول الخيط القنّبي إلي رماد، بعدئذ يمكنك أن تحمل الصخرة مع حبل الرماد إلي القلعة)، عمل يوشي كما أخبرته أمه تماما،وفي اليوم التالي حيث تجمع الفلاحون ثانية في القلعة كان هو الوحيد الذي عنده حبل مجدول من الرماد، سرّ الديميو كثيرا بيوشي لكنه أمر أتباعه بعمل فرض آخر ليري إن كان الشاب بارعا حقا كما بدا، فقال (يجب أن تجلبوا محارة بخيط وَلجَ كلّ حلزون من حلازينها،أما أولئك الذين لا يستطيعون إكمال الفرض فينبغي أن يُغرّموا بوشلا آخر من الرز).
من جديد عاد الفلاحون مُجهدين إلي بيوتهم ومحبطين، كيف يمكن لأي كان أن يخيط محّارة؟ ومن جديد أخبر يوشي أمه بكل ما قد حدث،فكرت فوميكو لحظة ثم قالت (يمكن عمل ذلك، أولا يجب أن تضع حبّة رز عند نهاية الخيط،أعط الحبة إلي نملة ما واجعلها تدبّ إلي النهاية العريضة من المحارة، وجّه النهاية الضيقة نحو الضياء، فالنملة ستدبّ نحوها مجتازة كل حلزون في طريقها إلي الخارج، وعندما تصل النملة إلي النهاية فإن محارتك ستكون مخاطة).
فعل يوشي كما أخبرته أمه، وفي اليوم التالي تجمع الفلاحون كان يوشي هو الوحيد الذي استطاع أن يخيط المحارة، كان الديميو متأثرا للغاية فدعا يوشي إلي جانبه قائلا له (أخبرني، أيّها الفلاح الشاب، كيف استطعت أن تنجز مثل هذه الفروض الصعبة).
في حضرة مالك ارض جبار كهذا، فإن قلب يوشي بدأ يخفق بسرعة، وخاف على أمه، ولكنه كان رجلا فاضلا فأجاب بصدق، (اغفرْ لي لأنني قد خدعتك حين لم أطع قوانين شعبنا، في أول يوم من أيام الربيع كان يُفترض عليَّ أن أحمل أمي إلي قمة جبل الدموع وأتركها هناك كما تقتضي العادة، ولكنها أم طيبة القلب حقا فشعرت بالأسي الشديد من أجلها لذا أرجعتها إلي البيت وأخفيتها تحت أرضية كوخنا.
وعندما أمرتنا أن نعمل مسائل صعبة كهذه، سألت أمي طلبا للنصيحة، فكانت هي من اخبرني كيف اصنع الحبل واخيط المحارة).
تأثر الديميو تأثرا شديدا بقصة يوشي حيث تذكر الحزن الذي قد شعر به هو كذلك حين حمل والده ووالدته إلي قمة جبل الدموع، قال (أيها الفلاح يوشي إنها لحقيقة أنك لم تطع قوانين شعبنا وأعرافه، لقد كان واجبك يقتضي بأن تتخلى عن أمك ففشلت في ذلك، لكنّ حكمة أمك علمتنا درسا قيّما).
رفع الديميو صوته لكي يستطيع سماعه جميع الفلاحين (يوما ما سيهرم كل واحد منكم، بعضكم سيصبح ضعيفا وغير قادر علي العمل في الحقول، سيصبح فماً إضافيا لتناول الطعام، ومصدرا للهم بالنسبة لأطفالكم، ولكن بعضكم سيغدو حكيما في تلك السنين، وحكمة الشيوخ شيء نفيس لا يمكن قياسه ببوشلات من الرز، لذلك أعلن عن نهاية قانون التخلي في جبل الدموع).
عندما رجع يوشي إلي كوخه في تلك الليلة، قاد أمه من تحت السقيفة المظلمة إلي قنديل كوخهما، ثم احتفلا ــ الأم وابنها ــ بلقائهما العائلي البهيج.
ہ البوشل: مكيال للحبوب يساوي ثمانية غالونات
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-25-2007, 01:10 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
03-25-2007, 12:56 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
المـطـــر
جلست نادية أمام سارة على مائدة واحدة تدرسان في غرفتهما أمام النافذة
والمطر يهطل بغزارة كانتا منهمكتان
بالدراسة حين دخلت أمهما حاملة لهما كوبان من الشاي، قالت نادية لأمها:
-
لماذا أتعبت نفسك يا أماه وأنت تعلمين بأني لا أرغب كثيراً في شرب الشاي...
أما سارة فقد فرحت بالشاي وشكرت أمها على هذه الهدية الحلوة وفي هذا الجو الممطر،
وبعد أن خرجت الوالدة ،
سألت سارة أختها عن شعورها و أحساسها بهذا اليوم .
أجابتها نادية بأنه:
- يوم كئيب ، حزين ، باكي ، ولن يكف عن البكاء وأنت ماذا ترين ؟
أطلت سارة بنظرها إلى الخارج من خلال النافذة وقالت:
-
أرى العطاء الذي ما بعده عطاء، وأرى السخاء الذي ما بعده سخاء،
أرى الحب ينزل مسرعا ليفترش الأرض شوقا،
أنظر إلى السماء أرى القطرات تنزل متدافعة،
وأنظر إلى الأرض أراها تتراقص فرحة بوصولها تبشر الأرض بالخير
لتجعلها تورد وتزهر وتورق ويصبح كل شيء جميلاً.
|
|
04-16-2007, 09:44 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
النمر و الأسد
ظل النمر الجائع يجري ويجري ويتربص و يتربص ليجد فريسته التي يسد بها ألم جوعه
وبينما هو يسير ويسير فإذا به يجد أسداً جائعاً أمامه،
فشب نزاع عنيف بينهما وأبرز كل منهما قدراته القتالية وشجاعته وقدرة تحمله للصراع،
ولكن لم يتمكن إحداهما أن يغلب الثاني...
حاول النمر أن يفض النزاع لأنه ملّ هذا الصراع المتعادل والذي لا فائدة منه سوى أسـتنزاف قوته
فهرب منه علّه يجد ضالته بفريسة يسد بها ألم جوعه ويستعيد قوته،
ولكن الأسد كعادته لن يتراجع فلحقه ثانية عسى أن يتمكن منه دون جدوى،
وبعد شجار طويل توقفا ونظرا لبعضهما وتناقشا وهما ساكتان،
لماذا نتصارع ولن يتمكن إحداهما أن يغلب الثاني.
لماذا لانشق طريقنا ونصارع من هو أضعف منا،
تفارقا وهما يلهثان قبل أن يهلكا ويفترسهما من هو أقوى منهما
الا وهو الجـوع .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-14-2007, 12:07 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
05-14-2007, 12:05 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
قبـل أن تتـحرك الحـافـلة
قصة: فريد محمد معوض
كنا جميعاً ننتظر أن تتحرك الحافلة من القاهرة إلى مدينتنا في الإقليم البعيد، حمدت الله أن أدركتها فموعد انطلاقها هو آخر موعد لسفر الحافلات.
بدأ الجميع في مقاعدهم صامتين في انتظار لحظة الانطلاق، وبدت الحافلة من الداخل مظلمة، وبدا الإجهاد واضحاً على الجميع، وفجأة شق صوت قوي وحشة الصمت، كان الصوت لأحد باعة الصحف، وكان ينادي :
- اقرأ صحيفة الغد قبل أن يأتي الغد .
تذكرت أن المدينة الكبيرة تقرأ الصحف قبل أن تنام، أما نحن في الإقليم البعيد فنقرؤها بعد النوم،
ما أجمل أن تحمل معك اليوم صحيفة الغد، انتبه الجميع لصوت بائع الصحف الذي شق ظلمة الحافلة من الداخل وراح يردد :
- سياسة ورياضة وأدب وفن وحوادث مثيرة في صحف الغد تقرأها الليلة وليس في الغد،
وشاهدت بعيني الركاب وهم يمدون الأيدي بالنقود، ويتسلمون الصحف، وتداخل أصولتهم.
- أعطني الأخبار
- أريد الحدث
- صحيفتي
والبائع بحفة ورشاقة يجتاز المقاعد مقعداً مقعداً حتى صعد سائق الحافلة وراح ينادي البائع آمراً إياه بالنزول،
ويرد البائع في رجاء :
- دقيقة واحدة من فضلك.
والسائق يصرخ من جديد:
- لقد حان الموعد يا هذا .. سأتحرك الآن.
مازال البائع يستجيب لنداءات الركاب وهاهو قد أدرك الجميع إلا واحداً كان في نهاية الحافلة يغط في نوم عميق،
مرت علية الأخبار فلم ينتبه، وأسرع البائع بالنزول، وهو يربت على جيبه المنتفخ بالنقود ..
وشقت الحافلة طريقها في اتجاه الإقليم، وعاد الصمت كما كان وهي تواصل انطلاقها في طريق العودة،
وفجأة توقفت الحافلة عند أحد الأماكن وصعد إلينا رجل بدا أنه يعمل في الشركة التي يعمل بها السائق، احتفى السائق به،
وأضاء له المصابيح المظلمة داخل الحافلة، وراح الرجل يراجع بطاقات الركاب واطمأن لسلامتها فجلس غير بعيد من السائق،
بدت الحافلة من الداخل مضيئة .. رفعت الصحيفة آمام عيني، يا لدهشتي ..
وجدت ردود الفعل على نكبة حزيران وإصرار الأمة العربية على الأخذ بالثأر والعام المطبوع على صدر الصحيفة 1967 من الميلاد،
وبدا لي أن أوراق الصحيفة ليست أصلية وإنما تم تصويرها من الأصل،
ولابد أن البائع يمارس هذه اللعبة كثيراً، وضحكت وقلت:
صحيفتي ليست للغد .. بل مر عليها خمسة وثلاثون عاماً.
وراح الجميع يتأمل صحيفته .. وتصاعدت أصوات في المقاعد الأخرى،
وانبعثت أنباء عن بناء السد العالي، وأخرى عن مذبحة بحر البقر 1970.
وصاح أحدهم يردد :
- صحيفتي الأحدث تحمل نصر أمتنا على الصهاينة في العاشر من رمضان عام 1973.
قال أحد الراكبين:
- ضحك علينا البائع المحتال
وقال آخر :
- كان ينبغي ألا نشتري شيئاً في الظلام
وقال الجميع :
- صدقت
لكني اكدت للجميع أننا لم نخسر، فقد أعادتنا الصحف القديمة إلى حلقات من تاريخنا،
وتعلمنا أن نحذر من محتالي المدينة، أما الحافلة فقد كان لها رأي آخر،
كانت تشق طريقها للأمام بثبات.
|
|
06-12-2007, 03:17 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}