أعود إليكم يا أحبائي
الزميل العزيز habibalomrre
أشكر لك مرورك الكريم على لقائي هذا و أرحب بك عضواً جديداً في عائلتنا الكبيرة ، و أتمنى لك حوارات ممتعة مفيدة في بيتنا الكبير هنا .
نأتي للزميل تروتسكي الأحمر
كتب يقول :
اقتباس:1-يلاحظ ابتعاد الزميل الختيار عن المشاركة بالمواضيع ذات الطابع السياسي,فهل يرتبط ذلك بمحاولة الابتعاد عن احداث خصومات على المستوى الفكري؟
لقد سبق و سألني الزميل طارق سؤالاً مشابهاً ، و سأعيد كتابة الجواب هنا حتى ما تتغلب في البحث عنه ، شايف ما أحسني :saint:
اقتباس:1- الغائب الواضح في هذه البانوراما هي ساحة الفكر، فما هي الأسباب الداعية لذلك؟
ليس هناك أي سبب محدد ، و لكن أنا بطبعي لا أميل إلى الكتابة في أكثر من ساحة ، بل لا أميل إلى المشاركة في أكثر من موضوع في نفس الوقت في غالب الأحيان إلا إذا كانت مشاركات خفيفة ، لكني أفضل دائماً في النقاشات الكبيرة أن ألتصق بها حد التوأمة ، كي أفهم ما يقول محاوري و يفهم علي .
ربما هذا ناتج عن ضيق وقتي على النت ، لذلك تجدني في ساحة الأديان أغلب الأحيان لاهتمامي الأكثر في المسائل الدينية ، و إذا تحولت إلى موضوع علمي تجدني أهجر الساحة الدينية ، و هكذا و هكذا . لذلك لم أقترب كثيراً من ساحة الفكر الحر أو غيرها من الساحات لأنني مشغول بساحة الأديان أكثر من غيرها .
السؤال الثاني :
اقتباس:2-ما هو موقفكم من الطروحات اليسارية,والماركسية منها بشكل خاص؟
بالنسبة للطروحات اليسارية الماركسية فموقفي منها سلبي للغاية ، لأنها أساساً تقوم على الحل الثوري بينما أنا أرى أن الحلول الثورية و إن سماها أصحابها تقدمية فهي قوى تشد المجتمعات إلى الخلف دائماً و أبداً ، بل إن اعتماد أي أيدلوجيا كحل سحري لمشكلات اليوم هو أشبه باليوتوبيا .
قد ينجح الحل الماركسي في مرحلة من التاريخ ، و قد يكون النظام الأفضل ، لكنه لا يمكن أن يكون الحل الدائم ، و ذلك لأن الدنيا تتغير ، و كما يقول ماركس نفسه أن التغير هو الثابت الوحيد .
في مرحلة ما كانت الثقافة الهيلينية هي المسيطرة في أوروبا و دول الشرق و شمال مصر في عهد الإسكندر ، و قد تكون ثقافة ملائمة في طروحاتها لفكر البشر في تلك المرحلة ، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار فكرة الاسكندر في تحرير الشعوب من سيادة الطغاة ، فلم يكن مجرد فاتحاً أو غازياً ، بل كان يحاول أن يندمج في ثقافة البلد الذي يفتحه و ينشر ثقافته اليونانية فيكسب تأييد قطاعات واسعة جداً من الشعب كما حدث في بابل و مصر ، و لكن هل تبقى تلك الثقافة هي الوصفة السحرية دائماً و أبداً ؟؟؟؟
المنطق يقول لا ، و التاريخ يقول لا .
في مرحلة أخرى سادت ثقافة الكنيسة ، و ربما كانت الأنسب مواءمةً مع أفكار الناس و طموحاتهم و أحلامهم ، لكنها تراجعت إلى أن استقرت في الفاتيكان ، كذلك الثقافة الإسلامية ازدهرت في مرحلة من التاريخ و ربما كانت الثقافة الأمثل و الحل الأفضل لأولئك البشر ، لكنها مثل غيرها تراجعت سطوتها الفكرية و السياسية و الاقتصادية و اضطرت إلى البحث عن حلول جديدة و ظهور حركات تجديدية لمواكبة الألوان الفكرية الجديدة التي ظهرت على الساحة .
التاريخ يقول لنا دائماً أن فكراً ما يسيطر على قطاعات كبيرة من الناس و أحلامهم و سياساتهم ، لكنه يقول لنا أيضاً أن تلك الأفكار و الثقافات تفرز ثقافات مغايرة قد تكون مضادة أو مجانبة لها ، مما يؤدي إلى انزياح الثقافة الأولى لتحل محلها الثقافة الجديدة ، و هكذا دواليك يا صديقي .
المقولة الماركسية لم تستطع أن تثبت نجاعتها في عز انتشارها و ازدهارها ، فلا استطاعت الثورات التي تبنتها أن تصل بشعوبها إلى الاشتراكية و لا إلى الشيوعية و لا تحرير العمال و إغناء المواطنين ، بل استبدلت قيصر اسمه نيكولاي بقيصر اسمه ستالين ، و دكتاتور اسمه باتيستا بدكتاتور اسمه كاسترو ، كذلك ثورة ماو لثقافية و التي قتلت آلاف المثقفين باسم الإنسانية .
لماذا الحل الإصلاحي الثوري لا ينجح في أغلب حالاته ؟؟؟؟
باختصار لأن أصحاب الثورة يعتقدون أنهم أنبياء تسوق الرعاع نحو الحرية ، بل و تذبحهم إذا خرجوا عن طابور الحرية ، و في رأيي الحل الأفضل هو أن يتم تثقيف الشعوب ، و من ثم يعرض كل مصلح أو نبي وصفته السحرية ، و يترك الخيار للشعب باعتناق أفكاره أو تركها ، و عليه أن يقبل رفض الشعب له لأنه لم يفلح بتثقيفهم كما يرى ففشل في إقناعهم ، لا أن يحمل السيف على رقابهم و يجبرهم على ترك الله كما فعل السوفييت بالقوة .
تجربة السوفييت هي أسوأ مثال للحلول الثورية الإصلاحية .
طبعاً أجزم بأن الزميل تروتسكي يتململ في مقعده و لا يستطيع أن يمسك أصابعه لأنه سيكتب "خطأ التجربة لا يعني خطأ الفكرة الأصلية"
يا عزيزي تروتسكي
الفكرة الأصلية وليدة القرن التاسع عشر ، و لا تتخيل أن ماركس خرج بها من العدم ، بل هي تراكمات تاريخية في الفكر المادي قد ترجع إلى قرنين سابقين ، لذلك لا تتصور أن تنجح الماركسية إن أُعيد تطبيقها ، لأننا لا نجد عمال مناجم تعمل 14 ساعة و لا شغيلة حسب المنظور الماركسي ، و نجد أن حقوق العمال تقننت في أغلب دول العالم الرأسمالي ، و نجد هناك ضمانات للشيخوخة و تأمينات صحية و اجتماعية كذلك ، و أشياء أخرى مما يكسر حتمية التصادم بين البروليتاريا و الطبقة البرجوازية كما تخيل ماركس .
في زمن ماركس ربما كان الحل الإشتراكي و ثورة العمال لها مبرراتها و إغراءاتها ، أما اليوم ، فهي لا تختلف عن الدعوة السلفية ضمن أي فكر ديني يشد الشعوب إلى الخلف .
اقتباس:3-الختيار يتمتع بقدرة رائعة على ايصال افكاره,فهل يقوم بطرح افكاره ضمن اطار الاسرة-العائلة؟
يتم طرحها دون تصادم حقيقي ، يعني أحاول دائماً أن أكون هجومي بقدر ما أكون مقنع .
في الماضي كنت أتحفظ ، أما هذه الأيام فأنا أطرح أفكاري بوضوح أكثر ، طبعاً لم يقتنع أحد بشيء و ينظرون إلى أفكاري بأسف شديد ، بل و يحزنون لأجلي لأني سأخلد في جهنم و بئس المصير .
و لكنهم يحبونني لأسباب أخرى قد تغفر عندهم هرطقتي :saint:
شكراً لك يا صديقي تروتسكي
اقتباس: Kivi كتب/كتبت
تحياتي وسلامي للجميع وبالأخص للختيار ..(f)
لقد إستفدت كثيرا من كلماتك الرائعة في هذا الوقت القصير الذي أصبحت فيه عضوا لهذا النادي وأتمنى ان أستفيد الكثير وأنت تتألق في النادي يوما بعد يوم. لقد أصبحت رمزا يجلب الأعضاء أكثر فأكثر.:9:
Kivi :aplaudit:
أشكرك يا عزيزي و أتمنى دائماً أن نستفيد من حواراتنا في هذا المنتدى ، فأنت لا تتخيل الفائدة التي أجنيها و الثقافة التي أحصل عليها من حواراتي مع الزملاء ، فللنادي و للزملاء فضل كبير في استثارة النهم لفهم مسألة ما مما يحثك على القراءة أكثر و البحث أكثر فتزداد معرفة و ثقافة .
بالنسبة لجلب الأعضاء الجدد فأعتقد أنها مبالغة منك يا عزيزي ، و في حال ثبت ذلك فأنا أطالب الإدارة بدفع نسبة من الأرباح السنوية الطائلة التي تجنيها من هذا المنتدى لا تقل عن 99 بالمائة . :lol:
تحياتي و لنا عودة