أيهما أكثر طائفية ومذهبية ..السوري أم العراقي ...الكثير من السوريين يتفاخرون بأنه يستحيل أن يحدث بسوريا ماحدث بالعراق أو لبنان ...فهل هذا صحيح ??? ..لنقرأ هذا المقال اذن ...
الحكمة من شيخ العرب
في هذه الايام التي أخذت فيها الطائفية تبرز أنيابها في العراق، علينا ان نتذكر ان هذا البلد كان آخر من يترشح للمنازعات الدينية والطائفية. الاكراد سكنوا بين العرب والعرب سكنوا بين الاكراد والتركمان، السني يتزوج شيعية والشيعي يتزوج سنية. الحنفي لا ينزعج اذا رأى زوجته الجعفرية تربي اولاده كجعفرية والجعفري لا يثور إذا رأى اولاده ينشأون كسنة. وهكذا كانوا يتداعبون وينكتون على بعضهم البعض ولكنهم لم يسمحوا لهذه الفوارق ان تتحول الى تقاتل.
مما ينساه الكثيرون ان بغداد كانت عاصمة الامبراطورية الاسلامية لعدة قرون، تلك الامبراطورية التي ضمت شتى الطوائف والقوميات. وكعاصمة لهم جميعا، كان عليها ان تظهر من التسامح وروح التعايش ما تقتضيه هذه الامبراطورية الواسعة وتجعل كل واحد من ابنائها يشعر بانتمائه اليها. ورث العراقيون هذه الروح. وبعد ان اقيمت المملكة العراقية أخذ الجميع يسعون الى تعميق هذه الروح السمحة وازالة ما بقي من حزازات التفرقة. هكذا تولى رجال من الشيعة كمحمد الصدر وصالح جبر وفاضل الجمالي رئاسة الحكومة وائتمر بهم وزراؤهم السنة، وتولى رجال من اهل السنة كنوري السعيد وجميل المدفعي وياسين الهاشمي رئاسة الحكومة، من دون ان يجد وزراؤهم الشيعة كصادق البصام وصالح جبر أي ضير في تنفيذ اوامرهم.
بعين الوقت كان الكثير من ابناء السنة يمثلون منطقة شيعية في مجلس النواب، او اشخاص من ابناء الشيعة يمثلون منطقة اكثريتها من ابناء السنة، بل كان كثير من المسلمين يجدون نائبا مسيحيا او يهوديا يمثلهم في البرلمان. مثلما كان المسيحيون واليهود يجدون سياسيا مسلما يمثلهم عن منطقتهم.
من امثلة ذلك ان الشيخ محروث الهذال، شيخ مشايخ عشيرة العنزة، كان يمثل مدينة كربلاء في مجلس النواب. والمعروف ان عشيرة العنزة الضاربة الارجاء والممتدة عميقا في صحارى نجد كانت من القبائل السنية القحة.
لم يعبأ أحد فيما اذا كان الشيخ ابن هذال سنيا او شيعيا. يكفي انه كان مسلما يؤمن بالله ورسوله، والحقيقة هي انه كان من الآداب الحميدة في المجتمع العراقي الا يسأل الانسان صاحبه عن مذهبه. ولكن مع ذلك، فقد التفت صادق البصام، الذي كان يشغل منصبا وزاريا عندئذ الى ظاهرة تولي رجل من قبيلة عنزة السنية تمثيل لواء كربلاء في المجلس. انتهز فرصة زيارة الشيخ لمكتبه فسأله «شيخنا اريد اسألك هالسؤال البسيط. حضرتك شيخ العنيزيين، ولكنك تمثل مدينة كربلاء. قل لي شيخنا، انت حقيقة سني او شيعي؟».
نظر اليه محروث الهذال ثم لوح بيده وقال: «يا خسا الأثنين ويعيش الله». أي يخسأ من ينظر من الزاويتين الطائفيتين والحق للأسلام والله وحده. وكان جوابا حكيما جديرا بمن يترأس قبيلة عتيدة الشأن والتاريخ والمكانة. وما احوجنا الآن لمثلها من الحكمة وسعة الصدر.
