ما معنى أن يكون العربي قومياً!!!



حسن خضر


ما معنى أن يكون العربي قومياً في العام 2007؟ كانت إجابة هذا السؤال تتاخم حدّ البداهة قبل خمسين عاماً. ففي العام 1957، كانت حركات وتيارات سياسية من نوع البعث، والقوميين العرب، والناصرية الصاعدة حديثاً، كفيلة بتقديم أكثر من جواب، وأكثر من مرافعة أيديولوجية.
ورغم أن خمسين عاماً ليست بالوقت الطويل في عمر الشعوب، إلاّ أنها فترة كافية لإرغام أكثر الـمعلقين تسامحاً على إعادة النظر في ما انطوت عليه، وما تفتقت عنه، خاصة إذا اتسمت بما اتسمت به تجربة العرب في النصف الثاني من القرن العشرين من انكسارات متلاحقة.
ومبرر هذا الكلام أن تجليات ما ينبغي للقومي العربي أن يكونه في العام 2007 ليست في حقيقة الأمر أكثر من التصرف كذيل للأصولية، حتى وإن جاء التصرّف على حساب ما كان ذات يوم من أركان الدعوة القومية نفسها.
وفي هذا السياق، لا يفعل القومي العربي أكثر من استعارة خطاب القرضاوي، بعد تجريده من الدلالات الدينية، وإعادة تدويره في بلاغة يفترض بأنها قومية. فينقض بكامل حماسته للأمة، وحرصه عليها، على العلـمانيين، الذين تحالفوا مع الغرب، والأنظمة العلـمانية، تمهيداً للثناء على جبهة الـممانعة، التي تمثلها "حماس"، والـمقاومة العراقية، وحزب الله في لبنان، إضافة إلى النظام السوري بطبيعة الحال.
والواقع أن بلاغة كهذه لا تحقق انسجامها الذاتي دون التعامل مع الحقيقة بقدر كبير من الأريحية، وخفة اليد. ففي وصف الأنظمة العربية، أو بعضها على الأقل بالعلـمانية اعتداء على الحقيقة. لا توجد في العالـم العربي أنظمة علـمانية، إلاّ إذا كانت العلـمانية في نظر القومي في العام 2007 تعني عدم وجود فقيه في سدة الحكم. الأنظمة العربية ذات خصائص سلطانية، ومملوكية، وعثمانية، وربما هي الوحيدة في الكون، التي يتنافس فيها الحكّام مع معارضيهم على التظاهر بالتقوى.
وغالباً ما يصل الابتزاز، بالـمعنى السياسي، والأخلاقي، والثقافي، إلى حدود غير مسبوقة، عندما يفترض القومي أن كل خلاف مع أبطاله الأصوليين الجدد، يعني تحالفاً ضمنياً مع الغرب، ومعارضة لأهداف الطليعة الجديدة باسم أيديولوجيات مستوردة.
لا يحتاج الأمر إلى تحالف مع الغرب لتبرير الخلاف مع الأصوليين استناداً إلى حجم الكارثة التي ألحقتها الأصولية بالعرب وغيرهم من شعوب الأرض، وليس ثمة ما يبرر الخوف من تهمة الواقعية، كأن العقلانية أصبحت جزءاً من مؤامرة دولية، بدلاً من كونها أداة للاحتكام إلى الواقع.
ليس ثمة ما يبرر تعريض بلد للدمار مقابل أسر جنديين في لبنان، وليس في الاستيلاء على غزة ما يخدم الـمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، وليس في الـمذبحة الدائرة في العراق ما يبرر الثقة في مقاومة تسهم في تقسيم العراق. ففي لبنان، كما في فلسطين، والعراق، أسهمت الأصولية، بصرف النظر عن التباين بينها، في تفتيت وحدة الشعب، وألحقت به من الخسائر أكثر مما فعل أعداؤه.
وأكثر الـمرافعات ابتذالاً في هذا الشأن تلك التي تعترف بما اقترفته الأصولية من جرائم، وأخطاء في أوقات سابقة، لكنها ترى في ميل بعض أطرافها إلى الاعتدال، ما يضمن تحقيق الديمقراطية، وربما خروج العرب من أزمة الحكم الـمستعصية، إضافة إلى تحقيق الديمقراطية الـمنشودة.
وإذا كانت فكرة كهذه تستحق النظر كجزء من إستراتيجية بعيدة الـمدى لتفتيت الهجوم الأصولي، على الدولة والـمجتمع في العالـم العربي، الذي يتجلى في ممارسات بربرية ومتوّحشة من جانب الجماعات الأكثر تطرفاً، فإنها تستدعي الكثير من التحفظات والـمحاذير.
فالتجربة التركية غير قابلة للتكرار في العالـم العربي، وقد اكتسبت خصوصيتها من حماية الجيش للدولة والـمجتمع. وفي نموذج حماس التي انقلبت بقوة السلاح على سلطة جاءت بها إلى سدة الحكم، ما يقبل التعميم في أماكن أخرى.
ومع ذلك، ثمة مشكلة تتجاوز السياسة بالـمعنى الضيق والـمتداول. ففي حماسته الـمفرطة لأبطاله الجدد يتجاهل القومي أن الكثير من الأسئلة لا تحتمل التأجيل، ولا خفة اليد، أو البلاغة.
لـماذا فشلت الأنظمة القومية العربية (إلاّ إذا اعتبرنا بأنها لـم تفشل في سورية، بل تحقق انتصاراً تلو الآخر، وبأن قلب العروبة ينبض في قطر، على مسافة غير بعيدة من أكبر القواعد الأميركية في الشرق الأوسط) ولـماذا انتهى الأمر بالعرب إلى زمن الاستعمار الـمباشر. الذي انتهى من ناحية عملية في أماكن أخرى من العالـم.
ولـماذا تحوّلت الأنظمة العربية إلى كيانات فريدة في استبدادها، وكراهيتها للحرية، وفساد نخبها، وتحلل مجتمعاتها. ولـماذا علينا أن نختار إما أنظمة مستبدة ومتخلفة، وإما معارضة لا تقل عنها استبداداً وتخلفاً، وكل ما تعدنا به هو احتمال الاعتدال في يوم ما، والدليل تحليلات الـمعجبين بها؟
وهل يصبح الإنسان معادياً للديمقراطية، وكارهاً لصناديق الاقتراع، إذا أبدى تحفظات إزاء الأصولية، وهل في نفوذها الكبير، الذي أسهمت في صنعه الدولارات النفطية الوهابية، وتقاطع الـمصالح الإقليمية والدولية، وفساد النخب الحاكمة واستبدادها، وصعود فئات شعبية جديدة إلى قاطرة التاريخ، ما يبرر عبادة الشعب، وعدم الارتياب في حكمة الأغلبية، أو على الأقل التظاهر بفقدان الذاكرة؟
وإذا وضعنا هذا جانباً، ألـم يكن القضاء على التخلّف أحد الـمهام التي وضعها القومي العربي على عاتقه قبل خمسين عاماً، وألـم تكن الـمتاجرة بالدين، واستغلال مشاعر البسطاء، جزءاً من علل الـمجتمع الـمتخلّف في تعريفه، أوليس ما يشكّل درة الخطاب الأيديولوجي للأصولية هذه الأيام، أكثر تدهوراً بالـمعنى السياسي، والثقافي، والأخلاقي، مما كان عليه قبل نصف قرن؟
فما الذي تغيّر، إذاً، وما معنى أن يكون العربي قومياً؟.

