السادة الزملاء .:97:
في حوار حول شعار العلمانية الشهير " لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين " شاغبنا زميل في إحدى المنتديات بمداخلة هددنا فيها بالتكفير و أن إخوانه الأصوليين يقتلون المخالف لأقل من تلك الشعارات و غير ذلك من السخافات الشائعة بين الأصوليين العرب التي قادتنا جميعا إلى التخلف حتى أدنى المراتب بما في ذلك الإفريقية ، هذا الحديث المتكرر عن ميل أغلبية الشعب العربي إلى الدولة الدينية ( كما لو كانت ستحكم بالله مباشرة ) ،و أن هذا الشعب المسكين الذي عينوا أنفسهم متحدثين باسمه قد فوضهم برفض الحضارة الإنسانية و القيم الإنسانية العليا و أنه يفضل الفقر و المعاناة التي ستحسب في ميزان أعماله ( السودا ) على العيش في هذا العالم العلماني الفاسق !، و بهذا الخيار الشعبي يفترضون أن الصراع قد حسم لصالحهم و أن واجب الدولة العربية أن تسلمهم السلطة كي يطبقوا أفكارهم المستوردة من القرون الوسطى باسم الله و صحيح الدين .
هذا الزميل و نظرائه لا يعرفون شيئا عن العلمانية ولا عن الدولة العصرية ولا عن الحضارة الإنسانية ، ولا حتى عن الدول التي يعيشون على محيطها البعيد،و التي بدأت رحلتها مع الدولة المدنية في مصر مثلا منذ قرنين من الزمان . سأطرح بعض الأفكار التي يجب أن نفكر فيها جيدا و بعمق قبل الشروع في أي حوار ، فهذا الخلط بين ما هو مطلق وما هو نسبي ، بين ما هو سياسي و ما هو ثقافي، بين ما هو ديني و ماهو إنساني ، يؤدي إلى أن يتحول الحوار من أداة للفهم و تجسير الخلاف إلى أداة للمناكفة و ترديد الدعايات و تشجيع الإرهاب و دعمه ، وهذه السلبيات كلها متلازمة في الحوارات العربية .
1- العلمانية مجرد أسلوب أو منهج له ملامح خاصة ، فالعلمانية Secularism هي رفض الصيغ والممارسات الدينية و المقدسة عند التعاطي مع السياسة أو الفكر ، وذلك لصالح الأسلوب العقلاني في التفكير و اتخاذ القرارات . و تعبير علماني يدل حصرا على ذلك الذي لا ينتسب إلى السلطة الدينية و لكنه لا يتضمن تعريفيا أي نوع من الإلحاد ، العلمانية ضد السلطة الدينية و ليست ضد الدين .
2- العلمانية إذا ليست منتجا نهائيا و لكنها منهج فكري و مقترب حضاري للتعامل مع الكون و تحدياته كي تصنع نموذجك الخاص ، و هنا مشكلة فهم العقل الأصولي للعلمانية ، هم يتصورون العلمانية من نفس طبيعة الإسلام السياسي ، حلولا نهائية و نصوصا مقدسة ،و تلك خرافة فالمقابل للإسلام قد يكون المسيحية أو البوذية ،و لكن المقابل للعلمانية هو الأصولية .
3- إن هذا الخلط هو نتيجة قراءة الواقع السياسي و الثقافي العالمي من بيئة ثقافية أصولية مختلفة تماما ، الأصوليون يقسمون العالم منطلقين من مفاهيم تاريخية بالية على أساس ديني ،وهذا التقسيم انتهى منذ حوالي 400 سنة تقريبا ، مسلما الساحة للمنظور القومي الذي أفرز الدولة القومية الحديثة ، هذه الدولة ترحل الآن لصالح الكيانات الاقتصادية الإقليمية الكبرى ،و نحن ما زلنا في غيبوبة التهويمات التاريخية و تحكمنا القبور و النصوص التي انتهت أسبابها منذ ما يزيد عن 1500 عام !.
4- إن طبيعة الدولة الحديثة هي لا دينية ، ذلك ليس خيارا بل بالتعريف ، فالدين هو عقيدة للأفراد و ليس للكيانات المعنوية كالدولة و الحزب و الشركة التجارية ، ولا يقل تعبير مثل دولة إسلامية أو هندوسية سخافة عن شركة شقراء و جمعية سمراء ، غير ذلك نوع من التهريج الرخيص الذي ربما يصلح لدعاية التنظيمات الجهادية و لكنه لا يليق كأداة في حوار بين مثقفين .
5- العلمانية ليست بديلا للدين الذي يجب أن يكون شأنا شخصيا ، ولا توجد هناك أي دعوة جدية بين العلمانيين العرب للقضاء على الدين، فهذا ليس ممكنا ولا حتى مرغوبا ، و لهذا تنحصر مطالبهم في ترشيد دور الدين في المجتمع و قصره على سياقه الوظيفي ، ففي المجتمعات المتخلفة لا توجد أنظمة أخلاقية وضعية ، و الأديان هي الوعاء الوحيد الحافظ للأخلاق .
6- لا يجب أن يصدر الإنسان أحكاما سياسية منطلقا من تحيزاته الدينية ، فذلك قصور فكري واضح ، فالأحكام السياسية الصحيحة يجب أن تكون نتيجة معايير موضوعية قابلة للمقايسة و ليس نتيجة عقائد و نصوص لا تقبل الحوار بل الإذعان ، فكل ما ليس قابل للنقد و المراجعة ليس علميا .
7- الفكر الليبرالي العلماني هو بالطبيعة فكر نخبوي ، و ليس متاحا للعامة ولا للتحاور مع أنصاف المثقفين ولا غير المدربين على منهجية التفكير ، إن الفكر الليبرالي هو فكر عالمي يقود الحضارة البشرية المعاصرة ، و الليبراليون العرب كغيرهم من النخب الليبرالية ينتمون للقيم الإنسانية العليا أكثر مما ينتمون لمجتمعاتهم ، و أقصى ما يمكن عمله تجاه الشعوب المتخلفة هو دعمها بالمنتجات الحضارية لليبرالية و نشرها بين النخب في تلك المجتمعات خاصة تلك التي تتناقض مع الموروث الثقافي ، هذه المنتجات الحضارية مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان خاصة المرأة و الأقليات و حماية البيئة و الدولة المدنية .. دولة كل المواطنين ، و فصل الممارسات الدينية عن السياسة ، و مقاومة التعصب و الإرهاب و العنف و غيرها من المعايير التي تجمع عليها الشعوب المساهمة في الحضارة الإنسانية المعاصرة .

8- من غير المتصور أن يبشر أحد بالقيم الليبرالية أو المعايير العلمانية بين الأميين أو بين أنصاف المتعلمين الذين يفوقونهم جهلا و بؤسا ، وهو يعلم أنه لا يمكن أن يستوعب القيم الليبرالية أفراد يقل مستوى تعليم كل منهم عن التعليم الجامعي (الحقيقي) و متوسط دخله السنوي عن 7000 دولار كحد أدنى ، لأنه سيكون خارج التوصيف المقبول للمواطن في أي مجتمع متحضر ،و لهذا فالزميل الذي يتحدث أن أغلبية الشعب لا تقبل العلمانية و يطالب بدولة دينية محق و لكنه يرتب نتائجا خاطئة على ذلك ،فالطفل لا يحب الغذاء الصحي و لو ترك لشأنه لتناول السموم حلوة المذاق و مات نتيجة جهلة و تقصير العقلاء ، علينا أن نقود شعوبنا و ندربها و نحميها من جهلها و غرائزها لا أن ننقاد لها و نخشى تشنجاتها العصبية ، إن العالم يضع مواصفات و معايير للحضارة في ميثاق الأمم المتحدة و إعلان حقوق الإنسان و غيره من المواثيق الدولية و على الشعوب المتخلفة الإلتزام بها حتى تنهض و تتقدم ، هذا أو .. الهلاك .