التعليــقــــات
المصطفى بوردة المغرب، «المملكة المغربية»، 07/08/2007
فعلا لقد كان العراق إلى وقت قريب لا يعرف الصراعات الطائفية ولا يعرف معنى النزاعات المذهبية، إلا أن الحال تغير الآن حتى اصبحنا نرى في العراق ما لا تصدقه العين. الإخوة الذين أصبحوا بين عشية وضحاها أعداء - وسبحان مبدل الأحوال- ما الذي حدث؟ إننا ومهما عددنا الاسباب ومهما بحثنا في مكامن الداء فلن نبلغ المراد والمقصود، لأن مشكلة الصراع في العراق فاقت التصورات وتخطت حدود العقول حتى أصبح معقولها لامعقولا، واستعصى على ذوي الألباب فك ألغازها، وحل رموزها، والوصول إلى الحقيقة المفقودة بالرغم من كثرة ما اسيل من مداد وما أهدر من اوراق. وإني أشاطرك الرأي في كون تاريخ العراق كان حافلا بمقومات التعايش, والتساكن, والسكينة إلا أن الزمان كشف عن المكامن ,وزال الرماد الذي كان يغطي النيران المتأججة التي اكتوى بها العراقيون, هذه النار التي لا تعرف معنى الطائفية , اوالمذهبية , فهي تقضي على الشيعي والكردي والسني ,تهدم المساجد , وتحطم المراقد بلا شفقة ولا رحمة , وسيسمر الوضع على ماهو عليه ما لم تتغير العقليات القيادية التى لازالت تنشئ المليشيات ,ويصبح العراقي عراقيا وليس سنيا أو كرديا أو شيعيا.
سالم السالم - Australia، «استراليا»، 07/08/2007
إقتباس علينا ان نتذكر ان هذا البلد كان آخر من يترشح للمنازعات الدينية والطائفية. الاكراد سكنوا بين العرب والعرب سكنوا بين الاكراد والتركمان، السني يتزوج شيعية والشيعي يتزوج سنية. الحنفي لا ينزعج اذا رأى زوجته الجعفرية تربي اولاده كجعفرية والجعفري لا يثور إذا رأى اولاده ينشأون كسنة. وهكذا كانوا يتداعبون وينكتون على بعضهم البعض ولكنهم لم يسمحوا لهذه الفوارق ان تتحول الى تقاتل.
هذا كان يحدث لان الناس هناك لم يكونوا يطبقوا الدين الصحيح - بالتالي تراهم لا يأبهون بما يحدث حولهم و لا يهتمون الا بلقمة عيشهم.
خليل برواري { النرويج }، «النرويج»، 07/08/2007
نعم استاذ خالد كلام جميل ولكن لم تبحث عن المسببات التي ادت الى هذا التقسيم بين السنة والشيعة اولا السبب الرئيسي هو سياسة صدام حسين حيث شعر الشيعة وهذه حقيقة واقعة بأنهم هم المستهدفون وان مذهبهم هو المستهدف وتحقق ذلك جليا عندما اقدم النظام على اعدام رموز بارزة من الاخوة الشيعة {الضغط يولد الانفجار} انفجرت القنبلة الشيعية، الان وبعد تحرير العراق الاخوة الشيعة ومهم الاغلبية في العراق حققوا بعض المكاسب مما اشعر السنة بأنهم مهمشون وبالتأكيد هناك عوامل ذاتية وموضوعية لتأجيج مثل هذه الصراعات.
محمد حسن سلامة، «مصر»، 07/08/2007
(فرق تسد) سياسة استعمارية قديمة، وحينما تجد منطقة بها امريكا او خاضعة للنفوذ الامريكى ستجد على الفور نزاعات تم خلقها لتفتيت وحدة الشعب وهكذا الحال في العراق وفلسطين ولبنان ومصر والقائمة مفتوحة والشيطان لا ينام.
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?se...amp;issue=10479