مرحبا الأخ إبراهيم،
التنصيص الذي اقتبسته بين و لا يحتاج إلى كلّ هذا التأول، المسألة أني أثبت الكتاب لا لاعتبار أنّه يتحدث عن اليهودية كدين و لكن للتنبيه على هذا المؤلف الهام؛ الكتاب الذي اعتمده تصوّر نقدي و تحليلي للاستعمارية الغربية في أمريكا، أمّا توصيفي له فهو بالفعل ناقد في المجال الديني برؤيا حرّة و اتجاه معرفي مميز لا للنفي و إنما لاستكشاف بعض الإرتكاسيات المتاخمة للديني، إضافة إلى عنايته الجريئة بكشف بعض المفاهيم و الإتجاهات المأدلجة الصهيونية، و هذا الإقتران تبويب لا إلحاق...
أمّا النقاط الأخرى التي أثرتها، فيمتعني القول :
* دراسة الأديان تفترض منهجا أناسيا موضوعيا أو ظواهريا يبتعد ( مع نسبية الطرح ) عن التقييمات الإسقاطية الإيمانية أو الثقافية المتأزمة أو الرهابية التآمرية، بمعنى ما هو لقاء معرفي، و في ما يخصني، لقاء جمالي مع اتجاه ثري في مستوى المبادئ و الدلالة و الأسلوبية، و لن أضحي بكلّ هذا لمجرد انتمائية ساذجة...
* إثبات هذه النصوص كان إنتقائيا واعيا؛ جاء في معرض الرد على طلب، و لا يمثل اتجاها معرفيا يؤمن بتمثيل شخصية لاتجاه ديني مستقل داخل إطار نسقي ما، كل من تشومسكي أو شاحاك يمثلان مرجعيا إطارا معرفيا ينتمي لثقافة الولايات المتحدة الأمريكية بمرجعيتها و إتجاهات و تمثلاتها البنائية و تحولاتها، و لا يمثل مجرد مفكر يهودي، فهذا جلف معرفي ساذج...
* بعيدا عن الإسقاط الشخصي، ثمّة فعلا اتجاه معرفي غربي تحركه معطيات مخيالية و تفاعلات إيديولوجية و رغبات إنتهازية إقتصادية إلى تشويه الإسلام، و هذا ما لا يجب أن ينفيه أي متابع للشأن المعرفي في الغرب. و أعتقد جازما أن سبب هذا التشوّه المعرفي يجب أن يطالع من ناحية العجز عن التطور الحداثي العربي و الذي تنصل من المبادئ التعددية و الأناسية و الإنتاجية العقلانية التي تكفل تطوير المشهد معرفي العربي بما يتناسب مع دورها في ترسيخ رؤيا مغايرة للأنا عند الآخر...
* البعض من متحذلقي المكتبات الإلكترونية ذات الطابع الديني تثبت نصوصا حرّة لا لاعتقاد معرفي حرّ و إنما من باب اعتماد مقولة شهد من أهلها على خرسها، و هذا ما لا أرجو أنك فهمته من إثباتي لهذه النصوص...
كلّ الود يا صديقي...

أخي العزيز طوزي:

أعجبني ردك جداً وهو رد يدل على أنك مثقف ومضطلع وعلى دراية بالأمور وأشكر على التوضيح فيما التبس. تقول مشكوراً:

Arrayدراسة الأديان تفترض منهجا أناسيا موضوعيا أو ظواهريا يبتعد ( مع نسبية الطرح ) عن التقييمات الإسقاطية الإيمانية أو الثقافية المتأزمة أو الرهابية التآمرية، بمعنى ما هو لقاء معرفي، و في ما يخصني، لقاء جمالي مع اتجاه ثري في مستوى المبادئ و الدلالة و الأسلوبية، و لن أضحي بكلّ هذا لمجرد انتمائية ساذجة...
[/quote]