هذه الأفكار ربما توضح للبعض كيف تبدوا الأمور من الجانب الآخر من التل .. حيث يصنعون الحضارة .

رائع يا عم بهجت ..

سبق لي في نقاش مع أحدهم .. أن كتبت مقطعاً شبيها بالمقطع "الغامق" في مشاركتك .. ولو أنّه يختلف عنه بعض الاختلاف ..

نحن لا نصادر الحق في أن نخلق أدوات التغيير من ضمن ثقافتنا الجغرافيّة .. فنحن على الأرض محكومون بالعامل الجغرافي وما يلحقه من تأثير اجتماعي .. ولا نطالب دوماً باستيراد قوالب جاهزة من التجارب الغربيّة وسكبها دفعة واحدة في مجتمعاتنا ..

فنحن نعلم أنّ المثقّف (النخبوي) إنسان غير منسجم مع حركة المجتمع الأخلاقيّة والفكريّة .. لذا فالمثقّفون هم منظّروا عمليّة التغيير و ليسوا أداته .. بل إنّ الشعوب هي التي تقوم بعمليّة التغيير .. وحينما ينقطع حبل التواصل بين المعلّم والتلميذ تفشل العمليّة التربويّة برمّتها .. لذا .. لكي تنسجم المنظومة الفكريّة (النخبويّة) مع المنظومة الاجتماعيّة علينا أن نسعى إلى عمليّة دمج بين المكوّنات الثقافيّة والاجتماعيّة (أي نهبط بإحدى المنظومتين "الفكريّة" لمستوى قريب يمكنه التلاؤم مع الأخرى"الاجتماعيّة" .. أو نرفع إحداها "الاجتماعيّة" لمستوى قريب يمكنه التلاؤم مع الأخرى"الفكريّة") .. وقد يكون ذلك بخلق ثقافة "إسلاميّة" محليّة حداثيّة تتماشى مع التطوّر الفلسفي العالمي (ولهذا الاتجاه روّداه العديدين .. المحارَبين من الأصوليين) .. وحينها لن أضغط عليك لتسمّي الناتج "علمانيّة" إن كان لك عداوة شخصيّة مع هذه التسمية .. (أنا أرى في هذا النوع "عمليّة" من "هبوط" الثقافة النخبويّة لتقترب من المنظومة الاجتماعيّة بشكل تكتيكي .. يمكّن النخبة من التأثير الفكري على المجتمع .. لذا فالمثقّفين الإسلاميين الأقرب من العامّة هو أكثر ما نحن بحاجة إليه هنا)

أو قد يكون الحل بعمليّة استيراد للثقافة الغربيّة وهذا ما يحدث عبر الزمن عن طريق الانفتاح السياسي والاقتصادي على الغرب .. وبهذا تندمج هذه الثقافة في المجتمع وتمارس تأثيرها التاريخي في نغيير الهيكليّة الاجتماعيّة ووعي العامّة .. وهذا ما يسهّل عمليّة التواصل بين النطاق "النخبوي" والمجتمع .. وهنا يستطيع المثقّف النخبوي من الحفاظ على خطابه وضمان تواصله مع المجتمع بذات الوقت ..

لذا .. لا أحد يصادر حقوقكم "أيّها الإسلاميّون" في ممارسة دوركم في عمليّة النهضة .. لكن هذا حينما تسعون "للنهضة" .. وهذا ما لا نراه واضحاً من خلال خطاباتكم الرجعية ..

مقال رائع وجميل اقترح جمع مقالاتك يابهجت ونشرها في كتاب لتميزها


وسؤالي

أين تضع مهاتير محمد في ميزان النخبة ؟

العزيز خوليو .:97:
مداخلة جميلة .
Array(.. لذا فالمثقّفين الإسلاميين الأقرب من العامّة هو أكثر ما نحن بحاجة إليه هنا)[/quote]
بالرغم من أن المثقف الحداثي ينعزل فكريا عن الجماهير التي تكون متدنية ثقافيا بشكل صادم في شعوبنا العربية ، إلا أننا كمثقفين عرب مهمومون بالفعل بتلك الجماهير ، نحن نبحث لها عن حل على النقيض من الناشطين الإسلاميين – لا يوجد مثقفون – فهم يعتقدون أنهم هم أنفسهم الحل ، لقد تسائلت كثيرا لماذا لا يكون هناك حوار علماني إسلامي كما يحدث في أوروبا ( مسيحي – علماني ) ، بل و حاولت شيئا مشابها أثناء و عقب الغزو الأمريكي للعراق ، أن نساهم في تكوين فكر إسلامي تنويري .. إسلامي حقا و تنويري حقا ، حاولت بشكل دفعني لقراءة واسعة للمفكرين الإسلاميين المعروفين ،و النتيجة هي إحباط تام ، فالإسلامي – السني على الأقل - لا يكون أبدا مثقفا ناهيك أن يكون تقدميا أو حداثيا ، و الفكر الإسلامي هو ببساطة إعادة إنتاج كسول وملول و مناور للتراث الديني ، إن الفكر الإسلامي المعاصر هو مجموعة من الشعارات الديماجوجية و الأفكار السطحية خصيصا لتلائم أنصاف المثقفين ، أفكر بالفعل أن يكون هناك مثل هذا الحوار مع الشيعة ، فهم بعيدا عن الغيبيات الموجودة في كل دين على أي حال يمتلكون تراثا واسعا من حرية الفكر ، هذا لا يعني تزكية للمذهب الشيعي كعقيدة ،و لكن مساهمة في ظهور أمل حقيقي داخل المنظومة الدينية التراثية التي ستغرق المسلمين في بحار التخلف للأبد ، رغم هذا لست متفائلا فالشيعة الان لديهم مشروعهم السياسي الأصولي ولا أعتقد أنهم يستشعرون الأزمة التي تدفعهم إلى البحث عن حل ، أعتقد في النهاية أن التواصل مع الجماهير مستحيل فلا يمكنك مخاطبة طفل بمعادلات في الفيزياء النسبية ، ولن يمكنك تبسيط تلك المعادلات كثيرا دون أن تحولها لنقيضها ، سيظل الأمل فقط في التواصل مع النخب الحاكمة القوية و دفعها لتبني إصلاحات ليبرالية على النمط الإنساني العالمي غربي المنبع ، وبهذا الخيار ستكون ديمقراطية متعجلة على نمط ( الفوضى الخلاقة ) بمثابة كارثة ،وهذا ما حدث بالفعل في كل المجتمعات العربية التي دفعت لممارسة ديمقراطية غير مؤهلة لها ثقافيا كما حدث في لبنان و العراق و فلسطين .
و اسلم لكل خير .

مضاهاة التيارات الإسلامية بالتيارات العلمانية والتيارات الليبرالية في المجتمع العربي فيه تقليل من حجم النفوذ المتنامي للإسلام السياسي في الأوساط العربية، مقابل تضخيم للنفوذ المنحسر للعلمانية والليبرالية اللتين تعدان حركتين مقتصرتين على النخبة السياسية المثقفة أو حركة التنويريين العرب الذين ليس لهم امتدادات جماهيرية في أوساط الفئات الاجتماعية العربية المختلفة.
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=236757

Array
مقال رائع وجميل اقترح جمع مقالاتك يابهجت ونشرها في كتاب لتميزها


وسؤالي

أين تضع مهاتير محمد في ميزان النخبة ؟
[/quote]

الأخ البشري .:97:

كن كما الليل
شهيدًا للنهار

جميل بشكل استثنائي .
يا عزيزي .. لست كاتبا محترفا و لم أكن يوما .. بل لا يوجد ما يحفزني للكتابة سوى الحوار ،و لهذا لا أكتب مدونات ولا مقالات ، فقط مداخلات إفتتاحية لشرائط حوارية ، ثم مداخلات يفرضها مسار الحوار ،أحيانا تقتصر على تبادل بعض العبارات الغاضبة مع المشاركين ، أمارس الكتابة كما أمارس الحياة خارج العمل بشكل صاخب و عفوي ، أخبرني أصدقاء أنهم وجدوا بعض مشاركاتي على هيئة كتب على الشبكة مثل شريط فرج فوده ،و لكني لم أهتم حتى بالحصول على نسخ منها ، أعتقد في النهاية أن بعضنا سقراطي لا يفكر سوى خلال الحوار مع الآخرين و الآخر أفلاطوني يفكر بالقلم ، و اعتقد اني من الصنف الأول .فما رأيك أنت هل ترى نفسك سقراط ام أفلاطون أم كلاهما ؟
مهاتير محمد نموذج فريد من المثقف و الإسلامي و المدير العصري .
رغم أن ما قرأته له قليل و متناثر و لكن هذا القليل يشف عن عقلية استثنائية ،وهذا يحدث من تلاقح ثقافات عديدة بشكل صحي ، بين المفكرين الإسلاميين المعاصرين أضعه مع السيد محمد خاتمي و قليل من تيار المعتزلة الجدد في مصر في مرتبة عليا لا يدانيهم أحد آخر من الإسلاميين نهائيا ، هم يحملون فكرا عالميا يصوغونه في خطاب إسلامي .
كل تقدير .

Array
مضاهاة التيارات الإسلامية بالتيارات العلمانية والتيارات الليبرالية في المجتمع العربي فيه تقليل من حجم النفوذ المتنامي للإسلام السياسي في الأوساط العربية، مقابل تضخيم للنفوذ المنحسر للعلمانية والليبرالية اللتين تعدان حركتين مقتصرتين على النخبة السياسية المثقفة أو حركة التنويريين العرب الذين ليس لهم امتدادات جماهيرية في أوساط الفئات الاجتماعية العربية المختلفة.
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=236757
[/quote]
عزيزي البشري .:97:
أشكر لك الإهتمام و الوصلة التي كانت موجزا لكتاب د . فهمي جدعان ( في الخلاص النهائي: مقال في وعود الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين) ، وقد قرأتها بكل عناية . أحب أن أوضح أن هناك إفتعال كبير في خطاب المفكرين العرب عندما يتعاملون مع الواقع الثقافي كما لو كان صورة مقلوبة للواقع الغربي ، و أنه يحتوي نفس ألوان الطيف الغربية و لكن بمزيج مختلف و أن التيار الإسلامي نجح في إحراز التفوق على تيارات أخرى كانت تنافسه في السيطرة على المناخ الفكري و السياسي ، ذلك كله نوع من الوهم ، فلم تعرف المنطقة أي تنوعات فكرية حقيقية ،و لم تغادر المجتمعات العربية مرحلة الدولة الدينية التقليدية منذ نشأتها على يد الغزاة العرب ، ربما تشكلت بعض البنى العلوية superstructuresفي مجتمعات مثل مصر وسوريا و العراق على نماذج علمانية مدنية ، و لكن ذلك كله بقي على السطح طارئا بدون أي جذور عميقة بينما ظلت القواعد infrastructures ثيوقراطية تقليدية تعيش في غيبوبة ثقافية لا تعرف شيئا عن العصر و قيمه ، بالمجمل لا تعرف المجتمعات العربية سوى تيارين أولهما إسلامي تقليدي كاسح يستمد مرجعيته من التراث و النصوص الدينية ،و الثاني تيار نخبوي منحصر في شريحة تنويرية محدودة للغاية تكاد تكون إمتدادا ثقافيا للحضارة الغربية العالمية في مجتمعات شرقية ، هذه النخب تنتمي إلى القيم الإنسانية العليا و تستمد مرجعيتها من الأفكار الحضارية المعاصرة .
إن ما يحدث ليس تفوق القيم الإسلامية فهي لم تدخل أي معركة ،و لكنه فشل المجتمعات العربية في التحديث و التقدم ، العرب أشبه بمن يحكم على المناهج الدراسية بأنها سيئة لأنه يرسب فيها دائما ، هذا الفاشل يتهرب من حقيقة أن تلك المناهج كلها إجبارية و جميع الشعوب تجتهد و تنجح فيها ، فقط العرب يرسبون لكسلهم و تخلفهم المعرفي وسوء تدبيرهم ، عليهم أن يعرفوا أن المناهج لن تتغير و عليهم أن يتوقفوا عن اجترار التراث و أن ينجحوا في استيعاب الحضارة أو يفنوا وكلا الإحتمالين قائم .
اسلم لكل حضارة .

التخلف في العالم العربي ..ولنأخذ مصر كمثال ... يتلخص في مثلث الجهل والفقر والمرض ... اليس كذلك؟!

اليس الهدف من هذا الحوار هو الوصول لارض مشتركه لحل هذه المشاكل

سؤالي هو: اين هو التعارض بين منهج التيار الاسلامي ومنهج التيار الليبرالي في حل هذه المشاكل بالذات؟ هذا ان كان ايهما عنده منهج لحل هذه المشاكل!
اليست هذه هي اساسيات النهضه....القضاء على هذا المثلث......اين هي برامج القضاء عليه من الجانبين؟ ولماذا يكون هناك تعارض اصلا في هذه الامور

معذرة اجد الحديث حول الحريات الشخصيه مثلا بعيدا عن اصل المشكله ...... اذا كان اكثر من 60% من المصريين تحت خط الفقر فيا فرحتي اذا ضمنت لهم حقهم في الشذوذ مثلا او اعتناق البهائيه!

ثم لماذا يلام التيار الاسلامي والبلاد تُحكم من حوالي ستين عام بحكم اعتقد نتفق جميعا في انه لا علاقه له بالاسلام ولا ثوابت اسلاميه تحكمه ولا بطيخ.....فاين النهضه؟!

ملخص مشكلتي هنا: اجد الصدام بين التيار الاسلامي والتيار الليبرالي في امور بعيده عن اصل التخلف في البلاد
ومعذرة ان كنت قد اطلت

.......
فالإسلامي – السني على الأقل - لا يكون أبدا مثقفا
......

هل من الممكن ان توضح اكثر؟

الصديق العزيز بهجت
احيك ياواثق الخطوة ياملكا

تقول في مداخلتك
Arrayمهاتير محمد نموذج فريد من المثقف و الإسلامي و المدير العصري .
رغم أن ما قرأته له قليل و متناثر و لكن هذا القليل يشف عن عقلية استثنائية ،وهذا يحدث من تلاقح ثقافات عديدة بشكل صحي ، بين المفكرين الإسلاميين المعاصرين أضعه مع السيد محمد خاتمي و قليل من تيار المعتزلة الجدد في مصر في مرتبة عليا لا يدانيهم أحد آخر من الإسلاميين نهائيا ، هم يحملون فكرا عالميا يصوغونه في خطاب إسلامي [/quote] .

افت انتباهي وجود ماتسميه Arrayقليل من تيار المعتزلة الجدد في مصر في مرتبة عليا لا يدانيهم أحد آخر من الإسلاميين نهائيا ، هم يحملون فكرا عالميا يصوغونه في خطاب إسلامي [/quote]
اكون شاكلرا جدا لك ان اعطيتني فكره عن هؤلاء : اسماء, اعمال , مقالات منشوره يمكن العثور عليها وستفاجئني جدا وتفرحني جدا:109: