كثيرا ما نسمع هذا السؤال ونسمع الرد العلماني عليه بالنفي الجازم والتعامل معه كأن الإسلام خيار. من يطرح السؤال يفترض أن الإسلام هو خيار.. هل الإسلام حقاً خيار؟ الإسلام ليس خيار لمن ولد مسلماً حتى لو ألحد لأنه جزء لا يتجزأ من التركيبة الاجتماعية والبنية الحضارية والثقافية لدى العربي المسلم. كثيراً ما تعجبت من طرح السؤال والرد الجازم الحازم بالنفي عليه. وكأن قولنا للمسلم إن الإسلام ليس حلاً سينهي متاعبه ويقدم له حقاً البديل الشافي الوافي وينهي همومه كعربي. كثرت الكتب والدراسات حول هذا المجال وأرى أن أغلبها تقفز قفزة إيمانية طريفة، ولكن بطريقة إلحادية، في رفض القناعة بأن الإسلام هو الحل. حتى الملحدون أو اللا دينيون لهم قفزاتهم الإيمانية في إقامة البرهان على أن الإسلام ليس حلاً. وكأن إثبات ما لا يروقه في الإسلام لشخص مسلم سينهي الأمر بسهولة ويكذب دينه وينصرف عنه ويقبل بما يشعربه بالتنصل والغدر لميراثه ودينه وكأنه ينسلخ من جلده ويصبح في أعماق باطنه شاعراً بأنه لا شيء! هذه هي مأساة "كتاب التنوير" اليوم ولنا عودة....

إن أي نظام سياسي ديني هو بالضرورة ظالم.

تصور مثلا مواطنين يعتنقون الدين "أ" بينما الدولة تتبع الدين "ب". هذا يعني انهم يعيشون في دولة لا تمثلهم و هم يصبحون في وطنهم "أقلية" رسميا، عدا عن كون القوانين المبنية على الدين الرسمي المتبع قد تخالف معتقداتهم هم.

العلمانية هي الحل، هي النظام الوحيد الذي يمكن ان يعدل بين الجميع. في العلمانية، يمكن للمرء ان يكون مسلما او مسيحيا، او يغير دينه من الاسلام الى المسيحية و العكس كيفما شاء، و العلمانية تجعل الدولة نظاما غير مبني على أي دين، و يسمح للاديان كلها بالوجود على قدم المساواة. في النظام العلماني يمكنك ان تعبد اللـه او تعبد بوذا او تعبد الارانب اذا شئت، او ان لا تعبد شيئا ففي النظام العلماني فقط أنت حر في معتقدك و دينك.

جميل توقيعك على فكرة. يشبه المقولة، "اذا لم تسمع ابدا شيئا يزعجك، فأنت لا تعيش في مجتمع حر." If you never hear anything that offends you, you're not in a free society.
هذا هو حال الدول المتخلفة، حيث لا يُسمح لأحد بقول شيء او رسم شيء او عرض شيء يزعج مشاعر احد، سواء كان في العلم او التاريخ او الاخلاق او حتى السخرية.

عزيزي لوجيكال:

أشكرك على تعليقك أولاً بخصوص توقيعي. شكرا جدا. في الحقيقة كنت أتصفح كتاب استلفته وهو الأعمال الكاملة لـ قاسم أمين وبهرني مدى اتساع هذا الرجل ورقته ولطفه ورحابة صدره. حتى في أيامه كانوا يتعرضون لأمثال الجدل الديني اللا ديني من قبيل كيف تعرف إن هذا الدين هو الحق وكيف وثقت أنه هناك فعلا جنة فكانوا يقولون له إنه إن لم تكن هناك جنة فنحن لم نخسر شيء... We are not losing anything if it turns out that there is no paradise etc وطريقة الرد هذه قد انتقدها ويبدو أنها تغيظه جداً. شعرت بصفاء وصدق عجيب لديه.

من جهة العلمانية، أنا مؤمن بها على أنها أسلم الحلول لإقامة مجتمع صحي. لكني من تصفحي لكتب تتناول ظاهرة الإسلام هو الحل أجدهم يقفزون قفزة كبيرة في عرض المعتقد وتعقيداته ولماذا لا يصلح ثم ينطلقون من هذا إلى تقديم العلمانية كبديل.. لا أدري.. لسبب ما أشعر أن هذه هي قفزة كبيرة جداً ويجب أن تعبر على مراحل مختلفة.

How can we promise a system that is vague to somebody who has no inkling what it really is? After all, they never tried it before or saw it in practice. All they have known for ages is one man say and it transfers in some of the settings still.....I could be wrong, but something feels a bit of leap.

Have a great night.

ان رغبة اي شخص في اعتناق الدولة لدينه رسميا انما سببه رغبة الشخص في فرض معتقداته على الاخرين.

خذ مثلا المسيحيين الاصوليين في اميركا، و محاولاتهم المتكررة لوضع رموز دينية (او الوصايا العشرة) في اماكن عامة. طيب لماذا يا اخي؟ لماذا تريد عرض دينك في مكان عام؟ هناك من لا يتبع معتقداتك فما هي هذه الحاجة الملحة في نفسك التي تدفعك لعرض هذه المعتقدات عنوة و تطبيقها، واضعا اياه في موضع "الاقلية" و كأنه أقل منك في المواطنة؟ طبعا اميركا في هذا المجال لازالت بألف خير فهناك دول مثل ايران و السعودية فحدث و لا حرج.

لماذا لا يكتفي كل امرء بايمانه و دينه و يدع غيره يمارسون ايمانهم و دينهم، و لتكن الدولة على الحياد بينهم؟ انها الرغبة في السيطرة و الرغبة في قهر الاخر و تطويقه.

المجتمعات الحرة هي بالضرورة متعددة الافكار و المعتقدات، و يستحيل وضعها في قالب ديني او فكري، و هذا يجعل العلمانية (اي حيادية الدولة في الدين) هي الحل الوحيد للدولة العصرية العادلة.

Array
إن أي نظام سياسي ديني هو بالضرورة ظالم.

تصور مثلا مواطنين يعتنقون الدين "أ" بينما الدولة تتبع الدين "ب". هذا يعني انهم يعيشون في دولة لا تمثلهم و هم يصبحون في وطنهم "أقلية" رسميا، عدا عن كون القوانين المبنية على الدين الرسمي المتبع قد تخالف معتقداتهم هم.

العلمانية هي الحل، هي النظام الوحيد الذي يمكن ان يعدل بين الجميع. في العلمانية، يمكن للمرء ان يكون مسلما او مسيحيا، او يغير دينه من الاسلام الى المسيحية و العكس كيفما شاء، و العلمانية تجعل الدولة نظاما غير مبني على أي دين، و يسمح للاديان كلها بالوجود على قدم المساواة. في النظام العلماني يمكنك ان تعبد اللـه او تعبد بوذا او تعبد الارانب اذا شئت، او ان لا تعبد شيئا ففي النظام العلماني فقط أنت حر في معتقدك و دينك.

جميل توقيعك على فكرة. يشبه المقولة، "اذا لم تسمع ابدا شيئا يزعجك، فأنت لا تعيش في مجتمع حر." If you never hear anything that offends you, you're not in a free society.
هذا هو حال الدول المتخلفة، حيث لا يُسمح لأحد بقول شيء او رسم شيء او عرض شيء يزعج مشاعر احد، سواء كان في العلم او التاريخ او الاخلاق او حتى السخرية.
[/quote]

اذا كان الاغلبيه يدينون بدين لا يدين به الاقليه فبدلا ان نشرع بشريعه الاغلبيه(مبدا ديمقراطي) نشرع شريعه تالته لا تنطبق على الاقليه والاغلبيه! اعذرني ان كنت ارى ان هذا حل غريب!

ثم من قال ان العلمانيه عادله.....العلمانيه تحولت لشريعه الملحدين/لادينيين وعليه ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الشرائع

سؤال: لماذا اسمح ببيع الخمر في بلد ما اذا اتفق الاغلبيه العظمى من سكان هذا البلد على رفض هذا؟

الزميل لوجيكال

معلش اعذرني عايز اسالك سؤال...... انت كاتب "لاديني"......هل اصبحت تؤمن بوجود خالق؟ اعرف انه ليس بالضروره ولكن الفضول حكم معلش

تحياتي لك

وبالمناسبه الشكر موصول لابراهيم

Arrayسؤال: لماذا اسمح ببيع الخمر في بلد ما اذا اتفق الاغلبيه العظمى من سكان هذا البلد على رفض هذا؟[/quote]

يخضع لقانون العرض و الطلب

وبعدين انت عايز الدولة تصدر قانون مثلا بمنع الخمر - لو كانت اسلاميه- ولا ايه مش فاهم

والعالم الكافره تعمل ايه؟

(f)

الدين لا يمكن ان يكون هو النظام الذي يقود البلد في وسط التغيرات السياسية الحاصلة في عالم مليئ بالتبدلات والتجديد في كل لحظة ......

الدين يعتمد على الثوابت التي لا يمكن ان يحيد عنها او يغيرها .....بينما السياسة هي عالم المتغيرات حسب المصالح والظروف ......

لذلك ان تدخل الدين في السياسة هو بداية السقوط المروع له .


تحياتي

وجود اكثرية من دين معين لايعطيهم الحق " الديمقراطي" بفرض دينهم قاعدة للعمل على الدولة..ان الديمقراطية ليست فقط حكم الاكثرية للاقلية وانما ايضا عدم سحق الاكثرية للاقلية وتجاوزها...كما ان الديمقراطية يدخل ضمنها احترام حقوق الانسان والمعاهدات الدولية.

اختيار الاكثرية لحكومة اسلامية لرغبتهم بالحياة على القواعد الدينية لايعني على الاطلاق ان جميع مواطني الدولة يرغبون بالحياة على اساس قواعد الشريعة بما فيهم مواطنين مسلمين، وبالتالي لايعني ان من حق الحكومة الاسلامية فرض قواعد الشريعة (حسب رؤيتها لها) على الجميع.

ان دور الحكومات السياسية بالاصل هو التوافق على برنامج ادارة الدولة وليس طريقة فرض انماط الحياة على المواطنين والوصاية عليهم. ومهما كانت رغبة الاكثرية، فالديمقراطية لاتعطي الحق للاكثرية بالوصاية على الاقلية وفرض توجهاتها......ويجب ملاحظة ان حكومة اسلامية لاتعني بحال من الاحوال انها حكومة جاءت بطلب كل المسلمين، في الوقت الذي يجب ان تكون فيه الحكومة، حكومة كل المواطنين، بما فيهم الذين لم ينتخبوها....

من هنا ازمة إدخال الدين في السياسة....خصوصا وان اي اضطهاد للاقليات بإسم الاكثرية وبإسم الدين الذي اختاروه لفرض قواعده على المجتمع، هو مصدر لتلويث الدين بموبقات السياسة وبالتالي مصدر للخروج من الدين.....والعراق على مااقول شهيد

مشكلة الايدلوجيات ان لها قوانينها وشراءعها للفرد والمجتمع وعلى الجميع تكييف انفسهم ولو قسرا بقبول هذه الشراءع والقوانين.

ولكن العلمانية او حكم الشعب فإنها تنطلق من إتجاه مضاد وتبني عليه اي ان الفرد هو الاساس وهو الذي يشرع القوانين التي تواءم تطلعاته وتحفظ حقوقه.

بالتالي فلا يمكن التساوي بين قانون يجبرك على التاقلم معه وقانون تاقلمه انت لكي يتماشى معك.

(f) للجميع