في كل ما أسلفت قلت قولاً جميلاً. ولكن .... أضفت عبارة مثل "ولن أضحي بكل هذا لمجرد انتمائية.....". فهم الدين لا يكون من خلال حكم الانتمائية أو عدمها ولكن هناك فعلا ديانة إسمها اليهودية وبعيداً عن التصعيدات السياسية ولا ذنب لها في نعوم تشومسكي ولا ذنب لها في كل هذه القضايا السياسية. هذه الديانة يمكن أن نعرف عنها الكثير من حاخامات اليمن مثلا وهم في بدواة قحة جميلة ولكنهم عرب يمن يهود. هذا معتقدهم ويقدرون أن يصوغونه بعباراتهم وهم يتكلمون ونحن نسمع... وبعيداً عن تعقيدات العلوم السياسية وشاحاك وكل هؤلاء الخبراء والذين لهم تخصصهم الجميل ولكنه لا شأن له بدراسة الأديان يا صديقي.

أيضا، معرفة الأديان ليست بالضرورة قضية معرفية إبستمية. بصراحة لا أميل لهذا الاعتقاد. معرفة الأديان قضية تعلن عنها الأديان وكل واحد له أن يحدد بضاعته بالكيفية التي يريد وهنا نستخدم آلاتنا المعرفية إن شئنا في القراءة وسنختلف في القراءات وتتعدد القراءات والتآويل تبعاً لذلك. هناك طبق كسكسي لمتعة النظر وهههههههه اللسان.. لا يتحمل أكثر من ذلك. تلك هي الأديان. الأديان طبق كسكسي نأكله في ساعة عصاري وننتشي به. لا تحتاج للتأويل التي قد يقدمها لنا خبراء العلوم السياسية مثل تشومسكي أو شاحاك. عمل تشومسكي مشكور عليه ويشكر ونقبل يديه عليه ولكن ليس منه نأخذ مجال دراسة الأديان.

من جهة الرغبات الإقتصادية لتشويه الإسلام فأراها تفتقر إلى الدافع السليم ولكن إن كان العالم كله تحكمه لغة الإقتصاد فالدين آخر ما يهمه ولا يقدم الدين قريب أو بعيد في مصائر الأمم. طبق الكسكسي للأكل ولكنه لا يحسم اقتصاد الشعوب. لك أن تنظر إلى أمة الإسلام في الوطن العربي وتسأل نفسك: هل فعلا حرصوا دوماً على أن يظهروا بمظهر من يعيش ضمن المجتمع الدولي؟ أفرح كثيراً عندما أجد مغربي أو جزائري ويتمتع بفكر عالمي ولا يهمني دينه أو عدم دينه. هذه مسألة شخصية. المهم معاملته الأنيقة. كل الناس تقول يا رب. ليست هذه هي القضية.

وأحلى تحية لك صديقي الأمير وشكرا على فرصة الحوار. (f)

العهد القديم والتلمود موجودة باللغة العربية، والكتب التي جلبها الاخوه
والكتب التاريخية والأديان المقارنة
كمال الصليبي في حوار مع زياد منى

المرحوم حسن ظاظا باحث مختص

http://www.alkalam-sy.com/pubs/search.php?...bject&ID=11

الاستاذ ابراهيم الاستاذ طوزي
لقد قرئة الحوار بينكم وحواركم هذي يعد كتاب بحد ذاته بدون مبالغه اشكركم علي هذا النقاش المفيد

ان الانسان من وجهة نضري
يجب ان يبحث عن الحقيقه بحث الجاد المستميت علي العثور علي ما يشبع رغبته في معرفة في كيفية اتصاله بخالقه ومعرفة
معني الوصف للموصوف با (الله )
ولا يكتفي بما نشاء عليه من اعتقاد ودين فيرضى بما وصفه به غيره بل يبحث في كل الاديان والملل والفرق ليجد ما يرضيه
او يكون صوره واضحه له في كيفية المسلك الذي يسلكه وهذا سبب بحثي لكتب تكون من اعتقادات اليهود انفسهم .
اضف الي ان اليهود يحملون ميزه وهي ان المسيحيين والمسلمين يجمعون ان اليهوديه ديانه سماويه نزلة من الرب الخالق
علي عدد من الصالحين والانبياء فتكونة بصوره التي نراها من ديانه يهوديه هذا تكون من منتوج فكري كبير يضم عدد كثير من
الرسل والانبياء والحكماء والاولياء كما اردنا او اراد احد تسميتهم .
بينماء اليهود لا يؤمنون ولا يصدقون بوجود المسيحيه ولاسلام ابدا
وانا اري ان هي النقطه في صالح هذي الديانه تصديق الديانا ت لها وهي لاتعترف بالديانات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Arrayبينماء اليهود لا يؤمنون ولا يصدقون بوجود المسيحيه ولاسلام ابدا
وانا اري ان هي النقطه في صالح هذي الديانه تصديق الديانا ت لها وهي لاتعترف بالديانات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/quote]

ذات مرة كنت في محل لبناني أشتري بعض علب الفول المدمس ومن حسن حظي قابلت شاب يهودي من أصل يمني كان إسمه جي دار وقال لي إنه سمع من حاخاماته إن الإسلام أقرب إليه في المعتقد من المسيحية وأيضا قال لي صديق آخر وهو يهودي مصري إنه يرى أن الإسلام له رسالة وأن محمد نبي بطريقته وأن المسيح كان معلم صالح كشأن أي رابّي متفوق في هذا الزمان وعندما زرت الأستاذ مراد في بيته في روتشستر وجدته يعلق آية الكرسي على الحائط في مكتبه قال لي كل هذه كتب ربنا وكله كلام ربنا ورأيت عنده على الرف كتب للشيخ طنطاوي من مصر وهكذا... كان يقول نوح عليه السلام وإبراهيم عليه السلام ومحمد عليه السلام.... خجلت من نفسي وقررت أن أكون في رقي هذا اليهودي في أخلاقه بعد أن كنت أميل للجدل والنزاعيات العقائدية.

اليهودي يرفض المسيحية لسبب واحد فقط لأنه يعتبرها فرقة ضالة منشقة عن دينه وتقوم على تقويض أساس دينه وتضيف إليه وتحوره تحوير فاسد، في اعتقاد البعض.

الاستاذ ابراهيم
كلامك هذا جميل جدا ولاكن انا اتكلم عن عموم رجال الدين يعني رجال الدين من ربانيين وقساوسه وحخامات وشيوخ
اغلب اذا مهو بكل الحخامات اليهود ينفون وبشده ان الديانه المسيحيه والاسلام وكتبها انها من عن الله الرب الخالق
وكذالك القساوسه والرهبان ينفون ان الاسلام دين من الله الخالق وهكذا هذا ما اعني .

وكما تلاحض في الكتب المقدسه لدي المسيحيه والاسلام تذكر هذي الكتب اليهود بشكل مستمر لا بل تخاطبهم وتوبخهم
بشكل مستمر القران مثلا اكثر من ثلث الايات تتكلم عن اليهود برغم نزوله علي قوم اخرين وهم العرب يخاطب الكتاب المقدس
اليهود بشكل مستمر ويخوفهم ويطلب منهم طلب المغفره الخ.....................


اليهود لا يؤمنون بلقران ولانجيل هذا امر وضح الي بعض الشواذ واكثرهم غير متدينين

(الأستاذ مراد في بيته في روتشستر وجدته يعلق آية الكرسي على الحائط في مكتبه قال لي كل هذه كتب ربنا وكله كلام ربنا ورأيت عنده على الرف كتب للشيخ طنطاوي من مصر وهكذا... كان يقول نوح عليه السلام)

لو يقوم الاخ مراد بقرائة القران لنزع الايه بكل تاكيد لان القران يهاجم اليهود لانهم قتلو الانبياء وكذبو الرسل الخ..................................

ولو يقرا كتاب الاحد الشيوخ من المسلمين لعرف كيف ان المسلمين يحبون اليهود حب حتي الجنون:lol22:
الأستاذ مراد شخص طيب كثير

Arrayلو يقوم الاخ مراد بقرائة القران لنزع الايه بكل تاكيد لان القران يهاجم اليهود لانهم قتلو الانبياء وكذبو الرسل الخ..................................

ولو يقرا كتاب الاحد الشيوخ من المسلمين لعرف كيف ان المسلمين يحبون اليهود حب حتي الجنون
الأستاذ مراد شخص طيب كثير
[/quote]

وأنا أيضا اندهشت وقلت له: هل تعرف ما يقوله القرآن عنك؟ وعن جميع اليهود؟ نظر لي نظرة صارمة وقال لي: اوعى تغلط: كله كلام ربنا. وأحضر لي الكتاب المقدس وقرأ لي مزمور عن اليهود ونكسهم العهد مع الإله ورغم أنه أكرمهم وأجزل العطاء لهم من زمن إلى زمن.

لسبب غريب، لم أجد يهودي واحد يتضرر من القرآن أو يشكو عليه أدنى شكوى. هي بالنسبة لهم قضية "تأويل" فيما أظن. قد أشكو أنا على القرآن لكن اليهودي يفوقني بصراحة في الأخلاق ولا يتحدث بشكل سلبي عن القرآن.

من جهة مشايخ المسلمين، فجميع أصدقاء صاحبي إيلي، وهو يهودي مصري، هم من المسلمين وقال لي إن جارته المسلمة قالت له ذات مرة عندما عاد ليزور مصر: "والنبي يا إيلي، مش اسكندرية احلوت؟". أحياناً، إيلي يتكلم ولا تشعر أنه يهودي وأول انطباع يخطر ببالك إنه قد يكون مسلم. ما يهم هؤلاء الناس هو نشر الاعتدال، وأنا من نفس هذه المدرسة تقريباً. يجب أن ندعم الاعتدال بكل أشكاله وهو كفيل بالانتصار على التطرف.

تحياتي لك (f)

الأخ إبراهيم،
مسألة الاعتدال ليست بالمسألة المزاجية و التي تخضع لمعطيات عاطفية شخصية، الاعتدال المنشود ينبني إمّا على إطار إناسي معرفي متكامل و يحمل طاقة التبليغ الإجتماعي، أو هو تبني ثقافي لجملة من المبادئ الإنسانية و التي تصبح بمثابة الواعز الأخلاقي؛ و هو ما يقتضي حركية فاعلة و حرة و تعددية و أناسية في المجال المدني و العقائدي، و أكيد أننا نفتقد هذين المسوغين في الثقافة العربية الإسلامية الراهنة، لعديد الأسباب الداخلية و الخارجية...
و هنا يبرز مهمّة المثقف في مجال دراسة الأديان و مقارنة الأديان، بمحاولة ترسيخ مجهود معرفي يتكشف فخاخ إسقاط الإيديولوجي و الخطاب السياسي في هذا النطاق و يتجاوزها؛ و لا يخفى في هذا النطاق الثقل الرهيب لدراسة الأديان حاليا لما يتاخمها من تساؤلات خارج نطاق المعرفي...
الأخ أنا أفكر،
في إطار عقائدي دائما ما تكون العقيدة السابقة غير معترفة بالتي تليها، و من منطلق ظاهر بسيط يمكن تفهم ذلك، باعتبار أن العقيدة إن اعترفت باللاحق فهي تعترف بتجاوزها و نسخها ( قارن الإسلام البهائية )، إذا من الضروري التطبيع مع عدم الاعتراف من الوجهة العقائدية، لكن هنا في عمق هذا النطاق الديني ثمّة إطار حيوي عميق من التعاطي العقائدي المتجاوز لهذه المسألة سنعرض لها لاحقا ( مثال الإطار الصوفي أو معرفي إناسي ... )
الأخوة، أرحب بالنصوص العقائدية و الفلسفية و التصوف و مختلف المعارف بين ضفرين اليهودية إذ أن المكتبة الإلكترونية تعاني فقرا معرفيا شديدا في هذا الحقل...
مع الحب جميعا...

http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=52961