نقلا عن صحيفة الايام الفلسطينية

غريبة:grin:

يبدو أن كاتب المقال "الفتحاوي" بامتياز لم تصله الأخبار بخصوص الفلسطينيين الذين يدفعون لرجالات فتح 200 دولار مقابل السماح لهم بدخول وطنهم:D:

لكنه بصراحة ذكي جدا إذا هاجم حماس تحت غطاء مهاجمة القومية والأصولية:bouncy:

أستاذ فضل(f)

كمبيوترجى
لا اعرف من كيف تخلط الحابل بالنابل بتوليفة ساذجة جدا

اولا كاتب الموضوع ليس بفتحاوى ولم يكن يوما كان سابقا فى الجبهة الشعبية مدير مكتب الدكتور جورج حبش والان هو كاتب ومفكر غير حزبى

ثانيا ما علاقة الموضوع المطروح جملة وتفصيلا بموضوع موظف مصرى او فلسطينى مرتشى ام ان هذا صار مجرد اسهال كلامى تقليدى يقال هكذا كمجرد اسهال اضطرارى حتى لو كان الموضوع المطروح يتعلق بشىء اخر تماما

تحياتي أستاذ فضل(f)

أعذر إسهالي الفكري حاكم من الصبح ممغوص بصراحة:D

ما هي تلك الجريدة التي تعود في التاريخ خمسين أو ستين سنة إلى الوراء لتنتقد أفكارات انقرضت أو تكاد تكون، ثم تقرن الفكر القومي بالفكر الأصولي الذين لا أرى أي صلة فيما بنهما!!!!

ومن تصفّح موقع جريدة الأيام يا صديقي ترى أنها فتحاوية بامتياز، أو دعنا نتجاهل أن فتح تستفرد بالسلطة ونقول أنها تابعة للسلطة أو لنقل أنها صحيفة حكومية ... من المقالات التي تثني على جهود عباس للسلام واجتماعاته بأولمرت وبالدول العربية التي كانت حتى الأمس المساهم الأول والأكبر في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني فقط لأنه مارس حقه الديمقراطي ووصفها للاستيلاء على غزّة بأنه وحشي وما إلى ذلك من هذا الكلام...

تتحدّث عن توقّف مصانع الأثاث في غزة عن العمل لكنّها لا تتحدّث عن فضيحة المعابر ومن ماتوا ومن يدفعون الرشاوي لدخول وطنهم!!!

هل نستطيع أن نعتبر تلك الصحيفة حمساوية مثلا؟؟؟

تحياتي لك:redrose:

كمبيوترجى

ما المشكلة ان تكون صحيفة الايام قريبة من فتح ؟؟ ما المشكلة بذلك؟؟ هل هذا ممنوع ؟؟ هى فعلا صحيفة قريبة من فتح وذات توجهات وطنية ليبرالية ما المشكلة فى ذلك ؟؟ انا لم اطرح للنقاش لا جريدة الايام ولا فتح ولا بطيخ موضوع النقاش واضح ولا يهمنى بتاتا ان تحب فتح او تكره فتح او ان تحب او تكره جان جاك روسو

يا اخى الموضوع المطروح للنقاش شىء اخر تماما ان كان لديك لديك ما تقوله فقله وخلصنى بدون نق وزن عواجيز خرفة حول فسفسة لا معنى لها

مين عندو مكيف يا شباب ...الحرارة 40 والناس معصبة ....:97_old:

ظهر الخير:D

أستاذ فضل لماذا العصبية يا عزيزي؟؟

أتيت بحكمي على المقال أعلاه من نظرتي إلى المقالات المنشورة في موقع الصحيفة ... بين كل سطر وآخر هناك هجوم أو تلميح ضد حماس -إلا في الأخبار الرياضية:D- ... والكاتب كما هو واضح يهاجم القومية العربية بصفتها "ذيلا" للأصولية "المتوحشة" و"المتطرفة" ... طيب إن كانوا قد أصبحوا ذيلا للأصولية فما عاد ينطبق عليهم وصف "قوميين" ... بالعربي الفصيح هم غيروا اتجاههم الذي انقرض أصلا:grin:

بعد ذلك ينتقل من الحديث عن القومية إلى الحديث عن الأصولية!!!! طيب كمّل حديثك عن القومية يا أخي!!! إشرح لنا شيئا عن القومية العربية الحالية؟؟؟ أو انشر مقالا آخر يتحدّث عن الأصولية بشكل منفصل:hii:

ثم يُبرّر وقوف فتح في وجه الديمقراطية في فلسطين، وأقتبس هنا:
Arrayوهل يصبح الإنسان معادياً للديمقراطية، وكارهاً لصناديق الاقتراع، إذا أبدى تحفظات إزاء الأصولية[/quote]

بالمختصر ... المقال أعلاه فيلم هندي:D

ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي يا فضل، فمقال من جريدة تقف في صف فتح يتحدّث عن الأصولية و"تأثيراتها المدمرة" و"همجيتها" و"وحشيتها" يمكن بكل سهولة فهمه على أنه موجه ضد حماس، لا يحتاج الموضوع إلى مخترع ذرّة:duh:لكن في النهاية كل واحد يفسر أي مقال على راحته، وأنا هنا فسرته على أنه هجوم ضد حماس وليس طرحا موضوعيا لمناقشة مسألة القومية العربية!!!

(f)

Array
ظهر الخير:D

أستاذ فضل لماذا العصبية يا عزيزي؟؟

أتيت بحكمي على المقال أعلاه من نظرتي إلى المقالات المنشورة في موقع الصحيفة ... بين كل سطر وآخر هناك هجوم أو تلميح ضد حماس -إلا في الأخبار الرياضية:D- ... والكاتب كما هو واضح يهاجم القومية العربية بصفتها "ذيلا" للأصولية "المتوحشة" و"المتطرفة" ... طيب إن كانوا قد أصبحوا ذيلا للأصولية فما عاد ينطبق عليهم وصف "قوميين" ... بالعربي الفصيح هم غيروا اتجاههم الذي انقرض أصلا:grin:

بعد ذلك ينتقل من الحديث عن القومية إلى الحديث عن الأصولية!!!! طيب كمّل حديثك عن القومية يا أخي!!! إشرح لنا شيئا عن القومية العربية الحالية؟؟؟ أو انشر مقالا آخر يتحدّث عن الأصولية بشكل منفصل:hii:

ثم يُبرّر وقوف فتح في وجه الديمقراطية في فلسطين، وأقتبس هنا:
بالمختصر ... المقال أعلاه فيلم هندي:D

ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي يا فضل، فمقال من جريدة تقف في صف فتح يتحدّث عن الأصولية و"تأثيراتها المدمرة" و"همجيتها" و"وحشيتها" يمكن بكل سهولة فهمه على أنه موجه ضد حماس، لا يحتاج الموضوع إلى مخترع ذرّة:duh:لكن في النهاية كل واحد يفسر أي مقال على راحته، وأنا هنا فسرته على أنه هجوم ضد حماس وليس طرحا موضوعيا لمناقشة مسألة القومية العربية!!!

(f)
[/quote]

الكاتب بالطبع لا يخفى انه يتهجم على الاصولية ومن ضمنها حماس هو يقول ذلك بكل وضوح

اما بقية ما كتبته فهو اشياء سخيفة بل وغبية جدا عن ان فتح وقفت فى وجه الديمقراطية فهى التى منحت هؤلاء الاصولين طوعيا الفرصة التى لم يحصلوا عليها سابقا فى كل دول المنطقة وانتهت التجربة بكارثة حقيقية

Array
الكاتب بالطبع لا يخفى انه يتهجم على الاصولية ومن ضمنها حماس هو يقول ذلك بكل وضوح

اما بقية ما كتبته فهو اشياء سخيفة بل وغبية جدا عن ان فتح وقفت فى وجه الديمقراطية فهى التى منحت هؤلاء الاصولين طوعيا الفرصة التى لم يحصلوا عليها سابقا فى كل دول المنطقة وانتهت التجربة بكارثة حقيقية
[/quote]
كلٌّ يرى الأمور من منظوره الخاص يا صديقي:rolleyes:

أنا أرى أن فتح وقفت فعلا في وجه الديمقراطية في فلسطين عن طريق الوقوف في صف أمريكا وإسرائيل ضد حكومتها المنتخبة من الشعب ... لكنني في الجانب الآخر لستُ أقف في صف حماس فهي بالنسبة لي مثل فتح خائنة لقضيتها.

يكفيني أسفا أن الحكومة الفلسطينية الجديدة -لا أدري إن كانت قانونية أم لا- حذفت بند المقاومة من برنامجها:rose:

عموما ... لا أريد تخريب نقطة الموضوع عن "القومية" أكثر من ذلك:D

تحياتي(f)

أهلا يا فضل (f)
كما تعلم أنا ليس لي صاحب ....الا الحق
وحماس أجدها بل كل الأصولية والاسلامية والأديان عموما اذا لبسوا السياسة يصبح منظرهم عالة ومضحك
ولكن عبارتك التالية أسمحلي وقفت في زوري ...لم أستطع أبلعها
فتح وقفت فى وجه الديمقراطية فهى التى منحت هؤلاء الاصولين طوعيا الفرصة التى لم يحصلوا عليها سابقا فى كل دول المنطقة وانتهت التجربة بكارثة حقيقية
هل الديمقراطية هي منة أو هبة تمنح من جهة ما ؟؟؟
أنا أعلم أن الديمقراطية هي حق من حقوق الشعوب ,,,,<_<