هذه القصيدة التي سأضعها لكم تذكرتها منذ أيام، ورغبت بوضعها ومشاركتكم إياها ههنا وليس بساحة الأدب لأنها ذكرتني بصباي وفاضت في داخلي تنثر الجمال والألوان الزاهية والقبلات الندية، ذكرى الأم وذكرى اكتشافاتي الأولى لقصائد عظيمة.
أذكر في بيتنا ذلك الديوان للشاعر القروي "رشيد سليم الخوري" أحد شعراء المهجر، وحين اكتشفت هذه القصيدة، التي منعت كثيراً وعتم عليها، رغم أني أجد أنها من أفضل وأروع وأبدع ما قبل في الأم، قلت لذات نفسي يا الله ما كل هذا الجمال، ما كل هذا الإبداع، فهي لغة وصوراً وتعابيراً وقصة ورواية من أروع ما قيل في الأم.
لدي هذه القصيدة تحمل جوانباًً تذهب بعيداً لتعطي الحرية للقلم وللفكر وتتحرر من التابوهات الدينية، فتبدع وتتجلى ألفاظاً وصوراً متدفقة شهية لذيذة وتلقيك في عالم آخر، عالم الشاعر الذي ينسجه ويصنعه ويجعلك تشعر بكل براكين الأحاسيس والمشاعر التي تنبعث وتتفجر من كيانه وروحه.

دون إطالة إليكم القصيدة، ودونكم التعقيب

محبتي
طارق


حضن الأم ..
رشيد سليم الخوري


أتذكر كيف كان إله موسى *** إلهاً قاسياً يلتذ بالدم
إذاً فإليك كيف غدا مسيحاً *** حنوناً إن تألمنا تألم
روى الراوون أن عثروا بمصرٍ *** على دَرْجٍ غريب الخط مبهم
فحاول فهمه العلماء لكن *** بدا لجماعة العلماء طِلسم
إلى أن حله الشعراء شعراً *** ومن بالشعر كالشعراء يفهم؟
وذلك أنه من قبل عيسى *** توفي شاعرٌ في الشرق ملهم
أضاع العمر في طلب المعاصي *** يحلل ما كتاب الله حرم
فكاد إلى اللظى يُلقى جزاءً *** لما من سيء الأعمال قدم
ولكن بره الأبوين غطى *** مساوئه فخُلصَ من جهنم
وجازاه الإله جزاء عبدٍ *** تقيٍ حسب ما في الكتب علم
فنام بحضن إبراهيم لكن *** قبيل الفجر شاعرنا تبرم
وقام لربه يشكو ويبكي *** بكاءً صيَّر الفردوس مأتم
فهدأ روعه وحنا عليه *** وطيَّبَ قلبه بحنانه الجم
ووسَّده يديه وركبتيه *** ومال عليه بالتقبيل والضم
وقال لعبدِهِ، داود: (رنِّمْ *** لهذا البُلبُل الباكي)، فرنم
فنام بحضنه الأبوي حيناً *** وعاد يُساقط العبرات عندم
إلى أن ضجَّ أهل الخلد غيظاً *** وصاح الله، من غضبٍ، إلى كم
أُطيق تذمراً من عبد سوءٍ *** يُجرَّعُ كوثراً، فيقول: علقم!
تَظلَّمَ في الثرى من غير ظُلمٍ، *** وحتى في النعيم، معي، تَظَلَّم!
أرى الشعراء جازوا الحد إني *** أكاد لخلقيَ الشعراء أندم
علامَ بكاك، ياهذا وماذا *** دهاك فلا تني تشكو، تكلم
أصفحي عنك قبد أبكاك أم ما *** جزيت به من الإحسان أم .. أم؟
فصاح: العفو يامولاي/ من لي *** سواك، ومن سوى الرحمن يرحم؟
أتيتك راجياً نقلي لحضنٍ *** أحب إليَّ من هذا وأكرم
لحضنٍ طالما قد نمت فيه *** قرير العين بين الضم والشم
أما ألقيت رأسك فوق صدرٍ *** حنون خافقٍ بمحبة الأم؟
فدعني من نعيم الخلد إني *** نعيمي بي ذاك الصدر والفم
تُرَبِّتني، كعادتها، برفقٍ *** وتنشد: نم، حبيبي، بالهنا، نم.
فأصغى سيد الأكوان لطفاً *** لشكوى شاعر الغبراء واهتم
وقال لنفسه: هذا محال *** أيعلم شاعرٌ ما لست أعلم!
أينعم خاطىءٌ في الأرض قبلي *** بما أنا لست في الفردوس أنعم؟
لأكتشفنَّ هذا السر يوماً *** ولو كلفت أن أشقى وأعدم
وكانت ليلة، وإذا صبيٌ *** صغيرٌ نائمٌ في حضن مريم.

أول مرة اقرا هيدي القصيدة ..

جميلة جدا يا طارق
و جريئة جدا ..


:wr:

up

mother day after 11 days

هذه القصيدة الحزينة لشاعر تونسي غير معروف اسمه أحمد اللغماني ، ولد في مطلع العشرينات من القرن الماضي
قال قصيدته تلك بعد أن عاد إلى قريته بعد طول اغتراب ليجد والديه قد توفيا وهو لا يقوم برثاء والديه بل يتخيل أنهما لا زالا على قيد الحياة وأنهما سيقومان باستقباله ، هذا مقطع صغير من القصيدة


فهناك منزلنا القديم وبابُهُ *** يا حسرتي ماذا وراء الباب؟
أُصغي فأسمع صوت أمي هاتفًا *** «قد عاد أحمد بعد طول غياب»
«يا مرحبًا بك يا ضياءَ نواظري *** يا حظَّ أمك يا رجاء الكابي»
وأُحسّ ضمّتها وأُغمض ناظري *** فأرى مُحيَّاها النحيف الخابي
وأكاد ألمس جسمها وأضمّهُ *** ضمّاً، فيعلق عطرها بثيابي
وأبي كأني سامع دعواتِهِ *** مُتبتّلاً للخالق التوَّاب
فكأنه ما زال يملأ بيتنا *** هذا الذي أضحى شبيه خراب
فلوالديَّ ببيتنا أثرٌ أُسَا *** ئِلُهُ، وأظفر عنده بجواب
فهما هنا ما دام حبّهما على *** شفتي وملء جوانحي وإهابي
وهما هنا ما دام يخفق خافقي *** لكليهما أُفضي وأشكو ما بي

قصيده جميله ورائعه لشاعر اجمل واروع.

الى روح رشيد الخورى :97::97::redrose:

كلما فكرت إني لبثت في بطنها تسعة أشهر , اقف مدهوشاً لا لسان يتحرك ولا عقل يفكر ..كل مساء يمر علي وانا بعيد عنها اتمنى ان اجعل جسدي قرباناً في محرابها الامومي الجميل ..صدق رسول محمد عندما رأى شخصاً يحمل امة على ظهر ويطوف بها في الحج فقال لرسول محمد:هل وفيت حقها ؟. فرد عليها العظيم :ولا زفرة من زفرات الولادة .

امي إلهي الذي أعبد احبك :redrose:

* هل هو القروي يا طارق الشاعر القروي ؟.

محارب النور (f)

إيه عمر بيمر:)

(f)

بيت رائع لمقام الام وبطريقة مبتكرة :
يمه كبرتي وصرتي أحلى من العام
ياحلو ضحكات التجاعيد بـيدك .
للشاعر مساعد الرشيدي

Array

* هل هو القروي يا طارق الشاعر القروي ؟.

[/quote]

أهلين زيرك؛

لا أعرف من الذي ببالك، هو الشاعر القروي رشيد سليم الخوري، من شعراء المهجر ولد في لبنان عام 1887، اتسمت أشعار بالعذوبة والرقة والدفاع عن العروبة. من أشعاره مثلاً:

بلادك قدِّمها على كـلِّ ملَّـة *** ومن أجلها أَفطِر ومن أجلها صُمِ!
فما مسَّ هذا الصوم أكبادَ ظلَّمٍ *** ولا هزَّ هذا الفـطرُ أرواح نـوَّمِ
هبونيَ عيداً يجعل العُربَ أمَّـةً *** وسيروا بجثماني على دين بَرهمِ!!
فقد مزَّقت هذي المذاهب شملنا *** وقد حطمتنا بين نابٍ ومنسمِ
سلامٌ على كفرٍ يوحِّد بينــنا *** وأهلاً وسهلاً بعـده بجهـنَّم

وأيضاً:

أرضيتُ أحمدَ والمسيحَ بثورتي *** وحماستي، وتسامحي وحناني
يا مسلمون ويا نصارى دينكم *** دينُ العروبةِ واحدٌ لا اثنـانِ

(f)

إذن هو نفسة يا طارق (القروي) وله شقيق كان يسمى (شاعر المدينة او المدني ).لقد عمر طويلاً ويقال عندما مات سنة اربع وثمانين من القرن المنصرم..طلب : ان يصلي علية قس وشيخ ..مثال جميل لشخص أمن بالعروبة مسلك في حياتة ..

مُحارب النور :redrose: