يا عمي شهاب حيلك حيلك..
نقل الخبر لا يعني تسليط الضوء والتركيز، القضية هي ملأ فراغ لا أكثر، لا إهمالا لشخص كريم مثل هذا الذي يفترض أنه أسلم، وإنما لأنه خبر عادي يشكل ظاهرة لن يخفف منها إيهام الناس بأن أعداد المرتدين عن الإسلام تنافس أعداد الداخلين بالإسلام، فالمراصد الغربية العلمية هي التي أبرزت الإسلام كأسرع الديانات انتشارا في الغرب نفسه....
أما موضوع الهداية وأسبابها، فلن أختلف معك في أن أسبابها ليس فلسفية فكرية كما تجهد نفسك وآخرين للصد عن سبيل الله، وكما يجهد في المقابل الكثيرين من الدعاة أنفسهم في الدعوة للإسلام...
نقطة الدخول للغربي المادي هي نقطة الضعف في شخصيته، وهي الفراغ الروحي...
لذا فالديانة التي تلي الإسلام انتشارا هي البوذية لما فيها من روحانيات وطقوس تسمو على المادة....
وعليه فقد نجحت جماعات تفتقد للمنطق والحجج العقلية كجماعة التبليغ والدعوة أضعاف النجاح الذي حققه الإسلاميون الوسطيون والمتطرفون!
الخبر إن صح فهو من هذا القبيل
رجل شارف على المائة، ولديه القابلية للتلقي الروحي والعاطفي بحكم السن والتخصص، صادف داعية دمث ودود وله طابعه الزاهد الذي يسمو بالروح عن مظاهر الحضارة...
لا أعرف الكثير عن الشيخ عوض غير أشرطته التي تتحدث عن الخشوع والزهد والصلاة والتلاوة والرحلة إلى الدار الآخرة وأشباهها من الأشرطة التي استمعت لبعضها قديما..
كون الإسلام دين العاطفة لا يتناقض مع كونه دين العاطفة، بل العقل والعاطفة يتكاملان فيه، وهذا ما أفهمه من نسبة الفقه للقلب في الآيات القرآنية...
وكونه دين المستقبل لا يتناقض مع عصر الانحطاط الذي نعيشه، فتجدد الدين وسلطان آياته المحفوظة كفيلان بتحول التحديات إلى فرص، وكم أحيا الله من نفوس بمآس ومحن (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيها خيرا كثيرا)...
أكرر أنه من حقك أن تشكك في أعداد المهتدين للإسلام، ولكن هذا الظن لم يوافقك عليه الغربيون أنفسهم الذين بدأ بعضهم يتفهم الأمر ويعترف به، وآخرون يطلقون نواقيس الخطر جراء تهديده!
ففي مقابلة تلفزيونية منشورة على موقع وزارة الخارجية الأمريكية قالت رايس:
"الإسلام عقيدة عظيمة مسالمة. وهي عقيدة موضع احترام كامل في الولايات المتحدة. إن الإسلام أسرع الديانات انتشارا -- من أسرع الديانات انتشارا في الولايات المتحدة."
http://usinfo.state.gov/ar/Archive/2005/...20735.html
أما في فرنسا فقد أوردت صحيفة (لاكسبرس) الفرنسية تقريراً عن انتشار الإسلام بين الفرنسيين جاء فيه: "على الرغم من كافة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية مؤخرًا ضد الحجاب الإسلامي وضد كل رمز ديني في البلاد، أشارت الأرقام الرسمية الفرنسية إلى أن أعداد الفرنسيين الذين يدخلون في دين الله بلغت عشرات الآلاف مؤخرًا، وهو ما يعادل إسلام عشرة أشخاص يوميًا من ذوي الأصول الفرنسية، هذا خلاف عدد المسلمين الفعلي من المهاجرين ومن المسلمين القدامى في البلاد".
وقد أشار التقرير إلى أن أعداد المسلمين في ازدياد من كافة الطبقات والمهن في المجتمع الفرنسي، وكذلك من مختلف المذاهب الفكرية والأديان، من علمانيين إلى بوذيين إلى كاثوليك وغيرهم، كما أشار التقرير إلى نشاط بعض الجاليات المسلمة وجماعات مثل جماعة التبليغ في الدعوة إلى الإسلام في المجتمع الفرنسي.
كما ورد في التقرير إلى أن عدد المعتنقين الجدد للإسلام من الفرنسيين يصل إلى(60) ألفًا مؤخرًا، سواء أولئك الذين أسلموا بدافع حبهم وإعجابهم بهذا الدين، أو بدافع البحث عن الهوية والبحث عن الذات، الكثير منهم من شباب المدن، ويتراوحون ما بين "الأصولية" والاعتدال. منهم مهندسون.. جامعيون.. رؤساء شركات.. مدربون.. مدرسون.. طلاب.. عاطلون.. متحفظون أو متدينون بشكل واضح... كل هؤلاء الأشخاص يشكلون لبنة جديدة في المجتمع الإسلامي الجديد، وهم بمثابة الأسرة الكبيرة في مختلف مجالات الحياة بالمجتمع الفرنسي .ومن هؤلاء على سبيل المثال: فنان الراب في مدينة مرسيليا المسمى إخناتون، ولاعب الكرة (فرانك ريبري)، ومصمم الرقصات (موريس بيجار) وأيضًا (كليمون) -أصغر أبناء رئيس وزراء الحزب الاشتراكي السابق- موريس توريز".. كل هؤلاء أعلنوا إسلامهم منذ فترة ليست بالبعيدة.. ومعتنقو الإسلام من الجيل الأول من بينهم فنانون وحاملو شهادات رفيعة، ومعظمهم يفضلون ممارسة الإسلام النقي الصافي، كما أنزله الله على نبيه محمد ..انتهى ما ورد في التقرير..
أريد من وراء هذا الإثبات أن أقول بأن الفلسفة وحدها لا تكفي للتشكيك بالتدين أصلا وفرعا، فحاجات الناس الروحية تبقى أصدق أنباء من الجدل، في طمأنينتها الحد بين فوضى الأفكار وتناقضاتها وإغلاقها!
وقد كنا نحفظ أيام درجنا في الطريقة الشاذلية حينا دعوات للشيخ أبي الجسر نرددها في وظيفتنا وأورادنا:
(اللهم اسلبني عقلا يحجبني عنك وعن فهم آياتك وعن فهم كلام رسولك، وهب لي من العقل الذي خصصت به أنبياءك ورسلك والصديقين من عبادك، واهدني بنورك هداية المخصصين بمشيئتك، ووسع لي في النور توسعة كاملة تخصني بها رحمتك، فإن الهدى هداك، وإن الفضل بيدك، تؤتيه من تشاء، وأنت ذو الفضل العظيم) آمين
واسلموا لود واحترام:redrose: