{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
التجربة السويسرية !
تحياتي للمتحاورين والى الاستاذ العزيز / بهجت
اتمنى ان تقرا هذا المقال حول العراق بقلم المستشار / محمد سعيد العشماوي
الأصل في الديموقراطية أنها حكم الشعب لنفسه بنفسه. لكن الثورة الإعلامية وفورة المعلوماتية لم تقف بالديموقراطية عند يوم واحد يبدي فيه الناخبون أصواتهم بانتخاب الرؤساء أو انتخاب النواب، وإنما مدت الديموقراطية لتكون مباشرة شعبية يومية للرقابة على السلطات ولإبداء الرأي، وذلك بالتعبير الحر في التظاهر والإضراب ونشر الآراء المعارضة، التي أصبحت حقوقا للشعوب تباشرها في نطاق قانون موضوع وفق المعايير الدولية، وليس تحقيقا لرغبة سلطان جائر. هذا بالإضافة إلى حكم القانون Rule of Law الذي صار هو التعبير الصحيح لقيام واستمرار الديموقراطية، بحيث تكون القواعد العامة، التي تطابق المعايير الدولية، هي الأساس في الحكم الذي يقوم بالتالي على النظم Systems لا على الأشخاص، ويكون لكل مواطن أن يقتضي حقه من خلال قواعد مرسومة سلفا ومحددة من قبل للحاكم والمحكوم، على حد سواء، فإن وجد صعوبة في الحصول على حقه الطبيعي وحقه الدستوري كان القضاء المستقل، الحر والكفء والنزيه، هو الملاذ النهائي، والحكم الطبيعي بينه وبين أي سلطة أو أي مسئول، على أن يكون تنفيذ الأحكام ميسورا وتلقائيا، لا يحتاج إلى وساطة ولا يتطلب تدخلا، وألا كان الحديث عن الديموقراطية جعجعة بغير فائدة، وحرثا في الماء أو بذرا في الفيافي.
الديموقراطية، في صورتها الحديثة، تتطلب شعبا واعيا، يعرف حقوقه وواجباته، ويؤدي ما عليه من التزامات قبل أن يَسُأل عماّ له من حقوق. وهي تستوي أساسا على الأغلبية السياسية، لا على أية أغلبية أخرى، معتقدية أو مذهبية أو جنسية أو عنصرية أو ما إلى ذلك. هذا بأن الأغلبية السياسية تكون متحركة غير جامدة، يسهل فيها الانتقال من برامج حزب معين إلى برامج حزب آخر، وفق المصالح الشخصية والصوالح العامة. أما أية أغلبية أخرى، معتقدية أو مذهبية أو جنسية أو عنصرية فهي أغلبية جامدة، لا تتحرك ولا تتغير، لصعوبة، بل استحالة، تحرك الأفراد من معتقد إلى آخر أو من مذهب إلى غيره أو من جنس إلى جنس ثان أو من عنصر إلى عنصر مخالف. ومع ذلك، أو من أجل ذلك، فإن الديموقراطية بحسبانها حكم الأغلبية السياسية، لا تكون ديموقراطية صحيحة إلا إذا كانت سلطة الحكم على اتصال دائم بالمعارضة، تعرض عليها المسائل المهمة، وتأخذ رأيها فيما يتصل بالمصالح العليا للدولة، والا تحولت إلى ديكتاتورية الأغلبية، ومن ثم يتقوض النظام الديموقراطي بأكمله.
في مصر، على سبيل المثال، يتكون الشعب من عناصر ثلاثة، كما أنه يتوزع على عقيدتين. أما العناصر الثلاثة فهي أهل الوادي عموما، وأبناء النوبة في الجنوب أساسا، والبدو في حواف الوادي، بالصحراء الشرقية والصحراء الغربية وفي شبه جزيرة سيناء. وأما العقيدتين، فهي الإسلام الذي يضم غالبية الشعب والمسيحية بطوائفها الثلاث، والتي تضم أقلية، مختلف في نسبتها بين الإحصاء الرسمي والإحصاء غير الرسمي، أنها تتراوح حول نسبة 10% من مجموع السكان.
وفي العصر الليبرالي المستنير، منذ عام 1919-حتى عام 1952، برز مفهوم المواطنة Cityzenship وصار معادلا قويا يستغرق الخلافات العنصرية والمعتقدية. وبعد الانقلاب العسكري عام 1952، اهتز مفهوم المواطنة وتضعضع، فبدأ كل فريق في الشعب يبحث له عن الأمان في قبيلة أو أسرة أو جماعة أو منظمة أو نادٍ أو ما شابه ذلك. ولما ظهرت صيحات تضع الانتماء إلى الإسلام السياسي ضد المواطنة، سقط حكم القانون، وتبدد مفهوم المواطنة، وبدأ الحكم الاستبدادي.
