المقصود بالاردن هنا النظام السياسي واجهزته القائمة وليس الشعب, وان كانت تلك الاجهزة وذاك النظام يديره افراد من الشعب ولكن من غير المنصف وصف شعب بأكمله باللؤم رغم كثرة الحكايات والقصص والطرائف المتداولة. ومن تلك الطرائف واللطائف واحدة تقول ان الاردني حينما تلده امه لا يبكي كما يفعل بقية خلق الله بل يصرخ (مصاري مصاري مصاري) اي فلوس فلوس فلوس هذا هو اول ما ينطق به الاردني على حد تعبير تلك النكتة. ويقينا انها نكتة غير حقيقة لكنها ذات دلالات ومعان كثيرة لاتخفى على كل ذي لب. ومن تلك المعاني تعلق الاردنيين بالمادة, وحبهم الشديد للمال, ولهذا التعلق الشديد اسبابه التي قد تكون مفهومة ومقبولة, ولكن ما لايمكن قبوله هو اللؤم الذي يتسم به النظام الاردني ومحاولته المتاجرة بكل القضايا والاستفادة من كل التغييرات التي تحدث في المنطقة حتى بات الاردن كالمنشار(صاعد واكل, نازل واكل) على حساب مصائب الاخرين ومن دون مراعاة لشعورهم.

يكاد يتفرد الاردن بميزة عن كل دول المنطقة وهي تأقلمه السريع مع كل المستجدات, واستفادته من كل التطورات التي تحدث حوله او في الدول الجارة له حتى قال عنه أحد مسؤوليه الكبار (اننا بلد يعيش على مصائب الاخرين). ورغم فقر هذا البلد, وعدم توفره على اي مصادر للدخل او ثروات الا انه استطاع البقاء على قيد الحياة, ليس بسبب حكمة من يقوده كما قد يُتصور بل للؤم السياسة الاردنية وانتهازيتها. وافضل مثل يمكن ان يوصف به ساسة الاردن هو الذبابة, فعلماء الحشرات يؤكدون ان الذبابة انظف حشرة رغم نقلها للميكروبات والسبب في ذلك ليس لانها تحب النظافة بل لانها تلقي بقاذوراتها على الاخرين وفي الوقت نفسه تعيش على غذائهم. وساسة الاردن ذباب بمعنى الكلمة. فهم وفي الوقت الذي يرسلون لنا بقاذوراتهم من مجرمين وقتلة كالارهابي صلاح البنا ليفجر نفسه بالعراقيين الابرياء في الحلة وغيرها من المدن, تراهم يعيشون على النفط العراقي والمال الخليجي ويبنون بلدهم الذي وصفه الرحالة بالقول (بلد بحره ميت وميناؤه عقبة).

وتعالوا معي لنستقرئ المواقف الاردنية التي تثبت ما زعمناه. وهنا سوف لن اتحدث عن الكيفية التي نشأت وتكونت فيها ما بات يعرف بالمملكة الهاشمية الاردنية, ولن انفض التراب عن المواقف الاردنية من القضية الفلسطينية والدور الاردني في ضياعها, وكذلك لن اتحدث عما قام به اجداد الملك الحالي حتى لايقال عني (يدور دفاتر عنك) على حد تعبير العراقيين. بل سوف اتحدث وباختصار عن المواقف الاردنية ابتداء من اندلاع الحرب العراقية الايرانية والى موقف الاردنيين من قضية اللاجئين العراقيين لديها الان.

ماذا كان موقف الاردن من حرب الثماني سنوات التي أكلت الاخضر واليابس في العراق وايران؟ اظن ان الجميع يتذكر انتهازية الملك الاردني الراحل وصبه الزيت على نار الحرب المشتعلة بين البلدين الجارين. الكل يتذكر كيف اطلق الملك حسين بن طلال قذيفة مدفع تجاه الايرانيين ايذانا منه (بوقوفه) مع الشقيق (العربي) في حربه ضد العدو (الفارسي المجوسي). اتعلمون ماذا كان ثمن هذه الاطلاقة؟ كان ثمنها مئة الف برميل من النفط العراقي المجاني للاردن يوميا, ومثلها باسعار تفضيلية. وماذا ايضا؟ بناء ميناء العقبة وتوسعته بالاموال العراقية من اجل ان يستوعب السفن المحملة بالعتاد والاسلحة القاتلة لمد الجيش العراقي في حربه الضروس دفاعا عن البوابة الشرقية!

وماذا بعد؟ منح الاردن مساحة من الاراضي العراقية الغنية بالفوسفات من جهة الانبار ومن يركز في الخارطة العراقية سيكتشف ذلك ومن دون عناء يذكر. وماذا ايضا؟ تخويل الاردن وشركاته استيراد المواد المطلوبة لادامة سعير تلك الحرب بالنيابة عن العراق مقابل مبالغ هائلة كعمولات (كوميشن) متورط فيها الملك الاردني الحالي بحسب وثائق الاستخبارات العراقية السابقة والتي عثر عليها العراقيون بعد سقوط نظام صدام والقائمة تطول. هذا فقط ثمن اطلاقة ماكرة عبرت عن موقف انتهازي من حكام الاردن. وحينما عوتب الملك حسين على فعلته الشنيعة تلك بررها بالقول (ان صدام خدعه وقال له سنذهب لحضور مناورة بالسلاح الحي وطلب مني_ والكلام للملك حسين_ ان اطلق قذيفة واتضح بعد ذلك اننا كنا في الجبهة العراقية الايرانية). من يصدق ذلك, صدام يخدع الملك حسين؟ يبدو ان السنوات التي قضاها الملك في دراسة العلوم العسكرية في ارقى الجامعات البريطانية لم تسعفه في التمييز بين المناورة بالسلاح الحي وبين التواجد في جبهة القتال! ولا ادري هل هو خلل الجامعات البريطانية العسكرية العريقة التي خرجت العظماء من امثال مونتغمري وتشرشل, أم خلل الملك الاردني الذي لم يستوعب دروس تلك الجامعات جيدا!

ودعونا نطوي صفحة الحرب الايرانية العراقية ومآسيها وننتقل لما بعدها. اتعلمون كيف استفاد الاردن وحلب العراق من جديد؟ لقد شجع العراق وتشجع في تأسيس ما سُميَّ بـ (الاتحاد العربي) الذي ضم بالاضافة الى الاردن والعراق, دولتين عربيتين في غاية الفقر والبؤس هما مصر بلد الكنانة واليمن السعيد بالقات. وتحت يافطة هذا الاتحاد ابرمت الاردن العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع العراق. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يمكن ان يصدره الاردن للعراق؟ هل لديه النفط؟ كلا. هل لديه صناعات ثقيلة كي تصدر للعراق فائض انتاجها؟ كلا. اذن ما الذي سيقدمه الاردن بتلك الاتفاقيات؟ الحقيقة ووفقا لمحاضر تلك الاتفاقيات اتضح ان ظاهرها التعاون التجاري والاقتصادي وباطنها امني. اي يدفع النظام العراقي المقبور ما يسرقه من اموال شعبه للاردن مقابل خدمات امنية يقدمها النظام الاردني اليه, وايضا مقابل مواقف اعلامية وسياسية داعمة له وهذا ما يفسر وقوف الاردن مع النظام البائد في احتلاله للجارة الشقيقة الكويت.

وماذا حصل بعد سيناريو احتلال الكويت وهزيمة صدام وجيشه الجرار وتدمير العراق واقرار الحصار عليه؟ الذي حصل هو تأقلم الاردن مع الوضع الجديد واستفادته من ذلك الحصار الغاشم عبر تسهيله عمليات تهريب وبيع الاسلحة للنظام البائد وتشديده الحصار على الشعب العراقي المسكين. وكذلك تحوله _اي الاردن_ الى (الرئة) التي يتنفس منها النظام البعثي البائد, واستفادته الى اقصى الحدود من برنامج (النفط مقابل الغذاء) وكذلك مشاركته في عمليات غسل اموال ازلام النظام, فضلا عن تورط بعض اركان النظام الاردني بصفقات بيع اسلحة وصفقات مشبوهة. وتورط الكتاب والصحافيين الاردنيين بفضيحة كابونات النفط..

وبعد سنوات من الحصار العجاف , وبعد ان بدأت علامات انهيار النظام وافول نجمه تظهر في سماء المنطقة, خلع الاردن جلده الموالي للنظام البائد وبدأ ينسق مع الاستخبارات الاميركية في تسهيل عملية الاطاحة بنظام صدام فكان استقباله لصهري الدكتاتور صدام وهما كل من الاخوين حسين وصدام كامل بداية نهاية الزواج السياسي النفعي بين الاردن والنظام البائد, وأيذانا اردنياً بركوب موجة الاطاحة بصدام, فكان نتيجة هذا الموقف الاردني الانتهازي هو ان فتحت البنوك الاردنية ابوابها وحساباتها للاموال العراقية المسروقة والتي حملها صهرا صدام في رحلة الهروب, والتي بلغت ثمانية عشر مليار دولار الامر الذي كان فوق طاقة البنك المركزي الاردني, وفوق طاقة الاردن الذي دخلته سيولة نقدية ماكان ليحلم بها. وبعد ذلك حدث ماحدث وعاد صهرا صدام الى بغداد ليقتلا بعد ساعات من عودتهما وتركا خلفهما الاموال التي سرقاها في المصارف الاردنية حيث لم يكن بوسع النظام المطالبة بها.

ونصل الى مرحلة ما بعد تحرير العراق وسقوط نظام صدام فكيف كان الموقف الاردني من ذلك؟

كان الاردن اول الدول المستفيدة من التغيير. فقد شاءت الظروف ان تكون القاعدة الخلفية لاعداد وتدريب قوى الجيش والشرطة العراقية الجديدة مقابل ملايين من الدولارات عن ذلك التدريب الفاشل والاعداد البائس, بالاضافة الى انها باتت المعبر الرئيس من والى العراق حيث جنت وتجني المليارات كضرائب. واكثر من ذلك الاستفادة من الهجرة المليونية للعراقيين بسبب الارهاب التي ساهمت هي في تصديره الى العراق عبر أثارة ملكها الحالي لفتنة ماأسماه بـ(الهلال الشيعي) والمبني على تصورات واوهام لاصحة لها على الواقع ,فكانت هذه الفتنة السبب في تشجيع مواطنها الزرقاوي وبقية الارهابيين التكفيريين على الذهاب للعراق لقتال (الشيعة الروافض) وذلك لمنع تأسيس (الهلال الشيعي) ما ادى بدوره الى الهجرة المليونية, وهروب رؤوس الاموال العراقية واستقرارها في الاردن, فضلا عن الاموال المهربة اصلا بوساطة البعثيين وازلام النظام البائد وعائلة صدام والذين فتح لهم الاردن ذراعيه واحتضنتهم لاحبا بهم بل طمعا بما عندهم من الاموال من ناحية , ولإستغلالهم كورقة سياسية لأبتزاز العراق من ناحية أخرى, وهو ما تفعله اليوم برفضها تسليم المطلوبين للعدالة العراقية ومنهم ابنة صدام والتي صدرت بحقها أخيراً مذكرة اعتقال من الانتربول الدولي.

