شكرا طارق على التشجيع, (f)
لا أعرف بالضبط ماذا تقصدون بالباراسيكلوجي , بحثت عنه و حسب ماقرأت عنه أنه لا يدعى علما بل شبه علم, pseudoscience
ألا نستطيع , أيها الزملاء الكرام, الاتفاق ليس كما قلتم على: "لم يصل العلم بعد الى تفسير بشأنها". بل على أن : "هذه القدرات المزعومة فشلت حتى الآن في الحصول على مصداقية كافية لتوجه العلم لدراستها كما درس العلم الظواهر الطبيعية الأخرى" كما نوه الزميل آورفاي؟
أظن أن خطر مثل هذه الادعادات التي لم تثبت علميا لا تنحصر آثاره في منهج التفكير و الاعتقادات,رغم أن نتيجة الأفكار الخاطئة قد تكون كارثية, بل إن هناك خطورة مباشرة على حياة الأفراد, كأن يذهب مرضى نفسيون إلى أماكن المعالجة عن طريق الجن, أو يذهب ذوي الامراض البدنية إلى عيادات الطب البديل. منذ فترة سمعت بقريب لي مصاب بمرض عضوي يعتزم الذهاب إلى طبيب بشري يعالج بما يسمى بطب الطاقة. مع عدم معرفتي بمجال الطب, لكن العلوم التي تعلمتها في المدرسة و الجامعة كانت كافية لجعلي أنصح بشدة بعدم الذهاب. لايوجد شيء في الطب اسمه طب الطاقة! و لكن يأس قريبي من مرضه جعله يذهب ليخضع للعلاج و يصدق كلام دجال و يأخذ دواءا غير معروف التركيب و بسعر غال جدا, وفي النهاية لم يستفد شيئا. الحمد لله لم تزدد حالة قريبي سوءا و هو أمر متوقع جدا في طرق العلاج المكذوبة هذه. لكنه عانى نفسيا عندما تأكد له أنه خدع و بعد أن خاب أمله بالعلاج من مرضه .
أتمنى أن يحسم أهل الاديان موقفهم من هذه الأمور باعتمادهم على المنهج العلمي المادي, و ينفوا الإيمان بقدرات حقيقة للسحرة مثلا, ويقولوا أنها تخييلات فقط كما نرى اليوم. وأرجو أن لا يثير كلامي حساسية بعض الزملاء.حتى و لو كان الملحدون, بشكل عام, يعتمدون هذا التفكير النقدي في نفي الرسالات ومعاجز الأنبياء. هذا أفضل من ترك المؤمنين عرضة إلى التصديق بالخوارق بسرعة و خاصة في أمور السحر و الجن و الأرواح و الكرامات.
أظن أن الأديان تستفيد من قابلية التصديق الكبيرة هذه عند الأتباع و غياب التفكير النقدي لديهم, و بنفس القدر لا تترك الاتباع يصدقون أي شي و لو كان يبدو كمعجزة, لأن هذا خطر أيضا. لذلك اعتمدوا على ضوابط لتمييز "الحق" من "الكذب" في مثل هذه الإدعاءات. و لبّسوا هذه الضوابط أحيانا بشيء من النقد العلمي لكن نتيجتها محسومة سلفا, وهي عدم الإقرار بشيء يخالف طريق الدين مهما كان. أذكر أن هناك لجنة في الفاتيكان لدراسة الإعاجيب التي تظهر لرجال دين (عادة يكونون متوفين).و تمنح رتبا مثل قديس تدل على ثبوت العجائب أو المعاجز, إذا ً المعجزات المعاصرة معترف بها! لكن هل تمنح هذه الرتبة لغير المؤمنين؟ و في الإسلام يفرقون بين النبي و الساحر لا على أساس أن الساحر لا يستطيع الأتيان بالخوارق! بل هو قادر عليها. الفرق أن معجزة النبي تحدث بتأييد الله و السحر يحدث بتأييد الشياطين, و الساحر لا يقدر على مايقدر عليه النبي.و عندي إن ثبوت تعرض النبي لتأثير سحر اليهودية كما قيل هو معجز بقدر فلق البحر و شق القمر و إحياء ميت لا فرق بينهم أبدا. أقول هذا رغم أنه لا تزال فيّ بقية من إيمان بالله و بالخير الذي يدعو إليه الأنبياء. و أعترف أن إيماني هو أمر شخصي وجداني لا أستطيع فرضه على الآخرين لأنه ببساطة ليس عندي دليل مادي عليه.
قرأت منذ فترة أن هناك مؤسسات رصدت مبالغ تزيد عن مليون دولار كتحد لمن يستطيع أن يثبت أي من القدرات غير الطبيعية مثل التي يتكلم عنها الزملاء.
هذا رابط من الأنترنت له علاقة,
http://www.wired.com/science/discoveries...7/01/72482
أتمنى كثيرا أن يقوم شيئ مشابه لهذا في الدول العربية, كأن يرصدوا عشرة ملايين دولار لمن يستطيع أن يثبت قدرات غير عادية أو قدرات خاصة بالسحر و الجن, و يستعينوا بلجنة من العلماء الذين اثبتوا مكانتهم في المؤسسات الأكاديمية العالمية بحيث لا يجازفوا بمكانتهم العلمية بقرارات فيها هوى و عصبية. و لكي تكسب اللجنة الثقة بين الناس يجب أن يشرك فيها علماء دين من كل الأديان, و ذوي قبول كبير عند أتباعهم. تتعهد اللجنة لكل مدع بتأمين نفقات السفر إلى مكان الإختبار و تشترط عليه أن يكون إدعاؤه قابلا للاختبار. و بالمقابل تشترط عليه أن تكشف صدقه أو كذبه أو أمام ملايين المشاهدين على فضائيات معروفة لكي يصبح الدليل قويا أو الفضيحة بـ "جلاجل". و أرى أن الفائدة من مثل هذا المبادرة ستعود على الجميع, بما فيهم المتدينيين لمساهتمها في ضبط الاعتقادات الشعبية و تنقيتها من الدجل و الشعوذات.
يكفي ثرثرة, مارأيكم أن نرفه عن أنفسنا بالمقطع التالي ؟
http://www.youtube.com/watch?v=6oUBd3tgRpY
تحياتي
(f)(f)(f)