وفي العراق توجد في الجنوب أساسا، شيعة تقدر بحوالي 60% من تعداد الشعب العراقي، وفي الوسط توجد السّنة، والمذاهب الأخرى والتي تقدر نسبتها بحوالي 30% من أهل العراق، أما في الشمال فثم الأكراد، وتقدر نسبتهم بحوالي 10%. وقد أدى هذا الخلل في عدم تقارب النسب بين أهل العراق إلى أن تُحكم حكما اوتوقراطيا ثم استبداديا ثم دكتاتوريا بواسطة أهل السنة، الذين يتركزون في مثلث حول بغداد. وبعد سقوط النظام الدكتاتوري طالب الكثيرون بحكم ديموقراطي، أي بحكم الشعب لنفسه بنفسه، لكنهم أخطأوا في فهم المقصود بالأغلبية في النظام الديموقراطي، ذلك أنها-على ما سلف- لابد أن تكون أغلبية سياسية لحزب أو أحزاب تضم جميع العناصر والمعتقدات والقوى، أما مجرد النسبة العددية فإنها تنتهي إلى أن يكون الحكم للأغلبية الشيعية في الجنوب، والتي تقدر نسبتها بحوالي 60% من الشعب العراقي، وهي أغلبية جامدة لأنها أغلبية مذهبية، وليست هي الأغلبية المرنة المتحركة، كما هو الأصل في الأغلبية السياسية التي تستوي عليها الديموقراطية.
ونتيجة لاضطراب مفهوم الأغلبية، بين الأغلبية السياسية كما هو الأصل، والأغلبية المذهبية أو المعتقدية، فقد ظهر الاضطراب على الساحة العراقية، وفي وضع الدستور، الذي كان يهدف بالأساس إلى توزيع الثروة على المناطق الثلاث، بدلا من ترسيخ مبدأ المواطنة الذي يصبح فيه كل الوطن موطنا واحدا لكل فرد، وهو المفهوم الصحيح للدولة الحديثة، فلا تتشتت الأمة في جماعات أو تتكبل القوى بالأوضاع المذهبية والمعتقدية.
والمواطنة بهذا المفهوم الدستوري العصري تجعل الانتماء الوطني أولا وقبل الهوية المذهبية أو المعتقدية أو الجنسية، وبغير ذلك لن يكون استقرار أبدا في العراق. ذلك أن البعض يرى أن الفدرالية هي البديل عن الوطن الواحد والمواطنة الحقة، لكن هذه الفدرالية سوف تقسم العراق فعليا إلى شيعة في الجنوب وسنة في الوسط، وأكراد في الشمال؛ ولأن المذهب الشيعي هو الأساس في نظام الحكم الإيراني، مع بعض الاختلافات وخاصة في "ولاية الفقيه" فإن الأمور قد تتطور إلى تقارب في مسألة هذه الولاية أو طرحها جانبا ولو مرحليا، وبذلك يكون الإقليم الشيعي في الجنوب أقرب إلى دولة إيران بما يوهن مع الوقت كل علاقاته بباقي الأقاليم. والأكراد في الشمال يسعون بالتكامل مع الأكراد في إيران وتركيا وسوريا إلى إقامة دولة كردية، ومن ثم تكون الفدرالية مع المرحلة البعيدة Long Term هي السبيل إلى تأسيس هذه الدولة. أما السّنة، فلأنهم أقلية ولان منطقتهم تفتقد عامل الثروة الأساسي في العراق وهو النفط، فإنهم لن يقبلوا النظام الفدرالي، وإن اضطروا إلى قبوله تحت إغراء تقسيم الثروة فإنهم لابد أن يعلموا أن الفدرالية التي تقوم على أسس مذهبية أو جنسية مآلها إلى التفكك في دويلات متفارقة وقد تكون متحاربة.
فيما يقال، وهو قول حق، إن معرفة الداء نصف الطريق إلى الدواء. ولقد قصدت هذه المقالة أن تضع الحقائق عارية من كل تجميل وأي تزويق أمام الشعب العراقي، وأمام الأمة العربية، لكي يستوعب الجميع الواقع وأسبابه، ويدركون أن المفهوم الصحيح للمواطنة هو السبيل الوحيد لاستغراق الانتماء المعتقدي والمذهبي والجنسي والعنصري دون أن يقضي على أي منهم، فتكون المواطنة أولا، هي الأساس في نظام الدول المعاصر، فيتوحد الشعب كله تحت لواء واحد دون أن يفقد ولاءه الديني أو المذهبي أو العنصري أو الجنسي. وعلى العراقيين سلطة وشعبا، أن يتفهموا ذلك جيدا، وأن يعوا أن الفدرالية تقسيم واقعي للعراق لابد أن يؤدي إلى فُرقة وقسمة، ومن ثم يتعلقوا بمفهوم المواطنة ويعمدوا بكل الطرق المشروعة إلى توطيده في المفاهيم، نظريا وعمليا، ويفهموا أن المواطنة هي أساس وحدة الشعب واستمرارية الوطن.
هذا أو الطوفان الذي سوف يغرق الجميع في بحور من الدماء، وسوف يمتد الاضطراب وحمام الدم إلى كل منطقة في الشرق الأوسط، إن عاجلا وإن آجلا
|
|
05-12-2007, 09:27 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}