لكن كيف قابل الاردن هجرة العراقيين اليه؟
قابلها بمواقف اقل ما يقال عنها لئيمة, حيث راح يتاجر بمأساة اللاجئين العراقيين, وبدلا من ان يعمل النظام الاردني على الترحيب بهم وتكريمهم والتعامل معهم وفقا للأتفاقيات الدولية وهم الذين وفروا له مليارات الدولارات, فأنه راح يعاملهم بلؤم وخسة ونذالة من خلال التضييق عليهم, والتلويح بطردهم, وعدم توفير الحماية القانونية لهم حيث يتعرض العراقيون في الاردن يوميا الى عمليات استغلال وابتزاز مستمرة من الاردنيين سواء على المستوى الشعبي او الرسمي, وبطرق مختلفة ومواقف متنوعة, وآخر تلك المواقف اللئيمة هي افشال النظام الاردني المتعمد لمؤتمر دعم اللاجئين العراقيين الذي اقيم قبل ايام على اراضيه, وذلك لانه ُطلب منه ان يقوم بواجبه الانساني والاخلاقي والقومي والديني و(الصخام والزفت) تجاه محنة (اشقائه) اللاجئين العراقيين لكنه اصر على موقفه اللئيم, ورفضه القيام بأي من تلك الواجبات بلاثمن رغم انه بُني من خيرات العراق وكرم العراقيين.
محمد حسن الموسوي

صباح الخير قرامطي(f)

بصراحة لم أقرأ الموضوع كاملا أعلاه لكنني قرأت أول فقرتين ولن أستطيع التعليق سوى أنني أبصم بالعشرة على باقي المقال :Dومعك حق الحكومة هي التي تتسم باللؤم لكن ليس فقط على المساكين المنكوبين من دول المنطقة مثل العراقيين وإنما على شعبها نفسه، لكن الشعب على قولتنا "تمسح" وبطّلت فارقة معاه:haa:

وأضيف مساعدة الحكومة للذين نهبوا العراق سواءا كانوا عراقيين أم لم يكونوا على غسيل أموالهم في الأردن عن طريق الاستثمار في العقارات وغيرها ... طبعا هذه كانت وبالا على الشعب فالآن قلّة قليييييييلة فقط من أفراد الشعب الأردني قادرون على التملّك ولو غرفة صغيرة على ظهر سطح ... حتى بناء منزل صار شبه مستحيل:barfy:

صدّقني مصيبة الشعب العراقي كان لها أثر كارثي على الشعب الأردني ... لكن أثر عجائبي على الحكومة الأردنية (السراقين طبعا):bouncy:

لكن الواحد ما بيقول بالآخر غير
















الأردن أولا:aplaudit:

:lol:

:redrose:

كل هذا لأن الأردن رفضت تسليم رغد "للعدالة" العراقية..:97_old:

تصدقني يا نجم كنت أكتب ما قذفته من حقيقة عارية
وبنفس كشفك للمستور ... الأرملة والمكلومة رغد .... والرؤوس الأخرى التي تسعى حكومة المالكي
لالهاء الناس عن حالة عجزة التامة ...
كما أعدم صدام لعل وعسى ...وكل شوية يخرج من جعبته كالحاوي الخيبان
بجذب انتباه والهاء الشعب المدمر كلية
أصبحنا نعرف الهدف والقصد من المكتوب
ما هم العراقيون بأكثر من مليون في بلد فقير ومعدم مثل الأردن
ولولا الهبات والمنح ( والبراطيل ) الدولية لدورها المرسوم لها ولدورها ( الجليل )
منذ عام 2003 يعني من أربع سنوات
ولم يكتب عن النذالة الأردنية ولا اللؤم الأردني
عيبك يا قرموط
أنك تتعامل مع الجميع أنهم لا يعلمون ومغفلون
:P

الذي أعرفه عن الشعب الأردني أنه طيب لأبعد حدود ...

أما عن عائلته المالكة ..... فهي الأكثر تملقا و زيفا على الأطلاق ....

الذي أعرفه و أسمعه من زملائي الدارسين في الأردن ... أن الملك هناك لا سيطرة له على الشعب و أن من يحكم فعليا في الأردن هي العشائر و القبائل ....

أظن أن جرائم الشرف التي تحدث بالأردن لهو خير دليل على كلامي ... حيث أن الملك للآن لم يستطع إلغاء القانون المثير للجدل بالتخفيف عن مرتكب جرائم الشرف .

أما عن الحالة العراقية الأردنية فهي معروفة بأنها على الصعيد الشعبي متوترة بحكم تأييد الأردنيين المطلق للطاغية المقبور .

بغض النظر عن كاتب المقال و مذهبه و ليبراليته و غيرها ... أليس ما ذكر من أحداث و مواقف سياسية ... هي حقيقة و حدثت فعلا .؟؟؟

مقال سخيف .... يأخذ كاتبه على نظام الهاشميين بعض الدهاء السياسي الضروري في دولة دون موارد مثل الأردن. ولكنه لا يجد ما يدينهم حقاً سوى أنهم يستفيدون من المصائب والويلات التي حدثت في العراق. طيب، ما العيب في ذلك؟
ما العيب في أن يحاول الأردن أن يستفيد من حرب "الخميني وصدام حسين"؟ وما العيب في أن يحاول الاستفادة ثانية من حرب "بوش وبلير"؟ هل على الأردن أن يعاني ويقاسي ويتحمل مصائب وكوارث لا ناقة له فيها ولا جمل؟ لماذا؟

المقال سخيف، وكاتبه يصل حدود الحقارة عندما يحاول القدح بالأردنيين عبر "نكتة بائسة" في بداية المقال. وعبر جملة تذم البلد وتستهين به مثل جملة: بحره ميت وميناؤه عقبة.

أخيراً، في المقال رائحة طائفية تشي بالكاتب، أما عن الموضوعية "فحدث ولا حرج".

إن كان النظام الأردني خائنا عميلا فهل حكام العراق الجدد هم الوطنيون الأحرار؟!

إن كانت معاملة اللاجئين العراقيين في الأردن تجاوزت حدود الأنسنة إلى اللؤم كما يلمح الكاتب، فهل تعامل النظام العراقي الحالي مع الللاجئيين الفلسطينيين والسوريين في العراق يعبر عن كرامة وشرف؟!

إن كان النظام الهاشمي انتهازيا فبماذا يوصف جلبي وعلاوي وعبد العزيز الحكيم الذي ذرف دموعه أمام بوش بشهادة باول ليعطى وميلشياته حق التصرف في العراق؟!


الله يرحمك يا ستي لما كنت تقولين: (الجمل لو شاف حردبتو...)

من كان من الأنظمة العربية شريفا فليرم النظام الأردني بحجر...

من كان وطنيا محترما لإرادة شعبه ديمقراطيا حرا سيدا فليسم لنا نفسه

أو لنصمت جميعا

فكلنا في الهم عرب...

ولن يغيب عن ذاكرة الخيانة والانتهازية واللؤم مشهد العراق الراهن

واسلموا لشموخ في زمن الانكسار(f)

أقسم بالذي خلق الموسوي ، أن لا شئ يثيرني بقدر ذاك الذي يحضني على نقد بلدي " الأردن" ، لأسباب لا زلت معتقداً بأن النقد هو وسيلة البناء ، والمدح هو وسيلة الهدم ، لكن مقال الموسوي شطح شرقاً وغرباً وتلوّن بكل الالوان ربما لغاية ذكرها النجم اللامع " رغد صدام " ، وليسمح لي زملائي أن أنتقل " مؤقتاً" الي الجهة الأخرى ، لأكون مدافعاً عن بلد بكل مكوناته من ملوكه وحتى زباليه .

لا أدري من هو الاديب الذي قال ، ربما يسامحك صديقك على قتله ولكنه لن يسامحك على نجاحك حيث يفشل هو ، فنجاحك حيث يفشل هو هي أكبر جريمة يراها صاحبك ارتكبتها بحقه ، من هنا فلنبدأ

هذا الاردن ، الذي كان وسيظل "حالة تستعصي على الفهم" ، كيف إبتدأ وكيف صار ؟ في منطقة ابرز سماتها الانكسارات والانهاريات المتوالية وعدم الاستقرا لكل الاقليم المجاور ، وما هو سر بقاؤه الذي لم يكن أشد المتفائلين قبل خمسين عاماً أن سيبقى على الخارطة ؟

فلنرجع لنشوءه ، الذي لم يهبط بمظلة من السماء ، والذي لم يكن له وجود ضمن خرائط الاقليم ، ربما يعجز بعض الزملاء عن إدراك حالة النشوء والبقاء ، وربما داروين لو كان حيّاً يرزق لأضافها لنظرياته

اولاً ، لم يعتمد نشوءه على حالة عنصرية اقليمية او شوفينية عرقية او طائفيه ، فأميره الاول المؤسس كان حجازيا ، وقياداته كانت من خارج أرضه فكان هناك رؤساء وزاراته من خيرة جواره فكان " رشيد طليع اللبناني" وكان " الركابي " وكان " ابو الهدى الفلسطيني" وكان " المفتي الفلسطيني" وكان هناك العراقي ، والشركس المهاجرين من القوقاز كان لهم مقلة العين ، والتاريخ يذكر أن أول رئيس وزراء من أصل أردني تولى الوزارة كان " هزاع المجالي" عام 57

بلدٌ ، نصفه " بدو جاهل" ، ونصفه الأخر " لاجئين لا يملكون الا البقجة" ، على هذه النظرية التي لا تشذ عن نظريات " التفاعل الكيماوي" ، ارتقى وتطور ، فأصبح خلال بضعة سنين تركيبة لا هي بالمتجانسة كلياً ولا هي بالمتنافرة كلياً ، بلد أصبح أقل بداوة ، ولاجئوه اكثر استقراراً ، بل أنهم أصبحوا رموزه الاقتصادية

في هذا البلد المنكوب " بجيرانه" ومحيطه حيث العسكر إمتطوا صهوة الحكم في كل المحيط من عراقه الي سوريته الي مصر ، وكان الدور على هذا الكيان الذي لم يشتد عوده بعد ، فكانت ثورة الضباط الاحرار عام 57 ، ـ فاصل اجباري ، أحب بطش الملوك اكثر من حنية العسكر ـ فماذا عمل بهم الراحل الملك حسين ، ربما الكثير لا يعلمون وحان الوقت ليعلموا ، هؤلاء الضباط وغيرهم من السياسين الانقلابين أصبحوا هم قادة البلد ضمن المنظومة الحاكمة ، فلم يسحلوا بالشوارع ولم تقام لهم المشانق ، بل تم تعينهم " قائد جيش ، علي الحياري" ، " مدير مخابرات ، نذير رشيد" ووزراء وسفراء امثال صادق الشرع وعلي ابو نوار ومعن ابو نوار وغيرهم الكثير .

سيتبع وسيتبع


هامش اول ، رشيد طليع اللبناني الدرزي

طليع، رشيد (1876-1926): سياسي ومجاهد عربي. ولد في جديدة الشوف في جبل لبنان. تلقى تعليمه في بيروت والأستانة. عمل موظفاً حكومياً في عدة مناطق بسوريا. في 1914 عين نائباً عن حوران في مجلس النواب العثماني. عند تحرير سوريا من العثمانيين عام 1918 كان يشغل منصب متصرف اللاذقية. عينه الملك فيصل متصرفاً لحماة وحاكماً عسكرياً لها ثم مديراً للداخلية فوالياً على حلب وشمال سوريا. بعد دخول الفرنسيين انتقل إلى جبل العرب يدعو للأمير عبد الله بن الحسين، وبقي هناك حتى آذار (مارس) 1921 عندما التحق بالأمير عبد الله في الأردن. عين رئيساً لأول حكومة أردنية في نيسان (أبريل) 1921، وترأس حكومة ثانية في تموز (يوليو) من نفس العام. بعد تصاعد خلافاته مع الإنكليز حول صلاحياتهم في الأردن، فضل الاستقالة وانتقل إلى فلسطين فالقاهرة ثم إلى سوريا للمشاركة في الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان الأطرش. خاض عدة معارك ضد الفرنسيين كان أهمها معركة قرية الشبكي التي أصيب فيها واستشهد في أيلول (سبتمبر) 1926.

Array
تصدقني يا نجم كنت أكتب ما قذفته من حقيقة عارية
وبنفس كشفك للمستور ... الأرملة والمكلومة رغد .... والرؤوس الأخرى التي تسعى حكومة المالكي
لالهاء الناس عن حالة عجزة التامة ...
كما أعدم صدام لعل وعسى ...وكل شوية يخرج من جعبته كالحاوي الخيبان
بجذب انتباه والهاء الشعب المدمر كلية
أصبحنا نعرف الهدف والقصد من المكتوب
ما هم العراقيون بأكثر من مليون في بلد فقير ومعدم مثل الأردن
ولولا الهبات والمنح ( والبراطيل ) الدولية لدورها المرسوم لها ولدورها ( الجليل )
منذ عام 2003 يعني من أربع سنوات
ولم يكتب عن النذالة الأردنية ولا اللؤم الأردني
عيبك يا قرموط
أنك تتعامل مع الجميع أنهم لا يعلمون ومغفلون
:P
[/quote]

طبعاً تستغفل "نسمة" عن سبب كون "رغودة بنت صديّم" أرملة ... والسبب يعود في ذلك الى أبيها قائد الحفر والجحور الذي قتل زوجها شر قتلة.

ثم اننا منذ أن كنا في العاصفة وأنت تعرفين موقفي ومقف القرمطي وموقف الأخ العزيز صفاء من حكومة الأردن القذرة.


Array

كل هذا لأن الأردن رفضت تسليم رغد "للعدالة" العراقية..[/quote]

مرحباً نجم! وأهلاً تمييع:lol22:

يا نجم نحن منذ عامين ونحن نتجادل وتعرف موقفي من الأردن والدور القذر الذي يلعبه "مليكها" خاصة بعد نظريته الاستخباراتية المسماة بـ "الهلال الشيعي" والتي يعي الجميع أن فيها ثغرات كل ثغرة توازي رأس مطلقها.

أي أن القضية ليست "رغودة" التي رفضت في السابق الحكومة الصهيونية في الأردن تسلميها للعراق وترفض الآن رغم وجود توصية من "الانتربول".

ثم ان هذه القضية دلالة على عدم جدية الادارة الأمريكية في دعم المالكي ... لأن اسكافي السفير الأمريكي في عمّان اذا بصق عليه أحدهم فان "عبد اللات" بنفسه سيأمر بالقاء القبض على "الباصق" وايداعه السجون الى أن يشاء الله!

وكلنا سمعنا بتجميد الحسابات الخاصة بشخصيات معارضة للحكومة اللبنانية مثل "وئام وهاب" و "ميشال سماحة" وغيرهم بأمر شخصي من بوش مدعياً عملهم على عدم استقرار الحكومة السنيورية.

وبالمناسبة فهذه الشخصيات المعارضة على اختلاف بعض توجهاتها فانها تؤمن بـ "اتفاق الطائف" وتؤمن بـ"الدستور اللبناني" وتؤمن بوجود تمثيل لقوى الأكثرية.

بعكس "رغودة" وجماعتها من "البعثيين" في الأردن والامارات ممن يعارضون كل شيء في العراق بل ويمولون جماعات ارهابية متمردة.

نفس الكلام موجه لـ "جعفر علي" حول عدم صحة سبب "رغودة" في هذعه المقالة ... ان القضية تمتد في جذورها الى ما قبل أيام انتفاضة شعبان الخالدة ... انه دور ملوك الأردن في دعم كل جهة تؤدي الى تخلف العراق.

والآن تلعب الأردن دور "ايجار بالباطن" فهي في العلن تدعم الحكومة العراقية وفي السر تدعم جماعات بعثية مرضي عنها أمريكياً.

"عبد اللات" توقع حدوث ثلاث حروب أهلية في كلٍ من "فلسطين" و "العراق" و "لبنان" ... حتى الآن فان الوضع في هذه البلدان على شفا حرب أهلية شاملة ... فقط "عود ثقاب".

بالنسبة لوجود "الكيان الأردني" فلنبحث عن الاصبع البريطاني في هذا الصدد ... ولـ "أنيس النقاش" رأي محترم في ذلك.

سأعفيك يا دستورنا الاسلام الكتابة عن هذا الذي " تسميه" كيان ، وعلاقة بريطانيا بإنشائه ، هذا النشوء الكياني طال العراق وطال سوريا وطال السعودية وطال المشرق العربي ، عقب انتهاء الحرب العالمية الاولى ، فهو ـ كما غيره ـ كان وكانوا نتيجة الانهيار العثماني ، وتقسيم الغنائم بين سايكس وبيكو .

نعود ، ونسيت أن أذكر أيضاً ، أن من بين اوائل رؤوساء هذا الذي يسميه دستورنا "كيان" كان ايضاً رئيس وزراء قدم من لبنان وهو أيضاً درزي لبناني واعتقد ان اسمه مظهر ارسلان وكان ايضا من الثوار العرب . هذه استدراك فقط

وعندما فرض علينا العسكر حروباً ليسوا بقدرها ، كنّا نحن ونحن فقط نتحمل وزر مؤمراتهم وكوارثهم ، ويذكر هيكل وهو يكشف عن وثائق حرب 67 من مصادرها الامريكية والاسرائلية في مجلة " وجهات نظر" ، أن الراحل الملك حسين قبيل حزيران المشؤوم طار الي عبد الناصر رغم ان ما بينهم كان ما صنع الحداد ، ليقول له " إن هناك مؤامرة يقوم بها ضباط سوريين بالتعاون مع الروس لإدخال مصر في حرب مع اسرائيل تهدف لأسقاط عبد الناصر" ، ورغم ذلك قام العسكر بشن حرب لم يعرفوا ادواتها ، ودخلها الملك الراحل رغم علمه بأنها كارثية فقط ليزيل عن نفسه التهمة الابدية " الخيانة" ، فرأينا سيناء والجولان والضفة الغربية تتساقط سراعاً ، لا لخيانة الملك بل لحيونة الباقين

ثم ، كانت هناك حروب استنزاف ، وسنتجاوز الكثير ، وسأتجاوزه شخصياً لآنني كنت شاهدا وحاضراً ومحروقاً وبلا شعر رأس نتيجة قذيفة طيران من نابالم ، لنصل الي البعبصة العربية في الداخل الاردني واقتسام الفصائل الفلسطينية بين هذه الانظمة ولكل هدفه ، وكان ما كان ، وايلول الاسود الذي كتبت به المعلقات ، وتشهد الان الوثائق الفلسطينية والاردنية على ان مجموع ما قُتل خلال هذه الفتنة لا يتجاوز 2200 قتيل يتوزعون على مدنيين اردنيين وفلسطينين وعسكر اردني وفدائيين فلسطينين .

هذا الرقم ، وللذكرى ، هو لا يتجاوز قتلى شارع من شوارع صبرا ، ولا يرقى لجزء من تل الزعتر ، وهو رقم بسيط في حارة من حارات " حماة" ، ولا أظنه يرقى للجثث المجهولة الهوية في ازقة بغداد لاسبوع واحد .

ومع ذلك ، استمرت الحياة في هذا الكيان ، وكان ايلول الاسود ، ضارة جلبت ما لم يعد من فوائد ، واولها هذا الاستقرار الامني الذي تتمنى "كل الجوار" ان تصل الي شئ منه ، وإن أُغلق ايلول الاسود في هذا الكيان ، نرى أن اياليل وشهور وسنين فُتحت في غير مكان شماله وشرقه وغربه .

سيتبع